Ads Ads Ads Ads

درس الحرب العالمية الثانية (الأسباب والنتائج) – دروس التاريخ – التاريخ والجغرافيا – الأولى باك علوم

المستوى: الأولى باك علوم رياضية والأولى باك علوم تجريبية

المادة : دروس التاريخ – التاريخ والجغرافيا

عنوان الدرس :  أوروبا من نهاية الحرب العالمية الأولى إلى أزمة 1929م

تمهيد إشكالي

انطلقت الحرب العالمية الثانية مع الهجوم الألماني على بولونيا في فاتح شتنبر 1939م، ليتسع ذلك الخلاف بإعلان فرنسا وإنجلترا الحرب على ألمانيا، وقد تعددت أسباب ومراحل هذه الحرب التي انتهت بإلقاء قنبلتين ذريتين على اليابان.

  • فما هي أسباب هذه الحرب، ومراحلها؟
  • وما هي أبرز نتائجها؟

أسباب الحرب العالمية الثانية

الأسباب الغير مباشرة للحرب العالمية الثانية

  • الأزمة الاقتصادية وما خلفته من تدهور لاقتصاديات الدول الأوربية خاصة ألمانيا.
  • معاهدة فرساي بشروطها القاسية التي استهدفت إضعاف ألمانيا عسكريا.
  • خرق هتلر منذ وصوله إلى السلطة سنة 1933م لشروط فرساي (الرفع من عدد الجنود، اعتماد التجنيد الإجباري، تطوير العتاد الحربي…).
  • ضمه لعدة مناطق بأوربا: إقليم السار سنة 1936م، النمسا سنة 1938م (ضمن ما عرف بقضية الأنشلوس) والسوديت بتشيكوسلوفاكيا.
  • إقامته لتحالفات مع الديكتاتوريات (إيطاليا واليابان) منذ سنة 1937م لتنفيذ برنامج الحزب النازي (المجال الحيوي).
  • انسحاب الدول الثلاث من عصبة الأمم المتحدة.
  • التوسعات اليابانية في جنوب شرق آسيا (الصين).

ساهمت هذه الأحداث وخاصة التوسعات في التمهيد الغير المباشر للحرب العالمية الثانية.

الأسباب المباشرة للحرب العالمية الثانية

زيادة توتر العلاقة بين ألمانيا وفرنسا بعد عقد الأخيرة لتحالف عسكري مع الاتحاد السوفياتي والذي اعتبرته ألمانيا موجها ضدها، وبالتالي تصميم هتلر على استعادة عدة مناطق كانت قد انتزعت منه (رينانيا وممر دانتزيك ببولونيا المطل على بحر البلطيق) بدعوى أن أغلبية سكانه ألمان، لكن كان الهدف الأساسي والحقيقي هو الرغبة في الاستيلاء على بولونيا لضمان التزود بالمواد الغذائية وتوسيع المجال الحيوي في اتجاه الشرق (روسيا) الغني بالفحم، لينقض بذلك معاهدة عدم الاعتداء مع بولونيا سنة 1934م، ويعقد حلف الفولاذ مع إيطاليا سنة 1939م ويجتاح الأراضي البولونية لتعلن فرنسا وإنجلترا الحرب على ألمانيا.

تضافرت إذن العوامل الغير المباشرة مع المباشرة وأدت مجتمعة إلى اندلاع حرب عالمية ثانية، التي مرت من مرحلتين.

