Ads Ads Ads Ads

درس المقطع الشعري – الدرس اللغوي – اللغة العربية – الثانية باك اداب وعلوم انسانية

عنوان الدرس : المقطع الشعري

المادة : الدرس اللغوي – اللغة العربية

الشعبة: اداب وعلوم انسانية

المسالك: مسلك اداب ومسلك علوم انسانية

نص الإنطلاق

قال الشاعر دنقل في قصيدة: “الطيور”:

1

1 الطيورُ مُشردةٌ في السَّموات،
2 ليسَ لها أن تحطَّ على الأرضِ،
3 ليسَ لها غيرَ أن تتقاذفَها فلواتُ الرّياح!
4 ربما تتنزلُ..
5 كي تَستريحَ دقائقَ..
6 فوق النخيلِ – النجيلِ – التماثيلِ –
7 أعمِدةِ الكهرباء –
8 حوافِ الشبابيكِ والمشربيَّاتِ
9 والأَسْطحِ الخرَسانية…….
10 سُرعانَ ما تتفزّعُ..
11 من نقلةِ الرِّجْل،
12 من نبلةِ الطّفلِ،
13 من ميلةِ الظلُّ عبرَ الحوائط،
14 من حَصوات الصَّياح!

2

15 والطيورُ التي أقعدتْها مخالَطةُ الناس،
16 مرتْ طمأنينةُ العَيشِ فَوقَ مناسِرِها..
17 فانتخَتْ،
18 وبأعينِها.. فارتخَتْ،
19 وارتضتْ أن تُقأقَىَء حولَ الطَّعامِ المتاحْ
20 ما الذي يَتَبقي لهَا.. غيرُ سَكينةِ الذَّبح،
21 غيرُ انتظارِ النهايه.
22 إن اليدَ الآدميةَ.. واهبةَ القمح
23 تعرفُ كيفَ تَسنُّ السِّلاح!

3

24 الطيورُ.. الطيورْ
25 تحتوي الأرضُ جُثمانَها.. في السُّقوطِ الأخيرْ!
26 والطُّيُورُ التي لا تَطيرْ..
27 طوتِ الريشَ، واستَسلَمتْ
28 هل تُرى علِمتْ
29 أن عُمرَ الجنَاحِ قصيرٌ.. قصيرْ؟!
30 الجناحُ حَياة
31 والجناحُ رَدى.
32 والجناحُ نجاة.
33 والجناحُ.. سُدى!

ملاحظة المثال

ملاحظة شكل القصيدة

الشكل الخارجي

شكل القصيدة الخارجي يتكون من ثلاثة محطات متفاوتة في عدد الأسطر، و كل محطة تسمى مقطعا شعريا.

الشكل الداخلي

بملاحظة الإيقاع نجد تفعيلة “فاعلن” تتنوع في عددها من سطر لآخر، ما بين تفعيلة واحدة (السطر17 وستة تفعيلات في السطر3).

ويتوزع روي الضرب بين الحاء في المقطع الأول، والتاء والحاء في المقطع الثاني، والراء والدال والحاء في المقطع الثالث.

البناء الدلالي في القصيدة

كل مقاطع القصيدة تتمحور حول بؤرة مركزية وهي “الطيور” التي تتمحور حولها معاني دلالية متنوعة من مقطع لآخر. وكل مقطع ينفرد بشحنة دلالية متميزة وإن كان يشترك مع باقي المقاطع في المعنى الدلالي العام.

خلاصة

توالي المقاطع الشعرية في القصيدة يرتبط بتوالي تنوع التجربة الوجدانية، داخل الرؤيا الفنية والجمالية المؤطرة للتجربة.

فالعلاقة التي تربط بين مقاطع القصيدة علاقة تركيبية ودلالية تتنوع من مقطع لآخر لا يمكن الفصل بين الدلالة والتركيب في لفهم المعنى.

وكل مقطع شعري يتشكل من أوزان وتفعيلات تمثل وحدات جمالية وفنية صغرى تنتظم ضمن وحدة كبرى وهي القصيدة كتجربة متكاملة.

درس السطر الشعري – الدرس اللغوي – اللغة العربية – الثانية باك اداب وعلوم انسانية

عنوان الدرس : السطر الشعري

المادة : الدرس اللغوي – اللغة العربية

الشعبة: اداب وعلوم انسانية

المسالك: مسلك اداب ومسلك علوم انسانية

مثال الإنطلاق

قال الشاعر محمود درويش في قصيدة “قتلوك في الوادي”:

أهديك ذاكرتي على مرأى من الزمن
أهديك ذاكرتي
ماذا تقول النار يا وطني؟
ماذا تقول النار؟
هل كنت عاشقتي
أم كنت عاصفة على أوتار؟
وأنا غريب الدار في وطني
غريب الدار.

ملاحظة المثال

الشاعر في هذا المقطع يعبر عن مظاهر الغربة والتشرد في المنفى بعدما سلبت أرضه فلسطين، ولم يبق له إلا ما يختزنه في ذاكرته من شوق وحنين. وليعبر الشاعر عن تجربته أختار بناء إيقاعيا يختلف عن البناء التقليدي، وذلك بخرق نظام الشطرين وتعويضه بنظام السطر الشعري  المتفاوت في الطول بتفاوت عدد التفعيلات من سطر لأخر.

وبتقطيع الأسطر الشعرية تقطيعا عروضيا نجدها نجدها جاءت على وزن “متفَاعِلُن” وهي تفعيلة وزن بحر الكامل. السطر الأول يحتوي على أربع تفعيلات، والسطر الثاني يحتوي على تفعيلتين، وهذا ما يبرر الاختلاف في التوزيع الشكلي للأسطر. أما القافية فجاءت متنوعة الروي بين النون في السطر الأول والثلث والسابع، والتاء في السطر الثاني والخامس، والراء في السطر الرابع والسادس والثامن.

