Ads Ads Ads Ads

درس أوروبا من نهاية الحرب العالمية الأولى إلى أزمة 1929م – دروس التاريخ – التاريخ والجغرافيا

المستوى: الأولى باك علوم رياضية والأولى باك علوم تجريبية

المادة : دروس التاريخ – التاريخ والجغرافيا

عنوان الدرس :  أوروبا من نهاية الحرب العالمية الأولى إلى أزمة 1929م

تمهيد إشكالي

أدى اشتداد التنافس الإمبريالي والأزمات التي ارتبطت به إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى التي نتجت عنها تحولات عميقة.

  • ما هي نتائج ومراحل هذه الحرب؟
  • ما التطورات التي عرفتها أوربا من نهاية الحرب إلى أزمة 1929م؟

مراحل الحرب العالمية الأولى ونتائجها

مرت الحرب العالمية الأولى بمرحلتين أساسيتين

المرحلة الأولى ما بين 1914 و1917م

تميزت بتفوق وانتصارات دول المحور بزعامة ألمانيا بفعل قوتها العسكرية البرية والبحرية (الدبابات، الطائرات الحربية، الغواصات، بنادق التكرار…)، كما استخدمت خلالها الثورة العربية الكبرى ضد الإمبراطورية العثمانية.

المرحلة الثانية ما بين 1917 و1918م

تميزت بانسحاب روسيا من الحرب بعد قيام الثورة البولشفية في مارس 1917م إثر هزائمها المتتالية، وتفاقم الأوضاع الداخلية، وبداية 1917م وسعت ألمانيا نطاق حرب غواصاتها لتشمل جميع السفن التجارية للدول المحايدة المتجهة إلى دول الوفاق بما فيها سفن الولايات المتحدة الأمريكية، ومع دخول هذه الأخيرة الحرب قلب الكفة لصالح الحلفاء الذين انتصروا باستعمال أسلحة جديدة كالدبابات والمدافع والطائرات والغازات السامة، فعقدت معاهدة بريست ليتوفسك سنة 1918م التي أقرت رسميا إنهاء الحرب على ألمانيا.

خلفت الحرب العالمية عدة نتائج

الخسائر البشرية

تسببت الحرب في خسائر بشرية كثيرة بسبب ارتفاع عدد القتلى (10مليون قتيل) وأعداد هائلة من المعطوبين والجرحى والمفقودين مما أدى إلى انتشار ظاهرة الشيخوخة وتراجع نسبة السكان النشطين.

النتائج الاقتصادية

خلفت الحرب خسائر اقتصادية جسيمة بعد تدمير البنيات الاقتصادية والاجتماعية (كالمعامل والمساكن والأراضي الفلاحية والطرق)، مما أدى إلى تراجع الإنتاج الفلاحي والصناعي، وانتشار الفقر والبطالة، وقد عاشت الدول المتحاربة أزمة مالية خانقة بسبب نفقات الحرب الباهضة، فازدادت مديونية الدول الأوربية بعد لجوئها للاقتراض من الخارج، كما ركزت بعض الدول على مستعمراتها لتنشيط اقتصادها، ومقابل التراجع الأوربي استفادت دول أخرى من الحرب كالولايات المتحدة الأمريكية واليابان.

النتائج السياسية

فككت الأنظمة الإمبراطورية القديمة، وسقطت الأسر الاقطاعية الحاكمة بها (روسيا، ألمانيا، النمسا المجر …)، كما تغيرت الحدود الترابية للقارة الأوربية بظهور دول جديدة، وقامت الثورة الروسية التي طبقت أول نظام اشتراكي، وعقد مؤتمر للصلح بقصر فرساي سنة 1919م الذي فرضت معاهداته شروطا قاسية على الدول المنهزمة، كما أنشئت عصبة الأمم لنشر السلم والتعاون انطلاقا من المبادئ 14 للرئيس الأمريكي ولسون.