المراحل الكبرى للحرب العالمية الثانية

المرحلة الاولى ما بين  1939 و1942م

تميزت هذه المرحلة باعتماد الحرب الخاطفة (المباغتة)، وشملت جبهات عدة في آسيا وأوربا:

  • الهجوم الايطالي الألماني على فرنسا واكتساحها وتوقيعها الهدنة مع دول المحور.
  • شن هجوم جوي على المدن الإنجليزية بما فيها لندن دام ثلاثة أشهر نتج عنه خسائر بشرية ومادية، وأمام صمود الدفاع الإنجليز نقل هتلر نشاطه العسكري إلى الجبهة المتوسطية.
  • احتلال إيطاليا لألبانيا ويوغسلافيا واليونان ودخولها إلى مصر، لكن الإنجليز تمكنوا من طرد الإيطاليين منها رغم تركز الألمان في عدة مناطق من مصر.
  • الهجوم الألماني على الاتحاد السوفياتي وتدميرها للسلاح الجوي السوفيتي على الأرض (عملية بارباروسا)، ووصول الألمان إلى مشارف موسكو، وعجزها عن التقدم بسبب قساوة المناخ والمقاومة السوفيتية، وخلف هذا الهجوم خسائر مادية وبشرية كبيرة.
  • الهجوم الياباني على القواعد الأمريكية بالمحيط الهادي (بيرل هاربر  1941) وإعلان روزفلت الحرب على اليابان.

بفضل اعتماد ألمانيا أسلوب الحرب الخاطفة واستعمال دول المحور أسلحة جد متطورة جوا وبرا وبحرا حققت ألمانيا وحليفاتها انتصارات كبيرة خلال هذه المرحلة.

مميزات وتطورات الحرب العالمية الثانية في المرحلة الثانية

تميزت المرحلة الثانية من الحرب العالمية الثانية بشمولية الحرب لأراضي القارات الأربع، وبحار ومحيطات العالم خاصة بعد دخول الولايات المتحدة الأمريكية الحرب، ورغبة كل معسكر في الانتصار، وشملت الحرب أيضا جبهات عدة:

انتصار الحلفاء في معركة العلمين 1942م بمصر وتقدم القوات الانجليزية نحو طرابلس حيث إلتقت بجيوش الحلفاء القادمة من الدار البيضاء، وبالتالي طرد قوات المحور من ليبيا ومصر وتونس سنة 1943م.

انتصار المقاومة السوفييتية في ستالينغراد على ألمانيا وتحرير الجيش الأحمر للأراضي السوفييتية.

تشكيل التحالف الأكبر بين الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفياتي وإنجلترا، وشن هجوم على الألمان حررت بموجبه فرنسا واستلمت ألمانيا، فتم إعلان الحرب على اليابان.

كثفت الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفياتي هجومها على اليابان برا وبحرا وجوا ما بين 1944م و1945م نتج عنه هزائم متتالية لليابان وإغراق 4 حاملات طائرات يابانية، واستعاد الحلفاء عدة مناطق (غينيا الجديدة، الفلبين).

رفض اليابان الاستسلام بعد الإنذار الموجه لها من الولايات المتحدة فتم إلقاء قنبلتين ذريتين على هيروشيما في 6 غشت وناكازاكي في 9 غشت سنة 1945م ما أسفر عن استسلام اليابان.

كان استخدام القنبلة الذرية آخر فصل من فصول هذه الحرب، وقد ساهم التفوق اللوجستيكي الأمريكي والمقاومة السوفييتية في تغير الحرب لصالح الحلفاء لتنتهي الحرب مخلفة خسائر مادية وبشرية كبيرة.

خلفت الحرب نتائج بشرية ومادية وسياسية

النتائج المادية والبشرية للحرب العالمية الثانية

  • الخسائر البشرية: ارتفاع أعداد القتلى في صفوف المدنيين والعسكريين خاصة بالاتحاد السوفياتي، بولونيا، ألمانيا، يوغسلافيا، إيطاليا بسبب استعمال أسلحة متطورة، والنتيجة: نزيف ديموغرافي، وتراجع الساكنة النشيطة، وتدني نسبة الولادات والتأثير على الهرم العمري.
  • الخسائر المادية: تدمير المدن والبنيات التحتية الإنتاجية (المعامل، المزارع، الطرق …) بأوربا، والنتيجة: انخفاض الإنتاج وصرف إمكانات مالية كبيرة لإعادة إنشاء البنيات، وارتفاع تكلفة الحرب من الناتج الوطني الخام الإجمالي للدول الأوربية، مما أدى إلى ارتفاع مديونيتها باللجوء إلى الاقتراض، ارتفاع الأسعار، وتدني مستوى معيشة الساكنة.

