Ads Ads Ads Ads

الشطر الخامس من سورة يوسف – من الآية 77 إلى الآية 93 – مدخل التزكية (القرآن الكريم) – التربية الإسلامية

المستوى: الأولى باكالوريا علوم والأولى باكالوريا اداب وعلوم انسانية

المادة : مدخل التزكية (القرآن الكريم) – التربية الإسلامية

عنوان الدرس : الشطر الخامس من سورة يوسف – من الآية 77 إلى الآية 93

الوضعية المشكلة

آذى إخوة يوسف عليه السلام ومكروا به وأبعدوه عن أبيه وأرضه.

  • فكيف سيقابل يوسف عليه السلام تلك الإساءة؟

بين يدي الآيات

قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:﴿قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ ۝ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ۝ فَإِن قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلاَّ مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ إِنَّا إِذًا لَّظَالِمُونَ ۝ فَلَمَّا اسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ خَلَصُواْ نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُواْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقًا مِّنَ اللَّهِ وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّىَ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ۝ ارْجِعُواْ إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُواْ يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ ۝ وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ۝ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ۝ وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ۝ قَالُواْ تَاللَّه تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ ۝ قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ۝ يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ۝ فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ ۝ قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ ۝ قَالُواْ قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنَّ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ۝ قَالُواْ تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ ۝ قَالَ لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ۝ اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ﴾.[سورة يوسف، من الآية: 77 إلى الآية: 93]

نشاط الفهم وشرح المفردات

شرح المفردات والعبارات

  • فأسرها يوسف في نفسه: أضمرها في نفسه ولم يظهرها لهم.
  • متاعنا: صواع الملك، وهو إناء من فضة أو ذهب يكال به الطعام.
  • عنده: تحرز من نسب السرقة لأخ يوسف عليه السلام.
  • فلما استيأسوا: أي يئسوا منه ورأوا شدته في الأمر.
  • خلصوا نجيا: خلا بعضهم ببعض، أي انفردوا عن الناس يتناجون فيما بينهم.
  • فلن أبرح الأرض: لا أخرج من أرض مصر.
  • أو يحكم الله لي: يقضي.
  • واسأل القرية: اسأل أهل القرية.
  • العير: القافلة.
  • سولت: زينت.
  • تولى عنهم: أعرض عنهم وسكت.
  • يا أسفي: يا حسرتي.
  • كظيم: يردد حزنه في جوفه ولا يتكلم بسوء.
  • تفتأ تذكر يوسف: لا تفارق ذكره.
  • حرضا: ضعيف الجسم والعقل.
  • بثي: البث هو شدة الحزن.
  • وأعلم من الله ما لا تعلمون: علمه عليه السلام بصدق رؤيا يوسف عليه السلام وبتحققها.
  • تحسسوا من يوسف وأخيه: التمسوا أخبارهما.
  • روح الله: فرجه ورحمته وإحسانه.
  • مسنا وأهلنا الضر: شدة القحط والجذب والجوع.
  • بضاعة مجزاة: غير نافقة لا تبلغ ما كان يشترى به منك.
  • إذ أنتم جاهلون: بما اقترفتم من معاصي بكيدكم لأخيكم فالعاصي جاهل.
  • لا تثريب عليكم: لا تأنيب لكم ،أي لكم الصفح والعفو.

المعاني الجزئية للشطر القرآني

المقطع الأول: الآية 77

تنصل الإخوة من أخيهم واتهامهم يوسف عليه السلام بالسرقة في صغره تبرئة لأنفسهم وإخفاء لشرهم، فلم يقابلهم يوسف عليهم السلام بما يكرهون وكظم غضبه.

المقطع الثاني: الآيتان 78 – 79

محاولة الإخوة إقناع يوسف عليه السلام بتسليمهم أخاهم.

المقطع الثالث: الآيات 80 – 82

تشاور الإخوة في أمرهم واتفاقهم على ما يدفعون به عند يعقوب عليه السلام.

