Ads Ads Ads Ads

حق الله: الوفاء بالأمانة والمسؤولية – ملخص الدرس – مدخل القسط – التربية الإسلامية – الأولى باك

المستوى: الأولى باكالوريا علوم والأولى باكالوريا اداب وعلوم انسانية

المادة : مدخل القسط – التربية الإسلامية

عنوان الدرس : حق الله: الوفاء بالأمانة والمسؤولية – ملخص الدرس

ميزة الحقوق في الإسلام

إن الحقوق في الإسلام متنوعة منها: حق الله وحق النفس وحق الغير. والقيام بهذه الحقوق يعد عبادة وقربة الى الله، وهي في الحقيقة كلها حقوق لله تعالى عز وجل، ففي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: «إن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه» [رواه البخاري] ومنشأ هذه الحقوق هو الله عز وجل وهو الضامن لها القائل: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام/162].

الوفاء بالأمانة والمسؤولية: المفهوم والتجليات

تحديد المفاهيم

  • الوفاء: هو المحافظة على العهد وحفظ الأمانة وعدم تضييعها.
  • الأمانة: هي إدراك قوي من الإنسان بمسؤوليته الكاملة أمام الله في كل أمر يوكل إليه من قول أو فعل.
  • المسؤولية: هي تحمل الشخص نتيجة التزاماته وقراراته واختياراته العملية من الناحية الإيجابية والسلبية أمام الله أولا، وأمام ضميره ثانيا، وأمام مجتمعه ثالثا.

فالوفاء بالأمانة والمسؤولية يعد واجبا شرعيا واجتماعيا، وعلامة من علامات الإيمان، والتقصير في أدائهما يعد خيانة، وعلامة من علامات النفاق. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له» [رواه أحمد في مسنده] ويقول أيضا: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث وكذب، وإذا وعد وأخلف، وإذا أؤتمن خان» [رواه البخاري ومسلم].

مظاهر الأمانة وتجلياتها

مما يجب أن تتجلى فيه الأمانة مايلي:

  • حفظ ممتلكات الناس الى حين استردادها
  • النصح للأمة وتبليغ الرسالة وهي أمانة الأنبياء والعلماء
  • وضع الشخص المناسب في المكان المناسب دون محسوبية ولا زبونية
  • العدل بين الناس والحكم بينهم بالقسط
  • حفظ الأسرار والقيام بالمهام والوظائف على الوجه المطلوب
  • أداء الشعائر التعبدية في أوقاتها ووفق المنهج النبوي
  • حفظ الوقت وعد تضييعه في ما لا فائدة منه
  • تجنب الغش المادي والمعنوي
  • الحرص على طلب العلم والتواضع للمعلمين والأساتذة والشيوخ…

أنواع المسؤولية

  • المسؤولية الدينية: وهي التزام الإنسان بأوامر الله ونواهيه وقبول العقوبة في حال مخالفتها
  • المسؤولية الاجتماعية: وتعني التزام الإنسان بقوانين المجتمع ونظمه وتقاليده
  • المسؤولية الأخلاقية: وهي حالة تمنح الإنسان القدرة على تحمل تبعات أعماله وأثارها

الوفاء بالأمانة والمسؤولية أساس نشر الثقة وشرط نماء المجتمع وصلاحه

الوفاء بالأمانة والمسؤولية عامل أساس في نشر الثقة والأمن بين الناس، أمينهم وخائنهم، قال صلى الله عليه وسلم: «أد الأمانة الى من ائتمنك ولا تخن من خانك» [رواه الترمذي].

الوفاء بالأمانة والمسؤولية يورث صاحبه الشعور بالطمأنينة والسكينة، ويكسبه ثقة الناس واعتزازهم به.

الوفاء بالأمانة والمسؤولية يسهم في استقرار المعاملات بين الناس واستقامتها، كما يسهم في نماء المجتمع وصلاحه وازدهاره ماديا ومعنويا.

وفاء يوسف رضي الله عنه بالأمانة والمسؤولية التي كلف بها، وهي تسيير خزائن مصر زمن القحط والجدب، جلبت له محبة الرعية وانقيادهم له ودخولهم في دين الله، قال تعالى عز وجل {قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (54) قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ} [يوسف/55.54].

