Ads Ads Ads Ads

مهارة وضع خطة عمل – دروس التعبير والإنشاء – اللغة العربية – الثانية باك علوم

عنوان الدرس : مهارة وضع خطة عمل

المادة : دروس التعبير والإنشاء – اللغة العربية

الشعب: علوم التجربية وعلوم رياضية والعلوم والتكنولوجيات الميكانيكية والكهربائية وعلوم الاقتصاد والتدبير

المسالك: علوم فيزيائية وعلوم الحياة والارض وعلوم زراعية وبقية المسالك العلمية والتقنية

أنشطة الاكتساب

مفهوم خطة العمل (أو تصميم مشروع)

تُعدّ خُطة العمل الخريطة التي تُساعد على السير في الطريق الصحيح؛ من أجل الوصول إلى الهدف الرئيسيّ، فعندما يعتمد العمل على خُطّةٍ دقيقة وواضحة عندها يكون مُعدّل الخطورة قليلاً، وتُعرَّف خُطة العمل بأنّها استراتيجيّة تسعى إلى تقديم المُساعدة على إيجاد حلول للمُشكلات، وتعزيز مهارات الموظفين وزيادة تركيزهم، وغالباً لا تعتمد خُطط العمل على حدود زمنيّة معينة.

أهداف خطة العمل

تهدف خُطة العمل إلى تحقيق عدّة أهداف، ومن أهمّها:

  • تساعد خطة العمل على الوصول إلى القرار النهائيّ حول إنشاء عمل جديد أو تطوير العمل الحاليّ أو التوقف عن فكرة العمل.
  • تساهم خطة العمل في التعريف بالصعوبات والأشياء المهمة التي قد يتعرض لها صاحب المُنشأة أو المشروع، وتجعله يكون أكثر استعداداً لمواجهتها.
  • تقدم خطة العمل الدعم لصاحب المُنشأة أو المشروع لتجنب الوقوع في الأخطاء؛ إذ تُساعد على تقديم وصف للمنتجات أو الخدمات، وتعريف حول جدوى توزيعها أو إنتاجها داخل منطقة جغرافيّة معينة وفقاً لحجم المُنافسة ومُعدّل الطلب.

فوائد خطة العمل

تحقق خطة العمل لأصحاب المشروعات والمنشآت، والمسؤولين عن التخطيط في الشركات العديد من الفوائد، وهي:

  • البقاء على استراتيجيّة العمل: هو دور خطة العمل في مساعدة أصحاب المنشآت أو المشروعات على المحافظة على الاستراتيجيّة الخاصة بهم؛ من خلال تقليل التأثير السلبيّ للروتين اليومي، والمساهمة في تحقيق النقاط الأساسيّة للعمل.
  • تطبيق أهداف عمل واضحة: هو الاعتماد على خطة العمل في تحديد وتنفيذ أهداف تقبل القياس، مثل إنتاج منتجات وخدمات جديدة أو زيادة حجم المبيعات.
  • توفير توقعات لتحقيق الأفضل: هو استخدام خطة العمل في تطوير وتحسين طبيعة التوقعات المتعلقة بالعديد من الأشياء، مثل تكاليف البيع، والعمليات التجاريّة، والسّوق، وغيرها.
  • اعتماد أولويات تتميّز بالمنطقيّة: هو تعزيز خطة العمل للأولويات المهمة في المنشأة أو المشروع، مثل الحالة الماليّة، والإدارة، والنموّ.
  • إدراك الترابط بين مكونات العمل: هو دور خطة العمل في مساعدة أصحاب المشروعات أو المنشآت على إدراك طبيعة ترتيب حدوث الأشياء في عملهم، مثل اختيار الوقت المناسب لإنتاج منتج جديد يتناسب مع الاختبارات الخاصة بالتسويق.
  • البقاء على الطريق الصحيح: هو استخدام خطة العمل في متابعة المواعيد والتواريخ المرتبطة بالأعمال اليوميّة.
  • تعزيز القدرة على التفويض: هو الاستفادة من خطة العمل في توضيح طبيعة المسؤوليات الخاصة بالأفراد؛ أي أن يمتلك كلّ شخص مهمة أو مسؤولية خاصة به.
  • المساعدة على إدارة فريق العمل: هو دور خطة العمل في متابعة فريق العمل، ودراسة النتائج التي تمّ الوصول إليها مع التوقُّعات المسبقة.

كيفية إعداد خطة العمل

يتم إعداد خطة العمل حسب طبيعة الموضوع وسعة المشروع وعدد المستهدفين والمتدخلين وحجم الموارد البشرية والمالية المستثمرة والجدوى الاقتصادية أو العلمية أو الاجتماعية المستهدفة. وكل خطة تتطلب خبرة كافية وملائمة حتى تكون ناجعة وفعالة، حتى لو كان المشروع شخصيا بسيطا وصغيرا. وفي المشاريع الكبرى يعد الخطة فريق مختص أو مكتب دراسات يتم تكليفه من قبل أصحاب المشروع أو إدارته، وهذا الفريق يضم نخبة متخصصة في مجالات مختلفة حسب طبيعة المشروع، ويقوم بالإجراأت الآتية:

تحديد أهداف خطة العمل

تسعى كل خطة عمل إلى تحقيق حزمة من الأهداف العامة بعيدة المدى تنعت غالبا بالغايات الكبرى، وجملة من الأهداف الخاصة قريبة المدى قابلة للأجرأة والتطبيق والتقويم.
وفي نص الانطلاق جرى تحديد هدفين رئيسيين بالنظر إلى أن خطة العمل بسيطة تستهدف مشروعا غير استثماري، وهما:

  • التصدي للهدر والتسرب والانقطاع المدرسي باعتباره هدفا عاما.
  • تقديم الدعم النفسي والتربوي لمصالحة التلميذ مع المدرسة والتحصيل الفعال كأهداف خاصة.
تحديد الجهة المنفذة والفئة المستهدفة

تستوجب كل خطة عمل جمهورا متلقيا لخدماتها، كما تستلزم موارد بشرية ولوجستيكية لتنفيذ المشروع، لذا وجب تحديد عددها ونوعيتها وخصوصياتها بالدقة اللازمة.

وفي حال مركز الاستماع والوساطة تتحدد الفئات المستهدفة في المتعلمين المتعثرين وأسرهم، أما الطرف المكلف بالأجرأة والتتبع والرعاية فمجموعة من المتطوعين من الأخصائيين الاجتماعيين والنفسانيين والوسطاء التربويين وموظفين إداريين.

