Ads Ads Ads Ads

منهجية التعامل مع مواضيع امتحان مادة الفلسفة في السنة الثانية باكالوريا – منهجيات – الفلسفة – الثانية باك

عنوان الدرس : منهجية التعامل مع مواضيع امتحان مادة الفلسفة في السنة الثانية باكالوريا

المادة : منهجيات – الفلسفة

الشعب: جميع الشعب (علوم تجريبة وعلوم رياضية وعلوم اقتصادية وعلوم والتكنولوجيات الكهربائية…الخ)

المسالك: جميع المسالك (علوم فيزيائية وعلوم حياة والارض واداب وعلوم انسانية والعلوم والتكنولوجيات الميكانيكية ..الخ)

قد لا نجانب الصواب إذا قلنا بأن وجود منهجية واحدة جامعة مانعة يمكن اعتمادها في التعامل مع النص الفلسفي أو القولة الفلسفية أو السؤال الإشكالي المفتوح أمر جد متعذر إن لم يكن من قبيل المستحيل. كل ما هنالك إذن عبارة عن جملة من الاقتراحات والخطوات المنهجية والتي تتقارب فيما بينها حينا وتتباعد حينا آخر تبعا لعدة عوامل منها على سبيل التمثيل تباين وجهات النظر وطرق التفكير واختلاف المرجعيات المعرفية والمشارب المنهجية و التجربة المهنية …

ففي هذا الصدد تندرج المنهجية التي نقترحها هنا، إذ هي لا تتوخى بأي حال تقديم نفسها على أنها نهائية أو كاملة شاملة. فهي لا تعدو عن أن تكون مجرد تركيب منظم لمجموعة من الخطوات العملية الممنهجة والهادفة بالأساس إلى الأخذ بيد التلميذ في سبيل إنجازه للمطلوب منه في امتحان الباكالوريا في مادة الفلسفة وفق ما هو مسطر في أدبيات وزارة التربية الوطنية ( وعلى رأسها المذكرة رقم 159 الصادرة بتاريخ 16 ذو الحجة 1428 / 27 دجنبر2007.

هكذا جاءت هذه الورقة متضمنة من جهة أولى للخطوات المقترحة للتعامل مع النص الفلسفي ثم القولة الفلسفية وأخيرا السؤال الإشكالي المفتوح، ومن جهة ثانية لبعض الإرشادات حول ما يمكن القيام به وما يجب تفاديه بناء على تجربتنا في تصحيح مواضيع امتحان الباكالوريا، ومن جهة ثالثة لبعض النماذج التمثيلية حتى نقرن الفعل بالقول ونكون عمليين ولا نبقى نظريين فقط.

 

الـــنــص للـتــحلـيـل والـمـنــاقــشــة

مواصفاته

من المفترض / المفروض أن يكون النص فلسفيا أو ذا طابع فلسفي، يتضمن إشكالية فلسفية أو موقفا فلسفيا تجاه إشكالية أو فكرة ما. يتصف بالوحدة والتماسك ويرتبط بمواضيع البرنامج المقرر، يحيل على مفهوم فلسفي واحد أو أكثر، بل وقد يحيل جزئيا أو كليا على مجزوءة واحدة أو أكثر، يتراوح حجمه بين 10 و15 سطرا. وسيكون مذيلا بعبارة تحيل على مطلبي التحليل والمناقشة.

منهجية التعامل معه

بعد قراءة النص قراأت عديدة جيدة هادفة إلى استيعاب مضمونه و كذا قراءة العبارة المذيلة له والسعي لاستجلاء المطلوب منا عبرها، يجب تشغيل المسودة لتدوين كل ما خطر ببالنا وانجلى في ذهننا مما أوحته قراءتنا للنص والعبارة الواردة تحته. وبعد ذلك علينا أن نرسم خطاطة عامة لما سيكون عليه إنشاؤنا وذلك – استئناسا – وفق الخطوات المنهجية التالية:

المقدمة

و يمكن أن تتضمن:

موضعة النص

أي تأطير النص (موضوع الامتحان) وذلك من خلال ربطه بمجزوءة أو مجزوءتين أو أكثر وكذا ربطه داخل هذه المجزوءة أو تلك بمفهوم (باب) أو مفهومين (بابين)، بل ويمكن ربطه بمحور أو محاور داخل هذا الباب (المفهوم) أو ذاك، شريطة أن تكون هناك قرائن ومؤشرات (مفاهيم/عبارات/تساؤلات…) تصل – إما تصريحا أو تلميحا – موضوع نص الامتحان بهذه المجزوءة أو هذا الباب (المفهوم) أو هذا المحور أو غيره… و إلا كان تأطيرنا متعسفا وقد يخرجنا عن الموضوع.

