Ads Ads Ads Ads

التطورات الإقتصادية في العالم الإسلامي – دروس التاريخ – التاريخ والجغرافيا – الجذع المشترك علمي

المستوى: الجذع المشترك علمي والتكنولوجي

المادة : دروس التاريخ – التاريخ والجغرافيا

عنوان الدرس : التطورات الإقتصادية في العالم الإسلامي

تقديم إشكالي

شهد اقتصاد العالم الإسلامي في القرنين 15 و16م تطورات بفعل تحول الطرق التجارية إلى المحيطيين الأطلنتي والهندي، وهو ما أثر على بنية موارد الدولة ومظاهر إنتاجها الاقتصادي.

  • فما هي مظاهر تحول الطرق التجاري وانعكاساتها على مجالات شريان التجارة القديمة؟
  • وما أثر تحولها؟

أثر تحول الطرق التجارية البحرية على شريان التجارة القديمة وعلى اقتصاد العثمانيين

انعكس تحول الطرق التجارية على تراجع الوساطة التجارية الإسلامية خلال القرنين 15 و16م

ظلت منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي بصفة عامة مزدهرة بسبب توفرها على منتوجات تجارية متنوعة (الفلفل، الذهب، الحرير، النحاس، العاج …)، تجارة هذه البضائع والسلع مرورا من البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر جعل المنطقة بصفة عامة تحتل موقعا استراتيجيا هاما وتحظى بأهمية تجارية كبيرة، جعلها محط اهتمام وأطماع الأوربيين، ومع نهاية القرن 16م فقد البحر الأبيض المتوسط أهميته التجارية والسياسية بسبب الاكتشافات الجغرافية التي على إثرها تم اكتشاف مناطق وطرق تجارية أخرى.

تأثر اقتصاد الإمبراطورية العثمانية بتحول الطرق التجارية خلال القرنين 15 و16م

رغم اعتراض البرتغاليين للملاحة الشرقية، فقد شقت هذه التجارة طريقها عبر الشام والبحر الأحمر فحافظت بعض المدن الشرقية التجارية على حيويتها كمدينة حلب التي كانت تنتهي إليها قوافل إيران والخليج العربي عبر إيران والجزيرة العربية حاملة منتجات الشرق من التوابل والعقاقير والعطور والأقمشة الهندية والفارسية، كما تصدى العثمانيون للتهديد البرتغالي الذي اعترض التجارة الشرقية بسيطرتهم على البحر الأحمر وإغلاقه في وجه السفن البرتغالية والمسيحية.

وقد شكلت الفلاحة أساس الاقتصاد العثماني وكانت الدولة تتحكم في %87 من الأراضي الصالحة للزراعة، كما وفر اختلاف الظروف الطبيعية إنتاجا متنوعا، وقد مثلث الضرائب أهم موارد الدولة، فقد كانت الأراضي توزع في قسم منها على شكل اقطاعات وتجبى ضرائب القسم الثاني في شكل التزام، ذلك أن السلطات العثمانية تمنح حكام الولايات مناصبهم بالالتزام أي مقابل مبلغ مالي معين يدفع قسم منه مقدما والآخر مؤجلا، والملتزم بدوره يقوم بتلزيم مقاطعات ولايته إلى أصحاب الشراء والنقود ومدته سنة واحدة مع اشتراط عدم تحصين الملتزم لأكثر من النسبة المعينة، وقد نتج عن هذه السياسة الضريبية (الالتزام) بالإضافة إلى ضرائب أخرى غير شرعية (عوارض) ازدياد نفوذ الرأسمال التجاري، وتعاظم دور الطبقة التجارية المدينية، وازدياد النفوذ الأجنبي على مستوى العلاقات التجارية بفعل استدانة الفلاحين وأصحاب التيمار من الطبقة التجارية بفوائد جد عالية كانت تعجز عن تسديدها.