يتضح من المعاهدات التي أعقبت هذه الحرب أن الدول التي فرضت عليها أكثر الشروط قسوة هي ألمانيا والنمسا–هنغاريا

التطورات بأوربا من نهاية الحرب العالمية الأولى إلى أزمة 1929م

التطورات السياسية بروسيا

تمكن البلاشفة بزعامة لينين بعد الإطاحة بالنظام القيصري (نيكولا الثاني) في مارس 1917م من الاستيلاء على السلطة في شهر أكتوبر من نفس السنة، وقد وضع البلاشفة برنامجا ثوريا تضمن الانسحاب من الحرب العالمية الأولى ومنع الملكية الخاصة وذلك بتأميم وسائل الإنتاج ممهدا لبناء مجتمع اشتراكي، وقد أدت قرارات لينين إلى ظهور معارضة داخلية تزعمتها الفئات المتضررة من الثورة كالملاكين الكبار وقادة الجيش بدعم من الدول الرأسمالية، مما أدى إلى اندلاع حرب أهلية بين جيش الثورة (الجيش الأحمر) والجيش الأبيض الذي كونته القوى المضادة غير أن التنظيم المحكم لزعماء الثورة وانعدام التنسيق بين القوات المناوئة عجل بالنصر النهائي للبلشفيين بعد حرب دامت  3سنوات، وترسيخ النظام الاشتراكي بروسيا، بعد القيام بعدة إجراأت: كشيوعية الحرب، ثم تطبيق السياسة الاقتصادية الجديدة.

وضعية بعض الدول الأوربية بعد الحرب العالمية الأولى

فرنسا

خرجت فرنسا ضعيفة من الحرب العالمية الأولى بسبب تضرر اقتصادها، فارتفعت أسعار المواد الغذائية والمواد المصنعة، وانتشر التضخم نتيجة اختلال التوازن بين العرض والطلب (بين كمية الإنتاج والكتلة النقدية)، ومن الناحية السياسية عمت الإضرابات والاحتجاجات النقابية، فواجهتها الدولة بالقمع خوفا من قيام ثورة شبيهة لما حدث بروسيا، كما أن الحكومة عاشت صعوبات لعدم تحقيق توافق سياسي بين أحزابها الوطنية، ورافق كل ذلك نهج سياسة صارمة اتجاه ألمانيا وتكثيف استغلال خيرات المستعمرات.

ألمانيا

عرفت ألمانيا بعد الحرب أزمة اقتصادية خانقة بعد تراجع الإنتاج الصناعي، وتزايد الدين الخارجي، وثقل تعويضات الحرب، مما أدى إلى موجة من الاحتجاجات كانت حكومة فيمار المنتخبة عاجزة عن مواجهتها خاصة بعد اندلاع ثورة الشيوعيين (السبارطاكيين)، وقد هيأت الأزمة الاقتصادية والسياسية بألمانيا الظروف لبروز الحزب النازي بزعامة هتلر الذي مهد لتصاعد التطرف السياسي، فاستطاع الفوز في انتخابات سنة 1933م والجمع بين كل السلطات سنة 1934م.

إيطاليا

بالإضافة إلى الأزمة السياسية عرفت إيطاليا تراجع الإنتاج الصناعي، وازدياد الدين الخارجي، مما أدى إلى تراجع قيمة العملة (الليرة)، وانخفاض الأجور وتدهور القدرة الشرائية للمواطنين، فانتشر السخط الاجتماعي مما عزز مكانة الحزب الفاشي بزعامة موسيليني الذي استطاع الوصول لرئاسة الوزراء سنة 1922م، ووضع دعائم الديكتاتورية الفاشية.

انعكاسات أزمة  1929على الأوضاع بأوربا

انطلقت أزمة اقتصادية كبرى من بورصة وول ستريت في نيويورك بانهيار مفاجئ لأسعار الأسهم يوم الخميس 24 أكتوبر 1929م (الخميس الأسود)، بعد اختلال العرض والطلب في بيع الأسهم، مما أدى إلى إفلاس المضاربين والمساهمين والبنوك، ونظرا لارتباط الميدان المالي بباقي القطاعات الاقتصادية (الفلاحة، والصناعة، والتجارة) فقد انتقلت إليها الأزمة، فانتقلت الأزمة من الولايات المتحدة الأمريكية إلى باقي البلدان الرأسمالية المرتبطة بها وعلى رأسها إلى أوربا وخاصة ألمانيا، النمسا، انجلترا فرنسا واليابان … نظرا لارتباطها الوثيق مع الولايات المتحدة الأمريكية، بسبب:

  • سحب أمريكا لرساميلها وقروضها.
  • نهج الدول سياسة الحمائية تجاه المنتجات الأجنبية (تضرر اليابان).
  • توقف الإعانات والمساعدات المقدمة لبعض الدول بعد الحرب (للنمسا وألمانيا).
  • وقد تعددت نتائج الأزمة الاقتصادية بأوربا، منها:
  • تكدس الإنتاج وانخفاض الأسعار.
  • إفلاس المقاولات والشركات والمصانع.
  • تراجع قيمة الصادرات وعجز في الميزان التجاري.
  • تسريح العمال لخفظ الإنتاج.
  • ارتفاع أعداد العاطلين وانخفاض القدرة الشرائية، ما نتج عنه تنظيم مسيرات نحو المدن الكبرى تحولت إلى إضرابات ومظاهرات دموية.
  • توطيد الأنظمة الديكتاتورية الفاشية والنازية لسلطتها في إيطاليا وألمانيا.

ونظرا للارتباط الوثيق لغالبية دول العالم مع أوربا كمستعمرات فإن الأزمة انتقلت إليها كنتيجة حتمية لتشمل الأزمة كل العالم.

خاتمة

ساهمت مخلفات الحرب العالمية الأولى ونتائج الأزمة الاقتصادية العالمية في حدوث تحولات كبرى بأوربا أضعفت الأنظمة الديمقراطية وسهلت وصول الديكتاتوريات للحكم ممهدة لاندلاع حرب عالمية ثانية.

شرح المصطلحات

  • نيقولا الثاني: آخر إمبراطور لروسيا القيصرية، تم الإطاحة بحكمه بعد ثورة العمال والجيش في مارس 1917م.
  • لينين: واسمه الحقيقي فلاديمير اليتش اوليانوف زعيم الثورة البولشفية.
  • موسوليني: زعيم ايطالي عينه ملك ايطاليا على رأس الحكومة سنة 1922م، أقام نظاما ديكتاتوريا بعد أن جمع جميع السلطات بيده بداية الثلاثينات.
  • جمهورية فيمار: جمهورية ديمقراطية قامت بألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى سنة 1919م.

العالم العربي – مشكل الماء وظاهرة التصحر – دروس الجغرافيا – تاريخ وجغرافيا – الأولى باك علوم

المستوى: الأولى باك علوم رياضية والأولى باك علوم تجريبية

المادة : دروس الجغرافيا – التاريخ والجغرافيا

عنوان الدرس : العالم العربي – مشكل الماء وظاهرة التصحر

تمهيد إشكالي

تواجه العالم العربي مجموعة من التحديات من أهمها مشكل الماء وفقدان الأراضي الزراعية بسبب ظاهرة التصحر، بالإضافة إلى مشكل التلوث، ومن المنتظر أن تزداد حدة هذه المشاكل مستقبلا.

  • فكيف تتوزع الموارد المائية بالعالم العربي؟
  • وأين تتجلى مظاهر وأبعاد أزمة الماء؟
  • وما هي مظاهر التصحر وتحدياته في العالم العربي؟
  • وما هي التدابير المتخذة لمواجهة هذه الظاهرة؟

توزيع الموارد المائية في العالم العربي ومظاهر الخصاص المائي

توزيع الموارد المائية في العالم العربي وعوامله

تعتبر التساقطات أهم مصدر للمياه في العالم العربي (%82) مقارنة مع المياه السطحية (%16.1) والجوفية (%1.5) وغيرها من المصادر الأخرى (%0.3)، ويختلف توزيع الموارد المائية حسب الأقاليم حيث تتركز %53.11 منها ببلدان النيل والقرن الإفريقي، و%31.29 ببلاد الشام والعراق، و%13.05 ببلدان المغرب العربي، وفي المرتبة الأخيرة تأتي شبه الجزيرة العربية ب%2.51، كما يختلف التوزيع حسب الدول، فإذا استثنينا العراق والسودان ومصر التي تستفيد من التزويد الخارجي، فإن باقي دول العالم العربي تعاني من قلة الماء، إما بسبب صغر المساحة أو قحولة المناخ.

