Ads Ads Ads Ads

الحركات الاستقلالية بالمشرق العربي – دروس التاريخ – الدورة الثانية – الثانية باك

عنوان الدرس : الحركات الاستقلالية بالمشرق العربي

المادة : دروس التاريخ – الدورة الثانية – الاجتماعيات

الشعب: اداب وعلوم انسانية

المسالك: اداب وعلوم انسانية

تمهيد إشكالي

عرف المشرق العربي تحت الحكم العثماني توغل الدول الاستعمارية قبل الحرب العالمية الأولى، وبعدها أصبح منقسما إلى عدة دويلات تسيطر عليها كل من فرنسا وبريطانيا، وخاضت شعوبها صراعات متواصلة ضد الاستعمار، مكنتها من نيل استقلالها.

  • فما هي الوضعية السياسية العامة للمشرق العربي خلال القرن 20م؟
  • وما هي التحولات السياسية والاقتصادية بالجزيرة العربية؟

تشخيص الوضعية السياسية العامة للمشرق العربي خلال القرن 20م

التحولات السياسية التي عرفها المشرق العربي فيما بين الحربين

برز الوعي بضرورة التحرر من الاستبداد التركي وتطورت فكرة القومية العربية نتيجة للتحولات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي عرفها المشرق العربي في أواخر القرن19م وبداية القرن20م، ولما اندلعت الحرب العالمية الأولى، سارعت فرنسا وبريطانيا لفرض سيطرتهما على المشرق العربي، خاصة عندما برز التحالف العثماني الألماني، وأعلنت بريطانيا حمايتها على مصر والكويت سنة 1914م، وحرضت العرب على القيام بالثورة ضد الأتراك، وتمكنت من استمالة شريف مكة “الحسين بن علي” أمير الحجاز، بعد مراسلات متعددة بينه وبين المندوب السامي البريطاني في مصر “السير هنري مكماهون” ووعده بالاعتراف به كخليفة لدولة عربية مستقلة عن العثمانيين، فقام “الحسين بن علي” بالثورة سنة 1916م، واستقل عن الباب العالي، وقاد ابناه فيصل وعبد الله الجيش العربي بالشام بمساعدة الضابط الإنجليزي “لورانس” قصد مواجهة العثمانيين، وأصبح هذا الجيش تحت قيادة الجنرال إدموند ألنبي، مام ساعد على انهزام العثمانيين في الحرب وتوقيع “هدنة مودروس” في 30 أكتوبر 1918م، كما أعطت بريطانيا وعدا لليهود بإقامة دولتهم بفلسطين (وعد بلفور) سنة 1917م، ومنحت وعدا ل”عبد العزيز آل سعود” حاكم إقليم نجد بالاعتراف به حاكما مستقلا إذا ساعدها في الحرب ضد العثمانيين.

وبنهاية الحرب العالمية الأولى وانهزام العثمانيين تحولت وعود الاستقلال إلى استعمار إنجليزي لفلسطين والعراق، بالإضافة إلى عدن والإمارات والمشيخات الخليجية ومصر، واستعمار فرنسي لسوريا ولبنان، بعد اتفاق الدولتين (فرنسا وبريطانيا) في مؤتمر “سان ريمو” سنة 1920م، والذي توجته عصبة الأمم في 1922م تحت فكرة الانتداب.