انعكاس تحول الطرق التجارية على موارد الدولة المغربية وإنتاجها الاقتصادي خلال القرنين 15 و16م

أوضاع المغرب الإقتصادية والإجتماعية نتيجة تزايد الضغط الأوربي نهاية القرن 15م وبداية القرن 16م

نتج عن الغزو الأيبيري للموانئ الشمالية المغربية احتلال سبتة وتحول الطرق التجارية الداخلية نحو الموانئ، إذ أصبحت السلع والمنتجات المغربية تصرف إلى جهات مختلفة، وقد أصبحت المراكز البرتغالية قاعدة لشحن الخيرات المغربية لاسيما الفلاحية، كما عمل البرتغال على امتصاص السلع السودانية خاصة العبيد والتبر، وقد استفادت منطقة دكالة وسكان سواحل إفريقيا من تحول الطرق التجارية من البحر المتوسط نحو المحيط الأطلنتي، كما انتعشت التجارة المحلية الداخلية نتيجة إقبال التجار الأجانب عليها، وتم تنشيط التجارة الخارجية التي شكلت أحد عناصر قوة الاقتصاد المغربي في هذه المرحلة، وانتشار نظام الشركة والاستثمار بسبب توفر القروض، وظهور طبقة تجارية، وارتفاع المستوى المعيشي، في حين كانت باقي المناطق تعاني من ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة في ظل الفتن الداخلية والغزو الأيبيري.

كما شهد المغرب أزمة حادة فرضت عليه الانعزال والانكماش ارتبطت باحتلال البرتغاليين للأراضي المغربية، مما أدى إلى تراجع الدولة الوطاسية التي لجأت إلى إثقال السكان بالضرائب مما ألحق بهم ضررا كبيرا، وأخيرا تقلصت المساحات المغربية المزروعة الشيء الذي نتج عنه تراجع الإنتاج الفلاحي، إضافة إلى الكوارث الطبيعية (الجفاف)، والنتيجة هي ارتفاع الأسعار وانتشار المجاعة.

عرف المغرب تطور اقتصادي في ظل التحول التجاري والخصائص السياسية والاقتصادية لأحمد المنصور

  • تشجيع التجارة الخارجية لتوفير الموارد ومواجهة القوى المنافسة لهم، وقد مثلت تجارة السكر موردا أساسيا للخزينة المغربية السعدية، حيث شكلت ثلث عائدات التجارة الخارجية في عهد أحمد المنصور.
  • استقطاب هام من تجارة القوافل الصحراوية إضافة لما وفره ضم السودان من الذهب.
  • ازدهار التجارة ونمو الصناعات بالمدن فانتعشت التجارة الداخلية من خلال تزايد عدد الفنادق والأسواق.
  • حقق الجيش المغربي السعدي انتصارا واضحا في معركة واد المخازن، هذا الانتصار أدى إلى انهيار القوة العسكرية والمعنوية للبرتغال والدول الحليفة، كما مكن الجيش السعدي من موارد مالية انعكست على الاقتصاد المغربي وقوته العسكرية وأتاحت له تجديدها.
  • دخول دولة أحمد المنصور في منافسة حادة ضد الأسبان بسبب رغبة الطبقة البرجوازية في نشر نفوذها على بلاد السودان والتنافس حول طرق القوافل الصحراوية والتحكم فيها.

خاتمة

كان لتحول الطرق التجارية من البحر المتوسط إلى المحيط الأطلنتي أثر كبير على اقتصاد العالم الإسلامي وتراجع موارده ومداخيله وركود إنتاجه.

التطورات السياسية والإجتماعية في العالم الإسلامي – دروس التاريخ – التاريخ والجغرافيا – الجذع المشترك علمي

المستوى: الجذع المشترك علمي والتكنولوجي

المادة : دروس التاريخ – التاريخ والجغرافيا

عنوان الدرس : التطورات السياسية والإجتماعية في العالم الإسلامي

تقديم إشكالي

تزامن امتداد النفوذ العثماني بالضفة الجنوبية مع ظهور السعديين بالمغرب، وارتبط ذلك بتحولات سياسية وعسكرية فرضت على العالم الإسلامي ضرورة التحرك للحفاظ على كيانه السياسي، والدفاع عن كيانه الترابي بكل الوسائل الممكنة.