بعض مظاهر الخصاص المائي بالعالم العربي

يعد العالم العربي من أفقر مناطق العالم على مستوى المياه رغم توفره على %10.2 من مساحة العالم، و%5 من سكانه، وتتجلى مظاهر الخصاص المائي بالعالم العربي في:

  • عدم توفره سوى على %0.5 من مجموع المياه المتجددة في العالم.
  • ضعف متوسط نصيب الفرد من المياه ( 1000م³) مقارنة بالمتوسط العالمي ( 7700م³)، بل إن هناك بعض الدول التي ينخفض فيها إلى اقل من 500م³ سنويا خاصة بشبه الجزيرة العربية.

ويمكن تقسيم دول العالم العربي حسب وضعيتها المائية إلى ثلاث مجموعات:

  • المجموعة الأولى: تتكون من الدول في وضعية جيدة ، لأن نصيب الفرد من الماء يفوق 2000م³ في السنة، وهي العراق والسودان وموريتانيا.
  • المجموعة الثانية: تضم الدول في وضعية متوسطة، لأن نصيب الفرد فيها يتراوح بين  1000 و2000م³ في السنة، وهي جزر القمر ولبنان والصومال والمغرب ومصر.
  • المجموعة الثالثة: تضم باقي الدول العربية التي هي في وضعية صعبة وخصاص مائي، لأن نصيب الفرد يقل عن 1000م³ في السنة، وهي أقطار شبه الجزيرة العربية والخليج العربي إضافة إلى الجزائر وتونس.

الأبعاد الديموغرافية والاقتصادية والإستراتيجية لمشكل الماء في العالم العربي

البعدان الديموغرافي والاقتصادي لمشكل الماء بالعالم العربي

يعد التطور السريع للسكان في العالم العربي من بين العوامل التي ساهمت ومازالت تساهم في تراجع حصة الفرد من الماء مما يهدد بخصاص مائي خطير في المستقبل، ويؤكد ذلك تطور الوضع المائي بهذه الأقطار ما بين 1950 و1990م، والذي انخفضت فيه حصة الفرد بشكل خطير من 4183م³ إلى 1303م³، ومن المتوقع أن تستمر في الانخفاض حسب توقعات 2025م لتصل إلى 553.8م³، كما أن تطور الأنشطة الاقتصادية بهذه البلدان يساهم في الرفع من استهلاك الموارد المائية، حيث تستحوذ الفلاحة على %88.6 متبوعة بالاستهلاك المنزلي %6.4، فالصناعة %5، وتؤكد التوقعات المستقبلية أن ضغط هذه القطاعات سيؤدي إلى تزايد الطلب على الماء خصوصا بالمدن الكبرى التي تعرف ضغطا سكانيا.

البعد الاستراتيجي لمشكل الماء في العالم العربي

يتجسد هذا البعد بوضوح في منطقة الشرق الأوسط التي بدأت تظهر بها معالم أزمة مائية بسبب القحولة وعدم كفاية الأراضي الزراعية، ويتضح هذا الوضع في السياسة التي ينتهجها الكيان الإسرائيلي في الاستحواذ على مياه المنطقة، بالإضافة إلى الأزمات الكبرى الأخرى حول تقاسم المياه، فهناك:

  • مشكل تقاسم مياه حوض النيل بين مصر والسودان وأثيوبيا.
  • مشكل توزيع مياه نهري دجلة والفرات بين العراق وسوريا وتركيا.
  • مشكل توزيع مياه نهر الأردن بين سوريا والأردن ولبنان والكيان الصهيوني.

هذا الوضع يطرح فكرة إعادة رسم الحدود مستقبلا بين دول المنطقة على الموارد المائية.

مظاهر التصحر بالعالم العربي وأبعادها الخطيرة

مظاهر وعوامل ظاهرة التصحر عالميا

التصحر هو تدهور الأراضي الزراعية، حيث تفقد خصوبتها وقدرتها على الإنتاج بيولوجيا واقتصاديا، بسبب القحولة والجفاف، وهي ظاهرة تهم المناطق الجافة وشبه الجافة والمناطق المدارية شبه الرطبة، ومن بين مظاهر التصحر وأخطاره، هناك:

  • نضوب المياه من خلال جفاف العيون والأنهار والآبار.
  • الترمل والإقحال وتدهور الغطاء النباتي.
  • تراجع خصوبة التربة بسبب فقدانها للعناصر المعدنية والعضوية.
  • تملح التربة، أي تزايد نسبة الملوحة بها.