الطرح الإشكالي

ويتحدد في الكشف من خلال النص عن الأسئلة الصريحة أو الضمنية التي يسعى النص للجواب عنها ومن خلال العبارة المذيلة له عن المطلوب منا القيام به. ثم – انطلاقا من ذلك – صياغة إشكالية (جملة من التساؤلات) ننتقل فيها من العام (المثار في الدرس: المجزوءة/الباب/المحور) إلى الخاص (المثار في النص موضوع الامتحان والعبارة المذيلة له) وذلك دون مبالغة أو تقصير.

العرض

ويجب أن يتضمن شقين وهما التحليل والمناقشة.

التحليل

ويتضمن مجموعة من العمليات تنصب كلها على التعامل مع النص من داخله، نذكر منها أساسا:

  • تحديد وتحليل الفكرة الأساسية الموجهة والناظمة للنص أي الأطروحة التي يعرض لها النص أو يتبناها و يدافع عنها.
  • تحديد وتحليل باقي الأفكار الجزئية الشارحة لأطروحة النص والمتمحورة حولها.
  • تحديد وتحليل المفاهيم الأساسية للنص بالكشف عن دلالاتها و إبراز علاقاتها وتقابلاتها مع بعضها البعض ومختلف تقاطعاتها فيما بينها وكذا ربطها بمجالاتها النظرية…
  • الكشف عن طريقة أو طرق النص في عرض أطروحته وإثباتها والدفاع عنها (أو ما يسمى أحيانا بالبنية الحجاجية للنص.)
المناقشة

ويمكن أن تتضمن شقين: النقد الداخلي والنقد الخارجي.

النقد الداخلي: النظر في مدى تماسك البناء المنطقي للنص أي مدى الانسجام الحاصل أو المنعدم بين المقدمات المنطلق منها تصريحا وتلميحا والنتائج المتوصل إليها الظاهرة منها والمضمرة.
الوقوف على مدى قوة أساليب الإقناع المعتمدة في النص من أدلة وبراهين وأمثلة واستشهادات…

النقد الخارجي: الكشف في الدرس (أو فيما لدينا من معارف) عن الأطروحة أو الأطروحات التي تساند أطروحة موضوع الامتحان أو تعارضها إن كليا أو جزئيا دون تعسف وذلك من أجل مناقشة هذه الأطروحة من حيث قيمتها و حدودها.

الخاتمة

وهنا يمكن اختيار إحدى الصيغ الثلاث الآتية:

  • إما الخروج بخلاصة تركيبية منسجمة مع منطق التحليل والمناقشة، وتمكن – إن طلب منا ذلك – من إبداء الرأي الشخصي بشيء من المرونة والانفتاحية والاحترام للرأي الآخر إيمانا بمحدودية المعارف و نسبية الحقيقة.
  • أو تحويل نتائج التحليل والمناقشة السابقين إلى تساؤلات إشكالية تنفتح على آفاق للتفكير أكثر رحابة بهدف تعميق معالجة الموضوع المطروح ومواصلة تدارسه.
  • أو الجمع والمزاوجة بين الخلاصة التركيبية من جهة والطرح الإشكالي من جهة ثانية دون أن تتحول الخاتمة إلى اجترار وتكرار لما سبق تناوله وعرضه أثناء التحليل والمناقشة.

 

الـــقـــولـــة – الـــســـؤال

مواصفات القولة والسؤال

تتميز القولة بالتركيز والكثافة وقصر الحجم. وهي ترتبط بمواضيع البرنامج المقرر إذ تحيل على مفهوم فلسفي واحد أو أكثر من مفاهيم المجزوءة، كما أنها يمكن أن تحيل على مجزوءة واحدة أو أكثر. وهي مذيلة بسؤال إشكالي أو مطلب مزدوج يحيل في مستواه الأول على مضمون القولة (الفهم والتحليل)، وفي مستواه الثاني على قيمتها وأبعادها (النقد والمناقشة).

منهجية التعامل معها

علينا قراءة القولة مليا والعمل على فك إدغامها بالوقوف على منطوقها من جهة والمسكوت عنه فيها من جهة ثانية، خاصة وأن ما تضمره القولة يؤسس لما تظهره إذ هي نتيجة لمقدمات استدلالية حجاجية غائبة – أو مغيبة – ينبغي الكشف عنها واستدعاؤها بغية امتلاك مضمونها و استيعابه.

