Ads Ads Ads Ads

التمييز بين الطبيعة والثقافة – الدورة الثانية – الفلسفة – الجذع المشترك العلمي والتكنولوجي

المستوى: الجذع المشترك العلمي والتكنولوجي

المادة : الدورة الثانية – الفلسفة

عنوان الدرس : التمييز بين الطبيعة والثقافة

التعريف بصاحب النص

كلود ليفي ستراوس: هو مفكر أنثروبولوجي فرنسي معاصر، مولود في فبراير من سنة 1908 ولازال حيا يرزق إلى حدود اليوم، وهو من أكبر مفكري هذا العصر، تميز بتأسيسه للبنيوية كمنهج علمي ينتهجه الباحثون في شتى المجالات المعرفية (في الأنثربولوجيا، والدراسات اللسانية، والتحليل النفسي، والنقد الأدبي والفني…)، وقد وظف كلود ليفي ستراوس التحليل البنيوي في دراسة الثقافات والإثنولوجيا، له عدة كتب أهمها: “الأنثربولوجيا البنيوية”، “الفكر المتوحش”، “من النيئ إلى المطبوخ”، “عرق وتاريخ”، “البنى الأولية للقرابة“ …

فهم النص

تتمحور الفكرة الرئيسية للنص حول صعوبة التمييز بين الطبيعة والثقافة، ذلك أن الانتقال من الطبيعة إلى الثقافة ظل لغزا صعب الحل، وكل الطرق قد خيبت الآمال بشكل كبير في الحسم فيه، ولقد جعل كلود ليفي ستراوس معيار القاعدة وما هو عام أساسين اعتمد عليهما للتمييز بين الطبيعة والثقافة، حيث اعتبر أنه حين تظهر القاعدة فنحن على يقين بأننا على صعيد نظام الثقافة، كما أنه من السهل معرفة أن الكوني أو العام هو معيار الطبيعة.

يمكن القول بأن القاعدة تتميز في النص بثلاث خصائص:

  • الانفلات مما هو غريزي إذ تعتبر ذات صبغة أخلاقية.
  • النسبية: ذلك أنها قد توجد في هذا المجتمع وتغيب في مجتمعات أخرى.
  • الخصوصية: إنها ترتبط بالعادات والتقاليد، والقوانين والمؤسسات الخاصة بمجتمع معين.

ما يمكن فهمه من هذه الجملة هو صعوبة الحسم في تفسير خوف الطفل إما طبيعيا أو ثقافيا، ذلك أن هناك تدخل بينهما في تفسير مثل هذه الأفعال.

خلاصة فهم النص

يطرح مشكل التميز بين الطبيعة والثقافة عدة صعوبات نظرا للتداخل الموجود بينهما على مستوى السلوك البشري، لكن ستراوس اقترح معيار القاعدة وما هو عام وكوني من أجل التميز بينهما.

إشكال النص

  • ما الطبيعة؟
  • وما الثقافة؟
  • وكيف يمكننا أن نميز بينهما لنقول هذا فعل طبيعي في الإنساني وذاك فعل ثقافي فيه؟

موقف صاحب النص

يرى كلود ليقي ستراوس أن مسألة التمييز بين ما هو طبيعي وما هو ثقافي في الإنسان مسألة صعبة وشائكة وذلك نظرا للتعقيد والتداخل الذي يميز الظواهر الإنسانية، وإن صاحب النص يقترح من أجل حل مشكلة التمييز بين الطبيعة والثقافة حلا يمثل في الاستناد إلى معيارين للتمييز هما القاعدة والكونية، فكلما عثرنا على القواعد فهذا يعني أننا في إطار ما هو ثقافي، و بالعكس، كلما وجدنا أنفسنا أمام ما هو كوني فالأمر يتعلق بما هو طبيعي، وإذا كان الثقافي يتميز بالنسبة والخصوصية فإن الطبيعي يتميز بالكونية والعمومية والثبات.