التطور العام للمشرق العربي بعد الحرب العالمية الثانية والاتجاه نحو الاستقلال

قامت في سوريا ولبنان حركات وطنية ضد الانتداب الفرنسي، أهمها الثورة السورية الكبرى بقيادة “سلطان الأطرش”، ونتيجة لاستمرار المقاومة اضطرت فرنسا إلى منح الاستقلال لسوريا ولبنان بشكل تام سنة 1946م، بعد اعترافها به بموجب معاهدة 1936م مع احتفاظها بالقواعد العسكرية في البلدين والإشراف على شؤونهما الخارجية، وفي الأردن عينت بريطانيا الأمير “عبد آلله بن الحسين” على إمارة شرق الأردن طيلة ما بين الحربين، تحت الانتداب البريطاني، لكن الحركة الوطنية الأردنية طالبت بالاستقلال، مما دفع بريطانيا إلى توقيع معاهدة التحالف الأردنية الإنجليزية سنة 1946م، والتي اعترفت باستقلال المملكة الأردنية الهاشمية، وفي العراق عينت بريطانيا “فيصل بن الحسين” الذي تعهد بضمان مصالحها بالمنطقة، مما أدى إلى قيام حركة معارضة دفعت بريطانيا إلى الاعتراف باستقلال العراق في 1930م مقابل الإبقاء على المصالح الاقتصادية والعسكرية الإنجليزية، ولم تتحرر البلاد بشكل إلا تام بعد قيام ثورة “الضباط الوطنيين” سنة 1958م وإعلان الجمهورية العراقية، وطالب المصريون بعد الحرب العالمية الثانية بجلاء القوات الإنجليزية وتوحيد بلاد النيل (مصر والسودان)، لكن حزب الأمة السوداني طالب باستقلال بلاده، وبقيت منطقة وادي النيل على هذه الوضعية حتى اندلاع ثورة “الضباط الأحرار” سنة 1952م بقيادة “جمال عبد الناصر” وإعلان الجمهورية المصرية، وانسحب الإنجليز سنة 1954م، وأعلنت السودان استقلالها سنة 1955م.

التحولات السياسية والاقتصادية بالجزيرة العربية

التحولات السياسية

كانت معظم سواحل الجزيرة العربية بالجنوب والشرق تحت الحماية الإنجليزية، وبقيت المناطق الداخلية مقسمة إلى إمارات، وتمكن “عبد العزيز آل سعود” من الانتصار على “آل الرشيد” الموالين للأتراك، وسيطر “آل سعود” على الحجاز بعد طرد “الشريف حسين الهاشمي”، وأعلنوا قيام المملكة العربية السعودية سنة 1933م، وتمكنوا من إخضاع القبائل للسلطة المركزية، متبعين مبادئ الوهابية ومستفيدين من توفر البترول، وظل شمال اليمن مستقلا عن العثمانيين، واعترفت به الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى بموجب “اتفاقية لوزان” التي عقدت مع تركيا في 1923م، لكن الإنجليز تدخلوا في حدوده، لعدم اعترافه بنفوذهم على محمية جنوب اليمن، والتي ظهرت بها حركة وطنية أرغمت بريطانيا على الاعتراف باستقلالها تحت اسم “الجمهورية اليمنية الشعبية” سنة 1967م، والتي توحدت مع اليمن الشمالي في 22 ماي سنة 1990م، وعملت بريطانيا على تعزيز وجودها العسكري والاقتصادي بالإمارات والمشيخات الخليجية خاصة بعد اكتشاف البترول بها، لكن تصاعد الحركات التحررية دفع بريطانيا إلى الاعتراف باستقلالها قصد الحفاظ على مصالحها، حيث اعترفت باستقلال الكويت سنة 1961م، والإمارات العربية والبحرين وسلطنة عمان سنة 1971م.

التحولات الاقتصادية

أهم التحولات الاقتصادية التي عرفتها بلدان الجزيرة العربية والعراق اكتشاف البترول، وتهافت الشركات الأجنبية وخاصة الأمريكية التي اقتسمت مع الشركات الفرنسية والإنجليزية أسهم شركة نفط العراق سنة 1928م (الشركة التركية للبترول سابقا)، مؤسسة بلندن في 1911م، ومنحت الدول العربية النفطية امتيازات هامة للشركات البترولية الأجنبية، وعملت الولايات المتحدة على تركيز شركاتها بالمنطقة خاصة في فترة ما بين الحربين والحرب الباردة، لكن اعتماد دول المشرق العربي على مداخيل البترول لتنمية مشاريعها دفعها إلى تأميم شركات النفط الأجنبية والتخفيف من الاحتكارات الأمريكية لاسترجاع سيادتها على ثرواتها الوطنية، فأنشأت “منظمة الدول المصدرة للبترول”، الشيء الذي مكن العرب من استعمال سلاح حظر تصدير النفط سنة 1973م عقب حرب أكتوبر.

خاتمة

تمكنت بلدان المشرق العربي من الحصول على الاستقلال بعد كفاح مرير مع سلطات الانتداب، لكن الوجود الإسرائيلي بفلسطين يفرض على الدول العربية تسخير طاقتهما البشرية والمادية لمواجهة العدوان.

