Ads Ads Ads Ads

الضغوط الاستعمارية على المغرب ومحاولات الإصلاح – دروس التاريخ اجتماعيات – الأولى باك علوم

المستوى: الأولى باك علوم رياضية والأولى باك علوم تجريبية

المادة : دروس التاريخ – التاريخ والجغرافيا

عنوان الدرس : الضغوط الاستعمارية على المغرب ومحاولات الإصلاح

تمهيد إشكالي

تعرض المغرب خلال القرن 19م لضغوط استعمارية عسكرية، دبلوماسية واقتصادية استهدفت انتزاع أجزاء ترابية، والتقليل من مكانة المخزن المغربي وسلطته، ليلجأ المغرب إلى اعتماد محاولات إصلاحية للحد من هذه الضغوط باءت بالفشل نتيجة عوامل داخلية وأخرى خارجية.

  • فما هي أنواع الضغوط الاستعمارية على المغرب؟
  • وما هي الميادين التي همتها الإصلاحات بالمغرب؟
  • وما هي عوامل فشل هذه الإصلاحات؟

خضع المغرب لضغوط استعمارية مختلفة

الضغوط العسكرية

تمثلت في التدخل العسكري الفرنسي والاسباني في المغرب، فنتيجة لمساعدة المغرب للمقاومة الجزائرية، تدخلت فرنسا بأسطولها وقصفت مدينة طنجة في السادس من غشت سنة 1844م، ثم مدينة الصويرة في  11 غشت من نفس السنة، وفي 14 غشت سنة 1944م وقعت معركة إيسلي حيث انهزم الجيش المغربي أمام الجيش الفرنسي، والتي تلخصت أسبابها في رغبة فرنسا التوسع انطلاقا من الجزائر على حساب المغرب، ومساندة هذا الأخير للمقاومة المسلحة الجزائرية، أما نتائج هذه المعركة فتمثلت في عقد معاهدة للا مغنية سنة 1845م التي تركت الحدود المغربية الجزائرية غامضة جنوب مركز “ثنية الساسي” (ناحية فكيك)، واستغلت فرنسا هذا الغموض لتحتل في أواخر القرن 19م أجزاء من الصحراء المغربية الشرقية، وفي سنة 1848م احتلت إسبانيا الجزر الجعفرية ووسعت نفوذها انطلاقا من سبتة ومليلية، مما أدى إلى معركة تطوان (1860–1859) حيث تم احتلال مدينة تطوان في 6 فبراير1860م، وأبرم المغرب صلحا مع إسبانيا يوم 26 أبريل من نفس السنة، وفق شروط قاسية:

  • توسيع رقعة الاحتلال الإسباني على حدود سبتة ومليلية
  • دفع غرامة مالية ضخمة للأسبان (20مليون ريال).
  • تأدية جزء من الغرامة باستفادة الأسبان من نصف مداخيل الشهر في المراسي المغربية.
  • السماح للأسبان بالصيد في الشواطئ الجنوبية.

وقد ترتب عن هزيمتي إيسلي وتطوان:

  • تراجع الاحتياطي النقدي (فضة وذهب).
  • استدانة المغرب من انجلترا لتعويض الغرامة مقابل التنازل لها عن %25 من رسومه الجمركية.
  • تراجع هيبة المخزن وتعزيز النفوذ الأجنبي بالمغرب.
  • تفاقم الحمايات الفردية بالبلد.

شكلت إذن هزيمتي أيسلي وتطوان بداية مسلسل من النكسات العسكرية، والتدهور الاقتصادي، والاقتطاعات الترابية التدريجية للمغرب، ومهدت للتغلغل الأوربي خلال النصف الثاني من القرن 19م

الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية

تهج المغرب سياسة الاحتراز من أوربا إلى منتصف القرن 19م باتخاذ إجراأت تقلص من التعامل مع الأوربيين، لكن الدول الأوربية عملت على إخراج المغرب من عزلته وذلك بتدخلها العسكري، ثم بالحصول على الامتيازات عن طريق الاتفاقيات المبرمة، وتحت الضغط والتهديد العسكري، اضطر المخزن إلى مراجعة سياسته التجارية مع أوربا، وأبرم المغرب في عهد المولى عبد الرحمان في 9 يناير 1856م اتفاقية تجارية مع ابريطانيا، حصلت بموجبها على امتيازات هامة كحق التجارة والتملك والتنقل داخل المغرب، وتخفيض الضرائب على الواردات إلى %10 نقدا، ومنح الحماية الفردية للمغاربة، وحصلت إسبانيا على نفس الامتيازات بعد اتفاقية 1861م، وفرنسا بعد اتفاقية 1863م، وأصبحت الأسواق المغربية مفتوحة أمام المنتجات الأوربية مما أدى إلى تدهور اقتصاد المغرب وتضرر الحرفيين بسبب المنافسة، وارتفاع أسعار المواد الأولية نتيجة تصديرها إلى أوربا.

اضطر المخزن إلى إحداث ضرائب جديدة (المكوس) فقامت ثورات وتمردات في الأوساط الحضرية والقروية، ومكنت الحماية الفردية لمجموعة من المغاربة المحميين (يهود ومسلمين) من الخروج عن السلطة المحلية، حيث يتمتعون بحقوقهم كمغاربة وليست عليهم واجبات مخزنية، وجمعوا ثروات هامة وظفوها في التجارة والمضاربات العقارية والقروض بفوائد مرتفعة، وفي شراء الأراضي الفلاحية، وأصبحوا وسيلة للتوغل الاستعماري وإضعاف السلطة المركزية حيث شملت الحماية الفردية موظفي المخزن وشيوخ الزوايا (مثل الوزاني) والعمال والقواد، بل حتى وزير الحربية (المنبهي) في بداية القرن 20م، واستفاد اليهود المغاربة من هذه الوضعية وتجنسوا بجنسيات أجنبية، وساهموا في الأزمة الداخلية.

الإصلاحات التي قام بها المخزن المغربي لمواجهة الضغوط الاستعمارية

الإصلاحات الإدارية والجبائية والنقدية

تم إصلاح الإدارة المركزية بتحديد اختصاصات كل وزير، وأصبحت مهمة الصدر الأعظم تقتصر على السهر على الشؤون الداخلية والمراسلات الرسمية بين الإدارة المركزية والعمال والباشوات والقواد، وتم تعيين أمين الأمناء ومهمته السهر على جباية الضرائب وتنظيم مختلف الشؤون المالية، وعلى المستوى الجهوي تم الحد من نفوذ القواد الكبار بتقسيم مناطق نفوذهم إلى قيادات صغرى، كما تم التقليص من نفوذ الزوايا المتعاملة مع الأوربيين، وتم تعميم نظام الأجور على موظفي المخزن مركزيا وجهويا، حيث أصبحت رواتبهم قارة، وذلك تجنبا للنهب والتلاعب في مداخيل الدولة، وحتى يتمكن المخزن من تسديد القروض الأجنبية.

لكن التقلبات الاقتصادية المرتبطة بالجفاف والأزمات الدورية وتدهور قيمة العملة المغربية ورواج النقود المزورة، دفع المخزن إلى سك عملة فضية جديدة في عهد الحسن الأول سميت بـ “الريال الحسني”، وحاول المخزن الزيادة في مداخيل الدولة فأحدث ضريبة “المكوس” على الأسواق وأبواب المدن، وزاد في قيمة الرسوم الجمركية، مما أدى إلى قيام ثورات أشهرها ثورة الدباغين بفاس سنة 1873م.

الإصلاحات العسكرية

اعتمد المغرب في إصلاحاته العسكرية على الأوربيين الذين كانوا يفكرون ويخططون لاحتلاله، ففي عهد الحسن الأول (1873ـ1894) تم إرسال بعثات طلابية إلى الأكاديميات الأوربية لتكوين ضباط مغاربة وتدريبهم على الأسلحة الحديثة، وبلغ عدد الضباط المغاربة المتخرجين من أوربا 180 ضابطا سنة 1880م، كما استعان الحسن الأول بضباط وخبراء فرنسيين وأنجليز قصد تدريب الجيش المغربي، وقام بإنشاء معامل لإنتاج الأسلحة في فاس ومراكش، واقتنى أسلحة من أوربا ومراكب حربية لحراسة السواحل المغربية، ولمنع تجارة التهريب، وقد كلفت هذه الإصلاحات نفقات باهضة أثرت على ميزانية الدولة، حيث عرف الميزان التجاري المغربي عجزا كبيرا وصل إلى 14 مليون فرنك فرنسي.