اختلفت الآثار الاقتصادية والمادية بين البلدان المشاركة في الحرب بحيث في الوقت الذي تضررت فيه البلدان الأوربية التي دارت الحرب فوق أراضيها ودمرت بنياتها الإنتاجية والتحتية، استفادت خاصة الولايات المتحدة الأمريكية والبلدان المحايدة التي شغلت آلياتها الإنتاجية لتموين الحاجيات الحربية والغذائية للبلدان الأخرى، وقد أثرت الحرب العالمية الثانية على الأنشطة الاقتصادية للدول المتحاربة، حيث استنزفت مواردها الطاقية والمعدنية والفلاحية ما نتج عنه تزايد قوة الولايات المتحدة الأمريكية.

النتائج السياسية للحرب العالمية الثانية

أدت الحرب العالمية الثانية إلى تغيير موازين القوى على الصعيد العالمي، حيث عقد الحلفاء عدة مؤتمرات خلال وبعد الحرب العالمية الثانية للاتفاق على خريطة ما عالم بعد الحرب (مؤتمري يالطا وبوتسدام)، وكانت النتيجة تغير خريطة أوربا حيت توسعت مساحة عدة دول (الاتحاد السوفياتي، بولونيا، بلغاريا، فرنسا، ويوغسلافيا)، في حين فقدت أخرى أراضيها (اليابان، النمسا، وألمانيا).

تقسيم ألمانيا إلى أربع مناطق نفوذ خاضعة للدول الأربعة (إنجلترا، فرنسا، الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفياتي)، وبنفس الطريقة قسمت العاصمة برلين وفيينا.

ومن أجل تجاوز مخلفات الحرب أنشأت الدول العظمى أثناء عقد مؤتمر سان فرانسيسكو سنة 1945م هيأة الأمم المتحدة التي تشكلت من عدة أجهزة: كالجمعية العامة، ومجلس الأمن، ومحكمة العدل الدولية، بالإضافة إلى مؤسسات متخصصة: كمنظمة الصحة العالمية، ومنظمة الشغل الدولية، وصندوق النقد الدولي، حيث عوضت عصبة الأمم، وكان من أهدافها:

  • حفظ السلم الدولي وحل النزاعات التي تحل به لتفادي قيام حرب مماثلة.
  • تعزيز حقوق الأفراد بلا تمييز واحترام الحريات.
  • تحقيق التعاون الدولي لحل القضايا ذات الصبغة الاقتصادية والاجتماعية.

خاتمة

أدت الحرب العالمية الثانية إلى انقسام العالم إلى معسكرين مختلفين اقتصاديا وإيديولوجيا: الغربي الرأسمالي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية، والشرقي الاشتراكي بزعامة الإتحاد السوفياتي، وساد التوتر بين المعسكرين ضمن ما اصطلح عليه بالحرب الباردة حيث سعى كل معسكر إلى تكوين أحلاف عسكرية عبر العالم وتسابق خلالها الطرفان نحو التسلح.

درس أوروبا من نهاية الحرب العالمية الأولى إلى أزمة 1929م – دروس التاريخ – التاريخ والجغرافيا

المستوى: الأولى باك علوم رياضية والأولى باك علوم تجريبية

المادة : دروس التاريخ – التاريخ والجغرافيا

عنوان الدرس :  أوروبا من نهاية الحرب العالمية الأولى إلى أزمة 1929م

تمهيد إشكالي

أدى اشتداد التنافس الإمبريالي والأزمات التي ارتبطت به إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى التي نتجت عنها تحولات عميقة.