المستوى المفاهيمي

  • الكلي: ما يشمل العالم كله بلا استثناء أو ثغرة، بحيث لا يعدو أن يكون ثمة شيء خارجها، وقد يعني كذلك المشترك بين العقول.
  • النسبي: ما لا يمكن إقراره دون حصر أو تقييد، ما لا يكون مطلقا، ما لا يمكن وصفه (بأنه صحيح، دقيق، أكيد..) إلا بالمقارنة مع متوسط الأشياء أو الكائنات من الجنس عينه.
  • قاعدة: صيغة إشارة أو توصيف لما يتعين القيام به في حالة محددة، أمر أخلاقي، تعليم منطقي، معادلة تعطي طريقة حسابية، شروط مسلم بها كأنها واجبة في هذا النوع الفني أو ذاك.

المستوى التحليلي

أطروحة النص

إن السلوك الطبيعي والسلوك الثقافي في الإنسان منفصلان إلى الدرجة التي يصعب فيها التمييز بينهما، لكن يمكن أن نميزهما وإن بشكل محدود انطلاقا من معيار القاعدة والكونية.

أفكار النص

إن الأفعال الإنسانية يتداخل فيها ما هو نابع من طبيعة الإنسان الداخلية وما هو انعكاس لما يكتسبه من المجتمع.

على الرغم من صعوبة التمييز بين الطبيعي والثقافي في السلوك الإنساني، فإنه لا يمنع من وجود معيار لتحديد كل منهما وهو معيار القاعدة والكونية، فما هو ثابت وجوهري ويشمل النوع البشري ككل فهو ينتمي إلى الطبيعة الإنسانية، في حين أن ما يشكل قاعدة للسلوك داخل المجتمع من عادات وتقاليد … فهو ينتمي إلى مجال الثقافة.

يمكن عزل عناصر الطبيعة عن عناصر الثقافة انطلاقا من معياري الكونية والقاعدة، فما يتسم بالعمومية والعفوية في السلوك الإنساني فهو طبيعي، وما هو نسبي ومتغير من جماعة بشرية إلى أخرى فهو ثقافي.

المستوى الحجاجي

لقد وظف صاحب النص مجموعة من الأساليب الحجاجية للدفاع عن أطروحته، ونذكر من بينها:

أسلوب المقارنة

يقارن بين الأفعال الطبيعية في الإنسان والأفعال المكتسبة من المجتمع ويبرز أوجه التداخل بينهما.
وظيفته: أراد من خلاله أن يبرز لنا صعوبة عزل الأفعال الطبيعية عن الأفعال الثقافية لدى الإنسان.

أسلوب الاستشهاد

“ويمكن أنذاك أن نتساءل – كما فعل لوك….”
وظيفته: يستشهد من خلاله على صعوبة التمييز في الأفعال الإنسانية بين ما هو طبيعي وما هو ثقافي.

أسلوب الاستفهام

“فأين تنتهي الطبيعة؟ وأين تبدأ الثقافة؟”
وظيفته: يستفسر من خلاله على الأساس المعيار الذي يمكن أن نتخذه كحل لإشكالية التمييز بين الطبيعة والثقافة.

خلاصة تركيبية للنصين

إذا كان بيلز يقيم تمييزا بين الطبيعة والثقافة انطلاقا من تمييزه بين السلوكات التي يقوم بها الحيوان والتي تتسم بالتكرار وبين السلوك الإنساني الذي يتميز بالتنوع تبعا لتعدد الجماعات البشرية، فإن ليفي استراوس يبرز أن السلوكات الإنسانية ذاتها يتداخل فيها الطبيعي والثقافي، مما يؤدي إلى صعوبة الفصل بينهما، لكنه يقترح كحل لهذه الإشكالية أن يتم التمييز بين وقائع الطبيعة ووقائع الثقافة انطلاقا من معيار القاعدة والكونية.

