Ads Ads Ads Ads

فرنسا – قوة فلاحية وصناعية كبرى في الاتحاد الأوربي – دروس الجغرافيا – الدورة الثانية – الثانية باك علوم

عنوان الدرس : فرنسا – قوة فلاحية وصناعية كبرى في الاتحاد الأوربي

المادة : دروس الجغرافيا – الدورة الثانية – الاجتماعيات

المسالك: علوم التدبير المحاسباتي وعلوم اقتصادية وعلوم زراعية

مقدمة

إذا كانت فرنسا التي تبلغ مساحتھا 964543 كلم² وتعداد سكانھا حوالي 65 مليون نسمة قد ساھمت منذ سنة 1957م إلى جانب دول أوربية أخرى في تأسيس «السوق الأوربية المشتركة»، فإنھا اليوم تعد قوة فلاحية وصناعية كبرى داخل الإتحاد الأوربي.

  • فما ھي مظاھر قوة ھذين القطاعين؟
  • وما العوامل التي ساھمت في ذلك؟
  • وما التحديات التي لازالت تواجھھما؟

مظاھر قوة الفلاحة الفرنسية والعوامل المفسرة لھا

مظاھر قوة الفلاحة الفرنسية

تشكل الفلاحة الفرنسية قطاعا اقتصاديا مھما على مستوى الإتحاد الأوربي، بالرغم من ضعف مساھمتھا في الناتج الداخلي (%3 سنة 2004)، ويظھر ذلك في:

  • ضخامة وتنوع الإنتاج الفلاحي، إذ تعتبر فرنسا أول منتج فلاحي في الإتحاد الأوربي بنسبة %23.
  • تصدر الإنتاج الفلاحي الفرنسي للمراتب الأولى على المستوى الأوربي في عدة منتجات، مثل القمح، الكروم، لحوم الأبقار، الذرة، الشمندر السكري.
  • ارتفاع مردودية تربية المواشي حيث تساھم تقريبا بنصف مداخيل الفلاحة، وخاصة تربية الأبقار والخنازير والأغنام (توفير إنتاج ھام من اللحوم والألبان).
  • تنوع الإنتاج وتخصص المجالات: حوض باريس وسھل الشمال (الحبوب والشمندر)، الھضبة الوسطى (تربية الماشية)، منطقة بوركوني وشامباني (الكروم)، منطقتي لانكدوك ولاكامارك (الذرة والأرز)، أما في الأودية وقرب المدن الكبرى فتوجد زراعة الخضر والفواكه.
  • احتلال فرنسا للمراتب الأولى أوربيا وعالميا على مستوى الصادرات.

العوامل المفسرة لقوة الفلاحة الفرنسية

تفسر قوة الفلاحة الفرنسية بمجموعة من العوامل، نلخصھا في ما يلي:

العامل الطبيعي
  • شساعة السھول (سھل الشمال والألزاس والرون…) والأحواض (حوض باريس والأكيتان) ذات التربات الخصبة.
  • اعتدال وتنوع المناخ: مناخ محيطي (في الغرب)، مناخ متوسطي (في الجنوب)، مناخ جبلي (في المرتفعات) ومناخ شبه محيطي وقاري (في معظم البلاد).
  • أھمية التساقطات ووجود شبكة مائية ھامة تتمثل في مجموعة من الأنھار: الرون، الكارون، اللوار، السين…
العامل التقني والعلمي

يتجلى ھذا العامل في كون الفلاحة الفرنسية تشھد تحديثا متزايدا باستعمال المكننة ومختلف الأساليب العلمية في جميع مراحل الإنتاج، إضافة إلى وجود معاھد البحث العلمي في المجال الفلاحي مثل المعھد الوطني للبحث الزراعي

العامل التنظيمي

ويتمثل في تدخل الدولة من أجل:

  • حل المشكل العقاري بتوسيع المستغلات وتركيزھا (أصبح متوسط الاستغلاليات حوالي 70 ھكتار).
  • تأطير الفلاحين ومساعدتھم وتشجيعھم على إنشاء التعاونيات.
  • تجھيز البوادي واستصلاح وتجفيف المستنقعات.
العامل الرأسمالي

يتجلى دخول الفلاحة الفرنسية في علاقات رأسمالية مع قطاعات اقتصادية متعددة كالخدمات، والصناعة الغذائية والكيماوية والميكانيكية،والتجارة، إضافة إلى اھتمام المؤسسات الكبرى والعائلات بالنشاط الفلاحي ضمن التركيز الفلاحي، كما تستفيد الفلاحة الفرنسية من دعم الاتحاد الأوربي في إطار السياسة الفلاحية المشتركة.