كما علينا أن نفهم المطلوب منا عبر السؤال الإشكالي أو المطلب المزدوج المذيل لها بهدف رسم خطاطة أو تصميم لما سيكون عليه إنشاؤنا مسترشدين بالخطوات المنهجية التالية:

المقدمة

موضعة القولة

أي تأطير القولة (موضوع الامتحان) وذلك من خلال ربطها بمجزوءة أو مجزوءتين أو أكثر وكذا ربطها داخل هذه المجزوءة أو تلك بمفهوم (باب) أو مفهومين (بابين) بل ويمكن ربطها بمحور أو محاور داخل هذا الباب (المفهوم) أو ذاك، شريطة أن تكون هناك قرائن ومؤشرات (مفاهيم/عبارات/تساؤلات…) تصل – إما تصريحا أو تلميحا – موضوع /مضمون القولة بهذه المجزوءة أو هذا الباب (المفهوم) أو هذا المحور أو غيره… وإلا كان تأطيرنا متعسفا وقد يخرجنا عن الموضوع.

الطرح الإشكالي

ويتمثل من جهة في إبراز المفارقات الإشكالية التي تتضمنها القولة بشكل صريح أو ضمني، ومن جهة ثانية إدراك مجال السؤال المرفق بالقولة من حيث حدوده وترابطاته والرهانات التي يعرض لها في علاقته بالقولة. وهو مبدئيا لا يخلو من الإحالة على مطلبي الفهم (أو التحليل) والنقد (أي المناقشة.)

العرض

ويتضمن شقين وهما التحليل والمناقشة.

التحليل

ويتمثل في مجموعة من العمليات نذكر منها بالأساس:

  • تحويل منطوق القولة ومضمونها (أي الأطروحة المتضمنة فيها) إلى اللغة الخاصة للمترشح (التلميذ) عبر عمليات / أفعال الشرح والتفسير والتوضيح والتحليل والتوسع…
  • تأويل دلالتها من خلال التركيز على أهم المصطلحات والمفاهيم المركزية التي تؤسسها مع ربط هذه المفاهيم والمصطلحات بسياقها الإشكالي ومجالها التداولي وحقلها الدلالي ومختلف إيحاأتها وإحالاتها المرجعية الضمنية والصريحة.
  • تحليل موقف صاحب القولة بالوقوف عند الحجاج الذي تفترضه والذي يمكن من إعادة بنائها مع تدعيمه استدلاليا ومعرفيا من خلال استحضار الأطروحة أو الأطروحات المساندة له مما سبقت دراسته.
  • مساءلة موقف صاحب القولة بهدف تأزيمه و محاصرته تمهيدا لمناقشته.
المناقشة

وتتمثل في النقد بشقيه الداخلي والخارجي

النقد الداخلي: يتجلى أساسا في إبراز حدود صلاحية وسداد وتماسك وكفاية الموقف المتضمن في القولة مع الوقوف على النتائج غير الظاهرة في منطوقها والتي ينبغي استنباطها استنادا على قرائن ومؤشرات معينة (كالمفاهيم و الأفكار مثلا) لمعرفة رهاناتها في الحال والاستقبال.

النقد الخارجي: يتمظهر في استحضار الأطروحة أو الأطروحات النقيض/المضادة للأطروحة المتضمنة في القولة بعيدا عن المباغتة غير المبررة أو تصفيف الأطروحات الواحدة بجوار أو تلو الأخرى، وذلك بهدف المقارنة أو المقارعة وخلق نقاش بينها يطرح إمكانيات أخرى تفتح أفق التفكير في القولة دون تهاون ولا تحامل.

الخاتمة

ويمكن خلالها:

  • إما استنتاج خلاصة منسجمة مع عناصر التحليل والمناقشة السابقين.
  • أو الانفتاح على تساؤلات تتجاوز أطروحة القولة المدروسة والأطروحة أو الأطروحات النقيض لها في أفق التأسيس للأطروحة التركيب والتي تتجاوز نقائصهما معا.
  • أو المزاوجة بين الخلاصة التركيبية العامة من جهة والطرح الإشكالي التجاوزي من جهة ثانية بشكل ينسجم مع ما تم تناوله أثناء العرض دون تكرار أو اجترار وكذا دون حشو أو إقحام لما هو غريب عن القولة أو عن المطلوب منا تجاهها.

