Ads Ads Ads Ads

درس تحليل نص ‘مجتمع المعرفة’ لمحمد القباج – دروس النصوص – اللغة العربية – الثانية باك علوم

عنوان الدرس : مجتمع المعرفة – تحليل نص ‘مجتمع المعرفة’ لمحمد القباج

المادة : دروس النصوص – اللغة العربية

الشعب: علوم التجربية وعلوم رياضية والعلوم والتكنولوجيات الميكانيكية والكهربائية وعلوم الاقتصاد والتدبير

المسالك: علوم فيزيائية وعلوم الحياة والارض وعلوم زراعية وبقية المسالك العلمية والتقنية

مدخل مفاهيمي

مجتمع المعرفة هو مجتمع مابعد الحداثة والصناعة، مجتمع المعرفة الرقمية الهائلة، مجتمع يحسن استثمار المعلومة لتدبير شأنه وشأن العالم.

من خصائص مجتمع المعرفة:

  • تدعيم الموارد الطبيعية والمالية والقوة العاملة بالكفاءة والقدرة على الابتكاروالإبداع المدعوم بالحواسيب والبرمجيات.
  • الاستغناء عن الطريقة التقليدية في التفكير والتأمل واستبدالها بالمعالجة الرقمية الدقيقة والسريعة للبيانات، وما تتيحه من قدرة على تقاسم المعرفة وحفظها واستعادتها..
  • تحويل الوسائط المادية إلى وسائط إلكترونية، والاعتماد على خبرة الموارد البشرية بالمعرفة الحاسوبية في إدارة كل العمليات المرتبطة بالتنمية.
  • الاعتماد على قاعدة بيانات عريضة جدا ومتقدمة ومحينة، باعتبارها من أهم مكونات رأس المال في الحضارة التكنولوجية الراهنة، وتقدم أي مجتمع مرتبط أساسا بمطاردة المعلومة والرغبة في الحصول على آخر مخرجات التطور والقدرة على استثمارها.
  • عدم التقيد بالتواجد في نفس الحيز الجغرافي للمشاركة في إنجاز مشاريع معرفية.
  • الارتكاز على ثورة الاتصالات والذكاء الاصطناعي لإنجاز عمليات ضخمة أو معقدة.

من شروط الانخراط في مجتمع المعرفة:

  • تأهيل المجتمع للحصول على الكفاءة اللازمة لدخول عهد العولمة.
  • المواكبة الفورية للثورة المعرفية والتدفق المعلوماتي الهائل في كل لحظة.
  • توفير بنية تحتية مادية: مثل قاعات الاجتماعات ولوحات المناقشة
  • توفير بنية تحتية تكنولوجية: مثل تقنيات تقاسم المعلومات والقوائم البريدية الإلكترونية والبوابات السيبرانية (القائمة على الإنترنت)، وصفحات الويكي وحجرات المحادثة وعقد المؤتمرات المرئية (فيديوكونفرس) والاجتماعات التخيلية الافتراضية، وبيئات التطوير من خلال التعاون، والتعلم عن بعد.

سياق النص

النص لمحمد القباج، باحث مغربي في الفلسفة والتربية، يستهدف بلورة رؤية تحسيسية لدى القارئ العربي الإسلامي بما يحصل من تطور سريع جدا على كافة المستويات، مما ينبغي أن يحمل محمل الجد حتى لايبقى جزء من العالم خارج نطاق العولمة، بعيدا عن المشاركة في المشهد الحضاري العالمي الراهن، تفصله عن المجتمع الرقمي واقتصاد المعرفة هوة عميقة.

ملاحظة النص

يتألف عنوان النص ” مجتمع المعرفة” من كلمتين أضيفت إحداهما إلى الأخرى إضافة أفادت تعريفا وتحديدا، وأشرت على أن المعرفة أضحت تحتل مركز الصدارة في كل المجتمعات المنخرطة بفعالية في تأثيث مشهد العولمة وترتيب فضاأت عالم ما بعد الحداثة والصناعة، حيث المعرفة الرقمية المستندة إلى معالجة المعلومة بالدقة المتناهية والسرعة الفائقة، واستثمارها وتطويرها أساس التقدم وسره الكبير.

