المستوى: السنة الثالثة اعدادي
المادة :اللغة العربية (التعبير والإنشاء )
عنوان الدرس :مهارة وصف الشخوص والأمكنة
أنشطة الاكتساب
التعريف بالمهارة
الوصف: هو تقنية للتعبير ينقل من خلالها الواصف ما يدركه بصريا إلى خطاب مكتوب، وبتعبير آخر فالوصف رسم بالكلمات وتصوير للمشاهد وتعبير عن الانفعالات والأحاسيس والمواقف، وكل نص وصفي يتميز بحضور عنصرين رئيسيين: الموصوف وأوصافه.
خطوات المهارة
لكتابة نص وصفي نحدد العناصر التالية:
- الموصوف الرئيسي.
- الموصوفات الفرعية.
- الامتدادات الوصفية.
وفي ما يلي خطاطة توضيحية لطريقة عمل هذه العناصر في النص الوصفي:
- الموصوف الرئيسي: يمكن أن يكون الموصوف الرئيسي شخصا أو مكانا أو حيوانا أو غير ذلك.
- الموصوفات الفرعي: موصوف فرعي 1 – موصوف فرعي 2 – موصوف فرعي 3.
- الامتدادات الوصفي: امتداد وصفي 1 – امتداد وصفي 2 – امتداد وصفي 3.
خلاصة واستنتاج
تعتمد مهارة الوصف على تحديد الموصوف الرئيسي المراد وصفه، وتحديد موصوفاته الفرعية والامتدادات الوصفية، وقد تعرفت في تفاصيل هذا الدرس على مميزات الموصوف الرئيسي، ورأيت أنه يمكن أن يكون شخصا أو مكانا أو غيرهما. فكيف نصف الشخوص والأمكنة؟
وصف الشخوص
عندما أصف شخصا أركز على الجوانب التالية:
- الأوصاف الجسمية: الملامح – الهيئة – اللباس …
- الأوصاف النفسية: المزاج والتصرفات – المشاعر والمواقف – الأفكار …
- الأوصاف الاجتماعية: الاسم – السن – الجنس – الوضعية الاجتماعية …
- الأفعال والحركات.
وصف الأمكنة
عندما أصف مكانا أركز على الجوانب التالية:
- موقع المكان.
- هندسة المكان.
- الأثاث والديكور.
نماذج للتطبيق والاستئناس
النموذج الأول: وصف شخص
مدرس اللغة الفرنسية رجل نحيل، يميل وجهه إلى العرض أكثر مما يميل إلى الطول، يلبس على رأسه العريض طربوشا شديد القصر، فكان يبدو لنا كما لو كنا نراه مجلوا في مرآة مشوهة … قصير القامة، يرتدي برنسا دون جلباب، يحلو له دائما أن يرمي بجناحيه معا إلى الوراء، ويعقد عليهما يديه النحيلتين المشعرتين، وكان شعر ذقنه الحليق كثيفا يتطاول فيكاد يصل إلى عينه، وينحدر إلى مسافة بعيدة مع عنقه. شديد سواد شعر الحاجبين، وله عينان حادتان قلقتان، وأنف أفطس. وكان صوته قويا حادا، وبذلك كان مجرد النظر إليه – وهو يذرع الفصل – يغريني بأن أسترسل في الضحك دون أن أعرف لماذا، ولهذا كنت أحرص حرصا شديدا على ألا أنظر إليه.
في الطفولة لعبد المجيد بن جلون.
النموذج الثاني: وصف مكان
يتألف المنزل من دورين وتوجد في الدور الأول غرفة الاستقبال ذات المقاعد الوثيرة، وقد زينت جدرانها بالصور. وتقع فيها العين هنا وهناك على تمثال صغير أو باقة من الزهور أو تحفة صغيرة تسترعي الأنظار. ويوجد بها إلى جانب ذلك حاك ومجموعة كبيرة من الأسطوانات، ثم تليها غرفة الجلوس العادية، وبها بعض المقاعد والكراسي، ومنضدة قد تراكمت عليها الصحف، وفي الزاوية رفوف عليها كتب. ثم غرفة المائدة وفيها مائدة كبيرة مربعة تحيط بها الكراسي، وعلى أحد الحيطان رفوف طويلة ملأى بمستلزمات المائدة، وفي الزاوية قفص كبير به ببغاء. ويتألف الدور الثاني من ثلاث غرف، لكل من الشابين غرفة والثالثة وهي أكبرها مخصصة للأخوات الثلاث.
في الطفولة لعبد المجيد بن جلون.
النموذج الثالث: وصف الطبيعة
كان الصباح مشرقا ساحرا، يغري بالتنزه فِي أحضان الطبيعة الفتانة بجمالها، الأخاذة بفنها، فخرجت إلى متنزه، وأمضيت النهار متجولا في أرجائه، مستمتعا بما حواه من مناظر الطّبيعة ومشاهدها.
كان المتنزه يضم بحيرة تنبسط حولها روضة غناء، وكم كان ابتهاجي كبيرا وأنا أتملى ذلك المنظر الجميل! تبدو البحيرة للناظر لوحة فنـية رائعة، وصفحة الماء تتراءى ملتمعة مثل المرآة المصقولة أو الفضة البراقة. وقد علِق نظري بتلك المروج الخضراء الممتدة بأعشابها الناضرة وورودها اليانعة، وتلك السهول المنبسطة انبساطا يبعث في النفس السرور ويجعلها تـهفو إلى أن تجوب أعطافها الواسعة التي تبهج العين بآيات فنها، وتروح الصدر بهوائها النقي العليل، وتبتهج الروح بنفحاتها الشذية.
ظللت أتنقل من مكان إلى مكان، حتى إذا نال مني التعب أويت إلى سنديانة ظليلة لأرتاح. كانت أغصانها متشابكة، يمر بها النسيم فتطرب، ويداعبها بأصابعه الخفية فتميس، وتسمعني من حفيف أوراقها وتغريد بلابلها أعذب معزوفة غنتها أوتار الحياة.
لقد افتتنت بهذا المنظر البديع، واطمأنت نفسي إلى تلك الموسيقى العذيبة، واستأنست بها أنسا عظيما، وكأنها قد سافرت بي في عالم الخيال والحلم. لم أنتبه إلا آخر العشي، والشمس عند الأفق تقف وقفة الوداع، ولونها الأحمر المتوهج المنعكس على البحيرة يضفى عليها سحرا، فخيل إلي نيأن أمام سبيكة كبيرة من الذهب يكاد سنا بريقها يخطف الأبصار. وأحسست نسائم الغروب تسري لطيفة مضمخة بعبير الأعشاب اللدنة والرياحين العطرة، تنعش القلب وتبعث في النشوة والسعادة.
عندما بدأ الظلام يمتد وينبسط على المكان، أخذت طريق العودة وفي نفسي سرور عظيم، وارتياح ونشوة لا توصف. إن الطبيعة لهي الفضاء الرحيب الذي يتأمل فيه الإنسان آيات الفن وشواهد الجمال، وفيه يجد ما يبحث عنه من طمأنينة وسكينة تغمر القلب سرورا، وتفعم النفس ابتهاجا وأملا.