Ads Ads Ads Ads

الجراد – القيم الوطنية والإنسانية – اللغة العربية – السنة الثالثة إعدادي

المستوى: السنة الثالثة اعدادي

المادة :اللغة العربية ( القيم الوطنية والإنسانية )

عنوان الدرس : الجراد 

النص القرائي

ذات مساء، كان كل شيء فى القرية يسير فى نفس الخط الذى يسير عليه كل يوم، تماماً كما كان بالأمس وأول أمس، ومنذ عام مضى. عمران يزاول مهمة رفع الماء من البئر بالدلو والبقرة، يقدم لمزروعاته وجباتها اليومية، كان يمشى ويرجع خلف البقرة عبر المجر المحفور فى الأرض. وكان الحبل الذى يجر على(البكرة) تتصاعد منه نغمة حلوة رتيبة، وعمران يغنى، ويستحث البقرة، ويهش عليها بالعصى ولا يضربها ويواصل رحلته التى لا تنتهى عبر مسافة لا تزيد بأى حال عن خمسة أمتار!! والمبروك الفأس بين يديه، والعرق ينزل من جبهته العريضة. وأنفاسه تتردد مجهدة مبهورة. وهو يعزق الأرض فى بستانه الصغير.والحاج سالم يحرس حقله الذى يموج بسنابل القمح والشعير، يطرد حماراً من هنا. ويصيح فى قطيع أغنام من جهة أخرى،ويرمى بالحجارة سرباً من العصافير نزل فى جهة ما من الحقل، وكل أهل القرية يزاولون أعمالهم اليومية. يتفرقون هنا وهناك. هذا يسوق قطيعا من الأغنام وقد ضاع صوته فى صياحها المتواصل – ما … ماع … ما …، وآخر يشمر عن ساعديه، ويفتح قدميه، واقفاً على حافة أحد الآبار يرفع الماء ويدلقه فى أحواض من الحجر لجماله الكثيرة التى راحت تتدافع وتشرب الماء بنخير عال. فى حين يهمهم هو بصوت مجهد: يا ععم. … يا ههم … يا ههم. كل شيء فى القرية كان هادئاً، طبيعياً ذلك المساء، وفجأة أتى أحد الرجال مهرولاً، وأخذ يزرع صيحاته فى القرية، كأنه الندير، كان صوته مشحوناً بالحرقة واللوعة والخوف وهو ينبئ الناس فى القرية بأن “الجراد” على أبواب قريتهم الصغيرة. إن أرجاله التى لا حصر لها تنام هذه الليلة بالبطاح القريبة التى لا تبعد عن القرية سوى خمس كيلومترات. وكأنما استحال الناس فى القرية إلى مجموعة من المجانين يجرون هنا وهناك فى ذعر وخوف، والبعض من أهل القرية ذهبوا إلى شجيراتهم ومزروعاتهم يكحلون أعينهم بها، ينظرون إليها فى حنين ولهفة، فمؤكد أنها مع شروق شمس الغد ستستحيل على يد الجراد إلى مجرد ذكريات ليس إلا. والحاج سالم ذهب ليقف على رأس حقله ينظر إليه فى حسرة ولوعة، لم يغالب حتى الدمعة التى ترقرقت فى عينيه، ولأول مرة يرى الطيور تنزل فى الحقل فلا يرميها بالحجارة، ويرى الشياه تتقدم نحو الحقل فلا يصيح فيها بصوته المشروخ، كان واضحاً أن خبر الجراد يشل كل شيء فى الحاج سالم. الحاج سالم وعائلة المبروك وأبناء عمران، وكل إنسان فى القرية، جميعاً لقمتهم فى أشجارهم وزراعتهم التى سيجعل منها الجراد أثراً بعد عين، الجراد الذى سيحيل كل شبر أخضر فى أرضهم إلى جذب وخراب والجراد … الجراد … الجراد … الجراد … وأمام المسجد، كان أهل القرية يقفون فى حزمة واحدة كانوا أحياناً يتكلمون فى صوت واحد. كانت أصواتهم غاضبة. ووجودهم يغشاها حزن عميق. وأيديهم التى نفرت عروقها الزرقاء يلوحون بها فى عصبية ظاهرة. وتمتم رجل عجوز والشعور بالخطر يهز كل شيء فيه اللهم لطفك يا رب. اللهم عفوك يا رب. وارتفع صوت يتساءل فى غضب: والآن ماذا فكرتم لنا يا رجال؟؟ وتبعه آخر: نعم يا رجال، ما العمل يا رجال؟ وانبثقت أصوات كثيرة، إلا أن جميعها تتساءل، كان الجو مشحونا بإشارات الاستفهام التى تعقف رؤوسها فى حيرة، ما العمل؟ ما العمل؟ ما العمل؟ وكان المبروك يغرس رأسه إلى أسفل ولم يقل شيئاً، جسمه فقط كان يتململ فى غير ارتياح وكأنه يجلس على قرية نمل. والمبروك فى الخامسة والعشرين من عمره، جبهته عريضة، ووجهه يضرب إلى السمرة، وعيناه كالشعلتين تعلوها حواجب خفيفة الشعر، والده مات وترك له أسرة كبيرة وبستانا صغيراً يستنزف جهد المبروك اليومى وهو بالكاد يتمكن عن طريق البستان من انتزاع لقمة العيش للأسرة الكبيرة. وكانت الفكرة التى تتردد بين جدران دهنه، تبدو له أحيانا مضحكة. وكان خائفاً من أنه لو قالها لضج الجميع بالضحك، وربما خامرهم الشك فى سلامة عقله. وكان ما يزال يفكر وهو ساهم ساكت. ولكزه أحد الجماعة لينبهه إلى أنهم يسألونه رأيه فى الاقتراح الذى قاله الحاج سالم، والذى يريدهم أن يستعدوا لمطاردة الجراد القادم غداً للقرية، بإحداث صخب وضجة بطرق الحديد، وضرب الدفوف، ودق النواقيس، ورن الزجاجات الفارغة، وعن طريق هذه الضجة الصاخبة سوف تغادر أرجال الجراد القرية بمجرد الوصول إليها وتسلم بذلك القرية. وعندما قال له مزارع طويل … شنبه كذلك طويل : تكلم يا مبروك ما بك. أنت ساكت هكذا لماذا؟ ألم تعجبك فكرة الحاج، أتراها لا تنفع؟ وجد المبروك نفسه، فجأة يقول: نعم … أراها لا تنفع. واستغربت الجماعة. إلا أن المبروك استمر واصلا كلامه، وكأن أحدا لم يقاطعه. فما رأيكم الآن أيها الأخوان فى فكرة أخرى؟  فكرتى هذه … أن نأكل نحن الجراد بدلا من أن يأكلنا هو. ومن خلال الظلام تبادل الجماعة نظرات حائرة. ماذا يقول المبروك؟ وأفصح أحدهم عما يدور فى ذهنه: …لم نفهم …؟ … كيف نأكله؟! وعندما مضى المبروك يوضح فكرته لم يستطع الجماعة أن يغالبوا رغبتهم فى مصمصة شفاههم وتبادل النظرات الحائرة التى غالبا ما كانت ترافقها شفاه مقلوبة وكان مجمل فكرة المبروك التى مضى يوضحها فى خطاب طويل … أنهم فى هذه الليلة وفى الساعات الأولى من السحر … تماما … يجب أن يكونوا مجتمعين فى الطرف الجنوبى من القرية على ألا ينسى كل واحد منهم أن يأخذ معه شوالا فارغاً فأمامهم معركة لم يعرفوها من قبل، معركة السلاح فيها شوالات فارغات، ومن ثم يتجهون إلى حيث ينام الجراد – وهو عادة لا يستيقظ إلا عندما تلهبه أشعة الشمس – وهناك يعبئون الجراد النائم داخل أكياسهم الفارغة حيث يعودون إلى بيوتهم ليسلقوه فى مراجل سوداء ولينتقل الجراد من أجواف الخيش إلى أجوافهم هم وتكون أروع عملية إبادة عرفها تاريخ الجراد. البحر لا ماء فيه، الدار الجماهيرية، ليبيا

عتبة القراءة

ملاحظة مؤشرات النص الخارجية

مجال النص

يندرج النص ضمن المجال الإنساني.

