Ads Ads Ads Ads

حكاية الثعلب والغراب – المجال الفني والثقافي – اللغة العربية – السنة الثالثة إعدادي

المستوى: السنة الثالثة اعدادي

المادة :اللغة العربية ( المجال الفني والثقافي )

عنوان الدرس : حكاية الثعلب والغراب

النص القرائي

قالت شهرزاد: «بلغني أيها الملك السعيد أن ثعلبًا سكن في بيت من الجبل وكان كلما ولد ولدًا وأشتد ولده أكله من الجوع وإن لم يأكل ولده وخلاه عنده وقعد يحفظه ويحرسه مات من الجوع وأضر به ذلك. وكان يأوي إلى ذروة ذلك الجبل غراب، فقال الثعلب في نفسه أريد أن أعقد بيني وبين هذا الغراب مودة وأجعله لي مؤنسًا على الوحدة، ومعاونًا لي على طلب الرزق، لأنه يقدر من ذلك على مالا أقدر عليه». فدنا الثعلب من الغراب حتى صار قريبًا منه بحيث يسمع كلامه، فسلم عليه ثم قال له: «يا جاري، إن للجار المسلم على الجار المسلم حقين حق الجيرة  وحق الإسلام. واعلم يا خليلي بأنك جاري ولك علي حق يجب قضاؤه وخصوصًا مع طول المجاورة، وإن في صدري وديعة من محبتك دعتني إلى ملاطفتك وبعثتني على التماس أخوتك، فما عندك من الجواب؟» فقال الغراب للثعلب إن خير القول أصدقه وربما تتحدث في لسانك بما ليس في قلبك، وأخشى أن تكون أخوتك باللسان ظاهرًا وعداوتك في القلب باطنا، لأنك آكل وأنا مأكول فما الذي دعاك إلى طلب مالا تدرك وإرادة مالا يكون وأنت من جنس الوحوش وأنا من جنس الطير؟ هذه الأخوة لا تتم ولا تصح». فقال له الثعلب: «قد أحببت قربك، واخترت الأنس بك ليكون بعضنا عونًا لبعض على أغراضنا ويعقب مودتنا النجاح. وعندي حكايات في حسن الصداقة إن أردت أن أحكيها حكيتها». اسمع يا خليلي: «زعموا أن فأرة كانت في بيت رجل من التجار عظيم التجارة كثير المال، فآوى البرغوث ليلة إلى فراش التاجر فوجد له بدنًا ناعمًا، وكان البرغوث عطشان فشرب من دمه، فوجد التاجر من البرغوث ألمًا، فاستيقظ من النوم  فجلس قاعدًا ونادى لجواريه وبعض أتباعه، فأسرعوا إليه وشمروا عن أيديهم يطوفون على البرغوث  فلما أحس البرغوث بالطلب ولى هاربًا، فصادف جحر الفأرة فدخله فلما رأته الفأرة قالت له: «ما الذي أدخلك علي ولست من جوهري ولا من جنسي ولست بآمن من الغلظة عليك ولا المنازعة إليك ولا مضارتك؟». فقال لها البرغوث: «إني هربت إلى منزلك وفزت بنفسي من القتل وأتيتك مستجيرًا بك ولا طمع لي في بيتك.  وإني أرجو أن أكافئك على إحسانك». فلما سمعت الفأرة كلام البرغوث قالت: «إذا كان الكلام علي ما رسمت وأخبرت فاطمئن هنا وما عليك إلا مطر السلامة، ولا تجد إلا ما يسرك ولا يصيبك إلا ما يصيبني، وقد بذلت لك مودتي ولا تندم على ما فاتك من دم التاجر، ولا تأسف على قوتك منه، وارض بما تيسر لك». فلما سمع البرغوث كلام الفأرة قال: «يا أختي قد سمعت وصيتك وأنا منقاد إلى طاعتك ولا قوة لي على مخالفتك إلى أن ينقضي العمر بتلك النية الحسنة». فقالت له الفأرة: «كفى بصدق المودة صلاح النية»، فاتصل الود وانعقد  بينهما. وكان البرغوث بعد ذلك يأوي إلى فراش التاجر ولا يتجاوز بلغته ويأوي بالنهار مع الفأرة في مسكنها. فاتفق أن التاجر جاء ليلة إلى منزله بدنانير كثيرة فجعل يقلبها، فلما سمعت الفأرة صوت الدنانير أطلعت رأسها من جحرها وجعلت تنظر إليها حتى وضعها التاجر تحت وسادة ونام فقالت الفأرة للبرغوث: «أما ترى الفرصة والحظ العظيم؟ فهل عندك حيلة توصلنا إلى بلوغ الغرض من تلك الدنانير؟» فقال البرغوث: إنه لا يحسن لمن طلب الغرض إلا أن يكون قادرا عليه، فإن كان ضعيفا عنه وقع فيما يحذره ولم يدرك مراده مع الضعف، وإن استحكمت قوة المحتال، كالعصفور الذي يلتقط الحب فيقع في الشبكة يقتنصه صائده، وليس لك قوة على أخذ الدنانير ولا على إخراجها من البيت، وأنا لا طاقة لي على ذلك، بل ولا أقدر على حمل دينار واحد منها، فأنت وشأنك بالدنانير فقالت: «إني أعددت في جحري هذا سبعين منفذا أخرج منها إذا طلبت الخروج ، وأعددت للذخائر موضعا حريزا، وإذا تحيلت أنت وأخرجته من البيت فلست أشك في الظفر إن ساعدني القدر». فقال لها البرغوث: «قد التزمت بإخراجه من البيت» ثم انطلق البرغوث إلى فراش التاجر ولدغه لدغة مفزعة لم يكن تقدم للتاجر مثلها و تنحى البرغوث إلى موضع يأمن فيه على نفسه من التاجر، فانتبه التاجر يطلبه فلم يجده، فرقد على جنبه الآخر فلدغه البرغوث لدغة أشد من الأولى، فقلق التاجر وفارق مضجعه إلى مصطبة على باب داره فنام هناك ولم ينتبه إلى الصباح، ثم إن الفأرة أقبلت على نقل الدنانير حتى لم تترك منها شيئًا فلما أصبح الصباح صار التاجر يتهم الناس ويظن بهم الظنون. ألف ليلة وليلة، دار صادر، 1999.

