Ads Ads Ads Ads

الموسيقية العمياء (نص شعري) – المجال الفني والثقافي – اللغة العربية – السنة الثالثة إعدادي

المستوى: السنة الثالثة اعدادي

المادة :اللغة العربية ( المجال الفني والثقافي )

عنوان الدرس : الموسيقية العمياء (نص شعري)

النص القرائي

إذا مـــا طاف بالأرض  ۩۩۩  شعاع الكوكب الفضّي إذا ما أنت الرّيــــــح  ۩۩۩  وجاش البرق بالومض إذا ما فتّح الفجــــــر  ۩۩۩  عيون النّرجـس الغضّ بكيت لزهرة تبــــكي  ۩۩۩  بدمع غير مــــرفضّ زواها الدّهر لم تستــعد  ۩۩۩  من الإشراق باللّــمح على جفنين ظمآنيــــــ  ۩۩۩  ـن للأنداء والصّــبح أمهد النّور: ما للّيــــــ  ۩۩۩  ـل قد لفّك في جــنح؟ أضئ في خاطر الدّنيـــا  ۩۩۩  ووراء سناك في جـرحي! إذا ما أقبل اللّــــــيل  ۩۩۩  وشاع الصّمت في الوادي خذي القيثار واستوحي  ۩۩۩  شجون سحابة الغــادي وهزّي النّجم إشفـــاقا  ۩۩۩  لنجــــــم غيـــر وقّاد لعلّ اللّحن يـــستدني  ۩۩۩  شعاع الرّحمة الهــــادي! إذا ما سقسق العصفو  ۩۩۩  ر في اعــــشاشه الغــنّ وشــقّ الرّوض بالألحا  ۩۩۩  ن من غصــن إلى غصن أتتك خواطري الصدّا  ۩۩۩  حة الرفّافة اللـــــــّحن تغنيك بأشـــــعاري  ۩۩۩  وترعى عالــــم الحسـن! إذا ما ذابت الأنـــدا  ۩۩۩  ء فوق الورق النّـــــــضر وصب الطر في الأكما  ۩۩۩  م إبريق من التـــــــــبر دعوت عرائس الأحلا  ۩۩۩  م من عالمها السّــــحري تذيب اللّحن في جفنيـ  ۩۩۩  ـك والأشجان في صدري! علي محمود طه، ديوانه، ص 175

عتبة القراءة

ملاحظة مؤشرات النص الخارجية

صاحب النص (علي محمود طه)

ولد علي محمود طه عام 1901م بمدينة المنصورة، وقضى معظم شبابه فيها، بدأ رحلته التعليمية بالالتحاق بالكتاب كغيره من أبناء جيله، ثم انتقل إلى مدرسة الفنون والصناعات التطبيقية، وتخرج فيها مهندسا معماريا عام 1924م ليعمل مهندسا لسنوات طويلة، عين آخر الامر وكيلا لدار الكتب، وقد توفي علي محمود طه عام 1949م، ومن مؤلفاته: الملاح التائه – ميلاد الشاعر – الوحي الخالد – ليالي الملاح التائه – أرواح وأشباح.

مصدر النص

النص مقتطف من ديوان علي محمود طه، ص: 175 – 180.

مجال النص

النص ينتمي إلى المجال الفني الثقافي.

نوعية النص

قصيدة شعرية عمودية ذات بعد فني / ثقافي.

العنوان (الموسيقية العمياء)
  • تركيبيا: مركب وصفي كيت نم ون موصوف (الموسيقية) وصفة (العمياء).
  • معجميا: ينتمي إلى المجال الفني الثقافي.
  • دلاليا: يدل على وضعية اجتماعية (موسيقية) ووضعية صحية (عمياء).
بداية النص ونهايته
  • بداية النص: تبتدئ أبيات المقطع الأول بأداة الشرط (إذا)، وتشتمل على ألفاظ تحمل معاني مناقضة للعنوان تدل على الإبصار والرؤية والنور، مثل: (الومض – البرق – الفجر…)، ففي الوقت الذي نتوقع فيه وصفا للموسيقية العمياء نجد أن الشاعر استهل قصيدته بألفاظ تنقلنا من العمى إلى الإبصار ليعبر من خلال ذلك عن مفارقة محزنة ومؤثرة، وهي: عمى الموسيقية وإبصار عناصر الطبيعة (الفجر – النرجس – الريح …).
  • نهاية النص: تنسجم مع العنوان في لفظة “اللحن” التي وردت في البيت الأخير من القصيدة لأنهما ينتميان معا إلى المجال الموسيقي، كما تشير هذه النهاية إلى تمني الشاعر زوال أحزان الموسيقية العمياء.