  • فما هي الوسائل الإدارية والعسكرية التي عملت على تحقيق هذه الغاية؟
  • وكيف أصبح الوضع الديني والاجتماعي في ظل هذا الظرف خلال القرنين 15و 16م؟

طبيعة النظام السياسي والإداري والعسكري للإمبراطورية العثمانية خلال القرنين 15و 16م

اعتمد العثمانيون على جهاز إداري مركزي ومحلي

الجهاز الإداري المركزي

تشكلت الإدارة المركزية من العناصر الآتية:

  • الباب العالي: وهو أعلى سلطة، تتجسد في قوة السلطان المستمدة من قوة جيشه، وهذا اللقب كان يطلق على الحكومة العثمانية، ويعني في الأصل “قصر السلطان”، وقد لقب السلطان العثماني بعدة ألقاب “البرين “و” البحرين” حاميا الحرمين الشريفين، وكانت له سلطة مطلقة تنفيذية وتشريعية وقضائية، باستثناء الأمور الإسلامية.
  • الصدر الأعظم: أعلى منصب بعد السلطان، وهو رئيس الوزراء، ورئيس الديوان، يعين الجيش وجميع المناصب الإدارية المركزية أو الإقليمية.
  • الدفتر دار: المكلف بالشؤون المالية وحساب مواردها ومصاريفها، وهو يلي الصدر الأعظم، يتمتع بحق تقديم العرائض المالية
  • للسلطان.
  • الكاهية باشا: الموظف العسكري الذي يتكلف بتسيير الشؤون العسكرية للإمبراطورية.
  • الشاوس باشا: موظف ينفذ الأحكام القضائية التي يصدرها القضاة.
  • رئيس الكتاب: هو كاتب السلطان مهمته جمع القوانين.
  • مجلس الديوان: يشرف على تسيير الشؤون العامة للدولة، وهو أهم مجلس يقدم اقتراحات للسلطان أو للصدر الأعظم.
  • شيخ الإسلام: إصلاح الفتاوى الشرعية.

كان للانتماء المجالي تأثير كبير على وضعية ومكانة صاحب منصب ما، ويتمثل ذلك في تراتبية أجهزة الدولة العثمانية، وفيما يخص بروتوكول الاستقبال، فقاضي الرميلي كان أقرب وأعلى مكانة للسلطان من قاضي أناضول، هذان القاضيان أول من يدخل على السلطان، يليهما الوزير الأعظم والثاني والثالث ثم رئيس الكتاب ورئيس بيت المال، ولا يرى غيرهم.

الجهاز الإداري المحلي في الإمبراطورية العثمانية

كانت الدولة العثمانية تنقسم إلى مقاطعات (سناجق)، وعلى رأس كل مقاطعة وال “سنجق بك” له اختصاصات عسكرية وإدارية يساعده ديوان وصوباشي (وهو ضابط أمن بصفة أساسية)، وبعد اتساع أطراف الإمبراطورية أصبحت تضم ألوية جديدة كان من الصعب ربطها بالعاصمة، فاضطرت الدولة إلى ضم عدد منها في ولاية واحدة، وعين على كل رأس ولاية أمير أمراء الألوية (بكلر بك).