خلاصة عامة للمحور الأول: التمييز بين الطبيعة والثقافة

يثير هذا المحور إشكالية رئيسية تتعلق بمعيار التمييز هو ما بين طبيعي هو وما ثقافي. فكيف يمكن التمييز بينهما؟

إن مفهوم الطبيعة يشير أساسا إلى ما هو غريزي وبيولوجي ومشترك بين الإنسان والحيوان، في حين يدل مفهوم الثقافة على ما هو مكتسب من معارف ومعتقدات وأنماط عيش مختلفة، غير أن السلوك الإنساني يتدخل فيه ما هو طبيعي وفطري مع ما هو ثقافي ومكتسب، وهو الأمر الذي يستلزم ضرورة وضع معيار للتمييز بينهما، وفي هذا الإطار اقترح كلود ليفي ستراوس معيار القاعدة وما هو عام من أجل التميز بين ما هو طبيعي وما هو ثقافي، هكذا فحضور القاعدة يجعلنا نكون أمام ما هو ثقافي، أما ما هو عام فيشير إلى الضروري والكوني.

المؤسسة كمظهر من مظاهر الثقافة – الدورة الثانية – الفلسفة – الجذع المشترك العلمي والتكنولوجي

المستوى: الجذع المشترك العلمي والتكنولوجي

المادة : الدورة الثانية – الفلسفة

عنوان الدرس : المؤسسة كمظهر من مظاهر الثقافة

تحليل نص ماليونفسكي: المؤسسة تحكٌم في الحاجة وتحويل لها، أي المؤسسة كمظهر من مظاهر الثقافة

التعريف بصاحب النص

مالينوفسكي (1884 – 1942) انثروبولوجي بريطاني، ويعتبر أحد مؤسسي المدرسة الوظيفية في الانثروبولوجية الاجتماعية، أهم كتاباته: “الجريمة والعرف في المجتمع المتوحش”، “الحياة الجنسية عند المتوحشين في شمال غربي ملانيزيا”، “ديناميات التغير الثقافي”.

إشكالية النص

  • كيف تتحكم المؤسسة في التكوين الثقافي للأفراد؟
  • بأي معنى تعتبر المؤسسة هي ما یجعل من الإنسان كائنا ثقافیا؟

أطروحة النص

الإنسان كائن ثقافي يعيش داخل المؤسسات، ومن خلالها يلبي حاجاته بأشكال ونماذج مختلفة، كما يستعمل جهازا ماديا في أنشطته المؤسساتية لتحقيق أهداف الجماعة.

بنية النص

ما الذي يميز عمل المؤسسة؟

تقوم كل مؤسسة يبتكرها الإنسان على تلبية حاجات إنسانية إما بيولوجية أو ثقافية، ويتم عملها من خلال ميثاق أو مذهب ترتكز عليه المؤسسة، وتصوغ من خلاله قوانينا تنظم العمل داخلها.

لماذا النص بين المؤسسة والحاجات؟

يربط النص بين المؤسسة والحاجات، لأن المؤسسة تلبي بشكل غير مباشر رغبات الأفراد وتتحكم فيها، وذلك من خلال إخضاعها إلى ميثاق وقوانين منظمة تسمح بتلبية الحاجات البيولوجية بشكل ثقافي ومؤسساتي.

ماذا يقصد صاحب النص باستعمال الجهاز المادي داخل المؤسسة؟

كل مؤسسة تخضع لميثاق وقوانين ولكنها أيضا تتوفر على جهاز مادي تشتغل من خلاله وتمارس وظائفهاـ والمقصود بالجهاز المادي للمؤسسة هو البنية التحتية والأجهزة المادية، والوسائل والرأسمال المادي وغير ذلك، على سبيل المثال يتمثل الجهاز المادي للأسرة في البيت والحقل والأرض، أما بالنسبة لمؤسسة الدولة نذكر الوحدة الترابية والقوة العسكرية والرأسمال المالي.

