Ads Ads Ads Ads

الولايات المتحدة الأمريكية قوة عالمية – مادة الجغرافيا – السنة الثالثة اعدادي

المستوى: السنة الثالثة اعدادي

المادة : الاجتماعيات (مادة الجغرافيا)

عنوان الدرس : الولايات المتحدة الأمريكية قوة عالمية

تقديم إشكالي

تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية قوة عالمية بفعل تكامل مجموعة من العوامل الطبيعية والبشرية والتنظيمية، مما جعلها تهيمن على العالم في مجالات عدة.

  • فما هي مظاهر هذه القوة؟
  • وما هي العوامل المفسرة لها؟
  • وما هي المشاكل التي يعاني منها هذا البلد؟

تمثل الولايات المتحدة الأمريكية قوة عالمية في عدة مجالات

المجال الاقتصادي

تتوفر الولايات المتحدة الأمريكية على اقتصاد قوي ومتوازن حيث تسيطر مؤسساتها الاقتصادية على ثلث المقاولات العالمية الضخمة (شركات متعددة الجنسية)، وتحقق نصف أرباحها، كما يمثل الدولار عاملا من عوامل قوة الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يستعمل في نصف مبادلات العالم، وكون مجموعة من الدول تستعمله كاحتياطي استراتيجي من العملة الصعبة.

المجال العسكري

تعد الولايات المتحدة الأمريكية قوة عسكرية كبر في ى العالم، حيث تتوفر على أساطيل بحرية، وجيش مجهز بأحدث التجهيزات والتقنيات العسكرية، كما ترتبط مع العديد من الدول بتحالفات كحلف الشمال الأطلسي (الناتو)، مما يفسر انتشار قواعدها في عدة مناطق من العالم والتدخل في الشؤون الداخلية لبعض الدول كأفغانستان والعراق …

المجال الثقافي

تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية المنتج الأول عالميا بنسبة %75 من حيث الإنتاج الثقافي السمعي البصري من صور وأفلام وأشرطة وثائقية ولقطات إخبارية واشهارية …

المجال المعلوماتي

تحتل الولايات المتحدة الأمريكية الصدارة من حيث إنتاج واستهلاك المعلوميات في العالم، وذلك بإنتاج حوالي %61.5 واستهلاك %49.6 من مجموع ما يستهلكه العالم بأسره.

المجال التكنولوجي

تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية رائدة في مجال الصناعات الفضائية من أقمار صناعية ومركبات فضائية وصواريخ وأجهزة الاتصال، حيث تعتبر الناسا المؤسسة المسؤولة عن ذلك.

تتوفر الولايات المتحدة الأمريكية على مؤهلات طبيعية وبشرية وتنظيمية تجعلها قوة عالمية

المؤهلات الطبيعية

تتمثل أساساٌ في الموقع الجغرافي الجيد بين محيطين، وشساعة مساحة البلاد (9،6 مليون كلم مربع)، بالإضافة إلى التضاريس، فالوحدات التضاريسية بالولايات المتحدة الأمريكية تنقسم إلى:

  • الجبال: وأهمها جبال الروكي غربا (سلاسل حديثة ومرتفعة)، وجبال الأبلاش شرقا (كتل قديمة قليلة الارتفاع).
  • السهول الكبرى: يطغى عليها طابع الانبساط، وتحتل مساحات شاسعة، وتتميز بخصوبة تربتها.
المناخ

تتميز الولايات المتحدة الأمريكية بتنوع مناخها، حيث نجد سيادة المناخ القاري بالمناطق الشرقية، ومناخ جاف في الغرب ثم مناخ شبه مداري في الجنوب.

الثروات الباطنية

تختزن أراضي الولايات المتحدة الأمريكية ثروات باطنية هائلة من مصادر للطاقة كالفحم (الرتبة الأولى عالميا)، والبترول والغاز الطبيعي (الرتبة الثالثة عالميا)، كما تتوفر على معادن كالحديد والنحاس والذهب والفوسفاط والكبريت.

