Ads Ads Ads Ads

القصة نص نظري – تحليل نص ‘مميزات القصة القصيرة واتجاهاتها’ لمحمد عزام – دروس النصوص

عنوان الدرس : القصة (نص نظري) – تحليل نص ‘مميزات القصة القصيرة واتجاهاتها’ لمحمد عزام

المادة : دروس النصوص – اللغة العربية

الشعبة: اداب وعلوم انسانية

المسالك: مسلك اداب ومسلك علوم انسانية

إشكالية النص وفرضيات القراءة

ظهرتِ القصَّةُ القصيرةُ بمفهومها الحديثِ في الأدبِ العربيِّ منتصَف القرنِ 19م وازدهرَتْ إبَّانَ القَرن 20م ، وهيَ بذلكَ فنٌّ مُستحدثٌ ظهرَ نتيجةَ التَّلاقُح مع الثَّقافةِ الغربيَّة والتَّرجمةِ عنْ آدابِها وانتشارِ الصِّحافة. ويتميَّزُ هذا الفنُّ بخصائصَ أهمُّها: وحدةُ الانطباع، والكثافَة الإيحائيَّة، ودقَّةُ التَّصميم، والاختزال. والقصَّة القصيرة في أبسط تَعاريفِها “فنٌّ حكائيٌّ أداتُه اللُّغة، وأسلوبُه الحوارُ والسَّرد، قليلُ الكمِّ، ويلتقط الومضة المشرقة وينقل اللّمحة الخاطفة، ومن روَّادها في أدبنا الحديث يحيى حقِّي، وعبد الكريم غلاَّب، ومحمود تيْمور وزكريَّا تامر ويوسف إدريس. وبعدَ أن نضجَ فنُّ القصَّة القصيرةِ واستَوَى على سُوقه وصار قابِلا للتَّناول والمقاربة النّقديّةِ، ظهرت دِراساتٌ تعرفَ به وتبرز خصائِصه وأجناسَه وترصد تطوُّرِه، ومِن أبرز نقاد القصة القصيرة شكري عيَّاد، وصلاح فضل، ومحمد برادة، وسعيد يقطين … ويعدُّ محمد عزّام صاحب النص ممن عَرَّفُوا بفنِّ القصَّة واتِّجاهاتها الفنيَّة في عدَّةُ مؤلَّفاتٍ، منها ” البطل الإشكاليُّ في الرِّواية العربيَّة المعاصرَة “، و”اتجاهات القصَّة المعاصرة في المغرب ” الذي اقْتُطِفَ النَّصُّ موضوعُ تحليلنا. فما القضيَّة التي يعالجها؟ وما طرُق عرضِها؟

يتسم عنوان النَّصِّ ” مميِّزاتُ القصَّة القصيرةِ واتِّجاهاتُها” بالطُّولِ، ويتكون من جزْئين يفصلُ بينهما واو العطف، ويُشكِّلان جملةً اسميَّةَ خبرُها محذوف يحيل عليه ” متْنُ النَّصِّ “، ومن النَّاحية الدَّلالية يُقصَد بالمميِّزات السِّماتُ الفنية والمكونات البنيوية التي تهيكل هذا الجنس الأدبي ، أمَّا القصَّة القصيرة فجنسُ سرديُّ خاضع في تكوينه لتلك السمات، ويُقصدُ بالاتِّجاهاتِ المدارسُ والتَّيَّاراتُ والمناهج التي تشكل خلفية معرفية وإطارا مرجعيا وقاعدة تصورية يتحرك فوقها هذا المنجز السردي القصير. فإلَى أيِّ حدٍّ يعكسُ العنوانُ مضمُونَ النَّصِّ ؟

بالنظر إلى العنوان وشكل النص الطّباعيّ، وجملةٍ منَ المُشيرات النَّصِّيَّة الدّالة مثل: ” نشأة القصة، حاجة اجتماعية، التعبير الفنّيّ، شعور خاطف، لحظة من عمر الزَّمن، فنٌّ موجَزٌ وسريع، تختلف مناهج القصة القصيرة واتجاهاتها.. “، نفترض أنَّ النَّصَّ مقالة أدبيّةٍ نقدية تعرف بفنِّ القصَّةِ القصيرة وتستعرض أهمِّ خصائصه وأبرز تياراته. فإِلى أيِّ حدٍّ تصحُّ هذه الفرضيّة ؟ وبأي طريقة صاغ الكاتب أبعادها؟

تكثيف معاني النص

عالج الكاتبُ قضيَّةً رئيسيَّةً تبرزِ خصائص القصَّة القصيرة وتيَّاراتها، وقد تفرَّعت عن هذه القضيَّةِ قضايا صغرى متصلة بها، هي:

  • علاقةِ القِصَّة بالمرجع (المُبْدِعِ ، المجتمع) باعتبارها إفرازا اجتماعيا أول ظهورها وتمثيلا فنِّيا بعد ذلك.
  • صعوبة المقاربة النَّقدِيِّة للقصَّةِ القصيرةِ لضحالة المتوفر النقدي والاصطلاحي بسبب حداثة ظهورها وعدم اتضاح ملامحها بعد.
  • حجم القصَّة القصيرةِ وإشكال التلقي حيث حصره النقاد حصرا زمنيا محددا غالبا في ساعة من القراءة تزيد أو تنقص قليلا.
  • اقترانها بالوظيفةُ الاجتماعيَّةُ المعْنَية بإشكالاتِ المُجْتَمَعِ وهُمومِه، الَساعية إلى إلى القضاءِ على أمْراضِهِ وأخطائِه.
  • التطوُّرِ الفَنِّيِّ ممثلا في عناية كتَّابُها بالجانب الجمالِيِّ والشَّكْلَيِّ إلى جانب عنايَتِهم بالمضمونِ.
  • تيَّاراتِ القصَّة القصيرةِ في سيرورة تطورها من الاعتناء بالحادثة، إلى الاهتمام بالشخصية، إلى التركيز على الشعور واللاشعور، إلى الاحتفال بالفكرة المادية أو الرمزية أو الأسطورية .
  • تنصيص الناقد على سعي كاتب القصة القصيرة دائما إلى تجاوز النمذجة وتجاوز الواقع وتجاوز ذاته أيضا.