الحركات الاستقلالية بالجزائر وتونس وليبيا – دروس التاريخ – الدورة الثانية – الثانية باك

عنوان الدرس : الحركات الاستقلالية بالجزائر وتونس وليبيا

المادة : دروس التاريخ – الدورة الثانية – الاجتماعيات

الشعب: اداب وعلوم انسانية

المسالك: اداب وعلوم انسانية

تمهيد إشكالي

نتج عن السياسة الاستعمارية بالجزائر وتونس وليبيا ظهور الحركة الوطنية، وقد اعتمدت وسائل سياسية ومسلحة ضد الاستعمار، واستطاعت أن ترغمه على الاعتراف باستقلال بلدانها.

  • فما هو الإطار التاريخي الذي نشأت فيه الحركات الوطنية بكل من الجزائر وتونس وليبيا؟
  • وما هو التحول الذي عرفته هذه الحركات خلال منعطف الثلاثينيات؟
  • وما هي التطورات التي وقعت خلال الحرب العالمية الثانية والتي انتهت بالاستقلال؟

الإطار التاريخي الذي نشأت فيه الحركات الوطنية بكل من الجزائر وتونس وليبيا

مظاهر الاستيطان الاستعماري بالجزائر وتونس وليبيا

الجزائر

استهدفت فرنسا إدماج الجزائر واعتبارها جزء من التراب الفرنسي، ووزعت الأراضي التي انتزعت من السكان على المعمرين الفرنسيين، وتم إنشاء الطرق والسكك الحديدية والموانئ لتسهيل عملية التصدير، وتقلص الإنتاج المعيشي نتيجة انتزاع الأراضي من السكان، وثقل الضرائب، التي أفقرت أغلب سكان البادية فاضطروا إلى العمل في ضيعات المستوطنين أو الهجرة إلى فرنسا، وفي المدن لم يعرف قطاع الصناعة أي تطور هام إلا بعد 1945م، لرفض مبدأ تصنيع الجزائر من طرف المقاولين الفرنسيين، رغم توفر اليد العاملة.

 تونس

قامت السلطات الاستعمارية باستغلال المعادن المتوفرة كالفوسفاط والحديد، وأنشأت الطرق لتصديرها، وسيطر المعمرون على الأراضي الخصبة، ومنحت فرنسا الجنسية الفرنسية للإيطاليين المقيمين في تونس، وكذلك للأعيان قصد تدعيم الاستعمار، وعانى التونسيون من الاستغلال الاستعماري، مما دفعهم إلى النضال السياسي والمقاومة المسلحة.

ليبيا

بعد القضاء على مقاومة عمر المختار، وزعت السلطات الفاشية الأراضي التي انتزعت من السكان على المعمرين الإيطاليين لتشجيع الاستيطان، واستغلت إيطاليا اليد العاملة الليبية في الزراعة والصناعة، وأثقلت كاهل السكان بالضرائب.

لقد ساهمت تلك السياسة الاستعمارية في تزايد عدد المستوطنين الأوربيين بالدول الثلاث، إذ وصل عددهم إلى 359000 مستوطن بالجزائر لوحدها سنة 1911م.

الانعكاسات الاجتماعية والسياسية للاستيطان الاستعماري في الجزائر وتونس وليبيا

الجزائر

أصبحت الإدارة الاستعمارية تستحوذ على خمس الأراضي المحروثة وأخصبها، وانعكس ذلك سلبا على وضعية الفلاحين، بحيث انتشرت بينهم الأمية والفقر، واضطر الكثير منهم إلى الهجرة نحو المدن والعمل مقابل أجور زهيدة، كما تعرضت البرجوازية الجزائرية لحيف سياسي وعدم المساواة مع الأوربيين، فطالبت بالإصلاحات ثم اتجهت نحو الحركة الوطنية لتزويدها بالإطارات اللازمة.

تونس

وقع إفلاس الفلاحين والحرفيين، ولم تكن أجور العمال موزعة بشكل متساوي ما بين العامل الأوربي ونظيره التونسي، ففي القطاع المنجمي مثلا تجاوز دخل العامل الأوربي 25 فرنك في اليوم بينما لم يتجاوز دخل العامل التونسي 8 فرنكات في اليوم، وأمام تلك التطورات تكتلت جماعة من المثقفين التونسيين، ومن أبرزهم علي باش حانبه وعبد العزيز الثعالبي، وأسست حزب “تونس الفتاة” سنة 1907م، كما استغل هذا الحزب ظروف الحرب العالمية الأولى وأرسل مذكرة إلى الرئيس الأمريكي “ويلسون” تتضمن الإجراأت الواجب اتخاذها لتطبيق المبادئ الأربعة عشر التي نادى بها في مؤتمر السلام سنة 1919م، كما قام الشيخ الثعالبي برحلة إلى باريس حيث نشر كتابه “تونس الشهيدة”، وهو الكتاب الذي أبرز فيه مساوئ الحماية وانعكاساتها السلبية على المجتمع التونسي.

