Ads Ads Ads Ads

التنافس الامبريالي واندلاع الحرب العالمية الأولى – دروس تاريخ – التاريخ والجغرافيا – أولى باك علوم

المستوى: الأولى باك علوم رياضية والأولى باك علوم تجريبية

المادة : دروس التاريخ – التاريخ والجغرافيا

عنوان الدرس : التنافس الامبريالي واندلاع الحرب العالمية الأولى

تمهيد إشكالي

دخلت الدول الأوربية خلال القرن 19م ومطلع القرن 20م في تنافس حاد حول المستعمرات لتوسيع مناطق النفوذ سواء خارج أوربا أو داخلها، وأدى التنافس الامبريالي بين الدول الأوربية، والتسابق نحو التسلح إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى.

  • فما هي مظاهر التنافس الإمبريالي؟
  • وماذا عن سياسة التحالفات والتسابق نحو التسلح؟
  • وما دور الأزمات الدولية في اندلاع الحرب العالمية الأولى؟

بعض مظاهر التنافس الامبريالي في القرن 19م ومطلع القرن 20م

التنافس الاقتصادي

في أواخر القرن 19م وبداية القرن 20م اشتد الصراع بين الدول الأوربية من أجل السيطرة على الأسواق الخارجية بهدف تصريف فائض الإنتاج الصناعي وجلب المواد الأولية، وتصدير رؤوس الأموال، وتشجيع فقرائها على الهجرة إلى المستعمرات للتخفيف من حدة المشاكل الاجتماعية والأزمات الاقتصادية الدورية، وظلت بريطانيا أول قوة صناعية وتجارية في العالم إلى حدود نهاية القرن 19م، لكنها أصبحت مهددة من طرف ألمانيا التي شهد اقتصادها تطورا سريعا، والولايات المتحدة الأمريكية التي تولت الزعامة الاقتصادية العالمية لاحقا، وفرنسا القوة الاقتصادية الرابعة عالميا، بالإضافة إلى دول أخرى صاعدة مثل إيطاليا وهولندا وبلجيكا.

التنافس السياسي

ارتبطت النزاعات الأوربية قبيل سنة 1914م بالمصالح الشخصية لكل دولة، والتي يمكن تحديدها على الشكل الآتي:

  • بريطانيا: كانت تستهدف التحكم في الملاحة البحرية العالمية، وتتضايق من القوة البحرية الألمانية المتنامية.
  • ألمانيا: اهتمت بالتوسع الإمبريالي على حساب مصالح القوتين الاستعماريتين: إنجلترا وفرنسا.
  • فرنسا: تطلعت إلى استرجاع الألزاس واللورين المحتلتين من طرف ألمانيا، واستكمال بناء إمبراطوريتها الاستعمارية.
  • إيطاليا: أرادت تحرير أراضيها الشمالية من الاحتلال النمساوي، والحصول على نصيبها من المستعمرات.
  • النمسا: ناهضت تحرر القوميات السلافية بزعامة صربيا.
  • روسيا: عملت على حماية صربيا والشعوب السلافية في البلقان.

توزعت مناطق التنافس الاستعماري على النحو التالي:

  • تونس: تنافس فرنسي – إيطالي – إنجليزي.
  • المغرب: تنافس فرنسي – إسباني – ألماني – إنجليزي.
  • مصر: تنافس إنجليزي – فرنسي.
  • البلقان: تنافس روسي – نمساوي – عثماني.
  • الكونغو: تنافس بلجيكي – فرنسي – ألماني.

