المستوى: الجذع المشترك علمي والتكنولوجي
المادة : دروس التاريخ – التاريخ والجغرافيا
عنوان الدرس : المد الإسلامي امتداد النفوذ العثماني وبداية التدخل الأوربي
تقديم إشكالي
خلال القرنين 15 و16م شكل العالم الإسلامي مجالا لاختبار موازين القوى بين العثمانيين والأوربيين، وامتد الصراع بين الطرفين ليشمل مناطق تجاوزت البحر المتوسط لتصل وسط أوربا ومنطقة المشرق العربي.
- فما هي أسباب امتداد النفوذ العثماني والأوربي؟
- وما هي مراحل توسع كل منهما؟
أسباب ومراحل امتداد النفوذ العثماني خلال القرنين 15 و16م
تعددت أسباب امتداد نفوذ العثمانيين
تتجلى هذه الأسباب في رغبة العثمانيين في السيطرة على مدينة القسطنطينية 1453م، واتخاذها عاصمة لإمبراطوريتهم لتأمين المواصلات بين مناطق نفوذهم الآسيوية والأوربية، كما عمل الأوربيون أيضا للرد على المحاولات البرتغالية الهادفة إلى خنق الاقتصاد العثماني والسيطرة على تجارة البحر المتوسط.
دوافع امتداد النفوذ العثماني بالعالم الإسلامي
سعى العثمانيون إلى مواجهة التدخل الإسباني والإيطالي بشمال غرب إفريقيا، ومواجهة التدخل البرتغالي ببحر عمان، والبحر الأحمر، والمحيط الهندي، وكذا السيطرة على الشرق الأقصى والهند، إضافة إلى حماية الحرمين الشريفين.
ساهمت عدة عوامل في توسيع نفوذ الدولة العثمانية خلال القرنين 15 و16م
مراحل امتداد النفوذ العثماني بأوربا
استولى السلطان العثماني محمد الفاتح على القسطنطينية لأهميتها الإستراتيجية والتجارية، كما ضم العثمانيون سنة 1463م منطقة البوسنة، واستطاعت جيوش السلطان سليمان القانوني دخول مدينة بودابست عاصمة بلغاريا بعد هزم الجيوش الأوربية في معركة موهاكس استعدادا للهجوم مستقبلا على النمسا وألمانيا، تم كما إخضاع جزر قبرص وكريت ورودس سنة 1573م.
مراحل امتداد النفوذ العثماني بالعالم الإسلامي
هاجم السلطان سليم الأول إيران وانتصر على الشاه إسماعيل في معركة “جال ديرات” سنة 1514م بسبب احتلال الإيرانيين للعراق، ونشر مذهبهم الشيعي بالمنطقة، كما استغل السلطان ضعف المماليك فاحتل الشام بانتصاره في معركة مرج دابق سنة 1516م، كما ضم مصر والحجاز، فأصبح العثمانيون يحمون الحرمين الشريفين، وخلال سنة 1518م تمكن العثمانيون من ضم الجزائر، وأخضعوا أيضا تونس لحكمهم سنة 1575م بعد هزم الحفصيين، والقضاء على الوجود الإسباني بالمنطقة.
أسباب ومراحل بداية التدخل الأوربي ونتائجه في العالم الإسلامي خلال القرنين 15 و16م
أسباب التدخل الأوربي بالعالم الإسلامي
ارتبطت بداية التدخل الأوربي بالعالم الإسلامي بعدة أسباب، منها: الموقع الاستراتيجي لبعض البلدان العربية والإسلامية، كالمغرب الذي يطل على المحيط الأطلنتي والبحر المتوسط، وشبه الجزيرة العربية التي تعتبر نقطة إلتقاء بين أوربا وإفريقيا وآسيا، مما يسمح بمراقبة طرق التجارة العالمية.
مراحل بداية التدخل الأوربي في العالم الإسلامي خلال القرنين 15 و16م
- المغرب الأقصى: ركز البرتغال في احتلاله للسواحل المغربية خلال المرحلة الأولى على الثغور الشمالية باستعمال القوة، في حين أخضع المناطق الجنوبية بنهجه الأسلوب السياسي والديبلوماسي.
- المغرب الأوسط: ركز الإسبان على المدن الساحلية كتلمسان لتأمين الطريق البحري الرابط بين إسبانيا وممتلكاتها بالبحر الأبيض المتوسط.
- المشرق العربي: احتل البرتغال الطريقين العالميين عبر الشرق الأدنى نحو أوربا، وهما طريق الخليج العربي وطريق البحر الأحمر، اللذان تتحكم فيهما مضيق “هرمز” و”باب المندب”، حيث استطاعوا التحكم في طرق التجارة الشرقية.
ترتب عن التدخل الأوربي في العالم الإسلامي مجموعة من النتائج
فقد المغرب أهميته التجارية (تجارة القوافل الصحراوية) بعد هيمنة البرتغال على مصادر الإنتاج بالجنوب، نفس الضرر لحق بالمشرق العربي من خلال القضاء على الوساطة العربية بين أوربا والمناطق الآسيوية المنتجة للتوابل والحرير، كما أدى التدخل الأوربي بالعالم الإسلامي إلى اندلاع المقاومة ضد الاحتلال الأجنبي بتوجيه من العلماء، أما بالمغرب فقد ظهرت الدولة السعدية التي حملت لواء الجهاد ضد الأيبيريين، وتجلى ذلك واضحا خلال انتصارهم على البرتغال في معركة وادي المخازن سنة 1578م.
خاتمة
تنازعت العالم التوسطي ابتداء من القرن 15م قوى إسلامية وأوربية، انتهى الصراع بسقوط العالم الإسلامي تحت سيطرة إحدى القوتين، ماعدا المغرب الذي ظهرت به الدولة السعدية.