بين عنوان النص والمصدر الذي أخذ منه “مقاربات في الحوار المواطنة ومجتمع المعرفة” أكثر من علاقة، لعل أبرزها أن مقومات المواطنة الصحيحة آلت إلى القدرة على بناء مجتمع منسجم متحاور ممتلك للأدوات المعرفية المستثمرة في المشاركة في صناعة مستقبل الإنسان في عالم تتحكم فيه المعرفة المتسارعة المتداخلة لعوالم الاقتصاد والسياسة والثقافة والخدمات…

فهم النص

يتشكل المحمول الدلالي المباشر للنص من مجموعة من المفاصل الفكرية نعرضها فيما يلي:

  • بزوغ نمط حضاري جديد مع الثورة التكنولوجية أقصى طرق التفكير التقليدية المبنية على إعمال الفكر والتأمل النظري المجرد، وأبدع المعالجة الرقمية للمعلومة بالسرعة والدقة الفائقتين.
  • مفهوم الرقمنة قائم على تحويل ما كان وسيطا ماديا محسوسا إلى ما صار وسيطا إلكترونيا غير مادي مخزّنا حاسوبيا وقابلا للمعالجة المعلوماتية.
  • مقارنة الكاتب بين العصر الصناعي المرتهن إلى تقنيات الكتابة والقراءة وعمليات التذكر والتعقل الطبيعية، والعصر المعلوماتي المستند على برامج وآليات أوكل إليها إنجاز هذه العمليات بسرعة أكبر ودقة متناهية معزولة عن إمكانات الخطأ وسياقات انعدام التركيز واحتمال التعب والإجهاد، أي أن العصر المعلوماتي أسند الذكاء الطبيعي بذكاء اصطناعي سريع ودقيق في البحث عن المعرفة وإنتاجها وتنظيمها وتخزينها وتذكرها ومعالجتها.
  • ترسيخ التطورات الإلكترونية المتسارعة نظاما عولميا جديدا وصلت فيه تقانة الحواسيب والاتصالات والوسائط المتعددة إلى أعلى درجات دقتها وقوتها وصغر حجمها، مما جعل العالم سوقا واحدة كبرى مخترقة حدود الأوطان والمعتقدات والثقافات، تتحكم فيها شركات عابرة للقارات متعددة الجنسيات.
  • دمج عصر المعلوميات المتضادات في عالم واحد متشابك يتداخل فيه ما هو مادي بما هو معرفي، ما هو إنساني بما هو آلي، ما هو واقعي بما هو خيالي، ماهو لعب بما هو عمل وتعلم…، بمعنى أن تكنولوجيا المعلومات بصدد ممارسة سلطة تحد من سلطة الإنسان وتفضي في النهاية إلى تغريبه وسلب إرادته والتلصص على خصوصياته، وإدماجه ضمن سلطة الآلة والبرامج ومخرجاتها الرقمية المداهمة له رغم ما توحي به من آفاق الحرية والتعدد.
  • تغيير مجتمع المعرفة منهجيات الحكامة الاقتصادية، من حيث تسعير المعرفة الحاسوبية ليصبح امتلاكها مرهونا بإمكانات ضخمة وإرادات سياسية جريئة وخيارات اقتصادية صعبة، وهو ما أحدث شرخا بين الأمم والشعوب، أصبحت بموجبه بين الدول التي لا تمتلك هذه الثروة المعرفية في صيغتها المادية الرقمية وبين من تمتلكها فجوة كبيرة هي إحدى معيقات العولمة.

