Ads Ads Ads Ads

درس الاتحاد الأوربي نحو اندماج شامل – دروس الجغرافيا – التاريخ وجغرافيا – الأولى باك علوم

المستوى: الأولى باك علوم رياضية والأولى باك علوم تجريبية

المادة : دروس الجغرافيا – التاريخ والجغرافيا

عنوان الدرس :  الاتحاد الأوربي نحو اندماج شامل

تمهيد إشكالي

أقدمت بعض بلدان أوربا الغربية بعيد الحرب العالمية الثانية على إقامة بعض المشاريع التعاونية في محاولة منها لإعادة ترميم ما دمرته الحرب، تلتها سلسلة من المحاولات أفضت إلى اندماج البلدان الأوربية في تكتل جهوي ضخم هو “الاتحاد الأوربي”.

  • فما مراحل ومظاهر هذا الاندماج؟
  • وما العوامل المفسرة له؟
  • وما هي حصيلته وحدود اندماجه؟

مظاهر اندماج الاتحاد الأوربي مجاليا واقتصاديا وماليا

مظاهر الاندماج المجالي

بدأ الاندماج المجالي للدول الأوربية بالتوقيع على معاهدة روما سنة 1957م، التي تم بموجبها تأسيس السوق الأوربي المشترك بين 6 دول هي: فرنسا، ألمانيا الغربية، إيطاليا، ودول البينولوكس الثلاث (بلجيكا، هولندا، لوكسمبورغ)، ثم نمت شجرة الاندماج تدريجيا بانضمام كل من بريطانيا وايرلندا والدنمارك سنة 1973م، ثم اليونان في عام 1981م، واسبانيا والبرتغال في 1986م، واكتمل عقد الخمس عشر دولة في عام 1995م بانضمام كل من النمسا والسويد وفلندا، وابتداء من سنة 2004م امتد الاتحاد الأوربي مجاليا نحو أوربا الشرقية بانضمام عشر دول جديدة هي: سلوفينيا، سلوفاكيا، هنغاريا، التشيك، بولونيا، لتونيا، لتوانيا، استونيا، قبرص ومالطا ، وبتوسيع الاتحاد سنة 2007م بضم كل من بلغاريا ورومانيا ليصل عدد الدول الأعضاء في الاتحاد الأوربي إلى 27 دولة، وقد تزامن ذلك بالتوقيع على عدة اتفاقيات ساهمت في الدفع بعجلة الاندماج نحو الأمام، ومن بينها:

  • اتفاقية شنغن: التي وقعت سنة 1985م باللوكسومبورغ بين 5 دول، وتضم حاليا جميع دول الاتحاد الأوربي باستثناء بريطانيا، وايرلندا، وقبرص، كما تضم دول غير أعضاء في الاتحاد هم النرويج، إيسلندا وسويسرا، وتسمح هذه الاتفاقية للمسافرين بالتنقل دون إبراز جوازات سفرهم، كما وضعت إطارا مشتركا بين الدول الأعضاء في مجال التأشيرات، وحق للجوء السياسي.
  • اتفاقية ماستريخيت: التي كانت سنة 1992م وأقرت بتأسيس الاتحاد الأوربي، واستهدفت إنشاء مجال دون حدود داخلية، وتقوية الاندماج المجالي، ناهيك عن نهج سياسة خارجية وأمنية مشتركة، وتقوية حماية حقوق الإنسان.

وهكذا أدى تزايد عدد الدول الأعضاء إلى توسع مساحة الاتحاد الأوربي (4،5 مليون كلم مربع)، وإلى تضاعف عدد سكانه (485مليون نسمة).

