Ads Ads Ads Ads

تحليل نص جول لاشولييه: أساس هويّة الشخص، طبعه وذاكرته – تحليل النصوص – الفلسفة – الثانية باك

عنوان الدرس : تحليل نص جول لاشولييه: أساس هويّة الشخص، طبعه وذاكرته

المادة : تحليل النصوص – الفلسفة

الشعب: جميع الشعب (علوم تجريبة وعلوم رياضية وعلوم اقتصادية وعلوم والتكنولوجيات الكهربائية…الخ)

المسالك: جميع المسالك (علوم فيزيائية وعلوم حياة والارض واداب وعلوم انسانية والعلوم والتكنولوجيات الميكانيكية ..الخ)

  1. مجزوءة الوضع البشري
  2. المحور الأول: الشخص والهوية
  3. تحليل نص جول لاشوليي: أساس هوية الشخص طبعه وذاكرته
أساس هوية الشخص : طبعه وذاكرته«من الأكيد أنّنا ننظر لأنفسنا على أنّنا شخص واحد، وأنّنا نفس الشخص في كلّ فترات عمرنا، لكن هذه الهويّة التي ننسبها لأنفسنا، هل تفترض بالضرورة أنّ فينا عنصرا ثابتا، أنا حقيقيّا وثابتا؟ لنسجّل أنّ الوقائع تكذّب كلّيا هذه الفرضية، فالإنسان الذي هو في حالة نوم ليس له إلاّ أنا متخيّل يتبخّر عندما يستيقظ، كما أنّ ضربة واحدة على الرأس تكفي لحفر هوّة عميقة بين أنا اليوم وأنا البارحة لأنّها تشلّ ذكرياتنا، ونحن نعرف كذلك حالة بعض المرضى الذين لديهم أنا أوّل وأنا آخر يتناوبان فيما بينهما وأحدهما يعرف الآخر …، أن نقول بأنّنا نرجع حالاتنا الداخلية إلى أنانا معناه أن نقول إنّنا نرجع حالاتنا الداخلية الخاصّة إلى أنا ما أو إلى ذات حاملة عامة …، ليس هناك سوى شيئين يمكن أن يجعلاننا نحسّ بهويّتنا أمام أنفسنا وهما: دوام نفس المزاج أو نفس الطبع، وترابط ذكرياتنا، ذلك أنّ لدينا نفس الطريقة الخاصّة في ردّ فعلنا تجاه ما يؤثّر علينا، أي أنّ نفس العلامة تسم ردّ فعلنا الأخلاقي وتطبع حالاتنا النفسية الداخلية بطابع شخصيّ …، إضافة إلى ذلك فإنّ ذكرياتنا تشكّل على الأقلّ بالنسبة للقسم القريب من حياتنا سلسلة مترابطة الأطراف: فنحن نرى أنّ حالتنا النفسية الحالية تتولّد من حالتنا النفسية السابقة…، وهكذا يمتدّ وعينا التذكّري في الماضي ويتملّكه ويربطه بالحاضر …، ليست هويّتنا الشخصية إذن كما كان متداولا من قبل، معطى أوّليا أصليّا في شعورنا، بل إنّها ليست إلاّ صدى مباشرا أو غير مباشر، متواصلا أو متقطّعا، لإدراكاتنا الماضية في إدراكاتنا الحاضرة، وهكذا فنحن لسنا أمام أعيننا سوى ظواهر يتذكّر بعضها بعضا»(ترجمة فريق التأليف)

تأطير النص

النص يدخل في اطار فلسفة فرنسية خاصة مع جيل لاشوليه الذي صاغ تصورا خاصا لمفهوم الشخص، اعتبر فيه أن المحدد الرئيسي للشخص هو هويته.

صاحب النص

جول لاشوليي فيلسوف فرنسي ولد بمدينة فونتينبلو في السابع والعشرين من مايو سنة 1832م، وتوفي سنة 1918م، تلقى تعليمه بالمدرسة العليا، واشترك مع أستاذه “رافيسون” في تأسيس الحركة الروحية في الفلسفة الفرنسية، أهم ما ميز فكر جول لاشوليي هو اعتباره أن الأشياء في غالب الأحيان ما ترد إلي ظواهر، وهذه الأخيرة عبارة عن أحاسيس، كما يرجع العالم الخارجي، التحق جول لاشوليي بالمدرسة العليا الأساتذة في باريس، من أهم مؤلفاته نجد:

  • في أسس الاستقراء الذي نشره سنة 1871.
  • السيكولوجية والميتافيزيقا سنة 1885.