المؤهلات البشرية

تتوفر الولايات المتحدة الأمريكية على تكتل سكاني ضخم وهام قدر بحوالي 281.5 مليون نسمة سنة 2001م، مكونة من أجناس مختلفة، وتتميز بارتفاع ساكنتها النشيطة بنسبة %66، وارتفاع متوسط الدخل الفردي، ويقطن أغلب السكان بالمناطق الحضرية بنسبة %87، وتساهم هذه الساكنة في قوة الاقتصاد الأمريكي كيد عاملة ماهرة ومؤهلة، وكطاقة استهلاكية كبيرة نظرا لارتفاع الأجور، يضاف إلى ذلك ارتفاع مستوى التأهيل والتكوين التكنولوجي والخبرة.

المؤهلات التنظيمية

تعتمد الولايات المتحدة الأمريكية على فعالية النظامين: السياسي الفدرالي المرتكز على الديمقراطية، والاقتصادي الرأسمالي الليبرالي المعتمد على حرية المبادرة والمنافسة والاستثمار، بالإضافة إلى تعدد المتدخلين في وضع السياسة الاقتصادية للبلد، من سلطات فيدرالية، وجامعات وجماعات ضاغطة (اللوبيات)، ومجموعات التخطيط، والنقابات، والمقاولات الصناعية، والمؤسسات المالية، ووسائل الإعلام …

المؤهلات العسكرية

وتتلخص في عدد الجيوش الأمريكية (أكثر من 7 مليون جندي)، مجهز بأحدث التجهيزات والتقنيات العسكرية، وهيمنة أساطيلها براٌ وبحراٌ وجواٌ، والتي يتم تسخيرها في خدمة الاقتصاد بشكل خفي.

يتميز اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية بقوة قطاعاته: الفلاحة، الصناعة، التجارة والخدمات

ترتكز قوة النشاط الفلاحي بالولايات المتحدة الأمريكية على عدة عوامل

تساهم الظروف الطبيعية الملائمة (سهول خصبة ومناخ متنوع) في تطور الفلاحة الأمريكية، والتي تستفيد من تقدم البحث العلمي، واستعمال وسائل وتقنيات حديثة، وارتفاع حجم الاستثمارات، وقوة الصناعة التحويلية، ووجود سوق استهلاكية هائلة (ارتفاع عدد السكان)، حيث تندمج الفلاحة مع القطاعين الثاني والثالث لتشكل قطاعا مركبا اقتصاديا يسمى “اكروبيزنس”، مما جعل الولايات الأمريكية تحتل مراتب متقدمة عالميا في إنتاج العديد من المنتجات الفلاحية الزراعية كالذرة (المرتبة الأولى عالميا)، والقمح والحوامض والقطن، والحيوانية كالأبقار والأغنام والخنازير، مما أهلها لتكون القوة الفلاحية الأولى في العالم.

تستفيد الصناعة الأمريكية من عدة عوامل

استفادت صناعة الولايات المتحدة الأمريكية من توفرها على ثروات باطنية (مصادر طاقة ومعادن)، ومن تطور البحث العلمي، ودعم الدولة والجامعات، وارتفاع الاستثمارات، وكفاءة اليد العملة، وهجرة الأدمغة إليها…، لتحتل مكانة عالمية جد متقدمة خاصة الصناعات العالية التكنولوجيا والدقيقة (السيلكيون)، مما جعل الصناعة الأمريكية تحتل مراتب متقدمة عالميا، كصناعة معلوميات الطائرات، وغزو الفضاء (نازا)، والتعدين والسيارات …

أدت قوة الإنتاج الاقتصادي إلى تقوية التجارة الأمريكية

يعتبر قطاع التجارة والخدمات قطاعا حيويا في اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يساهم ب %73.3 من نسبة التشغيل، وب %71.3 من الناتج الداخلي الخام، لاستفادته من ارتفاع حجم الإنتاج الفلاحي والصناعي وضخامة الاستثمارات، ووجود سوق استهلاكية واسعة وضخمة، وتطور وحدات وشبكة المواصلات …، وعلى الرغم أن من المنتجات الصناعية تهيمن على صادرات الولايات المتحدة الأمريكية، أن إلا ميزانها التجاري يعاني عجزا نظرا للتفاوت بين قيمة الواردات وقيمة الصادرات، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف التدخلات العسكرية، والمساعدات الاقتصادية في مناطق مختلفة من العالم.