تحليل النص

أسلوب النص أسلوب علمي ترهنه المحددات الآتية:

  • طغيان مواد وكتل لفظية على معجم النص تتصل بتكنولوجيا المعلومات منها: الثورة الإلكترونية، الحواسيب، المعلومة، المعالجة الآلية، الرقمية، التقانة، الرقمنة، البرمجيات، الاستعمالات، وسائط، ثنائيات، تخزين حاسوبي، فك الرموز …، وكلها توحي بانبثاق عهد جديد من المعرفة مختلف تماما عن المعرفة النظرية المجردة، ومرتبط بنمط حضاري جديد في إنتاج المعرفة وإدارة المجتمع على أساسه.
  • وجود وضعية تواصلية خاصة في النص يوجه فيها المرسل المتمظهر في ضمير الجماعة المتكلم [ ونشاهد اليوم دخول… إننا في القرن الميلادي الجديد…] العاري من أي ملامح سوسيو ثقافية تحدد هويته في النص، عدا كونه من مؤيدي العولمة، وعدا معرفتنا بهوية الكاتب استنادا إلى معطيات خارجءنصية، خطابا إلى المرسل إليه، وهو أيضا غير محدد، مما يضفي على النص صبغة توا صلية منفتحة اجتماعيا وثقافيا، غير أن سياق النص الداخلي والخارجي يجعل الخطاب متجها إلى المجتمعات المدعوة إلى رقمنة معرفتها، مما يعطيه بعدا تحسيسيا توعويا مشحونا بأنماط من المحاججة ينضاف إلى بعده الإخباري الواضح.
  • استخدام الكاتب نظام الفقرات القصيرة المربوطة بإحكام بروابط شكلية تعزز الانسجام الدلالي للنص من أدوات توكيد ( ولقد، إن …) وعطف ( ثم، الواو …) وتفسير وتفصيل ( أي، أما …)، وتراكيب استنتاج ( ومن ثم، والمحصلة، والخلاصة…) واستطراد وتتبع ( من جهة ثانية…)، وداخل هذه الفقرات القصيرة تهيمن جمل معترضة طويلة تتقصى الفكرة وتطارد المعنى في بعد تفصيلي وتفسيري بين.
  • حضور الأسلوب الخبري بكثافة في النص، باعتباره يروم بسط حزمة من التصورات بلغة تقريرية حبلى بالمصطلحات العلمية والتكنولوجية، ولا مجال فيها لإثارة الانفعال وتجسيد الأحاسيس، ولهذا يزخرالنص بالكثير من المؤشرات التركيبية الداعمة للطابع الإخباري للنص من جهة، والمكسرة رتابته من جهة ثانية، والمسعفة في تمرير نبرة استدلالية متكئة على منطق استقراء الواقع من جهة ثالثة، مثل المؤشرات التوكيدية والتفسيرية والاستنتاجية المتكررة باستمرار على طول الممتد النصي من تكرار لألفاظ ومصطلحات بعينها أو بمرادفاتها أو مشتقاتها، أو استخدام لأدوات التوكيد والتفسير والاستدراك وصيغ الاستنتاج والتقرير بإيقاعتها الإيقانية المختلفة الموظفة للتأثير على المتلقي وإقناعه بالرسالة الثاوية خلف المحمول الدلالي والمنطقي للنص.

تركيب وتقويم

عرف العالم تغيرات كبرى بسب ثورة المعلوميات غيرت نظرتنا إلى المعرفة وإلى الواقع، حيث وفرت الوسائط المعلوماتية إمكانات هامة للبحث والتواصل أضحى معها العالم قرية إلكترونية صغيرة تنتقل عبرها المعرفة بسلاسة، وتتقلص فيها دوائر التميز والانغلاق، مما يدفع أنصار الخصوصية والهوية ومناهضي العولمة إلى التحذير من مستقبل يؤدي إلى تغتريب الإنسان وسلب إرادته، وتضخيم حضور الأقوياء وتقزيم حظوظ الفقراء.