البنية المفاهيمية

التعاريف

  • المؤسسة: تكمن وظیفة المؤسسة في تلبیة حاجیات الإنسان بشكل منظم وبناء على تعاقدات وقوانین، هكذا تكون المؤسسة هي مجموعة القواعد الموضوعة لفائدة الجماعة.
  • الميثاق: هو مجموع المبادئ والقواعد والقوانين المتعاقد علیها، تتحكم وتوجه سلوك الأفراد داخل مؤسسة من المؤسسات.
  • الحاجة: هي الضرورة البيولوجية أي الحاجات الأولية اللازمة لحفظ وجود الإنسان مثل الغذاء والملبس والمسكن.
  • الأسرة: هي الخلية الأساسية في المجتمع وأهم جماعاته الأولية، وهي مؤسسة اجتماعية تتشكل من خلال ميثاق يجمع بين الزوج والزوجة، وتهدف إلى تربية الأطفال وتعليمهم مجموعة من المبادئ والعادات والتقاليد التربوية.

ما هي نوعية العلاقة بين الميثاق والحاجة؟

العلاقة التي تجمع بين الميثاق والحاجة، هو أن الميثاق يضع المعايير والقوانين والمبادئ التي تنظم سلوك الأفراد وتؤطر حاجياتهم.

ما يقصد النص بلفظ الشخصي؟

لكل مؤسسة نظام تراتبي، هكذا فلفظ “الشخصي” يدل على الطريقة التي يتموضع من خلالها كل فرد من أفراد الجماعة، كما يدل على الطريقة التي تتوزع بها السلطة والأدوار والمهام بين الأفراد.

لماذا لا يتضمن الميثاق المشكلات النفسية الناتجة عن الصناعة؟

كل مؤسسة تخضع لميثاق ينظم العمل داخلها، كما يحدد قوانين الشغل والعلاقات بين العمال ورب العمل، لكن هذا الميثاق لا يتكفل بحل المشكلات النفسية الناتجة عن العمل لأنها تخرج عن اختصاصه، كما أنها مشكلات يصعب ضبطها والتحكم فيها، فضلا عن أنها تختلف من فرد لآخر.

المستوى الحجاجي

اعتمد صاحب النص على مجموعة من الآليات والأساليب الحجاجية للدفاع عن أطروحته وتوضيح معنـى المؤسسة وعملها، وتمثلت هذه الأساليب أساسا في التفسير والشرح وإعطاء الأمثلة كالأسرة والمصنع.

  • كل مؤسسة تتحكم في التكوين الثقافي للأفراد عن طريق مذهب أو عقيدة (ميثاق).
  • تحديد الأسرة كأعظم مؤسسة من المؤسسات الأخرى (كالمصنع).
  • المؤسسة تعمل على تلبية حاجات الأفراد التي من أجلها خلق وذلك من خلال الميثاق.

استنتاج

إن معظم السوسيولوجيين يؤكدون على الدور الفعال للمؤسسة في التكوين الثقافي للفرد، فبالإضافة إلى اللغة يعتبر مالينوفسكي المؤسسة مظهرا من المظاهر الثقافية، والغرض من تأسيس المؤسسة هو التحكم في الحاجة وتحويل لها من بعد طبيعي إلى بعد ثقافي، كما تخضع المؤسسة إلى ميثاق وهو مجموع القواعد والقوانين والعادات التي تنظم السلوكات والتصرفات داخل المؤسسة، وقد قدم مالينوفسكي أمثلة للمؤسسة هي: الأسرة والمصنع والدولة، فبالرغم من الاختلاف والتباين الحاصل بينها على مستوى القيمة والأهمية فإنها تشترك في نفس الخصائص والمميزات السالفة الذكر:

  • قيامها على حاجة بيولوجية غريزية.
  • تحكمها في هذه الحاجة الغريزية البيولوجية بهدف تحويلها وإشباعها.
  • خضوعها للميثاق وقانون منظم.
  • اعتمادها على جهاز مادي.