مظاھر قوة الصناعة الفرنسية والعوامل المفسرة لھا

مظاھر قوة الصناعة الفرنسية

تعتبر الصناعة من الأنشطة الاقتصادية الأساسية في بنية الاقتصاد الفرنسي، وتتجلى قوة ھذا القطاع فيما يلي:

  • تنوع الصناعة الفرنسية وانتظامھا في أقطاب ومناطق صناعية حيوية، مع اتجاه المناطق الصناعية القديمة نحو التحديث، كما ھو الحال في ليون ودانكيرك…
  • احتلال فرنسا للمراتب الأولى في العديد من المنتجات الصناعية مثل الصلب والكھرباء…
  • وجود مقاولات وشركات صناعية مھمة من حيث قيمة استثماراتھا في قطاعات صناعية متعددة وتشغيلھا لنسبة كبيرة من السكان النشيطين، تحول العديد منھا إلى شركات متعددة الجنسيات لھا مكانتھا على المستوى الأوربي والعالمي.
  • وجود مناطق وأقطاب صناعية حيوية (تكنوبول) كمنطقة باريس ومنطقة الشمال والشمال الشرقي.
  • أھمية مساھمة الصناعة في الناتج الداخلي (%13.8) وفي المبادلات التجارية (%7.3) ونسبة تشغيلھا للساكنة النشيطة (%24.47)، إضافة إلى احتلالھا للمرتبة الثانية بعد ألمانيا من حيث القيمة المضافة بحوالي 200 مليار أورو.

العوامل المفسرة لقوة الصناعة الفرنسية

تتعدد العوامل المفسرة لقوة الصناعة الفرنسية يمكن إجمالھا في النقط التالية:

العامل الطبيعي

أمام الإفتقار لمصادر الطاقة (البترول والغاز الطبيعي والفحم)، تعمل فرنسا على تغطية استھلاكھا الداخلي المتزايد للطاقة بالاستيراد من الخارج، وبتكثيف إنتاجھا من الطاقة الكھربائية والنووية، كما تتوفر فرنسا على بعض المعادن كالحديد والاورانيوم والذھب والفضة.

العامل البشري والبنية التحتية

يتمثل ھذا العامل في:

  • أھمية الساكنة النشيطة ضمن بنية السكان حيث تقدر نسبتھا بأكثر من %50 في مجتمع يصل تعداد سكانه حوالي 63 مليون نسمة سنة 2006م.
  • أھمية حجم اليد العاملة الأجنبية وما تقدمه للاقتصاد الفرنسي على مستوى الإنتاج والاستھلاك.
  • توفر البلاد على شبكة كثيفة وعصرية من المواصلات (مطارات دولية، موانئ كبرى، طرق سيارة عصرية وسكك حديدية).
العامل التنظيمي ودور الدولة
  • ساعدت الأسس التنظيمية على تقوية الصناعة الفرنسية بتجميع الصناعات في شكل أقطاب تكنولوجية وصناعية، تعمل على تطوير البحث في ميدان الصناعات العالية التكنولوجيا، ومراكز علمية للتجارب والأبحاث.
  • بالرغم من إتباعھا نظاما رأسماليا، فإن الدولة تتدخل لتنمية وتطوير الاقتصاد الفرنسي بوضع مخططات عامة أو جھوية تكتسي صبغة التوجيه والإرشاد بالنسبة للقطاع الخاص، والصبغة الإلزامية بالنسبة للقطاع العمومي، كما تدعم القطاع الخاص بالقروض والمساعدات.
  • التجديد التكنولوجي بفضل عامل البحث وما توفره الدولة من نفقات في ھذا المجال.
  • القيام بتأھيل اليد العاملة وإنشاء الجامعات والمعاھد العليا والمتوسطة ومختبرات البحث التطبيقي.
العامل الرأسمالي