 

الــســؤال الإشــكــالــي الــمــفــتــوح

مواصفاته

السؤال الإشكالي المفتوح أو الحر لا يتخذ صيغة نمطية واحدة وإنما صيغا إشكالية متعددة. إذ يمكن للسؤال الإشكالي المفتوح أن يطرح مشكلة ما في صيغة استفهامية مباشرة أو أن يعرض لإحراج أو لبس أو مفارقة فلسفية، وقد يتضمن موقفا أو أطروحة أو أكثر إما تصريحا أو تلميحا ويطلب منا الكشف عن الظاهر والمضمر من خلال تحليله ومناقشته وفق لفظ الطلب (حلل/أوضح/أبرز/قارن/ناقش….)، وهو قد يحيل على مجال إشكالي لمفهوم واحد أو أكثر أو لمجزوءة واحدة أو أكثر.

منهجية التعامل معه

غني عن الذكر أنه ليس هناك تصور منهجي واحد يمكن اعتماده في التعامل مع السؤال الإشكالي المفتوح (الحر) نظرا لتباين صيغه ومطالبه. لذا فالأمر يتطلب اجتهادا وجهدا لا مناص منهما من طرف المترشح (التلميذ). ونحن هنا نقترح بعض الخطوات المنهجية المساعدة على مقاربة السؤال الإشكالي المفتوح والقابلة للتطوير والتطعيم والإغناء…

المقدمة

و يمكن أن تتضمن ما يلي:

  • موضعة السؤال أي تأطيره ضمن سياقه النظري العام و كذا ربطه بمجزوءة أو مجزوأت معينة وداخل هذه بباب (مفهوم) أو بابين (مفهومين) بل وربطه داخل هذه الأبواب (المفاهيم) ذاتها بالمحور أو المحاور التي يلامسها استنادا على مؤشرات وقرائن دالة على ذلك. و هذا من خلال إبراز القضايا والمفاهيم التي يحيل عليها في الدرس بهدف إبراز عناصر الإشكال ومختلف ترابطاتها في أفق إعادة صياغته و بنائه تمهيدا لمعالجته.
  • تفتيت وتفكيك السؤال الإشكالي المفتوح إلى أسئلة جزئية تلامس مختلف القضايا والمفاهيم التي يظهرها أو يضمرها منطوق السؤال.
  • الترتيب المنهجي المنطقي للأسئلة بشكل تنازلي ننطلق فيه من العام إلى الخاص أو من الكلي إلى الجزئي، أي من إشكالية المجزوءة أو المجزوأت التي يحيل عليها السؤال الإشكالي المفتوح إلى السؤال الصريح المطروح بالذات مرورا بالتساؤلات التي تثيرها مختلف المفاهيم والمحاور التي يلامسها هذا السؤال.

العرض

ويجب أن يتضمن لحظتين وهما التحليل والمناقشة.

التحليل

ويتحقق من خلال عدة عمليات منها على سبيل التمثيل لا الحصر ما يلي:

شرح وتوضيح المفاهيم والمصطلحات الواردة في السؤال بشكل صريح وكذا التي يلمح إليها أو يحيل عليها ضمنيا.

استحضار المعرفة الفلسفية الملائمة أي مختلف الأطروحات التي عالجت الإشكال المطروح، وهنا يجب مراعاة ما يلي:

  • عدم التقصير أو المبالغة في اختيار المادة المعرفية الموظفة للجواب على الأسئلة التي طرحناها أثناء التقديم.
  • خلق حوار افتراضي بين مختلف الأطروحات المستحضرة عوض تصفيفها بجوار بعضها البعض.
  • توخي الموضوعية والأمانة العلمية وذلك بإيفاء كل الأطروحات حقها من التوضيح والمحاجة والتمثيل والاستشهاد دون إفراط ولا تفريط.
  • اعتماد البناء الحجاجي والمنطقي للمضامين الفلسفية مع تفادي الانتقال المفاجئ بين الأطروحات دون ربط منهجي لغوي منطقي بينها.
  • تفادي الحشو والإطناب والاستظهار الأمين للدرس.
المناقشة

ويمكن أن تتضمن:

  • قراءة نقدية للأطروحة أو الأطروحات المتضمنة احتمالا في نص السؤال الإشكالي بالوقوف على أهمية ورهانات الأجوبة المقترحة ونوعية الحجج الداعمة المعتمدة.
  • طرح إمكانيات أخرى تفتح آفاق التفكير في الموضوع–الإشكال وذلك من خلال عرض أطروحة أو أطروحات نقيض للأطروحة المدروسة بطريقة تنسجم شكلا ومضمونا مع ما قمنا به أو قلناه إلى الآن.