وبالتالي اعتبر الإنسان كائن ثقافي يعيش داخل المؤسسات، ومن خلالها يلبي جميع حاجياته بطرق مختلفة، بحيث يستعمل جهازا ماديا في أنشطته المرتبطة بالمؤسسة لتحقيق أهداف الجماعة.

خلاصة

إن الإنسان كائن ثقافي منتج للثقافة ونتاج في لها نفس الوقت، وتتجلى ثقافته في عدة مظاهر من أهمها اللغة والمؤسسات، هكذا يعتبر الإنسان كائنا لغويا يبتكر منظومة لغوية رمزية تتميز بالتمفصل، وبارتباطها بالوعي والعقل لدى الإنسان، وهو ما يجعلها لغة إبداعية ومتطورة عكس اللغة الحيوانية التي تظل مجرد وظائف بيولوجية وغريزية، كما تتجلى ثقافة الإنسان في ابتكاره للمؤسسات التي ينظم من خلالها حاجاته عبر ميثاق وقوانين.

الإنسان كائن لغوي – الدورة الثانية – الفلسفة – الجذع المشترك العلمي والتكنولوجي

المستوى: الجذع المشترك العلمي والتكنولوجي

المادة : الدورة الثانية – الفلسفة

عنوان الدرس : الإنسان كائن لغوي

مدخل

يتميز الإنسان عن باقي الكائنات بالعقل، وهو ما جعله كائنا ثقافيا بامتياز، وتتجلى ثقافته في العديد من المظاهر والتجليات، ومن أبرزها: اللغة، والمؤسسات ، وأنماط العيش، والتبادل.

  • فبأي معنى يمكن اعتبار الإنسان كائنا لغويا؟
  • وما الذي يميز اللغة الإنسانية عن اللغة الحيوانية؟
  • ما هي المؤسسة؟
  • وكيف ظهرت؟
  • وبأي معنى يمكن اعتبار المؤسسة مظهرا من مظاهر الثقافة لدى الإنسان؟

مؤلف النص

كلود ليفي ستراوس: هو مفكر أنثروبولوجي فرنسي معاصر، ولد في بروكسيل سنة 1908،زعيم البنيوية في فرنسا، اهتم بالانترويولوجيا خصوصا وبالعلوم الإنسانية عموما، حيث اهتم بالخصوص بدراسة المجتمعات التي يطلق عليها المجتمعات البدائية، قام بتحليل الثقافات القديمة غير الغربية، درس الأساطير والنظم الثقافية، وقارن فيما بينها، من أهم مؤلفاته “الأنثروبولوجيا البنيوية“، و“البنى الأولية للقرابة“ ، و“الفكر المتوحش”“، و“من النيئ إلى المطبوخ“، و“عرق وتاريخ“.

إشكالية النص

  • ما الذي یجعل من الإنسان كائنا ثقافیا؟
  • وكیف السبیل إلى وضع خط فاصل بین الثقافة والطبیعة؟

أطروحة النص

حسب كلود ليفي ستراوس الإنسان كائن لغوي بامتياز، وما يجعله فريدا ومميـزا هو امتلاكه للغة، إذن فالصناعة حسبه لیست علامة ممیـزة للثقافة بل اللغة المنطوقة.