مظاهر الاندماج الاقتصادي والمالي

على المستوى الاقتصادي

تمكنت دول الاتحاد الأوربي من تحقيق اندماج اقتصادي تجلت مظاهره في عدة ميادين:

  • الميدان الفلاحي: تم إقرار السياسة الفلاحية المشتركة منذ سنة 1962م التي مكنت دول الاتحاد من سد العجز الغذائي لسنوات الستينيات، ومن تحسين مستوى عيش الفلاح، وضمان الأمن الغذائي.
  • الميدان الصناعي: تتجلى مظاهر الاندماج الصناعي في صناعة الطائرات على الخصوص، حيث تمكنت كل من فرنسا، ألمانيا، بريطانيا، إسبانيا، وبلجيكا من صنع طائرة إيرباص التي تسيطر على حوالي %22 من السوق العالمية للطيران، كما تجلت مظاهر الاندماج الصناعي في دعم المقاولات وتشجيع البحث العلمي وغيرها.
  • الميدان التجاري: تتضح معالم الاندماج في هذا الميدان في إنشاء السوق الأوربي الموحد الذي تم بمقتضاه إقرار سياسة تجارية مشتركة بإلغاء الحواجز الجمركية أمام الأفراد والسلع والخدمات بين كل الدول الأعضاء، ووضع قواعد موحدة في مجال التبادل مع الدول غير الأعضاء.
على المستوى المالي

تجلت مظاهر الاندماج المالي في توحيد السياسة المالية من خلال تداول عملة موحدة (الاورو) بين بعض بلدان الاتحاد: اسبانيا، البرتغال، فرنسا، ألمانيا، ايرلندا، هولندا، بلجيكا، إيطاليا، النمسا، اليونان، فلندا، لوكسمبورغ، علاوة على توحيد السياسة في مجال تنقل الأموال والاستثمارات.

العوامل المفسرة للاندماج الأوربي

العوامل الجغرافية والتاريخية

تتمثل هذه العوامل في الانتماء إلى قارة واحدة التي عرفت التعمير منذ القدم، وتتوفر على مؤهلات طبيعية وجغرافية وبشرية متكاملة، كما تتمثل في معايشة شعوب المنطقة لكثير من الأحداث التاريخية المشتركة، منها: الحربين العالميتين الأولى والثانية، وأزمة 1929م العالمية.

العوامل السياسية والاقتصادية

تتمثل في اعتماد دول الاتحاد على أنظمة سياسية تتبع النهج الديمقراطي المتمثل في احترام حقوق الإنسان، وعلى نهج اقتصادي قائم على المبادرة الحرة.

العوامل الاجتماعية والثقافية

تتمثل في أهمية المستوى الثقافي والاجتماعي للساكنة الأوربية، وفي وعيها الكبير بأهمية التكتل والاندماج.

العوامل المؤسساتية

تتمثل في وجود مؤسسات تسهر على تسيير العلاقات بين دول الاتحاد الأوربي ذات مهام ووظائف متباينة، منها:

  • المجلس الأوربي: يضم رؤساء الدول والحكومات، مهمته تحديد التوجهات الكبرى للاتحاد.
  • اللجنة الأوربية: تضم المفوضين، مهمتها تقديم الاقتراحات وصياغة القوانين.
  • البرلمان الأوربي: مهمته تشريع ومناقشة القوانين.
  • محكمة العدل الأوربية: مهمتها السهر على احترام القانون.
  • البنك المركزي: مهمته المراقبة المالية وإصدار العملة.

حصيلة الاندماج الأوربي وآفاقه المستقبلية

حصيلة الاندماج الأوربي

المكانة الفلاحية

أصبحت فلاحة الاتحاد الأوربي تحتل مراتب مهمة على الصعيد العالمي سواء من حيث المواد الفلاحية أو الحيوانية، بفضل تطبيق السياسة الفلاحية المشتركة، فإنتاج القمح مثلا وصل سنة 2007 إلى 126 مليون طن وهو ما يمثل %19،7 من الإنتاج العالمي يصدر منه الاتحاد حوالي 14 مليون طن، مما يؤهله لاحتلال الرتبة الرابعة عالميا في تصدير هذه المادة، كما يحتل الرتبة الثانية عالميا في تصدير السكر بإنتاج بلغ  19،7 مليون طن، والرابعة في تصدير الذرة بإنتاج بلغ 50 مليون طن، كما يساهم بنسبة %13،6من الإنتاج العالمي للحوم الأبقار.