حق الله: الوفاء بالأمانة والمسؤولية – الدرس – مدخل القسط – التربية الإسلامية – الأولى باك

المستوى: الأولى باكالوريا علوم والأولى باكالوريا اداب وعلوم انسانية

المادة : مدخل القسط – التربية الإسلامية

عنوان الدرس : حق الله: الوفاء بالأمانة والمسؤولية – الدرس

الوضعية المشكلة

قبيل كل انتخابات يتقدم عدد من المرشحين لتحمل المسؤولية، ويعدون الناخبين بمجموعة من العهود والالتزامات، لكن بعد أن ينالوا ثقة الناخبين ويتحملون المسؤولية يتنكرون لما التزموا به، ويستهينون بالمسؤولية التي تحملوها.

  • في نظركم لم لا يفي هؤلاء بالتزاماتهم؟
  • وما مفهوم الأمانة؟ وما معنى المسؤولية؟ وما حكمهما؟
  • وما مظاهر الوفاء بالأمانة والمسؤولية؟

النصوص المؤطرة للدرس

قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:﴿وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ  ۝ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ۝ وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ۝ وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ﴾.[سورة يوسف، الآيلا: 54 –  57]قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:﴿وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً﴾.[سورة الإسراء، الآية: 36]عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ، وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا، وَهِيَ مَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ ومَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ، وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ».[صحيح البخاري، كتاب: النكاح]

توثيق النصوص والتعريف بها

التعريف بسورة الإسراء

سورة الإسراء: مكية ماعدا الآيات: 26، 32، 33، 57، ومن الآية 73 إلى الآية 80 فمدنية، عدد آياتها 111 آية، ترتيبها 17 في المصحف الشريف، نزلت بعد “سورة القصص”، سميت بهذا الاسم إحياء لمعجزة الإسراء التي خص الله تعالى بها نبيه الكريم، وهي من السور التي تهتم بشئون العقيدة، لكن العنصر البارز في هذه السورة الكريمة هو شخصية الرسول ﷺ وما أيده الله به من المعجزات الباهرة والحجج القاطعة الدالة على صدقه ﷺ.

التعريف بعبد الله بن عمر

عبد الله بن عمر: هو عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي القرشي، ويكنى بأبي عبد الرحمن، صحابي جليل، وعالم من علماء الصحابة، ولد قبل البعثة بعام، وهو من أكثر الصحابة اقتداء بالسنة النبوية، ومن المكثِرين رواية للحديث الشريف، حبث روى 2630 حديثا، توفي في مكة سنة 73هـ.

نشاط الفهم وشرح المفردات

شرح المفردات والعبارات

  • استخلصه لنفسي: اجعله خالصا لنفسي دون غيري.
  • مكين أمين: صاحب مكانة ومؤتمن على كل شيء.
  • خزائن: جمع خزينة، أي بيت المال.
  • إني حفيظ عليم: أي أحافظ على ما تسنده إليّ، عليم بتدبيره.
  • يتبوأ منها: يشغل، يتخذ مقاما.
  • لا تقف: لا تقل ولا تتكلم.
  • الفؤاد: القلب وقيل الفؤاد ليس القلب.
  • راع: الحافظ الذي يحوط ما يرعاه بالحماية.
  • مسؤول: محاسب والمسؤول: المنوط بعمل تقع عليه تبعاته.
  • رعيته: الشيء المرعي بالرعاية التي هي الحفظ والأمانة.

مضامين النصوص الأساسية

  • تبوء يوسف عليه السلام مكانة الأمين على بيت المال بطلب منه بعد تقريب الملك له إليه لأمانته وتقواه.
  • الجوارح أمانة ومسؤولية سوف نسأل عنها يوم القيامة.
  • تنبيه الرسول ﷺ المسلمين إلى مسؤولية كل واحد منهم على ما اؤتمن عليه من حقوق الغير.

 ميزة الحقوق في الإسلام

الحقوق في الإسلام تشمل حق الله وحق الغير وحق النفس، ومن ميزة هذه الحقوق: أنها حق لله تعالى، بمعنى أنه ليس للإنسان الحرية في أداء هذه الحقوق أو تركها بل واجب عليه أداءها، وهو محاسب على التفريط فيها أو تضييعها، وفي قصة سَلْمَان الفارسي المشهورة مع أبي الدرداء رضي الله عنهما، أن سلمان قال له: إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولأِهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، فَأَتَى (أبو الدرداء) النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صَدَقَ سَلْمَانُ» صحيح البخاري.