بناء فرضية القراءة

بناء على مؤشرات العنوان وبداية النص ونهايته، نفترض أن موضوعه يتناول وصف الموسيقية العمياء والحزن عليها والتأثر لحالها.

القراءة التوجيهية

الايضاح اللغوي

  • أنت الريح: أصدرت صوتا من الألم.
  • جاش: تحرك واضطرب.

الفكرة المحورية للنص

وصف الموسيقية العمياء والحزن عليها والتأثر لحالها ..

القراءة التحليلية للنص

الأفكار الأساسية

  • المقطع [1]: بكاء الشاعر لحال الموسيقية العمياء، ومقارنتها بعناصر الطبيعة التي تنعم بالنور الذي تفقده الموسيقية العمياء.
  • المقطع [2]: وصف الشاعر معاناة الموسيقية العمياء وتأثره لحالها.
  • المقطع [3]: دعوة الشاعر الموسيقية العمياء إلى الاستئناس بمواهبها الفنية للتخفيف من معاناتها.
  • المقطع [4]: تعاطف الشاعر مع الموسيقية العمياء، وإشفاقه عليها.
  • المقطع [5]: الدعاء والحلم بزوال معاناة الموسيقية العمياء.

الحقول الدلالية

  • الألفاظ والعبارات الدالة على الطبيعة: الفجر – الزهر – الريح – البرق – الصبح – النور – سناك – الليل – سحابه – النجم – العصفور – الروض – غصن – الورق النضر …
  • الألفاظ والعبارات الدالة على المعاناة: بكيت – الدمع – إشفاقا – لم تسعد – زواها الدهر – أشجان – الصمت – جرحي – الأشجان …

الخصائص الفنية

  • أسلوب الشرط: وظيفته تقريب الفعل وجوابه أي الجمع بين الفعل ورد الفعل، ومثاله من المقطع الأول: ما إذا فتح الفجر … بكيت …
  • أنسنة الطبيعة: أي إضفاء صفات إنسانية على الطبيعة لجعلها تتأثر لحال الموسيقية وتتعاطف معها، ومثال الأنسنة داخل النص: (أنت الريح … – فتح الفجر عيون النرجس الغض …).
  • الطباق: ووظيفته في النص المقارنة بين الموسيقية العمياء وعناصر الطبيعة التي تبصر وتنعم بالنور، ومثاله: النور / الليل.
  • تنويع حرف الروي: تغير حرف الروي من مقطع لآخر يدل على تغير في مشاعر التأثر والحزن والإشفاق على الموسيقية العمياء.

حكاية الثعلب والغراب – المجال الفني والثقافي – اللغة العربية – السنة الثالثة إعدادي

المستوى: السنة الثالثة اعدادي

المادة :اللغة العربية ( المجال الفني والثقافي )