المكانة الصناعية

يتوفر الاتحاد الأوربي على إنتاج صناعي كبير ومتنوع يشمل جميع فروع الصناعة، حيث يمثل الاتحاد الرتبة الأولى في صناعة السيارات بإنتاج بلغ سنة 2005م  12 مليون وحدة، كما يساهم ب%17 من الإنتاج العالمي للمواد الإلكترونية وهو ما يمثل الرتبة الثانية عالميا.

المكانة التجارية

تتجلى مكانة الاتحاد الأوربي في المجال التجاري على المستوى العالمي في كونه يساهم ب %40 من الصادرات العالمية و%46 من الواردات العالمية، وتتكون معظم صادراته من مواد مصنعة ذات قيمة إضافية مرتفعة علاوة على تعامله مع عدة شركاء تجاريين في العالم.

الآفاق المستقبلية للاندماج الأوربي

تسعى بلدان الاتحاد الأوربي مستقبلا إلى تحقيق المزيد من الاندماج الاقتصادي والاجتماعي والسياسي مع الدول الأوربية، بالرغم من انخفاض مستوى عيش بعض الدول مقارنة مع بقية دول الاتحاد، ومما يؤكد ذلك دخوله في مفاوضات مع مجموعة من الدول، منها: تركيا، كرواتيا، مقدونيا، ألبانيا وغيرها، وكلها دول وقعت اتفاقيات شراكة كمرحلة لتقديم ملف الترشيح، أو دخلت في مفاوضات حول الانضمام، كما يعمل الاتحاد الأوربي على محاربة الهجرة السرية بتنسيق الجهود مع الدول المصدرة للمهاجرين ودول العبور، وبتسوية الوضعية القانونية بالنسبة لبعض المهاجرين السريين، وفي المقابل يأخذ الاتحاد الأوربي بمبدأ الهجرة القانونية التي تخضع لشروط إدارية ومالية وثقافية معينة في إطار الهجرة المنتقاة.

خاتمة

هكذا يمكن اعتبار التجربة الاندماجية لدول أوربا الغربية نموذجا يحتدى به نظرا إلى مستويات النجاح الذي حققته مجاليا واقتصاديا وماليا إلى حد أنها صارت أحد سيمات النظام العالمي الجديد المتسم بهيمنة التكتلات الاقتصادية.

درس الولايات المتحدة الأمريكية قوة اقتصادية عظمى – دروس الجغرافيا – التاريخ وجغرافيا – الأولى باك

المستوى: الأولى باك علوم رياضية والأولى باك علوم تجريبية

المادة : دروس الجغرافيا – التاريخ والجغرافيا

عنوان الدرس :  الولايات المتحدة الأمريكية قوة اقتصادية عظمى

تمهيد إشكالي

ترتكز القوة الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية على عدة أسس طبيعية وبشرية وتنظيمية، ما جعلها تحتل المرتبة الأولى عالميا إقتصاديا، وقد مكنتها قوتها هذه من بروزها كقوة سياسية تؤثر على القرارات السياسية العالمية، وتفرض ثقافتها على كل شعوب العالم.

  • فما هي مظاهر القوة الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية؟
  • وما هي العوامل المفسرة لها؟
  • وما هي المشاكل والتحديات التي أصبحت تعترض اقتصادها؟

المؤهلات الطبيعية والبشرية والتنظيمية المساعدة على تفوق اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية

المؤهلات الطبيعية للتفوق الاقتصادي الأمريكي

تتجلى المؤهلات الطبيعية في تنوع التضاريس والمناخ:

التضاريس

متنوعة ومنتظمة التوزيع، ففي الجهة الشرقية تمتد جبال الأبلاش من الشمال إلى الجنوب على مسافة 2000 كلم، قليلة الارتفاع (2040م)، وفي الوسط تمتد السهول الوسطى من جبال الأبلاش إلى جبال الروكي، ومن منطقة البحيرات والسهول العليا إلى خليج المكسيك، وفي الغرب تمتد سلسلة جبال الروكي، ثم السلاسل الساحلية الممتدة على طول الواجهة الغربية، وتفصل بينها وبين جبال الروكي هضبة كولومبيا في الشمال، والحوض الكبير في الوسط وهضبة كلورادو في الجنوب.