ساهم الجيش في تركيز نفوذ الدولة العثمانية

العناصر المكونة للجهاز العسكري في الإمبراطورية

كانت عناصر الإنكشارية تتلقى تربية إسلامية، وكان هناك قانون داخلي نظم علاقات هذه العناصر مع بعضها البعض، ومنع الزواج طيلة مدة الخدمة العسكرية، وفرض عليها الطاعة المطلقة، مما جعل عناصر هذا الجيش تفقد روابطها الأصلية دون أن تستطيع اكتساب روابط جديدة، مما أحيا لديها روح الجماعة المهنية، وروح الولاء لعرش السلطان، كما كانت عناصر الإنكشارية تتكون من أسرى الحرب، وأصبحت الإنكشارية في نهاية القرن 15م من أهم الفيالق العسكرية التي تسترد إليها الدولة، وقد أبان هذا الجيش في مرحلة قوة الدولة العثمانية عن انضباط كبير وقوة دفاعية أكسبتها هيبة كبيرة في الداخل والخارج، ومن وظائف السباهية أنهم كانوا يشكلون ما يسمى بالتيمار العسكري، وهو نظام يمكن جيش السباهية (الخيالة) من إدارة الأراضي الزراعية (التيمارات) التي تسلم لهم مقابل خدماتهم في الجيش، ويقومون أيضا بجمع الضرائب من الفلاحين، ولا يتلقون أجورهم من الخزينة العثمانية، والسباهية كانوا أكثر عددا ويتوفرون على امتيازات اجتماعية أحسن من الإنكشارية، فالجيش كان يقوم بأدوار تتمثل في المحافظة على الأرض والاستقرار وقمع الثورات.

التجهيزات والمعدات العسكرية العثمانية

استخدم الجيش العثماني السلاح الناري منذ ظهوره وانتصرت فرقته المدفعية، كما انتصر بقوته العسكرية، إلا أنه تلقى هزيمة من طرف البنادقة في غاليبولي سنة 1416م، الشيء الذي حملهم على التفكير جديا في إنشاء أسطول بحري، وتجهيزه تجهيزا محكما من أجل حماية شواطئهم وفرض سيادتهم في البحر الأسود والبحر المتوسط، ومواجهة القرصنة، ودعم حركة الجهاد البحري ضد المسيحيين.

معرفة طبيعة الدولة والنظم السياسية والإدارية في المغرب خلال العهد السعدي خلال القرن 16م

طبيعة التنظيم السياسي والإداري بالمغرب خلال العهد السعدي

في المجال السياسي

تميز المغرب خلال حكم الوطاسيين بالتجرئة والتفكك السياسي، إذ لم يعد نفوذ الدولة يتجاوز القسم الشمالي ما بين واد أم الربيع وطنجة، مما أثار قبائل ضدها، هذا بالإضافة إلى الكوارث الطبيعية التي عرفتها المرحلة، حيث توالت سنوات الجفاف والمجاعة، ثم تفشي داء الطاعون، فانقسم المغرب إلى عدة إمارات، وقد شن الإيبيريون (البرتغاليون والإسبان) هجمة استعمارية على المغرب شملت السواحل الأطلسية والمتوسطية احتلت على إثرها سبتة من أجل السيطرة على التجارة الدولية للمواد النفيسة واستغلال السودان، كما شكلت عبدة ودكالة المصدر الأساسي للتزود بالحبوب، في خضم هذه الأوضاع تأسست دولة السعديين، التي وضعت حدا للأطماع العثمانية، وانتصرت على البرتغاليين في معركة وادي المخازن سنة 1578م، وقامت بضم بلاد السودان (إفريقيا السوداء خاصة الغربية) في عهد السلطان أحمد المنصور الذهبي.

في المجال الإداري المركزي

تشكلت الإدارة المركزية لدولة السعديين من العناصر الآتية:

  • السلطان: الذي كان يجمع بين السلطتين الدينية والدنيوية.
  • الحاجب: المسؤول الأول عن الحكومة وينظم الاتصال بين السلطان والولايات.
  • صاحب المظالم: يتلقى الشكايات ويرفعها إلى السلطان للبث فيها.
  • صاحب خزائن الدار: المشرف على أموال الدولة بقصر السلطان.
  • كاتب السر: يحافظ على سر الدولة.