محاولة الحد من خطر الحماية الفردية

تفاقم خطر الحماية الفردية وأصبح يهدد سيادة المخزن وماليته، ودعا الحسن الأول الدول الأوربية إلى تقنينها، فانعقد مؤتمر مدريد سنة 1880م حققت من خلاله الدول الأجنبية مكاسب جديدة، حيث تمسكت بالامتيازات التي تخولها لها اتفاقياتها السابقة مع المغرب، :مثل الحق في امتلاك العقارات والأراضي وإبقاء الحماية الفردية، كما مارست ضغوطا على المغرب للحصول على امتيازات جديدة، لكن الحسن الأول عارضها معتمدا على اقتراحات العلماء والأمناء وكبار التجار، وبذلك تأزمت أوضاع المغرب على جميع المستويات.

خاتمة

لقد واجهت سياسة الإصلاحات مجموعة من الصعوبات أدت إلى فشلها، كما أدى تدهور الأوضاع السياسية بفعل انتشار الانتفاضات والصراع على العرش، إلى استغلال كل من فرنسا وإسبانيا لهذه الوضعية لتفرضا على السلطان عبد الحفيظ معاهدة الحماية.

شرح المصطلحات

  • مكوس الأبواب: الضرائب المفروضة على التجارة المارة عبر أبواب المدن. .
  • مكوس الحافر: الضرائب المفروضة على الدواب الحاملة للبضائع لبيعها داخل المدن .
  • مكوس الأسواق: الضرائب المفروضة على المبيعات في الأسواق.
  • الترتيب: ضريبة فلاحية سنوية حددت قيمتها حسب امتلاك المزروعات والأغراس والمواشي والدواب.

اليقظة الفكرية بالمشرق العربي – دروس التاريخ – التاريخ والجغرافيا – الأولى باك علوم

المستوى: الأولى باك علوم رياضية والأولى باك علوم تجريبية

المادة : دروس التاريخ – التاريخ والجغرافيا

عنوان الدرس : اليقظة الفكرية بالمشرق العربي

تمهيد إشكالي

ساهمت عدة عوامل تاريخية وثقافية في ظهور انبعاث فكري بالمشرق العربي خلال القرن 19م، توخى تجاوز وضعية الانحطاط إلى مرحلة الحداثة، وترجم هذا الانبعاث في ظهور تيارات فكرية أغنت الساحة العربية الفكرية، منها: التيار السلفي والتيار العلماني.

  • فما هي عوامل ومظاهر اليقظة الفكرية؟
  • ومن هم أقطاب التيارين السلفي والعلماني؟

عوامل انبعاث اليقظة الفكرية بالمشرق العربي خلال القرن 19م

عوامل بعث اليقظة الفكرية بالمشرق العربي، مبادئها والوسائل التي سخرتها لتحقيق أهدافها

عوامل سياسية
  • انعكاسات الحملة الفرنسية على مصر فكريا وبروز الشعور الوطني والقومي.
  • ضعف الإمبراطورية العثمانية وتزايد أطماع الأوربيين على ممتلكاتها وفشل الإصلاحات .
  • إصلاحات محمد علي التي استهدفت إنشاء دولة حديثة ومستقلة بمصر.
  • سياسة التتريك (فرض اللغة التركية على البلدان العربية الخاضعة للنفوذ العثماني).
  • وقوع عدة مناطق عربية يد في الاحتلال الأوربي.
عوامل ثقافية
  • عودة البعثتات الطلابية مشبعة بالأفكار التنويرية.
  • إنشاء المدارس وجلب المطبعة وظهور الصحافة وترجمة الإنتاجيات الغربية والاستفادة منها
  • تمجيد وإحياء اللغة العربية وقواعدها.
  • إنتشار قيم التسامح بين العرب رغم اختلاف ديانتهم.
  • تأسيس عدة جمعيات ثقافية.
عوامل اجتماعية
  • نمو طبقة وسطى مثقفة بالبلاد العربية.
  • تزايد الشعور القومي في مواجهة سياسة التتريك.
  • الدعوة لتعليم المرأة.
  • تزايد نشاط البعثات التبشيرية.