تعاني الولايات المتحدة الأمريكية من مشاكل عدة

المشاكل الطبيعية

يعاني شرق الولايات المتحدة الأمريكية من خطر الأعاصير المدارية التي تضرب الأراضي الأمريكية سنويا، وفيضانات نهر الميسيسيبي، إضافة إلى الأمطار الحمضية والمجاري الملوثة الناجمة عن كثرة الصناعات، أما الجزء الغربي فيعاني من جفاف المناخ.

المشاكل الاقتصادية

وتتجلى في المنافسة الخارجية خصوصا من طرف اليابان والاتحاد الأوربي والصين في المجالات الصناعية والفلاحية والتجارية، مما ينجم عنه تضخم الإنتاج الصناعي والفلاحي، وبالتالي عجز الميزان التجاري الذي ارتفع من  8 مليار دولار سنة 1997 إلى 45 مليار دولار سنة 2003

المشاكل الاجتماعية

وتتجلى أساسا في مشكل البطالة الذي يعاني منه المجتمع الأمريكي (%5.2 من الساكنة النشيطة)، إضافة إلى ارتفاع نسبة الفقر خصوصا في الجنوب، حيث يعيش %13 من السكان تحت عتبة الفقر حيث يكثر السود، ومن جهة أخرى يعاني الهنود الحمر والسود من الميز العنصري.

المشاكل السياسية

تنجم عن استياء معظم شعوب العالم خصوصا الإسلامية من التدخل السياسي والعسكري للولايات المتحدة الأمريكية في الشؤون الداخلية لكثير من البلدان، بهدف حماية مصالحها الخارجية، والمصالح الإسرائيلية بمنطقة الشرق الأوسط.

خاتمة

تعد الولايات المتحدة الأمريكية القوة الأولى عالميا حيث تهيمن على العالم، رغم ذلك فاقتصادها يعاني مشاكل وصعوبات من بينها توالي الأزمات الاقتصادية والتي لازالت تحارب للتخلص من آخرها.

ملف حول المقاومة المغربية – مادة التاريخ – السنة الثالثة اعدادي

المستوى: السنة الثالثة اعدادي

المادة : الاجتماعيات (مادة التاريخ)

عنوان الدرس : ملف حول المقاومة المغربية 

تقديم إشكالي

واجه المغاربة التوغل الفرنسي والإسباني قبل توقيع معاهدة الحماية في 1912م، وبعدها استمرت مواجهة الاستعمار رغم تباين الإمكانيات بين الجانبين، وبدأت المرحلة الأولى من المقاومة المسلحة من 1912 إلى 1934م، تلتها فترة المقاومة السياسية التي تركز عملها على المطالبة بالإصلاحات فيما بين الحربين، ثم المطالبة بالاستقلال انطلاقا من 1944م، لكن رفض فرنسا للمطالب المغربية ونفي محمد الخامس في 1953 دفع المغاربة إلى مرحلة ثانية من النضال المسلح السري حتى تم تحقيق الاستقلال في 1956م.

تميزت المرحلة الأولى من المقاومة المسلحة بالمقاومة في الجنوب والأطلس المتوسط والريف

بعد توقيع مولاي عبد الحفيظ على معاهدة الحماية في 30 مارس 1912، استمرت المواجهة الشعبية للاستعمار. ولتهدئة الأوضاع، عزلت فرنسا السلطان في 13غشت، وسارعت لتعيين أخيه مولاي يوسف في اليوم التالي، قبل وصول أحمد الهيبة إلى مراكش (وصلها في  18غشت). وقامت فرنسا في نفس السنة بتحديد مناطق النفوذ مع إسبانيا، واستعمل المستعمرون الإسبان والفرنسيون أحدث الوسائل العسكرية لاحتلال المغرب، وجندوا أبناء المستعمرات، إضافة إلى الاعتماد على القواد الكبار المرتبطين بالاستعمار للتوغل في البلاد، ورغم ذلك واجه المستعمر مقاومة شديدة في الجنوب والأطلس المتوسط والريف.