درس تحليل نص ‘هويتنا الثقافية والعولمة’ لسالم يفوت – دروس النصوص – اللغة العربية – الثانية باك علوم

عنوان الدرس : الهوية الثقافية – تحليل نص ‘هويتنا الثقافية والعولمة’ لسالم يفوت

المادة : دروس النصوص – اللغة العربية

الشعب: علوم التجربية وعلوم رياضية والعلوم والتكنولوجيات الميكانيكية والكهربائية وعلوم الاقتصاد والتدبير

المسالك: علوم فيزيائية وعلوم الحياة والارض وعلوم زراعية وبقية المسالك العلمية والتقنية

المدخل المفاهيمي

العولمة تعميم التبادل الثقافي والاجتماعي والاقتصادي في العالم بشكل سلس ودائم وشامل، إنها بهذا المفهوم تدشين ثقافة إنسانية كونية ونظام عالمي واحد له أبعاد وتحديات تخترق الهويات وتردم الحدود والحواجز وتنفتح على الحوار بين الحضارات وتراهن على الانتشار الواسع للمعرفة والانتقال الحر غيرالمحدود للسلع والخدمات والرساميل واليد العاملة . وهي بهذا التحديد خطة وضعها مهندسو العولمة الكبار (الدول المتقدمة) لجعل العالم قرية إلكترونية صغيرة يسهل التحكم فيها وفتح أبوابها أمام نماذج القوى المنتجة عبر وسائل الاتصال والتأثير المتطورة . وطالما أن العولمة واقع أصبح قائما بميزاته الإيجابية وآثاره السلبية فإنه يتعين إعادة تشكيل الهوية وتحصينها من التسطيح والاختراق. الهوية هي ما يميز الذات من قيم معرفية وجمالية ترقى إلى مستوى الثوابت التي تشرط وجود هذه الذات، وهذا لا يعني أن الهوية كيان جامد مغلق بقدر ما يعني أنها قوالب وحقائق ومقولات تتطور الذات داخلها. يقتضي الانخراط الإيجابي في العولمة الإمساك بالانفجار العلمي والمعلوماتي الذي يشهده العالم ونطبيقاته المتعددة لارتباط دواليب النمو في الاقتصاد والسياسة والمجتمع بالمعرفة الرقمية، ولمايوفره التحكم فيها من معرفة بالآخر باعتباره ثقافة وقوة وقدرات وأسواقا ومصالح، ومن إمكانية لإدارة تواصل مثمر معه على قاعدة حد أدنى من المعرفة المشتركة التي ليست سوى جزء من هذه المعرفة الكونية المتدفقة التي تعد رأسمال المستقبل في الحضارة الإلكترونية الناشئة.

سياق النص

يطرح النص سؤال ما إذا كانت الهوية الثقافية مهددة في ظل فيض المعلومات والصور والرموز والقيم والمنتوجات القادمة من هنا وهناك في عالم العولمة، أم أن الأمر لا يعدو أن يكون إعادة تشكيل عالمية لمجال تضمحل فيه ثنائية الأنا والآخر ، وتتخلص فيه الهويات من انغلاقها لتؤثث بيئة للتلاقح والتعايش والتفاعل. المطلوب إذن أن نحرر هوياتنا من القيود الوهمية وننطلق بها عبر العالم نحو الابتكار والحداثة . نخلص في النهاية إلى أن تحديات العولمة كثيرة من ضمنها مسألة الهوية، وأن على الإنسان العربي أن يتعامل مع هذه التحديات بقراءة جديدة للظواهر تسعى إلى التواصل الجيد مع الآخر المختلف، والفعل الإيجابي في المشهد الحضاري العالمي الراهن.