مراحل إنجاز الخطة

كل خطة تحتاج إلى مراحل يجب قطعها بدأ بتسمية الخطة وتحديد الأهداف وتعيين الفئات المستهدفة والموارد البشرية واللوجستيكية وتحديد الغلاف المالي والجدول الزمني للتنفيذ، وانتهاء بتحديد الأنشطة لينطلق العمل الميداني، حيث كل جهة تتحمل إنجاز الموكول إليها في التصميم النهائي للخطة المصادق عليه من طرف الإدارة المختصة، أو الموافق عليه من لجنة، أو المعد من قبل صاحب المشروع إن كان صغيرا.

وإذا تأملنا خطة عمل ” مركز الاستماع والوساطة التربوية” في نص الانطلاق وجدناها مرت بالمراحل الآتية:

على مستوى الفئات المستهدفة والجهات المتدخلة (المنفذة):

  • اختيار الوسيط المدرسي المؤهل والخبير الموثوق بمصداقيته ونزاهته وأمانته
  • تأطير لقاأت ودورات تكوينية لتمكين المشرفين من أدوات العمل المعرفية والمنهجية والتواصلية والبيداغوجية المؤهلة لممارسة دور الاستماع والوساطة التربوية.
  • إشراك الإدارة التربوية للمؤسسات في الإشراف والتتبع .
  • التعاقد مع الأخصائيين النفسانيين والاجتماعيين والقانونيين وفعاليات من المجتمع المدني ذات الصلة بالموضوع لحل الوضعيات المستعصية.

على مستوى الإنجاز:

  • إنشاء مركز للاستماع والوساطة التربوية في ثماني مؤسسات في البداية، والوصول إلى أربع وخمسين مركزا في غضون ثلاثة أشهر.
  • انتداب ثلاثة وستين مؤطرا ومؤطرة متطوعين ومتطوعات للإشراف على عملية الاستماع والوساطة.
أدوات العمل ومصادر التمويل

لكي تكون الخطة قابلة للأجرأة والتطبيق لا بد أن تكون مصحوبة بجرد للأدوات والتجهيزات والمقر أو المقرات واللوائح المالية المبوبة بكل التفاصيل التي يتطلبها الإنجاز والجهة أو الجهات الممولة للمشروع وكيفية الصرف ضمانا للشفافية والحكامة.

وفي حال مركز الاستماع وفرت الأكاديمية مقرات العمل داخل المؤسسات التعليمية، وبعض الأدوات المتوفرة في الحدود الدنيا، واعتمدت في إدارة المشروع وتقديم الخدمة على المتطوعين من جهات متعددة متخصصة ومؤسسات المجتمع المدني الجاهزة للتدخل لصالح الفئات المستهدفة بدون مقابل باعتبارها مؤسسات لا تستهدف الربح ولا السلطة.

توقع أسباب التعثر والتوفر على العناصر البديلة في الخطة

تخضع الخطة لمجموعة من المعايير والمؤشرات وشبكات التقويم المرحلي والنهائي تصاحب سيرورتها وتقيس مستويات تقدم الإنجاز أو بطئه وتعثره كمعيار بينچه مارك مثلا أو مبيان الانحراف بالموجب والسالب، وفي حال تعثر بعض مراحل الإنجاز أو بطئها تقوم الإدارة أو الطرف المتابع لتنفيذ الخطة بجرد المعوقات والعمل على إزالتها من خلال تعديلات تدخل على الخطة، أو عبر اعتماد خطة بديلة … ومن الاحتمالات التي قد تفشل خطة ما نذكر: الإهمال والتقصير، تعويم الأهداف، صعوبات الأجرأة، تراجع في مصادر التمويل، بروز مشاكل في الميدان ( التسويق، ندرة المواد الأولية، ارتفاع الأسعار، الإضرابات…).

وبالنسبة لمشروع مركز الاستماع والوساطة، فإن شبكة التقويم المرحلي، ومن خلال التتبع الميداني للخطة، تبين أن معيقات الوساطة قانونية ( الحماية القانونية للوسيط، التدخل القانوني ضد أفراد الأسرة إذا كانوا مصدر المشكلة ) ولوجستيكية ( الأدوات الإلكترونية، قاعات الاستقبال الملائمة، وسائل التحفيز لتيسير البوح والمكاشفة) أكثر منها علمية وسيكولوجية؛ لذا وجب تكثيف الجهود ومواصلة التطوع والبحث عن جهات للتبرع.

أنشطة التطبيق

نص الموضوع

بعد الإنتهاء من مسيرتك الدراسية وتخرجك في كلية الطب، فكرتَ في إنجاز مشروع مختبر علمي للتحليلات الطّبية.

ضع خطة عمل لإنجاز هذا المشروع.

موضوع التطبيق 1

بعد تخرجي في كلية الطب وإنهاء مسيرتي الدراسية الجامعية فكرت في إنجاز مشروع على أساس تخصصي العلمي في صيغة إنشاء مختبر علمي للتحليلات الطبية وذلك تحقيقا للحلم الذي راودني منذ الصّغر، ثم لتقديم خدمة جليلة للمجتمع وكذلك قصد إستغلال القدرة العلمية والمهارية في هذا الميدان ،و ذلك نتيجة اهتمامي وولعي المطلق ،و الدورات التكوينية والتأطيرية التي خضعت لها في عدد من المختبرات العلمية أثناء الدراسة.

في بادئ الأمر اتصلت ببعض المختصين قصد إغناء هذه الفكرة والإحاطة بما تتطلبه من إعداد تقني وإداري ومادي … ؛ فطلبت استشارة تقنية وإدارية وطبية من بعض المعنيين بالأمر من أصدقائي خريجي الكلية المتقدمين وأساتذتي الممارسين وبعض الموظفين والمهتمين بهذا الإطار، بعد ذلك قررت اختيار مكان (مكان إنجاز المشروع) ذو موقع استراتيجي بحيث يكون قريبا من عيادة طبية ومستشفى والمؤسسات الطبية… ؛ وذلك لتسهيل الأمر على المرضى، وجلب أكبر ما يمكن جلبه من الطلبات والزبناء .. واستطرادهم عن الذهاب إلى مختبرات أبعد ؛ نظرا للعامل الزمني وتكلفة الخدمات المتوفرة، وعلى هذا الأساس ارتأيت أن أقوم بتجهيز المختبر بمعدات طبية ذات جودة عالية، وأدوات تكنولوجية متطورة، وحديثة . قصد تقديم خدمات أوسع وكذلك الحصول على نتائج دقيقة.

