Ads Ads Ads Ads

انطلاقة ثورة صناعية تطور تقني وإنعكاسات على بنية إجتماعية دروس تاريخ دورة ثانية جذع مشترك

المستوى: الجذع المشترك اداب وعلوم انسانية

المادة : دروس التاريخ الدورة الثانية

عنوان الدرس :   انطلاقة الثورة الصناعية: التطور التقني والإنعكاسات على البنية الإجتماعية

تقديم إشكالي

توفرت في انجلترا قبل غيرها من الدول في النصف الثاني من القرن 18م مجموعة من العوامل جعلتها تشهد بزوغ الثورة الصناعية التي تمثلت في عدد من الاختراعات التقنية التي لها كان انعكاس عميق على مختلف القطاعات الاقتصادية وحياة المجتمع.

  • فما هي عوامل قيام الثورة الصناعية بإنجلترا في نهاية القرن 18م؟
  • وما هي أهم مظاهرها وانعكاسها على المجتمع الأوربي؟

عوامل قيام الثورة الصناعية بإنجلترا في نهاية القرن 18م

دور العامل السياسي في قيام الثورة الصناعية بإنجلترا

عرفت إنجلترا سنة 1688م اندلاع ما عرِف بالثورة الجليلة التي ساهمت بشكل في كبير عودة الاستقرار السياسي للبلاد، وأبعدت بريطانيا عن التقلبات السياسية التي عرفتها الدول المجاورة، وفتحت المجال أمام الطبقة البرجوازية للقيام بعدة إصلاحات من أجل توحيد السوق الاقتصادية البريطانية.

دور العامل الاقتصادي في قيام الثورة الصناعية

  • في الميدان الفلاحي: شهد القطاع الفلاحي بإنجلترا تحولا كبيرا في أساليب الإنتاج، وذلك بفضل الابتكارات الجديدة، والتخلي عن نظام إراحة الأرض، الشيء الذي ساهم في ارتفاع المردود وأدى إلى تجميع الملكيات وتركزها يد في كبار الملاكين.
  • في الميدان الديمغرافي: عرفت إنجلترا نتيجة تحسن التغذية وتقدم أساليب الوقاية والعلاج نموا ديمغرافيا هاما، إذ ارتفع عدد السكان من 7،4 مليون نسمة سنة 1750م إلى 15 مليون نسمة سنة 1800م، كما ارتفعت ساكنة المدن وتجاوزت بمانشستر 100000 نسمة سنة 1800م، فهيأ هذا النمو الديمغرافي يد عاملة للصناعة من جهة، وسوقا استهلاكية من جهة أخرى.
  • في الميدان الصناعي: شهدت الصناعة بدورها تحولات كبيرة، وذلك بفضل تراكم الأموال وتوسع السوق الداخلي ووفرة اليد العاملة، إضافة إلى تنظيم العمل الصناعي بفضل خلق ما عرِف بـ”المانيفاكتورة” ناهيك عن إدخال التقنيات والآلات الجديدة وتقوية شبكة المواصلات.

كل تلك التطورات شكلت الظروف الملائمة لقيام الثورة الصناعية منذ منتصف القرن 18م انطلاقا من إنجلترا.

مظاهر الثورة الصناعية في نهاية القرن 18م

أهم الاختراعات في ميدان النسيج

تجلت مظاهر الثورة الصناعية في ميدان النسيج في الاختراعات التقنية التي عرفها هذا المجال، ومنها: توصل جون كاي منذ سنة 1733م إلى صنع المكوك الطائر الذي ساعد على مضاعفة الإنتاج، وجيمس هاركرايفر الذي تمكن سنة 1765م من صنع جهاز جيني الذي مكن من إنتاج  120مرة ما كان ينتج من في قبل نفس الوقت، ثم توالت الاختراعات بعد ذلك بتوصل كارثرايت إلى صنع المنساج الآلي الذي ساهم في التخفيف من كلفة اليد العاملة، وتوصل سنودغراس إلى صنع آلة لتنظيف القطن وغيرها من الاختراعات.