المقاومة في الجنوب

تزعم المقاومة أحمد الهيبة بن ماء العينين، ففي 1912 خضعت له منطقة سوس، وسيطر أخوه على أكادير وتارودانت، وفي شهر غشت خضع له الجنوب المغربي باستثناء الموانئ وعبدة، وعبر الأطلس الكبير ووصل مراكش في 18غشت، ومنها خرج لمواجهة الفرنسيين في معركة سيدي بوعثمان في 7 شتنبر1912، لكنه انهزم لضعف عدد جنوده وعتادهم الحربي أمام القوات الفرنسية، وانسحب إلى الجنوب وتابع المقاومة حتى توفي سنة 1919، وتابع المقاومة أخوه مربيه ربه إلى 1934.

المقاومة في الأطلس المتوسط

لقي الفرنسيون مقاومة عنيفة من طرف القبائل بقيادة موحا أوحمو الزياني، وعندما احتل الفرنسيون مدينة اخنيفرة في 1914 شن المقاومون هجوما عنيفا وهزموا القوات الفرنسية في معركة الهري في نونبر 1914، لكن القوات الفرنسية استرجعت سيطرتها على المدينة، فاعتصم الزياني وأتباعه بالجبال إلى أن قتل في 1921.

المقاومة الريفية

بعد اغتيال محمد أمزيان في 1912 الذي تزعم المقاومة الريفية في بدايتها، وسيطرة الإسبان على الريف، ظهرت مقاومة منظمة تزعمها في البداية عبد الكريم الخطابي قاضي بني ورياغل، ثم بعده ابنه محمد بن عبد الكريم، الذي ربط كفاحه بكفاح الشعوب التي تخوض الحروب التحررية، واعتبر تحرير الريف مرحلة أولى لتحقيق استقلال المغرب، وحققت المقاومة الريفية انتصاراتها الأولى في جبل عريت وجبل إبران، لكن أهم انتصار حققته في معركة أنوال في يوليوز 1921 أمام القوات الإسبانية التي قادها الجنيرال سيلفستر. وفي 1924 لم يبق بيد الاسبان سوى العرائش وأصيلا وسبتة ومليلية، ونظم محمد بن عبد الكريم المناطق المحررة وفرض التجنيد الإجباري، فوجدت إسبانيا نفسها عاجزة عن احتلال الريف، فتحالفت مع فرنسا التي أصبحت تنظر بجدية لحركة الخطابي التي تهدد مصالحها، واستمرت المواجهات العسكرية ضد المستعمرين من  1924 إلى 1926، حيث سلم قائد الثورة الريفية نفسه للقوات الفرنسية، حقنا لدماء المسلمين، ونفي إلى جزيرة لاريينيون لمدة  20سنة، ثم استقر في مصر لمتابعة النضال السياسي.

واستمرت المقاومة في عدة مناطق إلى حدود 1934 حيث احتلت الجيوش الفرنسية والإسبانية ما تبقى من المناطق المغربية مثل تافيلالت، وجبل صاغرو بعد إخضاع قبائل أيت عطا، وكذلك منطقة درعة، والأطلس الكبير، والصغير، والمناطق الجنوبية الصحراوية، وفي نفس السنة عرفت المدن المغربية انطلاق الحركة الوطنية التي نهجت الأسلوب السياسي للتحاور مع الاستعمار.

تركز عمل الحركة الوطنية بالمغرب فيما بين الحربين على التنظيم السياسي والمطالبة بالإصلاحات