  • ما هي نتائج ومراحل هذه الحرب؟
  • ما التطورات التي عرفتها أوربا من نهاية الحرب إلى أزمة 1929م؟

مراحل الحرب العالمية الأولى ونتائجها

مرت الحرب العالمية الأولى بمرحلتين أساسيتين

المرحلة الأولى ما بين 1914 و1917م

تميزت بتفوق وانتصارات دول المحور بزعامة ألمانيا بفعل قوتها العسكرية البرية والبحرية (الدبابات، الطائرات الحربية، الغواصات، بنادق التكرار…)، كما استخدمت خلالها الثورة العربية الكبرى ضد الإمبراطورية العثمانية.

المرحلة الثانية ما بين 1917 و1918م

تميزت بانسحاب روسيا من الحرب بعد قيام الثورة البولشفية في مارس 1917م إثر هزائمها المتتالية، وتفاقم الأوضاع الداخلية، وبداية 1917م وسعت ألمانيا نطاق حرب غواصاتها لتشمل جميع السفن التجارية للدول المحايدة المتجهة إلى دول الوفاق بما فيها سفن الولايات المتحدة الأمريكية، ومع دخول هذه الأخيرة الحرب قلب الكفة لصالح الحلفاء الذين انتصروا باستعمال أسلحة جديدة كالدبابات والمدافع والطائرات والغازات السامة، فعقدت معاهدة بريست ليتوفسك سنة 1918م التي أقرت رسميا إنهاء الحرب على ألمانيا.

خلفت الحرب العالمية عدة نتائج

الخسائر البشرية

تسببت الحرب في خسائر بشرية كثيرة بسبب ارتفاع عدد القتلى (10مليون قتيل) وأعداد هائلة من المعطوبين والجرحى والمفقودين مما أدى إلى انتشار ظاهرة الشيخوخة وتراجع نسبة السكان النشطين.

النتائج الاقتصادية

خلفت الحرب خسائر اقتصادية جسيمة بعد تدمير البنيات الاقتصادية والاجتماعية (كالمعامل والمساكن والأراضي الفلاحية والطرق)، مما أدى إلى تراجع الإنتاج الفلاحي والصناعي، وانتشار الفقر والبطالة، وقد عاشت الدول المتحاربة أزمة مالية خانقة بسبب نفقات الحرب الباهضة، فازدادت مديونية الدول الأوربية بعد لجوئها للاقتراض من الخارج، كما ركزت بعض الدول على مستعمراتها لتنشيط اقتصادها، ومقابل التراجع الأوربي استفادت دول أخرى من الحرب كالولايات المتحدة الأمريكية واليابان.

النتائج السياسية

فككت الأنظمة الإمبراطورية القديمة، وسقطت الأسر الاقطاعية الحاكمة بها (روسيا، ألمانيا، النمسا المجر …)، كما تغيرت الحدود الترابية للقارة الأوربية بظهور دول جديدة، وقامت الثورة الروسية التي طبقت أول نظام اشتراكي، وعقد مؤتمر للصلح بقصر فرساي سنة 1919م الذي فرضت معاهداته شروطا قاسية على الدول المنهزمة، كما أنشئت عصبة الأمم لنشر السلم والتعاون انطلاقا من المبادئ 14 للرئيس الأمريكي ولسون.

يتضح من المعاهدات التي أعقبت هذه الحرب أن الدول التي فرضت عليها أكثر الشروط قسوة هي ألمانيا والنمسا–هنغاريا