أهم الاختراعات في مجال التعدين والنقل والطاقة

مجال التعدين

ساهمت الاختراعات التقنية في هذا المجال في تطوير الصناعة التعدينية والتخفيف من تكاليف الإنتاج، ففي سنة 1709م توصل أبراهام داربي إلى صهر الحديد بفحم الكوك مما جعله قليل الصلابة الأمر الذي إلى دفع تطوير هذا القطاع، حيث تمكن هونتمان سنة 1750م من إنتاج صلب نقي من الشوائب، وفي سنة 1784م استطاع هنري كورت أن يفصل بين الحديد والفحم أثناء عملية الصهر، كما تمكن من صنع قضبان حديدية أكثر صلابة.

مجال النقل

كان لتطور صناعة التعدين والنسيج واستخدام الآلة البخارية وكذا تزايد الحاجة إلى البحث عن أسواق جديدة لتصريف المنتجات المصنعة وجلب المواد الأولية أثر كبير على تطور وسائل النقل والمواصلات، فحتى أوائل القرن 19م كانت المجاري المائية توفر الوسيلة الزهيدة والفعالة الوحيدة لنقل الفحم الحجري والحديد والحمولات الثقيلة الأخرى، هكذا قام المهندسون البريطانيون بتوسعة العديد من الأنهار وتعميقها لتصبح صالحة للملاحة، كما قاموا ببناء القنوات لربط المدن، وربط حقول الفحم الحجري بالأنهار، كذلك أنشأ المهندسون العديد من الجسور والمنارات وعمقوا المرافئ، وبحلول منتصف القرن 19م كانت السفن ذات الدفع البخاري قد بدأت في نقل المواد الخام والبضائع المصنّعة عبر المحيط الأطلسي، أما الطرق فحتى أوائل القرن 19م كانت الطرق في بريطانيا متواضعة، وكانت العربات التي تجرها الخيول تتنقل بصعوبة، كما كانت حيوانات الحمل تحمل البضائع لتقطع بها مسافات طويلة، وكان الناس يسافرون على ظهور الخيول أو يتنقلون راجلين، فتم بناء سلسلة من الطرق الرئيسية بين عامي 1751 و1771م، مما جعل السفر بالعربات والحافلات التي تجرها الخيول أكثر سهولة، لكن الطرق الرئيسية كانت في حاجة ماسة للإصلاح بحلول أواخر القرن 18م.

وخلال أوائل القرن 19م حقق المهندسان الأسكتلنديان جون لودون مك آدم وتوماس تلفورد نجاحات مهمة في مجال إنشاء الطرق، فقد ابتدع مك آدم نوعا من الأسفلت المعروف باسم “المكادم”، والذي يتكون من الصخر المسحوق المضغوط في طبقات رقيقة، أما تلفورد فقد طور أسلوبا لاستخدام الأحجار الضخمة المستوية في أساسات الطرق، وجعلت هذه الأساليب الجديدة في بناء الطرق السفر البري أسرع وأكثر راحة، ونتيجة لذلك أمكن إيصال البضائع المصنعة بطريقة أكثر فعالية، وكذلك أمكن للمستلزمات والأموال المستخدمة في الأعمال التجارية والصناعية أن تستثمر بطريقة أسرع وأكثر بساطة، أما السكك الحديدية فكان أول ما نقلته هو الفحم الحجري، وكانت الجياد تجر ّعربات تسير على خطوط حديدية، وفي عام 1804م قام ريتشارد تريفيثيك ببناء أول قاطرة بخارية، ومع ذلك لم يبدأ الاستخدام العام للقاطرات البخارية بوصفها وسيلة لنقل الركاب والبضائع حتى أوائل الثلاثينيات من القرن 19م.