الطرح الإشكـالي

يمكن صياغة الطرح الإشكالي لنص جول لاشوليي علي النحو التالي: هل يمكن القول بوحدة داخل هوية الشخص أن أم هذه الوحدة لا تعدوا أن تكون وهما، وبالتالي الشخص محدد من خلال التعدد والتنوع؟ أو بصيغة أخرى هل تقوم الهوية على التطابق أم الاختلاف والتعدد؟ وأين تكمن هوية الشخص، هل في مادة جسمه أم في صورة جسمه أم في شيء آخر غير هذا ولا ذاك؟

المفاهيم الأساسية

حتى يثبت صاحب النص أطروحته استخدم عدة مفاهيم أهمها:

  • الشخص.
  • الهوية.
  • الأنا.
  • الذات.
  • المزاج.

الأطروحة

يدافع جيل لاشوليه عن أطروحة أساسية مفادها أن المحدد الرئيسي للشخص هو هويته، أي تطابقه مع ذاته وهذا ما يميزه عن غيره، وبالتالي فأساس هوية الشخص هي وحدته النفسية في الزمان عبر مختلف لحظات تطوره المختلفة.

الحجاج

يمكن أن نقسم الحجاج إلى نوعين: الأولى لغوية من خلال اعتماد صاحب النص علي عدة أساليب حجاجية أهمها:

  • النفي: (ليس…).
  • الاستفهام: (هل….).
  • الشرح والتفسير: (أن تقول …..معناه…. ، (أي أن …).

أما الثانية فهي حجج معرفية وفكرية من خلال:

  • يبدأ صاحب النص بالتساؤل حول صحة الإمكانية القائلة بوجود هوية واحدة وثابتة.
  • التأكيد أن على أساس هوية النص تربط وتحدد بالدرجة الأولى بوحدته النفسية.
  • سبر مختلف المراحل الأساسية التي يمر منها وبالتالي فهوية الشخص ليس نتاجا تلقائيا بقدر ما هي نتائج لآليات ربط وهي آليات نفسية بالدرجة الأولى.
  • التأكيد في نهاية النص عن فكرة أساسية مفادها أن وحدة الطبع أو السمة العامة للشخصية الإنسانية هي الضامن الأول والأخير لهوية سالمة مطابقة مع الذات في مواقفها وردود فعلها.

قيمة النص

يمكن القول أن قيمة النص تتمثل بالدرجة الأولى في كونه قد صاغ تطورا أساسيا لمفهوم النص تختلف تماما عن التصورات التي كانت معروفة خلال هذه المرحلة، بل أكثر من ذلك يمكن القول أيضا ان أطروحة جيل لاشولية قد مهدت لظهور نظريات جديدة في إطار التعامل مع مفهوم الشخص وبالتالي يمكن القول أن النص “أساس هوية الشخص طبعه وذاكرته” هو يمثل صورة مصغرة عن الرهان العام لأطروحة جيل لاشويه حول مفهوم الشخص.

خلاصة وتركيب

ما يمكن أن نحتفظ من خلال هذا النص هو عنصرين أساسين وهما:

  • الشخص يتحدد من خلال ارتباطه بهويته.
  • إن وحدة الشخص وتماسكه لا يتم بشكل عفوي تلقائي، بل هي نتائج آليات ربط حتى نقول إن هوية الشخص ليست معطى وإنما بناء كما يقول كانط.

تحليل نص سيغموند فرويد : البنية النفسية الثلاثية للشخصية – تحليل النصوص – الفلسفة – الثانية باك

عنوان الدرس : تحليل نص سيغموند فرويد : البنية النفسية الثلاثية للشخصية

المادة : تحليل النصوص – الفلسفة

الشعب: جميع الشعب (علوم تجريبة وعلوم رياضية وعلوم اقتصادية وعلوم والتكنولوجيات الكهربائية…الخ)

المسالك: جميع المسالك (علوم فيزيائية وعلوم حياة والارض واداب وعلوم انسانية والعلوم والتكنولوجيات الميكانيكية ..الخ)