بعض الأساليب والوسائل التي استعملتها الدول الأوربية في إطار التنافس الامبريالي

اعتمدت الدول الامبريالية في إطار تنافسها الاستعماري على عدة وسائل، من بينها: إقامة تحالفات وإبرام اتفاقيات، أهمها:

  • التحالف الثلاثي الألماني الروسي النمساوي الهنغاري لعزل فرنسا وتخفيف التنافس الاستعماري بينها.
  • التحالف الثنائي الألماني النمساوي سنة 1879م: تحالف سري استهدف ضمان أمن ألمانيا من أي هجوم فرنسي محتمل.
  • التحالف الفرنسي الروسي سنة 1892م: توخى الدفاع عن حدود الدولتين ضد أي هجوم محتمل من طرف دول التحالف الثلاثي.
  • التحالف الثلاثي الألماني النمساوي الإيطالي سنة 1882م: حلف دفاعي ضد أي هجوم خارجي.
  • الاتفاق الودي الفرنسي – الإنجليزي سنة 1904م: استهدف تسوية الصراع الاستعماري الثنائي حول المغرب ومصر.
  • الوفاق الثلاثي الفرنسي – الإنجليزي – الروسي سنة 1907م: حلف عسكري موجه ضد التحالف الثلاثي وخاصة ألمانيا.

أسفرت هذه التحالفات والاتفاقيات عن تكوين حلفين متنافرين هما: التحالف الثلاثي والوفاق الثلاثي، وكانت الغاية من هذه التحالفات والاتفاقيات تأمين حماية الدول من الخصوم، وتحقيق مصالحها السياسية والترابية:

  • التقارب الفرنسي الإيطالي لتسوية النزاع حول المغرب وليبيا.
  • التقارب الفرنسي الإنجليزي لتسوية النزاع حول المغرب ومصر.
  • الاتفاق الفرنسي الألماني لإنهاء أزمة اكادير سنة 1911م بتنازل فرنسا لألمانيا عن الكونغو.
  • إنشاء البنيات التحتية كمد النمسا – هنغاريا بخطوط السكك الحديدية في دويلات البلقان.
  • تطوير الملاحة النهرية واعتماد عدة معاهدات تجارية.

التسابق نحو التسلح

عملت الدول الأوربية المنتمية للتحالفات السابقة الذكر على:

  • الرفع من عدد الجنود وإجبارية التجنيد لدى بعض الدول (انجلترا).
  • تطوير العتاد الحربي البري (كان التنافس بين ألمانيا وفرنسا).
  • تطوير العتاد الحربي البحري (كان التنافس بين ألمانيا وإنجلترا).
  • تطوير العتاد الجوي (كانت الغلبة لفرنسا).

وقد احتدم التنافس في ميدان التسلح البحري بين ألمانيا وإنجلترا، في نفس الوقت اشتد التسابق في ميدان التسلح البري بين ألمانيا وفرنسا، هذه الوسائل والأساليب أثرت سلبا على العلاقات الدولية، وزادت من حدة التوتر مع مطلع ق 20م.

تطور بعض الوسائل التي لجأت إليها الدول الإمبريالية لتسوية خلافاتها حول مناطق النفوذ

عقدت الدول الامبريالية عدة مؤتمرات لتسوية النزاعات الاستعمارية خلال القرن 19م وبداية القرن 20م، أهمها:

مؤتمر برلين الأول سنة 1878م بين فرنسا، إنجلترا، روسيا، ألمانيا، النمسا–هنغاريا والإمبراطورية العثمانية، الهدف منه: تعديل معاهدة سان ستيفانو الموقعة بين روسيا والإمبراطورية العثمانية ← اقتطاع إطراف من الإمبراطورية العثمانية لفائدة روسيا والنمسا.

مؤتمر مدريد سنة 1880م بين فرنسا، إنجلترا، روسيا، ألمانيا، إسبانيا والمغرب، الهدف منه: وضع حد لمشكل الحمايات الفردية بالمغرب ← تعزيزها مع إعطاء حق الملكية للأجانب.

مؤتمر برلين الثاني سنة 1884 – 1885م بين فرنسا، إنجلترا، إسبانيا، بلجيكا وألمانيا، الهدف منه: تسوية الخلاف حول مناطق النفوذ بإفريقيا ← تقسيم القارة بينهم.