كان السلطان يترأس الجهاز الإداري، وحمل كل ألقاب السلطة اعتبارا للأصل العربي السعدي، ونسبهم الشريف، واتخذ المغرب المركزي في عهد أحمد المنصور شكل جهاز سياسي إداري قوي شمل إلى جانب السلطان عدة مناصب عليا.

أهم المناصب في الإدارة الإقليمية
  • خليفة السلطان: من أبناء الأسرة الملكية، الوالي أو العامل في الإقليم.
  • القاضي: يصدر الأحكام
  • عمال الخراج: يجمعون أعشار المنتوجات الفلاحية.
  • شيخ القبيلة: يسهر على أمن الطرق بالمنطقة.
  • صاحب الشرطة: يحافظ على الأمن، و ينفذ العقوبات.
  • أمناء الحرف: يتدخلون للتحك مي من أجل جل النزاعات.

بالنسبة للإدارة المحلية أو الإقليمية فقد خضعت بدورها لتنظيم يدل على تطور واستقرار مؤسسات الدولة، وعن حرصها على بسط نفوذها، فتم توزيع البلاد إلى 12 ولاية أو إقليم، أسندت إدارتها لعناصر تحظى بثقة المخزن.

إبراز أهمية المؤسسات العسكرية في الدولة السعدية خلال القرن 16م

تنوعت العناصر المكونة للجيش السعدي والتي تمثلت في أفراد القبائل المغربية وخاصة قبائل سوس، بالإضافة إلى العرب ذوي الأصول الأندلسية (الموريسكيون)، والأتراك، والأوربيين، كما أنشأ السلطان أحمد المنصور الأسطول الحربي، وعمل على تحصين بعض الموانئ خاصة العرائش والرباط وسلا، وقد تعددت مداخيل الدولة السعدية في عهد أحمد المنصور، إذ شملت الضرائب، والرسوم الجمركية، وعائدات تجارة القوافل، ومصانع السكر، واستغلال المناجم، بالإضافة إلى غنائم معركة وادي المخازن.

طبيعة الأوضاع الدينية والاجتماعية في العالم الإسلامي خلال القرنين 15 و16م

الأوضاع الدينية والاجتماعية في الإمبراطورية العثمانية

كانت الإمبراطورية العثمانية تجمع بين شعوب متعددة الأعراق والديانات والثقافات، وتتكون من ولايات لكل منها تراثها التاريخي المختلف، مما فرض عليها ضرورة تبني التسامح الديني، وعدم الإقصاء، وحماية الاستقلال، وتمثل هذا التنوع الثقافي في:

  • انتشار الديانة المسيحية الأورتودكسية بعد ضم القسطنطينية.
  • المذاهب السائدة في الإمبراطورية هي المذهب السني مما يفسر خلافهم المستمر مع الصفويين الشيعة.
  • انتشار المذهب الحنفي بشكل كبير داخل الإمبراطورية وتهميش المذهب المالكي.
  • تعدد الطرق الصوفية رغم معارضة فقهاء السنة لها نظرا لمساهمتها في إحياء الحماس الديني إبان أول مراحل التوسع العثماني وخاصة فرقة الدراويش، على العموم كانت لدوي المناصب الدينية امتيازات عديدة: إعفاأت من الضرائب، مناصب مهمة، أملاك وضيعات …
  • شكلت الديانة الإسلامية أهم ديانة لأغلب السكان، وحظي رجال الدين بمكانة هامة مما أدى إلى خضوعهم للهرمية، المفتي الأكبر أو شيخ الإسلام، قاضيا (الرملي والأناضول) …

مظاهر الأوضاع الدينية والاجتماعية في المغرب السعدي خلال القرن 16م

الأوضاع الدينية

لعبت الزوايا دورا كبيرا كمؤسسة دينية اجتماعية: نشر العلم والمعرفة، مركز للصلاة والذكر والأدعية، تقوم بدور تربوي مهم في الأوساط الشعبية، ومأوى للمحتاجين وعابري السبيل، كما تعتبر الزاوية الجزولية من أهم الزوايا خلال هذه المرحلة وعنها تفرقت أهم الزوايا.