مجال الطاقة

حدثت ثورة حقيقية في ميدان الطاقة مع بداية القرن 18م بتوصل طوماس نيوكمن من وضع مضخة تشتغل بواسطة البخار سميت بـ “الآلة النارية” سنة  1712م، وابتداء من سنة 1763م أخذ جيمس واط في تطوير تلك الآلة فتوصل سنة 1784م إلى تحويل الحركة الخطية إلى حركة دائرية وبذلك تمكن من اختراع الآلة البخارية التي وفرت للإنسان طاقة هائلة وأحدثت تحولات عميقة في مختلف القطاعات.

انعكاسات الثورة الصناعية على بنية المجتمع

وضعية الطبقة المستفيدة من انطلاقة الثورة الصناعية

أسهمت الثورة الصناعية في نشأة مجتمع رأسمالي صناعي برزت فيه طبقة غنية من رجال الرأسمال الصناعيين الذين استفادوا من ارتفاع مستوى المعيشة ووفرة الإنتاج ليوجهوا اهتمامهم نحو الصناعة والنشاط البنكي، كما ساهمت الثورة الصناعية في تزايد عدد المهاجرين نحو المراكز الصناعية وتوسع المدن بالإضافة إلى تراجع دور المنافكتورات لصالح المعامل الكبرى.

وضعية الفئات المتضررة من انطلاقة الثورة الصناعية

ساهمت الثورة الصناعية كذلك في ميلاد الطبقة العاملة التي تعرضت لاستغلال البرجوازية في ظروف مهنية ومعيشية سيئة، كاستخدامهم يوميا لساعات طويلة وشاقة مقابل أجور هزيلة، وسوء التغذية والسكن وتفشي الأمراض ،… وقد دفع هذا الوضع بالعمال إلى القيام بمظاهرات ابتداء من سنة 1779م وتطور الأمر إلى الإضراب وتحطيم الآلات للمطالبة بتحسين أوضاعهم.

خاتمة

هكذا يتضح أن الثورة الصناعية جاءت انطلاقا من إنجلترا لتساهم في تطور النظام الاقتصادي الأوربي والانتقال به من مرحلة الرأسمالية التجارية إلى مرحلة الرأسمالية الصناعية.

الثورات الإجتماعية والسياسية الثورة الفرنسية – دروس التاريخ الدورة الثانية – الجذع المشترك اداب

المستوى: الجذع المشترك اداب وعلوم انسانية

المادة : دروس التاريخ الدورة الثانية

عنوان الدرس :  الثورات الإجتماعية والسياسية الثورة الفرنسية

تقديم إشكالي

لم يساير النظام الملكي في فرنسا خلال القرن 18م التحولات التي عرفها المجتمع الفرنسي، مما أدى إلى قيام الثورة الفرنسية.

  • فما هي عوامل قيام هذه الثورة؟
  • وما هي المراحل التي مرت بها؟
  • وما هي نتائجها السياسية والاقتصادية والاجتماعية؟

تعددت عوامل قيام الثورة الفرنسية

وضعية المجتمع الفرنسي قبيل الثورة

قام المجتمع الفرنسي على مبدأ اللا مساواة بين الفرنسيين أمام القانون، مما أدى إلى وجود فئتين بالمجتمع الفرنسي، فئة مستفيدة ممثلة في هيأة النبلاء التي كانت تمثل ما بين %1 و%1.5 من الفرنسيين تمتعت بالعديد من الامتيازات، فلها أراضي واسعة ومعفية من الضرائب، وكانت تشغل المناصب العليا في الإدارة والجيش، وحق فرض الضرائب على الفلاحين، كما كانت تتلقى أجورا من الملك، وفئة الإكليروس (رجال الدين)، حيث مارست هذه الفئة تأثيرا روحيا على الفرنسيين، استحوذت على حوالي %10 من الأراضي الفلاحية الفرنسية، تمتعت بعدة حقوق كحق أداء ضرائب أقل للدولة، أما الفئة المتضررة فتمثلت في الهيأة الثالثة التي تضم باقي أفراد الشعب الفرنسي أي حوالي %96من المجتمع، وقد عانت من الظلم الاجتماعي، فبالإضافة إلى ما كانت تؤديه من حقوق إلى الكنيسة والنبلاء ناءت تحت ثقل الضرائب التي تدفعها إلى الدولة بأشكال مختلفة، وتتكون من العمال والحرفيين والفلاحين بالإضافة إلى البرجوازية التي كانت تعاني من التهميش المتمثل في عدم مشاركتها في تسيير شؤون البلاد، وقد تأثرت هذه الفئات بأفكار عصر الأنوار خاصة البورجوازية الناشئة الأكثر طموحا للانخراط في الحياة السياسية لتأمين مصالحها الاقتصادية.

