Ads Ads Ads Ads

الشطر الرابع من سورة الحجرات – الآية 11 إلى 12 – المنير في التربية الإسلامية – السنة الثانية إعدادي

المستوى: السنة الثانية إعدادي

المادة :التربية الإسلامية 

كتاب: المنير في التربية الإسلامية المدخل: مدخل التزكية (القرآن الكريم)

عنوان الدرس : الشطر الرابع من سورة الحجرات – الآية 11 إلى 12

 

مدخل اشكالي

جاء الإسلام ليوحد بين الناس ويحقق الأخوة فيما بينهم، من أجل ذلك نهى عن كل ما يهدد هذه الأخوة، هذا ما سنعرفه من خلال الآيات الكريمة.

الشطر القرآني

قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿11﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴿12﴾

[سورة الحجرات، الآيتان: 11 – 12]

عرض النص وقراءته

القاعدة التجويدية: أحكام النون الساكنة والتنوين (الإقلاب)

الإقلاب: لغة: هو تحويلُ الشيءِ عن وجهه، وفي اصطلاح القراء: جعل حرف مكان آخر مع مراعاة الغنة والإخفاء في الحرف المقلوب، والمراد به هنا النون الساكنة والتنوين المنقلبين ميمًا، وللإقلاب حرفٌ واحد (الباء)، مثل: قوما بجهالة. وتقرأ = قومَمْبجهالة.

فهم الآيات

قاموس المفاهيم الأساسية

  • ولا تلمزوا أنفسكم: لا يعب بعضكم بعضا.
  • لا تنابزوا: لا تتعايروا بما تكرهون من الألقاب.
  • الغيبة: ذكرك أخاك بما يكره في غيبته.
  • بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان: أي بئس أن تستبدلوا اسم الإيمان باسم الفسوق، بأن يقال : يا يهودي أو يا فاسق بعدما آمن وتاب.
  • الفسوق: هو الخروج عن طاعة الله عز وجل.

سبب نزول الآيات

نزل قوله عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ﴾ في ثابت بن قيس بن شماس، وذلك أنه كان في أذنيه وقر فكان إذا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أو سعوا له حتى يجلس إلى جنبه، فيسمع ما يقول، فجاء يومًا وقد أخذ الناس مجالسهم فجعل يتخطى رقاب الناس ويقول: تفسحوا، تفسحوا، فقال له رجل: قد أصبت مجلسًا فاجلس، فجلس ثابت مغضبًا، فغمز الرجل، فقال: من هذا؟ فقال: أنا فلان؟ فقال ثابت: ابن فلانة؟ وذكر أما كانت له يعير بها في الجاهلية، فنكّس الرجل رأسه استحياء، فأنـزل الله تعالى هذه الآية. أما قوله تعالى: ﴿وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ﴾ فقد نـزلت في امرأتين من أزواج النبيّ ﷺ سخرتا من أم سلمة، فأنـزل الله تعالى هذه الآية. وقوله تعالى: ﴿وَلا تَنَابَزُوا بِالألْقَابِ﴾ فقد نزل في أهل المدينة، كانت لهم ألقاب يدعون بها، وكان للرجل منهم اسمان أو ثلاثة، فإذا دعي بأحدها كره ذلك، فنـزلت الآية.

المضمون العام للآيات

تشير الآيات الكريمة إلى مجموعة من الأخلاق السيئة والرذائل التي يجب على المسلم تجنبها، وأكثرها من آفات اللسان، وهي: السخرية، واللمز، والتنابز بالألقاب، وسوء الظن، والتجسس، والغيبة، وذلك لما لها من آثار سلبية على الفرد والمجتمع في دينه ودنياه.

مضامين الآيات ومعانيها الإجمالية

نهيه  تعالى عن مجموعة من الصفات الذميمة حفاظا على تماسك المجتمع ووحدت.

المستفاد من الآيات

دعا الإسلام إلى ترسيخ وتقويم سلوك المسلم بتجنب الصفات الذميمة التي تثير الانحلال الاجتماعي كالسخرية واللمز والتنابز …، وكلها آثام يقترفها الإنسان باللسان، فعلينا توظيفه فيما يرضي الله تعالى حتى لا نكون من الظالمين، خاصة وأن خالق البشرية جعل أساس التفاضل بين الناس بالتقوى، فالمرء يقاس بمقدار صلاحه واستقامته على منهج الله، وقيمة الإنسان في المجتمع إنما هي بمقدار نفعه لمجتمعه، وخدمته لأمته، فيجب علينا أن نحترم الناس على هذا المقياس، ونزنهم بهذا الميزان العادل.