عتبة القراءة

ملاحظة مؤشرات النص الخارجية

مصدر النص

النص من كتاب «ألف ليلة وليلة»، دار صادر، ج 1، 1999

مجال النص

النص ينتمي إلى المجال الفني الثقافي.

نوعية النص

نص حكائي ذو بعد فني/ ثقافي.

العنوان (حكاية الثعلب والغراب)

يتكون العنوان من أربع كلمات تكون فيما بينها مركبين: الأول إضافي (حكاية الثعلب) والثاني عطفي (الثعلب والغراب)، ويتضمن مؤشرا يدل على نوعية النص (حكاية)، وآخر يدل على علاقة بين الثعلب والغراب (واو العطف).

بداية النص ونهايته
  • بداية النص: تشير إلى السارد (شهرزاد) والمسرود له (الملك شهريار)، ونلاحظ فيها تكرار لفظة من ألفاظ العنوان (الثعلب) مما يدل على أهميته في الحكاية.
  • نهاية النص: لم يتكرر فيها العنوان، حيث نتفاجأ بوجود شخصيتين أخريين غير الثعلب والغراب، وهما الفأرة والغراب، كما تشير هذه النهاية إلى حدث عجيب ينسجم مع خصائص الحكاية العجيبة، وهو: نقل الفأرة للدنانير.

بناء فرضية القراءة

بناء على مؤشرات العنوان وبداية النص ونهايته، نفترض أن موضوعه حكاية الثعلب والغراب وما دار بينهما من حديث.

القراءة التوجيهية

الايضاح اللغوي

  • ذروة: ذروة الشيء: قمته.
  • خليلي: الخليل: الصديق المخلص.
  • مستجيرا: مستغيثا.

الفكرة المحورية للنص

محاولة الثعلب إقناع الغراب بمصادقته ..