وبعد الخوض في المشاورات بشأن تقييم الموارد المادية والسقف المــالي لإنجاز المشروع تبين أنه يلزمني أن أتجه إلى عقد شراكة مع أحد الزملاء الذين لَهُم توجه قريب من فكرة المشروع، فعمدت إلى إبرام عقد شراكة مع صديقين بحيث يُمَوِّلُ أحدهما نصف المشروع والطرف الثاني رُبُعَه، فيما أُسْهِم أنا كذلك بالرُبع، على أساس أن نتقاسم التدبير المحكم بالخبرة المتوفرة لدينا. بعد ذلك تمت المراحل التي خططت لها مسبقا ؛ بفضل التعاون الذي حققته مع زمِيلَيْ الدراسة.

وموازاة مع إنجاز المشروع وتحققه على أرض الواقع، بادرنا إلى دراسة الموارد البشرية، وبالأساس تقسيم الوظائف اللازم توفيرها لسير العمل المختبري؛ فاتفقنا على أن نوفر طاقما مكونا من أطباء وتقنيين وممرضين أكفاء (يُشهد لهم بذلك)، سيخضعون على السواء لتكوينات دورية تؤهلهم للقيـام بعملهم وأداء واجبهم على أكمل وجه .

ومن النــاحية اللوجيستيكية عملت على اتخاذ بعض الإحتياطات لتفادي بعض المشاكل التي يمكن أن تعرقل السير العــادي للمختبر، كمده بمولد كهربائي احتياطي لتفادي حالة انقطاع التيار، ثم إخضاع الأجهزة الإليكترونية للصيانة الدورية حتى لا تصاب بالتلف أو العطب، وكذلك الحرص على تعقيم بعض المعدات الطّبية تفاديا للعدوى أو إلحاق الأذى العرضي بالمرتفقين، وتخصيص قسم للتأكد من نتائج التحليلات الطبية قبل تسليمها، يتكون من أخصائيين معتمدين، حتى لا نعطي نتائج خاطئة أو مشكوكة يمكن أن تُسيئ للمريض أو المختَبَرِ.

وبعد ملاحظة السير السليم للعمل وتقديم الخدمات، وكذا الإقبال المتزايد للزبناء، ووَفْرَة المداخيل، والدينامية العملية، والسمعة التي باتت سمة المختبر ؛ قررت إحداث لجنة لتقييم عمل المختبر من الجوانب المختلفة كل تسعة أشهر وانجاز تقرير مفصل عن وضع المختبر، والتقويمات التي يحتاج إليها المشروع بعد التقييم الشامل.

موضوع التطبيق 2

بعد تخرجي في كلية الطب وإنهاء دراستي العلمية عملت على التوجه نحو إطار الإستقلال والعمل بحرية فقررت إنجاز مشروع علمي بناء على ما اكتسبته من خبرة علمية، في شكل مختبر علمي للتحليلات الطبية من أجل تقديم واجب إجتماعي واستغلال قدراتي العلمية ومؤهلاتي الفكرية، لخدمة المجتمع وتيسير العمليات الشبه الطبية، وقصد توفير مناصب شغل مفتوحة وتحقيق المبادرة الذاتية.

بداية وقبل إي إجراء أخذت في إنجاز خطة العمل التي ستمكنني من الدراسة المسبقة لمراحل الإنجاز وتحديد الآليات والحاجيات، لذلك أجريت اتصالات بالمهتمين والمنتقدين للميدان وكذلك الممارسين ،لصقل الفكرة العامة وتوضيح الرؤيا والسبيل من الجانب الإداري والمادي والتقني، ثم طلبت استشارة تقنية وإدارية وطبية من عديد المتداخلين . وبعد إتمام الترتيبات الإدارية والقانونية، افترضت أن يكون مكان إنجاز المشروع في موقع ذو أهمية اجتماعية وإستشفائية فيكون أقرب ما يمكن إلى العيادات الطبية والمؤسسات الطبية . وذلك ليتمكن المرضى من توفير نتائج التحاليل في أقرب مدة زمنية ومن أقرب مكان للمشفى أو مكان التطبيب، وجلب زبناء بأعداد تتناسب مع التخطيط المسبق، بعد تدبير مكان المشروع انتقلت الى التجهيز بحيث أن المختبر جديد فإنه ينبغي أن أوفر معدات طبية عالية الجودة، وأدوات تكنولوجية حديثة . لتقديم أحسن الخدمات للمرضى.

بعد ذلك أخذت في تحديد القيم والسقف المالي الذي يجب توفيره لإنجاز المشروع والذي تبين فيما بعد أنه لا يمكنني أن أوفر المبالغ اللازمة لإنجاز المشروع، فعمدت إلى القرض المقاولاتي الذي تدعم به الدولة المقاولين الشباب والمبتدئين .. وبذلك تمكنت من أن استقل بمشروعي دون الحاجة إلى شراكات أو تبِعات أخرى، وفي نفس الإطار طرحت مقدار المداخيل الواقعي والمنتظر خلال بداية العمل والمرحلة البدئية التي تعد جسا لنبض سير العمل داخل المختبر.

و فيما يخص الإمكانات البشرية فلقد حددت الكفاأت والوظائف التي ينبغي توفرها لسير العمل داخل المختبر ؛ ومن ذلك تنظيم مباراة انتقائية يشرف عليها دكاترة متخصصين، ومدربين بيداغوجيين، على أساس أن أشتغل إلى جانب أطقم شبابية طموحة، ذات كفاءة ومهنية.

و فيما يخص التقييم فجل المشاكل والعوائق التي من المحتمل أن تعيق السير العادي للمشروع فإنني اقترحت تخصيص مستودع لتخزين الفائض من الأدوية والوسائل المادية لحمايتها من التلف أو الضرر، وأن أوفر الاحتياط من التجهيزات الأساسية والضرورية التي تضمن توفر أدنى خدمة ممكنة للزبائن، وفي أدنى ظروف الممارسة الممكنة للأطر الموظفة.

و في حالة ما إذا تعذر توفير الخدمات للزبناء فقد أحتمل إحداث شراكة مع مختبر آخر في إطار التعاون على حالة الطوارئ، وذلك بتفويت الخدمات إليها على أساس أن تحتفظ للمختبر بسمعته وخصوصياته.