مؤتمر الجزيرة الخضراء سنة 1906م بين الدول المتنافسة حول المغرب (فرنسا، إنجلترا، إسبانيا، ألمانيا) والمغرب، الهدف منه: تسوية الخلاف حول كيفية التعامل مع المغرب ← تقرر حرية التجارة وإنشاء شرطة ثنائية فرنسية إسبانية بالموانئ المغربية وإنشاء بنك مخزني.

إضافة إلى المؤتمرات لجأت بعض الدول الأوربية إلى إبرام اتفاقات ثنائية لحسم خلافاتها حول نفس مناطق النفوذ، وقد خففت هذه المؤتمرات الدولية والإنفاقات الثنائية من حدة التنافس بين الدول الاستعمارية حول مناطق النفوذ، رغم أنها لم تحل دون نشوء حرب بينها فيما بعد.

بعض الأزمات الدولية التي نتجت عن التنافس الإمبريالي وأدت إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى

أزمات المغرب بين فرنسا وألمانيا

الأزمة المغربية الأولى سنة 1905

مهدت فرنسا لاحتلال المغرب بعقد اتفاقيات مع كل من إيطاليا وإنجلترا وإسبانيا، مما أثار غضب ألمانيا التي لها أيضا أطماع استعمارية في المغرب، في إطار ذلك قام الإمبراطور الألماني كيوم الثاني بزيارة مدينة طنجة سنة 1905م وألقى بها خطابا عبر فيه عن ضرورة احترام سيادة المغرب، ودعا إلى عقد مؤتمر دولي لدراسة المسألة المغربية، وبالفعل عقد مؤتمر الجزيرة الخضراء سنة 1906م، كان من أهم نتائجه:

  • انتصار فرنسا سياسيا وتأكيد مصالحها بالمغرب.
  • إعطاؤها حق إدارة شؤون الجمارك بالمغرب.
الأزمة المغربية الثانية سنة 1908

قامت ألمانيا بالتهديد بعد اعتقال بعض رعاياها بالدار البيضاء من طرف السلطات الاستعمارية الفرنسية، وطرحت فرنسا القضية على المحكمة الأوربية التي حكمت بطرد القنصلين الألماني والفرنسي من المغرب.

أزمة أكادير لسنة 1911

كان رد فعل ألمانيا إزاء الاحتلال الفرنسي لمدينة فاس هو إرسال سفينة حربية إلى أكادير استعدادا لغزو المغرب، فاضطرت فرنسا إلى التنازل لها عن الكونغو بمقتضى الاتفاق المبرم سنة 1911م

أزمات البلقان بين الإمبراطورية النمساوية وصربيا

الأزمة البلقانية الأولى سنة 1908م

أقدمت النمسا على ضم إقليم البوسنة والهرسيك، مما أثار غضب صربيا التي كانت تتطلع إلى إقامة الوحدة السلافية في البلقان بدعم من روسيا.

الأزمة البلقانية الثانية ماي 1913م

دخلت دول العصبة البلقانية (صربيا، اليونان، بلغاريا) في حرب ضد الإمبراطورية العثمانية، فانهزمت هذه الأخيرة وتخلت عن أراضيها الأوربية لفائدة الدول المنتصرة.

الأزمة البلقانية الثالثة يونيو – غشت 1913م

على إثر الخلافات حول غنائم الحرب ضد الإمبراطورية العثمانية قام نزاع بين بلغاريا وباقي دول البلقان، انتهى بانتصار الطرف الأخير (صربيا ورومانيا واليونان).

الاحتلال الإيطالي لليبيا سنة 1911م

أعلنت إيطاليا الحرب على الترك ودخلت إلى ليبيا سنة 1911 في إطار سباقها مع ألمانيا على شمال إفريقيا.
هذه الأزمة وسابقاتها نتج عنها انعدام الثقة بين الدول وتزايدت حدة التوتر بين الأمم، فازدادت الاستعدادات العسكرية في انتظار ما سيشعل فتيل الحرب.