ليبيا

نتج عن السياسة الاستعمارية الإيطالية بليبيا تفقير وتهميش السكان، وهو ما أدى إلى ظهور الحركة السنوسية التي قاومت الاحتلال الإيطالي لكنها لم تدم طويلا بسبب التفوق العسكري للاحتلال.

المنعطف التاريخي الذي عرفته الحركات الوطنية خلال الثلاثينيات

التحول الذي عرفته الحركة الوطنية في الجزائر خلال الثلاثينيات

ساهمت الظروف الجديدة التي عرفتها الجزائر خلال الثلاثينيات والمتمثلة في تزايد التآمر الفرنسي على الشعب الجزائري، ومحاولته القضاء على هويته الإسلامية، إضافة إلى احتفاله بالذكرى المائوية لاحتلال الجزائر سنة 1930م، والذي كان بمثابة استفزاز للمشاعر الجزائرية الوطنية، ساهمت كل هذه الأحداث في ظهور أحزاب وجمعيات سياسية جديدة، ومن أهمها:

  • جمعية العلماء المسلمين الجزائريين: تأسست سنة 1931م بمبادرة من المصلح الديني والسياسي الجزائري عبد الحميد بن باديس، طالبت بحل القضية الجزائرية باعتماد الطرق السلمية بشكل لا يحدث قطيعة مع الإطار القانوني القائم في ظل الوجود الفرنسي.
  • جمعية نجم شمال إفريقيا: تأسست سنة 1927م بزعامة الوطني الجزائري مصالي الحاج، طالبت باستقلال الجزائر، وبإلغاء قانون الأهالي، واستعادة الجزائريين لأملاكهم، وضمان حقهم في التعليم والحريات العامة.
  • الاتحاد الشعبي: تأسس سنة 1938م بمبادرة من فرحات عباس، الذي طالب ببرلمان جزائري لدولة مستقلة ومرتبطة بفرنسا.

وبوصول الجبهة الشعبية إلى الحكم بفرنسا انعقد المؤتمر الإسلامي الجزائري سنة 1936م طالب الحكومة الفرنسية الجديدة بنهج سياسة المساواة بين الجزائريين والفرنسيين في المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، لكنه لم يطالب بالانفصال التام عن فرنسا.

تحولات الحركة الوطنية بتونس خلال الثلاثينيات

أمام تزايد الاستيطان الأجنبي أصبح الحزب الدستوري الذي تأسس سنة 1920م بزعامة عبد العزيز الثعالبي يضم مجموعة من المثقفين الذين طالبوا بحصول تونس على نظام دستوري يمنح للسكان بعض الحقوق، وأمام فشل قيادة الحزب الدستوري في تحقيق نتائج ملموسة تأسس الحزب الدستوري الجديد سنة 1934م من طرف مجموعة انفصلت عن حزب الدستور، ومن أهم مطالب الحزب الدستوري الجديد: إلغاء الثلث الاستعماري، وتوقيف الاستعمار الفلاحي، وتعيين التونسيين في مختلف الوظائف، كما اقترح تدابير أخرى تهدف إلى الرجوع إلى روح معاهدة الحماية.

الأوضاع وردود الفعل في ليبيا

مع وصول النظام الفاشي إلى الحكم بإيطاليا، وجه موسوليني حملات عسكرية ضد ليبيا فتصدى عمر المختار للغزو الفاشي، وجند في منطقة “برقة” فرقا طبقت حرب العصابات ما بين 1923 و1931م، حيث كبد القوات الإيطالية خسائر كبيرة قبل أن يتم القبض عليه وإعدامه سنة 1931م.