المناخ

متنوع بسبب التوزيع الطولي للتضاريس مما يؤدي إلى تعرض البلاد إلى الرياح القطبية في الشتاء والرياح المدارية في الصيف، إضافة إلى المؤثرات المحيطية والتيارات البحرية، ففي الغرب يسود المناخ المحيطي في الشمال والمتوسطي في الجنوب، وفي الوسط تقل الأمطار ويسود الجفاف، وتنتشر الصحاري والسهوب (صحراء أريزونا في الشرق)، والمناخ القاري في الشمال، والمناخ الشبه المداري في الجنوب.

المؤهلات البشرية للتفوق الاقتصادي الأمريكي

يتألف سكان الولايات المتحدة الأمريكية من أجناس مختلفة كالهنود الحمر (السكان الأصليون)، والأوربيون الذين يشكلون الأغلبية (أغلبهم من أصل إنجليزي)، ثم السود (من أصل إفريقي)، والأسيويون (الصينيون واليابانيون)، وقد عرفت الولايات المتحدة الأمريكية ارتفاعا في عدد السكان بسبب الهجرات والتكاثر الطبيعي، ففي سنة 1800م كان عدد السكان 5 مليون نسمة، وفي سنة 1900م بلغ 76 مليون نسمة، وفي سنة 2000م بلغ 281 مليون نسمة، ويرجع ذلك إلى الهجرات المتتالية من العالم القديم إلى القارة الجديدة حيث استقر أكثر من 50 مليون مهاجر بالولايات المتحدة، مما دفع إلى تقنين الهجرة.

وعرفت البلاد نموا ديموغرافيا بعد الحرب العالمية الثانية وصلت نسبته 2،5% إلى حدود  1975م، ثم انخفضت إلى %0،6 منذ 1995م، ويتوزع السكان بشكل غير منتظم ويتركز أغلبهم في المناطق الشمالية الشرقية (اكبر مدنها نيويورك) ، لكونها المناطق الأولى لاستقرار المعمرين الأوربيين، بالإضافة إلى المدن الكبرى في الغرب مثل لوس أنجليس وسان فرانسيسكو، ويشكل السكان في الولايات المتحدة الأمريكية رغم اختلاف أجناسهم قاعدة هامة لازدهار اقتصادها في إطار النظام الرأسمالي، حيث توفر البنية العمرية نسبة هامة من السكان النشيطين (%66).

مساهمة الجوانب التنظيمية والعلمية في دعم التفوق الاقتصادي الأمريكي

تتجلى في أهمية البحث العلمي وقوة التركيز الرأسمالي، وهو نوعان:

  • تركيز أفقي: ويتم بين شركات ذات إنتاج متشابه، ويعطي ما يسمى “الكارتيل”.
  • تركيز عمودي: يتم بإدماج شركات تساهم في إنتاج واحد وتشكيل شركة واحدة، ما أي يسمى “التروست”.

وعلى مستوى رأس المال، يتم التركيز لتشكيل الهولدينغ (مؤسسة مالية احتكارية تفرض سيطرتها على المؤسسات الصناعية والبنكية بواسطة امتلاك قسم كبير من أسهمها)، وتستثمر الولايات المتحدة نسبة %2،7 من ناتجها الداخلي الخام في البحث العلمي، وتمول السلطات العمومية نسبة  %12،3 من أبحاث المقاولات، وتتوزع ميادين البحث العلمي عبر مختلف مناطق البلاد.

