Ads Ads Ads Ads

الشطر الرابع من سورة يوسف – من الآية 58 إلى الآية 76 – مدخل التزكية (القرآن الكريم) – التربية الإسلامية

المستوى: الأولى باكالوريا علوم والأولى باكالوريا اداب وعلوم انسانية

المادة : مدخل التزكية (القرآن الكريم) – التربية الإسلامية

عنوان الدرس : الشطر الرابع من سورة يوسف – من الآية 58 إلى الآية 76

الوضعية المشكلة

تطرقنا في الجزء الثالث إلى تفسير الرؤيا التي استعصت على حاشية الملك، مما جعل الساقي يستأذن للذهاب ليوسف في السجن ليلتمس منه تأويل الرؤيا، والتي كانت اختبارا عما سيصيب مصر من القحط، الأمر الذي استدعى العفو عن يوسف مع إثبات براءته، وتنصيبه على الخزائن لإنقاذ الناس من المجاعة.

  • فما هي القوانين التي وضعها يوسف عليه السلام لتجاوز هذه المحنة؟
  • وهل تجاوز الجفاف أرض مصر؟
  • وما السبل التي اعتمدها يوسف عليه السلام لاقناع إخوته بمبتغاه؟
  • وما الميثاق الذي عقده إخوة يوسف على عاتقهم مع أبيهم؟
  • وما المكيدة التي دبرها يوسف لإبقاء أخيه بجانبه؟
  • وأي شريعة طبقها سيدنا يوسف على السارق؟

بين يدي الآيات

قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:﴿ وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ ۝ وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ ۝ فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ ۝ قَالُواْ سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ ۝ وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ۝ ثُمَّ فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُواْ يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ۝ قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ۝ وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ ۝ قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِّنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ ۝ وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ۝ وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ۝ وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَاْ أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ۝ فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ ۝ قَالُواْ وَأَقْبَلُواْ عَلَيْهِم مَّاذَا تَفْقِدُونَ ۝ قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَن جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ ۝ قَالُواْ تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُم مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ ۝ قَالُواْ فَمَا جَزَاؤُهُ إِن كُنتُمْ كَاذِبِينَ ۝  قَالُواْ جَزَاؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ۝ فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاء أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاء أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾.[سورة يوسف، من الآية: 58 إلى الآية: 76]

نشاط الفهم وشرح المفردات

شرح المفردات والعبارات

  • جهزهم بجهازهم: زودهم بما يحتاجونه في سفرهم.
  • أُوفي الكيل: أزيد في الميزان ولا أنقص.
  • نرواد: نطلب بإلحاح.
  • بضاعتهم: دراهمهم التي اشتروا بها الطعام.
  • رحالهم: أوعيتهم التي يضعون فيها الطعام.
  • نمير أهلنا: نجلب لأهلنا الطعام.
  • موثقا: عهدا مؤكدا.
  • يحاط بكم: تهلكوا جميعا.
  • لا تبتئس: لا تحزن.
  • السِّقاية: إناء من ذهب يسقى به ويكال.
  • أذن مؤذن: نادى مناد.
  • العير: القافلة.
  • صواع الملك: مكيال الملك.
  • دين الملك: قانون الملك وشريعته.
  • كدنا ليوسف: علمناه الإحتيال في أخذ أخيه.

المعنى الإجمالي الشطر القرآني

يستخلص من هذا الجزء المنحة الإلهية لنبيه، بتمكينه في الأرض جزاء على إحسانه، ليبدأ طور جديد في الكدح لانقاد مصر والشعوب المجاورة من المجاعة، فداع صيته لعدالته وأمانته وحسن تسييره وتدبيره المحكم في التنظيم وتوزيع المؤن، مما جعل إخوته يلجؤون إليه لطلب المعونة وهم له منكرون، الأمر الذي دفعه إلى إغرائهم، والتفاوض معهم من أجل إحضار أخيه من أمه، وبالتالي إذعان سيدنا يعقوب لرغبة بنيه لحكمة مما علمه الله لا لغرته، وحثه لهم بالتوكل على الله.

