Ads Ads Ads Ads

أوضاع عامة في عالم إسلامي خلال قرنين 17 و18م – دروس التاريخ الدورة الثانية جذع مشترك اداب

المستوى: الجذع المشترك اداب وعلوم انسانية

المادة : دروس التاريخ الدورة الثانية

عنوان الدرس : انطلاقة االأوضاع العامة في العالم الإسلامي خلال القرنين 17 و18م

تقديم إشكالي

عرف العالم الإسلامي بمنطقة حوض البحر المتوسط خلال القرنين 17 و18م تحولات مهمة سواء بالمغرب السعدي أو الإمبراطورية العثمانية وولاياتها بشمال إفريقيا.

  • فما هي التحولات التي عرفها المغرب خلال هذه الفترة؟
  • وكيف أصبحت حالة الإمبراطورية العثمانية؟

شهد المغرب تحولات هامة خلال القرنين 17 و18م

تدهور الأوضاع السياسية والاجتماعية بالمغرب بعد وفاة أحمد المنصور السعدي

الحالة السياسية

بعد وفاة أحمد المنصور الذهبي تمزقت وحدة البلاد نتيجة صراع أبنائه على الحكم، لكونه لم يحدد وليا للعهد، فازداد الظلم والمعاناة لدى الشعب المغربي، مع تزايد نفوذ الزوايا بالمغرب، حيث تحولت من دورها الديني والاجتماعي إلى لعب دور سياسي كالزاوية الدلائية التي وسعت نفوذها ليشمل بالإضافة إلى منطقة تادلة السايس وملوية.

الحالة الاجتماعية

تعاقبت على المغرب فترات من المجاعة فانتشرت الأوبئة وارتفعت الأسعار، مما أدى إلى ارتفاع كبير في عدد الوفيات، وزاد من تأزم وضعية البلاد الكوارث الطبيعية كالزلازل التي ضربت عدة مناطق.

قامت الدولة العلوية على عدة أسس

دور النسب الشريف

لعب النسب الشريف للعلويين باعتبارهم ينحدرون من أل البيت، دورا هاما في إلتفاف المغاربة حولهم لتخليصهم من الوضع المتدهور وتوحيد البلاد.

أهمية منطقة سجلماسة

اعتمد العلويون في تأسيس دولتهم أيضا على موقع منطقتهم سجلماسة بتافيلالت التي كانت تتميز بموقعها الاستراتيجي وأهميتها التجارية باعتبارها ملتقى لطرق التجارة الصحراوية.

اتخذ السلاطين العلويون عدة تدابير لبناء دولتهم

دور المولى محمد

ساهم المولى محمد بعد بيعته من طرف سكان سجلماسة في تقوية نفوذ العلويين وبسط الدولة العلوية وبنائها، حيث كون جيشا خاصا وأخضع المنطقة ونواحيها لحكمه.

دور المولى رشيد

قام المولى رشيد باستكمال توحيد المغرب عبر مراحل بعد قتله لأخيه المولى محمد، فبعد استيلائه على منطقة الريف ونواحي مكناس سنة 1665م، ثم سلا وتطوان 1667م، والقضاء على الدلائيين ودخول مراكش سنة 1668م، انتهى بالسيطرة على سوس وتوحيد البلاد سنة 1670م.

شهد المغرب تطورات هامة منذ عهد المولى إسماعيل إلى أزمة 30 سنة

دور المولى إسماعيل

عمل المولى إسماعيل على تقوية سلطة الدولة العلوية بتأسيس جيش قوي محكم التنظيم (جيش عبيد البخاري) الذي كان يقوم بإخماد الثورات، وحماية القوافل التجارية، وجمع الضرائب، ومواجهة الأتراك والتهديدات الأوربية، وقد وسع المولى إسماعيل نفوذ الدولة العلوية، حيث بلغت شرقا حتى نواحي تلمسان وجنوبا ما وراء نهر النيل، وذلك بعد أن تمكن من هزم معارضيه والقضاء على الثورات والتمردات الداخلية.