تشھد المؤسسات الصناعية الفرنسية تركيزا رأسماليا في مختلف فروع الصناعة بسبب تجديد الھياكل الصناعية واعتماد الاستثمارات الكبرى في البحث العلمي لمواجھة المؤسسات الأجنبية، وبذلك تحولت العديد من المؤسسات إلى شركات متعددة الجنسية لھا مساھمات خارج فرنسا، كما أن الصناعة الفرنسية انفتحت على الرأسمال الأجنبي.

المشاكل والتحديات التي تواجھھا الفلاحة والصناعة الفرنسيتين

تواجه الفلاحة الفرنسية عدة مشاكل وتحديات

يمكن تلخيص مشاكل الفلاحة الفرنسية في:

  • التزايد المستمر لأسعار الآلات، مقابل استقرار أسعار المنتجات الفلاحية.
  • وجود فائض في بعض المنتوجات يواجه منافسة في السوق العالمية (الحبوب والسكر والخمور والألبان…)، وما ينجم عن ذلك من مشاكل انخفاض الأسعار
  • تباين الاستفادة من التطور الحاصل في الفلاحة الفرنسية بين المستغلات الكبرى التي اندمجت في الأسواق، وباقي المستغلات التي تواجه ارتفاع مصاريف الاستثمار والصيانة.
  • التدھور البيئي الناتج عن التأثير السلبي للأساليب المتطورة في الميدان الفلاحي على البيئة، من حيث تلويثھا بالنفايات الناتجة عن الاستعمال المكثف للأسمدة، وكثرة بقايا الحيوانات، واعتماد الأعلاف المركبة كيماوياً، ونضوب الفرشة المائية بفعل تفاقم ضخ المياه في المناطق السقوية، إضافة إلى مشاكل بيئية مرتبطة بتعدد الحرائق والفيضانات والتلوث الجوي.
  • إضرابات الفلاحين ضد “السياسة الفلاحية الأوربية المشتركة” التي لا تتلاءم بعض بنودھا مع خصوصيات الفلاحة الفرنسية.
  • احتجاجات منظمات حماية المستھلكين ضد الاستعمال المكثف للتكنولوجيا الإحيائية في الإنتاج الزراعي والحيواني.
  • قلة اليد العالمة بسبب شيخوخة المجتمع وھجرة السكان النشيطين إلى المدن للعمل في الصناعة والخدمات.
  • ضعف مساھمة الفلاحة في الناتج الداخلي الخام.
  • ضعف نسبة اليد العاملة الفلاحية مقارنة مع قطاع الخدمات والصناعة.

 
تعترض الصناعة الفرنسية مجموعة من المشاكل والتحديات

تتجلى مشاكل وتحديات الصناعة الفرنسية في:

  • تزايد حاجات الاقتصاد الفرنسي للمواد المعدنية والطاقية وما يشكله ذلك من تكاليف ومن تبعية.
  • وجود منافسة قوية من طرف المقاولات الأجنبية، أوربية وأمريكية وآسيوية سواء داخل الأسواق الفرنسية أو في الأسواق الدولية.
  • تفاقم البطالة حيث وصلت سنة 2003 إلى مليونين و640 ألف عاطل.
  • التفاوت الجھوي الواضح من حيث الناتج الداخلي الإجمالي للفرد بين المناطق الشمالية والمناطق الجنوبية المطلة على البحر المتوسط ذات الدخل المتوسط والقليل، وبين المناطق الأخرى كباريس ذات الدخل المرتفع.
  • تراجع بعض الصناعات وتأخر الصناعات الإلكترونية والمعلوماتية.
  • ارتباط الصناعات الفرنسية العالية التكنولوجيا بمثيلاتھا في بلدان أخرى، مما يؤثر على تطور واستقلالية ھذه الصناعات.

خاتمة

تعتبر فرنسا قوة  فلاحية وصناعية كبرى في الإتحاد الأوربي بالرغم من حدة المشاكل والتحديات التي تواجه اقتصادھا.

القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي – دروس التاريخ – الدورة الثانية – الثانية باك علوم

عنوان الدرس : القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي

المادة : دروس التاريخ – الدورة الثانية – الاجتماعيات

المسالك: علوم التدبير المحاسباتي وعلوم اقتصادية

تمهيد

تعتبر القضية الفلسطينية من أهم القضايا الراهنة المطروحة على الساحة السياسية الدولية.

  • كيف برزت هذه القضية ؟
  • وما هي أهم التطورات التي عرفتها ؟

جذور القضية الفلسطينية

ظهور الحركة الصهيونية

ظهرت الصهيونية خلال القرن 17م كحركة سياسية يهودية عمل زعماؤها على المطالبة بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، توجت بعقد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة “بال” السويسرية سنة 1897م برئاسة زعيم الحركة الصهيونية ثيودور هرتزل، وقد حدد فيه البرنامج الصهيوني لإقامة وطنهم القومي على أرض فلسطين.

وعد بلفور وفرض الإنتداب على فلسطين

تمثل الدعم البريطاني للحركة الصهيونية في الوعد الذي قدمه لها وزير خارجيتها جيمس بلفور سنة 1917م، والذي يتمثل في تقديم المساعدة للشعب اليهودي لتأسيس وطن قومي لهم في فلسطين. بعد الحرب العالمية الأولى وضعت عصبة الأمم فلسطين تحت الإنتداب البريطاني سنة 1922م وجعلت تنفيذ وعد بلفور إحدى أهم غايات هذا الإنتداب.

السياسة البريطانية فيما بين الحربين وردود الفعل الفلسطينية عليها

بذلت سلطات الإنتداب البريطاني كل جهدها لمساعدة التمركز الصهيوني بتسهيل تدفق الهجرات اليهودية إلى فلسطين ومنحهم أراضي شاسعة وحماية صناعتهم، وذلك بتنسيق مع الوكالة اليهودية. وبالمقابل نشطت حركات المقاومة الفلسطينية بواسطة الاحتجاج والمظاهرات والثورات، أبرزها ثورة عز الدين القسام المسلحة 1935م وثورة 1936م، فكان رد فعل الإنتداب البريطاني هو الإعلان عن قرار تقسيم فلسطين.

الدعم الأمريكي للحركة الصهيونية خلال الحرب العالمية الثانية

تبنت الولايات المتحدة الأمريكية دعم الحركة الصهيونية خلال  الحرب العالمية الثانية حيث أصدر الكونغرس سنة 1944 قرارا بتشجيع الهجرة غير المحددة وتأسيس دولة يهودية.

أهم تطورات القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي بعد الحرب العالمية الثانية

مشروع الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين وتوسعات إسرائيل إلى غاية 1948م

بعد المصادقة على قرار تقسيم فلسطين سنة 1947م من طرف هيئة الأمم المتحدة إلى دولة عربية وأخرى يهودية إلى جانب منطقة القدس الدولية، أعلنت الصهيونية سنة 1948م عن قيام دولة إسرائيل فشرعت في تقوية جيشها ومصادرة أراضي الفلسطينيين وتشريدهم، نتجت عنها حرب 1948م التي زادت في توسيع رقعة إسرائيل على الخريطة.

أهم محطات الصراع العربي الإسرائيلي منذ 1948م

  • حرب 1948: بين إسرائيل ووحدات جيش الإنقاد العربي الذي ألفته اللجنة العسكرية للجامعة العربية. انتهت بالنكبة للعرب واستيلاء إسرائيل على %77 من فلسطين وتشريد مليون فلسطيني نحو الضفة والقطاع.
  • حرب 1956: العدوان الثلاثي (بريطانيا، فرنسا، إسرائيل) بعد قرار جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس، ولم تنسحب القوات المعتدية إلا بعد تدخل المجتمع الدولي.
  • حرب 1967: تمثلت في الهجوم المباغث لإسرائيل على مصر وسوريا والأردن بعد تضررها من المقاطعة الاقتصادية العربية.
  • حرب أكتوبر 1973: بعد تعنت إسرائيل اكتسحت سوريا الخط الدفاعي، واكتسح الجيش المصري القناة. انتهت بتدخل الولايات المتحدة الأمريكية وإعادة الوضس لحاله السابق.
  • اتفاقية كامب دافيد بين مصر وإسرائيل 1978: انعقدت بواشنطن وأهم مقرراتها اعتراف مصر بإسرائيل وربط العلاقات معها مقابل انسحاب إسرائيل من سيناء.
  • اتفاقية وادي عربة بين الأردن وإسرائيل 1994: اعترفت فيها الأردن بإسرائيل.