الوسائل التي سخرتها اليقظة لتحقيق أهدافها

  • إنشاء جمعيات ثقافية هدفها مكافحة النظام التركي.
  • توظيف الشعر واللغة العربية للتحرر من الأتراك.
  • إنشاء المدارس وتعليم المرأة.
  • ترجمة الكتب الأجنبية.

ومن أهم رواد الحركة الفكرية الأوائل: إبراهيم باشا، بطرس البستاني، إبراهيم وناصف اليازجي.

الظروف العامة لانتقال إشعاع اليقظة الفكرية إلى مصر

ساعدت عدة عوامل في مساهمة مصر في اليقظة الفكرية خلال النصف الأول من القرن 19م

العوامل الداخلية
  • مشروع محمد علي التحديثي ما جعلها منطقة استقطاب.
  • عودة بعتاتها الطلابية مشبعة بالأفكار التنويرية ودعوتها إلى عدة إصلاحات اجتماعية وسياسية (رفاعة الطهطاوي).
العوامل الخارجية
  • توافد المهاجرين المثقفين من الشام إلى مصر.
  • إقامتهم لمؤسسات صحفية خاصة ومساهمتهم في هذه الحركة الفكرة.

ساهم في هذا الاستقطاب وهذا الإشعاع ما خلفه نابليون من وسائل: كالمطبعة العربية، خزانة غنية بالكتب، المدارس، جرائد تكتب باللغة العربية …

ساهمت الظروف التاريخية والتطورات الاجتماعية والثقافية في بعث اليقظة الفكرية بالمشرق العربي خلال القرن 19م في بروز تيارين فكريين لعبا دورا أساسيا في النهضة العربية، وهما التيار السلفي والتيار العلماني.

التيار السلفي والتيار العلماني ودورهما في اليقظة الفكرية بالمشرق العربي خلال القرن 19م

التيارات الفكرية (السلفي والعلماني) الرواد، المرجعية، والمبادئ:

التيار الفكري السلفي

تيار ذو منطلق ديني، دعا إلى:

  • العودة إلى ما كان عليه السلف الصالح.
  • الاتحاد بين المسلمين وتكوين حلف دفاعي لتجاوز وضعية الانحطاط.
  • التمسك بالدين والأخذ بأحكامه والابتعاد عن البدع ومحاربة الجهل.
  • انتقد الفوارق الاجتماعية والاستغلال.

وقد طرح عدة مبادئ في المجالات الآتية:

  • المجال الديني: العودة إلى أصول الإسلام على عهد السلف الصالح، ومحاربة البدع والشعوذة، وفتح باب الاجتهاد، والتوفيق بين الدين والعلم.
  • المجال السياسي: الحكم وفق مبدأ الشورى (الديمقراطية الإسلامية)، ونبذ الاستبداد، والمناداة بالحرية ووحدة العالم الإسلامي، ومناهضة الاستعمار.
  • المجال الاجتماعي: الاهتمام بالتربية والتعليم وتهذيب الأخلاق، وتحقيق العدالة الاجتماعية، والدعوة إلى تعليم المرأة.
التيار الفكري العلماني

تيار دعا إلى:

  • نبذ الاستبداد التركي واستغلال الفئة القليلة للفئة الكبيرة.
  • رفض الامتيازات والمطالبة بالمساواة والحرية (لا حرية مع الامتياز).
  • الدعوة إلى تنظيم السلطة على أسس عصرية.
  • الفصل بين السلط وخاصة السلطة الدينية عن السلطة السياسية (العلمانية).
  • فصل الدين عن الدولة والأخذ بقيم الحداثة.

وقد أثار بدوره عدة مبادئ في الميادين الدينية والسياسية والاجتماعية:

  • في الميدان الديني: فصل الدين عن الدولة، ومعاداة العصبية الطائفية.
  • في الميدان السياسي: المطالبة بالديمقراطية السياسية والحريات العامة، والمساواة أمام القانون.
  • في الميدان الاجتماعي: الاهتمام بالتربية والتعليم، وتحديث المجتمع، وتحرير المرأة، وتقليص الفوارق الطبقية.