نتج عن اغتيال ولي عهد النمسا اندلاع الحرب العالمية الأولى

ترتب عن الأزمة البلقانية الأولى تزايد العداء بين الصربيين والنمساويين، وعند زيارة ولي عهد النمسا فرانسوا فيرديناند لمدينة سراييفو البوسنية في 28 يونيو  1914 تم اغتياله من طرف طالب صربي، و جاء رد فعل النمسا بتقدمها لعدة مطالب رفضت صربيا الامتثال لها وبالتالي أعلنت النمسا المدعمة من ألمانيا الحرب على صربيا، وأعلنت صربيا المدعمة من فرنسا وإنجلترا وروسيا الحرب على النمسا لتندلع الحرب العالمية الأولى، فسارعت باقي الدول الأعضاء في الوفاق الثلاثي إلى إعلان الحرب ضد الدول الأعضاء في التحالف الثلاثي، وقد مرت الحرب العالمية الأولى بمرحلتين أساسيتين هما:

  • المرحلة الأولى (1914 – 1916م): وتميزت بانتصار ألمانيا على فرنسا وروسيا القيصرية، ودخول إيطاليا الحرب إلى جانب دول الوفاق، ونهج حرب الخنادق.
  • المرحلة الثانية (1917 – 1918م): وتميزت بانتصار الحلفاء بعد دخول الولايات المتحدة الأمريكية الحرب إلى جانبهم، مقابل انسحاب روسيا الاشتراكية من الحرب وعقدها معاهدة الصلح مع ألمانيا (معاهدة بريست ليتوفسك).

خاتمة

أدى إذن تزايد حدة التوتر في العلاقات الدولية نتيجة الأزمات والتسابق والتنافس حول مناطق النفوذ، وكذا تضارب مصالح الدول في أوربا وإفريقيا إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى ما سيترتب عنه تغير في الأوضاع العالمية.

شرح المصطلحات

  • الامبريالية: السياسة التوسعية للبلدان الرأسمالية.
  • السلاف: القومية الرئيسية في أوربا الشرقية وتشمل عدة عناصر من أبرزها الروس والصرب والهنغاريين .
  • البلقان: منطقة كبرى في جنوب شرق أوربا تضم بعض البلدان في طليعتها اليونان وصربيا وبلغاريا ورومانيا وألبانيا.

تحولات اقتصادية ومالية واجتماعية وفكرية في العالم في القرن 19م – دروس تاريخ – أولى باك علوم

المستوى: الأولى باك علوم رياضية والأولى باك علوم تجريبية

المادة : دروس التاريخ – التاريخ والجغرافيا

عنوان الدرس : التحولات الاقتصادية والمالية والاجتماعية والفكرية في العالم في القرن 19م

تمهيد إشكالي

شهد العالم الرأسمالي خلال القرن 19م قفزة كبرى في ميدان العلم والتكنولوجيا، ووسائل الإنتاج وأساليبه، اصطلح على تسميتها بالثورة الاقتصادية، وقد رافقت هذه الثورة تحولات اجتماعية وفكرية.

  • فما هي مظاهر التحولات الاقتصادية التي عرفها العالم الرأسمالي خلال القرن 19م؟
  • ما هي مظاهر التحولات الاجتماعية التي واكبت التحولات الاقتصادية خلال القرن 19م؟
  • وما هي المذاهب الفكرية التي أطرت التحولات الاقتصادية والاجتماعية للرأسمالية خلال القرن 19م؟

مظاهر التحولات الاقتصادية والمالية بالعالم الرأسمالي خلال القرن 19م

الأسس التي قامت عليها التحولات الاقتصادية في العالم خلال القرن 19م

ارتكزت التحولات على تعميم استعمال الاختراعات العلمية والتقنية، ومن أهم الاختراعات العلمية والتقنية، نذكر:

  • في ميدان الطاقة: البطارية، الدينامو، المصباح، توليد الكهرباء.
  • في ميدان التعدين: المطرقة البخارية، محول بيسمر، إنتاج الالومنيوم، فرن مارتن.
  • في ميدان النقل: قاطرة ستيفنسن، المحرك الانفجاري، أول طائرة بالبخار، آلة الحصاد، جرار بالطاقة البخارية.
  • في ميدان الكيمياء: الالكتروليز، الحرير الاصطناعي، إنتاج الصودا، الأسمدة، آلة التصوير.

وقد ارتبط ظهور هذه الاختراعات برغبة البورجوازية في تطوير الإنتاج، فرفعت من حجم استثماراتها، وشجعت البحث العلمي، فتم التوصل إلى وسائل عمل جديدة أدت إلى الزيادة في الإنتاج، فكانت الثورة الاقتصادية.

مظاهر التطور في القطاع الفلاحي وآثارها على تقوية النظام الرأسمالي

ارتكزت الثورة الفلاحية على عدة أسس وكانت لها عدة مظاهر، ومن بين الأسس والمظاهر نذكر:

  • الأسس التقنية: مكننة الفلاحة (آلة الحصاد، آلة الدرس …)، استعمال الأسمدة الكيماوية تحسين النسل.
  • الأسس التنظيمية: اعتماد نظام الدورات الزراعية، التخلي عن نظام إراحة الأرض، توظيف الرساميل والتجهيزات، توجيه الفلاحة نحو التخصص، ظهور التركيز ألفلاحي.
  • المظاهر: ارتفاع الإنتاج، ارتفاع المردودية، اتساع مساحة الأراضي الزراعية، تنوع الإنتاج.

أسس التحولات الصناعية والتعرف على بعض مظاهرها

أسس التحولات الصناعية
  • أدى التقدم العلمي والتقني إلى ظهور أدوات عمل جديدة، والى تقدم الصناعة الآلية وتراجع الصناعة اليدوية، فارتفع الإنتاج وانخفضت التكلفة وتضاعفت الأرباح.
  • تركيز الأنشطة الصناعية داخل المعامل، وابتكار أساليب جديدة في تنظيم العمل أهمها: الطايلورية (العمل المتسلسل)، والفوردية (العمل المتشابه).
  • تزايد حجم الاستثمارات في المجال الصناعي.
  • التنافس الحر بين المؤسسات الصناعية.
مظاهر التطور الصناعي
  • تزايد الإنتاج الصناعي خاصة في مجال النسيج والصناعات التعدينية
  • تقدم الصناعة الآلية وتراجع الصناعة اليدوية.
  • تطور إنتاج مصادر الطاقة من فحم ونفط وغاز طبيعي وطاقة مائية.
  • تطور الصادرات الصناعية وتزايد نسبة مساهمتها في الناتج الوطني الإجمالي.

تطور أسس النظام الرأسمالي خلال القرن 19م وركائز الرأسمالية المالية

مراحل تطور النظام الرأسمالي خلال القرن 19م

  • مرحلة الرأسمالية التجارية (1450ـ1750م): تميزت بتراكم الأموال عن طريق نهب ثروات العالم الجديد، وتطور المدن، وتزايد المعاملات النقدية، وظهور الأبناك والتبادل الحر.
  • مرحلة الرأسمالية الصناعية (1750 إلى أواخر القرن 19م): تميزت بالتطور العلمي والتقني، واكتشاف مصادر جديدة للطاقة، إضافة إلى الاستعمال المكثف للآلات، وظهور التركيز الرأسمالي والاحتكارات.
  • مرحلة الرأسمالية المالية (أواخر القرن 19م): تميزت بتطور وظيفة الأبناك نحو ميدان الاستثمار، وظهور أشكال جديدة من الشركات مجهولة الاسم، إضافة إلى تزايد تأثير البورصات في الاقتصاد، وظهور التركيز المالي (الهولدينغ)، مما جعل الأبناك تتحكم في النظام الرأسمالي.