تقنيات التفاوض والمقابلة – دروس التعبير والإنشاء – اللغة العربية – الثانية باك علوم

عنوان الدرس : تقنيات التفاوض والمقابلة

المادة : دروس التعبير والإنشاء – اللغة العربية

الشعب: علوم التجربية وعلوم رياضية والعلوم والتكنولوجيات الميكانيكية والكهربائية وعلوم الاقتصاد والتدبير

المسالك: علوم فيزيائية وعلوم الحياة والارض وعلوم زراعية وبقية المسالك العلمية والتقنية

مفهوم المقابلة

المقابلة (بالإنجليزيّة: Interview) لقاء رسميّ يعتمد على التقدّم بطلب أو عرض قضيّة مُعيّنة للمسؤول عن العمل، وتُعرَّف المُقابلة الشخصيّة بأنّها مُحادثة تشمل مجموعة من الأسئلة تُوجَّه لشخص ما من أجل التعرّف على حياته وخبرته. من التعريفات الأخرى للمُقابلة أنّها اجتماع يعتمد على وجود حوار يتمُّ من خلاله الحصول على بيانات ومعلومات.

مفهوم التفاوض

التفاوض (بالإنجليزيّة: Negotiation) هو تطبيق عمليّة المُفاوضة بين أكثر من طرف لكلٍّ منهم وجهة نظره وأهدافه وحاجاته، ويسعى التفاوض إلى الوصول لاتّفاق يُساهم في تسوية قضيّة ما ذات أهميّة مُشتركة بين الأطراف، أو للمُساهمة في حلّ نزاع مُعيّن، ويُعرَّف التفاوض بأنّه مُناقشة تُساهم في الوصول إلى اتّفاق ما. من التعريفات الأخرى للتفاوض هو مُحادثة تعتمد على تبادل مجموعة من الشّروط المُتعلّقة باتّفاق أو صفقة مُعيّنة، مثل التّفاوض الخاصّ في المعاهدات.

عناصر التفاوض الرئيسية

الموقف التفاوضى

وفقا للتعريف السابق يعد التفاوض موقف ديناميكى أى حركى، يعتمد على الفعل ورد الفعل، وهو موقفق تعبيرى يستخدم فيه اللفظ والكلمة والإشارة والجملة والعبارة، أستخداما دقيقا، وهو أيضا موقف مرن يتطلب قدرات هائلة للتكيف السريع والمستمر مع متغيرات العملية التفاوضية، وبصفة عامة فإن الموقف التفاوضى يتضمن عدة عناصر يجب أن يعيها المفاوض جيدا مثل:

  • الترابط : وهو يستدعى أن يكون هناك ترابط على المستوى الكلى لعناصر القضية التى يتم التفاوض بشأنها، وإن كان يسهل الوصول إلى العناصر والجزئيات الخاصة لهذا الموقف العام .
  • التركيب : وهو يقصد به أن يكون هذا التركيب السابق – المكون من عام وخاص أو كلى وجزئى – هو تركيب بسيط  وواضح بلا غموض .
  • إمكانية التعر والتمييز: يجب أن يتصف الموقف التفاوضى بهذه الصفة، دون فقد لأى من أجزائه أو معالمه .
  • الاتساع المكانى والزمانى : ويعنى به المرحلة التاريخية التى يتم التفاوض فيها وكذلك المكان الجغرفى الذى تشمله القضية التفاوضية .
  • التعقيد : الموقف التفاوضى هو فى الغالب موقف معقد، يتكون منم مجموعة من العوامل وله العديد من الأبعاد التى يجب اللمام بها جميعا، حتى نقدر على التعامل مع الموقف ببراعة .
  • الغموض : حيث يحيط بالتفاوض ظلال شك و غموض نسبى، مما يدفع المفاوض إلى محاولة تقليل دائرة عدم التأكد عن طريق جمع المعلومات التى تكفل توضيح الموقف.

أطراف التفاوض

يتم التفاوض فى العادة بين طرفين، وأحيانا يتسع النطاق ليشمل أكثر من طرفين وذلك نظرا لتشابك المصالح والتعارض الذى يحدث أحيانا بين الأطراف المتفاوضة وبعض الأطراف المتأثرة بنتيجة هذا التفاوض، ومن هنا يمكن تقسيم أطراف التفاوض إلى أطراف مباشرة وهى الأطراف التى تجلس على مائدة التفاوض وتقوم بالعملية التفاوضية، وأطراف غير مباشرة وهى الأطراف التى تؤثر بشكل ما فى عملية التفاوض، وذلك لوجود مصالح خاصة بهذه الأطراف تتأثر بنتيجة العملية التفاوضية ويمكن أن تؤثر هذه الأطراف فى سير عملية التفاوض بالسلب أو الإيجاب وتؤثر أيضا على نتائجها ولكن هذه الأطراف لا تجلس على مائدة المفاوضات بل تتوارى خلف الكواليس وتشرف على إدارة العملية التفاوضية وتلقين بعض الأطراف المتفاوضة ما يجب أن يقوموا به لتحقيق أهدافها المعلنة أو غير المعلنة .

القضية التفاوضية

التفاوض أيا كان نوعه، وأيا من يقوم به، لابد وأن يدور حول ” قضية أو موضوع معين ” يمثل هذا الموضوع محور العملية التفاوضية، وقد يكون الموضوع قضية إنسانية عامة، أو قضية شخصية، أو اجتماعية، أو اقتصادية، أو سياسية …….. الخ، و من خلال القضية المتفاوض بشأنها يتحدد الهدف التفاوضى، وأيضا يتحدد غرض كل مرحلة من مراحل التفاوض، والنقاط والعناصر التى يجب تناولها، وأيضا الأدوات والإستراتجيات الواجب استخدامها فى كل مرحلة، وتوزيع الأدوارعلى فريق التفاوض، وفقا لكل مرحلة، وأيضا من خلال معرفتنا بعناصر القضية التفاوضية نقوم بتحديد الإطار الذى يجب أن تدور فى نطاقه المفاوضات، وبالتالى تمثل هذه العناصر حدودا لا تتعداه العمليه التفاوضية.

الهدف التفاوضي

لا تتم أى عملية تفاوض بدون هدف أساسى تسعى إلى تحقيقه أو الوصول إليه وتوضع من أجله الخطط والسياسات، وتستخدم الأدوات والتكتيكات وتحفز من جله الجهود، وبناء على الهدف التفاوضى يتم قياس مدى تقدم الجهود التفاوضية وتعمل الحسابات الدقيقة، بل وتستبدل الأدوات  والتكتيكات التفاوضية، بل ولامفاوضون أنفسهم ويحل محلهم آخرين بناء على مدى تقدمهم وبراعتهم فى كسب الجولات التفاوضية وإقترابهم من الهدف النهائى الموضوع .