التطورات بأوربا من نهاية الحرب العالمية الأولى إلى أزمة 1929م

التطورات السياسية بروسيا

تمكن البلاشفة بزعامة لينين بعد الإطاحة بالنظام القيصري (نيكولا الثاني) في مارس 1917م من الاستيلاء على السلطة في شهر أكتوبر من نفس السنة، وقد وضع البلاشفة برنامجا ثوريا تضمن الانسحاب من الحرب العالمية الأولى ومنع الملكية الخاصة وذلك بتأميم وسائل الإنتاج ممهدا لبناء مجتمع اشتراكي، وقد أدت قرارات لينين إلى ظهور معارضة داخلية تزعمتها الفئات المتضررة من الثورة كالملاكين الكبار وقادة الجيش بدعم من الدول الرأسمالية، مما أدى إلى اندلاع حرب أهلية بين جيش الثورة (الجيش الأحمر) والجيش الأبيض الذي كونته القوى المضادة غير أن التنظيم المحكم لزعماء الثورة وانعدام التنسيق بين القوات المناوئة عجل بالنصر النهائي للبلشفيين بعد حرب دامت  3سنوات، وترسيخ النظام الاشتراكي بروسيا، بعد القيام بعدة إجراأت: كشيوعية الحرب، ثم تطبيق السياسة الاقتصادية الجديدة.

وضعية بعض الدول الأوربية بعد الحرب العالمية الأولى

فرنسا

خرجت فرنسا ضعيفة من الحرب العالمية الأولى بسبب تضرر اقتصادها، فارتفعت أسعار المواد الغذائية والمواد المصنعة، وانتشر التضخم نتيجة اختلال التوازن بين العرض والطلب (بين كمية الإنتاج والكتلة النقدية)، ومن الناحية السياسية عمت الإضرابات والاحتجاجات النقابية، فواجهتها الدولة بالقمع خوفا من قيام ثورة شبيهة لما حدث بروسيا، كما أن الحكومة عاشت صعوبات لعدم تحقيق توافق سياسي بين أحزابها الوطنية، ورافق كل ذلك نهج سياسة صارمة اتجاه ألمانيا وتكثيف استغلال خيرات المستعمرات.

ألمانيا

عرفت ألمانيا بعد الحرب أزمة اقتصادية خانقة بعد تراجع الإنتاج الصناعي، وتزايد الدين الخارجي، وثقل تعويضات الحرب، مما أدى إلى موجة من الاحتجاجات كانت حكومة فيمار المنتخبة عاجزة عن مواجهتها خاصة بعد اندلاع ثورة الشيوعيين (السبارطاكيين)، وقد هيأت الأزمة الاقتصادية والسياسية بألمانيا الظروف لبروز الحزب النازي بزعامة هتلر الذي مهد لتصاعد التطرف السياسي، فاستطاع الفوز في انتخابات سنة 1933م والجمع بين كل السلطات سنة 1934م.

إيطاليا

بالإضافة إلى الأزمة السياسية عرفت إيطاليا تراجع الإنتاج الصناعي، وازدياد الدين الخارجي، مما أدى إلى تراجع قيمة العملة (الليرة)، وانخفاض الأجور وتدهور القدرة الشرائية للمواطنين، فانتشر السخط الاجتماعي مما عزز مكانة الحزب الفاشي بزعامة موسيليني الذي استطاع الوصول لرئاسة الوزراء سنة 1922م، ووضع دعائم الديكتاتورية الفاشية.

انعكاسات أزمة  1929على الأوضاع بأوربا

انطلقت أزمة اقتصادية كبرى من بورصة وول ستريت في نيويورك بانهيار مفاجئ لأسعار الأسهم يوم الخميس 24 أكتوبر 1929م (الخميس الأسود)، بعد اختلال العرض والطلب في بيع الأسهم، مما أدى إلى إفلاس المضاربين والمساهمين والبنوك، ونظرا لارتباط الميدان المالي بباقي القطاعات الاقتصادية (الفلاحة، والصناعة، والتجارة) فقد انتقلت إليها الأزمة، فانتقلت الأزمة من الولايات المتحدة الأمريكية إلى باقي البلدان الرأسمالية المرتبطة بها وعلى رأسها إلى أوربا وخاصة ألمانيا، النمسا، انجلترا فرنسا واليابان … نظرا لارتباطها الوثيق مع الولايات المتحدة الأمريكية، بسبب:

  • سحب أمريكا لرساميلها وقروضها.
  • نهج الدول سياسة الحمائية تجاه المنتجات الأجنبية (تضرر اليابان).
  • توقف الإعانات والمساعدات المقدمة لبعض الدول بعد الحرب (للنمسا وألمانيا).
  • وقد تعددت نتائج الأزمة الاقتصادية بأوربا، منها:
  • تكدس الإنتاج وانخفاض الأسعار.
  • إفلاس المقاولات والشركات والمصانع.
  • تراجع قيمة الصادرات وعجز في الميزان التجاري.
  • تسريح العمال لخفظ الإنتاج.
  • ارتفاع أعداد العاطلين وانخفاض القدرة الشرائية، ما نتج عنه تنظيم مسيرات نحو المدن الكبرى تحولت إلى إضرابات ومظاهرات دموية.
  • توطيد الأنظمة الديكتاتورية الفاشية والنازية لسلطتها في إيطاليا وألمانيا.

ونظرا للارتباط الوثيق لغالبية دول العالم مع أوربا كمستعمرات فإن الأزمة انتقلت إليها كنتيجة حتمية لتشمل الأزمة كل العالم.

خاتمة

ساهمت مخلفات الحرب العالمية الأولى ونتائج الأزمة الاقتصادية العالمية في حدوث تحولات كبرى بأوربا أضعفت الأنظمة الديمقراطية وسهلت وصول الديكتاتوريات للحكم ممهدة لاندلاع حرب عالمية ثانية.

شرح المصطلحات

  • نيقولا الثاني: آخر إمبراطور لروسيا القيصرية، تم الإطاحة بحكمه بعد ثورة العمال والجيش في مارس 1917م.
  • لينين: واسمه الحقيقي فلاديمير اليتش اوليانوف زعيم الثورة البولشفية.
  • موسوليني: زعيم ايطالي عينه ملك ايطاليا على رأس الحكومة سنة 1922م، أقام نظاما ديكتاتوريا بعد أن جمع جميع السلطات بيده بداية الثلاثينات.
  • جمهورية فيمار: جمهورية ديمقراطية قامت بألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى سنة 1919م.

العالم العربي – مشكل الماء وظاهرة التصحر – دروس الجغرافيا – تاريخ وجغرافيا – الأولى باك علوم

المستوى: الأولى باك علوم رياضية والأولى باك علوم تجريبية

المادة : دروس الجغرافيا – التاريخ والجغرافيا

عنوان الدرس : العالم العربي – مشكل الماء وظاهرة التصحر

تمهيد إشكالي

تواجه العالم العربي مجموعة من التحديات من أهمها مشكل الماء وفقدان الأراضي الزراعية بسبب ظاهرة التصحر، بالإضافة إلى مشكل التلوث، ومن المنتظر أن تزداد حدة هذه المشاكل مستقبلا.

  • فكيف تتوزع الموارد المائية بالعالم العربي؟
  • وأين تتجلى مظاهر وأبعاد أزمة الماء؟
  • وما هي مظاهر التصحر وتحدياته في العالم العربي؟
  • وما هي التدابير المتخذة لمواجهة هذه الظاهرة؟

توزيع الموارد المائية في العالم العربي ومظاهر الخصاص المائي

توزيع الموارد المائية في العالم العربي وعوامله

تعتبر التساقطات أهم مصدر للمياه في العالم العربي (%82) مقارنة مع المياه السطحية (%16.1) والجوفية (%1.5) وغيرها من المصادر الأخرى (%0.3)، ويختلف توزيع الموارد المائية حسب الأقاليم حيث تتركز %53.11 منها ببلدان النيل والقرن الإفريقي، و%31.29 ببلاد الشام والعراق، و%13.05 ببلدان المغرب العربي، وفي المرتبة الأخيرة تأتي شبه الجزيرة العربية ب%2.51، كما يختلف التوزيع حسب الدول، فإذا استثنينا العراق والسودان ومصر التي تستفيد من التزويد الخارجي، فإن باقي دول العالم العربي تعاني من قلة الماء، إما بسبب صغر المساحة أو قحولة المناخ.