تحليل النص

الإشكالية المطروحة

طرح الكاتب إشكالية تجنيس القصة القصيرة من حيث ماهيتها فذكر أنها عرفت في تعاقبها الجمالي والكرنولوجي أربع مراحل فنية هي مرحلة التأسيس ومرحلة التجريب ومرحلة التأصيل ثم مرحلة التجنيس فينبني فن القصة القصيرة على شعرية الصورة البلاغية والتركيب الشاعري والدرامي السردي واستغلال بلاغة الانزياح واستخدام الذاكرة ومخاطبة الذهن وتنويع الأزمنة السردية والصياغات الأسلوبية واللغوية ومن أهم القضايا الدلالية التي تطرقت إليها القصة القضايا السياسية والاجتماعية والهموم المحلية والوطنية والقومية.

المفاهيم والقضايا

تضمن النص العديد من المفاهيم النقدية والاجتماعية، نذكر منها العلوم الألسنية يعود تاريخها إلى القرن 20م، وهو علم يرتكز على الأسس العلمية المبنية على التجربة والملاحظة والاستنتاج مع ربطها بالعلوم الأخرى مثل علم النفس وعلم الاجتماع والفلسفة، وهو علم أصبح يهتم به جميع الأدباء والكتاب من شعراء وقاصون.

المصطلح النقدي للقصة القصيرة : تشكلت ملامحه لدى النقاد منذ أكثر من خمسة عقود أوتزيد، فالنقاد اصطلحوا على تسمية القصة الطويلة بالرواية وعندما تعددت أجزاؤها سموها الرواية الملحمية ثم أطلت علينا مؤخرا أنواع جديدة من القصة أطلق عليها النقاد بأسماء القصة القصيرة جدا، القصة الوميضة، القصة الصورة،  القصة الخاطرة. تلقي القصة القصيرة ووظيفتها الاجتماعية إنها ترفض القارئ الذي يقرؤها قراءة سطحية وتتصالح مع القارئ الذي يتجاوز قراءة السطور محاولة التفسير والفهم وأخذ المعنى الضمني، وعندها تكون القراءة عبارة عن حوار ممتع بين القارئ والقصة من أجل إعطاء معان متعددة من خلال التأويل.

طرائق العرض

ينوِّعُ الكاتب في طرائق عرْضِ محمولاته الفكرتِة وأساليب صياغتها، مركزا على أساليبِ التَّفْسيرِ عامة ومنها: التَّعريفَ لبيانِ خصائِصِ المُعَرَّفِ للقارئِ، ومن ذلك قوله في تعريف القصة : “هي شعورٌ خاطفٌ ولحظة من عمر الزمن ..، والقصة القصيرة فنٌّ دراميٌّ أداتُه اللُّغة، وأسلوبُه الحوار والسّرد… “، وإلى جانبِ التَّعريفِ اتكأ الكاتب على الوَصْفلملاحقة تفاصيل التصور الذي يعرضه واستكمال الكفاية التفسيرية الملائمة للموقف النقدي، من ذلك قوله : ” وهو فنَّانٌ شديد الفرديَّة، يتلقى الحياة بحساسية خاصة…”، واهتم أيضا بشكل واف بالسرد ووظيفة الإخبارية الطاغية لتوفير كتل المفهومات اللازمة لإضاءة القضية الرئيسية للنص، والمسعفة في حمل المتلقي على الاقتناع بالتصور المبسوط أمامه، ومنه ” والقصة القصيرة تعرفُنا بشيء نعرفُه مسبَقاً، ونعيده يوميّاً، وهي تعرضُه في شكلِ لقطةٍ أو جزئيَّة ما، أو فكرةٍ محددة “، ورابعُ أساليب التفسير الموظفةُ في النَّصِّ هي المقارنة حيثُ يعرض الكاتبُ لأشكال التَّداخُلِ بين فنَّيْ القصة القصيرة والشِّعر في خاصية “الكثافة الشعريَّة” التي ترتهن إلى اللمح والإشارة والترميز واللفظ القليل المشع بأفق رحب من الدلالات والإيحاأت، و بين الرِّواية والقصَّة القصيرة في التَّعبير عن الحياة الاِجتماعية والانبناء عَلَى “السَّرد والحوار والوصف”. وقد أدَّتْ الطرائق مجتمعةً دوراً أساسيا في تدعيم فِكرةِ الناقد وتمتين بنيتها المنطقية لإقناع المتلقي بفاعليةِ هذا الفنِّ الجديدِ على التَّعبيرِ عنِ المجتمعِ ومعالجةِ اختلالاته، وفي ارواء التعطش الوجداني والجمالي لمتلق حاصرته تعقيدات المجتمع الحديث.