أزمة الثلاثين سنة

بعد وفاة المولى إسماعيل سنة 1727م دخل المغرب في أزمة كبيرة دامت 30 سنة بسبب الصراع حول الحكم بين أبنائه وتدخل الجيش (جيش عبيد البخاري) في الشأن السياسي، حيث كان يتحكم في الملوك فيعمل على إقصاءهم أو تعيينهم حسب استجابتهم لمطالبه المادية، كما توالت على البلاد سلسلة من الكوارث الطبيعية أن إلى تمكن سيدي محمد بن عبد الله من إنهاء الأزمة وإعادة الاستقرار.

الحالة العامة للدولة العثمانية خلال القرنين 17 و18م

انهيار الاقتصاد وتضرر المجتمع

تراجعت التجارة العثمانية بسبب سيطرة الأوربيين على تجارة الشرق الأقصى، مما أدى إلى تقلص موارد الدولة وتضرر الصناعة الحرفية، ومما زاد من حدة الأزمة توقف مداخيل الفتوحات، وتمرد جيش الانكشارية الذي أصبح يتدخل في الشؤون السياسية عبر تنظيم الانتفاضات والتدخل لعزل السلاطين والوزراء أو اغتيالهم، أن كما السلاطين انصرفوا عن تدبير شؤون البلاد وانغمسوا في حياة الترف.

نتائج تدهور الدولة العثمانية

فقدت الإمبراطورية العثمانية ما بين القرنين 17 و18م عدة مناطق من ترابها، فبعد انهزامها في معركة ليبانتو سنة 1571م أمام البندقية وحلفائها، فرضت عليها مجموعة من المعاهدات أهمها معاهدة كوجك فينارجة التي تم بموجبها اقتطاع أجزاء هامة من ترابها لصالح الدول الأوربية خاصة روسيا والنمسا، أن كما إيران حصلت على منطقة أدربيجان سنة 1639م، وبالمشرق العربي ظهرت حركات انفصالية تنادي باستقلال البلدان العربية عن الإمبراطورية العثمانية، ومن أهمها: حركة فخر الدين المعني وأسرته بالشام الذي تمكن من فرض سلطته على لبنان ما بين 1583 و1635م، وحركة الشيخ ظاهر العمر بفلسطين في أواخر القرن  18م، ثم حركة علي بك الكبير بمصر حوالي سنة 1770م.

الأوضاع العامة في الولايات العثمانية بشمال إفريقيا خلال القرنين 17 و18م

الأوضاع بالجزائر

استقلت الإيالة الجزائرية عن سلطة الباب العالي، حيث قام الدايات الجزائريون بعقد معاهدات وعقد اتفاقيات مع أوربا والدول المجاورة، كما رفضوا الاعتراف بكل المعاهدات التي يوقعها السلطان العثماني مع الخارج، وقد مر الحكم العثماني للجزائر بأربع مراحل هي:

  • مرحلة البيلربايات (1518 – 1588): وقد تميزت بسيطرة الولاة على أمور البلاد وهيمنتهم على الجيش.
  • مرحلة الباشاوات (1588 – 1659): وفيها حاول الانكشاريون الوصول إلى السلطة وإقصاء الباشاوات الذين أهملوا حكم البلاد بسبب قصر مدة ولايتهم.
  • فترة الآغوات (1659 – 1671): وفيها انفرد الانكشاريون بالحكم، فوقعت البلاد فريسة للفوضى والتأخر.
  • مرحلة عهد الدايات (1671 – 1830): احتكرت السلطة في هذا العهد طائفة الرياس “القوى البحرية ،” وفيه استكملت الإدارة التركية للجزائر صورتها الثابتة.

الأوضاع بتونس

بعد ضعف السلطة العثمانية بتونس تعاقب على حكم البلاد أسرتان هما:

  • الأسرة المرادية: أصبحت للباي بتونس في أواخر القرن 17م مكانة متميزة، إذ أصبح يظهر للسكان بأنه بمثابة الملك، لما كان يتوفر عليه من إمكانيات اقتصادية وعسكرية.
  • الأسرة الحسينية: حكم الحسين بن علي تونس ومكنته خبرته الطويلة والمسؤوليات العديدة التي تقلدها وانتماؤه للعنصر الكرغلي من كسب ثقة كل فئات المجتمع التونسي، وقد استمر الحكم داخل الأسرة الحسينية حتى عهد الباي حمودة (1782 – 1814).

