Ads Ads Ads Ads

درس الصورة الشعرية – وظائفها 1 (النفسية والتأثيرية) – الدرس اللغوي – اللغة العربية – الثانية باك اداب وعلوم انسانية

عنوان الدرس : الصورة الشعرية – وظائفها 1 (النفسية والتأثيرية)

المادة : الدرس اللغوي – اللغة العربية

الشعبة: اداب وعلوم انسانية

المسالك: مسلك اداب ومسلك علوم انسانية

الأمثلة

1) قال إدريس الجاي:

عُودي إَليً خَوَاطِرَ الذٍكْــــرَى  ۩۩۩  كالعِــــــطرِ بين السًوْسَنِ الذًابِــــــــلِِ
كاللمحة المشْدوهَةِ الحَيْـــرَى  ۩۩۩  منْ جَفْنِ مَحْمومِ الرٌؤَى الذًاهِــــــــلِ
كالمُقْلَةِ المَحْزونَةِ السًكْــــرَى  ۩۩۩  بعد الحَبِيبِ الغَادِرِ الراحِــــــــــــــــلِ

2) قال سليمان العيسى:

كالبحر نحنُ، وصَدٍقِيــــــــــ  ۩۩۩  ــني، أننا أبْقَى ثَبَاتَـــــــــــــــــــــــــا
ماذا؟ إذا مِتْنَـــــــــــــا، إذا  ۩۩۩  ما الجَيْلُ والجَيْلان   مَاتـــَـــــــــــــا
مَنْ قـــــــــال: إن الأرض أر  ۩۩۩  ضُ المَجْدِ لا تُسْــــــقَى رُفَاتــــــَـــــا
مِنْ قَلْبِ هذا الجَذْبِ، هــــــــ  ۩۩۩  ــــذا الموت أنْتَظِرُ الحَيَـــــــــــــــــاةَ

ملاحظة الأمثلة

المثال الأول

الأبيات الثلاثة تعبر عن الحالة النفسية التي يعيشها الشاعر تبدأ بالالتماس عبر فعل الأمر (عودي)، التماس يبين عمق الغربة والحنين التي يعيشها الشاعر، مما جعله يلتمس الذكرى كالعطر، كاللمحة، كالمقلة، لنفسه الذابلة، الحيرى، السكرى. فشبه خواطر الذكرى وهي حالة معنوية بمتعدد حسي العطر بين السوسن واللمحة المشدوهة والمقلة المحزونة. فالصورة هنا جاءت كلية لكون عناصر التشبيه معنوية لا تدرك مباشرة، ووظيفتها نفسية تعبر عن نفسية الشاعر.

المثال الثاني

هذه الأبيات الأربعة المشبه نحن وهو حسي والمشبه به البحر وهو أيضا حسي يشخص وجه الشبه الثبات والقوة، ولترسيخ الفكرة توسل الشاعر بالاستفهام والتوكيد ليبين أن الموت يغذي الأرض ليبعث منها الإنسان أكثر قوة وعزيمة عن ذي قبل. فالصورة الشعرية لها وظيفة تأثيرية تجعل المتلقي يقتنع بموقف الشاعر، ويتفاعل مع أفكاره.

خلاصة عامة

الصورة الشعرية تؤدي وظيفتين أساسيتين:

وظيفة نفسية

ومن خلالها يسعى الشاعر إلى التعبير عن عواطفه وأحاسيسه، وتتميز بالخصائص التالية:

  • التدرج في التعبير عن نفسية الشاعر بدأ من نفسيته والغرض الذي يرمي إليه من ورائها.
  • التركيز على مشاعر الشاعر الداخلية، وتجربته الوجدانية.
  • هيمنة البعد النفسي على تشكيل الصورة فكريا وفنيا جماليا.

وظيفة تأثيرية

وتسعى إلى إشراك المتلقي وإقناعه بمواقف الشاعر وأفكاره، ومن مميزاتها ك:

  • تجسيد المجردات وتشخيص المعاني حتى يتأثر المتلقي مباشرة مع الصورة.
  • إقناع المتلقي بالفكرة أو المعنى المراد من الصورة.
  • إثارة الاستجابة الفنية في المتلقي بتحريك مخيلته وما يختزنه من أفكار ودلالات.
  • تحقيق التناسب الوجداني بين حالة الشاعر والصورة الشعرية.