المقطع الرابع: الآيات 83 – 87

صبر يعقوب عليه السلام وكظمه لغضبه ثقة بربه بتحقق رؤيا يوسف عليه السلام، وتوجيهه لأبنائه.

المقطع الخامس: الآيات 88 – 91

تعرف الإخوة على يوسف عليه السلام واعترافهم بفضله ومكانته وبذنبهم.

المقطع السادس: الآيتان 92 – 93

تجاوز يوسف عليه السلام عن إخوته وإرسال قميصه لأبيه.

الدروس والعبر المستفادة من الآيات

  • الاستعانة على قضاء الحوائج بالسر والكتمان أصل من أصول الأخلاق الشرعية.
  • التقيد بأحكام العدل.
  • اللجوء لله تعالى وحده في بث الشكوى قاعدة عقدية جليلة.
  • اجتناب اليأس من رحمة الله تعالى لأنه صفة الكافرين.
  • كظم الغضب من الحكمة.
  • العفو عند المقدرة من خصال الكرام.
  • أهمية التشاور قبل اتخاذ القرارات.
  • جواز اعتماد الحيلة لنصرة الحق.

الشطر الرابع من سورة يوسف – من الآية 58 إلى الآية 76 – مدخل التزكية (القرآن الكريم) – التربية الإسلامية

المستوى: الأولى باكالوريا علوم والأولى باكالوريا اداب وعلوم انسانية

المادة : مدخل التزكية (القرآن الكريم) – التربية الإسلامية

عنوان الدرس : الشطر الرابع من سورة يوسف – من الآية 58 إلى الآية 76

الوضعية المشكلة

تطرقنا في الجزء الثالث إلى تفسير الرؤيا التي استعصت على حاشية الملك، مما جعل الساقي يستأذن للذهاب ليوسف في السجن ليلتمس منه تأويل الرؤيا، والتي كانت اختبارا عما سيصيب مصر من القحط، الأمر الذي استدعى العفو عن يوسف مع إثبات براءته، وتنصيبه على الخزائن لإنقاذ الناس من المجاعة.

  • فما هي القوانين التي وضعها يوسف عليه السلام لتجاوز هذه المحنة؟
  • وهل تجاوز الجفاف أرض مصر؟
  • وما السبل التي اعتمدها يوسف عليه السلام لاقناع إخوته بمبتغاه؟
  • وما الميثاق الذي عقده إخوة يوسف على عاتقهم مع أبيهم؟
  • وما المكيدة التي دبرها يوسف لإبقاء أخيه بجانبه؟
  • وأي شريعة طبقها سيدنا يوسف على السارق؟

بين يدي الآيات

قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:﴿ وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ ۝ وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ ۝ فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ ۝ قَالُواْ سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ ۝ وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ۝ ثُمَّ فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُواْ يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ۝ قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ۝ وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ ۝ قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِّنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ ۝ وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ۝ وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ۝ وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَاْ أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ۝ فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ ۝ قَالُواْ وَأَقْبَلُواْ عَلَيْهِم مَّاذَا تَفْقِدُونَ ۝ قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَن جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ ۝ قَالُواْ تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُم مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ ۝ قَالُواْ فَمَا جَزَاؤُهُ إِن كُنتُمْ كَاذِبِينَ ۝  قَالُواْ جَزَاؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ۝ فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاء أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاء أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾.[سورة يوسف، من الآية: 58 إلى الآية: 76]