ملاحظة النص

نرى، بالنظر إلى عنوان النص، أن التقاء لفظتي الهوية الثقافية والعولمة في سياق جملي واحد يروم تجلية الالتباس الذي يطال العلاقة بينهما في ظل تعدد التصورات التي تقاربهما واختلاف منطلقاتها، كما يحيل إلى التقاء المفهومين الثاويين داخلهما في عالم الواقع، وما قد ينجم عن هذا الالتقاء من تأثير أحدهما على الآخر في نطاق التصالح والتصادم، بمعنى أن العولمة تروم إعادة تشكيل الهويات لتأسيس ثقافة كونية ، واختراق الحدود المغلقة لأشكال التنميط الهوياتي من أجل تذويب العوائق التي تحول دون التواصل العريض بين الثقافات المختلفة، وأن الهوية إحدى التحديات التي تواجه العولمة ورهاناتها، وتسعى إلى حراسة هذه الحدود التي يؤذن اختراقها باضمحلال التميز والخصوصية، وانتهاك مبدأ الاختلاف والتنوع الذي تقوم عليه طبائع الأشياء وتكريس هيمنة الذات المسماة متفوقة أو متقدمة في نوع جديد من الاحتلال والسيطرة،. – يبدأ النص بجملة استفهامية تنطوي على فرضيتين للإشكالية المطروحة داخلها، وهما: هل العولمة قتل للهوية ؟ أم بعث جديد لها بشروط جديدة ؟ وينتهي النص بعد قراءة تحليلية للإشكالية إلى ترجيح الفرضية الثانية.

فهم النص

لفظ الهوية في نظر الكاتب ملتبس بسبب التصور الذي يعتبر الهوية معطى ماضويا جاهزا ومكتملا ومغلقا بشكل يحول دون أي تواصل أو تفاعل ممكن مع الآخر، هذا الالتباس يقود إلى الجمود والتقوقع في الماضي ومعاداة الآخر المختلف والحذر منه. – ميز الكاتب بين موقفين من الهوية : الأول يعتقد أنها كائن ماضوي من الرموز والمثل ثابت لا يتحول ، محاط بهالة من القدسية، والثاني يربطها بالحاضر والمستقبل، بآمال الأمة في تحقيق التقدم وبناء مجتمع حديث يضمن الحريات والحقوق، وهو ما لا يتأتى إلا بالانخراط في العولمة . والكاتب يميل إلى الوقف الثاني، بل يتبناه صراحة عبر حرصه على استدعاء حزمة من الأوصاف الإيجابية التي يسنده بها. – تفرض التحولات الكونية المتلاحقة تحديات كبرى تلزم العرب بإحداث تغييرات عميقة لبناء مجتمع مدني حديث يستوعب بسرعة مكتسبات العصر ، ويخوض رهان المستقبل بتصورات ومشاريع وأدوات فعالة ، ويعيد تشكيل هويته على أساس هذا الخيار الاستراتيجي. – يعتبر بعض المثقفين العرب العولمة غزوا ثقافيا مخططا له للتسلل إلى الهوية العربية التي طالما استعصت على الاختراق، ونسفها من الداخل لإخضاع هذا الثقافة المتمنعة، والسيطرة على مقدرات شعوبها، وتسهيل أي مواجهة ممكنة معها بعد إلغاء تميزها وشموخها، وفاعليتها في تحصين قوتها المزروعة في نفوس ممثليها. والكاتب يرفض هذا الاعتبار ويعده وصاية على الأمة وتقزيما لإرادتها وتبخيس قدراتها، وإمعانا في جعلها تؤدي دور الضحية وتفسر الانتكاس بمنطق المؤامرة. – يبلور الكاتب في نهاية النص مفهوما للعلاقة بين الهوية الثقافية والعولمة، وهو مفهوم يطرح الكثير من التعقيد والالتباس لصعوبة الحسم في كثير من ثوابتهما ومتغيراتهما، غير أن الثابت فيه أن لا خطر في أحدهما على الآخر.

تحليل النص

يتوزع النص حقلان معرفيان يرتبط أحدهما بالماضي والآخر بالحاضر والمستقبل ، وتمثل الأول ألفاظ تعكس تصور الذين يربطون الهوية بالذاكرة والتراث والثابت الجامد من إنجازات الماضي، بينما تمثل الثاني ألفاظ وعبارات تعكس تصورات منظري الحداثة ومناصري العولمة، ومنهم الكاتب، وهي أكثر هيمنة على النص بسبب كونها تجسد الطرح البديل الذي يسعى النص إلى تفصيله ، وتوضيح معالمه ، وتصديره إلى المتلقي .