بعض مظاهر الخصاص المائي بالعالم العربي

يعد العالم العربي من أفقر مناطق العالم على مستوى المياه رغم توفره على %10.2 من مساحة العالم، و%5 من سكانه، وتتجلى مظاهر الخصاص المائي بالعالم العربي في:

  • عدم توفره سوى على %0.5 من مجموع المياه المتجددة في العالم.
  • ضعف متوسط نصيب الفرد من المياه ( 1000م³) مقارنة بالمتوسط العالمي ( 7700م³)، بل إن هناك بعض الدول التي ينخفض فيها إلى اقل من 500م³ سنويا خاصة بشبه الجزيرة العربية.

ويمكن تقسيم دول العالم العربي حسب وضعيتها المائية إلى ثلاث مجموعات:

  • المجموعة الأولى: تتكون من الدول في وضعية جيدة ، لأن نصيب الفرد من الماء يفوق 2000م³ في السنة، وهي العراق والسودان وموريتانيا.
  • المجموعة الثانية: تضم الدول في وضعية متوسطة، لأن نصيب الفرد فيها يتراوح بين  1000 و2000م³ في السنة، وهي جزر القمر ولبنان والصومال والمغرب ومصر.
  • المجموعة الثالثة: تضم باقي الدول العربية التي هي في وضعية صعبة وخصاص مائي، لأن نصيب الفرد يقل عن 1000م³ في السنة، وهي أقطار شبه الجزيرة العربية والخليج العربي إضافة إلى الجزائر وتونس.

الأبعاد الديموغرافية والاقتصادية والإستراتيجية لمشكل الماء في العالم العربي

البعدان الديموغرافي والاقتصادي لمشكل الماء بالعالم العربي

يعد التطور السريع للسكان في العالم العربي من بين العوامل التي ساهمت ومازالت تساهم في تراجع حصة الفرد من الماء مما يهدد بخصاص مائي خطير في المستقبل، ويؤكد ذلك تطور الوضع المائي بهذه الأقطار ما بين 1950 و1990م، والذي انخفضت فيه حصة الفرد بشكل خطير من 4183م³ إلى 1303م³، ومن المتوقع أن تستمر في الانخفاض حسب توقعات 2025م لتصل إلى 553.8م³، كما أن تطور الأنشطة الاقتصادية بهذه البلدان يساهم في الرفع من استهلاك الموارد المائية، حيث تستحوذ الفلاحة على %88.6 متبوعة بالاستهلاك المنزلي %6.4، فالصناعة %5، وتؤكد التوقعات المستقبلية أن ضغط هذه القطاعات سيؤدي إلى تزايد الطلب على الماء خصوصا بالمدن الكبرى التي تعرف ضغطا سكانيا.

البعد الاستراتيجي لمشكل الماء في العالم العربي

يتجسد هذا البعد بوضوح في منطقة الشرق الأوسط التي بدأت تظهر بها معالم أزمة مائية بسبب القحولة وعدم كفاية الأراضي الزراعية، ويتضح هذا الوضع في السياسة التي ينتهجها الكيان الإسرائيلي في الاستحواذ على مياه المنطقة، بالإضافة إلى الأزمات الكبرى الأخرى حول تقاسم المياه، فهناك:

  • مشكل تقاسم مياه حوض النيل بين مصر والسودان وأثيوبيا.
  • مشكل توزيع مياه نهري دجلة والفرات بين العراق وسوريا وتركيا.
  • مشكل توزيع مياه نهر الأردن بين سوريا والأردن ولبنان والكيان الصهيوني.

هذا الوضع يطرح فكرة إعادة رسم الحدود مستقبلا بين دول المنطقة على الموارد المائية.