الخاتمة

ويمكن أن تكون وفق إحدى الصيغ الثلاث الآتية:

  • إما الخروج بخلاصة تركيبية منسجمة مع منطق التحليل والمناقشة السابقين إذ تستحضر الخيط الرابط بينهما وتمكن من إبداء الرأي الشخصي – متى طلب منا ذلك – بشيء من المرونة والدقة والانفتاحية والاحترام للرأي الآخر.
  • أو تحويل نتائج التحليل والمناقشة السابقين إلى تساؤلات إشكالية تنفتح على آفاق للتفكير أكثر رحابة بهدف تعميق معالجة إشكالية الموضوع المطروح.
  • أو المزاوجة بين الخلاصة التركيبة من جهة والطرح الإشكالي من جهة ثانية دون تعسف ولا إطناب.

تحليل نص جون لوك : الهوية والشعور – تحليل النصوص – الفلسفة – الثانية باك

عنوان الدرس : تحليل نص جون لوك : الهوية والشعور

المادة : تحليل النصوص – الفلسفة

الشعب: جميع الشعب (علوم تجريبة وعلوم رياضية وعلوم اقتصادية وعلوم والتكنولوجيات الكهربائية…الخ)

المسالك: جميع المسالك (علوم فيزيائية وعلوم حياة والارض واداب وعلوم انسانية والعلوم والتكنولوجيات الميكانيكية ..الخ)

  1. مجزوءة الوضع البشري
  2. المحور الأول: الشخص والهوية
  3. تحليل نص جون لوك: الهوية والشعور
الهوية والشعور«لكي نهتدي إلى ما يكوّن الهوية الشخصية لابد لنا أن نتبين ما تحتمله كلمة الشخص من معنى، فالشخص فيما أعتقد، كائن مفكر عاقل قادر على التعقل والتأمل، وعلى الرجوع إلى ذاته باعتبار أنها مطابقة لنفسها، وأنها هي نفس الشيء الذي يفكر في أزمنة وأمكنة مختلفة، ووسيلته الوحيدة لبلوغ ذلك هو الشعور الذي يكون لديه عن أفعاله الخاصة، وهذا الشعور لا يقبل الانفصال عن الفكر، بل هو فيما يبدو لي، ضروري وأساسي تماما بالنسبة للفكر، مادام لا يمكن لأي كائن [بشري]، كيفما كان أن يدرك إدراكا فكريا دون أن يشعر أنه يدرك إدراكا فكريا.
عندما نعرف أننا نسمع أو نشم أو نتذوق أو نحس بشيء ما أو نتأمله أو نريده، فإنما نعرف ذلك في حال حدوثه لنا، إن هذه المعرفة تصاحب على نحو دائم إحساساتنا وإدراكاتنا الراهنة، وبها يكون كل واحد منا هو نفسه بالنسبة إلى ذاته، وفي هذه الحالة لا نأخذ في الاعتبار ما إذا كانت الذات نفسها تبقى مستمرة في الجوهر نفسه أو في جواهر متنوعة، إذ لما كان الشعور يقترن بالفكر على نحو دائم، وكان هذا هو ما يجعل كل واحد هو نفسه، ويتميز به من ثم عن كل كائن مفكر آخر، فإن ذلك هو وحده ما يكون الهوية الشخصية أو ما يجعل كائنا عاقلا يبقى دائما هو هو، وبقدر ما يمتد ذلك الشعور بعيدا ليصل إلى الأفعال والأفكار الماضية، بقدر ما تمتد هوية ذلك الشخص وتتسع، فالذات الحالية هي نفس الذات التي كانت حينئذ، وذلك الفعل الماضي إنما صدر عن الذات نفسها التي تدركه في الحاضر».(جون لوك، مقالة في الفهم البشري، الكتاب II فصل 27، فقرة 9 ترجمه إلى الفرنسية كوسط، ونشره إميليان نايرت، فران، 1994 ص : 264-265)

تأطير النص

النص مقتطف من كتاب لوك “مقالة في الفهم البشري”، ويشكل هذا الكتاب مساهمة أساسية في الجواب عن سؤال الفلسفة خلال القرنين 17 و18م، وهو: كيف يدرك الإنسان ذاته والعالم؟ كيف يبني معرفته؟ وكيف يحافظ على وحدة الذات وبقائها في الزمن؟ ولحل هذه المشاكل يعتمد لوك مفهوم الهوية الشخصية انطلاقا من الشعور بوصفه قدرة تأملية.

