المستوى: السنة الأولى إعدادي
المادة :التربية الإسلامية
كتاب: في رحاب التربية الإسلامية المدخل: مدخل الاقتداءعنوان الدرس : بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ودعوته السرية والجهرية
الوضعية المشكلة
تابع التلميذ أحمد برنامجا متلفزا فسمع أحد المتدخلين يتحدث قائلا: “إن الإنسان قادر بعقله على إدراك ربه، كما أنه قادر على إدراك ما يرضيه من الخيرات وما يغضبه من المنكرات، لذا فالإنسان ليس بحاجة إلى إرسال الأنبياء والرسل ليعلموه ذلك”.
- ما رأيك أنت في كلام المتدخل؟
- وهل الإنسان بحاجة إلى إرسال الأنبيـاء والرسل أم ماذا؟
فرضيات الوضعية
- الإنسان ليس بحاجة إلى إرسال الأنبياء والرسل لأنه قادر بعقله على إدراك الله وما يرضيه وما يغضبه.
- الإنسان بحاجة إلى إرسال الأنبياء والرسل لأنه غير قادر على إدراك الله وما يرضيه وما يغضبه.
النصوص المؤطرة للدرس
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾. [سورة العلق، الآيات: 1 – 5] قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ﴾. [سورة المدثر، الآيات: 1 – 4] |
توثيق النصوص والتعريف بها
التعريف بسورة العلق
سورة العلق: مكية، وعدد آياتها 19 آية، ترتيبها 96 في المصحف الشريف، وهى أول ما نزل من القرآن الكريم، يدور محور السورة حول بدءِ نزول الوحي على خاتم الأنبِياءِ محمد ﷺ، وطغيان الإنسان بالمال وتمرده على أوامر الله، وقِصة الشقي (أبي جهل) ونهيه الرسول ﷺ عن الصلاة.
التعريف بسورة المدثر
سورة المدثر: مكية، وعدد آياتها 56 آية، ترتيبها 74 في المصحف الشريف، نزلت بعد “سورة المزمل”، سميت بهذا الاسم «المدثر» لحديثها عن بعض جوانب من شخصية الرسول ﷺ، والمدثر لابس الدّثار، وأصلها المتدثر بمعنى المتغطي، وهي إشارة إلى الحادثة التى جاءه فيها جبريل وهو بغار حراء وناداه الملك «يا محمد إنك رسول الله، كما في حديث جابر، ورجع إلى خديجة فقال «دثّروني دثروني».
نشاط الفهم وشرح المفردات
شرح المفردات والعبارات
- علق: جمع علقة، وهو الدم الجامد.
- الأكرم: المتجاوز عن جهل العباد.
- المدثر: المتدثر بثيابه، أي المتغطي والمتلفف.
- أنذر: حذر من عذاب الله.
مضامين النصوص الأساسية
- أمر الله عز وجل نبيه ﷺ أن يقرأ بادئا باسمه عز وجل، مبينا قدرته سبحانه وكذا فضله في تعليم بني آدم.
- أمر الله رسوله ﷺ بالجهر بالدعوة وإنذار أهل مكة وتطهير نفسه من سوء الأخلاق والصبر على أذى المشركين.
البعثة النبوية وبداية نزول الوحي على رسول الله ﷺ
بعث رسول الله ﷺ وهو في الأربعين من عمره، وهو سن الكمال، فنزل عليه الملك جبريل بغار حراء يوم الاثنين لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان، كان ﷺ إذا نزل عليه الوحي اشتد ذلك عليه، وتغير وجهه، وعرِق جبينه، فلما نزل عليه الملك جبريل عليه السلام، قال له: «اقْرأْ». قال: «لَسْتُ بِقَارِئٍ». فغطه جبريل حتى بلغ منه الجهد، ثم قال له: «اقْرأْ». فقال: «لَسْتُ بِقَارِئٍ»، ثلاثا. ثم قال: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ۩ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ۩ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ۩ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ۩ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾. فرجع رسول الله ﷺ إِلى زوجته خديجة رضي الله عنها يرتجف، وأخبرها بما رأى، فتبثثه وقالت له: «أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف, وتعين على نوائب الدهر». ثم انطلقت بِه خديجة حتى أتت ورقة بن نوفل، وهو ابن عم خدِيجة، وكان رجلا حكيما، فأخبره ﷺ خبر ما رأى، فقال له ورقة: «هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي أنزَلَه اللهُ عَلَى مُوسى، يَا ليْتَنِي فِيها جَذَعًا، لَيتني أَكُون حيًّا إِذْ يُخْرِجُك قَومُك». فقال ﷺ: «أَوَ مُخْرِجِيَّ هُمْ؟». قال: «نعم، لَم يأتِ رَجلٌ قَطُّ بمثْلِ مَا جِئتَ بِه إلا عُودِي، وَإن يُدرِكْنِي يَومُك أَنصُرْك نَصرًا مؤزَّرًا»، ثم لم يلبث ورقة أن توفي.
مراحل الدعوة النبوية
الدعوة السرية
فتر الوحي فترة من الزمن، وبينما كان النبي ﷺ يمشي إذ سمع صوتا من السماء، فرفع بصره فوجد الملك الذي جاءه بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض، فخاف النبي ﷺ، فنزل قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾، فبدأت دعوة الرسول ﷺ سرية متخفية لمدة ثلاث سنوات، كان أول من آمن به ﷺ زوجته خديجة رضي الله عنها، ثم ابن عمه علي وهو ابن العاشرة، ثم مولاه زيد بن حارثة، ثم أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وكانت له مكانة عظيمة، وأخذ يدعو من يثق فيهم من الأقربين، فأسلم علي يديه: عبد الرحمان بن عوف، وعثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، فزاد عدد المسلمين فوصل ثلاثين مسلما، فاختار لهم الرسول ﷺ دار “الأرقم بن أبي الأرقم” لتكون أول مدرسة فى الإسلام تعلم فيها المسلمون مبادئ هذا الدين، وتدارسوه فيما بينهم.
الدعوة الجهرية
بعد ثلاث سنوات من الدعوة جاء أمر الله لرسوله ﷺ بأن يصدع بما جاءه من الحق، فنزل قوله تعالى: ﴿فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ﴾. فبدأ الرسول ﷺ يعلن عن دعوته بين الناس بأمرهم بعبادة الله الواحد الأحد وترك عبادة الأصنام، وصعد على جبل الصفا ونادى فى الناس فاجتمعوا إليه، فقال لهم: «أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا بِالوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ، أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟» قَالُوا: نَعَمْ، مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلَّا صِدْقًا، قَالَ: «فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ» فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ سَائِرَ اليَوْمِ، أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا؟. فتوعده الله بالعذاب، ومنذ ذلك الٌيوم بدأت مرحلة المحنة والابتلاء للرسول ﷺ في سبيل الدعوة.