ردود الفعل الفلسطينية على الاحتلال الإسرائيلي

استطاع الفلسطينيون في الشتات تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية سنة 1964م، وفي 1974م تم الاعتراف بها بصفتها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني في قمة الرباط، كما اعترفت بها الجمعية العامة للأمم المتحدة.

في سنة 1987م اندلعت انتفاضة أطفال الحجارة التي فضحت الطبيعة الوحشية للاحتلال الإسرائيلي وأعادت الحيوية للحركة الوطنية الفلسطينية.

أهم تطورات القضية الفلسطينية منذ بداية التسعينات

  • مؤتمر مدريد 1991: شكلت بداية المفاوضات العربية الإسرائيلية على أساس الأرض مقابل السلام.
  • اتفاقية أوسلو الأولى 1993: منح الفلسطينيين حق الحكم الذاتي في غزة وأريحا.
  • اتفاقية أوسلو الثانية 1995: منح الفلسطينيين حق الحكم الذاتي في الضفة الغربية.
  • انتفاضة الأقصى 2000: الانتفاضة الثانية.
  • 2000 – 2004: الاجتياح الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة ومحاصرة السلطة الوطنية الفلسطينية.
  • 11 نونبر 2004: وفاة ياسر عرفات.
  • 25 يناير 2006: فوز حركة حماس في أول مشاركة انتخابية لها ودخول القضية الفلسطينية في منعطف جديد ستتحدد ملامحه بعد تسلم حماس مقاليد السلطة في فلسطين.
  • من 27 دجنبر 2008 إلى 17 بناير 2009: حرب غزة دامت 22 يوما وتميزت بهمجية العدو وقوة صمود المقاومة.

الحركات الاستقلالية بالجزائر وتونس وليبيا – دروس التاريخ – الدورة الثانية – الثانية باك علوم

عنوان الدرس : الحركات الاستقلالية بالجزائر وتونس وليبيا

المادة : دروس التاريخ – الدورة الثانية – الاجتماعيات

المسالك: علوم التدبير المحاسباتي وعلوم اقتصادية

مقدمة

استعمرت فرنسا كل من الجزائر سنة 1930 وتونس سنة 1881، بينما احتلت إيطاليا ليبيا سنة 1911.

  • فما ھي ظروف نشأة الحركة الوطنية في كل من الجزائر وتونس وليبيا؟
  • وما ھي مميزات ھذه الحركة الوطنية في فترة ما بين الحربين وفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية؟

عوامل ظھور الحركة الوطنية بالجزائر وتونس وليبيا

يعتبر الاستغلال الاستعماري من أھم عوامل نشأة الحركة الوطنية

كانت السلطة الفعلية في يد الإدارة الاستعمارية سواء في تونس التي خضعت لنظام الحماية، أو الجزائر وليبيا اللتين خضعتا للحكم المباشر.

توافد على البلدان الثلاثة فرنسيون وإيطاليون ومالطيون، وشكل ھؤلاء المعمرون الأوروبيون أقلية لكنھم استحوذوا على نسبة مھمة من الثروة الوطنية للمستعمرات، حيث احتكروا الأنشطة التجارية والمالية والصناعية، واستولوا على أجود الأراضي الزراعية.

عاني الأھالي من ثقل الضرائب وأعمال السخرة وتعسفات رجال السلطة، وفقد الفلاحون أراضيھم الخصبة لفائدة الأوروبيين وعملاء الاستعمار، كما تعرض الحرفيون والتجار للإفلاس. في ظل ھذه المعطيات تزايد سخط أغلب طبقات الشعب اتجاه الاستعمار مما ساعد على ظھور الحركة الوطنية.