المعاني الجزئية للشطر القرآني

المقطع الأول: الآيات 58 – 63

قدوم إخوة يوسف لمصر طلبا للطعام، واشتراط يوسف إحضار أخيهم الأصغر إن أرادوا الطعام مرة أخرى..

المقطع الثاني: من الآيات 64 – 68

إلحاح الإخوة على أبيهم اصطحاب أخيهم الأصغر إلى مصر، واشتراط يعقوب عليه إعطاءه عهدا موثقا بحفظه، ليوصيهم بألا يدخلوا مصر من باب واحد خوفا عليهم من الحسد لما كانوا عليه من جمال وهيبة.

المقطع الثالث: الآيات 69 – 76

حرص يوسف عليه السلام على إبقاء أخيه الأصغر بتدبيره لحيلة بوحي من الله تعالى.

الدروس والعبر المستفادة من الآيات:

  • وجوب العفو عند المقدرة.
  • إكرام نزل الضيف.
  • قضاء حاجة المحتاج ولو أساء إليك.
  • جواز استعمال الحيلة للوصول إلى المطلوب إذا كان مشروعا.
  • حرص الآباء على الأبناء، وحسن رعايتهم، وتقديم النصح لهم.
  • يرفع الله من يشاء من عباده درجات في العلم.
  • وجوب الاحتراز توقيا من العين، دون الإيمان بأنه سيغني عن قدر الخالق.
  • التفويض لأمر الخالق ومراعاة الأخذ بالأسباب المعتبرة في هذا العالم.
  • الحذر لا ينجي من القدر.
  • التصديق بمنحة المنن بعد المحن والعزة بعد الذل والغنى بعد الفقر.

الشطر الثالث من سورة يوسف – من الآية 43 إلى الآية 57 – مدخل التزكية (القرآن الكريم) – التربية الإسلامية

المستوى: الأولى باكالوريا علوم والأولى باكالوريا اداب وعلوم انسانية

المادة : مدخل التزكية (القرآن الكريم) – التربية الإسلامية

عنوان الدرس : الشطر الثالث من سورة يوسف – من الآية 43 إلى الآية 57

الوضعية المشكلة

تطرقنا في الشطر  الثاني من سورة يوسف لمحنة سيدنا يوسف عليه السلام مع زوج العزيز وكيد النسوة له، وكيف تولاه الله بالرعاية فاستجاب لدعوته لكي لا يضعف أمام مراودة زوج العزيز، ليلبث في السجن بضع سنين.

  • فما المحنة الأخرى التي سيمر بها؟
  • وماذا كان يفعل داخل السجن؟
  • وهل فعل الصواب بطلبه من صاحبه بتذكير عزيز مصر به؟
  • وما السر الرباني من بقائه في السجن؟
  • وكيف كان سبب خروجه؟
  • وما جزاء المحسن من الله ومن الملك؟
  • وما العلم الذي أتاه الله؟

بين يدي الآيات

قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:﴿وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ ۝ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلامِ بِعَالِمِينَ ۝ وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَاْ أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ ۝ يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ ۝ ققَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ ۝ ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ ۝ ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ۝ وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ الَّلاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ ۝ قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ۝ ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ۝ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ ۝ وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ ۝ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ۝ وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ۝ وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ﴾.[سورة يوسف، من الآية: 43 إلى الآية: 57]

نشاط الفهم وشرح المفردات

شرح المفردات والعبارات

  • الصديق: من الصدق وهي صفة يوسف عليه السلام.
  • سبع عجاف: بقرات ضعاف نحاف.
  • أضغاث أحلام: أحلام مختلطة لا تفسير لها.
  • حصحص الحق: ظهر وانكشف.
  • لم أخنه بالغيب: لم أخنه مع زوجته في غيبته.

المعنى الإجمالي الشطر القرآني

يستخلص من هذا الجزء عناية الخالق بنبيه وتخليصه مرة أخرى من محنته وجعل رؤيا الملك سببا في جلاء براءته وإشراقتها في أرجاء القصر مما زاده تعظيما في عيني الملك لينصبه على خزائن الأرض، ليطبق بذلك علم التخطيط والتدبير لينقد مصر والشعوب المجاورة من المجاعة.