هكذا نلاحظ أن التيار السلفي انطلق من المرجعية الدينية، وحاول من خلالها إصلاح أحوال العرب، في الوقت الذي اعتمد فيه التيار العلماني على الغرب كمنطلق لخلق مجتمع يعتمد في تفكيره على المساواة والحرية والديمقراطية كأساس للتقدم، ومن ابرز رواد التيارين:

التيار الفكري السلفي:

  • جمال الدين الأفغاني: مفكر إسلامي إصلاحي دافع عن قضايا المسلمين.عاش في القرن 19م، ازداد بأفغانستان، وتنقل بين مصر والدولة العثمانية وأوربا، أنشأ مع الشيخ محمد عبده جريدة “العروة الوثقى”.
  • محمد عبده: مفكر سلفي مصري، تخرج من جامعة الأزهر، ونفي من مصر فصاحب جمال الدين الأفغاني.
  • عبد الرحمان الكواكبي: مفكر سوري من عصر النهضة، جند حياته لمناهضة الاستبداد العثماني متنقلا بين الشام ومصر، ألف عدة كتب منها “أم القرى”, توفي سنة 1903م.

التيار الفكري العلماني:

  •  رفاعة الطهطاوي: مفكر مصري عاش في القرن 19م، تخرج من جامعة الأزهر وتابع دراسته بفرنسا، عاد إلى وطنه حيث انشأ جريدة “الوقائع المصرية ،” تولى مناصب إدارية.
  • قاسم أمين: مفكر مصري، تابع دراسته الحقوقية بفرنسا، دعا إلى تحرير المرأة وتعليمها، توفي سنة 1908م.

دور اليقظة الفكرية في التطورات الفكرية التي شهدها المشرق العربي

قامت فكرة القومية العربية على أساس المثل القومية عوضا عن المثل الدينية والطائفية، ولعبت دورا أساسيا في التطورات الفكرية التي عرفها المشرق العربي، ومنها:

  • إحياء اللغة العربية، وتوظيفها في بعث الشعور القومي.
  • تشكيل جمعيات حضت على النهضة العربية وطالبت بحقوق العرب.
  • تكوين اتحادات منظمة حركت الشعور القومي في العرب المسلمين وغير المسلمين.
  • بروز مفكرين عرب أسندت لهم وظائف سياسية (الوزارة لخير الدين والإفتاء لمحمد عبده).

خاتمة

ساهمت اليقظة الفكرية في ظهور نهضة عربية وحس ووعي سياسي ساهم فيه رواد الحركة، وكان في أثر لها ظهور حركات وطنية طالبت باستقلال البلاد العربية بداية القرن 20م بالمشرق العربي.

شرح المصطلحات

  • الحملة الفرنسية على مصر: الحملة العسكرية التي قادها نابليون بونابرت في الفترة 1801 – 1798م.
  • محمد علي أو إبراهيم باشا: حاكم مصر في الفترة 1848 – 1805م الذي قام بعدة إصلاحات.
  • الاستبداد: نظام سياسي قام على احتكار الحاكم لكل السلطات وقمعه للحريات مستندا إلى التعليمات الشفهية.
  • النهضة العربية: حركة فكرية استهدفت خروج العرب من مرحلة الانحطاط إلى مرحلة التجديد.
  • السلف الصالح: الصحابة والتابعون على عهد الرسول (ص) والخلفاء الراشدين.

التنافس الامبريالي واندلاع الحرب العالمية الأولى – دروس تاريخ – التاريخ والجغرافيا – أولى باك علوم

المستوى: الأولى باك علوم رياضية والأولى باك علوم تجريبية

المادة : دروس التاريخ – التاريخ والجغرافيا

عنوان الدرس : التنافس الامبريالي واندلاع الحرب العالمية الأولى

تمهيد إشكالي

دخلت الدول الأوربية خلال القرن 19م ومطلع القرن 20م في تنافس حاد حول المستعمرات لتوسيع مناطق النفوذ سواء خارج أوربا أو داخلها، وأدى التنافس الامبريالي بين الدول الأوربية، والتسابق نحو التسلح إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى.