ساھمت عوامل أخرى في نشأة الحركة الوطنية

خيب مؤتمر السلام العالمي بباريس (1919) آمال المستعمرات في حصولھا على الاستقلال، لھذا أسس عبد العزيز الثعالبي الحزب الدستوري التونسي، في نفس الوقت أنشأ الأمير خالد (حفيد الأمير عبد القادر الجزائري) كتلة المنتجين المسلمين الجزائريين.

في سنة 1922 قام النظام الفاشي في إيطاليا الذي قرر تعزيز النفوذ الاستعماري في ليبيا متبعا أساليب ھمجية. لھذا فر إدريس السنوسي إلى مصر، فظھر عمر المختار كزعيم للمقاومة المسلحة.

كان للحرب الريفية أثر فعال على الحركة الوطنية في باقي بلدان المغرب العربي.

خصائص الحركات الوطنية بكل من الجزائر وتونس وليبيا في فترة ما بين الحربين

تعددت التيارات الوطنية بكل من الجزائر وتونس وليبيا

تزعم فرحات عباس التيار المطالب بإدماج الجزائر في فرنسا لتحقيق التحرر السياسي والاقتصادي، غير أن ھذه الفكرة عارضھا بشدة زعيم الاتجاه السلفي عبد الحميد بن باديس الذي أنشأ “جمعية العلماء المسلمين الجزائريين” التي أكدت على التشبت بالھوية الجزائرية والعقيدة الإسلامية واللغة العربية. كما أنشأ مصالي الحاج “حزب نجمة شمال إفريقيا” الذي طالب باستقلال بلدان المغرب العربي، لھذا تم حله من طرف الاستعمار، فظھر من جديد تحت اسم “حزب الشعب”.

في مطلع القرن 20 ظھرت الحركة الوطنية التونسية حيث أسس المحامي باشا حامبه حزب “تونس الفتية” الذي طالب بالاستقلال فتم حله من طرف السلطات الاستعمارية. وقام على أنقاضه “الحزب الدستوري” الذي أسسه عبد العزيز الثعالبي سنة 1920. وساھمت مخلفات الأزمة الاقتصادية العالمية في تھيئ المناخ السياسي الذي أفرز ميلاد الحزب الدستوري الجديد بزعامة الحبيب بورقيبة، والذي طرح ثلاثة مبادئ ھي الوطنية والعلمانية والليبرالية.

تزعم عمر المختار المقاومة المسلحة لمواجھة الاحتلال الإيطالي لليبيا، متبعا أسلوب حرب العصابات، ومتخذا منطقة برقة وخاصة الجبل الأخضر قاعدة لحركته، وتمكن من إلحاق عدة ھزائم بالجيش الإيطالي الذي كان يقوده كرازياني قبل أن يتم اعتقاله وإعدامه شنقا سنة 1931.

تطور الحركة الوطنية في الجزائر وتونس من خلال برامجھا السياسية

في سنة 1930 تقدم كل من الحزب الدستوري التونسي وحزب نجمة شمال إفريقيا بمطالب يمكن تحديدھا على الشكل الآتي:

  • تأسيس برلمان وحكومة وطنية
  • إقرار الحريات العامة وضمنھا حرية الصحافة
  • المساواة بين السكان المحليين والمعمرين الأوروبيين
  • إجبارية التعليم وجعله باللغة العربية
  • تحسين الوضعية المادية للسكان المحليين

تقدم الحزب الدستوري الجديد ببرنامج إصلاحات يتضمن نفس المطالب سنة 1934.

حدد المؤتمر الجزائري مطالبه الإصلاحية سنة 1937 مستغلا وصول الجبھة الشعبية إلى الحكم في فرنسا، غير أن السلطات الاستعمارية رفضت الاستجابة لھا، وقامت بحل الأحزاب الجزائرية والتونسية وباعتقال الزعماء الوطنيين.