مظاهر تفوق الاقتصاد الأمريكي

مظاهر قوة الفلاحة الأمريكية والعوامل المفسرة لذلك

منها ارتفاع الإنتاج وتنوعه وأغلبه موجه للتصدير، وأهم المنتجات الزراعية: القمح  57 مليون طن (الرتبة الثالثة عالميا) ويتم إنتاجه في النطاق الربيعي مع إدخال الشعير والشمندر، وفي النطاق الشتوي مع إدخال السرغو، والذرة 280 مليون طن (الرتبة الأولى عالميا) وتزرع في نطاق الذرة مع إدخال مزروعات أخرى مثل الصوجا، وتحتل الولايات المتحدة المرتبة الأولى في إنتاج الصوجا والتبغ والخضر والفواكه، والثانية في إنتاج القطن والشمندر، والرابعة في تربية الأبقار والصيد البحري، والأولى في إنتاج الدواجن.

أما العوامل المساعدة، فمنها: الطبيعية كتنوع التضاريس والمناخ، ومنها البشرية كاستعمال أساليب وتقنيات حديثة تتمثل في المكننة والسقي واستعمال الأسمدة والمبيدات وتطبيق نتائج البحث العلمي، إضافة إلى التركيز الرأسمالي، مما يبرز اندماج الفلاحة مع القطاعات الأخرى مثل ظاهرة “الأكروبيزنس ،” وتقدم الدولة مساعدات للفلاحين وتتدخل للمحافظة على التربة وخصوبتها.

مظاهر قوة الصناعة الأمريكية والعوامل المفسرة لذلك

تتجلى في ارتفاع الإنتاج الصناعي وأهم الصناعات الأساسية (الثقيلة) صناعة الصلب (الرتبة الثالثة عالميا)، ثم صناعة الألمنيوم (الرتبة الرابعة عالميا)، وبالنسبة للصناعات الخفيفة فهي في تطور مستمر حيث تحتل الولايات المتحدة المراتب الأولى في إنتاج المطاط الاصطناعي وعجين الورق والسيارات، والمرتبة الثانية في إنتاج الطائرات، وفي الصناعات العالية التكنولوجيا تبقى الشركات الأمريكية هي المسيطرة على المستوى العالمي، كما تتوفر الولايات المتحدة على صناعات أخرى قوية غذائية متعددة وصناعة سينمائية.

أما العوامل المفسرة لهذه القوة، فتتمثل في وفرة المعادن ومصادر الطاقة حيث تحتل الولايات المتحدة المرتبة الأولى في إنتاج الكهرباء والثانية في إنتاج الفحم الحجري والغاز الطبيعي والثالثة في إنتاج البترول، إضافة إلى تطور المستوى التقني وتوفر اليد العاملة وأهمية دور الدولة والبحث العلمي والسوق الاستهلاكية.

وتتوزع الصناعة الأمريكية في ثلاث مناطق أساسية، وهي: الشمال الشرقي: وهو مجال صناعي قديم ويعد أقوى منطقة صناعية في العالم، ويرجع تفوق هذه المنطقة في مجال الصناعة إلى عوامل طبيعية وبشرية وتاريخية، ثم الجنوب والساحل الغربي حيث ترتكز الصناعة على البترول والكهرباء والرساميل واليد العاملة المتوفرة.

مظاهر قوة التجارة الأمريكية والعوامل المفسرة لذلك

تمثل التجارة الخارجية الأمريكية %18 من المبادلات الدولية، وتشكل المنتجات الصناعية %82 من مجموع الصادرات الأمريكية، والمواد الفلاحية %3،1 خاصة الحبوب، وأهم الواردات تتمثل في المواد الأولية والبترول وبعض المنتجات الفلاحية المدارية كالشاي والبن والفواكه، ومواد استهلاكية مصنعة، وأهم الزبناء آسيا وكندا والمكسيك والاتحاد الأوربي، وقد ساعدت عدة عوامل على قوة التجارة الأمريكية، منها: وفرة الإنتاج الفلاحي والصناعي، وتوفر وسائل وطرق المواصلات وشركات التسويق، إضافة إلى دور الدولة في عقد الاتفاقيات والتكتلات التجارية، ورغم قوة التجارة الخارجية الأمريكية فإن ميزانها التجاري عاجز نظرا لصعوبة التصدير وارتفاع النفقات العسكرية وقيمة الواردات.