عنوان الدرس : حكاية الثعلب والغراب

النص القرائي

قالت شهرزاد: «بلغني أيها الملك السعيد أن ثعلبًا سكن في بيت من الجبل وكان كلما ولد ولدًا وأشتد ولده أكله من الجوع وإن لم يأكل ولده وخلاه عنده وقعد يحفظه ويحرسه مات من الجوع وأضر به ذلك. وكان يأوي إلى ذروة ذلك الجبل غراب، فقال الثعلب في نفسه أريد أن أعقد بيني وبين هذا الغراب مودة وأجعله لي مؤنسًا على الوحدة، ومعاونًا لي على طلب الرزق، لأنه يقدر من ذلك على مالا أقدر عليه». فدنا الثعلب من الغراب حتى صار قريبًا منه بحيث يسمع كلامه، فسلم عليه ثم قال له: «يا جاري، إن للجار المسلم على الجار المسلم حقين حق الجيرة  وحق الإسلام. واعلم يا خليلي بأنك جاري ولك علي حق يجب قضاؤه وخصوصًا مع طول المجاورة، وإن في صدري وديعة من محبتك دعتني إلى ملاطفتك وبعثتني على التماس أخوتك، فما عندك من الجواب؟» فقال الغراب للثعلب إن خير القول أصدقه وربما تتحدث في لسانك بما ليس في قلبك، وأخشى أن تكون أخوتك باللسان ظاهرًا وعداوتك في القلب باطنا، لأنك آكل وأنا مأكول فما الذي دعاك إلى طلب مالا تدرك وإرادة مالا يكون وأنت من جنس الوحوش وأنا من جنس الطير؟ هذه الأخوة لا تتم ولا تصح». فقال له الثعلب: «قد أحببت قربك، واخترت الأنس بك ليكون بعضنا عونًا لبعض على أغراضنا ويعقب مودتنا النجاح. وعندي حكايات في حسن الصداقة إن أردت أن أحكيها حكيتها». اسمع يا خليلي: «زعموا أن فأرة كانت في بيت رجل من التجار عظيم التجارة كثير المال، فآوى البرغوث ليلة إلى فراش التاجر فوجد له بدنًا ناعمًا، وكان البرغوث عطشان فشرب من دمه، فوجد التاجر من البرغوث ألمًا، فاستيقظ من النوم  فجلس قاعدًا ونادى لجواريه وبعض أتباعه، فأسرعوا إليه وشمروا عن أيديهم يطوفون على البرغوث  فلما أحس البرغوث بالطلب ولى هاربًا، فصادف جحر الفأرة فدخله فلما رأته الفأرة قالت له: «ما الذي أدخلك علي ولست من جوهري ولا من جنسي ولست بآمن من الغلظة عليك ولا المنازعة إليك ولا مضارتك؟». فقال لها البرغوث: «إني هربت إلى منزلك وفزت بنفسي من القتل وأتيتك مستجيرًا بك ولا طمع لي في بيتك.  وإني أرجو أن أكافئك على إحسانك». فلما سمعت الفأرة كلام البرغوث قالت: «إذا كان الكلام علي ما رسمت وأخبرت فاطمئن هنا وما عليك إلا مطر السلامة، ولا تجد إلا ما يسرك ولا يصيبك إلا ما يصيبني، وقد بذلت لك مودتي ولا تندم على ما فاتك من دم التاجر، ولا تأسف على قوتك منه، وارض بما تيسر لك». فلما سمع البرغوث كلام الفأرة قال: «يا أختي قد سمعت وصيتك وأنا منقاد إلى طاعتك ولا قوة لي على مخالفتك إلى أن ينقضي العمر بتلك النية الحسنة». فقالت له الفأرة: «كفى بصدق المودة صلاح النية»، فاتصل الود وانعقد  بينهما. وكان البرغوث بعد ذلك يأوي إلى فراش التاجر ولا يتجاوز بلغته ويأوي بالنهار مع الفأرة في مسكنها. فاتفق أن التاجر جاء ليلة إلى منزله بدنانير كثيرة فجعل يقلبها، فلما سمعت الفأرة صوت الدنانير أطلعت رأسها من جحرها وجعلت تنظر إليها حتى وضعها التاجر تحت وسادة ونام فقالت الفأرة للبرغوث: «أما ترى الفرصة والحظ العظيم؟ فهل عندك حيلة توصلنا إلى بلوغ الغرض من تلك الدنانير؟» فقال البرغوث: إنه لا يحسن لمن طلب الغرض إلا أن يكون قادرا عليه، فإن كان ضعيفا عنه وقع فيما يحذره ولم يدرك مراده مع الضعف، وإن استحكمت قوة المحتال، كالعصفور الذي يلتقط الحب فيقع في الشبكة يقتنصه صائده، وليس لك قوة على أخذ الدنانير ولا على إخراجها من البيت، وأنا لا طاقة لي على ذلك، بل ولا أقدر على حمل دينار واحد منها، فأنت وشأنك بالدنانير فقالت: «إني أعددت في جحري هذا سبعين منفذا أخرج منها إذا طلبت الخروج ، وأعددت للذخائر موضعا حريزا، وإذا تحيلت أنت وأخرجته من البيت فلست أشك في الظفر إن ساعدني القدر». فقال لها البرغوث: «قد التزمت بإخراجه من البيت» ثم انطلق البرغوث إلى فراش التاجر ولدغه لدغة مفزعة لم يكن تقدم للتاجر مثلها و تنحى البرغوث إلى موضع يأمن فيه على نفسه من التاجر، فانتبه التاجر يطلبه فلم يجده، فرقد على جنبه الآخر فلدغه البرغوث لدغة أشد من الأولى، فقلق التاجر وفارق مضجعه إلى مصطبة على باب داره فنام هناك ولم ينتبه إلى الصباح، ثم إن الفأرة أقبلت على نقل الدنانير حتى لم تترك منها شيئًا فلما أصبح الصباح صار التاجر يتهم الناس ويظن بهم الظنون. ألف ليلة وليلة، دار صادر، 1999.

