Ads Ads Ads Ads

وقاية المجتمع من تفشي الفواحش – ملخص الدرس – مدخل الـحكمة – التربية الإسلامية – الأولى باك

المستوى: الأولى باكالوريا علوم والأولى باكالوريا اداب وعلوم انسانية

المادة : مدخل الـحكمة – التربية الإسلامية

عنوان الدرس : وقاية المجتمع من تفشي الفواحش – ملخص الدرس

مفهوم الفاحشة وحكمها

لغة: كل فعل أو قول تعظم كراهيته في الأنفس ويقبح ذكره على الألسن. واصطلاحا: الفاحشة ما عظم قبحه من الأقوال والأفعال، ويراد بها في الغالب الزنى كما في قوله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} [الإسراء/32]. وهي محرمة بالكتاب والسنة والإجماع، قال تعالى عز وجل: {وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} [الأنعام/151].

والفواحش قولية وفعلية، ظاهرة وباطنة..

أساليب وقاية المجتمع من الفاحشة

ظهور الفواحش في المجتمع وانتشارها سبب لهلاكه ودماره وخرابه وتفشي الأمراض الخطيرة فيه، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك أشد التحذير فقال: «لم تظهر الفاحشة في قوم حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم» [رواه ابن ماجة وغيره] ومن الوسائل الوقائية التي شرعها الإسلام لتحصين المجتمعات وصيانتها من الفواحش مايلي:

  • التربية الإيمانية العملية التي تثمر تقوى الله تعالى ومراقبته والصبر على المعصية والحياء الاجتماعي والتحلي بالعفة..
  • تجنب كل الوسائل المؤدية الى اقتراف الفواحش كالخلوة والتبرج والاستماع أو مشاهدة ما يهيج الغرائز، ومجالسة الأشرار ومخالطتهم خاصة أثناء اقترافهم للمعاصي…قال عز وجل: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} [الإسراء/32].
  • حفظ الألسنة عن الخوض في الأعراض وقذف النساء والرجال واتهامهم عن غير بينة، وتجنب سوء الظن بهم والتثبت من كل الشائعات، قال عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} [الحجرات/12].
  • كف وسائل الإعلام عن إشاعة الفواحش من خلال بعض المسلسلات والأفلام والصور المخدشة للحياء والمخلة بالقيم الفاضلة، قال الله تعالى عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ} [النور/19]
  • التزام الأفراد والجماعات بخلق غض البصر والستر والاستئذان قبل دخول البيوت حتى لا تقع أبصارهم على المحرمات، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما جعل الاستئذان من أجل البصر» [رواه البخاري]
  • تيسير الزواج على الشباب ومساعدتهم ماديا ومعنويا من قبل الدولة وهيئاتها ومؤسساتها وتخصيص ميزانية سنوية لتنفيذ ذلك، فقد روي عن الخليفة عمر بن عبد العزيز قوله: «من أراد من الشباب أن يتزوج ولم يستطع الباءة فزواجه من بيت مال المسلمين».

وبالجملة فإن محاربة الفواحش مسؤولية الجميع: الفرد والأسرة والمدرسة والمسجد والإعلام ومؤسسات المجتمع والدولة…

التحلي بفضائل الأخلاق وبثها في المجتمع درءا للفواحش

إن منظومة القيم الإسلامية في مجملها تصبو الى تكوين الفرد المثالي والأسرة السليمة والمجتمع الراقي، فحرص الإسلام أشد الحرص على مايلي:

  • نشر العلم ومحاربة الجهل، لأن الجاهل يفعل بنفسه ومجتمعه ما لا يفعل العدو بعدوه.
  • تعلم الأخلاق والقيم الفاضلة التي تعصم صاحبها من الرذائل والفواحش التي تسهم في الفساد الأخلاقي وانتشار الفواحش وتفشي الأمراض الفتاكة خاصة المنقولة جنسيا.
  • بث هذه القيم والأخلاق الفاضلة بين مختلف شرائح المجتمع من خلال المؤسسات التعليمية والمساجد ووسائل الإعلام…ومعلوم أن زوال الأمم بفساد أخلاقها، قال أحمد شوقي: «إنما الأمم الأخلاق ما بقيت…فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا».
  • الإعراض عن كل وسائل الإغواء ودعاوى الانزلاق الى مهاوي الرذيلة بالانشغال بالعمل المفيد وملء الفراغ به، ومصاحبة الأخيار والتسامي عن رغبات النفس وغرائزها وتحويلها الى كل نافع حسن..
  • التحلي بخلق العفة والحياء مع المداومة على الذكر والاستغفار وربط النفس والروح بدار البقاء التي يجازى فيها العبد عن مثقال الذرة، قال تعالى عز وجل: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة/7-8].