ومن أسباب تزايد حدة هذه الظاهرة نجد:

  • أسباب طبيعية: تتلخص في التغيرات المناخية وتنامي ظاهرة الإقحال المناخي ومختلف عوامل التعرية.
  • أسباب بشرية: يمكن تلخيصها في مجمل الأنشطة البشرية التي تتسم بالاستغلال المفرط للأرض.

وتتضح خطورة التصحر وانعكاساته السلبية على الإنسان في:

  • تراجع مساحة الأراضي الصالحة للزراعة وحصة الفرد من المياه.
  • عدم قدرة التربة على التجدد والإخصاب والعطاء.

مظاهر التصحر بالعالم العربي

من مظاهر التصحر في العالم العربي نجد:

  • 35.7 مليون هكتار من الأراضي الزراعية بالعالم العربي واقعة تحت تأثير التصحر، وهو ما يعادل %18 من مجموع المساحة الصالحة للزراعة، وتتضح هذه الظاهرة خاصة بالمناطق الموجودة على أطراف الصحراء الإفريقية الكبرى.
  • %68.4 من الأراضي العربية متصحرة، و%20 مهددة بالتصحر بينما لا تتعدى الأراضي غير المتصحرة %11.6 من مجموع مساحة المنطقة العربية.
  • هناك دول بكاملها تعتبر أراضي متصحرة، مثل البحرين والكويت والإمارات وقطر، بينما هناك 10 دول تتراوح فيها نسبة الأراضي المتصحرة ما بين %60 و%98 مثل مصر وجيبوتي والسعودية والجزائر والأردن واليمن والمغرب، كما أن هناك دول مثل الصومال وسوريا والعراق أكثر من %50 من أراضيها مهددة بالتصحر.

التدابير والجهود المبذولة لمواجهة ظاهرة التصحر بالعالم العربي

لمكافحة التصحر بالعالم العربي تم اتخاذ مجموعة من التدابير، فعلى:

  • المستوى التقني: بدأت العناية بالتشجير (مشروع إنشاء الحزام الأخضر)، وتثبيت الرمال المتحركة، وحماية التربة من التعرية، وبناء المصدات الترابية والنباتية والجدارية، إضافة إلى الزراعة حسب منحنيات التسوية، والعمل بنظام الدورة الزراعية.
  • المستوى الاقتصادي: تمت صيانة الإنتاج في المراعي والزراعة البورية والمسقية، ووضع خطط وطنية لمحاربة التصحر في إطار مشروع التنمية البشرية.
  • المستوى الاجتماعي: التركيز على محاربة الفقر وتحسين المستوى المعيشي للسكان بالمناطق الجافة، ومكافحة الأمية والجهل ونشر الوعي بخطورة التصحر.
  • المستوى الدولي والإقليمي: مصادقة الدول العربية على الاتفاقية الدولية لمكافحة التصحر، وإنشاء المركز العربي لدراسة المناطق الجافة والأراضي القاحلة.

خاتمة

إذا كانت المنطقة العربية تعاني من خصاص في الموارد المائية وتواجه ظاهرة من أخطر الظواهر الطبيعية، فإنها في المقابل تتوفر على ثروات طبيعية مهمة مثل البترول، غير أنها تتوزع بشكل غير منتظم بين دول المنطقة، كما أنها لا تستغل بشكل جيد لتنمية المنطقة اقتصاديا واجتماعيا.

 التهيئة الحضرية والريفية – أزمة المدينة والريف وأشكال التدخل – دروس الجغرافيا – التاريخ والجغرافيا

المستوى: الأولى باك علوم رياضية والأولى باك علوم تجريبية

المادة : دروس الجغرافيا – التاريخ والجغرافيا

عنوان الدرس :  التهيئة الحضرية والريفية – أزمة المدينة والريف وأشكال التدخل

تمهيد إشكالي

تعاني المدن والقرى المغربية من عدة مشاكل، اجتماعية واقتصادية وعلى مستوى التجهيزات الضرورية والخدمات الأساسية، وقد تم اعتماد التهيئة الحضرية والريفية، وسياسة إعداد التراب الوطني لمعالجة مشاكل الوسطين الحضري والقروي.