عتبة القراءة

ملاحظة مؤشرات النص الخارجية

مصدر النص

النص من كتاب «ألف ليلة وليلة»، دار صادر، ج 1، 1999

مجال النص

النص ينتمي إلى المجال الفني الثقافي.

نوعية النص

نص حكائي ذو بعد فني/ ثقافي.

العنوان (حكاية الثعلب والغراب)

يتكون العنوان من أربع كلمات تكون فيما بينها مركبين: الأول إضافي (حكاية الثعلب) والثاني عطفي (الثعلب والغراب)، ويتضمن مؤشرا يدل على نوعية النص (حكاية)، وآخر يدل على علاقة بين الثعلب والغراب (واو العطف).

بداية النص ونهايته
  • بداية النص: تشير إلى السارد (شهرزاد) والمسرود له (الملك شهريار)، ونلاحظ فيها تكرار لفظة من ألفاظ العنوان (الثعلب) مما يدل على أهميته في الحكاية.
  • نهاية النص: لم يتكرر فيها العنوان، حيث نتفاجأ بوجود شخصيتين أخريين غير الثعلب والغراب، وهما الفأرة والغراب، كما تشير هذه النهاية إلى حدث عجيب ينسجم مع خصائص الحكاية العجيبة، وهو: نقل الفأرة للدنانير.

بناء فرضية القراءة

بناء على مؤشرات العنوان وبداية النص ونهايته، نفترض أن موضوعه حكاية الثعلب والغراب وما دار بينهما من حديث.

القراءة التوجيهية

الايضاح اللغوي

  • ذروة: ذروة الشيء: قمته.
  • خليلي: الخليل: الصديق المخلص.
  • مستجيرا: مستغيثا.

الفكرة المحورية للنص

محاولة الثعلب إقناع الغراب بمصادقته ..

القراءة التحليلية للنص

أحداث الحكاية

الحكاية السارد المسرود له العقدة الحل
الأولى شهرزاد شهريار أكل الثعلب لأولاده من الجوع. تردد الغراب في قبول صداقة الثعلب وحذره في ذلك. التماس مصادقة الغراب ليعينه على طلب الرزق والامتناع بالتالي عن أكل أولاده ضرب الثعلب مثالا في الصداقة بين البرغوث والفأرة لإقناع الغراب.
الثانية الثعلب الغراب مطاردة البرغوث رغبة في قتله، وغضب الفأرة منه بعد دخوله إلى جحرها. رغبة الفأرة في أخذ دنانير التاجر وعدم قدرتها على الوصول إليها لوحدها. تبرير البرغوث سبب دخوله إلى جحر الفأرة، واعتذراه منها وابداؤه رغبة في رد الجميل إليها. الاستنجاد بالبرغوث الذي لدغ التاجر وأبعده عن بيته ليعطي بذلك فرصة للفأرة لتنقل الدنانير إلى جحرها.

الشخصيات وأوصافها

  • الثعلب: ماكر وباحث عن مصلحته الشخصية.
  • الغراب: الحيطة والحذر.
  • البرغوث: الضعف ورد الجميل.
  • الفأرة: مباذلة للمودة ومشفقة على البرغوث.