القراءة التحليلية للنص

أحداث الحكاية

الحكاية السارد المسرود له العقدة الحل
الأولى شهرزاد شهريار أكل الثعلب لأولاده من الجوع. تردد الغراب في قبول صداقة الثعلب وحذره في ذلك. التماس مصادقة الغراب ليعينه على طلب الرزق والامتناع بالتالي عن أكل أولاده ضرب الثعلب مثالا في الصداقة بين البرغوث والفأرة لإقناع الغراب.
الثانية الثعلب الغراب مطاردة البرغوث رغبة في قتله، وغضب الفأرة منه بعد دخوله إلى جحرها. رغبة الفأرة في أخذ دنانير التاجر وعدم قدرتها على الوصول إليها لوحدها. تبرير البرغوث سبب دخوله إلى جحر الفأرة، واعتذراه منها وابداؤه رغبة في رد الجميل إليها. الاستنجاد بالبرغوث الذي لدغ التاجر وأبعده عن بيته ليعطي بذلك فرصة للفأرة لتنقل الدنانير إلى جحرها.

الشخصيات وأوصافها

  • الثعلب: ماكر وباحث عن مصلحته الشخصية.
  • الغراب: الحيطة والحذر.
  • البرغوث: الضعف ورد الجميل.
  • الفأرة: مباذلة للمودة ومشفقة على البرغوث.

القراءة التركيبية

رغم أن النص يتضمن حكايتين، إلا أن القاسم المشترك بينهما هو موضوع الصداقة وما يرتبط بها من معاني المودة والإخلاص والوفاء والثقة، حيث بدا الثعلب في الحكاية الأولى متحمسا لمصادقة الغراب حتى يعينه على تنفيذ أغراضه ومصالحه الشخصية، غير أن الغراب أبدى حيطة وحذرا من هذا الكائن الذي طالما عرف بمكره وخداعه ولم يصدق أن هذا النوع من الصداقة ممكنة، وهذا ما جعل الثعلب يروي له حكاية أخرى أعطى من خلالها دليلا على إمكانية الصداقة بين الكائنات التي تنتمي إلى أجناس مختلفة.

  • فهل كان الثعلب صادقا في طلبه؟
  • وهل كانت حكايته مقنعة بدرجة تدفع الغراب إلى قبول صداقته؟

من الواضح أن الثعلب يطلب المستحيل واللاممكن، فالمنطق لا يقبل هذا النوع من الصداقة، ولعل الحكاية الثانية مجرد حيلة وخدعة من الثعلب الماكر للإيقاع بالغراب، والدليل على ذلك يتضح عندما نقارن بين طالب الصداقة والمطلوبة منه في الحكايتين معا:

  • في الحكاية الأولى يبدو طالب الصداقة (الثعلب) في موقف أقوى من المطلوبة منه (الغراب).
  • في الحكاية الثانية يبدو طالب الصداقة (البرغوث) في موقف أضعف من المطلوبة منه (الفأرة).

فإذا كانت الصداقة ممكنة في الحكاية الثانية لأن الفأرة (الطرف المطلوب منه الصداقة) تتواجد في موقف قوة، ولن تخسر شيئا من هذه الصداقة، فإن الصداقة في الحكاية الأولى تبدو مستحيلة لأن الغراب (الطرف المطلوب منه الصداقة) يتواجد في موقف ضعف، وقد يغامر بحياته إن هو قبل بهذا النوع من الصداقة.

السينما والصورة الفوتوغرافية – المجال الفني والثقافي – اللغة العربية – السنة الثالثة إعدادي

المستوى: السنة الثالثة اعدادي

المادة :اللغة العربية ( المجال الفني والثقافي )