مصدر النص

النص مقتطف من رواية «البحر لا ماء فيه» ص: 30 – 35 (بتصرف).

نوعية النص

نص سردي ذو بعد إنساني.

العنوان (الجراد)

يتكون عنوان النص من كلمة واحدة، فهو عنوان مفرد.

بداية النص ونهايته
  • بداية النص: نلاحظ فيها مؤشرات تدل أن على النص نص سردي، ومنها: الشخصيات – الزمان – المكان.
  • نهاية النص: تنسجم مع العنوان لأنه تكرر فيها أكثر من مرة، كما أن هذه النهاية تشير إلى الحل المقترح للقضاء على الجراد.
الصورة المرفقة بالنص

تنسجم مع العنوان من حيث مضمونها وصيغتها (صيغة الجمع).

بناء فرضية القراءة

بناء على المؤشرات الأولية للنص نفترض أن موضوعه ربما سيتحدث عن الجراد ومدى الأضرار التي يتسبب فيها للإنسان.

القراءة التوجيهية

الايضاح اللغوي

  • يشمر: يستعد ويتهيأ.
  • مشحونا: مملوأ.
  • الصخب: الصوت المرتفع.
  • مشروخ: متقطع.

الفكرة المحورية للنص

نجاح أهل القرية في التخلص من الجراد بفضل تعاونهم وتضامنهم.

القراءة التحليلية للنص

أحداث النص

  • حالة البداية: وصف هدوء القرية وأهلها الذين يزاولون أعمالهم اليومية في جو من السكينة والطمأنينة.
  • الحدث المحرك: إشاعة خبر قدوم الجراد إلى القرية.
  • العقدة: توتر أهل القرية وخوفهم وحيرتهم في إيجاد حل للتخلص من الجراد.
  • الحل: إحداث صخب وضجة – وضع الجراد في أكياس وأكله.
  • حالة النهاية: تغيب حالة النهاية في هذه القصة لأنها انتهت بمجرد اقتراح الحل الثاني، ولكن يتوقع أن تعود السكينة والطمأنينة إلى القرية.

الألفاظ الدالة على توتر أهل القرية وحيرتهم عند سماع خبر مجيء الجراد

استحال الناس … إلى مجموعة من المجانين – يجرون هنا وهناك – صوته مشحون بالحرقة واللوعة – خوف – يتساءل في غضب – التساؤل – إشارات الاستفهام ….

الشخصيات والزمان والمكان

  • الشخصيات: المبروك – الحاج سالم – عمران.
  • الزمان: مساء – أول أمس – عام – الساعات الأولى من الفجر.
  • المكان: القرية – الحقل – أمام المسجد – الطرف الجنوبي …

مقصدية النص

دور الاتحاد والتضامن في حل المشاكل الكثيرة مهما كانت مستعصية.

وطني (نص شعري) – القيم الوطنية والإنسانية – اللغة العربية – السنة الثالثة إعدادي

المستوى: السنة الثالثة اعدادي

المادة :اللغة العربية ( القيم الوطنية والإنسانية )

عنوان الدرس : وطني (نص شعري)