الشطر الثالث من سورة الحجرات – الآية 9 إلى 10 – المنير في التربية الإسلامية – السنة الثانية إعدادي

المستوى: السنة الثانية إعدادي

المادة :التربية الإسلامية 

كتاب: المنير في التربية الإسلامية المدخل: مدخل التزكية (القرآن الكريم)

عنوان الدرس : الشطر الثالث من سورة الحجرات – الآية 9 إلى 10

مدخل اشكالي

قد تنشأ نزاعات بين المؤمنين تؤدي إلى اقتتال وسفك دماء، في هذا الحصة سوف نتعرف على الحلول التي شرعها الإسلام لحقن دماء المسلمين.

الشطر القرآني

قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:

وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴿9﴾ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿10﴾

[سورة الحجرات، الآيات: 9 – 10]

عرض النص وقراءته

القاعدة التجويدية: أحكام النون الساكنة والتنوين (أقسام الإدغام)

ينقسم الإدغام إلى قسمين:

  • إدغام ناقص بغنة: سمي ناقصا لبقاء أثر النون المدغمة، وهو الغنة (هي صوت أغن يخرج من الأنف لا عمل للسان فيه)، يطول مقدار حركتين (بقدر فتح الإصبع وطيه)، وحروفه أربعة، هي: (الياء، الواو، الميم، النون)، وتجمعها كلمة “ينمو”، ومن الأمثلة على ذلك: من يقول، وجوه يومئذ …، وتقرأ: ميّقول، وجوهيـّومئذ …
  • إدغام كامل بلا غنة: سمي كاملا لعدم بقاء أي أثر للحرف المدغم، وحروفه اثنان، هما: (اللام، الراء)، ومن أمثلة الإدغام الكامل بدون غنة ما يلي: ولم يكن له، أندادا ليضلوا …، وتقرأ: ولم يكلّه، أندادَلّـيضلوا …

سبب نزول الآيتين

ورد في شأن نزول الآيتين أنّ خلافاً وقع بين قبيلتي “الأوس” و”الخزرج”، وهما قبيلتان كانتا معروفتان في المدينة، أدّى هذا الخلاف إلى نشوب اقتتال بينهما، فنزلت الآيتان، فعلّمت المسلمين سبل مواجهة أمثال هذه الحوادث. وقال بعضهم: حدث بين نفرين من الأنصار خصومة واختلاف! فقال أحدهما للآخر: سآخذ حقّي منك بالقوة لأنّ قبيلتي كثيرة، وقال الآخر: لنمضِ ونحتكم عند رسول الله ﷺ، فلم يقبل الأول، فاشتدّ الخلاف وتنازع جماعة من قبيلتيهما بالعصي والأحذية وحتى بالسيوف، فنزلت الآيتان آنفتا الذكر وبيّنت وظيفة المسلمين في مثل هذه الأُمور.

فهم الآيات

الشرح اللغوي والاصطلاحي

  • طائفتين: جماعتين.
  • اقتتلوا: أرادوا القتال وجنحوا له.
  • بغت إحداها: طغت واعتدت وظلمت.
  • تفيء إلى أمر الله: ترجع إلى الحق وتقبل الصلح.
  • فأصلحوا بينهما: اعملوا كل ما في جهدكم للإصلاح بينهما.
  • وأقسطوا: أعدلوا في جميع أموركم.
  • المقسطين: العادلين.

سبب نزول الآيات

نزل قوله تعالى: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا﴾ عندما انطلق رسول الله ﷺ على دابته إلى رأس المنافقين عبد الله بن أُبَيّ، فركب حمارًا وانطلق المسلمون يمشون، فلما أتاه النبيّ ﷺ، قال: إليك عني، فو الله لقد آذاني نتن حمارك، فقال رجل من الأنصار: والله لَحِمَارُ رسول الله ﷺ أطيب ريحًا منك، فغضب لعبد الله رجل من قومه، وغضب لكل واحد منهما أصحابه، وكان بينهم ضرب بالجريد والأيدي والنعال، فنـزلت فيهم هذه الآية.

مضامين الآيات ومعانيها الإجمالية

  • يعتبر الإصلاح بين الجماعتين المتنازعتين أمرا واجبا.
  • أمره سبحانه بقتال الطائفة المعتدية إلى أن ترجع عن عدوانها.
  • تذكيره سبحانه بالأخوة الإيمانية التي تجمع بين المسلمين، والتي تدعوا إلى الصلح والصلاح.

المستفاد من الآيات

  • أن أتدخل لحل النزاعات بالتي هي أحسن.
  • أن أنصر المظلوم وأوقف الظالم عند حده.
  • أن أتذكر دائما أن المسلمين مهما اختلفوا فإن الأخوة الإيمانية تجمعهم.