وقاية المجتمع من تفشي الفواحش – الدرس – مدخل الـحكمة – التربية الإسلامية – الأولى باك علوم

المستوى: الأولى باكالوريا علوم والأولى باكالوريا اداب وعلوم انسانية

المادة : مدخل الـحكمة – التربية الإسلامية

عنوان الدرس : وقاية المجتمع من تفشي الفواحش – الدرس

الوضعية المشكلة

يرى بعض الأفراد أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في ذيوع الفاحشة واقتحامها بيوت المسلمين بشكل ملفت للنظر، في حين اعتبر البعض الأخر أن انتشارها راجع إلى تحول القيم وتراجعها.

  • من خلال الرأيين بين وجهة نظرك حول تفشي الفاحشة في المجتمع؟

النصوص المؤطرة للدرس

قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾.[سورة الأعراف، الآية: 33]قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾.[سورة النور، الآية: 19]عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَغَارُ، وَغَيْرَةُ اللَّهِ تَعَالَى أنْ يَأْتِيَ الْمَرْءُ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ».[صحيح البخاري، كتاب: النكاح، باب: الغيرة]

توثيق النصوص والتعريف بها

التعريف بسورة الأَعراف

سورة الأَعراف: مكية، ماعدا من الآية 163 إلى الآية 170 فهي مدنية، عدد آياتها 206 آية، ترتيبها 7 في المصحف الشريف، نزلت بعد “سورة ص”، سميت بهذا الاسم لورود ذكر اسم الأعراف فيها، وهو سور مضروب بين الجنة والنار يحول بين أهلهما، وهي أول سورة عرضت للتفصيل في قصص الأنبياء، ومهمتها كمهمة السورة المكية تقرير أصول الدعوة الإسلامية من توحيد الله جل وعلا، وتقرير البعث والجزاء، وتقرير الوحي والرسالة.

التعريف بسورة النور

سورة النور: مدنية، وعدد آياتها 64 آية، ترتيبها 24 في المصحف الشريف، نزلت بعد “سورة الحشر”، سميت بهذا الاسم لما تحويه من حكم نورانية وعظات ربانية، وهي من السور المدنية التي تتناول الأحكام التشريعية، وتعنى بأمور التشريع والتوجيه والأخلاق، وتهتم بالقضايا العامة والخاصة التي ينبغي أن يربى عليها المسلمون أفرادا وجماعات، وقد اشتملت هذه السورة على أحكام هامة وتوجيهات عامة تتعلق بالأسرة التي هي النواة الأولى لبناء المجتمع الأكبر.

نشاط الفهم وشرح المفردات

شرح المفردات والعبارات

  • ما ظهر منها وما بطن: ما كان منها في السر أو في العلن.
  • البغي: الظلم والاستطالة على الناس.
  • الإثم: هو الذنب الذي تستحق النفس العقوبة عليه.
  • سلطانا: حجة وبرهانا.
  • تشيع الفاحشة: ينتشر الفعل القبيح، كإشاعة الرذيلة والزنا …

مضامين النصوص الأساسية

  • تحريم الله عز وجل للفواحش الظاهرة و الباطنة.
  • توعد الله سبحانه وتعالى الذين يساهمون في انتشار الفواحش بالعذاب في الدنيا والآخرة.
  • غيرة الله عز وجل حينما تنتهك حرماته.

مفهوم الفواحش وموقف الشرع منها

مفهوم الفواحش

الفواحش: لغة: جمع فاحشة، وهو كل فعل تكرهه الأنفس ويقبح ذكره في الألسن، وشرعا: هو ما اشتد قبحه وتناهى من المعاصي، والفواحش نوعان: فواحش ظاهرة كالزنا واللواط والسِّحاق ونحوها، وفواحش باطنة كالكبر والحسد والغرور وسوء الظن ونحوها، وقد وردت الفاحشة في القرآن الكريم كناية عن «الزنا» في الغالب، قال تعالى: ﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا  إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا﴾.