عنوان الدرس السينما والصورة الفوتوغرافية

النص القرائي

الصورة تعبير بصري وإبداع يتخذ التخيل والحكي سبيلا لترجمة أفكار ومعان مستمدة من التربية الثقافية التي تتحرك فيها السينما. من هنا كانت الصورة دائما متعددة وجامعة، تختزن أشياء كثيرة، ومن ثم دلالات كثيرة. والتجذر الثقافي للصورة يجعلها إطارا لتأويلات مختلفة لأنها، بسبب بعدها التواصلي وتعدد معانيها مادة يسهم المتلقي في تحديد معناها وقيمتها. لذلك فالصورة التي يدركها المتلقي الأمريكي ليست هي الصورة التي يتفاعل معها الإنسان العربي أو الأفريقي. فقراءتها تتأثر بانتماء المشاهد اجتماعيا وثقافيا. مسألة تلقي الصورة استوجبت إضافة عنصر آخر يمنح معناها مزيدا من القوة في التعبير والتأثير، سواء كان كلاما (حوارا أو تعليقا…) أو كتابة داخل إطار الصورة. حاجة الصورة لهذا العنصر المقوي لا تعني ضعف الصورة بقدر ما يكسبها هذا العنصر الإضافي القدرة على التغلغل والتجذر في المجتمع والثقافة، أو توجيه المتلقي إلى معنى من المعاني التي تحملها. ولا تختلف الصورة السينمائية عن الصورة الفوتوغرافية في كون هذه الأخيرة لا تتحرك فحسب، بل إن إدراكها ورؤييتها والعلاقة معها تستدعي فهما مختلفا. فما تعمل الصورة الفوتوغرافية على إعادة إنتاجه، بشكل لا متناه، حصل في واقع الأمر مرة واحدة. إنها تكرر آليا ما لا يمكن تكراره وجوديا، والحدث فيها لا يحيل على شيء آخر. وبينما تكون الصورة السينمائية منزاحة على الدوام ومنطلقها مبني على التكون المتحرك، نجد الصورة الفوتوغرافية تعبر عن شيء انتهى، لأن ثبات هذه الصورة هو نتيجة التباس بين مفهومين: الواقعي والحي. فهي حين تشهد أن الموضوع كان واقعيا، فإنها تحث، خلسة، على الاعتقاد بأنه حي. إن الفارق بين الصورة السينمائية والفوتوغرافية غني بالمعاني، ويعبر عن اختلاف في النظر والإحساس والفهم والإحالة. فالصورة الفوتوغرافية يمكن أن أتأمل فيها ما شئت من الوقت، بكل ما تستحضره من ذكرى وإحالة ومقايسة، أما الشريط السينمائي فهو صور مسترسلة، منزاحة ومتسلسلة. فبمجرد ما أغمض أنا المشاهد عيني يتغير العالم البصري التخيلي أمامي. والسينما حين تكثف أربعا وعشرين صورة في الثانية، فإنها في الواقع تصوغ أكثر من أربع وعشرين حقيقة في الفترة الزمنية نفسها، وعلى اعتبار أن الصورة تتضمن أكثر من دلالة، وتختزن أكثر من حقيقة. نور الدين أفاية، “السينما، الكتابة والهوية”، مجلة الوحدة.

عتبة القراءة

ملاحظة مؤشرات النص الخارجية

نوعية النص

مقالة تفسيرية ذات بعد فني ثقافي.

مجال النص

النص ينتمي إلى المجال الفني / الثقافي.

الصورتان المرفقتان

تنسجمان مع العنوان، لأن إحداهما تمثل الكاميرا التي تستخدم في السينما، والأخرى تمثل آلة التصوير التي تستخدم في التقاط الصور الفوتوغرافية.

العنوان (السينما والصورة الفوتوغرافية)
  • تركيبيا: يتكون العنوان من أربع كلمات تكون فيما بينها مركبين: الأول عطفي (السينما والصورة) والثاني وصفي (الصورة الفوتوغرافية).
  • دلاليا: يفترض أن يقارن الكاتب بين السينما والصورة الفوتوغرافية.
بداية النص ونهايته
  • بداية النص: تشير إلى تعريف الصورة (تعبير بصري) وعلاقتها بالسينما.
  • نهاية النص: يواصل فيها الكاتب مقارنته بين السينما والصورة.

بناء فرضية القراءة

بناء على القراءة الاولية للنص نفترض أن موضوعها يتناول موضوع السينما والصورة الفوتوغرافية.

القراءة التوجيهية

الايضاح اللغوي

  • ترجمة الأفكار: شرحها ونقلها بشكل واضح.
  • التجذر الثقافي: العمق والأصل الثقافيان.
  • الالتباس: التداخل المؤدي إلى الإشكال.
  • خلسة: خفية.

الفكرة المحورية للنص

مقارنة الكاتب بين السينما والصورة، وإبراز مميزات كل منهما ..