الخلاصة

بعد إشارته سبحانه إلى وجوب التثبت من خبر الفاسق، أمر سبحانه بضرورة الإصلاح بين المؤمنين في حال حدوث نزاع بينهم، فإِن بغت إحداهما على الأخرى، وتجاوزت حدَّها بالظلم والطغيان، ولم تقبل الصلح وصمَّمت على البغي فقاتلوا الفئة الباغية حتى ترجع إِلى حكم الله وشرعه، وتُقلع عن البغي والعدوان، وتعمل بمقتضى أخوة الإِسلام، فإِن رجعت وكفَّت عن القتال فأصلحوا بينهما بالعدل، دون حيفٍ على إِحدى الفئتين، والهدف من ذلك الحرص على بقاء الرابط الأخوي الذي يجمع المؤمنين، فلا ينبغي أن تكون بينهم عداوة ولا شحناء، ولا تباغضٌ ولا تقاتل، وفي الآية إشارة إِلى أنَّ أخوة الإِسلام أقوى من أخوَّة النسب.

الشطر الثاني من سورة الحجرات – الآية 6 إلى 8 – المنير في التربية الإسلامية – السنة الثانية إعدادي

المستوى: السنة الثانية إعدادي

المادة :التربية الإسلامية 

كتاب: المنير في التربية الإسلامية المدخل: مدخل التزكية (القرآن الكريم)

عنوان الدرس : الشطر الثاني من سورة الحجرات – الآية 6 إلى 8

تمهيد اشكالي

يعد نقل الأخبار أمرا شائعا بين الناس، لكن القليل من يتأكد من صحة الخبر قبل نقله.

  • فماذا يمكن أن ينتج عن ذلك؟
  • وكيف عالجت الآيات هذا الأمر؟

الشطر القرآني

قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴿6﴾ وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ ۚ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ﴿7﴾ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿8﴾

[سورة الحجرات، الآيات: 6 – 7 – 8]

عرض النص وقراءته

القاعدة التجويدية: أحكام النون الساكنة والتنوين (الادغام)

الإدغام: لغة: إدخال الشيء في الشيء، واصطلاحا: التقاء حرف ساكن بحرف متحرك والنطق بهما بحيث يصيران حرفا واحدا مشددا من جنس الثاني، والأحرف التي تدغم فيها (النون الساكنة والتنوين) ستة، وهي: (الياء، الراء، الميم، اللام، الواو، النون)، وتجمعها كلمة: “يرملون”، مثل: كثيرٍ مِّن، فضلاً مّن، من يَّعمل…

فهم الآيات

مدلولات الألفاظ والعبارات

  • فاسق: غير موثوق بصدقه وأمانته.
  • بنبإ: بخبر.
  • فتبينوا: تثبتوا من صدق الخبر وصحته.
  • بجهالة: دون علم أو قصد.
  • لعنتم: لحصل لكم العنت وهو المشقة والحرج.
  • الراشدون: الثابتون على دينهم.

سبب نزول الآيات

نزل قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا﴾ في الوليد بن عقبة، وذلك أنّ النّبي ﷺ بعثه إلى بني المصطلق مصدقًا وكان بينه وبينهم عداوة في الجاهلية، فلما سمع القوم به تلقوه تعظيمًا لله تعالى ولرسوله، فحدثه الشيطان أنهم يريدون قتله فهابهم، فرجع من الطريق إلى رسول الله ﷺ، وقال: إن بني المصطلق قد منعوا صدقاتهم وأرادوا قتلي، فغضب رسول الله ﷺ وهمّ أن يغزوهم، فبلغ القوم رجوعه، فأتوا رسول الله ﷺ، وقالوا: سمعنا برسولك، فخرجنا نتلقاه ونكرمه ونؤدي إليه ما قبلنا من حقّ الله تعالى، فبدا له في الرجوع، فخشينا أن يكون إنما ردّه من الطريق كتاب جاءه منك بغضب غضبته علينا، وإنا نعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله، فأنـزل الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا﴾ يعني الوليد بن عقبة.

المضمون العام للآيات

أمره سبحانه وتعالى بعدم التسرع في تلقي الخبر دون التثبت من صحته حتى لا يصدر عنه أي رد فعل يسبب في أدى الآخرين.

مضامين الآيات ومعانيها الإجمالية

  • وجوب التأكد من صحة الأخبار تفاديا لأي رد فعل يسبب في أدى الآخرين.
  • امتنان الخالق عز وجل على عباده بنعمة حب الإيمان وكره الكفر، فضلا منه وتكرما.

المستفاد من الآيات

حث الله المسلمين على ضرورة الـتأكد من صحة الخبر خاصة إذا صدر من شخص منعوت بالكذب، لأن التسرع في أمر مثل هذا قد يؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها، لذلك يعد نقل الأخبار مسؤولية كبرى يجب أن يستشعر أهميتها كل مؤمن تفاديا لإلحاق الضرر بالأبرياء.

Ads
Ads Ads Ads Ads
Ads