تقنيات المقابلة والتفاوض

إنّ تطبيق كلٍّ من المُقابلة والتّفاوض في بيئة الأعمال يُساهم في تحقيق النّجاح والوصول إلى النّتائج المطلوبة، ويعتمد استخدام المُقابلة والتّفاوض على مجموعة من التقنيات الخاصة بهما، والآتي معلومات عنها:

تقنيات المقابلة

يعتمد نجاح المقابلة في تحقيق أهدافها على مجموعة من التّقنيات، هي:

التخطيط للمُقابلة

هو الأسلوب الذي يعتمد على مجموعة من الأمور المُهمّة، هي:

  • التوقيت: هو وجود وقت كافٍ للمُقابلات، مع توفير مدّة زمنيّة مُتساوية لكلّ المُرشَّحين للمقابلة.
  • قراءة السيرة الذاتيّة: هي الوسيلة التي تُساعد في معرفة الوصف الوظيفيّ للمُرشَّح للمُقابلة والمُواصفات الخاصة به؛ من أجل تحديد الأمور التي تحتاج إلى مزيد من التّوضيح.
  • مكان المُقابلة: هو الموقع الذي تتمّ فيه المُقابلة، ويجب أنّ يكون بمساحة مُناسبة، ويُساعد في التركيز على الفرد الذي تتمُّ مُقابلته، كما من المُهمّ أن يكون المكان مريحاً ويُوفّر مجموعة من المُميّزات، مثل التّهوية، والتّدفئة، والإضاءة، وتقليل تأثير الضوضاء.
إعداد المرشحين للمُقابلة

من التقنيات المُهمّة التي تتضمّن توفير معلومات كافية للأفراد المُرشّحين عن طبيعة المُقابلة ومُتطلّباتها، والتّاريخ الخاصّ بها، كما من المُهمّ تقديم المُساعدة لهم من خلال الأمور الآتية:

  • تزويد المُرشَّحين في المقابلة ببطاقات تحمل أسماءهم.
  • شرح هيكليّة المُقابلة ومدّتها الزمنيّة.
  • سؤال المرشّحين في حال كان عند أحدهم أيّة استفسارات.
هيكل المُقابلة

هو من التّقنيات الرئيسيّة التي تُساهم في تحسين نوعيّة وطبيعة المُقابلات؛ لأنّه يُؤدّي إلى تحقيق الآتي:

  • ضمان عدم تضييع أيّ شيء مُهمّ.
  • مُتابعة كيفيّة تنظيم وقت المُقابلة.
  • المُساهمة في التنسيق بين المُرشَّحين للمُقابلة.
تقنيات الأسئلة

هي الاهتمام في أنّ يُشكّل حديث كلّ مُرشِّح ما يُعادل 70% إلى 80% من إجماليّ وقت المُقابلة، ويُساهم في تحقيق الهدف الرئيسيّ منها؛ وهو الحصول على معلومات عن المُرشّح، والآتي بعض من الأسئلة المُستخدَمة في هذه التّقنية:

  • الأسئلة المفتوحة: هي الأسئلة التي تُساعد المُرشّحين في إضافة المعلومات، والتّعبير عن آرائهم حول شيء ما، كما تُساهم في تشجيعهم للبدء في الحديث، وغالباً يبدأ هذا النوع من الأسئلة بكلمات مُعيّنة، مثل ماذا، وكيف، ولماذا.
  • الأسئلة المُغلقة: هي الأسئلة التي تَعتمد على وجود إجابات مُحتَملة، وغالباً تتمُّ الإجابة عنها باستخدام نعم أو لا، ويُعَدُّ هذا النوع من الأسئلة مُفيداً للتأكّد من الحقائق، أو فهم طبيعة الإجابات الخاصّة بالمُرَشَّحين، أو من أجل التّمهيد للانتهاء من المُقابلة.
تقنيات الاستماع

هي اهتمام المُشرفين على المُقابلة في الاستماع للمُرشَّح الذي سوف يتحدث بالكثير من المعلومات؛ لذلك من المُهمّ تذكُّرها واستخدامها من أجل ربطها مع المَهارات الرئيسيّة.

تقنيات التّفاوض

يعتمد تطبيق التّفاوض الناجح على استخدام المُفاوِضين لمجموعة من التّقنيات، هي:

تنفيذ المفاوض لواجباته

من أهم التّقنيات الخاصّة في التفاوض؛ إذ يجب أنّ يأتي المُفاوِض إلى طاولة المُفاوضات وهو مُستعدّ للمُشاركة في التفاوض، ومن المُهمّ الحصول على بيانات حول النّظراء؛ أي الأطراف المُشاركين في المُفاوضات، ممّا يُساهم في البدء بعمليّة التفاوض.

تطبيق مقياس العدد

هو أسلوب يستخدمه المفاوض من أجل قياس مدى القوّة بينه وبين نظيره المُشارك في التّفاوض، ومن الأمثلة على استخدام هذا التّرقيم وضع مجموعة من الأرقام من 1 إلى 10 وإضافة تعبير أو تفسير لكلّ رقم، وتُساعد هذه التّقنية في التّعامل بطريقة مُباشرة مع النّظير في التفاوض.

عدم التركيز فقط على الفوز

هي التّقنية التي تُشير إلى أنّ التفاوض ليس نوعاً من أنواع المُنافسات؛ لأنّ المفاوض الناجح يجب ألّا يُفكّر في هزيمة النّظراء، بل من المُهمّ تحديد الأهداف، وتطبيق الإجراأت المُناسبة، والأفعال المطلوبة للوصول إليها.

الاستعداد لتقديم شيء ما

هو الاعتماد على تفعيل المرونة في التّفاوض؛ إذ يجب إدراك أنّ المُفاوضين لن يحصلوا على كلّ شيء أثناء المُفاوَضة؛ لذلك من المُهمّ الحرص على التّعامل المرن، مثال، عند التفاوض مع تاجر لشراء مُنتج مُعيّن يجب أنّ يكون المُفاوض على استعداد لتقديم سعر أعلى للمُنتَج.

الحصول على استراحة

هي من تقنيات التّفاوض التي لا تعني مُغادرة قاعة الاجتماع، بلّ من المُهمّ في مُعظم الأحيان الحصول على استراحة أثناء التّفاوض خصوصاً عند الوصول إلى طريق مسدود في المُفاوضات.