صاحب النص

جون لوك هو فيلسوف تجريبي ومفكر سياسي إنجليزي، ولد في عام 1632في إقليم سوميرسيت، تعلم في مدرسة وستمنسر، في ثم جامعة أوكسفورد، ولقد لعب دورا كبير في الأحداث السياسية التي عرفتها إنجلترا ما بين سنة 1660 و1680م، كما  أن علاقة لوك باللورد آشلي لعبت دورا كبيرا في نظرياته السياسية الليبيرالية، ولقد كان اللورد آشلي يتمتع بنفوذ كبير في إنجلترا إذ كان يمثل المعالم السياسية لرؤوس الأموال التجارية في لندن، وتحت تأثير اللورد آشلي كتب لوك في عام 1667 مقالا خاصا بالتسامح راجع فيه أفكاره القديمة الخاصة بإمكانية تنظيم الدولة لكل شؤون الكنيسة.

الإشكـال

كيف يجعل الشعور الشخص ذلك الكائن المفكر القادر على التعقل والتأمل حيث ما وجد في أي زمان ومكان؟

المفاهيم

  • الهـوية: مفهوم فلسفي يدل على هوية الشيء أو الشخص، أي ما يتعلق بماهيته وطبيعته أي جوهره، ولكل شخص هويته قد تتحدد في عقله وفكره أو ثقافته (اللغة، الدين …).
  • الـذات: مصطلح فلسفي يرتبط بالأنا الواعي والمفكر، ويدل على الشخص أو الوعي بالذات.
  • الجوهر: جوهر الشيء يعني هو ما ثابت فيه، هو وما ثابت لا يتغير في الكائن.

الأطروحة

إن الشخص حسب جون لوك هو ذلك الكائن المفكر والعاقل القادر على التعقل والتأمل، وذلك عن طريق الشعور الذي يكون لديه عن أفعاله الخاصة وبشكل مستمر دون حدوث أي تغير في جوهر الذات، فاقتران الشعور بالفكر على نحو دائم هو ما يكسب الشخص هويته ويجعله يبقى دائما هوهو، باعتباره كائنا عاقلا يتذكر أفعاله وأفكاره التي صدرت عنه في الماضي وهو نفسه الذي يدركها في الحاضر.

الأفكار الأساسية

  • الشخص كائن مفكر قادر على التعقل والتأمل.
  • إن ذات الشخص مطابقة لنفسها وهي نفس الشيء الذي يفكر في أزمته وأمكنة مختلفة.
  • الشعور هو ماهية الشخص، وهذا الشعور لا يقبل الانفصال عن الفكر.
  • إن الذات المفكرة تدرك الأفعال التي صدرت عنها في الماضي والحاضر.

الحجاج

  • التفسير: عندما نعرف … فإننا نعرف …
  • النفـي: هذا الشعور لا يقبل الانفصال…
  • التعريف: الشخص هو كائن مفكر وعاقل…
  • اعتماد بنية مفاهيمية قوية: الشعور، الجوهر، الذات …

الاستنتاج

الشخص كائن مفكر يعقل ذاته وأفعاله مهما تغيرت الظروف وتوالت الأزمان، وعن طريق الوعي يكون مسؤولا مسؤولية قانونية عن كل ما يصدر عنه من أفعال. من هنا فأساس هوية الشخص حسب لوك هو الشعور الذي يجعل الإنسان يحرك ذاته ويبني معرفته بذاته على نحو دائم فيصبح الشخص إثرها هوهو رغم ما يلحقه من تغير.

قيمة النص وراهنيته

تكمن قيمة النص في جعل قيمة الشخص لا تخرج عن كونه كائنا عاقلا ومفكرا، فالإنسان في كل زمان ومكان قادر على تعقل العالم وتأمل مجتمعه، هكذا فإنسان العصر الراهن لازم عليه أن يتعقل وجوده أكثر وأن يتعقل ما يصدر عنه من سلوكات وأفعال قد تكون أنفع للإنسانية جمعاء وقد تكون عكس ذلك أفعال مدمرة للوجود الإنساني كأفعال العنف والإرهاب والحروب والتلوث …

استغلال معطيات النص للإجابة على الإشكال المطروح

هوية الشخص تكمن في كونه ذاتا عاقلة ومفكرة وشاعرة (بمعنى الشعور).