مفهوم الوفاء والأمانة والمسؤولية

مفهوم الوفاء وأهميته

مفهوم الوفاء

الوفاء: لغة: إكمال وإتمام الأمانة والمسؤولية، وهو ضد النقض والإخلال، واصطلاحا: اتمام واكمال ما طلب منك او التزمت به لغيرك او تحملته من مسؤولية وحفظك الامانة والعهود والمواثيق.

أهمية الوفاء

الوفاء قيمة إنسانية نفيسة وعظيمة، فهو درة في عقد جيد مكارم الأخلاق، والوفاء من خصائص ما اختص به الإنسان، ولولا الوفاء لتنافرت القلوب وارتفع التعايش.

مفهوم الأمانة

الأمانة: لغة: ضد الخيانة، وتفيد الثقة وزوال الخوف، وتطلق على الوديعة وكل ما يؤتمن عليه الإنسان، واصطلاحا: كل حق لزمك أداؤه وحفظه من دين أو مال أو عرض أو أهل أو شأن عام. وقيل: هي التعفف عما يتصرف الإنسان فيه من مال أو غيره، وما اؤتمن عليه من الإعراض، ورد ما يستودع عنده إلى أهله.

مفهوم المسؤولية

المسئولية: لغة: صفة مشتقة من السؤال، أي المحاسبة وكل ما كلف به الإنسان مسؤولية، واصطلاحا: صفة تخص كل مسلم عاقل بالغ مكلف ومسؤول عن ما كلف به ويتحمل تبعاته، والمسؤولية خصوصية بشرية يمتاز بها العنصر البشري عن جميع المخلوقات.

 الأمانة والمسؤولية: الأنواع والتجليات

  • الدين: الدين أمانة ومسؤولية، وواجب على الإنسان تحمل هذه الأمانة الكبرى أداء وبلاغا، قال تعالى: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا﴾. سورة الأحزاب، الآية: 72.
  • الجوارح: جوارح الإنسان كلها أمانة ومسؤولية في عنق الإنسان، يجب تسخيرها في طاعة الله وليس في معصيته، قال تعالى: ﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾. سورة الإسراء، الآية: 36.
  • الأسرة: الأسرة أمانة ومسؤولية فحفظها ورعايتها وتربيتها أمانة في عنق الزوجين كل من موقعه، قال ﷺ: « وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ».
  • العمل: العمل الذي وكل به الإنسان أمانة ومسؤولية، وعدم أدائه بصدق وإخلاص ونزاهة خيانة كبرى ومؤذنة بالخراب والدمار، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «فَإِذَا ضُيِّعَتِ الْأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ»، قَالَ: كَيْفَ إِضَاعَتُهَا؟. قَالَ: «إِذَا وُسِّدَ الْأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ».
  • الوديعة: وهي ما يستأمنك عليها الغير من مال أو نحوه، وهي أمانة ومسؤولية قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾. سورة النساء، الآية: 58.

الوفاء بالأمانة والمسؤولية أساس نشر الثقة وشرط نماء المجتمع وصلاحه

الوفاء بالأمانة والمسؤولية أساس نشر الثقة بين الناس

المجتمع الذي يتميز أناسه بالوفاء بالأمانة والمسؤولية تسود فيه المحبة والثقة بين أفراده، مما يجعلهم يعيشون في راحة واطمئنان وسلام وأمان، عكس المجتمع الذي تكثر فيه الخيانة والغش وعدم النزاهة، حيث تفقد الثقة والمحبة بين أفراده مما يجعله يعيش في تنافر وخلاف.

الوفاء بالأمانة والمسؤولية شرط نماء المجتمع وصلاحه

لا يمكن لمجتمع أن ينمو ويتقدم ويصلح ويسير على الطريق الصحيح ما لم يكن وفيا بالأمانة والمسؤولية، وما نراه الآن في واقعنا من تدهور وفساد في كثير من المجالات ما هو إلا نتيجة لعدم الوفاء بالأمانة والمسؤولية.

فقه الأسرة: الأسرة نواة المجتمع – ملخص الدرس – مدخل الإستجابة – التربية الإسلامية – الأولى باك

المستوى: الأولى باكالوريا علوم والأولى باكالوريا اداب وعلوم انسانية

المادة : مدخل الإستجابة – التربية الإسلامية

عنوان الدرس : فقه الأسرة: الأسرة نواة المجتمع – ملخص الدرس

صلاح الأسرة أساس صلاح المجتمع

الأسرة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع، والركيزة الأساسية التي يقوم عليها صرحه المتين، وعلى مدى قوتها وتماسكها المستمدين من عقيدة الأمة الراسخة، تتوقف البنية الاجتماعية برمتها في مناعتها وسلامتها وفعاليتها وقدرتها على الاستقرار والصمود والعطاء.