يهيمن على النص ضمير “النحن” ، وهو مرتبط بموضوع الهوية ، ومحيل إلى الذات العربية الإسلامية التي عليها أن تقف موقفا صحيحا أمام التحولات العالمية المتسارعة بفعل آلة العولمة.

جوهر الإشكالية التي يتناولها الكاتب أن على “النحن” أن يعيدوا تشكيل هويتهم بما يضمن التواجد الإيجابي في منظومة العولمة، ولكسب هذا الرهان عليهم أن يستوعبوا بسرعة صورة الحاضر للمشاركة في صناعة المستقبل، وهو خيار يبدو من الناحية النظرية صحيحا وميسورا، لكنه من الناحية الواقعية محكوم بإكراهات وقيود بعضها ذاتية وبعضها موضوعية تزيد الهوة الحضارية بين النحن والأغيارعمقا، وتجعل الفجوة الرقمية بين دول الشمال والجنوب أكثر اتساعا.

اختار الكاتب لبناء مفهوم الهوية منهجا استقرائيا تدرج فيه من الخاص إلى العام ، وعدد فيه بعض جوانب الإشكالية التي ينبغي الحسم فيها، وتوسل فيه ببعض التجربة والملاحظة ، لينتهي إلى أن طبيعة الخصوصية في الهوية الثقافية لا تتعارض مع العولمة طالما أن الهوية في نهاية المطاف استيعاب للحاضر ومراهنة على المستقبل وإثبات للحضور والفاعلية والتشارك والتعايش، وهو لب العولمة ورهانها الكبير، غير أن البناء الاستدلالي في النص لايخلو من تطبيق للأسلوب الاستنباطي عبر مجموعة من القياسات من قبيل أن الهوية صناعة للمستقبل وكذلك العولمة والنتيجة أنهما متآلفان.

الهوية الثقافية لا تتحدد في الغالب إلا بصفات السلب ، أي بما يجعلني مختلفا عن الآخر، لكن داخل كيانات الهويات أشياء كثيرة مشتركة يمكن اعتبارها صفات إيجاب ، وعلى أساسها يبنى التقارب الحضاري بين الأمم والشعوب والتبادل والتفاعل بينها، والتماهي أحيانا.

يتسم أسلوب الكاتب بالتقريرية لأنه منشغل ببناء خطاب استدلالي ذي وظيفة إقناعية ، يروم من خلاله إعادة روز التصورات الرائجة عن مفهوم الهوية والعولمة والعلاقة بينهما ، خطاب يستثمر فيه أسلوبا علميا وفلسفيا يتداخل مع حقول معجمية تحيل إلى الاقتصاد والحضارة والتاريخ والثقافة والمجتمع، لذلك يندر وجود بعد تصويري في النص عدا ما أصبح من قبيل المألوف الدلالي: ( ويلاحظ أن الأجراس بدأت تدق مؤذنة بغزو ثقافي…) وغرض الكاتب من هذه التقريرية والحجاجية في النص إعادة تشكيل وعي المتلقي العربي وفق ما تقتضيه مستلزمات الراهن ورهانات المستقبل من تحديات.

تركيب وتقويم

يؤسس الكاتب مفهوما للهوية الثقافية قائما على تبني مشاريع الحداثة الليبرالية ، بعد إفلاس التصور الاشتراكي الذي تأبطه يوما ما، والتي تفتح الباب على مصراعيه أمام تذويب المختلف بين الشعوب بتركيزها على قيم الإنتاج وثقافة الحرية والحق والواجب كما تقررذلك الهيئات الدولية المالكة لسلطة التقرير والمهندسة لفضاأت العولمة. ويحاول الكاتب تمرير هذا المفهوم إلى المتلقي العربي باعتباره الخيار الوحيد المعقول لتجاوز اختلالات الوضع العربي الراهن، متكئاعلى آليات التفسير لعرض المفاهيم في جمل قصيرة مغلقة ، وأساليب إقناع مستندة على استقراء واستنباط تخدم نتائجهما الغاية التي يتجشمها الكاتب بلغة تكثر فيها أدوات التوكيد وعبارات الإثارة والإغواء.