أثر الأزمة الاقتصادية في نهاية القرن 18م على قيام الثورة الفرنسية

تعرض الاقتصاد الفرنسي للتدهور ابتداء من سنة 1785م، حيث تمثلت الأزمة الاقتصادية في تضرر البوادي وتراجع المحاصيل الزراعية بسبب الجفاف، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار وانتشار المجاعة، فتراجعت أرباح الفلاحين وصعب عليهم أداء الضرائب، في وقت ظلت فيه الأجور منخفضة، الأمر الذي نتج عنه تقليص موارد الفلاحين وجعلت الكثير منهم يعيش في ظروف صعبة، وعرفت الصناعة بدورها أزمة كبيرة أسهمت فيها المعاهدة الفرنسية الانجليزية التي أُبرمت سنة 1786م وفتحت أسواق فرنسا أمام المنتجات الصناعية الانجليزية، وانعكست هذه الأوضاع سلبا على ميزانية الدولة التي عرفت عجزا متواصلا ساهم في ازدياد التوتر الاجتماعي خاصة بعد أن قرر الملك لويس السادس عشر فرض ضرائب جديدة لحل المشكل المالي، مما أدى إلى رفضها من طرف الهيأة الثالثة فاندلعت الثورة.

دور العوامل السياسية في قيام الثورة الفرنسية

ساهم التقسيم الإداري في مشاكل سياسية، حيث تم تقسيم التراب الفرنسي إلى عدة ولايات ومقاطعات، وكان من مساوئ هذا التقسيم وجود حدود بين المناطق والجهات مع استفادة جهات دون أخرى، ما أدى إلى حكم قار ودائم وغياب إدارة مشتركة بين الجهات، حيث خضعت فرنسا منذ القرن17م لحكم ملكي مطلق يتمتع فيه الملك بسلطات واسعة مستمدة من الحق الإلهي، وهذا النمط من الحكم كان يتعارض مع أفكار فلاسفة عصر الأنوار التي تدعو إلى فصل السلط، ومشاركة الشعب في تسيير شؤون الحكم.

محاولات الملك لويس السادس عشر حل الأزمة السياسية

حاول الملك لويس السادس عشر إيجاد حل للأزمة عن طريق نهج سياسة الإصلاحات من أجل تدعيم موارد الدولة بإقامة ضرائب جديدة وتعميمها على الجميع بما فيهم النبلاء، الشيء الذي رفع من التوتر بين الفئات المكونة للمجتمع، بعد ذلك عين الملك مراقبين عامين لتسيير الشؤون المالية للحد من الأزمة التي تعرفها البلاد، فقدم “تورغو” للملك برنامجا إصلاحيا ارتكز على ثلاث نقط أساسية، وهي: “لا إفلاس، لا زيادة في الضرائب، ولا اقتراض”، لكن الهيئتين الأولى والثانية رفضتا هذه الإصلاحات، وامتنع النبلاء والإكليروس عن أداء الضرائب مما افشل إصلاحات تورغو، مما أدى إلى رفع موجة الاضطرابات في مختلف الأقاليم، فكانت النتيجة دعوة الملك لويس السادس عشر مجلس ”الهيئات العامة“ إلى الانعقاد فوجدت الفئات المتضررة من هذا المجلس فرصة للتعبير عن مطالبها في ما عرف بـ ”دفاتر المظالم“، وقد أفرزت تلك التطورات تزايد أفواج من العاطلين والمستائين من الوضع الاجتماعي والسياسي مما عجل باندلاع الثورة.