القراءة التحليلية للنص

الأفكار الأساسية

  • التعريف بالصورة ودور المتلقي في إعادة الحياة إليها وإبراز دلالاتها.
  • دور الكتابة أو التعليق المرفق بالصورة في توجيه قراءتها وإغناء دلالتها.
  • مقارنة الكاتب بين الصورة والسينما من حيث الحركية والثبات، والخيال والواقع.

خصائص الصورة الفوتوغرافية والصورة السينمائية

خصائص الصورة الفوتوغرافية
  • ثابتة.
  • تابثة ونهائية.
  • قابلة للتأمل والإحالة والمقايسة.
خصائص الصورة السينمائية
  • متحركة.
  • منزاحة ومتحركة.
  • متسلسلة بشكل لا يتيح فرصة للتأمل والإحالة والمقايسة.

القراءة التركيبية

يعالج النص موضوعا فنيا يقارن من خلاله الكاتب بين السينما بوصفها إبداعا متحركا والصورة الفوتوغرافية بوصفها إبداعا ثابتا، حيث ذكر مميزات وخصائص كل منهما وأوجه التشابه والاختلاف بينهما. أما على مستوى الأسلوب يبدو أن النص ذو طبيعة نقدية فنية تظهر فيه ملامح إصدار حكم قيمة مما جعله غنيا بالمصطلحات الأدبية والنقدية مثل: التخيل – الحكي – الصورة – منزاحة – الانزياح – الواقعي والحي – الإحالة …

أنا والمدينة (نص شعري) – المجال السكاني- اللغة العربية – السنة الثالثة إعدادي

المستوى: السنة الثالثة اعدادي

المادة :اللغة العربية ( المجال السكاني )

عنوان الدرس : أنا والمدينة (نص شعري)

النص القرائي

هذا أنا، وهذه مدينتي، عند انتصاف الليل رحابة الميدان، والجدران تل تبين ثم تختفي وراء تلّ وريقة في الريح دارت، ثم حطت، ثم ضاعت في الدروب ظل يذوب يمتد ظل وعين مصباح فضولي ممل دست على شعاعه لّما مررت وجاش وجداني بمقطع حزين بدأته، ثم سكت من أنت يا .. من أنت؟ الحارس الغبيّ لا يعي حكايتي لقد طردت اليوم من غرفتي وصرت ضائعا بدون اسم هذا أنا، وهذه مدينتي! أحمد عبد المعطي حجازي، مدينة بلا قلب، الأعمال الكاملة

عتبة القراءة

ملاحظة مؤشرات النص الخارجية

صاحب النص (أحمد عبد المعطي حجازي)

أحمد عبد المعطي حجازي شاعر وناقد مصري، ولد عام 1935 بمحافظة المنوفية بمصر، أسهم في العديد من المؤتمرات الأدبية في كثير من العواصم العربية، ويعد من رواد حركة التجديد في الشعر العربي المعاصر، ترجمت مختارات من قصائده إلى الفرنسية والإنجليزية والروسية والإسبانية والإيطالية والألمانية، حصل على جائزة كفافيس اليونانية المصرية عام 1989، جائزة الشعر الأفريقي عام 1996 وجائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة عام 1997، عمل مدير تحرير مجلة صباح الخير، سافر إلى فرنسا حيث عمل أستاذاً للشعر العربي بالجامعات الفرنسية، عاد إلى القاهرة ليعمل بتحرير جريدة الأهرام، ويرأس تحرير مجلة إبداع التي تصدر عن الهيئة المصرية للكتاب. عضو نقابة الصحفيين المصرية ولجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة والمنظمة العربية لحقوق الإنسان، دعي لإلقاء شعره في كثير من المهرجانات الأدبية. من دواوين ومؤلفات أحمد عبد المعطي حجازي: مدينة بلا قلب – أوراس – لم يبق إلا الاعتراف – مرثية العمر الجميل – كائنات مملكة الليل – أشجار الإسمنت – محمد وهؤلاء – إبراهيم ناجي – خليل مطران – حديث الثلاثاء – الشعر رفيقي – مدن الآخرين – عروبة مصر – أحفاد شوقي.

مجال النص

النص ينتمي إلى المجال السكاني.

نوعية النص

قصيدة شعرية من الشعر الحر ذات بعد سكاني.