المشاكل والتحديات التي تواجه اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية

المشاكل والتحديات الداخلية التي تواجه الولايات المتحدة الأمريكية

منها الكوارث الطبيعية كالأعاصير في الجنوب والجنوب الشرقي من ولايتي فلوريدا ولويزيانا، والزلازل في الواجهة الغربية خاصة في ولاية كاليفورنيا، ومشكل التربة بسبب إفقارها نتيجة التخصص وانجرافها بسبب التعرية، وكذلك استنزاف المياه الجوفية في بعض المناطق بسبب السقي وتلوثها بفعل كثافة المبيدات والأسمدة الكيماوية، وتدخلت الدولة للمحافظة على التربة والتشجبع على استعمال طريقة التناوب الزراعي والأسمدة العضوية والتشجير للمحافظة على التربة وخصوبتها. كما تعاني بعض المراكز الصناعية من التلوث بسبب كثرة المصانع، مما يشكل خطرا على البيئة.

وعلى المستوى الاجتماعي، يعتبر المجتمع الأمريكي استهلاكيا، لكن اختلاف الدخل الفردي بين الطبقات وضعفه بالنسبة للعاطلين والعمال السود يؤدي إلى ضعف القدرة الشرائية لهذه الفئات، فتظهر مشاكل اجتماعية مختلفة.

المشاكل والتحديات الخارجية التي تواجه الولايات المتحدة الأمريكية

منها صعوبة التصدير بفعل المنافسة الأجنبية وارتفاع قيمة الدولار مما سبب عجز الميزان التجاري الأمريكي ودفع الولايات المتحدة إلى القروض الداخلية والخارجية، كما أصبحت المصنوعات الأجنبية تغزو الأسواق الأمريكية، وتنهج الدولة سياسة إمبريالية تضمن غزو الأسواق والحصول على المواد الأولية ومصادر الطاقة، وتتخذ هذه السياسة عدة أساليب، منها: الاعتماد على المؤسسات المتعددة الجنسية، وسياسة المساعدات الخارجية للعالم الثالث، والاستثمارات في الخارج، والتدخل في الحروب قصد تصريف الإنتاج وتنميته.

خاتمة

ترتكز القوة الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية على قوة أنشطتها الفلاحية والصناعية والتجارية والمالية، ورغم ذلك تواجهها تحديات داخلية وخارجية متواصلة.

ملف العولمة والتحديات الراهنة – دروس التاريخ – التاريخ والجغرافيا – الأولى باك علوم

المستوى: الأولى باك علوم رياضية والأولى باك علوم تجريبية

المادة : دروس التاريخ – التاريخ والجغرافيا

عنوان الدرس : ملف العولمة والتحديات الراهنة

تمهيد إشكالي

يرتبط مفهوم العولمة بالتحولات الاقتصادية والسياسية التي يشهدها العالم بعد انهيار نظام القطبية الثنائية والحرب الباردة في نهاية ثمانينيات القرن الماضي، وقد تكرس هذا المفهوم خلال الألفية الثالثة بعد انخراط معظم دول العالم في سيرورة العولمة.

  • فما هو مفهوم العولمة؟
  • وما هي جذورها التاريخية؟
  • وما هي ظروف انتشارها؟
  • ما هي التحديات الراهنة للعولمة، وأساليب مواجهتها؟

العولمة: مفهومها، جذورها التاريخية وظروف انتشارها

تعريف العولمة وأشكالها

يصعب تحديد مفهوم العولمة نظرا لاختلاف الإيديولوجيات والديانات والنظم الاقتصادية والسياسية غبر العالم’ لكن يمكن تحديد مفهوم للعولمة كالتالي: العولمة هي ترابط العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية بين مختلف دول العالم، و بالتالي سهولة حركة الأفراد والبضائع ورؤوس الأموال والخدمات والمعلومات.