ظهور الحركة الوطنية

قاد الحركة الوطنية شباب ينتمي في معظمه إلى العائلات المتوسطة بالمدن، تلقى ثقافته إما على يد رواد السلفية بالمغرب، أو بالمدارس العصرية التي أحدثتها الإقامة العامة، وكذلك بالخارج، واستفاد هذا الشباب من تجربة المقاومة المسلحة، وتبنى فكرة القومية العربية التي دعا إليها شكيب أرسلان، وشكل المغاربة المضطهدون من طرف الاستعمار القاعدة التي ارتكزت عليها الحركة الوطنية، وأمام الوعي الثقافي والتأزم الاقتصادي، أصدرت سلطات الحماية الظهير البربري في 16ماي 1930، فقامت انتفاضة شعبية تطالب بإلغائه، فكان ذلك الحدث بداية للتنظيم السياسي والعمل الوطني، وتأسست الجرائد مثل المغرب الكبير بباريس 1932، وجريدة عمل الشعب بفاس 1933، تصدران بالفرنسية لأن سلطات الحماية منعت إصدار الجرائد العربية، وبدأ الاحتفال بعيد العرش في 18 نونبر 1933 لتوطيد الاتصال بين السلطان والحركة الوطنية.

المطالبة بالإصلاحات

في 1934 كون قادة الحركة الوطنية أول تنظيم سياسي باسم “كتلة العمل الوطني”، وطالبوا إدارة الحماية بتطبيق الإصلاحات التي نصت عليها معاهدة الحماية، وقدموا برنامجا تحت اسم “مطالب الشعب المغربي” ينص على إحداث حكومة مغربية تساعدها أجهزة منتخبة، وأن تقوم الحماية بدور المساعد والمراقب فقط، وبعد رفض هذه المطالب، قدمت الكتلة مطالب أخرى تحت اسم “المطالب المستعجلة للشعب المغربي”، واحتد الصراع بين قادة الحركة الوطنية والإقامة العامة، التي اعتقلت عددا منهم ومنعت الأحزاب والجرائد.

وفي 1937 انقسمت كتلة العمل الوطني وتأسست الحركة القومية برئاسة محمد بن الحسن الوزاني، والحركة الوطنية لتحقيق الإصلاحات بزعامة علال الفاسي، والتي سميت فيما بعد بالحزب الوطني، وفي منطقة النفوذ الإسباني أسس عبد الخالق الطريس حزب الإصلاح الوطني، وأسس المكي الناصري حزب الوحدة المغربية، واقتصرت برامج هذه التنظيمات السياسية فيما بين الحربين على المطالبة بالإصلاحات والمعارضة السياسية للاستعمار.

انتقل النضال الوطني في المغرب بعد الحرب العالمية الثانية من المطالبة بالإصلاحات إلى المطالبة بالاستقلال

استفادت الحركة الوطنية من الظروف الدولية

استفادت الحركة الوطنية من الظروف الدولية الجديدة كهزيمة فرنسا أمام النازية، ونزول قوات الحلفاء بالمغرب في 1942، ومؤتمر أنفا 1943 بين محمد الخامس وروزفلت وتشرشيل، وبرزت المطالبة بالاستقلال في تقديم “وثيقة المطالبة بالاستقلال” في 11 يناير 1944 من طرف قادة الحركة الوطنية إلى الإقامة العامة، أثار هذا الحدث الحماس الوطني، فقامت سلطات الحماية باضطهاد السكان واعتقال بعض زعماء الأحزاب الوطنية، التي اتخذت أسماء جديدة مثل الحزب الوطني الذي أصبح يحمل اسم حزب الاستقلال منذ 1944، وحزب الشورى والاستقلال الذي أسسه في 1946 أعضاء الحركة القومية، والحزب الشيوعي الذي نادى بالكفاح المسلح وحق تقرير المصير، وناضل العمال المغاربة في إطار “الاتحاد العام للنقابات المتحدة بالمغرب”، وقاموا بعدة إضرابات أشهرها إضراب عمال الفوسفاط بمناجم اخريبكة سنة 1948.

أسس محمد بن عبد الكريم الخطابي “لجنة تحرير المغرب العربي” في مصر بتنسيق مع قادة الحركات الوطنية بالمغرب العربي، وتجلى نضال السلطان محمد الخامس الذي يمثل القيادة العليا للحركة الوطنية في مطالبته الحكومة الفرنسية بوضع حد لنظام الحماية خلال رحلته إلى فرنسا سنة 1945، وفي رحلته إلى طنجة سنة 1947 حيث أكد في خطابه على وحدة المغرب الترابية تحت سلطة ملكه الشرعية، وأن مستقبل المغرب مرتبط بالإسلام والجامعة العربية التي تأسست في 1945، وفي سنة 1950 قدم السلطان مذكرة لفرنسا تهدف إلى تجاوز مشكلة الإصلاحات لتحقيق الاستقلال.