إذا كانت ثقافة ما تختزن نموذجها الخاص ومنظومتها القيمية المتميزة، فإن العولمة نجحت في توسيع دائرة القيم المشتركة ، لكنها لم تفلح في منع التصادم بين الثقافات طالما ان التطورات المختلفة للقيم قادرة على بلوغ حالات متقدمة وخطيرة من المواجهة مادامت متحكمة في توجيه السلوك الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والعسكري الهجين أو المتعنت أو الإقصائي أو العنصري، لأن العولمة على مستوى الواقع تتعمد طمس بعض الهويات، وإلغاء بعض الشعوب، والانحياز إلى بعض النماذج، ومن ثم تعمل على إغناء ذاكرة الصراع بين الحضارات ، كما أنها تتعمد الحط من قدر القيم العليا وتقزيم دور الدين والمجتمع، والانتصار للاستهلاك والمتعة واللذة ، وتقديس الفرد والعقل، وتوسيع الفرق بين الطبقات الاجتماعية، وتهديد الاقتصادات بالأزمات المالية المفاجئة… .

درس الجملة الشرطية – الدرس اللغوي – اللغة العربية – الثانية باك علوم

عنوان الدرس :  الجملة الشرطية

المادة : الدرس اللغوي – اللغة العربية

الشعب: علوم التجربية وعلوم رياضية والعلوم والتكنولوجيات الميكانيكية والكهربائية وعلوم الاقتصاد والتدبير

المسالك: علوم فيزيائية وعلوم الحياة والارض وعلوم زراعية وبقية المسالك العلمية والتقنية

تعريف الجملة الشرطية

تتركب الجملة الشرطية من ثلاثة عناصر : اداة الشرط – فعل الشرط (جملة الشرط) – جواب الشرط (جملة جواب الشرط).

مثال: {من يعمل سوأ يجز به}.

  • من : اسم شرط جازم (ا ش)
  • يعمل سوأ: جملة الشرط (ج ش)
  • يجز به: جملة جواب الشرط وجزائه (ج ج ج)

أدوات الشرط

أدوات الشرط الجازمة

  • الحروف: إن – إذ – ما.
  • الأسماء: من للعاقل – ما ومهما لغير العاقل – أين – أينما – حيثما – أنى للمكان – متى وأيان للزمان – كيفما للحال – أيّ بحسب ما تضاف إليه.

أدوات الشرط غير الجازمة

  • لو : حرف يفيد امتناع الجواب لامتناع الشرط .
  • لولا و لوما : حرفان يفيدان امتناع الجواب لوجود الشرط
  • كلما : تفيد تكرار جوابها بتكرار شرطها
  • إذا : ظرف للزمان المستقبل يتضمن الشرط.

جملة الشرط وجملة الجواب

1) فعلا الشرط والجواب يكونان ماضيين أو مضارعين أو مختلفين.

أمثلة:

  • {إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم}. (الفعلان ماضيان).
  • {إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين}. (الفعلان مضارعان).
  • {من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه}. (الأول ماض والثاني مضارع).
  • {مَنْ يَقُمْ ليلةَ القدر إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخّر}.(حديث شريف) (الأول مضارع والثاني ماض).

2) جملة الشرط تكون فعلية خبرية، وجملة الجواب والجزاء تكون خبرية أو طلبية، فعلية أو اسمية.

3) إذا كان فعل الشرط طلبيا (أمر أو نهي) حذفت أداة الشرط.