استطاع البايات الحصول على اعتراف البابا بسلطتهم وعلى لقب الباشا، إلا أن محولاتهم إضعاف سلطة الجيش كانت سببا في طردهم من السلطة سنة 1673م.

الأوضاع بليبيا

سيطر جيش الإنكشارية على حكم ليبيا، وقام قادته بتعيين واليا من بينهم وهو سليمان داي، أن إلا الصراع تجدد حول السلطة فعمل السكان على مبايعة أحمد القرمانلي لينتقل بذلك الحكم للأسرة القرمانلية التي استمرت من سنة 1711م حتى عهد الملك يوسف (1795 – 1830).

خاتمة

تدهورت الأوضاع العامة بالعالم الإسلامي ابتداء من القرن 17م، وذلك بسبب الأزمات الداخلية والضغوطات الخارجية، مما سهل سقوطه تحت سيطرة الاستعمار.

انطلاقة ثورة صناعية تطور تقني وإنعكاسات على بنية إجتماعية دروس تاريخ دورة ثانية جذع مشترك

المستوى: الجذع المشترك اداب وعلوم انسانية

المادة : دروس التاريخ الدورة الثانية

عنوان الدرس :   انطلاقة الثورة الصناعية: التطور التقني والإنعكاسات على البنية الإجتماعية

تقديم إشكالي

توفرت في انجلترا قبل غيرها من الدول في النصف الثاني من القرن 18م مجموعة من العوامل جعلتها تشهد بزوغ الثورة الصناعية التي تمثلت في عدد من الاختراعات التقنية التي لها كان انعكاس عميق على مختلف القطاعات الاقتصادية وحياة المجتمع.

  • فما هي عوامل قيام الثورة الصناعية بإنجلترا في نهاية القرن 18م؟
  • وما هي أهم مظاهرها وانعكاسها على المجتمع الأوربي؟

عوامل قيام الثورة الصناعية بإنجلترا في نهاية القرن 18م

دور العامل السياسي في قيام الثورة الصناعية بإنجلترا

عرفت إنجلترا سنة 1688م اندلاع ما عرِف بالثورة الجليلة التي ساهمت بشكل في كبير عودة الاستقرار السياسي للبلاد، وأبعدت بريطانيا عن التقلبات السياسية التي عرفتها الدول المجاورة، وفتحت المجال أمام الطبقة البرجوازية للقيام بعدة إصلاحات من أجل توحيد السوق الاقتصادية البريطانية.

دور العامل الاقتصادي في قيام الثورة الصناعية

  • في الميدان الفلاحي: شهد القطاع الفلاحي بإنجلترا تحولا كبيرا في أساليب الإنتاج، وذلك بفضل الابتكارات الجديدة، والتخلي عن نظام إراحة الأرض، الشيء الذي ساهم في ارتفاع المردود وأدى إلى تجميع الملكيات وتركزها يد في كبار الملاكين.
  • في الميدان الديمغرافي: عرفت إنجلترا نتيجة تحسن التغذية وتقدم أساليب الوقاية والعلاج نموا ديمغرافيا هاما، إذ ارتفع عدد السكان من 7،4 مليون نسمة سنة 1750م إلى 15 مليون نسمة سنة 1800م، كما ارتفعت ساكنة المدن وتجاوزت بمانشستر 100000 نسمة سنة 1800م، فهيأ هذا النمو الديمغرافي يد عاملة للصناعة من جهة، وسوقا استهلاكية من جهة أخرى.
  • في الميدان الصناعي: شهدت الصناعة بدورها تحولات كبيرة، وذلك بفضل تراكم الأموال وتوسع السوق الداخلي ووفرة اليد العاملة، إضافة إلى تنظيم العمل الصناعي بفضل خلق ما عرِف بـ”المانيفاكتورة” ناهيك عن إدخال التقنيات والآلات الجديدة وتقوية شبكة المواصلات.

كل تلك التطورات شكلت الظروف الملائمة لقيام الثورة الصناعية منذ منتصف القرن 18م انطلاقا من إنجلترا.