تطور الرأسمالية المالية

فرض التقدم الصناعي والحاجة إلى تمويل المشاريع الكبرى تحولات في بنية ووظيفة الأبناك التقليدية ذات الطابع العائلي، فظهرت ابناك جديدة على غرار الشركات المجهولة الاسم، لم تقتصر وظيفتها على منح القروض للتجار وأرباب الصناعة بل أصبحت توظف جزأ من رأسمالها في النشاط الصناعي، فتحولت إلى مؤسسة بنكية رأسمالية صناعية، وبذلك أصبحت الصناعة خاضعة لهيمنة الأبناك.

التحولات الاجتماعية والفكرية التي واكبت تحولات الاقتصاد الرأسمالي

التحولات الاجتماعية

النمو الديموغرافي السريع: تضاعف عدد سكان الكثير من دول أوربا فيما بين 1801م و1901م فانجلترا مثلا تضاعف عدد سكانها أربع مرات (من 10.2 مليون نسمة إلى 38.7 مليون نسمة)، وسكان ألمانيا انتقلوا من 24.8 مليون نسمة إلى 56.3 مليون نسمة، ويرتبط هذا الانفجار الديموغرافي بتراجع نسبة الوفيات نتيجة تحسن الإنتاج ألفلاحي وتقدم الطب ووسائل الوقاية.

التمدين السريع: أدت مخلفات الثورتين الصناعية والفلاحية إلى تزايد سكان المدن وتراجع سكان البوادي.

خروج المرأة إلى العمل وتشغيل الأطفال، مما وفر يد عاملة رخيصة.

ظهور طبقتين اجتماعيتان متعارضتي الأهداف والمصالح، هما:

  • الطبقة البورجوازية: وهي طبقة اجتماعية ظهرت مع بداية العصر الحديث، غير أن ق 19م يعد عصرها الذهبي، فبفضل الثورة الصناعية تحولت البورجوازية إلى رأسمالية مسيطرة على وسائل الإنتاج، واغتنت على حساب شقاء الطبقة العاملة، وعاشت حياة بذخ وترف.
  • الطبقة العاملة (البروليتاريا): استعمل هذا الاسم لأول مرة سنة 1837م لتعيين الأشخاص الذين لا يملكون وسائل الإنتاج ويعيشون من بيع قوة عملهم في سوق الشغل مقابل اجر زهيد وفي ظروف لا إنسانية بسبب الاستغلال الرأسمالي.

التحولات الفكرية

إلى جانب المذهب الليبرالي الكلاسيكي المعبر عن مصالح البورجوازية، ظهرت خلال ق 19م مذاهب اشتراكية جندت نفسها للدفاع عن العمال، منها:

  • الاشتراكية الطوباوية: مذهب اشتراكي انتقد النظام الرأسمالي لأنه مبني على الاستغلال، ودعى إلى مجتمعات مثالية لا تعرف الاستغلال، أما الحلول المقترحة فمتعددة، نذكر منها: الدعوة إلى إنشاء التجمعات التعاونية، ومن أهم رواد هذا الاتجاه جوزيف برودون الذي تزعم مع الروسي باكونين التيار الفوضوي الذي ينادي بإلغاء مؤسسة الدولة دون تقديم حلول لتنظيم الإنتاج والحياة العامة.
  • الاشتراكية العلمية أو الثورية: مذهب اشتراكي ارتبط بكتابات كارل ماركس، ويعتمد التحليل الماركسي على المادية التاريخية التي تعتبر تاريخ المجتمعات تاريخ صراع طبقي بين المضطهدين الذين يملكون وسائل الإنتاج والمضطهدين المعدمين، وترى أن الثورة الصناعية أدت إلى تكاثر البروليتاريا التي تعاني من الاستغلال، وللقضاء على هذا الأخير لا بد من القضاء على النظام الرأسمالي عن طريق العنف الثوري، ومن تم تأسيس مجتمع شيوعي خال من الصراع الطبقي.

