Ads Ads Ads Ads

وادي العيون – المجال السكاني – اللغة العربية – السنة الثانية إعدادي

المستوى: السنة الثانية إعدادي

المادة :اللغة العربية ( المجال السكاني )

عنوان الدرس وادي العيون 

في سنوات الخير يظهر الخير، أول ما يظهر، في وادي العيون، إذ إضافة الى غزارة المياه التي تملأ الأحواض الثلاثة المحيطة بالنبع، فان مياه العيون تنحدر الى أماكن لم يكن متوقعا أن تصلها. وفي تلك السنين تزرع الخضرة وتظهر النباتات المختلفة، خاصة التي تأتي مع الأمطار المبكرة. ويتصرف الناس عامتهم في الوادي بطريقة لا يصدقها المسافرون الذين تعودوا المرور على محطات كثيرة مشابهة، إذ يسرف أهل الوادي في الإلحاح على المسافرين للبقاء فترة أطول، ويظهرون تعففا زائدا في أن يأخذوا مقابل ما يعطون.

بشر وادي العيون، إذن، مثل مياهه: إذا زادوا عن حد معين فلا بد أن يفيضوا، أن يتدفقوا الى الخارج، وهذه الزيادة، الهجرة، لازمتهم منذ أمد بعيد. فجأة يحسون انهم تكاثروا، وأن الوادي لم يعد قادرا على إحتمالهم، ولا بد للشباب القادرين على السفر، من إكتشاف أماكن جديدة، ليشدوا الرحال إليها من أجل الإقامة والرزق. إن حالة مثل هذه تبدو خفية غامضة، وقد لاتتعلق دائما بالأمطار أو المواسم، كما هي الحال في أماكن أخرى، إذ رغم المطر الذي قد يأتي في سنة من السنين، ورغم المراعي التي تحيط بالوادي، والمياه التي تفيض وتمتد إلى مسافات لم تكن تصلها في أوقات أخرى، رغم هذه الأشياء جميعها فإن هاجسا ملعونا ينمو بخفاء وبطـء في القلوب.

وهذا الهاجس الذي يحسه الكبار، لكن يتكتمون عليه ويقاومونه، ينام وينهض في قلوب الشباب والأمهات، فيأخذ شكلا حادا عصبيا عند الشباب، وشكلا حزينا يائسا عند الأمهات. لكن رغبة اكتشاف العالم، وحلم الغنى ” وذلك الحنين إلى شيء ما ” يلح على الشباب إلى درجة لايستطيعون معه الصبر أو احتمال نصائح المسنين، ولذلك يقررون وحدهم، مهما كانت هذه القرارات قاسية.

لايوجد رجل من الرجال في الوادي، خاصة في سن معينة، لم تستول عليه رغبة السفر، وقلما يوجد واحد من المسنين لم يسافر إلى مكان من الأمكنة، صحيح أن هذه الرغبات والسفرات تتفاوت من حيث المدة والنتائج، إذ قد تستمر سنوات طويلة، وقد تمتد فتشمل العمر كله، وبعضها قد لايدوم أكثر من شهور، يعود بعدها المسافر خائبا أو ظافرا، لكنه يعود أيضا مملوءا بالحنين في الحالتين، ومثقلا بالأفكار والذكريات وحلم السفر مرة أخرى. أما النتائج التي جناها المسافرون من أهل وادي العيون فلا يمكن أن تتلخص بكلمات قليلة، لأن لكل مسافر مقاييسه وتصوراته، فالنجاح والفشل، الغنى والفقر، لايعنى مفهوما واحدا بالنسبة للجميع.فقد صادف في حالات كثيرة، أن عاد بعض المسافرين من أهل الوادي، ورافق عودتهم الكثير الكثير من الأحاديث والأفكار والقصص.

حديث وادي العيون والسفر كلاهما له بداية بالنسبة لأي شخص، لكن ليس له نهاية. وهذه الحالة يعرفها الكبار والصغار، وتعودوا عليها وألفوها الى درجة لم تعد تثير أحدا أو تخلق أحزانا لايمكن مقاومتها، حتى الأمهات اللواتي يردن أن يبقى أولادهن في الوادي، وأن يستمروا فيه إلى النهاية، لأنهن يخفن الأمكنة الأخرى ولا يتصورن وجود أمكنة أفضل، لابد أن يسلمن في فترة من الفترات تسليم العاجز اليائس، مع أمل أن يعود هؤلاء في وقت من الأوقات، لكن بعد أن يكونوا قد شبعوا من السفر!