توضيح المفاهيم الخاطئة

هي التّقنية التي تُساهم في توضيح أيّة مفاهيم خاطئة؛ إذ من الشّائع أثناء المُفاوضات عدم فهم شيء ما؛ لأنّ كلّ أطراف المُفاوضة يفترضون ما يقولونه لبعضهم، ممّا قد يُؤدّي إلى حدوث خلافات بينهم؛ لذلك من المُهمّ الحرص على معرفة النّظرة الخاصّة في كلّ طرف حول المُفاوضة، وهكذا يستطيع المُفاوض فهم سبب عدم تحقيقه للأشياء التي يريدها من وجهة نظره.

استخدام الذكاء العاطفيّ

هو تقنية تسمح للمُفاوض بإدارة عواطفه، كما إنّها تُساعد على حلّ المُشكلات.

المقابلة مع لجنة

تستخدم المقابلات مع اللجنة عندما تسعى الشركة إلى تعيين موظفين لوظائف عليا. كما يستخدم هذا النوع من المقابلات غالبا بعد إجراء المقابلة الشخصية الأولى مع مدير الموارد البشرية. كما أن ضيق الوقت يعني أن عددا من أعضاء الإدارات الذين يرغبون في مقابلة المرشحين يفعلون ذلك معا في جلسة واحدة.

غالبا ما يتراوح عدد أعضاء الجنة من اثنين إلى أربعة أعضاء يقومون بإجراء المقابلة الشخصية مع كل مرشح على حدة. وعلى الرغم من أن هذه العملية قد توتر الأعصاب، إلا أنه ينبغي عليك أن تكون واثقا من نفسك وأن تركز على خلق انطباع جيد لدى كافة أعضاء المقابلة الشخصية ليس واحد أو اثنين فقط.

استعد بنفس أسلوب الاستعداد للمقابلة الشخصية التي تجري وجها لوجه مع شخص واحد. تأكد انك تعرف أسم ودور كل عضو من أعضاء لجنة المقابلة الشخصية وحاول أن تفكر مقدما في أولوياتهم في تعيين الموظف. عندما يطرح عليك أحد أعضاء اللجنة سؤالا، أجب على السؤال للشخص المعني وتأكد في نفس الوقت من كيفية تفسير الآخرين للإجابة. انظر إلى كافة أعضاء اللجنة. والأهم من كل شيء أن تكون هادئا مبتسما وتذكر أن كافة أعضاء اللجنة تعرضوا لنفس الموقف الذي أنت فيه وبالتالي يعرفون مدى صعوبة هذا النوع من المقابلات الشخصية.

إن سيرتك الذاتية الجيدة قد لفتت انتباه صاحب العمل وبالتالي قرر تقديم الدعوة إليك لحضور المقابلة الشخصية. هذه فرصتك السانحة لكي تقوم شخصيا بتعزيز كافة الأشياء المهمة التي قرأها عنك صاحب العمل . كما تجدر الإشارة أيضا إلى أن المقابلة الشخصية عبارة عن طريق مزدوج أنت أجريت بحثا كبيرا عن الشركة قبل تقديم طلبك إليها، لكن المقابلة الشخصية هي فرصتك لمعرفة المزيد من المعلومات عن الشركة، ومقابلة بعض الأشخاص الذين يعملون بالشركة واتخاذ القرار بشأن ما إذا كانت هذه الشركة تمثل المكان الذي تتمنى العمل فيه أملا.

درس تحليل نص “المرأة والمجتمع المدني” لعائشة بلعربي – دروس النصوص – اللغة العربية – الثانية باك علوم

عنوان الدرس : المجتمع المدني – تحليل نص ‘المرأة والمجتمع المدني’ لعائشة بلعربي

المادة : دروس النصوص – اللغة العربية

الشعب: علوم التجربية وعلوم رياضية والعلوم والتكنولوجيات الميكانيكية والكهربائية وعلوم الاقتصاد والتدبير

المسالك: علوم فيزيائية وعلوم الحياة والارض وعلوم زراعية وبقية المسالك العلمية والتقنية

مدخل مفاهيمي

المجتمع المدني فكرة موجودة مع الإنسان منذ البداية باعتباره كائنا اجتماعيا ينسج علاقات منظمة داخل تجمع بشري ما تضمن للفرد والجماعة اعتبارات معينة . وقد عرف الحديث عن المجتمع المدني تطورات كثيرة فهو، بحسب صياغاته الاولى، كل مجتمع بشري خرج من حالة الطبيعة (الفطرية) الى الحالة المدنية التي تتمثل بوجود هيئة سياسية قائمة على اتفاق تعاقدي مع أطراف يتقنون ممارسة السياسة. ولعل أرسطو أول من دعا إلى تكوين مجتمع سياسي نخبوي يحفظ العدالة والمساواة، غير أن مفهوم المجتمع المدني تبلور بشكل مضبوط وواضح بعد الثورة الفرنسية مع عصر التنوير الأوربي.

بدأ النقاش حول بنية المجتمع المدني ووظائفه مع هيجل في القرن التاسع عشر الذي وضع المجتمع المدني بين الدولة (الحكومة) والمجتمع التجاري – الاقتصادي سعيا منه لرفع قدرة المجتمع على التنظيم والتوازن في واقع تتراكم فيه الأرباح وتتضارب المصالح، ثم أثار غرامشي مفهوم المثقف العضوي ودوره في عملية تشكيل الرأي العام والتأثير على القرار مما يستدعي تشكيل منظمات اجتماعية ومهنية وثقافية وسياسية تضبط التفاعل الحيوي بين البنيات الفوقية والتحتية بشكل منسجم يحصر التنافس والصراع في إطاره السلمي.

مفهوم المجتمع المدني إذن ولد وترعرع في كنف فكر ديموقراطي يعترف بالحريات ويتبنى مبادئ حقوق الإنسان.

يعرف المجتمع المدني بأنه جملة المؤسسات السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والبيئية التي تعمل في ميادينها المختلفة في استقلال نسبي عن سلطة الدولة وعن أرباح الشركات في القطاع الخاص، إنه مؤسسات مدنية لا تمارس السطة ولا تستهدف الربح، بل تشارك في صناعة القرار خارج المؤسسات السياسية الرسمية، ولها غايات نقابية وأغراض ثقافية ووظائف اجتماعية، وهي تنظيمات تطوعية تملأ المجال العام بين المجتمع والدولة لتحقيق مصالح الفئات التي تمثلها [ المرأة، الكتّاب، التلاميذ، أنصار البيئة، دعاة الشفافية، حماية المستهلكين، رعاية الشباب، حقوق الإنسان …] في إطار احترام معايير القانون وقيم التراضي والتسامح والإدارة السلمية للتنوع والخلاف والتزام الحوار الهادئ البناء والمرونة والشفافية والواقعية لضمان فاعليتها.