  • مثال : اجتهدْ تنجحْ، لا تكذبْ تُحترمْ.
  • التقدير : إن تجتهد تنجح، إن لم تكذب تُحترم.

ربط جملة الجواب يجمله الشرط

يجب ربط جملة الجواب والجزاء بالفاء بعد أدوات الشرط الجازمة إذا كانت غير صالحة للجزم:

  • إذا كانت فعلية فعلها مقترن ب(ما)، مثال : {فإن توليتم فما سألتكم من أجر}.
  • إذا كانت فعلية فعلها مقترن ب(لن)، مثال :  {وما يَفْعَلوا من خير فلن يُكفَروه}.
  • إذا كانت فعلية فعلها مقترن ب(لا نافية كانت أو ناهية)، مثال : {مَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْساً وَلَا رَهَقاً }.
  • إذا كانت فعلية فعلها مقترن ب(قد)، مثال : { إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل}.
  • إذا كانت فعلية فعلها مقترن ب(السين)، مثال : {وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى}.
  • إذا كانت فعلية فعلها مقترن ب(سوف)، مثال : {وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً}.
  • إذا كانت فعلية فعلها مقترن ب(ربما)، مثال : إن اعتذرت للرجل فربما يسامحُك.
  • إذا كانت فعلية فعلها مقترن ب(كأنما)، مثال : {مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً}.
  • إذا كانت فعلية فعلها طلبي (أمر، مضارع مع لام الأمر أو لا الناهية)، أمثلة : { فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم } – { ومن قُدِرَ عليه رزقه فلينفقْ مما آتاه الله } – { وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ }.
  • إذا كانت اسمية مجردة)، مثال : { وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم}.
  • إذا كان فعلها جامدا (ليس،عسى،نعم،حبذا،بئس)، أمثلة : {إن تبدوا الصدقات فَنِعمَّا هي} – من غشنا فليس منا – إن تحترم خصمك فعسى أن يحترمك.
  • إذا كانت مبتدئة بأداة شرط، مثال : {وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ}.

تنبيهات

  • جواب الشرط إذا كان مقترنا بالفاء وورد بعد أداة شرط جازمة كان في محل جزم.
  • إذا الفجائية تقوم مقام الفاء إذا كانت أداة الشرط [إن] أو [إذا] وكانت جملة الجواب جملة اسمية مجردة مثبتة . مثال: “وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون.”

جواب الشرط بعد أدوات الشرط غير الجازمة

بعد [لو]

  • يرتبط باللام إذا كان فعلها ماضيا مثبتا. مثال: { لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا}.
  • يتجرد منها إذا كان ماضيا منفيا. مثال:{ لو شاء الله ما أشركنا }.

بعد [لولا]

  • يكثر اقترانه باللام إذا كان ماضيا مثبتا. مثال: {فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين}.
  • يتجرد منها غالبا إذا كان ماضيا منفيا. {لولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا}.

بعد [لمَّا، كلما]

يرتبط مباشرة ويكون فعلها ماضيا. مثال: لما نزل المطر نما الزرع. كلما كنت مخلصا وثق فيك الناس.

بعد [إذا]

يكون مثل جواب أدوات الشرط الجازمة. مثال:إذا أطعت والديك رضيا عنك. إذا مرضت فاذهب إلى الطبيب.

ترتيب الشرط والجواب

الأصل أن تتقدم جملة الشرط على جملة الجواب وقد يتقدم الجواب أو يتوسط عناصر جملة الشرط.

مثال: أنت ناجح إن اجتهدتَ. أنت إن اجتهدت ناجح.

إذا كان حق جملة الجواب أن تقترن بالفاء وتقدمت أو فُصل بين عناصرها بجملة الشرط فإننا نحذف الفاء.

مثال:

  • إن زرتني فسأكرمك. سأكرمك إن زرتني.
  • إن تفز فأنت صاحب الجائزة. أنت صاحب الجائزة إن تفز.
Ads
Ads Ads Ads Ads
Ads