مرت الثورة الفرنسية بثلاث مراحل أساسية

المرحلة الأولى (مرحلة الملكية الدستورية): 14 يوليو 1789 إلى 10 غشت 1792

تميزت هذه المرحلة بقيام ممثلي الهيئة الثالثة بتأسيس جمعية وطنية يوم 17 يونيو 1789م كبديل لمجلس الهيئات العامة، وقد ساند سكان باريس هذه الجمعية بتنظيم انتفاضة عامة واحتلال سجن لاباستي رمز الاستبداد يوم 14 يوليو 1789م، فاضطر الملك لويس 16 بعد ذلك إلى الاعتراف بالجمعية الوطنية، وبعد ذلك ألغيت الامتيازات الفيودالية وتم إصدار إعلان حقوق الإنسان والمواطن يوم 26 غشت 1789م، ووضع أول دستور للبلاد يوم 3 شتنبر 1791م، فدخلت البلاد عهد الملكية الدستورية.

المرحلة الثانية (النظام الجمهوري وتصاعد التيارات الثورية): 10 غشت 1792 إلى 27 يوليو 1794

تميزت هذه المرحلة بظهور خلافات داخل الأوساط الثورية بين ممثلي البرجوازية المؤيدين للملكية الدستورية والراغبين في إيقاف المد الثوري وتحقيق الاستقرار، وممثلي الأوساط الشعبية الراغبين في تصعيد الثورة وتحقيق إصلاحات جذرية، وقد تمكنت فعلا الأوساط الشعبية من إسقاط الملكية الدستورية وإقامة نظام جمهوري يوم 10 غشت 1792م بزعامة روبسبيير، وتميزت هذه الفترة بالتشدد حيث تم إعدام الملك لويس 16 وعدد مهم من الشخصيات البرجوازية المعتدلة، وسادت فرنسا حالة من الرعب.

المرحلة الثالثة (عودة البرجوازية المعتدلة إلى الحكم): 27 يوليو 1794 إلى 9 نونبر 1799

تميزت هذه المرحلة بتصاعد موجة الإعدامات فتخوفت الأوساط المعتدلة وعملت على تصفية زعيم الثوريين روبيسبيير وعدد من أنصاره ثم الاستيلاء على الحكم يوم 27 يوليو 1794، وخلال هذه المرحلة حافظت البرجوازية على النظام الجمهوري لكنها وضعت دستورا جديدا لصالحها، واستعانت بالجيش لضبط الأمن، ولحماية مصالحها سعت كذلك إلى إقامة نظام سياسي قوي فشجعت نابليون بونابرت على القيام بانقلاب عسكري يوم 10 نونبر 1799م وتعويض النظام الجمهوري بنظام إمبراطوري.

خلفت الثورة الفرنسية نتائج متعددة

النتائج السياسية

عوضت الثورة النظام السياسي القديم بنظام جمهوري أقر مبادئ جديدة كفصل الدين عن الدولة، وحرية التعبير، وإقامة المساواة المدنية وتكافؤ الفرص.

النتائج الاقتصادية

تم القضاء على النظام الإقطاعي الفيودالي وتم إقرار نظام رأسمالي ليبرالي يرتكز على الحرية والملكية الخاصة والمبادرة الفردية، وهكذا ألغيت الضرائب الفيودالية وعوضت بضرائب جديدة تقاس على أساس الثروة والمدخول، وتفرض على جميع فئات المجتمع، كما تم اعتماد مكاييل ومقاييس جديدة وموحدة كاللتر والمتر وغيرها.