النص القرائي

وطنـي! يعلّمني حديدُ سـلاسلي ۩۩۩ عنفَ النسورِ ورِقّـةَ المتفــــائـلِ ما كنتُ أعرفُ أنَّ تحتَ جلودنا ۩۩۩ ميلادُ عاصفةٍ … وعــرسُ جداولِ سدّوا علـيَّ النـتـورَ في زنـزانةٍ ۩۩۩ فتوهّجتْ في القلبِ شمسُ مشاعلِ كتبوا على الجدرانِ رقـمَ بطاقتي ۩۩۩ فنما على الجدرانِ مـرجُ سنــــابلِ رسموا على الجدرانِ صورةَ قاتلي ۩۩۩ فمحتْ ملامحَها ظـلالُ جدائــــلِ وحفرتُ بالأسنانِ رسمك دامياً ۩۩۩ وكتبتُ أغنيـةَ العذابِ الـراحــــلِ أغمدتُ في لحمِ الظلامِ هزيمتي ۩۩۩ وغرزتُ في شعرِ الشموسِ أنامـــلي والفاتحونَ على سطــوحِ منازلي ۩۩۩ لم يفتحـوا إلا وعــــــودَ زلازلي! لن يبصـروا إلا توهّــجَ جـبهتي ۩۩۩ لن يسـمعوا إلا صــريرَ سلاســلي محمود درويش، آخر الليل، الأعمال الكاملة

عتبة القراءة

تعريف الشعر

الشعر: هو الكلام الموزون المقفى الدال على معنى، والشعر أنواع، فهناك الشعر العمودي والشعر الحر ثم قصيدة النثر، والشعر العمودي يعتمد نظام الشطرين (الشطر الأول يسمى الصدر والشطر الثاني يسمى العجز)، ووحدة الوزن والقافية والروي.

ملاحظة مؤشرات النص

صاحب النص (محمود درويش)

مراحل من حياته:

  • ولد في قرية البروة بفلسطين عام 1941.
  • لجأ إلى لبنان رفقة أسرته عام 1948.
  • عاد إلى فلسطين سنة 1949 متسللا مع أسرته.
  • استكمل تعليمه الابتدائي في مدرسة دير الأسد، وتعليمه الثانوي في مدرسة “يني” الثانوية.
  • اعتقل عدة مرات من طرف السلطات الإسرائيلية.
  • شغل منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين.
  • تنقل بين عدة عواصم عربية وغربية.
  • توفي بالولايات المتحدة الأمريكية عام 2008.

أعماله ومؤلفاته:

  • أوراق الزيتون.
  • عاشق من فلسطين.
  • آخر الليل.
  • أحبك او لا أحبك.
  • أعراس.
  • حصار لمدائح البحر (شعر).
  • ورد أقل (مجموعات شعرية).
  • وداعاً أيتها الحرب وداعا أيها السلم.
  • لماذا تركت الحصان وحيداً.
  • حالة حصار.
  • أثر الفراشة (شعر).
مجال النص

النص ينتمي إلى مجال القيم الوطنية والإنسانية.

نوعية النص

قصيدة شعرية عمودية ذات بعد وطني.

عدد أبيات القصيدة

9 أبيات شعرية

روي القصيدة

حرف اللام، وقد أشبع في الأبيات الثلاثة الأخيرة.

العنوان (وطني)

مركب إضافي أضيف فيه ضمير المتكلم العائد على الشاعر (الياء) إلى الوطن للدلالة على ارتباطهما وعدم افتراقهما، فكلاهما شيء واحد، والملاحظ أن لفظة “الوطن” جاءت معرفة بالإضافة للدلالة على حاجة الوطن للمواطن وحاجة المواطن للوطن، فلا معنى لأحدهما في غياب الآخر، وثمة نقطة أخرى تدل على الارتباط الوثيق بين المنادي (الشاعر) والمنادى (الوطن) وهي حذف أداة النداء، فلا يحتاج المنادى إلى أداة نداء تبعد بينه وبين المنادي.