وتتخذ العولمة المظاهر الآتية:

  • العولمة الاقتصادية: القائمة على نظام رأسمالي مبني على اقتصاد السوق، والمنافسة، وهيمنة التكتلات الاقتصادية الكبرى، مثل: الاتحاد الأوربي، والشركات المتعددة الجنسية، والمؤسسات الاقتصادية الدولية، مثل: منظمة التجارة العالمية.
  • العولمة السياسية: وهي ترتبط بمحاولات واشنطن فرض نموذجها الديمقراطي عالميا في ظل القطبية الأحادية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية، ونهج الديمقراطية، واحترام حقوق الإنسان.
  • العولمة الاجتماعية والثقافية: والتي تتمثل في انتشار العادات والثقافة الغربية على نطاق العالم.
  • العولمة المعلوماتية: والتي تتجلى في بروز ظاهرة الانترنيت ودوره في تقليص المسافات وتخطي الحدود الجغرافية بين شعوب العالم.

عوامل انتشار ظاهرة العولمة

  • انهيار المعسكر الاشتراكي بأوربا الشرقية، وتفكك الإتحاد السوفياتي، وبالتالي نهاية نظام القطبية الثنائية (الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفياتي)، وظهور النظام العالمي الجديد القائم على القطب الواحد (الولايات المتحدة الأمريكية).
  • تزايد نفوذ الشركات المتعددة الجنسية وعلى رأسها الشركات الأمريكية.
  • إنشاء منظمة التجارة العالمية (عوضت اتفاقية الكات) التي تهدف إلى تحرير المبادلات عبر أرجاء العالم.
  • الثورة المعلوماتية، وتطور وسائل الاتصال (الهاتف، والانترنيت)، والإعلام والمواصلات.

التحديات المطروحة أمام تطبيق العولمة وأساليب مواجهتها

انخراط دول العالم النامي (دول الجنوب) في العولمة أصبح يطرح مجموعة من التحديات

  • في المجال الاقتصادي: ضعف الرأسمال الوطني (موارد الدولة)، وعدم قدرته على بناء البنى التحتية اللازمة لجلب الاستثمارات، وحدة المنافسة الأجنبية، والتبعية الاقتصادية.
  • في المجال الاجتماعي: الفقر، البطالة، الأمية، الفوارق الطبقية الكبيرة، الهجرة القروية، الهجرة السرية …
  • في المجال الثقافي والحضاري: أفرزت العولمة نتائج اجتماعية خطيرة أبرزها فقدان الهوية الوطنية وغزو النماذج الغربية لشعوب العالم النامي.
  • في المجال السياسي: استمرار الممارسات المخالفة للديمقراطية وحقوق الإنسان.
  • في المجال البيئي: استنزاف الموارد الطبيعية، التقلبات المناخية، التلوث، الانحباس الحراري …

الإجراءات الممكنة لتجاوز تحديات العولمة

  • تعزيز التعاون جنوب – جنوب (أي بين الدول النامية): وذلك بخلق تكتلات اقتصادية كبرى في العالم الثالث (تفعيل اتحاد المغرب العربي مثلا).
  • إقامة شراكة اقتصادية مع تكتلات العالم المتقدم مثل الإتحاد الأوربي ومجموعة أمريكا الشمالية للتبادل الحر.
  • توفير الظروف الملائمة للاستثمار (البنيات التحتية، تبسيط المساطر القانونية).
  • إعادة هيكلة الاقتصاد النامي لمواكبة متطلبات السوق الدولية.
  • تحسين المستوى الاجتماعي للمواطنين، وتقليص الفوارق الطبقية.
  • رد الاعتبار للثقافة والحضارة المحليتين.
  • ترشيد استغلال الموارد الطبيعية، والمحافظة على التوازن البيئي في إطار التنمية المستدامة.

خاتمة

عززت العولمة الفوارق الاقتصادية والاجتماعية بين دول الشمال ودول الجنوب، ولذلك أصبح من اللازم تكثيف التعاون لتجاوز الاختلالات والاكراهات التي باتت تطرحها العولمة بالنسبة لدول الجنوب.

Ads
Ads Ads Ads Ads
Ads