أما بخصوص السَّيرورة الحِجاجيَّةَ فقدِ توسل الكاتبُ بالأسلوب الاستنباطِيَّ في بناء مدخلاته ومخرجاته المنطقية، فانتقل منَ العامِّ إلى الخاصِّ ومن الكلِّ إلى الجزءِ؛ واستهل النَّصَّ بالإشارة إلى نشأة القصّةِ القصيرةِ ثم انْتَقل بعدَ ذلك إلى رصْد خصائصها ومُجملِ تيَّاراتها ووظائفها، وإلى جانب الأسلوبِ الاستنباطيِّ عوّل الكاتبُ على أسلوبَ الجرْدِ والاستقصاء فيما يشبه الاستقراء فاستعرض مكوِّناتها من لغةٍ وأسلوبٍ وسردٍ وحوارٍ وحدود ووظيفةٍ وعلاقة بأشكال إبداعية أخرى، ويكمُن دوْر هذين الأسلوبين في استيفاء تفاصيل الظاهرة المرصودة ، وتوضيح أبعاد المعروض المنطقي ومحاصرة احتمالات الالتباس وسوء الفهم التي قد تعرض للمتلقي.

نجح الكاتبُ إذن في نصِّه في تعريفِ القصَّةِ القصيرةِ وعرض ملابساتِ نشأتها، ورصد جملة من خصائصها وتياراتِها دونَ أن يهمل الإِشارة إلى وظيفتها وصعوبات مقاربتها، وقدْ قصد ذلك بيانِ قدرةِ القصَّة القصيرة على نقْدِ المجتمعِ منتصِراً لهَا على حساب الرِّوايةِ، واستخدَم من أجل ذلك أساليب توزعت بيْنَ اللُّغةِ العلميَّةِ النقدية الواصفة المشبعة بمصطلحات تحيل إلى مجلات الكتابة الأدبية والممارسة النقدية ونظريات التلقي والمجتمع والمبدع وبين الجُمَلِ الطَّويلةِ الإخبارية بنفسها التقريري والتفسيري ، وبين طرائقِ العرضِ المختلفةِ من تعريفٍ وسردٍ ومقارنة ، إضافةً إلى الرَّوابط اللغوية والمنطقية التي أسهمت في إحكام الانسجام التركيبي والدَّلالِيِّ والعُضويِّ بين مكوِّناتِ المقالةِ واتساق بنياتها المختلفة المحيلة إلى أطر مرجعية متعددة ومفاهيم متنوعة مرتبطة بالإبداع والمبدع والمتلقي والسياق. كلُّ ذلك ساعَدَ الكاتبَ في عرْضِ فكرتِه ومناقشَتِها.

تركيب وتقويم

بناءً على ما سبق نستطيع أن نقول إنه بات بوسعنا اعتقاد صحة الفرضية التي انطلقنا منها في بداية تفكيكنا لهذا النص، وهي كونه ينتمي إلى جنس المقالة النقدية الأدبية التي تثير إشكالات جوهرية مرتبطة بماهية القصة القصيرة وسماتها المميزة ووظائفها الموزعة بين الانشغال بالهاجس الاجتماعي والرهان الجمالي. ونعتقد أن الكاتب كان موفقا إلى حد كبير في انحيازه إلى هذا الجنس الأدبي الأكثر انتشارا في العصر الحديث، غير أننا لا نوافقه في كون القصة القصيرة وحدها تمتلك مفاتيح نقد الواقع وتصحيح اختلالاته، لأن وظيفة كهذه تحتاج إلى تضافر كل الفنون التعبيرية.

أساليب الحجاج 2 – مقومات الحجاج اللغوي والبلاغي – الدروس اللغوية – اللغة العربية

عنوان الدرس : أساليب الحجاج 2 – مقومات الحجاج اللغوي والبلاغي

المادة : الدروس اللغوية – اللغة العربية

الشعبة: اداب وعلوم انسانية

المسالك: مسلك اداب ومسلك علوم انسانية

تقديـم

للحجاج مقدمات تخضع للاختيار، واختيار المقدمات يخضع بدوره لطريقة العرض (إجادة الكلام والكتابة وفن التعبير)، فطريقة العرض وتقنياته اعتبرت في الماضي روح الخطابة. لقد ظهرت منذ السبعينيات من القرن العشرين نظريات لسانية، حاولت تجاوز المفهوم التقليدي للحجاج، كما أرسى دعائمه أرسطو، وطوره أنصار البلاغة الجديدة. وتقوم هذه النظريات على أن اللغة تؤدي بالأساس وظيفة حجاجية؛ فالحجاج يعتمد، إضافة إلى الاستدلال العقلي، عوامل التأثير العاطفي وبلاغة شكل الخطاب. إنه من هذا المنظور علاقة بين عملين لغويين لا بين قضيتين، ومن هنا بات بالإمكان فحص مختلف الأساليب والظواهر اللغوية : الدلالية، والصوتية، والتركيبية، والصرفية، والبلاغية.. من منظور حجاجي.

فما هي الخصوصيات الحجاجية لبعض الأساليب اللغوية والبلاغية ؟ وما هو الدور الحجاجي للأساليب النحوية والبلاغية ؟