الأوضاع الاجتماعية

تنوعت العناصر السكانية للمغرب خلال عهد السعديين، فالأتراك والأوربيون، عملوا بالجيش، أما السودانيون فقد عملوا في القصور والحقول وأوراش البناء ومعاصر السكر، والأندلسيون عملوا بالتعليم والطب ووظائف متنوعة، وفي القرى مارسوا الزراعة والغراسة، وقد انقسم المغاربة إلى فئتين: فئة ذوي الامتيازات، وقد شملت رجال الحكم، رؤساء القبائل، أعيانها ومشايخها احتكروا التجارة والصناعة، واستفادوا من مجموعة من الامتيازات على شكل عطاأت وإقطاعات، وفئة عامة، وقد شملت الفلاحين الصغار والعمال في الفلاحة، مما سيؤدي إلى تمرد القبائل والسكان نتيجة التفاوت الطبقي الكبير وإثقالهم بالضرائب لاسيما بعد توالي الكوارث الطبيعية مما أدى إلى تضرر هذه الفئة الاجتماعية الصغيرة، كما لعبت المرأة في المجتمع السعدي عدة أدوار سواء على المستوى الفكري أو العلمي والاجتماعي (مساجدء مرافق اقتصادية…).

خاتمة

أدت التحولات السياسية بالبحر الأبيض المتوسط خلال القرن 16م إلى تقوية العثمانيين والسعديين للأجهزة الإدارية والعسكرية، والحفاظ على الخصوصيات الدينية والاجتماعية لضمان الصمود في وجه المد المسيحي الأيبيري.

المد الإسلامي امتداد النفوذ العثماني وبداية التدخل الأوربي – دروس التاريخ – التاريخ والجغرافيا – الجذع المشترك علمي

المستوى: الجذع المشترك علمي والتكنولوجي

المادة : دروس التاريخ – التاريخ والجغرافيا

عنوان الدرس : المد الإسلامي امتداد النفوذ العثماني وبداية التدخل الأوربي

تقديم إشكالي

خلال القرنين 15 و16م شكل العالم الإسلامي مجالا لاختبار موازين القوى بين العثمانيين والأوربيين، وامتد الصراع بين الطرفين ليشمل مناطق تجاوزت البحر المتوسط لتصل وسط أوربا ومنطقة المشرق العربي.

  • فما هي أسباب امتداد النفوذ العثماني والأوربي؟
  • وما هي مراحل توسع كل منهما؟

أسباب ومراحل امتداد النفوذ العثماني خلال القرنين 15 و16م

تعددت أسباب امتداد نفوذ العثمانيين

تتجلى هذه الأسباب في رغبة العثمانيين في السيطرة على مدينة القسطنطينية 1453م، واتخاذها عاصمة لإمبراطوريتهم لتأمين المواصلات بين مناطق نفوذهم الآسيوية والأوربية، كما عمل الأوربيون أيضا للرد على المحاولات البرتغالية الهادفة إلى خنق الاقتصاد العثماني والسيطرة على تجارة البحر المتوسط.

دوافع امتداد النفوذ العثماني بالعالم الإسلامي

سعى العثمانيون إلى مواجهة التدخل الإسباني والإيطالي بشمال غرب إفريقيا، ومواجهة التدخل البرتغالي ببحر عمان، والبحر الأحمر، والمحيط الهندي، وكذا السيطرة على الشرق الأقصى والهند، إضافة إلى حماية الحرمين الشريفين.