المعاني الجزئية للشطر القرآني

المقطع الأول: الآيتان 43 – 44

دعوة الملك مستشاريه وخدمه إلى تفسير رؤياه المزعجة، وبعد عجزهم عن تفسيرها اعتبروها أضغاث أحلام.

المقطع الثاني: الآيات 45  – 49

تفسير يوسف عليه السلام لرؤيا الملك من السجن دون شرط بعد أن تذكره السجين الذي نجا من الإعدام.

المقطع الثالث: الآيات 50 – 53

اشتراط يوسف عليه السلام لقبول دعوة الملك الخروج من السجن التحقيق في شأن النسوة لإثبات براءته، وهو ما أكدته امرأة العزيز حين اعترفت بذنبها واستغفرت ربها.

المقطع الرابع: الآيات 54 – 57

براءة يوسف عليه السلام وتمكين الله له بتولي خزائن مصر لما فيه من صفات الحفظ والعلم.

الدروس والعبر المستفادة من الآيات

  • الاستغاثة والاستعانة لا ينبغي أن تكون إلا برب العالمين.
  • على المؤمن أن يتجمل ويصبر على ما يلاقيه من أذى وفتن وتهم في سبيل دينه ودعوته، حتى ينصره الله ويظهر براءته أمام الملأ.
  • لا يجوز للمؤمن مهما كان تقيا نقيا أن يزكي نفسه، فنفس أي إنسان معرضة للفتنة وللمعصية إلا إذا رحم الله عز وجل هذه النفس، فيزكيها ويطهرها ويحفظها.
  • الإسلام يرفض التواكل ويدعو إلى استخدام أدق الأساليب وأرقاها في الإنتاج والتدبير.
  • التخطيط في التصور الإسلامي يعني التفكير الجاد لتدبير المشاريع المستقبلية واتخاذ كل الأسباب المشروعة لتحقيقه مع التوكل على الله.
  • تعبير الرؤى علم نابع من صفاء الروح وقوة الفراسة اختص الله به يوسف عليه السلام.
  • الثبات على الموقف حتى يتحقق الإنصاف يحقق الرفعة والمكانة العالية.

الشطر الثاني من سورة يوسف – من الآية 22 إلى الآية 42 – مدخل التزكية (القرآن الكريم) – التربية الإسلامية

المستوى: الأولى باكالوريا علوم والأولى باكالوريا اداب وعلوم انسانية

المادة : مدخل التزكية (القرآن الكريم) – التربية الإسلامية

عنوان الدرس : الشطر الثاني من سورة يوسف – من الآية 22 إلى الآية 42

وضعية الانطلاق

يذكر القرآن الكريم قصة سيدنا يوسف عليه السلام مع إخوته، ومع إمرأة العزيز، ودخوله السجن، ثم جعله على خزائن الأرض، وتحقق رؤيته التي بسببها وقع له ما وقع من محت شديدة: إلقاؤه في الجب، واسترقاقه، ومراودته عن نفسه، وسجنه، مر علي السلام بهذه المحن متحليا بالتقوى والصبر، فكان عليه السلام خير نموذج للصبر والعفة والأمانة والمسؤولية والكفاءة.

  • فماذا تعرفون عما تعرض له سيدنا يوسف في محنته مع إمرأة العزيز التي راوده عن نفسه؟

بين يدي الآيات

قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ۝ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ۝ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ۝ إ وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ۝ قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ۝ وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ ۝ فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ۝ يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ ۝ وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ ۝ فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ ۝ قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ ۝ قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ ۝ فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ۝ ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ ۝ وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ۝ قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ۝ وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللَّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ ۝ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ۝ مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ۝ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ ۝ وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ﴾.[سورة يوسف، من الآية: 22 إلى الآية: 42]

نشاط الفهم وشرح المفردات

شرح المفردات والعبارات

  • وراودته التي هو في بيتها: طلبت منه الوقاع ودعته إلى نفسها.
  • هيت لك: أي هلُمَّ وأقبل إلي.
  • معاذ الله: أعوذ بالله من ذلك.
  • أحسن مثواي: مقامي فلا أخونه في أهله.
  • السوء والفحشاء: الخيانة والزنا.
  • وقدت قميصه: وشقت قميصه.
  • وألفيا: وجدا.
  • تراود فتاها: تغري عبدها يوسف.
  • أكبرنه: أعْظَمْنَه وأجْلَلْنَه.
  • استعصم: امتنع امتناعا شديدا.
  • الصاغرين: الذليلين.
  • أصْبُ إليهن: أَمِلْ إلى إجابتهن بمقتضى البشرية.
  • تستفتيان: تسألان عن تعبيره وتفسيره.