التمثيل

  1. جاء في النص التطبيقي لنجيب العوفي: “وعلى الرغم من المحاولات الدائبة التي قام بها دعاة التجديد والابتداع لزعزعة هذا “العمود الحديدي”، إلا أن رسوخه كان أقوى..”
  2. وجاء في نص “من البنية إلى الدلالة” : ” وإذا نحن تأملنا هذه المقطع الأول بصرف النظر عن تسلسل الكلام في أبياته ألفناه يصرف عناصر ثلاثة ثم تحديدها في البيت الأول ”
  3. وجاء فيه أيضا : ” على أن الذي ينفي نفيا نهائيا ظرف النداء ونصه إنما هو البيت الأخير المتضمن لنص الجواب..”
  4. وجاء في نص ” المنهج البنيوي” : ” لم يتعرض البنيويون بشكل مباشر لتحديد علاقة الأدب كأعمال إبداعية ـ بالحياة، لأنهم منذ البداية جددوا مجال عملهم : إنه ليس لغويا، ولكنه ميتالغوي”
  5. قال تعالى : ” مثل الذين حُمِّلوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا ” (سورة الجمعة ـ آية : 5)
  6. وقال أبو تمام : لا تسقني ماء الملام فإنني صبٌّ قد استعذبتُ ماء دموعي
  7. يقول البارودي في قصيدته (لي في من مضى مثلُ) : قؤول، وأحلام الرجال عوازبُ صؤول، وأفواه المنايا فواغرُ – زُرْقٌ حوافرُه، سُودٌ نواظــــــرهُ خُضْرُ جحافله، في خلْقه مَيَلُ
  8. ” هذا الناقد بنيوي المنهج، إذن فإنه سيصف البنية الناظمة للنصوص التي يحللها. ”
  9. ولا اختلاف بين هذين المقطعين إلا في الظرف يأتي بيتا واحدا على ستة أبيات في الأول، وبيتين على ثلاثة في الثاني، ولكنه اختلاف اتساق يحكمه منطق هندسي دقيق”( من نص:”من البنية إلى الدلالة”)
  10. يقول الكاتب في نص (من البنية إلى الدلالة) : ” وقد سيطر التقابل على بنية القصيدة حتى قابل ظرف المقطع الأول ظرف المقطع الثاني، ونفى الجواب في المقطع الثاني النداء في المقطع الأول “.

التحليل

أساليب الحجاج اللغوية

1) اُعتمد العوفي في المثال الأول على التوصيف (العمود الحديدي)، للتعبير عن وجهة نظره تجاه الموضوع، وهي وجهة نظر تُضمر أحكام قيمة تستهجن صرامة الأسس الشعرية في “عمود الشعر” من خلال النعت، الذي نهض بدور حجاجي لكونه يُفضي إلى إصدار حكم إيجابي للتحسين أو التقدير، أو حكم سلبي للتقبيح والاستهجان. لذا فالملفوظ الحجاجي على عكس الملفوظ الاستدلالي يقوم على تعدد الدلالات والتأويلات، وهو مُعطى محفوف بالغموض.

إن من مظاهر اختيار المعطيات وجعلها ملائمة للحجاج اختيار النعوت أو الصفات Lيس چهويخ ديس قواليفيچاتيونس فالصفات تنهض بدور حجاجي يتمثل في كون الصفة إذ نختارها تجلو وجهة نظرنا وموقفنا من الموضوع ويبدو هذا خاصة حين نجد صفتين متناظرتين ولكنهما متعارضتان قابلتان لأن تظهرا في الخطاب، ويكون اختيار إحداهما كاشفا عن رؤيتنا الخاصة، فأن نقول مثلا “إن فلانا سارق”، يكون القصد الحجاجي من إطلاق الصفة هو تحديد نوع الموقف الذي ينبغي أن يحكم به عليه، أي نوع العقاب الذي عليه أن يلقاه. إن من مقومات الحجاج النعوت باعتبارها مُفضية إلى التصنيف.

2) صيغ المثال الثاني تركيبيا باعتماد أسلوب الشرط حيث تلازمت النتيجة الكائنة في جواب الشرط، بتحقق فعل الشرط، وارتبطا سببيا تتابعيا. ويعبر الشرط عن التفكير الاستنتاجي واستدعاء السابق اللاحق.

3) في المثال الثالث : تكمن حجاجية أسلوب القصر في الحصر؛ حيث يُضيِّق الإمكانات الحجاجية للقول ويقيدها في معنى واحد.

4) ينفي الكاتب في المثال الرابع عن المنهج البنيوي تحليل النصوص الأدبية في إطار علاقتها بما هو خارج النص. وحجاجية النفي تتمثل في كونه لا يرد إلا في مقام مواجهة الغير والرد على إثباتٍ حاصلٍ أو ممكن الحصول من قِبل الغير.

5) في المثال الخامس آية كريمة فيها تشبيه، وحجاجيتها في وضوح المشبه به وقوته. وفي المثال السادس استعارة ، وهي أقوى تأثيرا من التشبيه. و تكمن حجاجية الصور في المثالين الخامس والسادس في حفزها للمتلقي على البحث عن العلاقة التي تجمع بين الطرفين، وهي علاقة يمكن اعتبارها علاقة استلزامية، تتحدد في التوضيح والإفهام. علما أن الاستلزام والاستدلال عموما في الحجاج ينبني على النسبية والاحتمال، وليس على اليقين كما هو الشأن في البرهان.

من الأشكال والصيغ اللغوية ذات المدى الحجاجي الوجوه أو الصور البلاغية Fيعوريس التي كثيرا ما نُظر إليها نظرة أدبية حصرتها في وظيفة التحسين والتنميق. ومن هذه الصور البلاغية التي تساعد على التوحيد بين الخطاب وجمهوره، وتُمهد السبيل إلى إقناعه “التعريف الخطابي”، وهو صورة تُستخدم لا على سبيل شرح معنى كلمة، وإنما لتُبرز بعض المظاهر الحافلة بواقعة ما مما قد يعزب عن ذهن السامع. ومن هذه الصور البلاغية كذلك الكناية والمجاز المرسل، والاستدراك، والإسهاب L’امپليفيچاتيون ، والالتفات في الأزمنة، وفي الضمائر والتلميح والشاهد والاستفهام..