  • فما هي مظاهر التنافس الإمبريالي؟
  • وماذا عن سياسة التحالفات والتسابق نحو التسلح؟
  • وما دور الأزمات الدولية في اندلاع الحرب العالمية الأولى؟

بعض مظاهر التنافس الامبريالي في القرن 19م ومطلع القرن 20م

التنافس الاقتصادي

في أواخر القرن 19م وبداية القرن 20م اشتد الصراع بين الدول الأوربية من أجل السيطرة على الأسواق الخارجية بهدف تصريف فائض الإنتاج الصناعي وجلب المواد الأولية، وتصدير رؤوس الأموال، وتشجيع فقرائها على الهجرة إلى المستعمرات للتخفيف من حدة المشاكل الاجتماعية والأزمات الاقتصادية الدورية، وظلت بريطانيا أول قوة صناعية وتجارية في العالم إلى حدود نهاية القرن 19م، لكنها أصبحت مهددة من طرف ألمانيا التي شهد اقتصادها تطورا سريعا، والولايات المتحدة الأمريكية التي تولت الزعامة الاقتصادية العالمية لاحقا، وفرنسا القوة الاقتصادية الرابعة عالميا، بالإضافة إلى دول أخرى صاعدة مثل إيطاليا وهولندا وبلجيكا.

التنافس السياسي

ارتبطت النزاعات الأوربية قبيل سنة 1914م بالمصالح الشخصية لكل دولة، والتي يمكن تحديدها على الشكل الآتي:

  • بريطانيا: كانت تستهدف التحكم في الملاحة البحرية العالمية، وتتضايق من القوة البحرية الألمانية المتنامية.
  • ألمانيا: اهتمت بالتوسع الإمبريالي على حساب مصالح القوتين الاستعماريتين: إنجلترا وفرنسا.
  • فرنسا: تطلعت إلى استرجاع الألزاس واللورين المحتلتين من طرف ألمانيا، واستكمال بناء إمبراطوريتها الاستعمارية.
  • إيطاليا: أرادت تحرير أراضيها الشمالية من الاحتلال النمساوي، والحصول على نصيبها من المستعمرات.
  • النمسا: ناهضت تحرر القوميات السلافية بزعامة صربيا.
  • روسيا: عملت على حماية صربيا والشعوب السلافية في البلقان.

توزعت مناطق التنافس الاستعماري على النحو التالي:

  • تونس: تنافس فرنسي – إيطالي – إنجليزي.
  • المغرب: تنافس فرنسي – إسباني – ألماني – إنجليزي.
  • مصر: تنافس إنجليزي – فرنسي.
  • البلقان: تنافس روسي – نمساوي – عثماني.
  • الكونغو: تنافس بلجيكي – فرنسي – ألماني.

بعض الأساليب والوسائل التي استعملتها الدول الأوربية في إطار التنافس الامبريالي

اعتمدت الدول الامبريالية في إطار تنافسها الاستعماري على عدة وسائل، من بينها: إقامة تحالفات وإبرام اتفاقيات، أهمها:

  • التحالف الثلاثي الألماني الروسي النمساوي الهنغاري لعزل فرنسا وتخفيف التنافس الاستعماري بينها.
  • التحالف الثنائي الألماني النمساوي سنة 1879م: تحالف سري استهدف ضمان أمن ألمانيا من أي هجوم فرنسي محتمل.
  • التحالف الفرنسي الروسي سنة 1892م: توخى الدفاع عن حدود الدولتين ضد أي هجوم محتمل من طرف دول التحالف الثلاثي.
  • التحالف الثلاثي الألماني النمساوي الإيطالي سنة 1882م: حلف دفاعي ضد أي هجوم خارجي.
  • الاتفاق الودي الفرنسي – الإنجليزي سنة 1904م: استهدف تسوية الصراع الاستعماري الثنائي حول المغرب ومصر.
  • الوفاق الثلاثي الفرنسي – الإنجليزي – الروسي سنة 1907م: حلف عسكري موجه ضد التحالف الثلاثي وخاصة ألمانيا.

أسفرت هذه التحالفات والاتفاقيات عن تكوين حلفين متنافرين هما: التحالف الثلاثي والوفاق الثلاثي، وكانت الغاية من هذه التحالفات والاتفاقيات تأمين حماية الدول من الخصوم، وتحقيق مصالحها السياسية والترابية:

  • التقارب الفرنسي الإيطالي لتسوية النزاع حول المغرب وليبيا.
  • التقارب الفرنسي الإنجليزي لتسوية النزاع حول المغرب ومصر.
  • الاتفاق الفرنسي الألماني لإنهاء أزمة اكادير سنة 1911م بتنازل فرنسا لألمانيا عن الكونغو.
  • إنشاء البنيات التحتية كمد النمسا – هنغاريا بخطوط السكك الحديدية في دويلات البلقان.
  • تطوير الملاحة النهرية واعتماد عدة معاهدات تجارية.