يتطلب بناء مجتمع مدني قاعدة مشتركة بين مكوناته تشكل جوهر الثقافة المجتمعية التي تقود إلى الانسجام والتفاعل الإيجابي، ومن ضمنها: تبني قيم الديموقراطية والتضامن والتنافس الشريف والعمل في إطار الشرعية والشفافية وسلوك الموطنة والاعتراف بحقوق الإنسان وحرياته في الاعتقاد والتعبير والتجمع والتنظيم والاختلاف …

سياق النص

يندرج هذا النص في سياق الحراك السياسي والثقافي الذي فرض على الفاعلين المغاربة تدبير مرحلة الانتقال الديموقراطي التي بدأت منذ أواخر القرن الماضي عبر تجذير حقيقي لمكونات المجتمع المدني وإرساء فعلي لثقافة جديدة موازية ومؤطرة لعمليات التحول، وهذا لا يعني أن المجتمع المغربي لم يعرف مؤسسات المجتمع المدني إلا في السياق التاريخي الذي حددناه أعلاه بقدر ما يعني أن هذه المؤسسات بدأت تمارس دورها الحقيقي مؤخرا بفعل إكراهات التنمية وتحديات الواقع الضاغطة وثقافة العولمة الزاحفة، وفي هذا الإطار أدى كفاح الجمعيات النسائية المغربية بدعم من فعاليات سياسية ومنظمات نسائية دولية إلى إعادة النظر في وضع المرأة في المجتمع المغربي، وتحسين هذا الوضع، وتغيير الكثير من القوانين أو تعديلها من أجل ذلك.

ملاحظة النص

يطرح النص إشكالية إدراج المرأة في سياق التنمية لتثبيت أسس الديموقراطية التي يعيقها غياب عنصر حيوي أساسي في المجتمع أو تهميشه أو تقليص فاعليته وحضوره في صياغة المشهد التنموي بكل أبعاده السياسية والثقافية والاقتصادية، وذاك ما شكل جوهر انشغالات منظمات المرأة باعتبارها مكونا من مكونات المجتمع المدني.

يمكن اختزال أبعاد الإشكالية المطروحة في النص في فرضيتين أساسيتين هما:

  • دور المرأة أساسي في تطور المجتمع، ولا يمكنها أن تؤدي دورها إلا بضمان حقوقها المدنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية .
  • لا تزال المرأة لا تمارس دورها كاملا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وهي تناضل لأجل ذلك، وما تمارسه فوفق تصور رجولي في الغالب.

يربط عنوان النص بين المرأة والمجتمع المدني، وهو ربط ضروري طالما أن وضع المرأة يحتاج إلى دعم كل مكونات المجتمع المدني للنهوض به سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وقانونيا.

فهم النص

يناقش النص قضايا المرأة المغربية في سياق ارتباطاتها بالمتغيرات المحلية والدولية التي أكسبتها وضعا جديدا وأدوارا مهمة، ويمكن تحديد مجالات هذه المناقشة في:

1) اعتبار الباحثين المغاربة أن المجتمع المدني بنية اجتماعية جديدة تبلورت نظريا داخل الخطاب السوسيوء سياسي المغربي في الثمانينيات بناء على متغيرات سياسية واقتصادية وثقافية اكتسحت الساحة المغربية.
2) توافر عوامل كثيرة أسهمت في تطوير المجتمع المدني في المغرب من ضمنها:

  • الانفتاح السياسي الذي عرفه المغرب خلال القرن العشرين ( دمقرطة المؤسسات – تطور الحركة من أجل حقوق الإنسان ).
  • دور التنظيمات العالمية، وخاصة وكالات الأمم المتحدة في إطلاق الحركات الجمعوية، بما فيها الحركة النسائية.

3) إسهام التنظيمات العالمية عبر اللقاأت والمؤتمرات وما تسفر عنه من تصريحات واتفاقيات وإعلانات دولية في مناقشة قضايا النساء، ومن أهم هذه اللقاأت : مؤتمر ريو 92، وفيينا 93، وكوبنهاكن 95، وبكين 95، والتي نصت على ألا وجود لتنمية أو ديموقراطية أو إقرار لحقوق الإنسان دون إسهام فعلي للنساء، وعلى وجوب إلغاء كل أشكال التمييز تجاههن.

4) الدور المركزي للمجتمع المدني عموما، والجمعيات النسائية خصوصا في تطوير المجتمع، إذ بتنظيمه في مجموعات نسقية أو غير نسقية صار ضامنا للديموقراطية والتنمية، ومؤشرا على رفع الوصاية عن حركات حقوق الإنسان والتنظيمات المدنية المسهمة في التنمية والمراقبة لسلوك المؤسسة الرسمية الباحثة عن الشرعية في مجتمع ديموقراطي ودولة القانون.

5) تصور الحركات النسائية للحداثة تصور خاص يتمثل في تنظيم الجموع النسائية وتعبئتها لقيادة أعمال تنموية متنوعة تسهم في انطلاقهن وتفتحهن الشخصي، ويشمل أيضا مطالب سياسية واجتماعية ومدنية وأسرية تتجاوز المنطق المحلي إلى المعيار العالمي.

6) قيام الحركات النسائية بدور اقتصادي بالغ الأهمية يتجلى في إيجاد السبل الأكثر فاعلية لإدماج المرأة في التنمية وضمان إسهامها الفعلي في سيرورتها، عبر مساعدتهن في إنشاء فضاء اقتصادي مستقل وإتاحة الفرصة لهن لإطلاق المبادرات الذاتية وخلق مشاريع مدرة للربح والتكتل في تعاونيات، وتوفير الوسائل الكفيلة بتنمية مداخيلهن وتحسين ظروف عيشهن، غير أن معيقات كثيرة تعترض مسعى الحركات النسائية أهمها صعوبة إنجاز مشاريع تنموية كبرى تقودها النساء طالما أن تخطيطها وتمويلها ظل حكرا على فاعلين رجال محليين أو دوليين، وهو رهان تأخذه هذه الحركات بعين الاعتبار في المستقبل.