الإطار التاريخي الذي تحولت فيه الحركات الوطنية من المطالبة بالإصلاحات إلى المطالبة بالاستقلال

دور الحرب العالمية الثانية في هذا التحول

تطور عمل الحركة الوطنية بكل من الجزائر وتونس وليبيا بعد الحرب العالمية الثانية من المطالبة بالإصلاحات إلى المطالبة بالاستقلال.

الجزائر

تقدم ممثلوا المسلمين الجزائريين إلى الحلفاء بعد نزولهم في الجزائر سنة 1942م بمذكرة طالبوا فيها بانعقاد ندوة تهدف وضع دستور سياسي واقتصادي واجتماعي للجزائريين، كما تشبث الجزائريون بمبادئ الحلفاء في الدفاع عن حق الشعوب في تقرير المصير، واستغلوها حجة إضافية لتدعيم مواقفهم، كما تجلى التحول الذي طرأ على مطالب الجزائريين في الوثيقة التي قدمها مجموعة من النواب الجزائريين باسم الشعب الجزائري إلى سلطات الحلفاء، حيث طالبوا بإلغاء سياسة الإلحاق والاستغلال والمشاركة الفعالة للجزائريين في تسيير حكومة البلاد، كما طالبوا بمنح الجزائريين دستورا خاصا.

تونس

انعقد المؤتمر الوطني التونسي سنة 1946م شاركت فيه كل القوى السياسية بالبلاد، وأصدر ميثاقا تضمن الانعكاسات السلبية لنظام الحماية على تونس، وأكد عزم الشعب التونسي على الاستقلال والانضمام إلى جامعة الدول العربية وهيأة الأمم المتحدة، وفي ظل تلك التطورات تقوت الحركة الوطنية بتأسيس “الاتحاد العام للشغالين التونسيين” سنة 1946م بزعامة النقابي التونسي “فرحات حشاد”، هذا الأخير أكد على ضرورة توحيد الحركة النقابية بشمال إفريقيا نظرا لكون تلك البلدان تسعى لتحقيق نفس الغاية.

ليبيا

قسمت ليبيا بعد الحرب العالمية الثانية إلى ثلاث مناطق نفوذ، وأخضعت للاحتلال الفرنسي في منطقة “فزان”، والبريطاني في “برقة”، والإيطالي في طرابلس، لذلك عبر أعضاء المجلس الوطني لتحرير ليبيا عن رفضهم لذلك التقسيم، وقدموا مذكرة بتاريخ 23 ماي 1947م إلى الدول الكبرى مؤكدين عن استعدادهم لمواجهة أي إجراء يهدف إلى تقسيم ليبيا.

نضال الحركات الاستقلالية إلى غاية الحصول على الاستقلال

فالجزائر

كان للأحداث التي شهدها المغرب وتونس أكبر الأثر على تطور الحركة الوطنية الجزائرية، حيث أسست سنة 1951م “جبهة التحرير الوطني”، هذه الأخيرة أعلنت انطلاق عمليات الثورة الجزائرية في فاتح نونبر 1954م ووجهت نداء للشعب الجزائري بزعامة “أحمد بن بلة” حددت من خلاله الخطوات العريضة لبرنامجها السياسي، والمتمثل في تحقيق الاستقلال بواسطة إقامة دولة جزائرية في إطار المبادئ الإسلامية، ودعم الثورة الجزائرية بكل الوسائل المتاحة، وقد انبثقت عن جبهة التحرير الوطنية حكومة جزائرية مؤقتة سنة 1958م بزعامة “فرحات عباس” الذي انضم إلى جيش التحرير، ورغم تلك التطورات فإن فرنسا لم تغير من موقفها وجددت تشبثها بجعل الجزائر مستوطنة فرنسية، لذلك امتدت الثورة من الشرق الجزائري لتنتشر في مجموع التراب الوطني، وعلى الصعيد الخارجي حصلت جبهة التحرير على الدعم والمساندة، وأصبح المغرب قاعدة لتدريب المجاهدين وانطلاق عملياتهم الحربية وملاذا آمنا للاجئين، وبوصول الجنرال “شارل ديغول” للحكم بفرنسا دخل في مفاوضات مع الجزائر انتهت بتوقيع “اتفاقيات إيفيان” في مارس 1962م، ونصت على حق الجزائريين في تقرير مصيرهم، وصوت الجزائريون في استفتاء يوليوز 1962م لصالح استقلال بلادهم بنسبة %99،7، كما تم الإعلان عن استقلال الجزائر في يوليوز 1962م.