عبد الرحمان منيف. مدن الملح (التيه). ص ص: 7 – 14 (بتصرف)

عتبة القراءة

ملاحظة النص

  • صاحب النص: عبد الرحمان منيف، كاتب روائي سعودي ولد سنة 1933 بالسعودية، من رواياته: الأشجار و أغنية مرزوق – مدن الملح – حين تركنا الجسر – عالم بلا خرائط … توفي عام 2004.
  • نوعية النص: نص حكائي
  • مجال النص: سكاني
  • العنوان تركيبيا: .مركب إضافي يتكون من مضاف ( وادي ) و مضاف إليه ( العيون) و يمكن أن يصير مركبا اسناديا بتقدير المبتدأ المحذوف.
  • العنوان دلاليا:  يدل العنوان على مكان: (الوادي) و هو المجرى المائي وسط التضاريس.. – العيون: مفردها عين وهي ينبوع الماء لاقترانها بمفردة الوادي.
  • الصورة المرفقة: تمثل صورة لواد بمحاذاته واحة خضراء دالة على توفر الماء، وبجانبها بضع بنايات طينية، تدل محدودية عددها على قلة الكثافة السكانية في المنطقة.
  • بداية النص: تقدم مؤشرات سردية ( الزمان – المكان – الأحداث).
  • نهاية النص: تقدم مؤشرات دالة على الهجرة (السفر – الأمكنة الأخرى – أمكنة أفضل)

بناء الفرضية

بناء على المؤشرات السابقة و القراءة الأولية للنص نفترض أن موضوعه يتناول قصة أهل وادي العيون و حياتهم هناك.

القراءة التوجيهية

شرح المستغلقات

  • النبع: مصدر الماء
  • يتكتمون عليه: يخفونه ويسترونه
  • تتفاوت: تختلف وتتباين.

الحدث الرئيسي

سرد حياة أهل وادي العيون و هوسهم بالهجرة.

القراءة التحليلية

الحقول الدلالية

  • حقل الهجرة: المسافرون – السفر – يشدوا الرحال – اكتشاف أماكن جديدة – الأماكن الأخرى – اكتشاف العالم – الحنين …
  • حقل الطبيعة: وادي العيون – المياه – الأحواض – النبع – مياه العيون – الخضرة – الأمطار – وادي – الفيضان …

أحداث النص

  • تصوير وادي العيون وخيراته الوفيرة وآثارها على أهله.
  • حلم الهجرة يستهوي سكان الوادي وخاصة الشباب منهم.
  • سرد تاريخ أهل وادي العيون مع الهجرة و تجارب النجاح والفشل قي ذلك.
  • تعلق أهل وادي العيون بالهجرة. و تأكيد السارد على ذلك.

وتيرة السرد

اعتمد السارد إيقاعا سريعا في استرجاع حكاية أهل وادي العيون التي امتدت في فضاء زمني مفتوح على زمن الماضي.

الملامح الفنية

  • التشبيه: شبه السارد سكان وادي العيون بالمياه من حيث الحركة و الهجرة و الانتقال في المكان.
  • التأكيد: ترددت بعض الألفاظ التي لها حمولة دلالية مرتبطة بالموضوع في النص للتأكيد عليها
  • هيمنة الفعل و خاصة الفعل المضارع الدال على الدينامية و الحركية من جهة و على الاستمرارية من جهة أخرى

التركيب

يسرد الكاتب قصة سكان وادي العيون مع الهجرة و خاصة منهم الشباب الذين يتوقون إليها و يعتبرونها حلما تتوارثه الأجيال تباعا. و المثير في هذه الحكاية أن وادي العيون بالرغم من خصوبة أرضه و وفرة خيراته لم يستطع أن يشد إليه أهله، دون التفكير في الهجرة بعيدا عنه..