  • فما هي مظاهر وعوامل أزمة المدن والأرياف المغربية؟
  • وما هي أشكال التدخل لحل هذه الأزمة؟

أزمة المدينة المغربية وأشكال التدخل

تطور ظاهرة التمدين بالمغرب خلال القرن 20م وانعكاساتها

تزايدت نسبة الساكنة الحضرية بالمغرب حيث انتقلت من %5 سنة 1900م إلى %55 سنة 2004م، و قد تطورت ظاهرة التمدين خلال النصف الثاني من القرن 20م، حيث تزايد عدد المدن ومعه ظهرت مدن مليونية (الدار البيضاء، الرباط، طنجة …) بسبب:

  • ارتفاع نسبة التزايد الطبيعي.
  • الهجرة القروية.
  • توسع رقعة المجالات الحضرية.
  • تحول مراكز قروية إلى مراكز حضرية.

وقد نتج عن تنامي ظاهرة التمدين انعكاسات أهمها

على المستوى المجالي
  • تمركز جل المدن بالساحل والمناطق المنجمية والفلاحية.
  • تعميق التفاوتات المجالية نتيجة الاستقطاب الحضري للمدن الكبرى.
على المستوى البيئي
  • تزايد الطلب على الماء وتوسع المدن على حساب المساحات الخضراء.
  • التلوث بأنواعه (الترابي، الهوائي، المائي، السمعي).
على المستوى الاجتماعي
  • تزايد الطلب على السكن ونقص في التجهيزات والخدمات الاجتماعية الضرورية.
  • ارتفاع نسبة البطالة والفقر.
على مستوى نسيج المدن
  • انتشار مدن الصفيح والسكن العشوائي.
  • تأثير ظاهرة التمدين في المجال ما يتسبب في عدة مشاكل ..

تتعدد مظاهر أزمة المدينة المغربية

في المجال الاقتصادي
  • الافتقار إلى المؤسسات الاقتصادية القوية (الشركات الكبرى).
  • انتشار الأنشطة غير المهيكلة كتجارة الرصيف والباعة المتجولين.

ما يترتب عنه ضعف مردودية النشاط الاقتصادي، وانخفاض الدخل الفردي لدى معظم الساكنة.

في المجال الاجتماعي
  • انتشار البطالة والسكن الغير اللائق.
  • تنامي الفقر والتهميش والإقصاء.
في مجال الـتجهيزات
  • نقص في الطرق والربط بالكهرباء والماء وشبكة الصرف الصحي.
  • قلة المرافق العمومية (التعليمية، الصحية، الرياضية …).
  • ضعف قطاع النقل الحضري.
في المجال البيئي
  • مشكل جمع ومعالجة النفايات.
  • التلوث.
  • تدهور المدن العتيقة.
  • تراجع المساحات الخضراء وغياب التناسق الجمالي في النسيج العمراني.

أوضاع مزرية يتطلب حلها مصاريف هامة خاصة وأن ظاهرة التمدين السريع لا يوازيه حسن تدبير المدن.

عوامل أزمة المدينة المغربية

ترتبط أزمة المدينة المغربية بعوامل، من أبرزها:

  • النمو الحضري السريع الناتج عن الهجرة القروية الكثيفة، ومعدل التكاثر الطبيعي الذي لم ينخفض بعد إلى المستوى المطلوب.
  • النمو الاقتصادي البطيء، وسوء تدبير المدن، وضعف الاستجابة لحاجات السكان المتزايدة.