نشاط الفهم وشرح المفردات

شرح المفردات والعبارات

  • جهزهم بجهازهم: زودهم بما يحتاجونه في سفرهم.
  • أُوفي الكيل: أزيد في الميزان ولا أنقص.
  • نرواد: نطلب بإلحاح.
  • بضاعتهم: دراهمهم التي اشتروا بها الطعام.
  • رحالهم: أوعيتهم التي يضعون فيها الطعام.
  • نمير أهلنا: نجلب لأهلنا الطعام.
  • موثقا: عهدا مؤكدا.
  • يحاط بكم: تهلكوا جميعا.
  • لا تبتئس: لا تحزن.
  • السِّقاية: إناء من ذهب يسقى به ويكال.
  • أذن مؤذن: نادى مناد.
  • العير: القافلة.
  • صواع الملك: مكيال الملك.
  • دين الملك: قانون الملك وشريعته.
  • كدنا ليوسف: علمناه الإحتيال في أخذ أخيه.

المعنى الإجمالي الشطر القرآني

يستخلص من هذا الجزء المنحة الإلهية لنبيه، بتمكينه في الأرض جزاء على إحسانه، ليبدأ طور جديد في الكدح لانقاد مصر والشعوب المجاورة من المجاعة، فداع صيته لعدالته وأمانته وحسن تسييره وتدبيره المحكم في التنظيم وتوزيع المؤن، مما جعل إخوته يلجؤون إليه لطلب المعونة وهم له منكرون، الأمر الذي دفعه إلى إغرائهم، والتفاوض معهم من أجل إحضار أخيه من أمه، وبالتالي إذعان سيدنا يعقوب لرغبة بنيه لحكمة مما علمه الله لا لغرته، وحثه لهم بالتوكل على الله.

المعاني الجزئية للشطر القرآني

المقطع الأول: الآيات 58 – 63

قدوم إخوة يوسف لمصر طلبا للطعام، واشتراط يوسف إحضار أخيهم الأصغر إن أرادوا الطعام مرة أخرى..

المقطع الثاني: من الآيات 64 – 68

إلحاح الإخوة على أبيهم اصطحاب أخيهم الأصغر إلى مصر، واشتراط يعقوب عليه إعطاءه عهدا موثقا بحفظه، ليوصيهم بألا يدخلوا مصر من باب واحد خوفا عليهم من الحسد لما كانوا عليه من جمال وهيبة.

المقطع الثالث: الآيات 69 – 76

حرص يوسف عليه السلام على إبقاء أخيه الأصغر بتدبيره لحيلة بوحي من الله تعالى.

الدروس والعبر المستفادة من الآيات:

  • وجوب العفو عند المقدرة.
  • إكرام نزل الضيف.
  • قضاء حاجة المحتاج ولو أساء إليك.
  • جواز استعمال الحيلة للوصول إلى المطلوب إذا كان مشروعا.
  • حرص الآباء على الأبناء، وحسن رعايتهم، وتقديم النصح لهم.
  • يرفع الله من يشاء من عباده درجات في العلم.
  • وجوب الاحتراز توقيا من العين، دون الإيمان بأنه سيغني عن قدر الخالق.
  • التفويض لأمر الخالق ومراعاة الأخذ بالأسباب المعتبرة في هذا العالم.
  • الحذر لا ينجي من القدر.
  • التصديق بمنحة المنن بعد المحن والعزة بعد الذل والغنى بعد الفقر.

الشطر الثالث من سورة يوسف – من الآية 43 إلى الآية 57 – مدخل التزكية (القرآن الكريم) – التربية الإسلامية

المستوى: الأولى باكالوريا علوم والأولى باكالوريا اداب وعلوم انسانية

المادة : مدخل التزكية (القرآن الكريم) – التربية الإسلامية

عنوان الدرس : الشطر الثالث من سورة يوسف – من الآية 43 إلى الآية 57

الوضعية المشكلة

تطرقنا في الشطر  الثاني من سورة يوسف لمحنة سيدنا يوسف عليه السلام مع زوج العزيز وكيد النسوة له، وكيف تولاه الله بالرعاية فاستجاب لدعوته لكي لا يضعف أمام مراودة زوج العزيز، ليلبث في السجن بضع سنين.