التلوث الضجيجي للبيئة – المجال السكاني – اللغة العربية – السنة الثانية إعدادي

 

المستوى: السنة الثانية إعدادي

المادة :اللغة العربية ( المجال السكاني )

عنوان الدرس : التلوث الضجيجي للبيئة

 

يعتبر الضجيج جزءا له اهميته في قطاع تلوث البيئة، فما أقبح أن يشق سكون المدينة أو القرية التي تعيش فيها أزيز سيارة على الطريق، أو هدير طائرة نفاثة ! لقد أدرك الإنسان حديثا هذا النوع من التلوث حينما اكتشف أن هناك بعض الشباب يعانون فقدا دائما في السمع، نتيجة لدأبهم على سماع الموسيقى الصاخبة لفترات طويلة، وترك ذلك آثارا سلبية تأيرها واضح على جوانب مختلفة من نفسية أو جسدية، كاختلال في التوازن العقلي في بعض الاحيان٬والتوتر العصبي، والنقص في إمكانية الانتباه، كأن الصخب انتقل الى دواخلهم ليصير جزءا من طبيعتهم الداخلية. وصار الاهتمام كبيرا جدا في الآونة الأخيرة بجميع مظاهر هذا التلوث الذي استشرى في مجتمعنا الحديث . والمصادر الرئيسية للضجيج هي: الصناعة المعدنية مثل عمليات الحدادة، والمطالة٬والبرشام، وصناعة الغزل والنسيج، والمطاحن، والغربلة لتنقية المعادن والاحجار، والتخريم، وصناعة التعدين، والطباعة، وكبس الصفائح، كذلك وسائل النقل المختلفة أنواعها، كصوت محركات الطائرات، وأصوات القطارات، وأصوات التنبيه الصادرة عنها , وأصوات السيارات والدراجات النارية.

أما المصادر الثانوية فهي الموسيقى الصاخبة , والأصوات المرتفعة الخارجة من المذياع او التلفزيون، كذلك الأصوات الآدمية المرتفعة خاصة أصوات التلاميذ في المدارس وحدائق الألعاب، ومكبرات الصوت، والمسجلات في مؤسسات الخدمات المختلفة كالمقاهي والمطاعم وغيرها. ومما يعكر الراحة في المنزل أصوات بعض الأجهزة المستعملة كالمكانس الكهربائية ، ومروحة التنفيس، وأصوات التلفزيون، واعمال المطبخ، وانصفاق الابواب، والخلاطات، وآلة العصير، ومكيفات الهواء، والثلاجات، وجرس البيت، والهاتف.

وقد وجد العلماء أن من آثار الضجيج على صحة الإسان التعب المفرط، وتقلصا في العروق والشرايين، وارتفاعا في الضغط الدموي، والشكوى من الصداع، وفقدان الشهية، والشعور بالقلق، كما يسبب الضجيج الصمم، ويؤثر على الجنين عند تعرض المراة الحامل لمستويات عالية منه.

ولتجنب هذا التلوث البيئي الخطير, يجب الابتعاد عن مصادر الضجيج، ووضع عمال الأوراش والمصانع لواقيات على آذانهم، وبناء جدران عازلة داخل البيوت، واستخدام نوع من اللباد على حافات الأبواب لمنع الضجيج، كما يمكن تبطين الأرضيات والسقوف بمواد مسامية تمتص الصوت، وتجنب الاستماع الى الأصوات العالية الصادة عن الراديوهات والتلفزيونات والمسجلات.

د . حيدر عبد الرزاق كمونة – تلوث البيئة وتخطيط المدن . الموسوعة الصغيرة، العدد 93 – ص ص: 80 – 120 (بتصرف)

عتبة القراءة

تاطير النص

  • صاحب النص: اسمه الكامل: حيدر عبد الرزاق كمونة – صفته العلمية: باحث عراقي في هندسة تخطيط المدن – مؤلفاته: معالجة لظاهرة التحول الحضاري – مكان ولادته: ولد في النجف بالعراق.
  • مصدر النص: تلوث البيئة وتخطيط المدن.
  • العنوان تركيبيا: التلوث: متبدا مرفوع وعلامة رفعه الضمة الطاهرة على آخره، الضجيجي: نعت تابع لمنعوته في الرفع وعلامة رفعه الضمة الطاهرة على آخره، ل: حرف جر، البيئة: اسم مجرور باللام وعلامة جره الكسر الظاهرة على آخره. (و شبه جملة في محل رفع خبر المبتدأ).
  • العنوان دلاليا: الثلوث: ظاهرة خطيرة ضد النظافة (كل ما يؤثر سلبا على حياة الكائنات ويدمرها)، الضجيج: الصوت المرتفع المزعج يؤثر سلبا على سمع الإنسان وصحته، البيئة: مصطلح يجمع كل ما يتعلق بالطبيعة من ارض وبحار وجو.
  • نوعية النص: مقالة علمية تفسيرية ذات بعد سكاني.
  • الصورة: صورة فوتوغرافية تبين الاكتظاظ الكبير الذي تشهده شوارع المدينة، وما يصاحبه من ضجيج السيارات وعيرها.
  • بداية النص: تشير إلى أن الضجيج نوع من أنواع الثلوت.
  • نهاية النص: تشير إلى سبب تجنب الضجيج والوقاية منه.