طريقة نظم النص

ينتظم النص على شكل أسطر شعرية غير متقايسة الطول ومتنوعة القافية والروي.

روي القصيدة

يتنوع روي القصيدة بين أحرف اللام، الميم، الباء والتاء.

عدد اسطر القصيدة

القصيدة التي بين أيدينا تحتوي على 19 سطرا شعريا.

الصورة

تجسد الصورة حالة المدينة عند المساء، وقتامة المشهد توحي بالحالة النفسية للشاعر.

العنوان (أنا والمدينة)
  • تركيبيا: مركب عطفي المعطوف (المدينة) ومعطوف عليه (أنا).
  • معجميا: ينتمي العنوان إلى المجال السكاني.
  • دلاليا: يوحي بالعلاقة القائمة بين الشاعر الذي يدل عليه الضمير المنفصل (أنا) والمدينة التي يعيش فيها.
بداية النص ونهايته
  • بداية النص: نلاحظ فيها تكرار العنوان مع إضافة اسمين للإشارة هما: (هذا وهذه) للدلالة على التأكيد والتحديد والقرب من المدينة، كأن الشاعر يريد أن يؤكد على أن الضمير (أنا) يحيل عليه دون سواه وأن المدينة المتحدث عنها هي مدينته دون غيرها من المدن، مما جعله يحدد طرفي المواجهة في هذه القصيدة ويعرف بكل منهما بشكل يجعلهما قريبين من بعضهما وغير بعيدين موظفا لهذا الغرض اسمين للإشارة دالين على القريب.
  • نهاية النص: ينتهي النص بنفس العبارة التي استهلت بها القصيدة، وهذا يعطي القصيدة نظاما دائريا حلزونيا في بنائها، مما يدل على أن المواجهة التي أعلن عنها الشاعر في بداية القصيدة بين الشاعر ومدينته لم تحقق رغبة الشاعر أو طموحه، فعاد بنا إلى نقطة الصفر ليؤكد على استمرار المشكلة ذاتها والإحساس بخيبة الأمل.

بناء فرضية القراءة

بناء على القراءة الاولية للقصيدة نفترض أن موضوعها يتناول علاقة الشاعر بالمدينة.

القراءة التوجيهية

الايضاح اللغوي

  • رحابة: اتساع.
  • التل: جمع تلال: الربوة أو الأكمة أو الهضبة، المرتفع من الأرض قليلا.
  • جاش وجداني: اضطربت عواطفي.
  • لا يعي: لا يدرك، لا يفهم.

الفكرة المحورية للنص

إحساس الشاعر بالغربة والضياع في المدينة رغم رحابة ميادينها ..

القراءة التحليلية للنص

المستوى الدالي

الألفاظ والعبارات الدالة على الحزن والمعاناة
  • معجم المكان والزمان: مدينتي – انتصاف الليل – الميدان – تل – الدروب – اليوم …
  • معجم الحزن والغربة: وريقة في الريح دارت – ضاعت في الدروب – ظل يذوب – ممل – دست على شعاعه – جاش وجداني – طردت اليوم من غرفتي – صرت ضائعا بدون اسم …
أفعال القصيدة
  • أفعال ماضية: دار – حط – ضاع – داس – سر – جاش – بدا – طرد – سكت – صار.
  • أفعال مضارعة: تبنى – تختفي – يذوب – يمتد – يعي …

ملاحظة: نسجل هيمنة الأفعال الماضية على الأفعال المضارعة في القصيدة مع غياب الفعل الأمر وهذا يوحي بـأن الشاعر يسرد أحداثا وقعت في الماضي وانعكست سلبا على نفسيته في زمن الحاضر.