منهج الإسلام في تحريم الفواحش

لقد حرم الله تعالى جميع الفواحش الظاهرة منها والباطنة، قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾، بل وحرم أيضا حتى الاقتراب منها، قال تعالى: ﴿وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾، فمنهج الإسلام أنه إذا حرم شيئا حرم الأسباب والطرق والوسائل المفضية إليه، فلما حرم فاحشة الزنا حرم الخلوة والتبرج، وأوجب بالمقابل غض البصر، والعفة والحياء، ولما حرم عمل قوم لوط حرم تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال، وأوجب ستر العورة، والتفريق بين الأطفال في المضاجع، كما توعد من يقوم بإشاعة الفاحشة والمجاهرة بها، قال تعالى: ﴿إنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾، بل واعتبر هذا التحريم غيرة على عباد الله، قال ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَغَارُ، وَغَيْرَةُ اللَّهِ تَعَالَى أنْ يَأْتِيَ الْمَرْءُ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ».

مخاطر الفواحش أساليب وقاية المجتمع منها

عوامل انتشار الفواحش ومخاطرها على المجتمع

أسباب انتشار الفواحش

يرتبط انتشار الفواحش في المجتمع بانهيار الأخلاق، والجهل بالمنهج الإلهي لتدبير وتنظيم النشاط الجنسي عند الإنسان، وضعف الغيرة والحياء والتدين.

مخاطر انتشار الفواحش
  • مخاطر انتشار الفواحش على المجتمع كثيرة، منها:
  • مخاطر صحية: انتشار الإمراض الفتاكة والمعدية.
  • مخاطر أمنية: فقدان الأمن على النساء والأعراض والأموال …
  • مخاطر اجتماعية: انتشار الفساد والرذيلة، واختلاط الأنساب، وهتك الأعراض …
  • تغير الفطرة الإنسانية: المثلية الجنسية، التخنث، الإسترجال …
  • مخاطر أخلاقية: التشبه بالثقافة الغربية، اضمحلال القيم والمبادئ الإسلامية، فقدان الهوية وعدم الاعتزاز بالدين والرضا بالانكسار …

أساليب  ومنهج وقاية المجتمع من الفواحش

وقاية المجتمع من الفواحش مسؤولية الجميع، ويتم ذلك عن طريق الآتي:

  • التربية الإيمانية العلمية التي تثمر تقوى الله تعالى، والصبر على المعصية، والغيرة على محارم الله تعالى، واستقباح القبائح من النفس والأهل وعموم الناس، والتداول الاجتماعي لقيم العفة والحياء والفضيلة.
  • الامتناع عن كل أشكال إشاعة الفاحشة، كنشر الأخبار والصور والفيديوهات …، التي تحرك الشهوات وتظهر العورات وتفضح الخلوات، التي يتحمل المرء وزرها ووزر من نظر إليها ومن نشرها إلى الدين، قال تعالى: ﴿إنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾
  • التخلق الجماعي بقيمة التستر وعدم المجاهرة بالمعاصي، فالله تعالى حيي ستير يحب أهل الحياء والستر، ومن أمقت الناس إليه من بات عاصيا وستره الله، فيصبح يكشف ستر الله عليه.
  • غرس قيم العفاف والشرف وتشجيع الشباب على التعفف ومقاومة الإغراء، وتيسير سبل الزواج والإحصان، والإنكار على المجاهر بالفاحشة.

ضرورة التحلي بالأخلاق وبثها في المجتمع للقضاء على مخاطر الفواحش

يعتبر التحلي بفضائل الأخلاق السبيل الوحيد لوقاية المجتمع من الفواحش، وخير مثال على ذلك أخلاق سيدنا يوسف عليه السلام، فعفته وخوفه من ربه كانت الحصن المنيع من الوقوع في إغراءات امرأة العزيز، كما أن التحلي بالفضائل ونشرها وقاية للمجتمع من الخراب والدمار وانتشار الأمراض، مصداقا لقوله ﷺ: لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلاَّ فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلاَفِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا، لذا وجب على جميع شرائح المجتمع كل من موقعه نشر القيم النبيلة والأخلاق الحميدة، وتربية الناشئة على قيم العفة والحياء والطهر والنقاء.