تحليل نص أرتور شوبنهاور: الهويّة والإرادة – تحليل النصوص – الفلسفة – الثانية باك

عنوان الدرس : تحليل نص أرتور شوبنهاور: الهويّة والإرادة

المادة : تحليل النصوص – الفلسفة

الشعب: جميع الشعب (علوم تجريبة وعلوم رياضية وعلوم اقتصادية وعلوم والتكنولوجيات الكهربائية…الخ)

المسالك: جميع المسالك (علوم فيزيائية وعلوم حياة والارض واداب وعلوم انسانية والعلوم والتكنولوجيات الميكانيكية ..الخ)

  1. مجزوءة الوضع البشري
  2. المحور الأول: الشخص والهوية
  3. تحليل نص أرتور شوبنهاور: الهوية والإرادة
الهويّة والإرادة«على ماذا تتوقّف هوية الشخص؟ ليس على مادّة جسمه، فإنّ هذه تتجدّد في بضعة أعوام، وليس على صورة هذا الجسم، لأنّه يتغيّر في مجموعه وفي أجزائه المختلفة، اللهمّ إلاّ في تعبير النظرة، ذلك أنّه بفضل النظر نستطيع أن نتعرّف على شخصا ولو مرّت سنوات عديدة، وباختصار فإنّه رغم التحولاّت التي يحملها الزمن إلى الإنسان، يبقى فيه شيء لا يتغيّر، بحيث نستطيع بعد مضي زمن طويل جدّا أن نتعرّف عليه، وأن نجده على حاله، وهذا ما نلاحظه أيضا على أنفسنا، فقد نشيخ ونهرم، ولكنّنا نشعر في أعماقنا أنّنا ما زلنا كما كنّا في شبابنا، بل حتّى في طفولتنا، هذا العنصر الثابت الذي يبقى دائما في هويّة مع نفسه دون أن يشيخ أو يهرم أبدا، هو بعينه نواة وجودنا الذي ليس في الزمان، وقد يرى الناس عامة أنّ هويّة الشخص تتوقّف على هويّة الشعور، فإذا كنّا نعني بهذا الذكرى المترابطة لمسار حياتنا، فإنّها لا تكفي لتفسير الأخرى (أي هويّة الشخص)، وليس من شكّ أنّنا نعرف عن حياتنا الماضية أكثر ممّا نعرف عن رواية قرأناها ذات مرّة، ورغم ذلك فإنّ ما نعرفه عن هذه الحياة قليل، فالحوادث الرئيسية والمواقف الهامّة محفورة في الذاكرة، أمّا الباقي فكلّ حادثة نذكرها تقابلها آلاف الحوادث التي يبتلعها النسيان، وكلّما هرمنا توالت الحوادث في حياتنا دون أن تخلّف وراءها أثرا، ويستطيع تقدّم السنّ أو المرض، أو إصابة في المخّ أو حمق أن يحرمنا كلّية من الذاكرة، ومع ذلك فإنّ هويّة الشخص لا يفقدها هذا الاختفاء المستمرّ للتذكّر، إنّها تتوقّف على الإدارة التي تظلّ في هويّة مع نفسها، وعلى الطبع الثابت الذي تمثّله (…)، ولا شكّ أنّنا قد تعوّدنا تبعا لعلاقتنا بالخارج أن نعتبر الذات العارفة هي ذاتنا الحقيقية، ذاتنا العارفة التي تغفو في المساء ثمّ تستغرق في النوم، للتألّق في الغد تألّقا أقوى، ولكن هذه الذات ليست سوى وظيفة بسيطة للمخّ، وليست هي ذاتنا الحقيقية، أمّا هذه التي هي نواة وجودنا، فهي التي تختفي وراء الأخرى، وهي التي لا تعرف في قراراتها غير شيئين: أن تريد أو ألاّ تريد».(أرثور شوبنهاور، العالم بوصفه إرادة وتمثّلا، ترجمة بوردو، م. ج. ف، 1966.3 ص: 943)

تأطير النص

النص مقتطف من كتاب “العالم بوصفه إرادة وتمثلا” لصاحبه الفيلسوف الألماني أرثور شوبنهاور، وفي هذا الكتاب يقدم شوبنهاور فكرة مفادها أن الإنسان ينظر إليه كإرادة في الحياة، محكوم عليه بالشقاء والتعاسة، فالشخص لا يخضع لقوانين، بل يخضع لإرادة عبثية تتجاوزه وتتجلى في رغباته.