تونس

مباشرة بعد اغتيال الزعيم النقابي التونسي “فرحات حشاد” سنة 1952م لجأت الحركة الوطنية التونسية إلى المقاومة المسلحة التي عمت مختلف أنحاء البلاد، فقبلت فرنسا مضطرة إلى إطلاق سراح “الحبيب بورقيبة” سنة 1955م، والقبول بالتفاوض حول منح الاستقلال لتونس، إلا أن استقلال المغرب وانتشار الثورة الجزائرية دفعا فرنسا إلى منح تونس الاستقلال التام في 20 مارس 1956م.

ليبيا

بعد أن رفضت هيئة الأمم المتحدة مشروع تقسيم ليبيا، وبعد أن اتخذت قرارا بتهيئة الظروف لمنح ليبيا استقلالها السياسي التام، وفي سنة 1952م تأسست جمعية وطنية ليبية ضمت ممثلين عن المناطق الثلاث (فزان، برقة، طرابلس)، ولمواجهة الاستعمار الجديد، أسس الليبيون “الحزب الوطني” بطرابلس في 1946م، و”المجلس الوطني لتحرير ليبيا” سنة 1947م طالبوا بالاستقلال والوحدة الوطنية، وعرضت مسألة ليبيا على الأمم المتحدة التي قررت سنة 1948م منح الاستقلال لليبيا، وفي دجنبر 1951م أعلن عن استقلال المملكة الليبية، حيث توج “محمد إدريس السنوسي” ملكا عليها، ومنح عدة امتيازات للدول الأجنبية كتأسيس القواعد العسكرية، والتنقيب عن البترول …، وأصبحت البلاد خاضعة للاحتكارات الأجنبية، مما أدى إلى ثورة الوطنيين بالجيش بزعامة “معمر القدافي” في فاتح شتنبر 1969م وإعلان قيام الجمهورية الليبية المعروفة حاليا بالجماهيرية.

خاتمة

والخلاصة أن كل بلدان المغرب العربي قد حققت استقلالها بعد سلسلة من التضحيات والمواجهات ضد سلطات الاحتلال، سواء باستعمال الوسائل السلمية والدبلوماسية أو بالكفاح المسلح، ثم اتجهت بعد ذلك نحو محو التبعية والسير في طريق التنمية.

المغرب: الكفاح من أجل الاستقلال واستكمال الوحدة الترابية – دروس التاريخ – الدورة الثانية – الثانية باك

عنوان الدرس : المغرب: الكفاح من أجل الاستقلال واستكمال الوحدة الترابية

المادة : دروس التاريخ – الدورة الثانية – الاجتماعيات

الشعب: اداب وعلوم انسانية

المسالك: اداب وعلوم انسانية

تمهيد إشكالي

ظهرت المقاومة السياسية في المغرب ابتداء من سنة 1934م بزعامة رواد الحركة الوطنية، الذين عملوا على مناهضة نظام الحماية بوسائل مختلفة للمطالبة بالإصلاحات طيلة فترة ما بين الحربين، ومباشرة بعد إقدام السلطات الاستعمارية على نفي المغفور له السلطان محمد الخامس إلى جزيرة مدغشقر انطلقت المرحلة الثانية من المقاومة المسلحة سنة 1953م، انتهت باسترجاع المغرب استقلاله سنة 1956م، ثم عمل بعد ذلك على استكمال وحدته الترابية.

  • فما هي ظروف نشأة الحركة الوطنية، ومطالبتها بالإصلاحات خلال الثلاثينيات؟
  • وما هي عوامل ومظاهر المطالبة بالاستقلال؟
  • وما هو دور ثورة الملك والشعب في استقلال البلاد؟
  • وما هي جهود المغرب لاستكمال وحدته الترابية؟