7) افتخر الشاعر في المثال السابع بتفرده في قول الشعر، وبتميز فروسيته أمام المهالك. ولإيصال هذا المعنى وتقريره في نفس المتلقي، عمد إلى خلق نوع من المشابهة بين الوحدات المعجمية المكونة للشطر الأول، مع مقابلاتها في الشطر الثاني، مشابهة مست المستويين النحوي والصرفي. وهذا التوازي يخلق لدى المتلقي المتعة، ويمكنه من إدراك الحجة بيُسر إذا صيغت في أفكار متقابلة. وهكذا فإن جميع أوجه الموازنات الصوتية تصير وسائل حجاجية مهمة.

وفي نفس قصيدة البارودي تم تكرار بعض الحروف، والكلمات، والصيغ الصرفية، والنسق العروضي.. وغيرها من المواد الصوتية التي يُكْسِبُ تراكمها النصَّ الشعري شعريته. والتكرار اللفظي الخالص يفيد معنى التأكيد أو التكثير أو التعجب، أما تكرار اللفظ واختلاف المعنى (الجناس) فهو تأكيد لاختلاف المعنى. بينما يُضفي الوزن / البحر الشعري على القصيدة توازيا غير منظور بتكرار تفعيلة واحدة أو تفعيلتين على الأكثر. وهذا التكرار (سواء كان صوتيا أو لفظيا أو تكرار مضمون) يوحي بشدة حضور الفكرة المُزمع إيصالها، ويعمل على تثبيتها وضمان إذعان المتلقي لما يُقال. من تم فالتكرار وسيلة حجاجية مهمة أيضا.

لا يمكن دراسة البُنى الأسلوبية منفصلة عن أهدافها الحجاجية، فحتى ما ينشأ في الخطاب من تناغم وإيقاع وغير ذلك من الظواهر الشكلية المحضة يمكن أن يكون له تأثير حجاجي من خلال ما يتولد من إعجاب ومرح وانبساط وحماس لدى الجمهور.

من طرائق العرض الحجاجية اعتماد الإطناب والإيجاز(فالإيجاز خصيصة الآيات المكية لتحريك العواطف، والإطناب خصيصة الآيات المدنية لقيامها على الاستدلال ومقارعة بني إسرائيل بالحجة). والتكرار لإبراز شدة حضور الفكرة المقصود إيصالها والتأثير بها، وكذلك كثرة إيراد الحكايات الدائرة حول الموضوع وإن تضاربت في شأنه، وذلك للفت النظر إلى أهميته.

من جهة أخرى فإن من أكثر ما يساعد على الإشعار بمدى حضور الحدث الإشارة إلى مكان وزمان حدوثه، واستخدام اللفظ الحسي المجسد دون اللفظ المجرد، كقول شكسبير ” أولئك الذين اخترقت خناجرهم جسد القيصر” بدل أن يقول (أولئك الذين قتلوه)، فمن شأن اللفظ الحسي أن يزيد في درجة الحضور.

نستنتج أن انتقاء المتكلم لمفردات لغته وتشكيله الفني للمادة الصوتية لا يخلو من مقصدية ودلالة وطويَّة تتناسب ومعطيات مقام معين. وهذا هو سر القيمة الحجاجية لتلك المكونات اللغوية والفنية.

الروابط اللغوية / الحجاجية

الربط بين القضايا بواسطة أدوات الاستئناف التي تبني النتيجة على السبب، أو تُحدث هرمية في شأن القيم، مثل ( الواو، لكن..) ومن ذلك أيضا عبارات من قبيل (رغم أن، وإن كذا.. فإن..)، إنها تقنيات تُتيح للخطيب سلاسة انقياد السامعين إلى حيث يريد أن يقودهم. والكثير من الروابط اللغوية / الحجاجية، مثل : (حروف العطف، لكن، إذن، لهذا، حتى …) تؤدي وظيفة حجاجية تتحدد في نوعية العلاقة التي تربط بها بين السابق واللاحق من الأقوال.

إذا سلمنا بأن اختيار المفردات يخضع لمقصدية المتكلم الحجاجية، فإن هذا الانتقاء يخضع بدوره لسُلمية حجاجية تتجه تصاعديا من الأدنى إلى الأعلى، ومن الأهون إلى الأقوى، بحيث إن كل قول يصير حجة يُفضي إلى نتيجة. ولنستوعب ذلك أكثر نتأمل الأمثلة التالية :

8) يتضمن المثال الثامن حجة ونتيجة، أما الحجة فهي ” هذا الناقد بنيوي المنهج “، وأما النتيجة فهي ” فإنه سيصف البنية الناظمة للنصوص التي يحللها”، كما يتضمن رابطا يربط بين الحجة والنتيجة، دالا على الاستنتاج، وهو “إذن”.

9) يتضمن المثال التاسع رابطا حجاجيا هو “لكن” يفيد وجود تعارض حجاجي بين ما تقدم الرابط وما تلاه، إذ ما تقدمه يتضمن حجة تخدم نتيجة من قبيل “الظرف هو موطن الاختلاف بين المقطعين” وأما ما تلاه فيتضمن حجة تخدم نتيجة مضادة للنتيجة السابقة من قبيل :”هذا الاختلاف اتساق”، الشيء الذي وجه القول إلى النتيجة الثانية على اعتبار أن الحجة الثانية أقوى من الأولى.

10) في المثال العاشر نجد الرابط الحجاجي يتمثل في “حتى” التي تربط بين حجتين تخدمان نتيجة واحدة، وهي:”هيمنة التقابل في النص”، غير أن الحجة الواردة بعد الرابط أقوى من الحجة الأولى، لأنها تعكس أسمى تجليات التقابل.