فرضيات النص

انطلاقا من المؤشرات السابقة وبداية النص ونهايته نفترض أن النص قد يتحدث عن الضجيج باعتباره نوعا من أنواع الثلوت وقد عن سبل تجنب الثلوت الضجيجي والوقاية منه.

القراءة التوجيهية

شرح المفردات

  • لدأبهم: لاعتيادهم.
  • أزيز: صوت ازات.
  • استشرى: انتشر.
  • التخريم: شقه.
  • الصمم: تعطيل حاسة السمع.
  • البرشام: المسمار.

الفكرة العامة

اعتبار الضجيج نوعا من أنواع الثلوت وتحديد مظاهره ومصادره وآثاره السلبية وسبل تجنبه والوقاية منه.

القراءة التحليلية

معجم حقل الضجيج في النص

يشق سكون المدينة أو القرية – أزيز سيارة – هدير طائرة نفاثة – الموسيقى الصاخبة – الصخب – صوت محركات الطائرة – أصوات القطارات – أصوات التنبيه – أصوات السيارات والدراجات النارية – الأصوات المرتفعة – الأصوات الآدمية المرتفعة…

مضامين النص

  • الثلوت الضجيجي مظهر من مظاهر تلوث البيئة.
  • مصادر التلوث الضجيجي الرئيسية والثانوية.
  • الآثار السلبية الناجمة عن الثلوت الضجيجي نفسيا وجسديا.
  • بعض سبل تجنب الثلوت الضجيجي والوقاية منه.

أسلوب النص

اعتمد الكاتب في مقالته أسلوب التفسير في تناوله لمشكلة الثلوت الضجيجي ومظاهره ومصادره وآثاره وسبل الوقاية منه وهذا الأسلوب اتخذ شكلين:

  • التمثيل: مثل عمليات الحدادة – كذلك الأصوات الآدمية – كالمكانس الكهربائية…
  • التأكيد: قد-و بد العلماء أن هناك.

قيم النص

يمكن اختزال قيم النص في قيمتين أساسيتين هما:

  • قيمة سكانية:  تتجلى في أن الثلوت الضجيجي ينتج عن الإنسان وما يستهلكه أو ما يستعمله في حياته اليومية وفي المقابل ينعكس عليه مباشرة وعلى بيئته بطريقة غير مباشرة.
  • قيمة تحسيسية: يحاول الكاتب أن يحسسنا بخطورة الثلوت الضجيجي على صحتنا النفسية والجسدية وعلى سلامة بيئتنا وذلك من اجل أن ننهج سبل الوقاية منه ونتجنب كل ما من شانه ان يسببه.

القراءة التركيبية

مصادر الثلوت الضجيجي

  • مصادر رئيسية: الصناعة المعدنية ( الحدادة-البرشام-) – صناعة الغزل والنسيج (المعادن-الطباعة). – وسائل النقل- صوت محركات الطائرة – أصوات التنبيه – أصوات السيارات والجراحات النارية…
  • مصادر ثانوية: الموسيقى الصاخبة – الأصوات المرتفعة الآدمية والآلية – (مكبرات الصوت – المذياع – التلفاز – المكانس – المروحة – الثلاجات – الهاتف…)

مظاهر الثلوت الضجيجي

تتعدد مظاهره بتعدد مصادره.

آثار الثلوت الضجيجي

  • آثار نفسية: اختلال التوازن العقلي-التوتر العصبي-ضعف التركيز-الشعور بالقلق…
  • آثار جسدية: ضعف السمع – التعب المفرط – تقلص الحروق والشرايين – ارتفاع الضغط – الصداع – فقدان الشهية – الصمم – تضرر المرأة الحامل والجنين.
  • آثار بيئية: تتجسد في اختلال التوازن البيئي في الفضاءات التي تعج بالضجيج .

سبل الوقاية من الثلوت الضجيجي

  • الابتعاد عن مصادر الضجيج.
  • استعمال واقيات الآذان.
  • بناء جذران عازلة.
  • استعمال نوع من الآباد على حافات الأبواب.
  • تبطين الارفيات والسقوف بمواد ماسية.
  • تجنب الاستماع إلى الأصوات العالية.
 