مظاهر الثورة الصناعية في نهاية القرن 18م

أهم الاختراعات في ميدان النسيج

تجلت مظاهر الثورة الصناعية في ميدان النسيج في الاختراعات التقنية التي عرفها هذا المجال، ومنها: توصل جون كاي منذ سنة 1733م إلى صنع المكوك الطائر الذي ساعد على مضاعفة الإنتاج، وجيمس هاركرايفر الذي تمكن سنة 1765م من صنع جهاز جيني الذي مكن من إنتاج  120مرة ما كان ينتج من في قبل نفس الوقت، ثم توالت الاختراعات بعد ذلك بتوصل كارثرايت إلى صنع المنساج الآلي الذي ساهم في التخفيف من كلفة اليد العاملة، وتوصل سنودغراس إلى صنع آلة لتنظيف القطن وغيرها من الاختراعات.

أهم الاختراعات في مجال التعدين والنقل والطاقة

مجال التعدين

ساهمت الاختراعات التقنية في هذا المجال في تطوير الصناعة التعدينية والتخفيف من تكاليف الإنتاج، ففي سنة 1709م توصل أبراهام داربي إلى صهر الحديد بفحم الكوك مما جعله قليل الصلابة الأمر الذي إلى دفع تطوير هذا القطاع، حيث تمكن هونتمان سنة 1750م من إنتاج صلب نقي من الشوائب، وفي سنة 1784م استطاع هنري كورت أن يفصل بين الحديد والفحم أثناء عملية الصهر، كما تمكن من صنع قضبان حديدية أكثر صلابة.

مجال النقل

كان لتطور صناعة التعدين والنسيج واستخدام الآلة البخارية وكذا تزايد الحاجة إلى البحث عن أسواق جديدة لتصريف المنتجات المصنعة وجلب المواد الأولية أثر كبير على تطور وسائل النقل والمواصلات، فحتى أوائل القرن 19م كانت المجاري المائية توفر الوسيلة الزهيدة والفعالة الوحيدة لنقل الفحم الحجري والحديد والحمولات الثقيلة الأخرى، هكذا قام المهندسون البريطانيون بتوسعة العديد من الأنهار وتعميقها لتصبح صالحة للملاحة، كما قاموا ببناء القنوات لربط المدن، وربط حقول الفحم الحجري بالأنهار، كذلك أنشأ المهندسون العديد من الجسور والمنارات وعمقوا المرافئ، وبحلول منتصف القرن 19م كانت السفن ذات الدفع البخاري قد بدأت في نقل المواد الخام والبضائع المصنّعة عبر المحيط الأطلسي، أما الطرق فحتى أوائل القرن 19م كانت الطرق في بريطانيا متواضعة، وكانت العربات التي تجرها الخيول تتنقل بصعوبة، كما كانت حيوانات الحمل تحمل البضائع لتقطع بها مسافات طويلة، وكان الناس يسافرون على ظهور الخيول أو يتنقلون راجلين، فتم بناء سلسلة من الطرق الرئيسية بين عامي 1751 و1771م، مما جعل السفر بالعربات والحافلات التي تجرها الخيول أكثر سهولة، لكن الطرق الرئيسية كانت في حاجة ماسة للإصلاح بحلول أواخر القرن 18م.

وخلال أوائل القرن 19م حقق المهندسان الأسكتلنديان جون لودون مك آدم وتوماس تلفورد نجاحات مهمة في مجال إنشاء الطرق، فقد ابتدع مك آدم نوعا من الأسفلت المعروف باسم “المكادم”، والذي يتكون من الصخر المسحوق المضغوط في طبقات رقيقة، أما تلفورد فقد طور أسلوبا لاستخدام الأحجار الضخمة المستوية في أساسات الطرق، وجعلت هذه الأساليب الجديدة في بناء الطرق السفر البري أسرع وأكثر راحة، ونتيجة لذلك أمكن إيصال البضائع المصنعة بطريقة أكثر فعالية، وكذلك أمكن للمستلزمات والأموال المستخدمة في الأعمال التجارية والصناعية أن تستثمر بطريقة أسرع وأكثر بساطة، أما السكك الحديدية فكان أول ما نقلته هو الفحم الحجري، وكانت الجياد تجر ّعربات تسير على خطوط حديدية، وفي عام 1804م قام ريتشارد تريفيثيك ببناء أول قاطرة بخارية، ومع ذلك لم يبدأ الاستخدام العام للقاطرات البخارية بوصفها وسيلة لنقل الركاب والبضائع حتى أوائل الثلاثينيات من القرن 19م.