بداية ونهاية القصيدة
  • بداية النص: خاطب فيه الشاعر وطنه للتعبير عن قرب المسافة النفسية بينهما، كما يصف فيه إحساسه بالعنف ضد العدو الصهيوني وبالرقة إزاء وطنه فلسطين الذي يطمح للحرية.
  • نهاية النص: عبر فيه الشاعر عن بعد المسافة النفسية بينه وبين العدو الصهيوني الذي يكرهه كرها شديدا، ويتحداه بكل صبر وصمود.

بناء فرضية القراءة

إذا تأملنا العنوان والبيتين الشعريين الأول والأخير نفترض أن موضوع القصيدة يتناول ارتباط الشاعر بوطنه وتأكيده على الصمود والتحدي حتى نيل الحرية.

القراءة التوجيهية

الايضاح اللغوي

  • زنزانة: سجن انفرادي.
  • جدائل: ج. جديلة: جريد النخل.
  • أنامل: أصابع.
  • صرير: صوت السلاسل.

المضمون العام للنص

حب الشاعر لوطنه وتعلقه به، وإصراره على التحدي والصمود حتى تشرق شمس الحرية والاستقلال.

القراءة التحليلية للنص

المستوى الدالي

حقل الألم وحقل الأمل
  • حقل الألم : سلاسل – عنف – عاصفة – سدوا علي النور – زنزانة – صورة قاتلي – حفرت بالأسنان – داميا – أغنية العذاب – أغمدت – الظلام – هزيمتي – غرزت – زلازل – صرير سلاسلي…
  • حقل الأمل: رقة – المتفائل – عرس جداول – توهجت – شمس – مرج – سنابل – جدائل – ظلال …

دلالة المعجم: الألم يرتبط ببطش العدو الصهيوني والأمل في ظل هذا الألم يعني التحدي والصمود، وبالأمل يخفف الشاعر من معاناته داخل زنزانته.

الأفعال وردود الأفعال في القصيدة

الأفعال:

  • سدوا علي النور.
  • كتبوا على الجدران رقم بطاقتي.
  • رسموا عل الجدران صورة قاتلي.

ردود الأفعال:

  • توهجت في القلب.
  • نما على الجدران مـرج ِ سنابل.
  • محت ملامحها ظـلال جدائـل.
  • كتبت أغنيـةَ العذاب الـراحل.
  • حفرت بالأسنان رسـمك دامياً.
  • أغمدت في لحـم الظـلام هزيمتي.
  • غرزت في شعر الشمـوس أناملي.
  • لن يفتحوا يفتحـوا إلا وعـود زلازلي!
  • لن يبصروا لا توهـج جـبهتي.
  • لن يسمعوا يسـمعوا إلا صـرير سلاسلي.

الدلالة: نلاحظ من خلال الجدول الواصف هيمنة ردود الأفعال على الأفعال مما يدل على غضب الشاعر وانتصاره المعنوي على العدو الصهيوني رغم معاناته في السجن.

المستوى الدلالي

أحداث القصة التي تحكيها القصيدة
المقاطع حيزها داخل النص مضمونها
[1] البيتان 1 و2 إصرار الشاعر على الصمود والتفاؤل بتحقيق النصر بفضل روح الوطنية لدى الفلسطينيين.
[2] من البيت 3 إلى البيت 5 تحدي الشاعر لكل أشكال التعذيب التي واجهها داخل السجون الإسرائيلية بالصبر والتفاؤل
[3] من البيت 6 إلى البيت 9 رد الشاعر على العدو الصهيوني بمواصلة التحدي و المواجهة بالصبر و الأمل في المستقبل.
الخصائص الفنية
  • أسلوب النفي: يدل على التحدي والصمود في وجه العدو والثقة في النفس (لن يبصروا – لن يسمعوا …).
  • الطباق: ظلام ≠ نور – رقة ≠ عنف.
  • هيمنة الجمل الفعلية: تدل على حركية الشاعر وجوده رغم بطش وجبروت العدو الصهيوني (تعلمني – أغمدت – حفرت – غرزت …).
  • الرمز: السنابل ترمز للخصب والخير – الجدائل ترمز للصبر والشموخ والصمود.