وتستمد الصورة الشعرية وظيفتها التأثيرية من ثلاث أسس:

  • تجارب الشاعر الشخصية وتأملاته في الحياة.
  • استثمار تجارب الآخرين والتواصل الوجداني معها.
  • مهارات الشاعر الإبداعية القادرة على احتواء المتلقي والتأثير فيه.

درس الصورة الشعرية – مكوناتها 2 (التشبيه والاستعارة) – الدرس اللغوي – اللغة العربية – الثانية باك اداب وعلوم انسانية

عنوان الدرس : الصورة الشعرية – مكوناتها 2 (التشبيه والاستعارة)

المادة : الدرس اللغوي – اللغة العربية

الشعبة: اداب وعلوم انسانية

المسالك: مسلك اداب ومسلك علوم انسانية

الأمثلة

1) قال تعالى:

“وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء” سورة النور الآية 39

قال  الشاعر:

أنت كالليث في الشجاعة والإقدام  ۩۩۩  والسيف في قراع الخطــــــــــــــوب

قال الشاعر:

أنا كالماء ـ إن رضيت ـ صفـــــاء  ۩۩۩  وإذا ما سخطت كنت اللهيبـــــــــــــا

2) قال المتنبي:

وأقبل يمشـي في البساط فمـا درى  ۩۩۩  إلى البحر يسعى أم إلى البدر يرتقي

قال الحجاج بن يوسف:

” إني لأرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها وإني لصاحبها “.

ملاحظة الأمثلة

القسم الأول من الأمثلة

المثال الأول

في الآية الكريمة شبه الله أعمال الكفار بالسراب .فالطرف الأول معنوي (أعمالهم)والطرف الثاني مادي (ألسراب)، فالتشبيه له ركنين أساسيين المشبه والمشبه به، وأطراف أخرى هي الأداة (الكاف) ووجه الشبه (العدم).

المثال الثاني

نجد في المثال أن الشاعر شبه الممدوح بالليث والسيف، فالمشبه والمشبه به ماديان محسوسان. ووجه الشبه الشجاعة والإقدام ، وقراع الخطوب،والأداة (الكاف) فهذا تشبيه مرسل مفصل

المثال الثالث

في الشطر الأول المشبه (أنا) والمشبه به (الماء) وجه الشبه الصفاء وقد شبه محسوس بمحسوس.

والشطر الثاني المشبه أنا (كنت) والمشبه به (اللهب ) والأداة ووجه الشبه حذفا فهو تشبيه بليغ.

القسم الثاني من الأمثلة

المثال الأول

نجد البحر والبدر استعملا في غير معناهما الحقيقي والمانع (يمشي في البساط) فشبه بهما الممدوح وهو  هنا محذوف وهذا ما يعرف بالاستعارة ،وهي هنا تصريحية (صرح بالمشبه به وحذف المشبه).

المثال الثاني

نجد المشبه حاضرا (رؤوسا) والمشبه به محذوف ،مكني (الثمار) وبقي ما يدل عليها (أينعت) وتسمى الاستعارة هنا استعارة مكنية.

خلاصة عامة

الصورة الشعرية تتكون من مكونات داخلية :اللغة والعاطفة والخيال، ومكونات بلاغية : التشبيه والاستعارة.

مكون التشبيه

وهو بيان أن شيئا شارك غيره في صفة أو أكثر، ويتكون من طرفين أساسيين: المشبه والمشبه به. وقد يكونان محسوسين يدركان بالحواس، أو معنويين يدركان بالعقل، هما معا أو أحدهما.

أما الأركان الأخرى وهي :الأداة (ك ـ كأن ـ مثل ـ شبه )، فيكون التشبيه مرسلا إذا ذكرت الأداة ومؤكدا إذا حذفت ووجه الشبه إذا ذكر كان التشبيه مفصلا وإذا حذف كان التشبيه مجملا.