مجال الطاقة

حدثت ثورة حقيقية في ميدان الطاقة مع بداية القرن 18م بتوصل طوماس نيوكمن من وضع مضخة تشتغل بواسطة البخار سميت بـ “الآلة النارية” سنة  1712م، وابتداء من سنة 1763م أخذ جيمس واط في تطوير تلك الآلة فتوصل سنة 1784م إلى تحويل الحركة الخطية إلى حركة دائرية وبذلك تمكن من اختراع الآلة البخارية التي وفرت للإنسان طاقة هائلة وأحدثت تحولات عميقة في مختلف القطاعات.

انعكاسات الثورة الصناعية على بنية المجتمع

وضعية الطبقة المستفيدة من انطلاقة الثورة الصناعية

أسهمت الثورة الصناعية في نشأة مجتمع رأسمالي صناعي برزت فيه طبقة غنية من رجال الرأسمال الصناعيين الذين استفادوا من ارتفاع مستوى المعيشة ووفرة الإنتاج ليوجهوا اهتمامهم نحو الصناعة والنشاط البنكي، كما ساهمت الثورة الصناعية في تزايد عدد المهاجرين نحو المراكز الصناعية وتوسع المدن بالإضافة إلى تراجع دور المنافكتورات لصالح المعامل الكبرى.

وضعية الفئات المتضررة من انطلاقة الثورة الصناعية

ساهمت الثورة الصناعية كذلك في ميلاد الطبقة العاملة التي تعرضت لاستغلال البرجوازية في ظروف مهنية ومعيشية سيئة، كاستخدامهم يوميا لساعات طويلة وشاقة مقابل أجور هزيلة، وسوء التغذية والسكن وتفشي الأمراض ،… وقد دفع هذا الوضع بالعمال إلى القيام بمظاهرات ابتداء من سنة 1779م وتطور الأمر إلى الإضراب وتحطيم الآلات للمطالبة بتحسين أوضاعهم.

خاتمة

هكذا يتضح أن الثورة الصناعية جاءت انطلاقا من إنجلترا لتساهم في تطور النظام الاقتصادي الأوربي والانتقال به من مرحلة الرأسمالية التجارية إلى مرحلة الرأسمالية الصناعية.

الثورات الإجتماعية والسياسية الثورة الفرنسية – دروس التاريخ الدورة الثانية – الجذع المشترك اداب

المستوى: الجذع المشترك اداب وعلوم انسانية

المادة : دروس التاريخ الدورة الثانية

عنوان الدرس :  الثورات الإجتماعية والسياسية الثورة الفرنسية

تقديم إشكالي

لم يساير النظام الملكي في فرنسا خلال القرن 18م التحولات التي عرفها المجتمع الفرنسي، مما أدى إلى قيام الثورة الفرنسية.

  • فما هي عوامل قيام هذه الثورة؟
  • وما هي المراحل التي مرت بها؟
  • وما هي نتائجها السياسية والاقتصادية والاجتماعية؟

تعددت عوامل قيام الثورة الفرنسية

وضعية المجتمع الفرنسي قبيل الثورة

قام المجتمع الفرنسي على مبدأ اللا مساواة بين الفرنسيين أمام القانون، مما أدى إلى وجود فئتين بالمجتمع الفرنسي، فئة مستفيدة ممثلة في هيأة النبلاء التي كانت تمثل ما بين %1 و%1.5 من الفرنسيين تمتعت بالعديد من الامتيازات، فلها أراضي واسعة ومعفية من الضرائب، وكانت تشغل المناصب العليا في الإدارة والجيش، وحق فرض الضرائب على الفلاحين، كما كانت تتلقى أجورا من الملك، وفئة الإكليروس (رجال الدين)، حيث مارست هذه الفئة تأثيرا روحيا على الفرنسيين، استحوذت على حوالي %10 من الأراضي الفلاحية الفرنسية، تمتعت بعدة حقوق كحق أداء ضرائب أقل للدولة، أما الفئة المتضررة فتمثلت في الهيأة الثالثة التي تضم باقي أفراد الشعب الفرنسي أي حوالي %96من المجتمع، وقد عانت من الظلم الاجتماعي، فبالإضافة إلى ما كانت تؤديه من حقوق إلى الكنيسة والنبلاء ناءت تحت ثقل الضرائب التي تدفعها إلى الدولة بأشكال مختلفة، وتتكون من العمال والحرفيين والفلاحين بالإضافة إلى البرجوازية التي كانت تعاني من التهميش المتمثل في عدم مشاركتها في تسيير شؤون البلاد، وقد تأثرت هذه الفئات بأفكار عصر الأنوار خاصة البورجوازية الناشئة الأكثر طموحا للانخراط في الحياة السياسية لتأمين مصالحها الاقتصادية.