المستوى التداولي

خطاب القصيدة
  • المرسل: الشاعر محمود درويش.
  • المرسل إليه: العدو الصهيوني، يخاطبه الشاعر بلغة التحدي والصمود والتفاني في التضحية حتى يبزغ فجر الحرية إن شاء آلله عز وجل – الضمائر الحية في العالم.
مقصدية الرسالة

إعلان التحدي والصمود في وجه العدو الصهيوني مهما تطلب الأمر من تضحيات عظيمة من أجل الحرية والكرامة.

قيم النص

التحدي – الصمود – الثقة في النفس – التضحية – شجاعة الموقف – الصبر وقوة التحمل – التفاؤل والأمل في الحرية …

القراءة التركيبية

يوجه الشاعر محمود درويش رسائل قوية إلى كل من الوطن والشعب الفلسطيني ثم العدو الصهيوني، فالوطن يعبر له عن مكانته السامية واستعداده للتضحية بحريته الشخصية وبروحه من أجله، والشعب الفلسطيني يحمسه إلى مزيد من التحدي والمقاومة والصمود، وأما العدو الصهيوني فيجاهر بعدم الاعتراف به وكرهه له وتحديه بقوة الصبر والصمود والأمل في مستقبل الحرية والكرامة.

الأغنية الأبدية – القيم الوطنية والإنسانية – اللغة العربية – السنة الثالثة إعدادي

المستوى: السنة الثالثة اعدادي

المادة :اللغة العربية ( القيم الوطنية والإنسانية )