مكون الاستعارة

الاستعارة تشبيه حذف أحد طرفيه ،مع وجود قرينة تمنع إرادة المعنى الحقيقي، وهي نوعان:

  • استعارة تصريحية: يصرح فيها بالمشبه به ويحذف الشبه مع وجود قرينة تمنع إرادة المعنى الحقيقي.
  • استعارة مكنية: يذكر فيها المشبه ويحذف المشبه به مع وجود بعض اللوازم الدالة عليه، وقرينة تمنع المعنى الحقيقي.

درس الصورة الشعرية – مكوناتها 1 (اللغة، العاطفة والخيال) – الدرس اللغوي – اللغة العربية – الثانية باك اداب وعلوم انسانية

عنوان الدرس : الصورة الشعرية – مكوناتها 1 (اللغة، العاطفة والخيال)

المادة : الدرس اللغوي – اللغة العربية

الشعبة: اداب وعلوم انسانية

المسالك: مسلك اداب ومسلك علوم انسانية

الأمثلة

1) قال البارودي:

أرْعَى الكَواكِبَ في السماء كأن لي  ۩۩۩  عند النُّجومِ رَهِينِةً لم تُدْفَــــــــــــــــعِ
زُهْرٌ تَأَلُّقُ بالفضاء كأنهــــــــــــــــا  ۩۩۩  حَبَبٌ تردًدَ في غديرٍ مُتـــــــــــــــــرَعِ

2ـ قال محمد بن إبراهيم:

قَريضِي تُوحيه إليً قَرِيحَتِـــــــــــي  ۩۩۩  فأشدوا به شَدْوا به يُخْلَبُ اللُـــــــــبُّ
معانيه لي قد أسْفَرَتْ عن لِثَامِهَـــا  ۩۩۩  ويأتي ذَلُولا منه لِي يسْهُلُ الصعــــبُ

3ـ قال علال الفاسي:

حمامةَ الرَّوْضِ ،قد هَيَّجْتِ أشْجَانِي  ۩۩۩  لَمََّا شَدَوْتِ بلحن منك أبكانــــــــــــي
هل أنت مثلي في وَجْدٍ وفي شَجَـنٍ  ۩۩۩  نَأََيْتِ قبلي عن أَهْلٍِ وجيــــــــــــــرانِ
هيا نُرَدِّدٌ أهازيجا مُرَوِّعَــــــــــــــة  ۩۩۩  نَعْزِفُ على وَتْرٍ في القلب رَنَّـــــــــانِ
فكل ما هنا يدعو لأغنيــــــــــــــــة  ۩۩۩  أسِيفَـــــة، من فؤاد مِثْلِ بُرْكَـــــــــانِ

ملاحظة الأمثلة

المثال الأول

في البيت الثاني من المثال نلاحظ الشاعر شبه النجوم في الفضاء بالفقاعات المتلألئة فوق سطح الماء،فشبه صورة النجوم بصورة الفقاعات.

فهذه صورة شعرية شكلتها الكلمات عبر تركيب لغوي، عاطفي ، خيالي، لتصوير معنى عقلي يجمع بين شيئين من خلال علاقة المشابهة، وقد تكون تجسيدا أو تشخيصا أو تجريدا. وقد جاءت الصورة عبر تشبيه مفرد بمفرد. فهي صورة مفردة.

المثال الثاني

بملاحظة المثال الثاني نجد أن الشاعر اعتمد نفس المكونات التي تشكل الصورة وهي اللغة والعاطفة والخيال، فجعل موهبته الشعرية، وهي صورة معنوية، تشبه في وضوحها وجلائها صورة المرأة وهي تظهر محاسن وجهها ، وهي صورة مجسدة، فالصورة جاءت مركبة بين ما هو معنوي وما هو مادي (جسدي)، فجاءت عناصرها متداخلة، تعكس تجربة الشاعر المعقدة.

المثال الثالث

الشاعر وظف صورة الحمامة للتعبير عن مجموعة من المعاني التي يعانيها الشاعر: الغربة والوحدة والشجن إلى حد تمازج مشاعره بصورة الحمامة بكل مكوناها فهي إذن صورة شعرية كلية. وجاءت مركبة تجمع بين صورة معنوية مشاعر الشاعر وصورة الحمامة بما تحمله من صفات مادية ومعنوية.