العفو والتسامح – ملخص الدرس – مدخل الـحكمة – التربية الإسلامية – الأولى باك علوم

المستوى: الأولى باكالوريا علوم والأولى باكالوريا اداب وعلوم انسانية

المادة : مدخل الـحكمة – التربية الإسلامية

عنوان الدرس : العفو والتسامح – ملخص الدرس

مفهوم العفو والتسامح والعلاقة بينهما

مفهوم العفو

لغة: المحو والطمس والترك، يقال عفت الرياح الآثار إذا أخفتها ومسحتها. واصطلاحا: هو كف الضرر عن مستحقه مع القدرة عليه، وكل من استحق عقوبة فتركها فهذا الترك عفو. فهو إذن إسقاط العقوبة عن المذنب مع القدرة على إلحاق العقوبة به.

مفهوم التسامح

لغة: من سمح إذا لان وسهل. يقال: عود سمح أي لين سهل الانكسار. واصطلاحا: هو التجاوز عن أخطاء الآخرين ووضع الأعذار لهم، والنظر الى مزاياهم وحسناتهم بدلا من التركيز على عيوبهم وأخطائهم. وهو خلق يشمل المعاملات الاجتماعية والمالية وغيرها.

العلاقة بين العفو والتسامح

إذا كان العفو هو إسقاط الذنب. فمن عفا عن أحد فقد امتنع عن العقوبة مهما كانت إلا أن المؤاخذة عن الذنب لا تسقط، فإن التسامح هو إسقاط المؤاخذة واللوم بغض النظر عن إسقاط العقوبة عن المذنب، فالمسامح يترك المؤاخذة واللوم ويتصرف كأن شيئا لم يكن ولو كان المذنب نال عقابه.

ولهذا فالعلاقة بينهما هي علاقة تكامل فالشخص المتصف بخلق العفو والتسامح مع أفضل وأشرف من المتصف بأحدهما فقط.

العفو والتسامح أساس نشر المحبة وتماسك المجتمع

لقيمتي العفو والتسامح دور كبير في إصلاح المجتمع وتماسكه، ونشر المحبة وسيادة الأخوة بين أفراده، لأن العفو والتسامح:

  • من صفات الله تعالى عز وجل فهو يعفو عن السيئات ويبدلها حسنات كلما تقرب إليه عبده واستغفره وأناب إليه، قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} [الشورى/25]
  • وقال صلى الله عليه وسلم في الدعاء المشهور: «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني» [رواه أحمد والترمذي وغيرهما].
  • من أخلاق الأنبياء والرسل عليهم أفضل الصلاة والسلام فسيرهم حافلة بمواقف العفو والتسامح، ويوسف عليه السلام قال لإخوته: {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ۖ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يوسف/92]، ومحمد عليه الصلاة والسلام قال لأهل مكة يوم الفتح: “اذهبوا فأنتم الطلقاء” [رواه البيهقي في سننه].
  • من صفات عباد الله الصالحين الذين يقابلون الإساءة بالإحسان، والذنب بالعفو والغفران، فقد مدح الله هؤلاء في كتابه قائلا: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران/134].

والسؤال الذي يطرح نفسه: هل العفو دائما محمود حتى إذا استمر شخص في الإساءة إليك وتمادى في إساءته؟

والجواب: لا ! فالهدف من العفو هو الإصلاح وتغليب أخوة الدين فإن لم يتحقق الإصلاح وتترسخ الأخوة مع تكرار العفو، وتمادى المسيء في إساءته الى درجة تسبب الأذى البالغ للمساء إليه، فهنا وجب الأخذ بالحق، والمطالبة بعقوبة المسيء لذلك فإن تطبيق القاعدة الشرعية يفضي الى أن: «الإصلاح واجب، والعفو مندوب، فإذا كان في العفو فوات الإصلاح فمعنى ذلك أننا قدمنا مندوبا على واجب وهذا لا تأـى به الشريعة».

كيف أكتسب خلق العفو والتسامح ؟

  • بأن أحب للأخرين ما أحب لنفسي، وأعفو عن المسيء كما أحب أن يعفو الناس عني إذا أخطأت.
  • بالرفق بالمسيء وبإيجاد العذر له قبل أن أتسرع برد الإساءة بالإساءة فأندم.
  • بالاقتداء بخلق الأنبياء والمرسلين صلوات الله عليهم، وبخلق عباد الله الصالحين، فأتسامح مع الناس في معاملاتي. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «رحم الله عبدا سمحا إذا باع، سمحا إذا اشترى، سمحا إذا اقتضى» [رواه ابن ماجة].
Ads
Ads Ads Ads Ads
Ads