أثر الأزمة الاقتصادية في نهاية القرن 18م على قيام الثورة الفرنسية

تعرض الاقتصاد الفرنسي للتدهور ابتداء من سنة 1785م، حيث تمثلت الأزمة الاقتصادية في تضرر البوادي وتراجع المحاصيل الزراعية بسبب الجفاف، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار وانتشار المجاعة، فتراجعت أرباح الفلاحين وصعب عليهم أداء الضرائب، في وقت ظلت فيه الأجور منخفضة، الأمر الذي نتج عنه تقليص موارد الفلاحين وجعلت الكثير منهم يعيش في ظروف صعبة، وعرفت الصناعة بدورها أزمة كبيرة أسهمت فيها المعاهدة الفرنسية الانجليزية التي أُبرمت سنة 1786م وفتحت أسواق فرنسا أمام المنتجات الصناعية الانجليزية، وانعكست هذه الأوضاع سلبا على ميزانية الدولة التي عرفت عجزا متواصلا ساهم في ازدياد التوتر الاجتماعي خاصة بعد أن قرر الملك لويس السادس عشر فرض ضرائب جديدة لحل المشكل المالي، مما أدى إلى رفضها من طرف الهيأة الثالثة فاندلعت الثورة.

دور العوامل السياسية في قيام الثورة الفرنسية

ساهم التقسيم الإداري في مشاكل سياسية، حيث تم تقسيم التراب الفرنسي إلى عدة ولايات ومقاطعات، وكان من مساوئ هذا التقسيم وجود حدود بين المناطق والجهات مع استفادة جهات دون أخرى، ما أدى إلى حكم قار ودائم وغياب إدارة مشتركة بين الجهات، حيث خضعت فرنسا منذ القرن17م لحكم ملكي مطلق يتمتع فيه الملك بسلطات واسعة مستمدة من الحق الإلهي، وهذا النمط من الحكم كان يتعارض مع أفكار فلاسفة عصر الأنوار التي تدعو إلى فصل السلط، ومشاركة الشعب في تسيير شؤون الحكم.

محاولات الملك لويس السادس عشر حل الأزمة السياسية

حاول الملك لويس السادس عشر إيجاد حل للأزمة عن طريق نهج سياسة الإصلاحات من أجل تدعيم موارد الدولة بإقامة ضرائب جديدة وتعميمها على الجميع بما فيهم النبلاء، الشيء الذي رفع من التوتر بين الفئات المكونة للمجتمع، بعد ذلك عين الملك مراقبين عامين لتسيير الشؤون المالية للحد من الأزمة التي تعرفها البلاد، فقدم “تورغو” للملك برنامجا إصلاحيا ارتكز على ثلاث نقط أساسية، وهي: “لا إفلاس، لا زيادة في الضرائب، ولا اقتراض”، لكن الهيئتين الأولى والثانية رفضتا هذه الإصلاحات، وامتنع النبلاء والإكليروس عن أداء الضرائب مما افشل إصلاحات تورغو، مما أدى إلى رفع موجة الاضطرابات في مختلف الأقاليم، فكانت النتيجة دعوة الملك لويس السادس عشر مجلس ”الهيئات العامة“ إلى الانعقاد فوجدت الفئات المتضررة من هذا المجلس فرصة للتعبير عن مطالبها في ما عرف بـ ”دفاتر المظالم“، وقد أفرزت تلك التطورات تزايد أفواج من العاطلين والمستائين من الوضع الاجتماعي والسياسي مما عجل باندلاع الثورة.