ظروف ظهور الحركة العمالية ونشوء التنظيم النقابي خلال القرن 19م

مظاهر استغلال الطبقة العاملة

  • الأجور الزهيدة وطول ساعات العمل.
  • تشغيل الأطفال والنساء في ظروف لا إنسانية.
  • انعدام التأمين ضد المرض وحوادث الشغل والتقاعد.
  • عدم التمتع بعطلة آخر الأسبوع.
  • أوضاع صحية وغذائية وسكنية مزرية .
  • التذمر من الأوضاع والرغبة في التغيير.

ظهور الحركات العمالية وميلاد التنظيمات النقابية

تكاثر الطبقة العاملة وتعرضها للاستغلال جعلها تتكتل في جمعيات ومنظمات نقابية خاضت عدة إضرابات ومواجهات دفاعا عن حقوقها المادية والمعنوية، ولقد لقيت دعم التيارات الاشتراكية مما مكنها من انتزاع عدة حقوق، أهمها:

  • حق تأسيس النقابات وخوض الإضرابات.
  • تخفيض ساعات العمل.
  • اعتبار العطلة الأسبوعية إجبارية.
  • وضع قوانين للحماية من حوادث الشغل والأمراض والمساعدات في حالات العجز والشيخوخة.
  • تخليد عيد الشغل في فاتح ماي من كل سنة ابتداء من 1890م.

مما أدى إلى تزايد انخراط العمال في العمل النقابي، والنتيجة تكاثر عدد النقابات والاتحادات العمالية.

خاتمة

رغم التطورات التي شهدها العالم الرأسمالي في القرن 19م، فإن أزماته الداخلية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ستؤدي إلى ميلاد فكر استعماري طرحته البورجوازية الأوربية كحل لمشاكلها الداخلية، وسيؤدي التنافس الاستعماري بين الدول الرأسمالية البورجوازية إلى اندلاع حرب عالمية مع مطلع القرن 20م دفعت ثمنها الشعوب الأوربية وشعوب المستعمرات.

شرح المصطلحات

  • التركيز الرأسمالي: اندماج عدة شركات في إطار شركة واحدة يتخذ شكلين عمودي أو أفقي.
  • التركيز العمودي: اندماج مؤسسات متشابهة الإنتاج للتخفيف من المنافسة.
  • التركيز الأفقي: اندماج مؤسسات متكاملة الإنتاج للتخفيف من الكلفة الإنتاجية.
  • الشركات المجهولة الاسم أو شركات الأسهم: عبارة عن شركات يملك فيها كل مساهم جزأ من رأس مالها في شكل أسهم، وتقسم الأرباح سنويا على حسب الأسهم التي يملكها كل مساهم.
  • الأممية: اتحاد عالمي للأحزاب الاشتراكية.

تحولات كبرى للعالم رأسمالي وانعكاساتها خلال القرنين 19م و20م – دروس التاريخ – الأولى باك علوم

المستوى: الأولى باك علوم رياضية والأولى باك علوم تجريبية

المادة : دروس التاريخ – التاريخ والجغرافيا

عنوان الدرس : التحولات الكبرى للعالم الرأسمالي وانعكاساتها خلال القرنين 19م و20م

تمهيد

ساهمت التحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والفكرية الناتجة عن الثورة الصناعية بأوربا في تطور النظام الرأسمالية، واشتد التنافس الاستعماري بين الدول الأوربية المصنعة مما أدى إلى قيام الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، وبعد 1945م انقسم العالم إلى معسكر غربي رأسمالي، ومعسكر شرقي اشتراكي، انتهى هذا الصراع بانهيار الاتحاد السوفياتي وقيام نظام عالمي جديد، ومن خلال هذه التحولات نستكشف الإطار الزمني والمكاني لبرنامج مادة التاريخ.