أشكال التدخل لمعالجة مشاكل المدينة

بعض أشكال التدخل القطاعي لتجاوز أزمة المدينة

في المجال الاقتصادي
  • تشجيع الأنشطة المتيحة للدخل القار والمدرة لفرص الشغل والاستثمارات الخاصة.
  • دعم المقاولات الصغرى والمتوسطة ومقاولات الشباب حاملي الشهادات.
  • تشجيع التعاونيات الحرفية والإنتاجية وتنظيم معارض وأسابيع تجارية لتقوية الاقتصاد وخلق مشاريع إنمائية تخفف من البطالة.
في المجال الاجتماعي
  • إطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية سنة 2005م
  • إنشاء صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
  • برنامج محاربة الفقر في الأوساط الحضرية وشبه الحضرية.
  • برنامج السكن الاجتماعي (200 ألف سكن سنويا).
  • برنامج مدن بدون صفيح (2004–2010م) لمحاربة أحياء الصفيح.
في مجال الــتجهيزات
  • فتح أوراش عمومية لتوفير التجهيزات،
  • تفويت بعض الخدمات (الكهرباء، الماء الشروب، التطهير …) للشركات الأجنبية،
  • تفويت النقل الحضري لبعض الشركات الأجنبية.

بعض أشكال التدخل في إطار التهيئة الحضرية

  • تدابير قانونية: بإصدار عدة قوانين ومشاريع قوانين لتنظيم وتقنين عملية التعمير كقانون التعمير سنة 1952م
  • تدابير مؤسساتية: من خلال تأسيس عدة مؤسسات متخصصة في مجال التعمير، منها: الوكالات الحضرية، ومجموعة التهيئة العمران.
  • تدابير تقنية: تتمثل في إصدار مجموعة من الوثائق الموجهة للتهيئة الحضرية، وهي: التصاميم المديرية للتهيئة الحضرية، تصاميم التهيئة، تصاميم التنطيق.

بعض أشكال تدبير الإشكالية الحضرية من خلال سياسة إعداد التراب الوطني

  • في المجال الاقتصادي: تدعيم تنافسية المدن ودعم الاقتصاد العصري والتقليدي، والاهتمام بالاقتصاد الغير المهيكل للرفع من فعالية الأنشطة الاقتصادية العصرية والتقليدية.
  • في المجال الاجتماعي: محاربة الفقر والأمية، وتوفير الخدمات الاجتماعية، والقضاء على مظاهر الإقصاء الاجتماعي لتحسين مستوى التنمية البشرية.
  • في المجال العمراني: محاربة السكن الغير اللائق بتخصيص الملك العام لمشاريع السكن، وتبسيط المساطر القانونية لسد العجز الكبير في ميدان السكن، وتحسين الشكل المورفولوجي للمدن.
  • في مجال التخطيط الحضري: اعتماد مدونة التعمير وبرمجة مخططات وطنية للمدن الجديدة، وتبسيط المساطر الإدارية والقانونية لتوجيه توسع المدن وتبسيط المساطر الإدارية والتعجيل بتطبيق المخططات.

هذه التدابير المرتبطة ببرامج التهيئة الحضرية وإعداد التراب الوطني ستلعب دورا مهما في تنظيم آلمجالال داخل المدن وتدبير إشكالية التعمير بها، وحل أزمة المدينة المغربية في جميع المجالات.

مظاهر أزمة الأرياف وأشكال التدخل لحلها

مظاهر أزمة الريف المغربي

من مظاهر أزمة الأرياف المغربية:

في الميدان الاقتصادي
  • ضعف مردود الفلاحة، وانتشار الزراعات البورية (المعتمدة مباشرة على الأمطار)، والمعيشية (الموجهة نحو السوق الداخلية).
  • قلة الأنشطة الاقتصادية الأخرى كالصناعة والتجارة والخدمات …
في الميدان الاجتماعي
  • ضعف نسبة التمدرس والتغطية الصحية.
  • ضعف نسبة التمدرس والتغطية الصحية.
  • ارتفاع نسبة الفقر والبطالة.
  • استفحال ظاهرة الهجرة نحو المدن.
  • ضعف الربط بالماء والكهرباء رغم تزايد نسبة الربط يهما.
في ميدان التجهيزات
  • ضعف شبكة الماء الشروب والكهرباء والمواصلات والخدمات العمومية.
  • العزلة والظروف السكنية الغير الملائمة.
  • الاكراهات الطبيعية وضعف التقنيات والأساليب.

ترجع مظاهر الأزمة القروية ما إلى يلي:

  • تهميش البادية المغربية من حيث التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
  • تعاقب سنوات الجفاف منذ مطلع ثمانينيات القرن .20
  • سوء تسيير الجماعات القروية.
  • معاناة الأرياف من الإهمال والإقصاء في التنمية والتحديث.
  • ارتباط أغلبية القرى بالزراعات المعيشية.
  • الاكراهات الطبيعية والعزلة.