ثورة الملك والشعب وتحقيق الاستقلال

بعد فشل الإقامة العامة في فك الارتباط الحاصل بين السلطان والتنظيمات السياسية، استغلت في سنة 1952 فرصة قيام مظاهرات بالمدن المغربية احتجاجا على اغتيال الزعيم النقابي التونسي فرحات حشاد، لتقوم باعتقال الزعماء السياسيين ومنع الأحزاب والصحف، وأطلقت النار على المتظاهرين، حيث قتل في الدار البيضاء وحدها حوالي 16 ألف مغربي، وعملت فرنسا بمساعدة القواد الكبار وزعماء الطرق الدينية (الكلاوي وعبد الحي الكتاني) على عزل السلطان محمد بن يوسف وتعيين أحد أفراد أسرته محمد بن عرفة، وفي 20غشت 1953 ليلة عيد الأضحى، تم نفي محمد الخامس وأسرته إلى جزيرة كورسيكا ثم إلى جزيرة مدغشقر، ولم يعترف المغاربة بالسلطان الجديد، وبدأت المرحلة الثانية من المقاومة المسلحة السرية، وتشكلت النواة الأولى لجيش التحرير، واستهدف المقاومون اغتيال ابن عرفة مرتين، كما استهدفوا اغتيال الباشا الكلاوي، إضافة إلى تخريب المنشآت الاستعمارية.

وحصل المغرب على تأييد الجامعة العربية وحركة دول عدم الانحياز، لرفع قضية المغرب إلى الأمم المتحدة، مما دفع السلطات الفرنسية إلى التفاوض مع السلطان وقادة الحركة الوطنية بمدينة إيكس ليبان، وانتهت المفاوضات بعودة السلطان محمد الخامس إلى المغرب في 1955 وتوقيع اتفاقية الاستقلال في 2 مارس 1956 مع فرنسا، ثم اتفاقية في أبريل مع إسبانيا، وفي أكتوبر انتهى الوضع الدولي لمدينة طنجة، ولتحقيق الوحدة الترابية استرجع المغرب إقليم طرفاية سنة 1958 ومنطقة سيدي إفني سنة 1969 وإقليمي الساقية الحمراء وادي الذهب في 1975 عقب تنظيم المسيرة الخضراء، وبقيت سبتة ومليلية والجزر الجعفرية بيد الاسبان.

خاتمة

واجه الغاربة الاحتلال الأجنبي بطرق مختلفة تمثلت في المقاومة المسلحة والنضال السياسي، وقدموا تضحيات جسيمة للحصول على الاستقلال.

المراحل الكبرى لبناء الدولة المغربية الحديثة – مادة التاريخ – السنة الثالثة اعدادي

المستوى: السنة الثالثة اعدادي

المادة : الاجتماعيات (مادة التاريخ)

عنوان الدرس : المراحل الكبرى لبناء الدولة المغربية الحديثة

تقديم إشكالي

اتجه المغرب بعد حصوله على الاستقلال سنة 1956م إلى بناء الدولة المغربية الحديثة، ولتحقيق هذه الغاية مر بعدة مراحل.

  • فما هي المراحل الكبرى لبناء الدولة المغربية الحديثة؟
  • وما هي الإجراأت المتخذة لتحقيق ذلك؟

مرحلتي بناء الدولة الوطنية وإرساء النظام الديمقراطي

امتدت المرحلة الاولى من بناء المغرب الحديث من 1956 إلى 1962

شهدت هذه المرحلة العديد من الإجراأت التي همت ميادين متعددة:

  • في الميدان السياسي: تكوين حكومة مغربية.
  • في الميدان الإداري: تقسيم المغرب إلى عمالات وأقاليم.
  • في الميدان القضائي: إلغاء المحاكم المخزنية، وخلق محاكم حديثة، ومجلس اعلي، وتوحيد النظام القضائي.
  • في الميدان العسكري: تكوين القوات المسلحة الملكية.
  • في الميدان الاقتصادي: خلق وزارة الاقتصاد والمالية، وإقامة نظام جمركي جديد، وتأميم بنك المغرب، وإصدار عملة مغربية.
  • في الميدان التشريعي: تم إصدار العديد من القوانين كمدونة الأحوال الشخصية، والقانون الجنائي، وقانون الشغل، والنظام الأساسي للوظيفة العمومية، وقانون الحريات العامة ….