  • فما المحنة الأخرى التي سيمر بها؟
  • وماذا كان يفعل داخل السجن؟
  • وهل فعل الصواب بطلبه من صاحبه بتذكير عزيز مصر به؟
  • وما السر الرباني من بقائه في السجن؟
  • وكيف كان سبب خروجه؟
  • وما جزاء المحسن من الله ومن الملك؟
  • وما العلم الذي أتاه الله؟

بين يدي الآيات

قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:﴿وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ ۝ قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلامِ بِعَالِمِينَ ۝ وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَاْ أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ ۝ يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ ۝ ققَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ ۝ ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ ۝ ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ۝ وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ الَّلاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ ۝ قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ۝ ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ۝ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ ۝ وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ ۝ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ۝ وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ۝ وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ﴾.[سورة يوسف، من الآية: 43 إلى الآية: 57]

نشاط الفهم وشرح المفردات

شرح المفردات والعبارات

  • الصديق: من الصدق وهي صفة يوسف عليه السلام.
  • سبع عجاف: بقرات ضعاف نحاف.
  • أضغاث أحلام: أحلام مختلطة لا تفسير لها.
  • حصحص الحق: ظهر وانكشف.
  • لم أخنه بالغيب: لم أخنه مع زوجته في غيبته.

المعنى الإجمالي الشطر القرآني

يستخلص من هذا الجزء عناية الخالق بنبيه وتخليصه مرة أخرى من محنته وجعل رؤيا الملك سببا في جلاء براءته وإشراقتها في أرجاء القصر مما زاده تعظيما في عيني الملك لينصبه على خزائن الأرض، ليطبق بذلك علم التخطيط والتدبير لينقد مصر والشعوب المجاورة من المجاعة.

المعاني الجزئية للشطر القرآني

المقطع الأول: الآيتان 43 – 44

دعوة الملك مستشاريه وخدمه إلى تفسير رؤياه المزعجة، وبعد عجزهم عن تفسيرها اعتبروها أضغاث أحلام.

المقطع الثاني: الآيات 45  – 49

تفسير يوسف عليه السلام لرؤيا الملك من السجن دون شرط بعد أن تذكره السجين الذي نجا من الإعدام.

المقطع الثالث: الآيات 50 – 53

اشتراط يوسف عليه السلام لقبول دعوة الملك الخروج من السجن التحقيق في شأن النسوة لإثبات براءته، وهو ما أكدته امرأة العزيز حين اعترفت بذنبها واستغفرت ربها.

المقطع الرابع: الآيات 54 – 57

براءة يوسف عليه السلام وتمكين الله له بتولي خزائن مصر لما فيه من صفات الحفظ والعلم.

الدروس والعبر المستفادة من الآيات

  • الاستغاثة والاستعانة لا ينبغي أن تكون إلا برب العالمين.
  • على المؤمن أن يتجمل ويصبر على ما يلاقيه من أذى وفتن وتهم في سبيل دينه ودعوته، حتى ينصره الله ويظهر براءته أمام الملأ.
  • لا يجوز للمؤمن مهما كان تقيا نقيا أن يزكي نفسه، فنفس أي إنسان معرضة للفتنة وللمعصية إلا إذا رحم الله عز وجل هذه النفس، فيزكيها ويطهرها ويحفظها.
  • الإسلام يرفض التواكل ويدعو إلى استخدام أدق الأساليب وأرقاها في الإنتاج والتدبير.
  • التخطيط في التصور الإسلامي يعني التفكير الجاد لتدبير المشاريع المستقبلية واتخاذ كل الأسباب المشروعة لتحقيقه مع التوكل على الله.
  • تعبير الرؤى علم نابع من صفاء الروح وقوة الفراسة اختص الله به يوسف عليه السلام.
  • الثبات على الموقف حتى يتحقق الإنصاف يحقق الرفعة والمكانة العالية.
Ads
Ads Ads Ads Ads
Ads