تبذير الماء – المجال السكاني – اللغة العربية – السنة الثانية إعدادي

المستوى: السنة الثانية إعدادي

المادة :اللغة العربية ( المجال السكاني )

عنوان الدرس : تبذير الماء

 

إن الماء بالمغرب لا يعاني فقط من مشكل التلوث، بل هناك مشكلة أخرى لا تقل خطورة عن الأولى، إذ يتعلق الأمر الأمر مباشرة بتبذير مياه الشرب.

ونظرا لكون الماء في متناول سكان المدن، فغالبا ما يستهلك بكيفية عشوائية وبدون تبصر.

ونظرا لكون الماء في متناول سكان المدن، فغالبا ما يستهلك بكيفية عشوائية وبدون تبصر، كما أن بعض الإهمالات تؤدي إلى إتلاف كميات هائلة من الماء وضياعها من جراء رشحه من الصنابير، ومن حنفيات الحريق، وسقي المساحات الخضراء…إن التردد على الحمامات العمومية عادة تمليها قواعد النظافة، لكنه غالبا، ما يتسبب في ضياع كميات ضخمة من الماء . إن حماما خفيفا يتطلب تقريبا خمسين لترا من الماء، بينما إذا كان الاستحمام كاملا، فإنه يتطلب مائتي لتر، لكن الملاحظ هو أن هاتين الكميتين غالبا ما يتم تجاوزهما بكثير، كما أن تنظيف الأرض في العديد من المنازل يستهلك ماء غزيرا، بينما يمكن تحقيق نفس النظافة باستعمال كمية أقل.

إن هذه الإهمالات قد تبدو بدون قيمة، ولا علاقة لها بالبيئة، إذا اعتبر كل إهمال على حدة، وبمعزل عن الآخر، لكنها إذا جمعت، وتم تضعيفها بعدد الأشخاص الذين يقترفونها، فسيظهر، إذاك بوضوح، التبذير الهائل الذي يعاني منها الماء الصالح للشرب، خصوصا أن الكمية الضائعة تختلط بالمياه الوسخة، ولا يمكن الاستفادة منها ثانية إلا بعد معالجتها.

إن الإنسان يتحمل مسؤولية كبيرة في تبذير الماء، وخصوصا في وقت أصبحت ندرته شائعة على السواء في الكثير من البلدان النامية والمتقدمة، فبالنسبة لهذه الأخيرة تعد الصناعة والفلاحة من أهم القطاعات التي تستهلك كميات خيالية من الماء، وعلى سبيل المثال، فإن هكتار ذرة واحدا يستهلك ما لا يقل عن عشرين ألف متر مكعب من الماء خلال فترة الإنبات، بينما يرتفع هذا الحجم إلى أربعين ألف متر مكعب بالنسبة لحقل من أرز.

وإضافة إلى الصناعة والفلاحة، هناك عوامل أخرى بشرية وبيئية تكون سببا في تبذير المياه، من بينها: عدم معالجة المياه المستعملة، والتلوث، وقطع الغابات والأشجار، واللامبالاة . ولتوضيح ما لهذا العامل الأخيرمن خطورة، يمكن الاستشهاد بالتبذير الناتج عن سيلان الماء من العديد من طرادات الماء . لنفترض أن طرادة واحدة تبذر ما حجمه لترا ماء واحدا في الدقيقة، فستبذر على امتداد الوقت ستين لترا في الساعة، وألفا وأربعمائة وأربعين لتر في السنة، أي ما يعادل تقريبا خمسمائة وثمانية عشر مترا مكعبا من الماء. ويكفي القيام بإحصاء للطرادات التي تبذر الماء لإدراك ما يتعرض له هذا الأخير من ضياع و إتلاف . ولقد صدق من قال: ((ما لم يجد الإنسان يوما نفسه في ظروف مأساوية وأليمة، فلن يعرف حقا قيمة الماء واهميته)).