النتائج الاجتماعية

قضت الثورة على العلاقات الاجتماعية القديمة بإلغاء الحقوق الفيودالية وامتيازات النبلاء ومصادرة ممتلكات الكنيسة، كما أقرت مبدأي إجبارية ومجانية التعليم كوسيلة لضمان تكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية، كما عملت على توحيد اللغة بين مختلف جهات فرنسا وتعميمها لدى السكان.

خاتمة

ساهم اندلاع الثورة الفرنسية في تغيرات هامة مست فرنسا وعدة دول أوربية، كما أن هذه الفترة شهدت انطلاق الثورة الصناعية انطلاقا من إنجلترا.

الثورات الإجتماعية والسياسية: الثورة الإنجليزية – دروس التاريخ الدورة الثانية – الجذع المشترك اداب

المستوى: الجذع المشترك اداب وعلوم انسانية

المادة : دروس التاريخ الدورة الثانية

عنوان الدرس : الثورات الإجتماعية والسياسية: الثورة الإنجليزية

تقديم إشكالي

عرفت إنجلترا منذ العقد الرابع من القرن 17م ثورة دينية وسياسية نتيجة الصراع القائم بين النظام الملكي المطلق والنظام البرلماني.

  • فما هي أسباب هذه الثورة؟
  • وما هي نتائجها السياسية والاقتصادية والاجتماعية؟

تعددت الأسباب التي دعت إلى قيام الثورة الإنجليزية

أدت الأسباب الاقتصادية والاجتماعية إلى قيام الثورة الإنجليزية

أدت سياسة تسييج الأراضي الفلاحية التي عرفتها إنجلترا إلى انتفاضة الفلاحين ضده سنة 1607م، فتم تهديدهم بالطرد من الاقطاعات الفلاحية، في حين كان النبلاء يحاولون الاستيلاء على السلطة، وقد شكل فرض الكالفنيين لضريبة الاستهلاك على المنتوجات الغذائية منطلقا لحركات التمرد سنة 1646م، إضافة إلى ذلك ساهم ارتفاع الأسعار بانجلترا في قيام الثورة مما أدى إلى فرض الهجرة باتجاه أمريكا الشمالية.

اندلعت الثورة الإنجليزية لأسباب سياسية ودينية

الأسباب السياسية

تبنى ملك إنجلترا جاك الأول أفكارا سياسية تدعو إلى الملكية المطلقة، وحاول أن يفرض على البرلمان آرائه حول الحق الإلهي والوراثي في الحكم، وعدم اعتبار الملك مسؤولا أمام الشعب بل أمام آلله فقط، وشخصه لا يمكن أن يخضع للقانون باعتباره هو القانون، كما ساهم في اندلاع الثورة الإنجليزية قصر مرحلة الحكم لدى ملوك أسرة ستيوارت خلال القرنين 17 و18م من فترة الملك جاك الأول (1603) إلى مرحلة الملك جورج الأول (1727).

الأسباب الدينية

في عهد الملك جاك الأول: دخلت إنجلترا خلال فترة الملك جاك الأول بعد وفاة الملكة إليزابيت، مرحلة اضطرابات دينية بعد إعلانه لحكمه ونظرا لتربيته الكالفنية بدأ في تطهير الكنيسة الأنجلكانية من الكاثوليك والبيوريتان بطرده ل 300 رجل دين بيوريتاني.

في عهد الملك شارل الأول: كان للملك شارل الأول دور مهم في إشعال فتيل الثورة، إذ كان ميالا للاستبداد، كما حاول اكتساب التأييد الشعبي عن طريق إعلان الحرب على إسبانيا، إلا أن هزيمته جعلته يفرض قروضا على التجار مما ، دفع بالبرلمان إلى التدخل وإصدار وثيقة سميت بملتمس الحقوق، فأدت معارضة البرلمان إلى تأزم العلاقة مع القصر، فأصدر شارل مرسوما يقضي بحل البرلمان وحكم البلاد ما بين سنتي 1629 و1640م دون أن ينازعه أحد على السلطة.