الإطار الزمني لبرنامج مادة التاريخ

يشمل البرنامج الفترة التاريخية خلال القرنين 19م و 20م، والتي تميزت بعدة أحداث مترابطة فيما بينها

عرفت الأنظمة الرأسمالية تطورات مهمة بعد ظهور الآلة البخارية التي أدت إلى تطور الصناعة ووسائل المواصلات، وكذا ازدهار المبادلات التجارية وتطور الأبناك مع ازدياد الحاجة للمواد الأولية والأسواق الاستهلاكية، فاشتد التنافس بين الدول الرأسمالية، مما أدى إلى ظهور الحركة الامبريالية، وقد نتج عن التنافس الامبريالي تصاعد التحالفات والتسابق نحو التسلح واستعمار عدة بلدان، مما أدى إلى قيام الحربين العالميتين اللتين انتهيتا بتقسيم العالم إلى معسكرين متصارعين رأسمالي غربي واشتراكي شرقي، هذا الأخير انهار بعد سقوط جدار برلين وزوال الاتحاد السوفياتي، فظهر قطب سياسي واحد بعد أن كانت الدول المُستعمرة قد حصلت على استقلالها.

الإطار الجغرافي للبرنامج

شهد التراب الأوربي معظم التحولات التي عرفها العالم الرأسمالي خلال القرنين  19م و 20م، فبأوربا ظهرت الثورة الصناعية ومنها انطلقت شرارة الحرب العالمية الأولى والثانية نظرا لارتباطها بأوربا، فقد تطور النظام الرأسمالي بالولايات المتحدة الأمريكية خلال القرن 19م التي تحولت إلى قطب رأسمالي عالمي وساهمت في انتصار الحلفاء خلال الحربين العالميتين، وفي دعم الاقتصاد الأوربي، أما اليابان فقد نهجت سياسة تحديثية ثم سعت إلى التوسع على حساب جيرانها، فتطورت اقتصاديا لكنها انهزمت عسكريا خلال الحرب العالمية الثانية، إلا أنها أصبحت بعد ذلك نموذجا للنجاح الرأسمالي في شرق آسيا.

إشكالية برنامج التاريخ وأسئلتها الفرعية

إشكالية البرنامج

شكلت التحولات العميقة التي عرفتها دول العالم الرأسمالي خلال القرن 19م في إطار الثورة الصناعية عاملا رئيسيا في تغيير بنيات التجمعات الأوربية، وبالتالي في خلخلة التوازنات القائمة داخل العالم الرأسمالي، واشتد التنافس بين الدول الرأسمالية مما أدى إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى خلال بداية القرن 20م، والذي عرف عدة تغيرات سياسية واقتصادية وتقنية واجتماعية، بالمقابل تعرض المغرب لضغوط استعمارية أفضت فرض معاهدة الحماية سنة 1912م فخضع للاحتلال الفرنسي والإسباني، ومن هنا نرى أن هذه التحولات تطبعها الشمولية (اقتصادية، سياسية، اجتماعية، فكرية)، والتعددية الجغرافية (دولية، إقليمية، وطنية)، أي ارتباط ما هو داخلي بما هو خارجي.

الأسئلة الفرعية لإشكالية البرنامج

  • ما هي مظاهر التحول التي عرفها العالم الرأسمالي خلال القرن 19م؟
  • رد هو ما فعل الشرق العربي والمغرب إزاء هذا التحول؟
  • ما هي مظاهر التحول في العالم الرأسمالي خلال القرن 20م؟

خاتمة

تعتبر فترة القرنين  19م و 20م غنية بالتحولات الكبرى التي أثرت في العالم المعاصر، ولا زالت تنعكس على حياة الساكنة العالمية.

Ads
Ads Ads Ads Ads
Ads