  1. مجزوءة الوضع البشري
  2. المحور الأول: الشخص والهوية
  3. سيغموند فرويد البنية النفسية الثلاثية للشخصية
البنية النفسية الثلاثية للشخصية«إنّ الأنا مضطرّ لاّن يخدم ثلاثة من السّادة الأشدّاء، وهو يبذل أقصى جهده للتوفيق بين مطالبهم، وهي في الغالب مطالب متعارضة والتوفيق بينها مهمّة عسيرة إن لم تكن أقرب إلى أن تكون مستحيلة، فليس من الغريب إذن أن يفشل الأنا في أغلب الحالات في مهمّة التوفيق هذه، وهؤلاء المستبدّون الثلاثة هم: العالم الخارجي، والأنا الأعلى، والهو، ونحن عندما نتابع المجهودات التي يقوم بها الأنا بقصد الاستجابة لهذين النوعين من المطالب في وقت واحد، أي بطاعة أوامرهما في نفس الوقت، فإنّنا لن نأسف إذا ما كنّا قد شخّصنا هذا الأنا وقدّمناه كحالة خاصّة، فهو يحسّ بأنّه معرّض لثلاثة ضغوط ومهدّد من طرف ثلاثة أنواع من الأخطار يكون ردّ فعله عليها عندما تشتدّ معاناته منها هو توليد نوع من القلق، فهو من حيث إنّه نفسه نشأ نتيجة التجارب الإدراكية يتّجه إلى أن يتمثّل متطلّبات العالم الخارجي لكنّه يودّ أن يكون بنفس الوقت خادما للهو، ومتصالحا معه ومع حاجاته المستمرّة للإشباع …، إنّ الأنا في مجهوده من أجل التوسّط بين الهو والواقع، مضطرّ دوما إلى أن يموّه على أوامر اللاشعور بتبريرات متعدّدة، وإلى التخفيف من صراع الهو مع الواقع عن طريق نوع من التمويه الدبلوماسي والرّياء والتظاهر بأنّه يأخذ الواقع بعين الاعتبار ويراعيه حتّى ولو ظلّ الهو جموحا ومتصلّبا في مطالبه الملّحة على الإشباع، ومن زاوية أخرى فالأنا هو محطّ رصد من طرف الأنا الأعلى الذي يفرض عليه باستمرار المعايير التي يتعيّن عليه إتباعها في سلوكه دون أن تهمّه العوائق والصعوبات الآتية من الهو ومن العالم الخارجي، وإذا ما عصى الأنا أوامر الأنا الأعلى وتعليماته فإنّ هذا الأخير يعاقبه بأن يسلّط عليه مشاعر التوتّر والقلق التي يشكلّها لديه الإحساس بالدونية أو بالذنب، وهكذا يصارع الأنا وهو محاصر بين ضغط الأنا الأعلى ومطالب الهو وقوّة الواقع من أجل أن ينجز مهمّته في إحداث نوع من التوافق والانسجام بين هذه القوى والتأثيرات المتفاعلة داخله والمؤثّرة عليه من الخارج».(ترجمة فريق التأليف)

تأطير النص

يندرج النص في إطار الاهتمامات المختلفة لنظرية التحليل النفسي مع عالم النفس النمساوي فرويد الذي حاول دراسة شخصية الإنسان بصورة مغايرة تعتمد طابع اكثر دقة وعملية، فكيف تعامل فرويد مع هذا الموضوع؟

صاحب النص

سيغموند فرويد ولد في السادس من ماي لسنة 1856 بفرايبرغ بالنمسا من عائلة يهودية، هاجرت عائلته إلى فيينا وهو في سن الخامسة من عمره، وعاش هناك حتى حدود سنة 1938 عندما ضم هتلر النمسا إلى ألمانيا، اضطر فرويد إلى تركها بسبب كونه يهودياً وعاش في لندن حتى وفاته بعد ذلك بقليل، درس فرويد الطب في فينيا أولاً، ليمارس هذه المهنة لسنوات عديدة، ولاحظ الصلة الوثيقة بين بعض الأمراض وأنماط سلوك مرضاه، فسافر إلى باريس سنة 1885 للتخصص هناك في دراسة ظاهرة الهستيريا والعلاج بالتنويم المغناطيسي، ثم انتقل إلى مدينة نانسي ليتتلمذ على أيدي العالمين الفرنسيين “شاركو” والطبيب “بروير” بالأساس في مجال التنويم المغناطيسي، عاد فرويد بعد ذلك إلى فيينا لاستخدام ما درسه في علاج مرضاه، لقد كرس فرويد جزأً من وقته في أواخر حياته لكتابة بعض الأبحاث التي تعدت مجال علم النفس المحض، وكتاب “قلق في الحضارة” هو إحداها، ويطرح في هذا الكتاب الصلة المركبة بين ظهور الحضارة وتقدمها وبين الجهاز النفسي وتأثير التقدم الحضاري فيه، وألَّف فرويد كتبا عديدة دار معظمها حول ظواهر الهستيريا والأحلام والتحليل النفسي، كما عرض نظريته في التحليل النفسي في جامعة كلارك في الولايات المتحدة في عام 1909، وأسس جمعية التحليل النفسي سنة 1910 في فيينا، وعمل منذ 1919 أستاذا في جامعة فيينا، وعانى من مرض عضال منذ 1923 إلى حين وفاته في 1939، ومن بين أبرز مؤلفاته نجد:

  • الأنا والهو (1923).
  • ذكريات طفولة (1917).
  • محاضرات جديدة في التحليل النفسي (1915 – 1917).
  • ما وراء مبدأ اللذة (1920).
  • قلق في الحضارة (1929).
  • الموجز في التحليل النفسي.
  • الحلم و تأويله.
  • محاولات تطبيقية في التحليل النفسي.

الطرح الإشكـالي

في هذا النص يحاول فرويد طرح إشكال عام كالتالي: ما هي العناصر الأساسية التي تنبني عليها الشخصية؟ وما هي الصيغة العامة التي من خلالها يمكن تحقيق التوازن؟

المفاهيم الأساسية

اعتمد فرويد على مفاهيم أساسية أهمها:

  • الأنا.
  • الأنا الأعلى.
  • الهو.
  • اللاشعور.
  • الشخص.

الأطروحة

يرى فرويد في تصوره أن شخصية الإنسان هي عبارة عن صراع دائم بين مجموعة من الغرائز (الهو) والمثل الأخلاقية (الأنا الأعلى) وأيضا ضغوط الواقع الاجتماعي، لذلك فالأنا هو نتاج للتوازن والتوفيق بين هذه القوى مثلما هو أداة تحقيق هذا التوازن والتوفيق، لذلك فوحدة الشخص وحدة دينامية عسيرة ولا متناهية التحقق.

الحجاج

الحجج اللغوية

  • أسلوب التأكيد: (إن الأنا…).
  • أسلوب النفي: (ليست…).
  • أسلوب الاستنتاج: (هكذا…).

الحجج المعرفية

  • يرى فرويد أن الإنسان دائم الصراع بين عناصر ثلاث ليحقق التوازن ومحاولة التوفيق بينهما.
  • التأكيد على أن هذا الصراع في غالب الأحيان ما يكون محاصرا بين ضغط الأنا الأعلى من جهة ومطالب الهو والواقع من جهة ثانية.

قيمة النص

إن قيمة النص تكمن بالدرجة الأولى في كونه يقدم لنا تصورا تفسيريا لمجموعة من العناصر المشكلة لشخصية الفرد، وبالتالي فالرهان لدى فرويد كان هو محاولة وضع تفسير دقيق لكيفية حدوث هذا التوازن.

خلاصة وتركيب

إن أهم ما يمكن أن نحتفظ به من خلال نص سيجموند فرويد هو عنصرين أساسيين:

  • لا يمكن أن تكون الشخصية سوية بالشكل المطلوب إلا حينما تحاول التوفيق بين أبعاد الشخصية الثلاث.
  • ثم أن هذه العلاقة حسب فرويد هي علاقة صراع بالدرجة الأولى.

تحليل نص إمانويل كانط: الشخص غاية في ذاته – تحليل النصوص – الفلسفة – الثانية باك

عنوان الدرس : تحليل نص إمانويل كانط: الشخص غاية في ذاته

المادة : تحليل النصوص – الفلسفة

الشعب: جميع الشعب (علوم تجريبة وعلوم رياضية وعلوم اقتصادية وعلوم والتكنولوجيات الكهربائية…الخ)

المسالك: جميع المسالك (علوم فيزيائية وعلوم حياة والارض واداب وعلوم انسانية والعلوم والتكنولوجيات الميكانيكية ..الخ)