مرت الثورة الإنجليزية بمرحلتين

المرحلة الأولى من الثورة الإنجليزية وأحداثها (1642 – 1649)

أدت مجموعة من الانتفاضات في أيرلندا واسكتلندا، والصراع بين الفرسان والجنتري إلى:

  • حل البرلمان من طرف الملك شارل الأول سنة 1629م.
  • نشوب حرب أهلية بين الفرسان والجنتري وانتصار أصحاب الرؤوس المستديرة سنة 1642م.
  • تأسيس جمهورية كرومويل.
  • إعدام الملك شارل الأول يوم  30يناير 1649م.

أدى تفاقم الصراع بين البرلمان والملك شارل إلى تأزم الأوضاع السياسية، فبادر الملك سنة 1649م إلى القيام بمحاولة اعتقال زعيم المعارضة إلا أنه فشل في ذلك، مما أدى به إلى الهروب إلى لندن، وهكذا انقسم الثوار إلى قسمين متنافرين، أحدهما انحاز إلى البرلمان (الطبقة الوسطى والبرجوازية)، والقسم الآخر انضم إلى الملك (معظم الأرستقراطيين الزراعيين والكاثوليك والانجليكانيين).

أحداث المرحلة الثانية “الثورة المجيدة” (1659 – 1689)

نتج عن تحركات أنصار الملكية للعودة إلى السلطة وديكتاتورية جمهورية كرومويل الذي تزعم المعارضة البيوريتانية ضد الملك شارل الأول إلى:

  • حل البرلمان من طرف كرومويل.
  • عودة الملكية المطلقة مع شارل الثاني وجاك الثاني.
  • الصراع بين حزبي الويك والتروي، مما أدى إلى استدعاء غيوم الثالث وماري الثاني لتولية الحكم سنة 1668م.
  • المصادقة على المطالبة بالحقوق في دجنبر 1689م التي تضمنت عدة مطالب، منها: انتخاب أعضاء البرلمان يجب أن يضل حرا، انتخابات التعبير داخل البرلمان يجب ألا تعاق.

تعدد نتائج الثورة الإنجليزية

النتائج السياسية للثورة الإنجليزية

بدأت الملكية الدستورية تتطور تحت حكم الملك غيوم الثالث والملك آن  نحو نظام برلماني تمارس فيه سلطة تشريعية حقيقية بوزراء مسؤولين أمام نواب الشعب، يختارون من الحزبين الكبيرين بالبلاد اللذان يمثلان الرأي العام الإنجليزي، مما أدى إلى تحول بريطانيا إلى ملكية برلمانية.

النتائج الاقتصادية والاجتماعية للثورة الإنجليزية

ظهرت نتائج الثورة الانجليزية اقتصاديا واجتماعيا في توسيع آفاق البورجوازية:

  • على المستوى الفلاحي: تم تجفيف المستنقعات، وتسييج الحقول الزراعية، وممارسة زراعات عصرية، وتحديث تربية الماشية.
  • على المستوى الصناعي: تم تطوير استخراج المعادن وصناعة التعدين والقطن، كما تم الاهتمام بصناعة النسيج.
  • على المستوى التجاري: هيمن الأسطول الإنجليزي على التجارة العالمية، مما أدى إلى ظهور بوادر النظام البنكي الحديث.

كل هذا أدى إلى تقوية موقع البورجوازية الإنجليزية وتعزيز الوجود الاستعماري البريطاني عبر مناطق العالم.

خاتمة

مرت الثورة الإنجليزية بعدة مراحل أهمها الثورة المجيدة، وقد ساهمت التحولات السياسية التي عرفتها إنجلترا خلال القرن 17م إلى اندلاع عدة ثورات بأوربا.

Ads
Ads Ads Ads Ads
Ads