ولنقف عند الروابط المنطقية التي ترعى تماسك أفكار النص الحجاجي وانسجامه:

الروابط المنطقيةأمثلتها
السببلأن – بما أن – بسبب …
الاستنتاجبناء على ذلك – لهذا – إذن – نتيجة ذلك – وعليه – تأسيسا على ما سبق …
التعارضغير أن – في حين – لكن – على الرغم من – خلافا لذلك – بالمقابل …
الافتراضإذا – فإن – لو – إنْ …
الغايةلكي – لأجل – قصد – بغية …

نستنتج أن الروابط بمختلف أنواعها تمثل البنية المنطقية المتحكمة في بناء النصوص الحجاجية.

الصيغ والموجهات التعبيرية ذات الوظيفة الحجاجية في عرض المعطيات

الكثير من الصيغ والموجهات التعبيرية تؤدي وظيفة حجاجية، ويمكن أن نذكر من هذه الموجهات :

  • التوجيه بالنفي: الذي يفيد في إبطال حجة الخصم، فالنفي إنما هو رد على إثبات فعلي أو محتمل حصوله من قبل الغير (المثال الرابع).
  • التوجيه الإثباتي: ويفيد التأكيد على فكرة ما، مثل استعمال “إن” للتوكيد، ويستخدم في أي حجاج.
  • التوجيه الإلزامي: وصيغته اللغوية هي الأمر، لكن ليس لهذه الصيغة قوة إقناعية وذلك على عكس ما قد يُعتقد، إذ يستمد الأمر طاقته الإقناعية من شخص الآمر وليس من ذات الصيغة، ولهذا يتحول معنى الأمر إلى الترجي حين لا يكون الآمر مؤهلا شرعيا لتوجيه الأوامر.
  • التوجيه الاستفهامي: صيغة ذات قيمة خطابية جليلة إذ يفترض السؤال شيئا تعلق به، ويوحي بحصول إجماع على وجود ذلك الشيء. كما أن اللجوء إلى الاستفهام قد يهدف أحيانا إلى حمل من وُجِّه إليه الاستفهام على إبداء موافقته، إذا أجاب، على ما جاء الاستفهام يقتضيه (ومن هنا كانت أهمية الاستفهام في نوع الخطابة المشاجرية Judiciaire).
  • التوجيه بالتمني: ومداره على الصيغ التي تفيد تمنيا، وهذه الصيغ يُستفاد منها الاعتماد على فكرة ما، أو رأي ما، تُقر به المجموعة، مثل” ليته ينجح “، فهو يستند إلى رأي، وهو أن النجاح مرغوب فيه.

وهناك صيغ لغوية أخرى لها بعد حجاجي شأن الأزمنة، واستخدام الضمائر يعوض بعضها بعضا.

نستنتج الكثير من الصيغ والأساليب اللغوية والبلاغية قوة حجاجية، مثل : النفي، والإثبات، والأمر، والاستفهام، والتمني

وظائف الحجاج

يضطلع الخطاب الحجاجي بعدة وظائـــف تبعا لأغراضه وسياقه، منها :

  • الاستدلال والبرهنة : تُعتبر هذه الوظيفة ذروة العملية الحجاجية، إذ من خلالها يسعى المحاجج إلى تقديم سلسلة من القضايا ينبثق بعضها منطقيا من بعض، وتحديد موقفه وفق استراتيجية معينة، مع الحرص على التأثير في المتلقي من أجل التصديق والانفعال.
  • الإقتناع / الوظيفة التصديقية : وتعني هذه الوظيفة حمل المتلقي على التصديق، انطلاقا من مقدمات تؤدي إلى نتائج، أو بواسطة نسق استدلالي يترك للمتلقي فرصة استخلاص النتائج أو العبر بنفسه، فيقنع المرء نفسه بواسطة أفكاره الخاصة وبحرية اختياره القائم على العقل.
  • الاقناع / الوظيفة التأثيرية : تتوخى الوظيفة الدفع بالمتلقي إلى التأثر والانفعال، واتخاذ موقف أو مواقف عملية، فمُرسِل الخطاب هو الذي يقنعه، وسبيله هو الاستمالة من خلال دغدغة عواطفه، وحُسْن توظيف الجانب الفني. إن مستوى الإقناع والتأثير يأخذ عدة مسارات انطلاقا من استراتيجية المرسل وأهدافه ومقام إلقاء الخطاب.
  • التداول : تقليب النظر في مشكل ما قبل أن يُؤخذ قرار ما في حقه.

أساليب الحجاج 1 – مسلمات الحجاج وتقنياته – الدروس اللغوية – اللغة العربية

عنوان الدرس : أساليب الحجاج 1 – مسلمات الحجاج وتقنياته

المادة : الدروس اللغوية – اللغة العربية

الشعبة: اداب وعلوم انسانية

المسالك: مسلك اداب ومسلك علوم انسانية

تعريف الحجاج

الحجاج لغة مصدر لفعل حاجج، ومعناه الغلبة عن طريق الإدلاء بالحجج والبراهين، واصطلاحا هو فاعلية جدلية تداولية، وحوار استدلالي يقوم على إيراد الحجة والبرهان لأجل إقناع الآخرين بفكرة، أو أطروحة، أو موقف، أو تصور معين تُجاه مشكل من مشاكل الحياة اليومية أو الاجتماعية، أو قضية ما للتأثير في المتلقين.

موضوع الحجاج دراسة تقنيات الخطاب التي تؤدي بالأذهان إلى التسليم بما يعرض عليها من أطروحات أو الزيادة في درجات ذلك التسليم”. وغاية كل حجاج ليست هي الصواب أو الصحة، بل التأثير والإقناع..