القراءة التركيبية

رغم أن النص يتضمن حكايتين، إلا أن القاسم المشترك بينهما هو موضوع الصداقة وما يرتبط بها من معاني المودة والإخلاص والوفاء والثقة، حيث بدا الثعلب في الحكاية الأولى متحمسا لمصادقة الغراب حتى يعينه على تنفيذ أغراضه ومصالحه الشخصية، غير أن الغراب أبدى حيطة وحذرا من هذا الكائن الذي طالما عرف بمكره وخداعه ولم يصدق أن هذا النوع من الصداقة ممكنة، وهذا ما جعل الثعلب يروي له حكاية أخرى أعطى من خلالها دليلا على إمكانية الصداقة بين الكائنات التي تنتمي إلى أجناس مختلفة.

  • فهل كان الثعلب صادقا في طلبه؟
  • وهل كانت حكايته مقنعة بدرجة تدفع الغراب إلى قبول صداقته؟

من الواضح أن الثعلب يطلب المستحيل واللاممكن، فالمنطق لا يقبل هذا النوع من الصداقة، ولعل الحكاية الثانية مجرد حيلة وخدعة من الثعلب الماكر للإيقاع بالغراب، والدليل على ذلك يتضح عندما نقارن بين طالب الصداقة والمطلوبة منه في الحكايتين معا:

  • في الحكاية الأولى يبدو طالب الصداقة (الثعلب) في موقف أقوى من المطلوبة منه (الغراب).
  • في الحكاية الثانية يبدو طالب الصداقة (البرغوث) في موقف أضعف من المطلوبة منه (الفأرة).

فإذا كانت الصداقة ممكنة في الحكاية الثانية لأن الفأرة (الطرف المطلوب منه الصداقة) تتواجد في موقف قوة، ولن تخسر شيئا من هذه الصداقة، فإن الصداقة في الحكاية الأولى تبدو مستحيلة لأن الغراب (الطرف المطلوب منه الصداقة) يتواجد في موقف ضعف، وقد يغامر بحياته إن هو قبل بهذا النوع من الصداقة.

السينما والصورة الفوتوغرافية – المجال الفني والثقافي – اللغة العربية – السنة الثالثة إعدادي

المستوى: السنة الثالثة اعدادي

المادة :اللغة العربية ( المجال الفني والثقافي )

عنوان الدرس السينما والصورة الفوتوغرافية

النص القرائي

الصورة تعبير بصري وإبداع يتخذ التخيل والحكي سبيلا لترجمة أفكار ومعان مستمدة من التربية الثقافية التي تتحرك فيها السينما. من هنا كانت الصورة دائما متعددة وجامعة، تختزن أشياء كثيرة، ومن ثم دلالات كثيرة. والتجذر الثقافي للصورة يجعلها إطارا لتأويلات مختلفة لأنها، بسبب بعدها التواصلي وتعدد معانيها مادة يسهم المتلقي في تحديد معناها وقيمتها. لذلك فالصورة التي يدركها المتلقي الأمريكي ليست هي الصورة التي يتفاعل معها الإنسان العربي أو الأفريقي. فقراءتها تتأثر بانتماء المشاهد اجتماعيا وثقافيا. مسألة تلقي الصورة استوجبت إضافة عنصر آخر يمنح معناها مزيدا من القوة في التعبير والتأثير، سواء كان كلاما (حوارا أو تعليقا…) أو كتابة داخل إطار الصورة. حاجة الصورة لهذا العنصر المقوي لا تعني ضعف الصورة بقدر ما يكسبها هذا العنصر الإضافي القدرة على التغلغل والتجذر في المجتمع والثقافة، أو توجيه المتلقي إلى معنى من المعاني التي تحملها. ولا تختلف الصورة السينمائية عن الصورة الفوتوغرافية في كون هذه الأخيرة لا تتحرك فحسب، بل إن إدراكها ورؤييتها والعلاقة معها تستدعي فهما مختلفا. فما تعمل الصورة الفوتوغرافية على إعادة إنتاجه، بشكل لا متناه، حصل في واقع الأمر مرة واحدة. إنها تكرر آليا ما لا يمكن تكراره وجوديا، والحدث فيها لا يحيل على شيء آخر. وبينما تكون الصورة السينمائية منزاحة على الدوام ومنطلقها مبني على التكون المتحرك، نجد الصورة الفوتوغرافية تعبر عن شيء انتهى، لأن ثبات هذه الصورة هو نتيجة التباس بين مفهومين: الواقعي والحي. فهي حين تشهد أن الموضوع كان واقعيا، فإنها تحث، خلسة، على الاعتقاد بأنه حي. إن الفارق بين الصورة السينمائية والفوتوغرافية غني بالمعاني، ويعبر عن اختلاف في النظر والإحساس والفهم والإحالة. فالصورة الفوتوغرافية يمكن أن أتأمل فيها ما شئت من الوقت، بكل ما تستحضره من ذكرى وإحالة ومقايسة، أما الشريط السينمائي فهو صور مسترسلة، منزاحة ومتسلسلة. فبمجرد ما أغمض أنا المشاهد عيني يتغير العالم البصري التخيلي أمامي. والسينما حين تكثف أربعا وعشرين صورة في الثانية، فإنها في الواقع تصوغ أكثر من أربع وعشرين حقيقة في الفترة الزمنية نفسها، وعلى اعتبار أن الصورة تتضمن أكثر من دلالة، وتختزن أكثر من حقيقة. نور الدين أفاية، “السينما، الكتابة والهوية”، مجلة الوحدة.