التسابق نحو التسلح

عملت الدول الأوربية المنتمية للتحالفات السابقة الذكر على:

  • الرفع من عدد الجنود وإجبارية التجنيد لدى بعض الدول (انجلترا).
  • تطوير العتاد الحربي البري (كان التنافس بين ألمانيا وفرنسا).
  • تطوير العتاد الحربي البحري (كان التنافس بين ألمانيا وإنجلترا).
  • تطوير العتاد الجوي (كانت الغلبة لفرنسا).

وقد احتدم التنافس في ميدان التسلح البحري بين ألمانيا وإنجلترا، في نفس الوقت اشتد التسابق في ميدان التسلح البري بين ألمانيا وفرنسا، هذه الوسائل والأساليب أثرت سلبا على العلاقات الدولية، وزادت من حدة التوتر مع مطلع ق 20م.

تطور بعض الوسائل التي لجأت إليها الدول الإمبريالية لتسوية خلافاتها حول مناطق النفوذ

عقدت الدول الامبريالية عدة مؤتمرات لتسوية النزاعات الاستعمارية خلال القرن 19م وبداية القرن 20م، أهمها:

مؤتمر برلين الأول سنة 1878م بين فرنسا، إنجلترا، روسيا، ألمانيا، النمسا–هنغاريا والإمبراطورية العثمانية، الهدف منه: تعديل معاهدة سان ستيفانو الموقعة بين روسيا والإمبراطورية العثمانية ← اقتطاع إطراف من الإمبراطورية العثمانية لفائدة روسيا والنمسا.

مؤتمر مدريد سنة 1880م بين فرنسا، إنجلترا، روسيا، ألمانيا، إسبانيا والمغرب، الهدف منه: وضع حد لمشكل الحمايات الفردية بالمغرب ← تعزيزها مع إعطاء حق الملكية للأجانب.

مؤتمر برلين الثاني سنة 1884 – 1885م بين فرنسا، إنجلترا، إسبانيا، بلجيكا وألمانيا، الهدف منه: تسوية الخلاف حول مناطق النفوذ بإفريقيا ← تقسيم القارة بينهم.

مؤتمر الجزيرة الخضراء سنة 1906م بين الدول المتنافسة حول المغرب (فرنسا، إنجلترا، إسبانيا، ألمانيا) والمغرب، الهدف منه: تسوية الخلاف حول كيفية التعامل مع المغرب ← تقرر حرية التجارة وإنشاء شرطة ثنائية فرنسية إسبانية بالموانئ المغربية وإنشاء بنك مخزني.

إضافة إلى المؤتمرات لجأت بعض الدول الأوربية إلى إبرام اتفاقات ثنائية لحسم خلافاتها حول نفس مناطق النفوذ، وقد خففت هذه المؤتمرات الدولية والإنفاقات الثنائية من حدة التنافس بين الدول الاستعمارية حول مناطق النفوذ، رغم أنها لم تحل دون نشوء حرب بينها فيما بعد.

بعض الأزمات الدولية التي نتجت عن التنافس الإمبريالي وأدت إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى

أزمات المغرب بين فرنسا وألمانيا

الأزمة المغربية الأولى سنة 1905

مهدت فرنسا لاحتلال المغرب بعقد اتفاقيات مع كل من إيطاليا وإنجلترا وإسبانيا، مما أثار غضب ألمانيا التي لها أيضا أطماع استعمارية في المغرب، في إطار ذلك قام الإمبراطور الألماني كيوم الثاني بزيارة مدينة طنجة سنة 1905م وألقى بها خطابا عبر فيه عن ضرورة احترام سيادة المغرب، ودعا إلى عقد مؤتمر دولي لدراسة المسألة المغربية، وبالفعل عقد مؤتمر الجزيرة الخضراء سنة 1906م، كان من أهم نتائجه:

  • انتصار فرنسا سياسيا وتأكيد مصالحها بالمغرب.
  • إعطاؤها حق إدارة شؤون الجمارك بالمغرب.
الأزمة المغربية الثانية سنة 1908

قامت ألمانيا بالتهديد بعد اعتقال بعض رعاياها بالدار البيضاء من طرف السلطات الاستعمارية الفرنسية، وطرحت فرنسا القضية على المحكمة الأوربية التي حكمت بطرد القنصلين الألماني والفرنسي من المغرب.