  1. مجزوءة الوضع البشري
  2. المحور الثاني: الشخص بوصفه قيمة
  3. تحليل نص إمانويل كانط: الشخص غاية في ذاته
الشخص غاية في ذاته«يوجد الإنسان وبوجه عام كلّ كائن عاقل بوصفه غاية في ذاته، وليس مجرّد وسيلة يمكن أن تستخدمها هذه الإرادة أو تلك وفق هواها، ففي جميع هذه الأفعال، كما في تلك التي تخصّ ذاته والتي تخصّ الكائنات العاقلة الأخرى، يجب دائما اعتباره غاية في ذات الوقت، إنّ جميع موضوعات الميول ليس لها إلاّ قيمة مشروطة، ذلك لأنّه لو كانت الميول والحاجات المشتّقة منها غير موجودة لكان موضوعها بدون قيمة، لكنّ الميول ذاتها بوصفها مصادر للحاجة، لها قدر قليل من القيمة المطلقة التي تمنحها الحقّ في أن تكون مرغوبة لذاتها، وأكثر من ذلك، ينبغي على كلّ كائن عاقل أن يجعل أمنيته الكلّية هي التحرّر التامّ منها، ومن هنا فقيمة جميع الموضوعات التي نكتسبها بفعلنا هي دائما قيمة مشروطة، فالموجودات التي يعتمد وجودها، والحقّ يقال لا على إرادتنا، بل على الطبيعة ما دامت موجودات موجودات محرومة من العقل، ليس لها مع ذلك إلاّ قيمة نسبية، قيمة الوسائل، وهذا هو السبب الذي من أجله يدعوها المرء أشياء، بينما الموجودات العاقلة تدعى أشخاصا، ذلك أنّ طبيعتها تدلّ على من قبل بوصفها غايات في ذاتها، أعني شيئا لا يمكن استخدامه ببساطة كوسيلة، شيء يحدّ بالتالي من كلّ قدرة على التصرّف حسب هوانا (وهو موضوع احترامنا تلكم إذن ليست مجرّد غايات ذاتية، يملك وجودها من حيث هو معلول لفعلنا، قيمة بالنسبة إلينا، بل هي غايات موضوعية أعني أشياء وجودها غاية في ذاته، بل وتكون غاية بحيث لا يمكن أن نستبدل بها أيّة غاية أخرى، ويلزم أن تقوم بخدمتها الغايات الموضوعية بوصفها مجرّد وسائل (…) وعلى ذلك، فإذا كان لا بدّ للعقل من مبدأ عملي أسمى، كما لا بدّ للإدارة الإنسانية من أمر مطلق، فإنّ هذا المبدأ يلزم أن يكون بحيث يكون بالضرورة عند تمثّل ما هو غاية في ذاته غاية لكلّ إنسان، فهو يشكّل مبدأ موضوعيا للإدارة، و يمكن بالتالي أن يكون بمثابة قانون عملي كلّي، و أساس هذا المبدأ هو التالي: إنّ الطبيعة العاقلة توجد كغاية في ذاتها».(إمانويل كانط، أسس ميتافيزيقا الأخلاق، ترجمة فيكتور دلبوس، دولاغراف، 1969، ص: 148-149)

تأطير النص

النص مقتطف من كتاب “أسس ميتافيزيقا الأخلاق” للفيلسوف إمانويل كانط، ترجمة فكتور دلبوس سنة  1969(ص 148–149)، وفي هذا الكتاب يقدم كانط محاولة تحليلية تنطلق من المعرفة المشتركة لتصل إلى المبادئ، حيث تمكن من استنباط المبدأ الأخلاقي الأسمى، حيث يكون الخبر بالفعل هو الخير بالقصد، وفي هذا النص يقرر كانط أنه يحب التعامل مع الشخص باعتباره غاية في ذاته.

صاحب النص

هو الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط (1724 – 1801) المزداد بكوينسبرغ، وكان الابن الرابع في أسرة تتكون من 11 ولدا، كان والده حرفيا، وأشرفت والدته على تربيته وعرفته على الواعظ شولتز الذي كان له أثر كبير في التطور الفكري لكانط، درس الرياضيات والفلسفة والعلوم الطبيعية، كتب أولى مقالاته باللغة الألمانية عام 1746 تحت عنوان “آراء حول التقدير الصحيح للقوى الحية” محاولا التوفيق بين الديكارتيين وأتباع ليبنتز، ويتحدد مشروعه الفلسفي في النقد الذاتي للعقل لتحديد ملكاته وحدوده وأهم مؤلفاته التي عرف فيها مذهبه هي:

  • نقد العقل الخالص (1781).
  • نقد العقل العملي (1788).
  • نقد ملكة الحكمة (1790).