تحول مواقف الحركة الوطنية من الاستعمار بعد الحرب العالمية الثانية في كل من الجزائر وتونس وليبيا

أدت تطورات ما بعد الحرب إلى استقلال ليبيا

في الطور الأول من الحرب العالمية الثانية تعرضت ليبيا لغزو القوات النازية الألمانية، وفي الطور الثاني تم تحريرھا من طرف القوات الإنجليزية التي شارك إلى جانبھا مشاركة رمزية إدريس السنوسي.

بعد نھاية ھذه الحرب تقدمت الدول الغربية بمشروع تقسيم ليبيا إلى مناطق نفوذ أجنبي فرنسي، انجليزي وأمريكي، فقام الشعب الليبي بثورة عارمة، وبالتالي قررت ھيأة الأمم المتحدة منح ليبيا الاستقلال سنة 1951، حيث تأسست المملكة الليبية بقيادة ادريس السنوسي.

أمام تصاعد الكفاح الوطني استقلت تونس سنة 1956

إلى جانب الظروف الدولية المتمثلة في انھزام فرنسا أمام ألمانيا، وصدور الميثاق الأطلسي، وتأييد الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأمريكية و ھيأة الأمم المتحدة لمبدأ تقرير المصير، ساھمت عوامل داخلية في الانتقال إلى المطالبة بالاستقلال من أبرزھا تأسيس الاتحاد العام التونسي من طرف الزعيم النقابي فرحات حشاد، وتزايد الاستغلال الاستعماري.

في سنة 1946 أصدرت القوى السياسية والنقابية التونسية “الميثاق الوطني” الذي تضمن المطالبة بالاستقلال. أمام فشل المفاوضات بين الوطنيين التونسيين بزعامة الحبيب بورقيبة والحكومة الفرنسية، انطلق الكفاح المسلح الذي عرف باسم ثورة الفلاكة والذي تمثل في العمليات الفدائية ضد المعمرين وعملائھم.

عجلت ھزيمة الفرنسيين أمام الفيتناميين (في معركة ديان بيان فو في أبريل 1954) باستئناف التفاوض بين الفرنسيين والتونسيين والذي أدى في البداية إلى توقيع الاتفاقية الفرنسية التونسية سنة 1955 التي نصت على منح تونس الحكم الذاتي، غير أن جيش التحرير التونسي رفض ھذا الشكل من الاستقلال، وقرر متابعة الكفاح المسلح، فاضطرت فرنسا إلى الاعتراف باستقلال تونس في 20 مارس 1956.

آلت الثورة الجزائرية الكبرى إلى استقلال البلاد

إلى جانب الظروف الدولية المحددة سابقا،عرفت الجزائر تطورات داخلية من أبرزھا الأحداث الدامية التي شھدتھا بعض المدن الجزائرية (مثل اسطيف سنة 1945) وإصدار بيان الشعب الجزائري سنة 1943.

في ظل ھذه المعطيات انتقلت الحركة الوطنية الجزائرية إلى المطالبة بالاستقلال، لكنھا عانت من كثرة الانقسامات السياسية، ورفض السلطات الاستعمارية الاستجابة لمطالب الوطنيين. فكان البديل ھو اللجوء إلى الكفاح المسلح، وھكذا اندلعت في نونبر 1954 الثورة الجزائرية الكبرى التي استغرقت ثمان سنوات و خلفت أزيد من مليون شھيد، والتي ألحقت خسائر بشرية ومادية بالمصالح الاستعمارية. وقد تولت جبھة التحرير الوطني تنظيم العمليات الفدائية خلال ھذه الثورة، في نفس الوقت تشكلت الحكومة الجزائرية في المنفى في القاھرة.

في ظل ھذه الظروف، اضطرت فرنسا إلى التفاوض مع الوطنيين الجزائريين وعقد اتفاقية ايفيان في مارس 1962. بموجبھا نظم استفتاء شعبي في يوليوز من نفس السنة كانت نتيجته لفائدة استقلال الجزائر.

خاتمة

بعد الاستقلال، واجھت بلدان المغرب العربي مشاكل التخلف الاقتصادي و الاجتماعي بالإضافة إلى مشاكل الحدود.

Ads
Ads Ads Ads Ads
Ads