عنوان الدرس : الأغنية الأبدية

النص القرائي

كان الليل وكان بلد الهنود يلتف بظلام شديد حالك، ورغم ذلك كانت مجموعة من الرجال تتقدم عبر الدرب الممتد على طول خليج (الثعابين) مختبئين تحت الأحراج الكثيفة، كانو يتقدمون بخطوة الذئب ويتجنبون وطء الأغصان الصغيرة ، دون أن يهمسوا بكلمة، كان “الداكوتاش” قد اندفعوا لساحة الحرب وها نحن نرى المحاربين يسرعون لمفاجاة العدو قبيل حلول الصباح، كانو يسيرون ويركضون في صمت وكانت تتقدمهم قوة استطلاع فيما ظلت المؤخرة إحدى الفريقات لتحميهم من أية مفاجأة، وانحدر الدرب عن المرعى، ليقودهم نحو أيكة صغيرة ((لنسترح)) قال لهم الزعيم رافعا صوته لأول مرة وأضاف: (( المكان معزول يمكننا أن نشعل نارا)) وعلى الفور جمع المحاربون كومة من الأعشاب والأخشاب المتساقطة، وسرعان ما التمعت النيران فجلسوا حولها في استرخاء أخذ البعض يصلح حذائه المقطوع، فيما رجع بعضهم الى الأقواس والسهام بينما أخد آخرون يعدون وجبة للأكل وأثناء انتظارهم العشاء، أخذ البعض يحكون حكايات معارك ومغامرات عجيبة حدثت منذ زمن بعيد جدا، كانوا يتحدثون عن طلسم ذي قوة خارقة، كان قد حافظ على حياة العديد من المحاربين. وكانو يحكون كيف أن جعبة سحرية كانت تحول سهام الأعداء إلى سلاح يرتد الى قلب من أطلقوها، وكانت النار تصغي – في صمت – لتلك الحكايات وهي تطلق دخانها حتى أطراف الأوراق الخضراء ولكن، في اللحظة التي قام بها عجوز أشيب ليؤدي الصلاة الرسمية، أخذت النار ترتفع وتصطك  وهي تلقي بالشرر في كل الاتجاهات. وفي اللحظة نفسها، حدثت ظاهرة أشد غرابة  فقد ارتفع غناء من بين الأشجار المجاورة ارتفع الصوت واتسع إلى أن ملأ الأيكة كلها بترنيمه، ثم رق وامتد ناعما ليختلط بتنهيدات الريح فهمس الزعيم: ((اطفئوا النار)) وابتعد في الظلام  وبدا القمر وكأنه يستجيب لأوامر سرية، فخرج  عندذ من بين السحب، فأضاء انعكاس ضوئه الشاحب جذوع أشجار البتولا الفضية وتقدم المحاربون – في حذر – بين الأعشاب الرطبة، وهم يراقبون  حذرين ظلال الأشجار المحنية التي كانت تتأرجح مع الريح. كان الغناء مستمرا أبدا، وكان يتزايد وضوحها كلما اقتربوا من شجرة دردار أعلى من كل الاشجار الأخرى، في الحد الأقصى من الغابة الصغيرة عندئذ تحلق المحاربون في دائرة واسعة حول الشجرة الغامضة. وأخذوا يتقدمون ببطء خطوة خطوة، وأخذت دائرتهم تضيق والغناء يتصاعد، إلى أن بلغ ذروة النغمة العالية، فانطفأ بالسرعة التي بدأ بها و بدأ المحاربون – الذين تجمعوا، الآن، تحت شجرة الدردار الجليلة  يفحصونها من أعلى لأسفل، وهم يفتشون جذعها الذي أتلفته تقلبات الجو وجذورها المتشابكة. عندئذ وداخل تجويف بين الجذور، اكتشفوا كومة صغيرة من عظام هيكل عظمي كساه البياض. كانت بقايا محارب مجهول، وبجوار الجمجمة كان يرقد قوسه المحطم، وعن بعد قليل، كانت بعض السهام مبعثرة. فقال لهم الزعيم محطما الصمت المسترخي بالمكان، “ماسمعناه لتونا ورأيناه يشير إلى أن هذا المكان هو آخر مكان ارتاح فيه بطل ضحى بحياته من أجل الاخرين”. ثم واصل كلامه : إن الموت نفسه لايمكن أن يخرس صوت بطل كهذا. إن غناءه يستمرء بلا كللء إلى أن تسمعه آذان الأحيإ في نهاية الأمر ويلتقطوا رسالته وهو ما حدث للتو. يقع على عاتقنا أن نكون لسان حال هذه الأغنية والرسالة التي ترددها عن أكثر الواجبات الإنسانية قداسة: واجب التضحية بالنفس فداء للآخرين. علينا أن نصون هذه الترنيمة في ذاكرتنا، وأن نركع لأوامرها، إلى أن يحين اليوم الذي نصل فيه إلى “بلد الظل”. عندئذ لن تموت أغنيتنا – هي الأخرى – مثل هذه الترنيمة، وسيظل صداها أبديا. من أساطير الهنود الحمر، ترجمة راوية صادق، مجلة الكرمل

عتبة القراءة

ملاحظة مؤشرات النص

مصدر النص

مقتبس من أساطير الهنود الحمر.

مجال النص

النص ينتمي إلى مجال القيم الإنسانية.

العنوان (الأغنية الأبدية)
  • تركيبيا: مركب وصفي يتكون من صفة (الأبدية) وموصوف (الأغنية).
  • دلاليا: الأغنية إبداع إنساني يعبر من خلاله الإنسان عن أفراحه أو أحزانه، والأبدية توحي بالخلود والاستمرار مما يضفي عليها صفة الأسطورية بالنسبة للمخلوقات لأن الخالق وحده الدائم.
  • معجميا: ينتمي العنوان إلى المجال الإنساني باعتبار الأغنية ميزة إنسانية يعبر من خلالها عن أفراحه أو أحزانه.
بداية النص ونهايته
  • بداية النص: فيها مؤشرات دالة على سردية النص (المكان – الزمان – الشخصيات)، بالإضافة إلى مؤشرات أسطورية تتجلى في بعض الأمكنة الخيالية (خليج الثعابين – بلد الظل …)، وتتحدث عن استعداد الهنود الحمر للحرب.
  • نهاية النص: تشير إلى الأغنية التي وردت في العنوان وتحدد مصدرها.
نوعية النص

نص حكائي أسطوري ذو بعد وطني / إنساني.