أحمد الحطاب . السكان والبيئة . التربية السكنية بالمغرب، الكتاب المرجعي . طبعة 1991 . ص ص: 228، 229، 230

ملاحظة النص واستكشافه

  • العنوان:  تركيبيا: يتكون العنوان من كلمتين تكونان فيما بينهما مركبا إضافيا – معجميا: ينتمي العنوان إلى المجال السكاني / البيئي – دلاليا: يدل العنوان على الستهلاك المفرط وغير المعقلن للماء ويوحي بتجاوز الحد في استهلاك هذاالسائل الطبيعي الاساسي في حياة جميع الكائنات.
  • الصورة المرفقة: تتضمن الصورة المرفقة بالنص مشهدين متناقضين: الأول يعبر عن تبذير الماء من طرف طفل يستحم، والثاني ينقل صورة عدة أشخاص يبحثون عن الماء ولم يعثروا إلا على كمية قليلة منه بسبب ندرته
  • بداية النص: تشير إلى مشكلين من مشاكل التلوث بالمغرب وهما: تلوث الماء وتبذيره .وتنسجم هذه البداية مع الصورة الأولى المرفقة بالنص(صورة الطفل المستحم)
  • نهاية النص: تنسجم مع الصورة الثانية لأنها تتضمن قولة تشير إلى جهل الإنسان قيمة الماء، وأنه لن يعي أهميته إلا إذا عاش ظروفا مأساوية تماما مثل الظروف التي تظهر في الصورة الثانية المرفقة بالنص.
  • نوعية النص: مقالة تفسيرية ذات بعد سكاني / بيئي.

فهم النص

الإيضاح اللغوي

  • دون تبصر: دون تعقل، ودون إعمال العقل والفكر والمنطق
  • تبذير: تضييع، إسراف، تجاوز الحد في الاستهلاك

الفكرة المحورية

يتحدث النص عن العوامل المسببة في تبذير المياه، وأشكال هذا التبذير وخطورته.

تحليل النص

الأفكار الأساسية

الأفكار الأساسية تفاصيلها
أشكال ومظاهر تبذير الماء
  • استهلاك الماء بكيفية عشوائية ودون تبصر
  • رشحه من الصنابير والحنفيات
  • سقي المساحات الخضراء
  • إطفاء الحرائق
  • التردد على الحمامات العمومية
  • تنظيف أرضية المنازل..
مخاطر تبذير الماء
  • اتلاف كميات هائلة منه
  • الكميات الضائعة من الماء تختلط بالمياه الوسخة ولا يمكن الاستفادة منها ثانية إلا بعد معالجتها
  • الإنسان لا يعرف قيمة الماء حتى يفقده
عوامل تبذير الماء
  • الفلاحة والصناعة
  • عوامل بيئية وبشرية
  • طرادات الماء

الألفاظ المنتمية إلى مجال الماء

مياه – سقي – رشح – الصنابير – حنفيات – حمام – لتر – تنظيف – الشرب – سيلان – طرادات…

ملامح الخطاب الحجاجي في النص

الفكرة المرفوضة تبذير الماء
الحجج والراهين
  • التأكيد: إن الماء بالمغرب… – إن هذه الإهمالات…
  • الإحصائيات: عشرين ألف متر مكعب من الماء … – ألف متر مكعب… – ستين لترا…
  • التمثيل: وعلى سبيل المثال، فإن هكتار ذرة …
  • الاستشهاد: ولقد صدق من قال: (ما لم يجد الإنسان يوما نفسه في ظروف مأساوية وأليمة، فلن يعرف حقا قيمة الماء واهميته).
الفكرة المقترحة / البديل الحفاظ على الماء وعدم تبذيره

التركيب والتقويم

تتعدد أشكال ومظاهر تبذير الماء، وتتوزع بين استهلاكه بكيفية عشوائية، ورشحه من الصنابير، بالإضافة إلى استغلاله دون تعقل في سقي المساحات الخضراء وتنظيف المنازل.

وتتعدد عوامل هذا التبذير، غير أنه يمكن إرجاعها إلى عاملين رئيسيين: الأول مرتبط بسوء استغلال الماء في الفلاحة والصناعة والثاني مرتبط بعوامل بشرية وبيئية.

إن لتبذير الماء خطورة كبيرة تتجلى في اختلاطه بالمياه الوسخة مما يقلل فرص الاستفادة منه مرة أخرى.

ورغم خطورة تبذير الماء إلا أن الكاتب لم يقترح حلولا للقضاء على هذه الظاهرة، ويمكن إرجاع سبب ذلك إلى صعوبة إيجاد حل ناجع لهذه المشكلة، أو ربما إلى رغبة الكاتب في جعل هذا النص منفتحا على ضمائر الناس ودرجة الوعي لديهم..فوحده الوعي هو الكفيل بتحسيس أصحاب الضمائر الحية بخطورة تبذير الماء.

Ads
Ads Ads Ads Ads
Ads