يمزج الحجاج بين الاستدلال العقلي وعوامل التأثير العاطفية وبلاغة الخطاب، ليحمل المتلقي على تعديل رأيه أو سلوكه أو مواقفه، فيُذعن لأطروحة ما أو يزيد تسليمه لها. وذلك استنادا إلى عناصر حجاجية ووسائل إقناع تتخذ مسارا محددا انطلاقا من استراتيجية المرسل وأهدافه ومقام إرسال رسالته، واستنادا إلى براهين وأدلة وأساليب تفسير ولغة فنية، أو تقريرية، تساعد في التأثير على المتلقي والدفع به إلى الإقتناع.

مسلمات الحجاج (منطلقاته / مقدماته)

يختار المحاجج مقدمات يكون الجمهور مسلما بها، ويعمد إلى جعلها تبدو حجاجية من خلال ترتيبها وفق مقصديته، ولنتعرف على نماذج من هذه المسلمات:

الوقائع Les faits

وتمثل المشترك الذي لا يكون عُرضة للدحض أو الشك بين الناس، فهي مُسلم بها. وتنقسم إلى وقائع مُشاهدة من ناحية، ووقائع مُفترضة من ناحية أخرى، مثل الوقائع الأدبية والثقافية (سوق عكاظ) (وقد تكون من الشعر والأحداث والعصر وأقوال الأدباء..)، والتاريخية (التقسيم السياسي للدول العربية) وقد تكون سياسية واجتماعية ودينية وطبيعية وعلمية. إن الوقائع والأحداث تعلل وجود الظاهرة أو التجارب باعتبارها وقائع تتضمن عبرة أو موعظة..

الحقائق Les réalités

أنظمة أكثر تعقيدا من الوقائع، وتقوم على الربط بين الوقائع، ومدارها على نظريات علمية أو مفاهيم فلسفية أو دينية..

الافتراضات Les présemptions

تحظى هي كذلك بالموافقة العامة، ولكن الإذعان لها والتسليم بها لا يكونان قويين حتى تأتي في مسار الحجاج عناصر أخرى تُقويها. وتُحَدد بالقياس إلى العادي Lي نورمال أو المحتمل Lي ڢرايسيمبلابلي ، وهما يتغيران بتغير الحالات (فالعادي بالنسبة لك هو غير ذلك بالنسبة لشخص آخر)، كما يتغيران بحسب الجماعات البشرية في كل مجالات الحياة.

القيـم Les valeurs

تنطبق القيم على الأقوال الذي يُتجاوز فيه الحياد، وتخضع لتراتبية معينة، بحيث إن ترتيبها في البنية الحجاجية أهم من القيم في حد ذاتها والقيم نوعان : مجردة (العدل، الحق) ومحسوسة ( الوطن، الأمة..). إن عرض الأدلة يستند إلى قيم و معايير معينة مثل : القيم الاجتماعية : العادات والأعراف والتقاليد المتداولة اجتماعيا ، والقيم الأخلاقية : الحَسنُ والسيئ والواجب / القيم الدينية : الحلال والحرام، والجائز والمرفوض، والقيم الجمالية: الجميل والقبيح، والقيم العلميـة : الخطأ والصواب..

الهرميات Les hiérarchies

ليست القيم مطلقة، بل هي خاضعة لهرمية ما؛ فالجمال والنافع.. درجات. والهرميات بعد ذلك نوعان : مجردة، (مثل اعتبار العدل أفضل من النافع)، ومادية محسوسة، (كاعتبار الإنسان أعلى درجة من الحيوان، والإله أعلى درجة من الإنسان). إن البنية الحجاجية أهم من القيم نفسها. وإن كانت تسلم بها جماهير سامعين عدة، فإن درجة تسليمها بها تكون مختلفة من جمهور إلى آخر، وهو ما يعني أن القيم درجات وليست كلها في مرتبة واحدة. إن ما يميز كل جمهور ليس القيم التي يسلم بها بقدر ما يميزه ترتيبه إياها.

تقنيات الحجاج

وهي الأدلة التي تقوم على مبادئ منطقية ونذكر منها:

  • عدم التناقض: تناقض قضيتين داخل سياق واحد كأن يُقال (إن المنهج البنيوي يصف الظواهر المدروسة ولا يصفها).
  • التحديد / التعريف/ الشرح: تحديد ماهيته الشيء وشرح مدلوله وتحديد وظائفه وصف خصائصه.
  • الوصف: وصف مكونات الظاهرة وعناصرها.
  • التوقع: الاستدلال على قضية بإمكانية وُقوعها. كقولنا: إذا أغرق الشاعر في الرمز و الإيحاء، فمن المحتمل أن يُنفر القارئ من قراءة هذا الشعر.
  • الافتراض: افتراض آثار أو نتائج ستحدث إذا طبقنا أو استعملنا معطى معينا. (إذا آمنا بلا جدوى التقسيم السياسي، فلا بد أن نصل إلى تحقيق وحدة الأدب العربي بإعادة النظر في مواده وأصوله..).
  • البديل: طرح بديلين / بدائل، وواعتبار اختيار أحدها له نتائج معينة في قبول الدعوى أو رفضها. (إما نُبسط الشعر للقارئ ونُضحي بالشاعرية، وإما نحافظ على شاعرية القصيدة ويرقى القارئ إلى مستواها ).
  • التضمن: وجود قضية تضمن أخرى (قياس مُضمر) ويعني إضمار النتيجة في المقدمات. ( إذا كان الشاعر من جيل الشباب فمن الطبيعي أن يتبنى نظرتهم إلى الشعر).
  • إدماج الجزء في الكل: وفيه تتم البرهنة على أن ما يصدق على الكل يصدق على الجزء.
  • التقسيم أو الاستقصاء: تقسيم الكل إلى أجزاء.
  • التضاد : البرهنة على صحة القضية من خلال فساد نقيضها.
  • المقارنة: تقويم الشيء بالنظر إليه من زاوية الآخر.
  • التشابه: أسلوب نفسر به ظاهرة عن طريق مقارنتها بظواهر تشبهها
  • الوصل السببي/ التعدي: يكون بين ظاهرة وبين نتائجها أو مسبباتها. كأن نبين تعالق أو ارتباط قضيتين أو مسألتين، بواسطة ثالثة تُوجد بينهما مثل ( إذا كانت الثورة دعوة إلى التجديد، وكان الشاعر الحديث ثوريا، فمن البديهي أن يتبنى التجديد ). و الوصل السببي له ثلاثة أضرب حجاجية: حجاج يرمي إلى الربط بين حدثين متتابعين بواسطة رابط سببي، مثل: اجتهد فتنجح ، وحجاج يستخلص من حدث ما وقع سببا أحدثه وأدى إليه، مثل: نجح لأنه اجتهد، وحجاج يرمي إلى التكهن بما سينجر عن حدث ما من نتائج، مثل: هو يجتهد فسينجح.
  • البراغماتية: تقويم عمل أو حدث ما باعتبار نتائجه الإيجابية أو السلبية.
  • الاتجاه: تحذير من مغبة انتشار ظاهرة ما ( الاهتمام بالبيانات المرتبطة بالمؤلف يُلغي أدبية النص )
  • السلطة: تُتخذ أعمال أو أحكام شخصية ذات سلطة حجية على صحة أطروحة ما. كأن يُستدل على شيء ما انطلاقا من أقوال العلماء، أو الأنبياء، أوالرأي العام.
  • الرمز: إذا عرف المتلقي نوع العلاقة الرابطة بين طرفيه غدا حجة.كأن يوظف المتكلم رمزَ الميزان في حجاجه.
  • الاستشهاد: الشاهد حجة جاهزة، يُستعان بها لتقوية درجة التصديق ولغاية التوضيح. ويعني اللجوء إلى أقوال ومأثورات من الثقافة الرائجة كاستشهاد نجيب العوفي بأبيات شعرية في سوسيولوجية القصيدة العربية.
  • الإخبار: تقديم معلومات أو بيانات تُدَعِّمُ وِجهة النظر المعارضة. ( الحداثة اليوم في العلم كما في الأدب والفلسفة والمناهج والاجتماع والاقتصاد لا وطن لها ).
  • السرد والحكي: أسلوب، توظف فيه الأحداث والوقائع لتفسير مفهوم أو موقف. كسرد أحداث أو وقائع تفسر وتعلل ظهور تجربة الحداثة.
  • التمثيل: حجاجيته تكمن في كونه ليس علاقة مشابهة ولكنه تشابه علاقة. وتدخل فيه الاستعارة إذا تم تكييفه. يقول تعالى:”مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذ بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت (العنكبوت / 45). فالعلاقة بين العناصر ليست علاقة تشابه بل تشابه علاقة، بل علاقة المشركين بأوليائهم تُشبه علاقة العنكبوت ببيته.
  • التماثل: صيغة التماثل ليست إلا طريقة شكلية نتوخاها في تقويم شيء ما تقويما إيجابيا أو سلبيا عن طريق الحشو. كقولنا : “حين أرى ما أرى أفكر فيما أفكر” أو “الرجل رجل”.
  • السخرية: السخرية بالرأي المعارض لبيان خطأ موقف الخصم. ومجاله المقال في علاقته بالمقام. ( السقوط من على ظهر الحمار أكثر إيلاما من السقوط من على ظهر الجمل، لكون الأخير يعطي الفرصة للساقط أن يتهيأ للسقوط ).
  • السؤال والحوار: أي طرح أسئلة تدعو إلى حوار مع المتلقي. ( لاحظ الطابع الحجاجي / الإقناعي للحوار المبني على السؤال والإجابة بين الشخصيات في مسرحية ” امرؤ القيس في باريس” ).

مسار الحجاج (مسار الاستدلال / أساليب بناء المفهوم)

أسلوب الاستقراء/ القياس الاستقرائي

وهو الانطلاق من مقدمات جزئية للبرهنة على صحة النتيجة؛ أي من الأمثلة والظواهر إلى المفهوم العام، ويتحقق بالخطوات التالية : الظواهر والأمثلة التي تميز المفهوم ـ العلاقة المشتركة بين تلك الظواهر ـ تعميم الخصائص على سياق مغايرـ استقراء مفهوم عام.
لقد استخدم الكاتب أسلوبا استقرائيا انتهى فيه إلى حكم عام يؤكد فيه صحة منطلقه، مفاده تحكم بنية الثبات في القصيدة كلها.

أسلوب الاستنباط / القياس الاستنباطي

وينطلق من مقدمات أو مسلمات عامة للوصول إلى حالات خاصة؛ أي من الفرضية الكلية، وتأتي بعد ذلك المقدمات لتأكيد الفرضية أو دحضها. ويتحقق بالخطوات التالية : تقديم تعريف مجرد للحداثة الشعرية مثلا ـ فحص صحة التعريف بأمثلة وظواهر ـ البحث عن العلاقات المشتركة بين الظواهر والأمثلة ـ تعميم الخصائص على أمثلة أخرى ـ تأكيد المفهوم المُصاغ في البداية أو دحضُه.

أسلوب القياس

من أشكال الاستنباط نخلص فيه إلى نتيجة انطلاقا من قضيتين إحداهما صغرى والأخرى كبرى.

الأسلوب الاضرابي

يدعي المحاجج إيهاما قبوله بأطروحات الخصم ليدحضها في ما بعد.

ويعتمد الحجاج في الاستقراء والاستنباط معا على علاقة لزومية بين المقدمات والنتائج.

Ads
Ads Ads Ads Ads
Ads