المعاني الجزئية للشطر القرآني

المقطع الأول: الآيات 22 – 23

محنة تعرض يوسف عليه السلام للفتنة والإغراء والمراودة من قبل امرأة العزيز، وامتناعه عن تلبية طلبها.

المقطع الثاني: الآية 24

انتقال امرأة العزيز من مراودة يوسف إلى إكراهه على الفاحشة بعد امتناعه عن تلبية طلبها لولا عناية الله به، ولجوؤه إلى الفرار.

المقطع الثالث: الآية 25

امرأة العزيز لما وجدت زوجها عند الباب حاولت بمكرها وكيدها التنصل من جرمها وإلصاق التهمة بيوسف.

المقطع الرابع: الآيات 26 – 27

دفاع يوسف عن نفسه وإخباره بأنها هي التي راودته عن نفسه، ثم بيان براءته بفضل شهادة شاهد من أهلها.

المقطع الخامس: الآيات 28 – 29

لما تبين لزوجها براءة يوسف طلب منها الاستغفار والتوبة وطلب من يوسف كتمان الأمر.

المقطع السادس: الآية 30

شيوع الأمر في مدينة مصر وتداول الحديث بين النساء في ذلك.

المقطع السابع: الآيات 31 – 32

امرأة العزيز تستدعي النساء لبيتها لتحاول تبرير مراودتها يوسف عن نفسه، لتنتقل إلى تهديده أمامهن بالسجن إن لم يستجب لطلبها.

المقطع الثامن: الآيات 33 – 34

لجوء يوسف إلى ربه وإيثاره السجن على فعل الفاحشة، واستجابة الله له.

المقطع التاسع: الآية 35

رغم تبين براءة يوسف بدا لهم أن يسجنوه.

المقطع العاشر: الآيات 36 – 41

فتيان في السجن مع يوسف طلبا منه تعبير رأياهما ليستغل يوسف الفرصة فيدعوهما إلى الله قبل أن يفسر لهما ما رأيا.

المقطع الحادي عشر: الآية 42

طلب يوسف من الفتى الذي رآه ناج من القتل ذكر شأنه للملك، لكن الشيطان أنساه ذلك ليمكث يوسف سنوات في السجن.

قضايا تناولتها الآيات

طرحت الآيات قضايا كثيرة، منها:

  • خدم البيوت وأخلاقهم.
  • أمانة الخدم ووفاؤهم بحقوق مشغليهم.
  • مشروعية الدفاع عن النفس.
  • إكرام الله تعالى لأوليائه.
  • دخول السجن ليس دليلا على الإجرام والانحراف.
  • الدعوة إلى الله تعالى لا تتقيد بزمان ولا مكان.
  • الشاب إذا نشأ في طاعة الله فإن الله يؤتيه علما وحكمة.
  • خطورة الخلوة بالمرأة الأجنبية، وما تؤدي إليه من مصائب.
  • الله تعالى يعِين أولياءه في اللحظات العصيبة بأمور تثبتهم، قال تعالى: ﴿لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ﴾.
  • شهادة القريب على قريبه أقوى من شهادة البعيد على القريب، قال تعالى: ﴿وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا﴾.
  • المسلم إذا خير بين المعصية وبين الصبر على الشدة يصبر على الشدة، ويُؤْثِر أن يطيـع الله ولو رَمَوْهُ بسوء، قال تعالى: ﴿قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ﴾.
  • استجابة الله لأوليائه والدعاة المخلصين، قال تعالى: ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ﴾.

القيم الواردة في الآيات

تضمنت الآيات الكريمة قيما عديدة، منها:

  • العفة
  • الوفاء
  • الأمانة
  • الإخلاص
  • الحياء
  • الصبر على المحن والابتلاءات
  • ذكر الله واللجوء إليه عند الشدائد
Ads
Ads Ads Ads Ads
Ads