ساهمت عدة عوامل في توسيع نفوذ الدولة العثمانية خلال القرنين 15 و16م

مراحل امتداد النفوذ العثماني بأوربا

استولى السلطان العثماني محمد الفاتح على القسطنطينية لأهميتها الإستراتيجية والتجارية، كما ضم العثمانيون سنة 1463م منطقة البوسنة، واستطاعت جيوش السلطان سليمان القانوني دخول مدينة بودابست عاصمة بلغاريا بعد هزم الجيوش الأوربية في معركة موهاكس استعدادا للهجوم مستقبلا على النمسا وألمانيا، تم كما إخضاع جزر قبرص وكريت ورودس سنة 1573م.

مراحل امتداد النفوذ العثماني بالعالم الإسلامي

هاجم السلطان سليم الأول إيران وانتصر على الشاه إسماعيل في معركة “جال ديرات” سنة 1514م بسبب احتلال الإيرانيين للعراق، ونشر مذهبهم الشيعي بالمنطقة، كما استغل السلطان ضعف المماليك فاحتل الشام بانتصاره في معركة مرج دابق سنة 1516م، كما ضم مصر والحجاز، فأصبح العثمانيون يحمون الحرمين الشريفين، وخلال سنة 1518م تمكن العثمانيون من ضم الجزائر، وأخضعوا أيضا تونس لحكمهم سنة 1575م بعد هزم الحفصيين، والقضاء على الوجود الإسباني بالمنطقة.

أسباب ومراحل بداية التدخل الأوربي ونتائجه في العالم الإسلامي خلال القرنين 15 و16م

أسباب التدخل الأوربي بالعالم الإسلامي

ارتبطت بداية التدخل الأوربي بالعالم الإسلامي بعدة أسباب، منها: الموقع الاستراتيجي لبعض البلدان العربية والإسلامية، كالمغرب الذي يطل على المحيط الأطلنتي والبحر المتوسط، وشبه الجزيرة العربية التي تعتبر نقطة إلتقاء بين أوربا وإفريقيا وآسيا، مما يسمح بمراقبة طرق التجارة العالمية.

مراحل بداية التدخل الأوربي في العالم الإسلامي خلال القرنين 15 و16م

  • المغرب الأقصى: ركز البرتغال في احتلاله للسواحل المغربية خلال المرحلة الأولى على الثغور الشمالية باستعمال القوة، في حين أخضع المناطق الجنوبية بنهجه الأسلوب السياسي والديبلوماسي.
  • المغرب الأوسط: ركز الإسبان على المدن الساحلية كتلمسان لتأمين الطريق البحري الرابط بين إسبانيا وممتلكاتها بالبحر الأبيض المتوسط.
  • المشرق العربي: احتل البرتغال الطريقين العالميين عبر الشرق الأدنى نحو أوربا، وهما طريق الخليج العربي وطريق البحر الأحمر، اللذان تتحكم فيهما مضيق “هرمز” و”باب المندب”، حيث استطاعوا التحكم في طرق التجارة الشرقية.

ترتب عن التدخل الأوربي في العالم الإسلامي مجموعة من النتائج

فقد المغرب أهميته التجارية (تجارة القوافل الصحراوية) بعد هيمنة البرتغال على مصادر الإنتاج بالجنوب، نفس الضرر لحق بالمشرق العربي من خلال القضاء على الوساطة العربية بين أوربا والمناطق الآسيوية المنتجة للتوابل والحرير، كما أدى التدخل الأوربي بالعالم الإسلامي إلى اندلاع المقاومة ضد الاحتلال الأجنبي بتوجيه من العلماء، أما بالمغرب فقد ظهرت الدولة السعدية التي حملت لواء الجهاد ضد الأيبيريين، وتجلى ذلك واضحا خلال انتصارهم على البرتغال في معركة وادي المخازن سنة 1578م.

خاتمة

تنازعت العالم التوسطي ابتداء من القرن 15م قوى إسلامية وأوربية، انتهى الصراع بسقوط العالم الإسلامي تحت سيطرة إحدى القوتين، ماعدا المغرب الذي ظهرت به الدولة السعدية.

Ads
Ads Ads Ads Ads
Ads