المستوى: السنة الثانية إعدادي
المادة :التربية الإسلامية
كتاب: المنير في التربية الإسلامية المدخل: مدخل التزكية (القرآن الكريم)عنوان الدرس : الشطر الثالث من سورة الحجرات – الآية 9 إلى 10
مدخل اشكالي
قد تنشأ نزاعات بين المؤمنين تؤدي إلى اقتتال وسفك دماء، في هذا الحصة سوف نتعرف على الحلول التي شرعها الإسلام لحقن دماء المسلمين.
الشطر القرآني
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴿9﴾ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿10﴾ [سورة الحجرات، الآيات: 9 – 10] |
عرض النص وقراءته
القاعدة التجويدية: أحكام النون الساكنة والتنوين (أقسام الإدغام)
ينقسم الإدغام إلى قسمين:
- إدغام ناقص بغنة: سمي ناقصا لبقاء أثر النون المدغمة، وهو الغنة (هي صوت أغن يخرج من الأنف لا عمل للسان فيه)، يطول مقدار حركتين (بقدر فتح الإصبع وطيه)، وحروفه أربعة، هي: (الياء، الواو، الميم، النون)، وتجمعها كلمة “ينمو”، ومن الأمثلة على ذلك: من يقول، وجوه يومئذ …، وتقرأ: ميّقول، وجوهيـّومئذ …
- إدغام كامل بلا غنة: سمي كاملا لعدم بقاء أي أثر للحرف المدغم، وحروفه اثنان، هما: (اللام، الراء)، ومن أمثلة الإدغام الكامل بدون غنة ما يلي: ولم يكن له، أندادا ليضلوا …، وتقرأ: ولم يكلّه، أندادَلّـيضلوا …
سبب نزول الآيتين
ورد في شأن نزول الآيتين أنّ خلافاً وقع بين قبيلتي “الأوس” و”الخزرج”، وهما قبيلتان كانتا معروفتان في المدينة، أدّى هذا الخلاف إلى نشوب اقتتال بينهما، فنزلت الآيتان، فعلّمت المسلمين سبل مواجهة أمثال هذه الحوادث. وقال بعضهم: حدث بين نفرين من الأنصار خصومة واختلاف! فقال أحدهما للآخر: سآخذ حقّي منك بالقوة لأنّ قبيلتي كثيرة، وقال الآخر: لنمضِ ونحتكم عند رسول الله ﷺ، فلم يقبل الأول، فاشتدّ الخلاف وتنازع جماعة من قبيلتيهما بالعصي والأحذية وحتى بالسيوف، فنزلت الآيتان آنفتا الذكر وبيّنت وظيفة المسلمين في مثل هذه الأُمور.
فهم الآيات
الشرح اللغوي والاصطلاحي
- طائفتين: جماعتين.
- اقتتلوا: أرادوا القتال وجنحوا له.
- بغت إحداها: طغت واعتدت وظلمت.
- تفيء إلى أمر الله: ترجع إلى الحق وتقبل الصلح.
- فأصلحوا بينهما: اعملوا كل ما في جهدكم للإصلاح بينهما.
- وأقسطوا: أعدلوا في جميع أموركم.
- المقسطين: العادلين.
سبب نزول الآيات
نزل قوله تعالى: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا﴾ عندما انطلق رسول الله ﷺ على دابته إلى رأس المنافقين عبد الله بن أُبَيّ، فركب حمارًا وانطلق المسلمون يمشون، فلما أتاه النبيّ ﷺ، قال: إليك عني، فو الله لقد آذاني نتن حمارك، فقال رجل من الأنصار: والله لَحِمَارُ رسول الله ﷺ أطيب ريحًا منك، فغضب لعبد الله رجل من قومه، وغضب لكل واحد منهما أصحابه، وكان بينهم ضرب بالجريد والأيدي والنعال، فنـزلت فيهم هذه الآية.
مضامين الآيات ومعانيها الإجمالية
- يعتبر الإصلاح بين الجماعتين المتنازعتين أمرا واجبا.
- أمره سبحانه بقتال الطائفة المعتدية إلى أن ترجع عن عدوانها.
- تذكيره سبحانه بالأخوة الإيمانية التي تجمع بين المسلمين، والتي تدعوا إلى الصلح والصلاح.
المستفاد من الآيات
- أن أتدخل لحل النزاعات بالتي هي أحسن.
- أن أنصر المظلوم وأوقف الظالم عند حده.
- أن أتذكر دائما أن المسلمين مهما اختلفوا فإن الأخوة الإيمانية تجمعهم.
الخلاصة
بعد إشارته سبحانه إلى وجوب التثبت من خبر الفاسق، أمر سبحانه بضرورة الإصلاح بين المؤمنين في حال حدوث نزاع بينهم، فإِن بغت إحداهما على الأخرى، وتجاوزت حدَّها بالظلم والطغيان، ولم تقبل الصلح وصمَّمت على البغي فقاتلوا الفئة الباغية حتى ترجع إِلى حكم الله وشرعه، وتُقلع عن البغي والعدوان، وتعمل بمقتضى أخوة الإِسلام، فإِن رجعت وكفَّت عن القتال فأصلحوا بينهما بالعدل، دون حيفٍ على إِحدى الفئتين، والهدف من ذلك الحرص على بقاء الرابط الأخوي الذي يجمع المؤمنين، فلا ينبغي أن تكون بينهم عداوة ولا شحناء، ولا تباغضٌ ولا تقاتل، وفي الآية إشارة إِلى أنَّ أخوة الإِسلام أقوى من أخوَّة النسب.