أشكال التدخل القطاعية لمعالجة مشاكل الأرياف

برامج التنمية الاقتصادية
  • برامج التنمية المندمجة للمجال الريفي.
  • مخطط تدبير موارد الأراضي البورية ومكافحة التصحر.
  • برنامج الاستثمار الفلاحي في المناطق البورية.
  • البرنامج الوطني لمكافحة التصحر وآثار الجفاف.

الهدف من هذه البرامج التخفيف من قسوة الظروف الطبيعية وتهيئة المجال الريفي.

برامج التنمية الاجتماعية
  • الأولويات الاجتماعية.
  • المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
  • البرنامج الاجتماعي للقرب.

الهدف من هذه البرامج تحسين مستوى عيش السكان وتوفير فرص حياة أفضل.

برامج التجهيزات والخدمات العمومية
  • برنامج تزويد العالم القروي بالماء الشروب.
  • برنامج كهربة البوادي.
  • البرنامج الوطني للطرق القروية.
  • تشييد السدود ومد قنوات الري.
  • بناء المدارس والمستوصفات.

الهدف من هذه البرامج فك عزلة الأرياف، وتحسين وضعية التجهيزات بها.

تدابير التهيئة الريفية وسياسة إعداد التراب الوطني لمعالجة أزمة الأرياف

أشكال تدخل التهيئة القروية

من أشكال تدخل التهيئة القروية:

  • بناء السدود.
  • إصلاح ميثاق الاستثمار الفلاحي.
  • وضع برامج التهيئة الريفية.

كما تم اعتماد عدة برامج لتهيئة الأرياف منها:

  • مشروع التنمية الاقتصادية للريف الغربي.
  • مشروع حوض سبو.
  • مشروع إنعاش وتنمية أقاليم الشمال اقتصاديا واجتماعيا.
  • إستراتيجية 2020 للتنمية القروية.
أهداف هذه المشاريع

من بين أهداف هذه المشاريع:

  • القضاء على مظاهر الإقصاء والتهميش والحد من الهجرة القروية.
  • تهيئة المجال الفلاحي والرفع من القدرة الإنتاجية وتنويع الأنشطة الاقتصادية.
  • التخفيف من الاكراهات الطبيعية وحماية البيئة والموارد.
  • توسيع المساحة المسقية وإدخال زراعات صناعية.
  • تحسين الدخل بخلق مناصب شغل.
من أشكال تدخل سياسة إعداد التراب الوطني

ركزت برامج معالجة مشاكل الريف حسب التصميم الوطني لإعداد التراب على:

  • تدارك تأخر الأرياف اجتماعيا من خلال توفير التجهيزات والمرافق العمومية.
  • تأهيل المناطق الهشة والمهمشة خاصة الجبال والواحات والسهوب.
  • تنمية الأرياف اقتصاديا من خلال تنمية الفلاحة تنويع الأنشطة الاقتصادية.
  • تنمية المناطق البور باقتراح حلول اقتصادية ناجعة لتأطير الفلاحين.

خاتمة

رغم الجهود المبذولة، لا تزال المدن والبوادي المغربية تعرف عدة صعوبات، يضاف إليها مشكل الماء والتصحر الذي يعاني منه المغرب كأحد بلدان العالم العربي.

شرح المصطلحات

  • التهيئة الحضرية: أشكال تدخل الدولة بالوسط الحضري.
  • التهيئة الريفية: جميع المشاريع والبرامج المنجزة بالوسط الريفي.
  • المدينة: مجال جغرافي يتميز بتجمع سكاني مهم نسبيا، وبسيادة القطاعين الثاني والثالث.
  • القرية: مجال جغرافي يتميز بتجمع سكاني صغير، وبغلبة القطاع الأول.
  • الإقصاء الاجتماعي: ضعف الاستفادة من الخدمات العمومية.
  • ترييف المدن: وجود بعض مظاهر البداوة في المدن كالباعة المتجولين، والسكن غير اللائق، وتربية الدواجن والمواشي …
Ads
Ads Ads Ads Ads
Ads