فكلما كانت الأسرة صالحة كان المجتمع صالحا لأنها نواته وجوهره فهي بمثابة القلب للجسد إذا صلح صلح الجسد كله، وإذا فسد فسد الجسد كله.

لذلك اهتم الإسلام بإصلاح الأسرة، ودعا الى أقامتها على أسس عميقة وعلى أركان متينة.

استقرار الأسرة: الشروط والمقومات

الأسرة هي شراكة بين أطراف متعددة، وهذه الأطراف تتكون أساسا من الزوجين (الزوج والزوجة) ثم الأبناء..وينبغي أن تتوفر في كل طرف شروط ومقومات حتى يكون عضوا إيجابيا مسهما في إصلاح المجتمع بدلا من إفساده…

الزوج

أرشد الإسلام الرجل الى اختيار الزوجة الصالحة التي ستكون شريكة حياته وأم أولاده، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «تُنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك» [رواه البخاري].

الزوجة

خول الإسلام للمرأة كافة الصلاحية في قبول أو رفض من يتقدم لخطبتها وأرشدها الى أن تراعي في شريك حياتها جملة من الأوصاف منها ما جاء في الحديث الشريف: «إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض» [رواه ابن ماجة]

الأبناء

هم أنوار البيوت وشموعها، وهم هبة الله وأمانته لدى الوالدين، جعل لهم حقوقا كثيرة حذر الوالدين من تضييعها وتوعد الآباء بسوء العاقبة إن هم فرطوا فيها، قال عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم/6]. وأهم هذه الحقوق تأديبهم بتعاليم الدين الحنيف وتربيتهم على قيم الإسلام السمحة، قال صلى الله عليه وسلم: «لأن يُؤدب أحدكم ولده خير له من أن يتصدق كل يوم بنصف صاع على المساكين» [رواه الترمذي] . حتى إذا نشأ الأبناء وكبروا صاروا ملزمين بالقيام بالحقوق تجاه والديهم وأهليهم وأرتهم، ففي الحديث «بروا أباءكم تبركم أبناؤكم وعفوا تعف نساؤكم» [رواه الترمذي]، وقال صلى الله عليه وسلم أيضا: «إن لربك عليك حقا وإن لنفسك عليك حقا ولأهلك عليك حقا» [رواه البخاري].

هذه جملة من الشروط والمقومات الأساسية لاستقرار الأسرة المسلمة، وكلما كانت الأسرة مستقرة كان المجتمع أكثر استقرار لأنها لبُّه ونواته ومنها يستمد ماء حياته..

كيف نحصن الأسرة من الأنحلال والتفكك ؟!

إذا كانت الأسرة سبيلا لحفظ الدين، ووسيلة لحفظ النسب والعرض، فهي إذن ثروة إنسانية لا مناص من حمايتها من التفكك وصيانتها من الانحلال وذلك بالالتزام بالتوجيهات الآتية:

  • بأن نجتهد في تعلم أعمال البر التي دعانا إليها ربنا عز وجل، ونجتنب كل ما يؤدي أطراف هذه الأسرة من أباء وأبناء وأقارب
  • بأن نكتسب الخصال التي دعا إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنعزز الثقة بين أطراف هذه الأسرة ونعمق مشاعر المودة والرحمة بين أفرادها
  • بأن نلتزم بقيم الإسلام في بناء الأسرة، ونستحضر التحديات التي تواجه الأسرة المسلمة، فهي محسودة من جهات شتى تحاول جاهدة إفسادها بعقد مؤتمرات وسن قوانين مسهمة في تفكيك الأسرة، وفرض تلك القوانين أحيانا بوسائل عدة، منها: الضغط على السلطات التشريعية لتغيير قوانين الأسرة ومدوناتها في البلاد الإسلامية لتتماشى وأطروحاتها الهدامة!!
  • بأن نشكر الله تعالى على نعمة الأسرة التي حرم منها بعض الناس، وأن نتواصى بغية حمايتها وحفظها من كل ما يؤذيها ويساعد على تفكيكها وانحلالها…
Ads
Ads Ads Ads Ads
Ads