مرت الثورة الفرنسية بثلاث مراحل أساسية

المرحلة الأولى (مرحلة الملكية الدستورية): 14 يوليو 1789 إلى 10 غشت 1792

تميزت هذه المرحلة بقيام ممثلي الهيئة الثالثة بتأسيس جمعية وطنية يوم 17 يونيو 1789م كبديل لمجلس الهيئات العامة، وقد ساند سكان باريس هذه الجمعية بتنظيم انتفاضة عامة واحتلال سجن لاباستي رمز الاستبداد يوم 14 يوليو 1789م، فاضطر الملك لويس 16 بعد ذلك إلى الاعتراف بالجمعية الوطنية، وبعد ذلك ألغيت الامتيازات الفيودالية وتم إصدار إعلان حقوق الإنسان والمواطن يوم 26 غشت 1789م، ووضع أول دستور للبلاد يوم 3 شتنبر 1791م، فدخلت البلاد عهد الملكية الدستورية.

المرحلة الثانية (النظام الجمهوري وتصاعد التيارات الثورية): 10 غشت 1792 إلى 27 يوليو 1794

تميزت هذه المرحلة بظهور خلافات داخل الأوساط الثورية بين ممثلي البرجوازية المؤيدين للملكية الدستورية والراغبين في إيقاف المد الثوري وتحقيق الاستقرار، وممثلي الأوساط الشعبية الراغبين في تصعيد الثورة وتحقيق إصلاحات جذرية، وقد تمكنت فعلا الأوساط الشعبية من إسقاط الملكية الدستورية وإقامة نظام جمهوري يوم 10 غشت 1792م بزعامة روبسبيير، وتميزت هذه الفترة بالتشدد حيث تم إعدام الملك لويس 16 وعدد مهم من الشخصيات البرجوازية المعتدلة، وسادت فرنسا حالة من الرعب.

المرحلة الثالثة (عودة البرجوازية المعتدلة إلى الحكم): 27 يوليو 1794 إلى 9 نونبر 1799

تميزت هذه المرحلة بتصاعد موجة الإعدامات فتخوفت الأوساط المعتدلة وعملت على تصفية زعيم الثوريين روبيسبيير وعدد من أنصاره ثم الاستيلاء على الحكم يوم 27 يوليو 1794، وخلال هذه المرحلة حافظت البرجوازية على النظام الجمهوري لكنها وضعت دستورا جديدا لصالحها، واستعانت بالجيش لضبط الأمن، ولحماية مصالحها سعت كذلك إلى إقامة نظام سياسي قوي فشجعت نابليون بونابرت على القيام بانقلاب عسكري يوم 10 نونبر 1799م وتعويض النظام الجمهوري بنظام إمبراطوري.

خلفت الثورة الفرنسية نتائج متعددة

النتائج السياسية

عوضت الثورة النظام السياسي القديم بنظام جمهوري أقر مبادئ جديدة كفصل الدين عن الدولة، وحرية التعبير، وإقامة المساواة المدنية وتكافؤ الفرص.

النتائج الاقتصادية

تم القضاء على النظام الإقطاعي الفيودالي وتم إقرار نظام رأسمالي ليبرالي يرتكز على الحرية والملكية الخاصة والمبادرة الفردية، وهكذا ألغيت الضرائب الفيودالية وعوضت بضرائب جديدة تقاس على أساس الثروة والمدخول، وتفرض على جميع فئات المجتمع، كما تم اعتماد مكاييل ومقاييس جديدة وموحدة كاللتر والمتر وغيرها.

النتائج الاجتماعية

قضت الثورة على العلاقات الاجتماعية القديمة بإلغاء الحقوق الفيودالية وامتيازات النبلاء ومصادرة ممتلكات الكنيسة، كما أقرت مبدأي إجبارية ومجانية التعليم كوسيلة لضمان تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية، كما عملت على توحيد اللغة بين مختلف جهات فرنسا وتعميمها لدى السكان.

خاتمة

ساهم اندلاع الثورة الفرنسية في تغيرات هامة مست فرنسا وعدة دول أوربية، كما أن هذه الفترة شهدت انطلاق الثورة الصناعية انطلاقا من إنجلترا.

Ads
Ads Ads Ads Ads
Ads