الطرح الإشكـالي

أين تكمن قيمة الشخص، هل في كونهغاية  في ذاته باعتباره ذات أخلاقية، أم أن قيمته تتحدد بالشكل الذي يرغبه الآخرون؟

المفاهيم الأساسية

  • الأمر المطلق: هو أمر قطعي تمت صياغته بشكل صوري مجرد، وقد وضعه كانط باعتباره المبدأ الأخلاقي الأسمى، وصيغته كالتالي: “تصرف على نحو تعامل معه الإنسانية في شخصك، كما في شخص غيرك، دائما وأبدا، كغاية وليس مجرد وسيلة بتاتا”.
  • قيمة مشروطة: لكل شيء قيمة، قد تكون قيمة نفعية تكمن في ما تحققه من نتائج نفعية، وهو ما يسمى بالقيمة المشروطة، بينما قيمة الشخص تكمن في كونه ذاتا عاقلة وأخلاقية وحرة وليس مجرد وسيلة يستخدمها الآخرون لتحقيق مصالح خاصة.
  • الشخص: هو كائن اجتماعي، هو الإنسان، ويسمى فردا عندما يكون مجرد عضو بيولوجي داخل المجتمع، ويسمى شخصا عندما يزاول دورا داخل جماعة كأن يكون أبا، أستاذا، صانعا، وفي هذا الصدد يميز رالف لنتون بين الشخصية الأساسية والشخصية الوظيفية.

الأطروحة

يذهب كانط إلى أن قيمة الشخص تكمن في كونه ذاتا لعقل أخلاقي عملي، فهو غاية في ذاته، فالإنسان يتميز داخل نظام الطبيعة بامتلاكه لملكة الفهم مقارنة مع باقي الكائنات الأخرى، وعليه فهو يتصرف وفق القاعدة الأخلاقية التالية: “تصرف على نحو تعامل معه الإنسانية في شخصك، كما في شخص غيرك كفاية وليس مجرد وسيلة بتاتا”.

الأفكار الأساسية

  • الإنسان كائن عاقل وحر، وذلك من خلال امتلاكه لملكة الفهم التي تجعله يعامل باعتباره غاية في ذاته وليس وسيلة في يد الآخرين.
  • إن قيمة كل إنسان تكمن في القدرة على التحرر من القيود الخارجية.
  • إن قيمة الشخص هي قيمة غير مشروطة، أي أنها لا تتوقف عما نحققه من خلاله من نتائج عملية، بل إن له قيمة في ذاته تكمن في كونه ذاتا أخلاقية، بعبارة أخرى إن الطبيعة العاقلة توجد كغاية في ذاتها.

البنية الحجـاجية

  • التأكيد: يجب دائما اعتباره غاية.
  • النفي: ليس مجرد وسيلة، لا يمكن…
  • الاستدلال: إذا كان… فإن …
  • المقارنة: قيمة الإنسان تختلف عن قيمة باقي الكائنات.

الاستنتاج

الإنسان يمكنه أن يتخذ من الأشياء وسائل يستخدمها لتحقيق أغراضه، لكن ليس من أن حقه يعامل الأشخاص كوسائل ذاتية نفعية، لأن الإنسان هو غاية في ذاتها وليس وسيلة لتحقيق أغراض الآخرين، وهذا ما يمنحه قيمة داخلية مطلقة، ويكسبه احتراما لذاته، ويملك بذلك كرامته الإنسانية.

قيمة النص وراهنيته

تكمن قيمة النص في كونه يدعو إلى ضرورة التعامل مع البشر باعتبارهم ذواتا مفكرة وأخلاقية تستحق أن تعامل باحترام، وهذه الدعوة شكلت أهم بند في الاتفاقيات العالمية التي تعنى بحقوق الإنسان وكرامته خاصة اتفاقية حقوق الإنسان المؤسسة عام 1948.

استغـلال معطيـات النص للإجابة على الإشكـال المطروح

انطلاقا من النص يمكن القول أن قيمة الشخص تكمن في كونه غاية في ذاته وليس وسيلة في يد الآخرين، وذلك لأن الإنسان كائن عاقل وحر وأخلاقي، لكن وعلى ضوء هذه المعطيات يمكن أن نتسائل، هل فقط الإنسان العاقل هو من يستحق الاحترام وأن يعامل على أساس غاية في ذاته؟ ألا يستحق الأحمق والجنين أن يعامل هو الآخر كما لو كان إنسانا مكتمل الإنسانية؟ (أطروحة طوم ريغان).

Ads
Ads Ads Ads Ads
Ads