بنية النص

رفض صاحب النص معيار صنع الأدوات باعتباره علامة مميـزة للثقافة، لأننا نجد الحيوانات أيضا تقوم بمحاولات لصنع الأدوات، أي رفض فكرة تعريف الإنسان بأنه صانع كعلامة مميـزة للثقافة، كم اعتبـر ستراوس بأن اللغة هي الظاهرة الثقافية بامتياز، وهي العلامة المميـزة للثقافة عن الطبيعة، ذلك لأننا نتعلم ثقافة المجتمع وعاداته من خلال تعلم اللغة، كما أنها (اللغة) هي الوسيلة الأساسية للتواصل وتبادل الأفكار ونقلها من جيل إلى آخر، ويمكن النظر إلى المظاهر الثقافية كسنن، ذلك أن الثقافة ظاهرة رمزية لها قوانينها الخاصة يمكن فهمها من خلالها، ما يجعل الإنسان منتميا إلى عالم الثقافة هي قدرته على التواصل اللغوي مع أفراد جماعته البشرية.

البنية المفاهمية

  • الثقافة: هي مجموع الأنشطة الفكرية التـي ينتجها الإنسان في مجتمع معين (فن،تقنية، لغة، مؤسسات، تقاليد،عادات…).
  • الإنسان الصانع: هو الكائن الذي يصنع الأدوات عن طريق تحويله للمواد الطبيعية إلى منتوجات صناعية وثقافية قابلة للاستعمال.
  • اللغة: سلسلة من الأصوات الدالة المتوافق عليها عند جماعة لغوية معينة تستعملها كأداة للتبليغ والتواصل.
  • التمفصل: ويعنـي في اللغة قابلية الجمل والمنظومات اللغوية للتقطيع والتجزئة إلى عدد لانهائي من المقاطع أو الوحدات (الحروف والكلمات).
  • السنن: المخزون الذي يتخيـر منه الفاعل المتكلم مجموع الوحدات التـي تؤلف الملفوظ أو الرسالة.

البنية الحجاجية

أسلوب الدحض

انتقد كلود ليفي ستراوس الأطروحات الانثروبولوجية والفلسفية التي تعتبـر أن صنع الأدوات هو ما يميز الثقافة عند الإنسان، وذلك من خلال المؤشرات اللغوية التالية:

  • إنني لست متفقا مع هذا الرأي…
  • لا في صنع الأدوات…
  • فنحن لا نعتقد…

أسلوب المثال الافتراضي

“لنفترض أننا التقينا ” والهدف من هذا المثال هو بيان أن صنع الأدوات لا يشكل ميزة للإنسان عكس اللغة.

أسلوب الترتيب والإحصاء

وتدل عليه المؤشرات التالية:

  • أولا لأن اللغة…
  • وثانيا لأن…
  • وأخيرا…

أسلوب العرض

وتدل عليه المؤشرات اللغوية التالية:

  • وإنما في اللغة المنطوقة…
  • يبدو لي أن اللغة هي الظاهرة الثقافية بامتياز…
  • إن اللغة هي الأداة الأساسية…

استنتاج

كلود ليفي ستراوس يتناول من خلال هذا النص إشكالية الحد الفاصل بين الطبيعة والثقافة إذ يدحض التصور السائد وسط الأنتروبولوجيين لمدة زمنية طويلة والقائل بأن صنع الأدوات هو الحد الفاصل بين الطبيعة والثقافة، وفي المقابل لا يقدم ستراوس الإنسان باعتباره صانعا، فالصناعة ليست علامة مميزة للثقافة، بل ما يجعل الإنسان إنسانا وينتمي إلى عالم الثقافة هو قدرته على التواصل اللغوي اللساني مع أفراد مجموعته البشرية، وبهذا فاللغة هذه الأداة الأساسية والوسيلة التي تميـز الإنسان عن باقي الموجودات باعتباره كائن ثقافي، ويرجع السبب في اعتراضه على معيار صنع الأدوات كحد فاصل بين الطبيعة والثقافة هو قدرة بعض الحيوانات على محاولة صنع الأدوات ورغم ذلك لن تتمكن من تخطي حالة الطبيعة لولوج حالة الثقافة، بينما تعتبـر اللغة خاصية إنسانية محضة لذا يكنى الإنسان بالكائن اللغوي.

Ads
Ads Ads Ads Ads
Ads