بناء فرضية القراءة

انطلاقا من المؤشرات السابقة يمكن أن نفترض أن موضوع النص يتناول أسطورة الهنود الحمر في حربهم على الغزاة ورمزية التضحية من أجل حريتهم.

القراءة التوجيهية

الايضاح اللغوي

  • حالك: شديد السواد.
  • الأحراج: المكان الكثيف الشجر.
  • الأيكة: الشجرة العظيمة ذات أغصان كثيفة وملتفة حول بعضها.
  • كلل: تعب وعياء.

المضمون العام للنص

حكاية المحارب الهندي الذي ضحى بنفسه لأجل وطنه، وترك قصته عبرة لكل محارب عاشق للحرية ورافض للمحتل.

القراءة التحليلية للنص

المستوى الدالي

معجم الحقل الأسطوري

خليج الثعابين – الداكاتوش – زمن بعيد جدا – جعبة سحرية – الصلاة الرسمية – طلسم – قوة خارقة – ظاهرة أشد غرابة – أوامر سرية – بلد الظل …

معجم الحقل الحربي

ساحة الحرب – المحاربين – العدو – قوى استطلاع – الأقواس – معارك – سهام – سلاح – قوس – محارب – التضحية – فداء …

دلالة المعجم

إذا استحضرنا أن الهنود الحمر يسعون إلى جعل حروبهم وتضحياتهم أسطورة أبدية فإن المعجم الأسطوري يعزز المعجم الحربي ليضفي عليه صفة الأبدية.

المستوى الدلالي

مضامين النص
  • استعداد الهنود الحمر لمواجهة العدو ومفاجأته.
  • استراحة المحاربين وشغل وقتهم بأمور عدة أهمها سرد بطولاتهم الأسطورية.
  • انبعاث صوت غريب بين الأشجار وبحث المحاربين عن مصدره.
  • اكتشاف مصدر الصوت وسر تلك الأغنية الأبدية.
أسلوب النص

وظف الكاتب أسلوبا سرديا، يقدم أحداثا ووقائع في قالب أسطوري يعتمد الرمزية والخيال، وفي النص مؤشرات دالة على ذلك.

الرموز ودلالاتها في النص
  • الأغنية :تستعمل للفرح والحزن وترمز للحرية والتضحية.
  • خليج الثعابين: اسم مكان لكنه رمز للدلالة على السم والخطورة، والقتل من أجل الحياة.
  • بلد الظل: يرمز للراحة والاستقرار والطمأنينة التي ينشدها الهنود بعد نيل الحرية.
  • المحارب المجهول: رمز لكل إنسان مضح ومناضل ليضع كل منا نفسه مكانه ويقتدي به.
  • طلسم: يرمز إلى الغموض والسحر والسر الخفي.

المستوى التداولي

مقصدية النص

تهدف أسطورة هذا النص السردي إلى ترسيخ قيم الشجاع والتضحية والتحدي من أجل الحرية والكرامة. .

قيم النص
  • قيمة وطنية: قيمة التضحية في سبيل حرية الوطن.
  • قيمة إنسانية: مواقف إنسانية في قيم الشجاعة والبطولة والإصرار والتحدي.
  • قيمة فنية: بناء النص وفق مقومات الحكاية الأسطورية.

القراءة التركيبية

يقدم النص أسطورة الهنود الحمر في حربهم على المعتدين والغزاة، واستعدادهم الفطري من أجل حماية أنفسهم وإخوانهم وأماكن استقرارهم، غير آبهين بقوة العدو والمفاجآت المفترضة في ساحة الحرب، وبذلك أعطوا نموذجا في الشجاعة والتحدي والإصرار والبطولة.

Ads
Ads Ads Ads Ads
Ads