أزمة أكادير لسنة 1911

كان رد فعل ألمانيا إزاء الاحتلال الفرنسي لمدينة فاس هو إرسال سفينة حربية إلى أكادير استعدادا لغزو المغرب، فاضطرت فرنسا إلى التنازل لها عن الكونغو بمقتضى الاتفاق المبرم سنة 1911م

أزمات البلقان بين الإمبراطورية النمساوية وصربيا

الأزمة البلقانية الأولى سنة 1908م

أقدمت النمسا على ضم إقليم البوسنة والهرسيك، مما أثار غضب صربيا التي كانت تتطلع إلى إقامة الوحدة السلافية في البلقان بدعم من روسيا.

الأزمة البلقانية الثانية ماي 1913م

دخلت دول العصبة البلقانية (صربيا، اليونان، بلغاريا) في حرب ضد الإمبراطورية العثمانية، فانهزمت هذه الأخيرة وتخلت عن أراضيها الأوربية لفائدة الدول المنتصرة.

الأزمة البلقانية الثالثة يونيو – غشت 1913م

على إثر الخلافات حول غنائم الحرب ضد الإمبراطورية العثمانية قام نزاع بين بلغاريا وباقي دول البلقان، انتهى بانتصار الطرف الأخير (صربيا ورومانيا واليونان).

الاحتلال الإيطالي لليبيا سنة 1911م

أعلنت إيطاليا الحرب على الترك ودخلت إلى ليبيا سنة 1911 في إطار سباقها مع ألمانيا على شمال إفريقيا.
هذه الأزمة وسابقاتها نتج عنها انعدام الثقة بين الدول وتزايدت حدة التوتر بين الأمم، فازدادت الاستعدادات العسكرية في انتظار ما سيشعل فتيل الحرب.

نتج عن اغتيال ولي عهد النمسا اندلاع الحرب العالمية الأولى

ترتب عن الأزمة البلقانية الأولى تزايد العداء بين الصربيين والنمساويين، وعند زيارة ولي عهد النمسا فرانسوا فيرديناند لمدينة سراييفو البوسنية في 28 يونيو  1914 تم اغتياله من طرف طالب صربي، و جاء رد فعل النمسا بتقدمها لعدة مطالب رفضت صربيا الامتثال لها وبالتالي أعلنت النمسا المدعمة من ألمانيا الحرب على صربيا، وأعلنت صربيا المدعمة من فرنسا وإنجلترا وروسيا الحرب على النمسا لتندلع الحرب العالمية الأولى، فسارعت باقي الدول الأعضاء في الوفاق الثلاثي إلى إعلان الحرب ضد الدول الأعضاء في التحالف الثلاثي، وقد مرت الحرب العالمية الأولى بمرحلتين أساسيتين هما:

  • المرحلة الأولى (1914 – 1916م): وتميزت بانتصار ألمانيا على فرنسا وروسيا القيصرية، ودخول إيطاليا الحرب إلى جانب دول الوفاق، ونهج حرب الخنادق.
  • المرحلة الثانية (1917 – 1918م): وتميزت بانتصار الحلفاء بعد دخول الولايات المتحدة الأمريكية الحرب إلى جانبهم، مقابل انسحاب روسيا الاشتراكية من الحرب وعقدها معاهدة الصلح مع ألمانيا (معاهدة بريست ليتوفسك).

خاتمة

أدى إذن تزايد حدة التوتر في العلاقات الدولية نتيجة الأزمات والتسابق والتنافس حول مناطق النفوذ، وكذا تضارب مصالح الدول في أوربا وإفريقيا إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى ما سيترتب عنه تغير في الأوضاع العالمية.

شرح المصطلحات

  • الامبريالية: السياسة التوسعية للبلدان الرأسمالية.
  • السلاف: القومية الرئيسية في أوربا الشرقية وتشمل عدة عناصر من أبرزها الروس والصرب والهنغاريين .
  • البلقان: منطقة كبرى في جنوب شرق أوربا تضم بعض البلدان في طليعتها اليونان وصربيا وبلغاريا ورومانيا وألبانيا.
Ads
Ads Ads Ads Ads
Ads