صاحب النص

أرثور شوبنهاور فيلسوف ألماني ولد في دانزج عام 1788م، وكان أبوه تاجرا امتاز بالمقدرة وحدة الطبع واستقلال الشخصية وحب الحرية، وقد غادر دانزج التي جردها البولنديون من حريتها بضمها إلى بولندا عام 1793م، ولقد مات والد شوبنهاور منتحرا عام 1805م، وتوفيت جدته وهي مصابة بالجنون، ولم تكن أمه سعيدة في حياتها الزوجية، وعندما توفي زوجها انطلقت تبحث عن الحب، ولقد ثار شوبنهاور على هذا الاتجاه الجديد لأمه وأثر النزاع بينهما على نفسه مما جعله يحتقر جميع النساء طيلة حياته، فعاش وحيدا بلا أم ولا ولد ولا أسرة ولا صديق ،… ويعرف شوبنهاور بكتابه “العام كإرادة وفكرة” الذي فيه ضم أهم أفكاره وتصوراته للحياة والعالم والنفس.

الإشكـال

أين تكمن هوية الشخص، في هل مادة جسمه في أم صورة جسمه في أم شيء آخر غير هذا ولا ذاك؟

المفاهيم

  • الإرادة: مفهوم فلسفي مهم وقوي في فلسفة شوبنهاور، وهي صفة تميز الطبع، حيث يقال “لهذا الشخص إرادة قوية”، وهذه الإرادة ترتبط حسب شوبنهاور بإرادة الحياة التي يعتبرها هي الواقع الحقيقي الوحيد، وما عداه مجرد تمثلات.
  • العلاقة بالخارج: هي كل علاقة يمكن أن تربط بين الأنا والعالم الخارجي (الآخر، المجتمع، الثقافة …)، وهي علاقة تأخذ عدة أشكال وعدة مواقف، كأن تكون علاقة تكامل وتداخل أو العكس علاقة تناقض وتخارج.

الأطروحة

ينتقد شوبنهاور المواقف التي تربط بين الشعور والهوية، ويؤكد أن هوية الشخص تتحدد بالإرادة، أما الشعور فهو يتجدد ويتغير بفعل الزمن، كما يمكن تعديله وتقويمه، بينما الإرادة لا يمكنها أن تتغير لأنها خاضعة للزمان، وهو ما يجعل الفرد يتصرف دائما في ظروف بعينها تصرفا واحدا بعينه، أي أنه يتصرف دائما في هوية مع نفسه، أي أنه لا يستطيع أن يفعل غير ما يفعله.

الأفكار الأساسية

  • لا تكمن هوية الشخص في مادة جسمه، لأن هذه المادة تتجدد في بضعة أعوام.
  • لا تكمن هوية الشخص في صورة جسمه، لأن هذا الجسم يتغير في مجموعه وفي أجزائه المختلفة.
  • إن العنصر الثابت والدائم والذي يبقى دائما في هوية مع نفسه دون أن يشيخ أو أن يهرم هو بعينه نواة وجودنا الذي ليس في الزمان.
  • إن هوية الشخص لا تتوقف على هوية الشعور، لأنها لا تكفي هذه الأخيرة لتفسير هوية الشخص.
  • إن الإرادة هي معيار هوية الشخص لأنها تظل في هوية مع نفسها وعلى الطبع الثابت الذي تمثله.
  • تتحدد هذه الإرادة فيما يلي: أن تريد أو ألا تريد.

الحجاج

  • طرح أسئلة داخل النص ثم الإجابة عنها: مثلا: “على ماذا تتوقف هوية الشخص؟”
  • اعتماد أمثلة من واقع الإنسان: نشيخ، نهرم، طفولتنا، شبابنا …
  • النفي: هذه الذات ليست سوى …
  • اعتماد بنية مفاهيمية: شعور، إرادة، هوية…

الاستنتاج

يعتبر شوبنهاور أن الإرادة هي الشيء الجوهري والأساسي في الإنسان ويعطيها الأولوية على العقل، لأن العقل مخلوق للإرادة كي يقوم على خدمتها وتنفيذ أوامرها ونواهيها.

قيمة النص

تكمن قيمة النص في تجاوز الفلسفات السابقة التي تعتبر أن ماهية الإنسان هي عقله، والقول بأن الإرادة هي الجوهر والثابت في شخصية الشخص …، إن هذا التصور يتناسب مع بعض الظواهر والوقائع التي يعيش عليها إنسان الوقت الراهن، فإرادة شخص ما أو جماعة ما هي التي تبرر سلوكات وأهداف هذا الشخص أو الجماعة، فإرادة السيطرة والهيمنة الاقتصادية هي التي تفسر استعمار دول لدول أخرى …

استغلال معطيات النص للإجابة على الإشكال المطروح

إن هوية الشخص لا تقتصر على مادة جسمه أو صورة هذا الجسم، إنها شيء آخر، حيث لا تعدو سلوكات الإنسان إلا انعكاسا لماهية هذه الهوية التي هي الإرادة.

Ads
Ads Ads Ads Ads
Ads