مظاهر التصحر بالعالم العربي وأبعادها الخطيرة

مظاهر وعوامل ظاهرة التصحر عالميا

التصحر هو تدهور الأراضي الزراعية، حيث تفقد خصوبتها وقدرتها على الإنتاج بيولوجيا واقتصاديا، بسبب القحولة والجفاف، وهي ظاهرة تهم المناطق الجافة وشبه الجافة والمناطق المدارية شبه الرطبة، ومن بين مظاهر التصحر وأخطاره، هناك:

  • نضوب المياه من خلال جفاف العيون والأنهار والآبار.
  • الترمل والإقحال وتدهور الغطاء النباتي.
  • تراجع خصوبة التربة بسبب فقدانها للعناصر المعدنية والعضوية.
  • تملح التربة، أي تزايد نسبة الملوحة بها.

ومن أسباب تزايد حدة هذه الظاهرة نجد:

  • أسباب طبيعية: تتلخص في التغيرات المناخية وتنامي ظاهرة الإقحال المناخي ومختلف عوامل التعرية.
  • أسباب بشرية: يمكن تلخيصها في مجمل الأنشطة البشرية التي تتسم بالاستغلال المفرط للأرض.

وتتضح خطورة التصحر وانعكاساته السلبية على الإنسان في:

  • تراجع مساحة الأراضي الصالحة للزراعة وحصة الفرد من المياه.
  • عدم قدرة التربة على التجدد والإخصاب والعطاء.

مظاهر التصحر بالعالم العربي

من مظاهر التصحر في العالم العربي نجد:

  • 35.7 مليون هكتار من الأراضي الزراعية بالعالم العربي واقعة تحت تأثير التصحر، وهو ما يعادل %18 من مجموع المساحة الصالحة للزراعة، وتتضح هذه الظاهرة خاصة بالمناطق الموجودة على أطراف الصحراء الإفريقية الكبرى.
  • %68.4 من الأراضي العربية متصحرة، و%20 مهددة بالتصحر بينما لا تتعدى الأراضي غير المتصحرة %11.6 من مجموع مساحة المنطقة العربية.
  • هناك دول بكاملها تعتبر أراضي متصحرة، مثل البحرين والكويت والإمارات وقطر، بينما هناك 10 دول تتراوح فيها نسبة الأراضي المتصحرة ما بين %60 و%98 مثل مصر وجيبوتي والسعودية والجزائر والأردن واليمن والمغرب، كما أن هناك دول مثل الصومال وسوريا والعراق أكثر من %50 من أراضيها مهددة بالتصحر.

التدابير والجهود المبذولة لمواجهة ظاهرة التصحر بالعالم العربي

لمكافحة التصحر بالعالم العربي تم اتخاذ مجموعة من التدابير، فعلى:

  • المستوى التقني: بدأت العناية بالتشجير (مشروع إنشاء الحزام الأخضر)، وتثبيت الرمال المتحركة، وحماية التربة من التعرية، وبناء المصدات الترابية والنباتية والجدارية، إضافة إلى الزراعة حسب منحنيات التسوية، والعمل بنظام الدورة الزراعية.
  • المستوى الاقتصادي: تمت صيانة الإنتاج في المراعي والزراعة البورية والمسقية، ووضع خطط وطنية لمحاربة التصحر في إطار مشروع التنمية البشرية.
  • المستوى الاجتماعي: التركيز على محاربة الفقر وتحسين المستوى المعيشي للسكان بالمناطق الجافة، ومكافحة الأمية والجهل ونشر الوعي بخطورة التصحر.
  • المستوى الدولي والإقليمي: مصادقة الدول العربية على الاتفاقية الدولية لمكافحة التصحر، وإنشاء المركز العربي لدراسة المناطق الجافة والأراضي القاحلة.

خاتمة

إذا كانت المنطقة العربية تعاني من خصاص في الموارد المائية وتواجه ظاهرة من أخطر الظواهر الطبيعية، فإنها في المقابل تتوفر على ثروات طبيعية مهمة مثل البترول، غير أنها تتوزع بشكل غير منتظم بين دول المنطقة، كما أنها لا تستغل بشكل جيد لتنمية المنطقة اقتصاديا واجتماعيا.

Ads
Ads Ads Ads Ads
Ads