المستوى الدلالي

أحداث القصة التي تحكيها القصيدة
المقطع حيزها داخل القصيدة المضامين
[1] من السطر 1 إلى 12 وصف المدينة بمساحتها الشاسعة، وما يعانيه الشاعر من حزن وكآبة وتشرد.
[2] من السطر 13 إلى 19 تفاقم مشكلة الشاعر بسبب طرده من غرفته، وجهل الحارس لحكايته.
عناصر السرد في القصيدة
  • الشخصيات: الحارس – الشاعر
  • الزمن: انتصاف الليل – اليوم
  • المكان: المدينة – الميدان – الدروب – الغرفة

المستوى التداولي

ملامح البناء الدائري / الحلزوني في القصيدة

يدل هذا النوع من البناء (كما تمت الإشارة سابقا) على خيبة الأمل التي يشعر بها الشاعر، وعجزه عن إيجاد حل لمشكلته، فكل خطوة يقوم بها في سبيل الخروج من قوقعة مشكلته فهي خطوة من وإلى هذه القوقعة، لذلك سرعان ما يجد الشاعر نفسه في نفس المكان فتكون البداية هي نفسها النهاية، وتجدر الإشارة إلى أن القصيدة في كليتها عبارة عن دائرة كبرى تبدأ وتنتهي بنفس العبارة (هذا أنا وهذه مدينتي)، وتتخللها دوائر صغرى نوضحها من خلال الأمثلة التالية:

  • ظل يذوب يمتد ظل: نلاحظ هنا تكرارا للفظة (ظل) في بداية ونهاية السطر، ومن خلال هذا التكرار تم التقريب بين الفعلين (يذوب + يمتد) للدلالة على انتقال انسيابي بين مرحلتين متواليتين هما لحظة ذوبان الظل ولحظة امتداده، وهو انتقال ما كان ليحدث بهذا الشكل الانسيابي لو أن الشاعر قال مثلا: (ظل يذوب ظل يمتد).
  • بدأته ثم سكت: سكوت الشاعر بعد بدء الكلام دليل على عودته إلى لحظة ما قبل البدء بالكلام حيث كان ساكتا، مما يجعل البداية هي نفسها النهاية، ومن خلال ذلك يتضح النظام الدائري للقصيدة مرة أخرى.
  • من أنت يا … من أنت: عبارة من أنت رددها الحارس مرتين: في بداية السطر ونهايته، ويبدو أن لسانه سبقه إلى النطق بأداة الاستفهام قبل التفكير في المنادى الذي يخاطبه من يكون ؟ وما اسمه ؟ مما جعله يكون في مأزق وموقف محرج لم يخرج منه إلا بالاستدارة والرجوع إلى عبارة البداية (من أنت).
الخصائص البلاغية

على مستوى الأسلوب، فالقصيدة غنية بالصور الشعرية والخصائص الفنية التي وظفها الشاعر بشكل مبدع مما جعلها تخدم المضمون وتضفي لمسة جمالية على القصيدة، ومن أمثلتها:

  • التكرار: تكررت في القصيدة اللازمة الشعرية (هذا أنا … هذه مدينة)، وقد جاء تكرارها في أول القصيدة وآخرها وهذا التكرار يؤكد لنا العلاقة القائمة بين الشاعر والمدينة التي يقطن بها.
  • التشبيه: وظف الشاعر التشبيه في القصيدة فشبه نفسه بالوريقة في الربيع، فقال: (وريقة في ريح دارت ثم حطت ثم ضاعت في دروب)، كما شبهها بالظل في امتداده واختفائه، فقال: (ظل يذوب … يمتد الظل)، ودلالة هذه التشبيهات توحي بالضياع والحزن والغربة في خضم صراع الشاعر مع أجواء المدينة.
  • المجاز: وأمثلته: ظل يذوب – عين مصباح – قضو لي – ممل – صرت ضائعا …
  • التضاد: وأمثلته: تبين/تختفي – يذوب/يمتد – دارت/حطت.
  • الكناية: ومثالها قول الشاعر (صرت ضائعا بدون اسم) وهذا المعنى كناية على الضياع والغربة.
  • الطباق: وأمثلته: تبين ≠ تختفي – يذوب ≠ يمت.

القراءة التركيبية

يصور الشاعر في هذه القصيدة علاقة الصراع بينه وبين المدينة التي يقيم بها، وقد تبدت له الأمكنة والأشياء التي تربطه بهذا القضاء في صور تبعث على الحزن والغربة والضياع، ويبقى توظيف تيمة المدينة في الشعر، خاصة خلال هذه المرحلة من حياة الشاعر إضافة نوعية تعكس الحالة النفسية التي تولد من رحم علاقة الصراع والتوتر بين الشاعر (الإنسان) والمدينة (بيئة الإنسان).

Ads
Ads Ads Ads Ads
Ads