مرحلة إرساء النظام الديمقراطي والبناء الاقتصادي والاجتماعي (1962–1998)

عرفت هذه المرحلة:

  • إرساء البناء الدستوري للمملكة: بحيث سيتم إصدار أول دستور للمملكة سنة 1962، والذي سيتم تعديله سنوات 1970 و1972 و1996.
  • تكريس السيادة الوطنية: وذلك بجلاء القوات الأجنبية، واستكمال الوحدة الترابية.
  • بناء اقتصاد وطني مغربي: تبنى المغرب في هذا الإطار التوجه الليبرالي، والذي ظل مرفوقا بتدخل الدولة عبر المخططات الاقتصادية ابتداء من 1960، والتي استهدفت النهوض بمختلف القطاعات مع إعطاء الأولوية للفلاحة، كما عملت الدولة كذلك على تقوية الرأسمال الوطني الخاص عبر إصدار قرار مغربة الاقتصاد الوطني سنة 1973، كما سيعرف الاقتصاد الوطني خلال هذه الفترة عدة إصلاحات هيكلية ابتداء من سنة 1983.
  • تفعيل الديمقراطية المحلية: وذلك عبر تبني اللامركزية الإدارية الترابية، حيث تم إصدار ظهير التنظيم الجماعي في 30 شتنبر 1976 الذي جعل الجماعات المحلية وحدات ترابية ذات شخصية معنوية، واستقلال مالي، كما سيتم ابتداء من 1977 تنظيم المناظرات الوطنية للجماعات المحلية.
  • اعتماد الحوار الاجتماعي كآلية لحل المشاكل الاجتماعية.

تفعيل البناء الديمقراطي والاقتصادي وترسيخ دولة الحق والقانون

تفعيل البناء الديمقراطي والاقتصادي فيما بين 1975 و1992

يتمثل تفعيل البناء الديمقراطي في الحد من وصاية الإدارة المركزية، وتحويل مهام المجالس المحلية والإقليمية والجهوية من مجالس استشارية إلى مجالس تقريرية بموجب الظهير المنظم للجماعات المحلية الصادر سنة 1976، والعمل على النهوض بهذه المجالس عن طريق تنظيم خمس مناظرات حول اللامركزية، أما البناء الاقتصادي، فبدأ مع الإصلاح الهيكلي الذي طبق سنة 1983 بإقرار الإصلاح الضريبي سنة 1984 وإصلاح التجارة الخارجية، وإصدار قانون الصادرات وقانون الاستثمار والخوصصة، والعمل على تحسين بنيات استقبال الاستثمارات.

ترسيخ دولة الحق والقانون والعهد الجديد ابتداء من 1998

عرفت هذه المرحلة:

  • وصول المعارضة إلى الحكم لأول مرة في إطار حكومة التناوب سنة 1998
  • ترسيخ دولة الحق والقانون، وذلك عبر إعطاء مفهوم جديد للسلطة، والقيام بالعديد من الإصلاحات المؤسسية (إحداث ديوان المظالم، إصلاح القضاء، إحداث المعهد الملكي للثقافة الامازيغية …)، والتشريعية (مدونة التجارة، مدونة الأسرة، مدونة الشغل، قانون الصحافة …).
  • إحداث العديد من المؤسسات ذات الطابع الاجتماعي: مؤسسة محمد الخامس للتضامن، مؤسسة محمد السادس للنهوض بالإعمال الاجتماعية للتربية والتكوين …
  • إحداث هيئات حقوقية لتسوية الملفات المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان كهيئة الإنصاف والمصالحة …

خاتمة

قطع المغرب أشواطا كبرى على درب بناء الدولة المغربية الحديثة، وتعزيز حضورها على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي.

Ads
Ads Ads Ads Ads
Ads