نشأة الحركة الوطنية ومطالبتها بالإصلاحات خلال الثلاثينات

ظروف نشأة الحركة الوطنية

أصدرت فرنسا يوم 16 ماي 1930م الظهير البربري للفصل بين العرب والبربر، وتطبيق سياسة “فرق تسد”، وأهم ما نص عليه هذا القانون هو إحداث محاكم عرفية في المناطق الأمازيغية غير الخاضعة لسلطة المخزن، بهدف خلق تفرقة عرقية بين مكونات الشعب المغربي، لكن جميع مكونات الشعب المغربي تعبأت من أجل معارضة السياسة البربرية، ورافق ذلك احتجاجات ومظاهرات ردت عليها سلطات الاحتلال باعتقال مئات المواطنين، فنتج عن ذلك ظهور حركة سياسية معارضة لنظام الحماية عرفت بالحركة الوطنية المغربية، التي أسست “كتلة العمل الوطني” على يد شبان مغاربة تخرجوا من جامعة القرويين والمعاهد الفرنسية (أمثال علال الفاسي، ومحمد بن الحسن الوزاني …)، وكانت “كتلة العمل الوطني” هي أول حزب سياسي ظهر بالمغرب، أصدر سنة 1933م جريدة “عمل الشعب” التي دعت إلى الاحتفال بعيد العرش، كما عمل على تقديم وثيقة المطالبة بالإصلاحات للسلطات الفرنسية تحت اسم “مطالب الشعب المغربي”:

  • على المستوى الإداري: المطالبة بإلغاء الإدارة الفرنسية المباشرة وتأسيس مجلس وطني، احترام الحدود المغربية والمعاهدات الإدارية الدولية، وإلغاء وسائل التعذيب.
  • على المستوى الاجتماعي: المطالبة بإجبارية التعليم الابتدائي، ومحاربة الأمية ومحاربة البطالة، وبناء المستشفيات، والعمل 8 ساعات في اليوم فقط …
  • على المستوى الاقتصادي والمالي: طالب البرنامج بوقف الاستيطان الرسمي، والمساواة في الضرائب مع المعمرين، وحماية الصناعة التقليدية من المنافسة الخارجية، وإلغاء الرسوم بين المناطق المغربية، وتكوين تعاونيات فلاحية …

وبعد رفض هذه المطالب، قدمت الكتلة مطالب أخرى سنة 1936م مع وصول الجبهة الشعبية الاشتراكية إلى الحكم بفرنسا، وشملت حرية الصحافة والتنقل والتجمعات، وتأسيس الجمعيات والمدارس، وإصلاح القضاء، وتخفيض الضرائب، وغيرها من المطالب تحت اسم “المطالب المستعجلة للشعب المغربي”، لكنها لم تلقى استجابة من سلطات الحماية الفرنسية والاسبانية، فانتقل عمل الحركة الوطنية من المطالبة بالإصلاحات إلى المطالبة بالاستقلال، مستفيدة من ظروف الحرب العالمية الثانية.

تطور الحركة الوطنية من المطالبة بالإصلاحات إلى المطالبة بالاستقلال

الصراع مع سلطات الحماية

تجلى نضال السلطان محمد الخامس الذي يمثل القيادة العليا للحركة الوطنية في مطالبته الحكومة الفرنسية بوضع حد لنظام الحماية خلال رحلته إلى فرنسا سنة 1945م، وفي رحلته إلى طنجة سنة 1947م، حيث أكد في خطابه على وحدة المغرب الترابية تحت سلطة ملكه الشرعية، وأن مستقبل المغرب مرتبط بالإسلام والجامعة العربية التي تأسست في 1945م، وفي سنة 1950م قدم السلطان مذكرة لفرنسا تهدف إلى تجاوز مشكلة الإصلاحات لتحقيق الاستقلال.

نفي السلطان محمد الخامس

بعد فشل الإقامة العامة في فك الارتباط الحاصل بين السلطان والتنظيمات السياسية، استغلت في سنة 1952م فرصة قيام مظاهرات بالمدن المغربية احتجاجا على اغتيال الزعيم النقابي التونسي “فرحات حشاد”، لتقوم باعتقال الزعماء السياسيين، ومنع الأحزاب والصحف، وإطلاق النار على المتظاهرين، كما عملت فرنسا بمساعدة القواد الكبار وزعماء الطرق الدينية (الكلاوي، وعبد الحي الكتاني) على عزل السلطان محمد بن يوسف وتعيين أحد أفراد أسرته محمد بن عرفة على العرش، وفي 20 غشت 1953م ليلة عيد الأضحى، تم نفي محمد الخامس وأسرته إلى جزيرة كورسيكا ثم إلى جزيرة مدغشقر.