والملاحظ على السطر الشعري أنه لا ينتهي مع انتهاء المعنى، وإنما مع انتهاء الدفقة الشعورية التي يفجرها الشاعر، وهي التي تتحكم في طول السطر وعدد تفعيلاته.

خلاصة عامة

السطر الشعري تركيبة إيقاعية  تتسم بتكرار وحدة موسيقية (التفعيلة) دون الالتزام بعدد محدد من هذه التفعيلات.

ويتميز السطر الشعري في الشعر الحديث بما يلي:

  • يتيح السطر الشعري للشاعر حرية اختيار عدد الوحدات (التفعيلات) تبعا لرؤيته الشعرية، ودفقاته الشعورية.
  • السطر الشعري لا ينحصر في جملة تامة، وإنما قد يكون كلمة أو أكثر حسب التجربة الشعورية للشاعر.
  • قد لا يحتوي السطر الشعري على الحشو عندما تشغل تفعيلة واحدة سطرا كاملا فتكون عندئذ ضربا بدون حشو.
  • القافية في السطر الشعري تعتمد على الحاسة الموسيقية لدى الشاعر فتتنوع بتنوعها.
  • يمكن للمعنى أن يتجوز السطر الشعري إلى عدة أسطر تشترك في الخصائص الإيقاعية والدلالية، وقد تكون القصيدة بأكملها جملة شعرية.

ويجوز تنويع الأوزان بين الأسطر الشعرية في القصيدة الواحدة إذا كان السطر الشعري الجديد يمثل بداية لمقطع جديد، أو يعبر عن تحول في موقف الشاعر، أو إذا كان هناك تكامل فني بين التفعيلة المستعملة في الأسطر الشعرية.

درس الصورة الشعرية – وظائفها 2 (التخييلية) – الدرس اللغوي – اللغة العربية – الثانية باك اداب وعلوم انسانية

عنوان الدرس : الصورة الشعرية – وظائفها 2 (التخييلية)

المادة : الدرس اللغوي – اللغة العربية

الشعبة: اداب وعلوم انسانية

المسالك: مسلك اداب ومسلك علوم انسانية

الأمثلة

قال الشاعر عمر أبو ريشة:

مَأْتمُ الشمْسِ ضَج في كَبِدِ الأُفْـــ  ۩۩۩  ـــقِ وأهوى بطَعْنَةٍ نجْـــــــــلاءِ
فَأطَلتِ مِنْ خِدرِها غَادَةُ الليْــ  ۩۩۩  ــل وتاهَتْ في مَيْسَةِ الخُيَلاءِ

ملاحظة الأمثلة

الصورة هنا تعبر عن الحالة النفسية التي يعيشها الشاعر، نفسية محزونة يغيب فيها النهار بطريقة مأساوية ويزحف الليل متبخترا.

فالصورة هنا جاءت كلية تجمع بين ما هو محسوس: غروب الشمس وقدوم الليل، وما هو معنوي: حالة الحزن والموت (مأتم وطعنة).

وقد لعب خيال الشاعر دورا كبيرا في العملية التخيلية التي حولت ظاهرة فيزيائية طبيعية إلى حالة إنسانية مأساوية تهزم فيها الشمس بطعنة قاتلة أمام جبروت الليل وخيلائه.

فالصورة تجاوزت المعنى المباشر للألفاظ “مأتم، الشمس، كبد، غادة، الليل” إلى معنى دلالي مجازي تحكم في تركيبه خيال الشاعر.

فالشاعر تجاوز الوصف المباشر لصورة الغروب إلى وصف ذاتي يكشف عن رؤيته الخاصة للظاهرة الطبيعية، مما يتطلب من المتلقي التخيل ليعيش تجربة الشاعر ويفهم مغزاها، فالغروب مأتم والشمس قتيلة والليل غادة.

خلاصة عامة

إضافة إلى الوظيفة النفسية أوالوظيفة التأثيرية التي تؤديها الصورة الشعرية هناك أيضا الوظيفة التخييلية التي تعتمد على قدرات الشاعر التخيلية في الاستحضار والتركيب بين عناصر طبيعية وأخرى إنسانية.

مفهوم الوظيفة التخييلية

الصورة الشعرية في وظيفتها التخييلية تكون مشتركة بين الشاعر المبدع الذي حول اللغة إلى تعبير مجازي، والمتلقي الذي يقوم بعملية تأويل اللغة لفهم مغزاها وأبعادها الدلالية.

وتعتمد الصورة الشعرية في وظيفتها التخييلية على نوعين من الخيال:

  • خيال استرجاعي: يعتمد على ذاكرة الشاعر في استرجاع صور متراكمة في ذهنه.
  • خيال توليدي: ويكون من إبداع الشاعر، ينجز صورا غير مسبوقة تتجاوز المألوف من الصور.

أهمية الوظيفة التخييلية

  • الصورة الشعرية تحول مظاهر العالم الخارجي إلى تجارب إنسانية تتداخل فيها ذات الشاعر بعناصر الطبيعة.
  • الصورة الشعرية تتجاوز الأبعاد المادية إلى ما تمثله من أبعاد روحية تعكس أحاسيس الشاعر ويتفاعل معها المتلقي
  • الصورة الشعرية تتجاوز حدود المعنى المباشر إلى ما تولده من معاني خاصة برؤية الشاعر.
Ads
Ads Ads Ads Ads
Ads