تحليل النص

1) في النص جهاز اصطلاحي يتداخل فيه السياسي بالجمعوي بالاقتصادي، والجدول الآتي يرصد حجم انتشار هذه الحقول عبر الممتد النصي:

الحقل الاقتصاديالتنمية، المشاريع، نمط اقتصادي، إدماج في التنمية، وسائل العيش، تحسين مداخيل، مدرة للربح، المبادرة الذاتية، فضاء اقتصادي، المخططين.
الحقل السياسيالخطاب السياسي، الانفتاح، دمقرطة المؤسسات، أسئلة الديوقراطية، التصريحات، الاتفاقيات الدولية، الشرعية، الاستقلال، الحداثة، دولة القانون، الحقوق السياسية، المؤتمرات، تعبئة، قيادة.
الحقل الجمعويالمجتمع المدني، الجمعيات النسائية، التنظيمات العالمية، الحركة الجمعوية، مجموعات نسقية، المجلس الأعلى لحقوق الإنسان، الحركة النسائية، الجموع النسائية، التعاونيات، فاعليات أخرى، حركة حقوق الإنسان، المؤسسات، المؤتمرات، تعبئة، قيادة.

والملاحظ أن الحقلين الجمعوي والسياسي أكثر هيمنة على النص لتركيزه على دور الجمعيات النسائية كمكون من مكونات المجتمع المدني في تثبيت أسس الديموقراطية وإقرار حقوق المرأة على كل الواجهات في ظل مجتمع يعيد تشكيل مكوناته الحيوية وفق تصور ديموقراطي وسياق دولي تسعى فيه المنظمات المتعددة إلى دعم حضور المرأة في المجتمع ومشاركتها في التنمية لتحقق كيانها الاقتصادي الخاص وتتخلص من سلبيتها.

2) في النص وضعية تواصلية خاصة تجعل الخطاب متجها إلى مرسل إليه متعدد، منه الحركات النسائية بصفة خاصة، والمرأة بشكل عام، والمجتمع المدني والسياسيين والاقتصاديين والمنتظم الدولي، والمتلقي غير المحدد بشكل أعم، طالما أن النص يراهن على خلق وعي بمطالب المرأة واستنفار الدعم اللازم لإعادة الاعتبار لوضعها.

3) جمع النص بين وظائف متعددة منها الأخبار والتفسير والاقناع، وقد توالت هذه الوظائف بشكل تسلسلي يوازي تطور معالجة الإشكالية في النص بدأ بالأخبار فالتفسير وانتهاء بالمعالجة والاستنتاج، والخطاب الحجاجي أكثربروزا في النص طالما أن الإخباروالتفسير يستبطنان قصدا حجاجيا ويحيلان على حقائق من التاريخ والواقع تدعم العلاقات المنطقية بين الوحدات الفكرية.

4) استخدمت الكاتبة في بناء النص نظام الفقرات القصيرة، والجمل المتوسطة المربوطة بإحكام بروابط شكلية ومنطقية تحقق الانسجام الدلالي للمعروض الفكري، منها: أدوات التوكيد وألفاظه ( لقد – إن – التكرار – التخصيص) والعطف (ثم – الواو….) وعلاقات السببية والتفسيرية والاستنتاج والاستدراك والتسلسل الزمني.

5) استندت الكاتبة في النص إلى خطة حجاجية واضحة ومتنوعة مبنية على استدلالات تاريخية ومنطقية وشواهد تبين الخلل الحاصل في وضع المرأة داخل المجتمع المغربي وتحاول تصحيحه. ويمكن التمثيل لبنية الاستدلال والاستشهاد من النص بالاتي:

  • الحجج التاريخية: تعرض المرأة للا قصاء الاجتماعي عبر التاريخ – كفاح منظمات نسائية بدعم من منظمات دولية لإعادة الاعتبار لها ( المؤتمرات – الإعلانات والتصريحات – الاتفاقيات الدولية ).
  • الحجج المنطقية: لا يمكن قيام تنمية أو ديمقراطية أو إقرار لحقوق الإنسان بدون إشراك المرأة – تأهيل المرأة يمر عبر تحميلها مسئولية قيادة التنمية بموازاة مع الرجل.
  • الشواهد: وضع المرأة في الجتمع المغربي وتطور مستويات حضورها في التنمية – العراقيل التي تحول دون قيامها بدورها كاملا.

6) يتسم أسلوب النص بالتقريرية لأنه منشغل ببناء خطاب استدلالي ذي وظيفة إقناعية يروم تحديد دور المرأة داخل المجتمع ومؤسساته المدنية، وهو خطاب يستند إلى أسلوب منطقي مشبع بنفس تتظيري لما يمكن أن تقوم به المرأة بمساعدة المتدخلين من الفعاليات المتعددة، كما يستثمرمصطلحات تحيل إلى حقائق وتصورات من التاريخ والواقع والسياسة والاقتصاد والسوسيولوجيا.

7) تبث عائشه بلعربي رسالة خاصة إلى الملتقي مضمونها أن على المرأة أن تتبوأ مكانتها الصحيحة في المجتمع، لأن ذلك هو السبيل الوحيد لتحقيق تنمية مندمجة.

تركيب وتقويم

ناقش النص وضع المرأة الراهن في المجتمع المغربي ضمن فرضيتين تقتضيان تمتيع المرأة بحقوقها كاملة لتؤدي دورها في التنمية حتى تتجاوز حالة السلبية التي تسم حضورها في الواقع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والثقافي، وهو ماتراهن عليه مكونات المجتمع المدني وضمنه التنظمات النسائية. وقد اعتبرت عائشة بلعربي أن هاتين الفرضيتين تستلزمان بالضرورة خلق وجود اقتصادي مستقل للمرأة يضمن لها التخلص من وصاية الرجل، والخروج من حالة العدمية التي تعيق انطلاقها في أوراش التنمية بكل مستوياتها.

وقد حاولت الكاتبة الاستدلال على معالجتها لوضع المرأة في المغرب وما تضمنته من اقتراحات من مرجعيات متعددة صلبة بعضها من مقررات المنظمات الدولية وبعضها مما يفرضه واقع تجاوز حالة الجمود والميز الذي تعاني منه نساء المغرب، وقد عرضت تصوراتها في أسلوب تقريري ومنهجية علمية تقوم على تقديم الاطروحة ( تحريك المجتمع المدني لإدماج المرأة في التنمية كوجه للديمقراطية) ودحض الأطروحة النقيض ( أشكال التميزوالتهميش الموجه ضد المرأة) والانتهاء إلى تركيب يجزم بأن إدماج المرأة لا يزال مطلبا لم يتحقق بشكل كامل مادامت قطاعات من نساء في البادية لم يتغير وضعهن، أو أن التغير لم يوصل نساء الحواضر إلى مراكز القيادة، وعلى توظيف أساليب الإخبار والتفسير والتوكيد، واستثمار مصطلحات السياسة والاقتصاد والمجتمع.

Ads
Ads Ads Ads Ads
Ads