خلاصة عامة

مفهوم الصورة الشعرية

الصورة الشعريّة في اللغة

هي الهيئة التي يرد عليها الشيء وشكله، وصفته، كما قال ابن منظور في معجم لسان العرب، ومنها التصوّر وهو عمليّة عقليّة تقوم على تذكّر الفكر للصور التي شاهدها من قبل، وأثّرت فيه، واختزنها في ذاكرته، والتصوير وهو إظهار الصورة بشكل فنيّ إلى الخارج، وقد ورد التصوير في آيات القرآن الكريم بشكل واضح حيث شمل اللون، والخيال، والحركة، والوصف، والحوار.

الصورة الشعريّة في الاصطلاح

هي تركيب لغوي يستطيع الشاعر من خلاله أن يقوم بتصوير معنى من العقل أو العاطفة، ويجعله حاضراً على أرض الواقع أمام المستمع، معتمداً على التشخيص، والمشابهة، والتجسيد، وقد تباين هذا المفهوم بين القديم والحديث على النحو التالي:

الصورة الشعريّة قديماً:

حظيت الصورة الفنيّة عند القدماء بالدراسة، والتحليل، والاهتمام، فدرسها الجاحظ، والقاضي الجرجاني، وعبد القاهر الجرجاني، وقدامة بن جعفر، حيث تمثلت الصورة عند الجاحظ في مبادئ أهمها الأفكار المصاغة بطريقة تستحوذ اهتمام القاري، والتجسيم أي الوصف الحسي للمعاني، كما تأثر هؤلاء بالفلسفة اليونانيّة وأرسطو؛ حين فصلوا بين اللفظ والمعنى، واعتمدوا على الخيال الذي يبتعد كلّ البعد عن المباشرة، والنمطيّة، وكانوا يرون من الشاعر رساماً، يرسم الصور الشعريّة كما يرسم الفنان لوحة بريشته، وربطوا الصورة بالقدرة على الصياغة كاستعمال الاستعارات، والتشبيهات، والكنايات مما جعلها جزئيّة غير كاملة تهتم بالشكل والتنميق على حساب المعنى.

الصورة الشعريّة حديثاً:

توسّع مفهوم الصورة الفنيّة في العصر الحديث، حتى أصبح يشمل على كل الأدوات التي تستخدم للتعبير من علم بيان، وبديع، ومعاني، وقافية، وسرد، فأصبحت شكلاً فنيّاً يستخدم طاقات اللغة من ألفاظ، وعبارات، وإيقاعات، وتراكيب، ودلالات، ومقابلات، وتضاد، وترادف، ممّا جعلها تخرج من نطاق الجانب البلاغي، إلى عالم الشعور والوجدان، والتعابير الحسيّة. نلاحظ الفرق الشاسع بين الصورة الفنيّة قديما وحديثاً؛ حيث أصبح مفهومها لا يقتصر على الجانب البلاغي كالقدم، بل توسّع وشمول جوانب أخرى كالتجسيد.

أنواع الصورة الشعرية

تأتي الصورة الشعريّة على ثلاثة أنواع هي:

  • الصورة الشعريّة المفردة: يكتفي الشاعر فيها بتصوير التشابه الظاهر والحقيقي بين الأشياء، ولا يستخدم المعنى النفسي.
  • الصورة الشعريّة المركبة: يجمع فيها بين ما تراه عينه، وما تشعر به نفسه وعاطفته.
  • الصورة الشعريّة الكليّة: تكتمل في هذه الصورة المعاني التجسيديّة، والنفسيّة، والتعبيريّة للتعبير عن التجربة. عناصر الصورة الشعريّة.

مكونات الصورة الشعرية

تعتمد الصورة الشعرية على ثلاث مكونات أساسية:

  • مكون اللغة: نسيج الألفاظ في التعبير الشعري يشكل الصورة التي يعبر بها الشاعر عن تجربته، فاللغة  هي عماد الصورة الشعرية.
  • مكون العاطفة: تعتبر العاطفة هي الروح التي تنفخ في اللفظة التي تأخذ القالب النفسي الوجداني لحالة الشاعر.
  • مكون الخيال: وهو الذي يمكن اللغة والعاطفة من تحديد معالم الصورة فيتفاعل معها المتلقي شكلا ومضمونا.
Ads
Ads Ads Ads Ads
Ads