عتبة القراءة

ملاحظة مؤشرات النص الخارجية

نوعية النص

مقالة تفسيرية ذات بعد فني ثقافي.

مجال النص

النص ينتمي إلى المجال الفني / الثقافي.

الصورتان المرفقتان

تنسجمان مع العنوان، لأن إحداهما تمثل الكاميرا التي تستخدم في السينما، والأخرى تمثل آلة التصوير التي تستخدم في التقاط الصور الفوتوغرافية.

العنوان (السينما والصورة الفوتوغرافية)
  • تركيبيا: يتكون العنوان من أربع كلمات تكون فيما بينها مركبين: الأول عطفي (السينما والصورة) والثاني وصفي (الصورة الفوتوغرافية).
  • دلاليا: يفترض أن يقارن الكاتب بين السينما والصورة الفوتوغرافية.
بداية النص ونهايته
  • بداية النص: تشير إلى تعريف الصورة (تعبير بصري) وعلاقتها بالسينما.
  • نهاية النص: يواصل فيها الكاتب مقارنته بين السينما والصورة.

بناء فرضية القراءة

بناء على القراءة الاولية للنص نفترض أن موضوعها يتناول موضوع السينما والصورة الفوتوغرافية.

القراءة التوجيهية

الايضاح اللغوي

  • ترجمة الأفكار: شرحها ونقلها بشكل واضح.
  • التجذر الثقافي: العمق والأصل الثقافيان.
  • الالتباس: التداخل المؤدي إلى الإشكال.
  • خلسة: خفية.

الفكرة المحورية للنص

مقارنة الكاتب بين السينما والصورة، وإبراز مميزات كل منهما ..

القراءة التحليلية للنص

الأفكار الأساسية

  • التعريف بالصورة ودور المتلقي في إعادة الحياة إليها وإبراز دلالاتها.
  • دور الكتابة أو التعليق المرفق بالصورة في توجيه قراءتها وإغناء دلالتها.
  • مقارنة الكاتب بين الصورة والسينما من حيث الحركية والثبات، والخيال والواقع.

خصائص الصورة الفوتوغرافية والصورة السينمائية

خصائص الصورة الفوتوغرافية
  • ثابتة.
  • تابثة ونهائية.
  • قابلة للتأمل والإحالة والمقايسة.
خصائص الصورة السينمائية
  • متحركة.
  • منزاحة ومتحركة.
  • متسلسلة بشكل لا يتيح فرصة للتأمل والإحالة والمقايسة.

القراءة التركيبية

يعالج النص موضوعا فنيا يقارن من خلاله الكاتب بين السينما بوصفها إبداعا متحركا والصورة الفوتوغرافية بوصفها إبداعا ثابتا، حيث ذكر مميزات وخصائص كل منهما وأوجه التشابه والاختلاف بينهما. أما على مستوى الأسلوب يبدو أن النص ذو طبيعة نقدية فنية تظهر فيه ملامح إصدار حكم قيمة مما جعله غنيا بالمصطلحات الأدبية والنقدية مثل: التخيل – الحكي – الصورة – منزاحة – الانزياح – الواقعي والحي – الإحالة …

Ads
Ads Ads Ads Ads
Ads