اندلاع ثورة الملك والشعب

ألهب نفي السلطان محمد الخامس الشعور الوطني لدى المغاربة، واتخذت مقاومتهم للاحتلال أساليب جديدة، فكان السكان يقاطعون المساجد التي تؤدى الصلاة بها باسم “بن عرفة”، ويعزفون عن استعمال البضائع الأجنبية، كما تصاعدت حدة المظاهرات المطالبة بعودة الملك الشرعي وباستقلال المغرب، وفي نفس الوقت تطور عمل الحركة الوطنية نحو الكفاح المسلح، كما انتشرت في المدن العمليات الفدائية (محاولة الشهيد علال بن عبد آلله اغتيال بن عرفة)، كما قام جيش التحرير الذي تأسس سنة 1955م بمهاجمة الفرنسيين والأسبان في عدة مناطق، وأمام هذه الأوضاع أجبرت فرنسا على الدخول في مفاوضات مع المغرب.

عودة الملك واستقلال المغرب

حصل المغرب على تأييد الجامعة العربية وحركة دول عدم الانحياز لرفع قضية المغرب إلى الأمم المتحدة، مما دفع السلطات الفرنسية إلى التفاوض مع السلطان وقادة الحركة الوطنية بمدينة إيكس ليبان، وانتهت المفاوضات بعودة السلطان محمد الخامس إلى المغرب في 16 نونبر 1955م، وتوقيع اتفاقية الاستقلال في 2 مارس 1956م مع فرنسا، ثم اتفاقية في أبريل مع إسبانيا.

مراحل استكمال وحدة المغرب الترابية

المناطق التي استرجعها المغرب بعد نيل الاستقلال

مباشرة بعد اعتراف فرنسا باستقلال المغرب سنة 1956م وقع على اتفاقية مماثلة مع اسبانيا بشأن المنطقة الشمالية تنص على إلغاء الحماية الإسبانية بها، وفي سنة 1957م ألغي الوضع الدولي الذي كانت عليه مدينة طنجة، كما تم استرجاع إقليم طرفاية في أبريل 1958م من يد الإسبان، وبعد مفاوضات صعبة بين المغرب وإسبانيا تم استرجاع منطقة سيدي افني سنة 1969م، ومنذ الاستقلال بذل المغرب مساعيه من أجل استرجاع الأقاليم الصحراوية، وبتمادي الحكومة الإسبانية في موقفها الرافض لأي تسوية أعلن المغفور له الحسن الثاني عن تنظيم المسيرة الخضراء التي انتهت باسترجاع إقليم الساقية الحمراء سنة 1975م، ووادي الذهب سنة 1979م بعد تخلي موريتانيا عن هذا الأخير.

الأساليب التي نهجها المغرب في استكمال وحته الترابية

لجأ المغرب في استكمال وحدته الترابية إلى اعتماد التفاوض السلمي بالخصوص، وتجلى ذلك في:

  • استرجاع منطقة طنجة في 29 اكتوبر 1956م، وتم إلغاء النظام الدولي.
  • استرجاع إقليم طرفاية في 10 ابريل 1958م بعد مفاوضات سلمية وطويلة مع إسبانيا.
  • استرجاع إقليم سيدي افني في 30 يونيو 1969م بعد الزيارة التي قام بها الملك الحسن الثاني إلى مدريد، حيث اقنع الإسبان بضرورة تنفيذ قرار الأمم المتحدة الذي أقر عودة سيدي افني إلى المغرب.
  • بعد إصرار اسبانيا على الاستمرار في استعمار المناطق الجنوبية المغربية، عرض المغرب قضيته على محكمة العدل الدولية، فأصدرت حكمها يوم 16 اكتوبر1975م الذي أكد على وجود روابط البيعة بين القبائل الصحراوية وسلطان المغرب، وفي 6 نونبر1975م كانت المسيرة الخضراء نحو مناطق الساقية الحمراء.
  • في 14 غشت 1979م استرجع المغرب إقليم وادي الذهب.

وبقيت سبتة ومليلية والجزر الجعفرية بيد الإسبان حتى الآن.

خاتمة

واجه الغاربة الاحتلال الأجنبي بطرق مختلفة تمثلت في المقاومة المسلحة والنضال السياسي، وقدموا تضحيات جسيمة للحصول على الاستقلال، ثم اتجه بعد ذلك نحو استكمال وحدته الترابية والسير في طريق التنمية.

Ads
Ads Ads Ads Ads
Ads