Ads Ads Ads Ads

التطورات السياسية والإجتماعية في العالم الإسلامي – دروس التاريخ – التاريخ والجغرافيا – الجذع المشترك علمي

المستوى: الجذع المشترك علمي والتكنولوجي

المادة : دروس التاريخ – التاريخ والجغرافيا

عنوان الدرس : التطورات السياسية والإجتماعية في العالم الإسلامي

تقديم إشكالي

تزامن امتداد النفوذ العثماني بالضفة الجنوبية مع ظهور السعديين بالمغرب، وارتبط ذلك بتحولات سياسية وعسكرية فرضت على العالم الإسلامي ضرورة التحرك للحفاظ على كيانه السياسي، والدفاع عن كيانه الترابي بكل الوسائل الممكنة.

  • فما هي الوسائل الإدارية والعسكرية التي عملت على تحقيق هذه الغاية؟
  • وكيف أصبح الوضع الديني والاجتماعي في ظل هذا الظرف خلال القرنين 15و 16م؟

طبيعة النظام السياسي والإداري والعسكري للإمبراطورية العثمانية خلال القرنين 15و 16م

اعتمد العثمانيون على جهاز إداري مركزي ومحلي

الجهاز الإداري المركزي

تشكلت الإدارة المركزية من العناصر الآتية:

  • الباب العالي: وهو أعلى سلطة، تتجسد في قوة السلطان المستمدة من قوة جيشه، وهذا اللقب كان يطلق على الحكومة العثمانية، ويعني في الأصل “قصر السلطان”، وقد لقب السلطان العثماني بعدة ألقاب “البرين “و” البحرين” حاميا الحرمين الشريفين، وكانت له سلطة مطلقة تنفيذية وتشريعية وقضائية، باستثناء الأمور الإسلامية.
  • الصدر الأعظم: أعلى منصب بعد السلطان، وهو رئيس الوزراء، ورئيس الديوان، يعين الجيش وجميع المناصب الإدارية المركزية أو الإقليمية.
  • الدفتر دار: المكلف بالشؤون المالية وحساب مواردها ومصاريفها، وهو يلي الصدر الأعظم، يتمتع بحق تقديم العرائض المالية
  • للسلطان.
  • الكاهية باشا: الموظف العسكري الذي يتكلف بتسيير الشؤون العسكرية للإمبراطورية.
  • الشاوس باشا: موظف ينفذ الأحكام القضائية التي يصدرها القضاة.
  • رئيس الكتاب: هو كاتب السلطان مهمته جمع القوانين.
  • مجلس الديوان: يشرف على تسيير الشؤون العامة للدولة، وهو أهم مجلس يقدم اقتراحات للسلطان أو للصدر الأعظم.
  • شيخ الإسلام: إصلاح الفتاوى الشرعية.

كان للانتماء المجالي تأثير كبير على وضعية ومكانة صاحب منصب ما، ويتمثل ذلك في تراتبية أجهزة الدولة العثمانية، وفيما يخص بروتوكول الاستقبال، فقاضي الرميلي كان أقرب وأعلى مكانة للسلطان من قاضي أناضول، هذان القاضيان أول من يدخل على السلطان، يليهما الوزير الأعظم والثاني والثالث ثم رئيس الكتاب ورئيس بيت المال، ولا يرى غيرهم.

الجهاز الإداري المحلي في الإمبراطورية العثمانية

كانت الدولة العثمانية تنقسم إلى مقاطعات (سناجق)، وعلى رأس كل مقاطعة وال “سنجق بك” له اختصاصات عسكرية وإدارية يساعده ديوان وصوباشي (وهو ضابط أمن بصفة أساسية)، وبعد اتساع أطراف الإمبراطورية أصبحت تضم ألوية جديدة كان من الصعب ربطها بالعاصمة، فاضطرت الدولة إلى ضم عدد منها في ولاية واحدة، وعين على كل رأس ولاية أمير أمراء الألوية (بكلر بك).

ساهم الجيش في تركيز نفوذ الدولة العثمانية

العناصر المكونة للجهاز العسكري في الإمبراطورية

كانت عناصر الإنكشارية تتلقى تربية إسلامية، وكان هناك قانون داخلي نظم علاقات هذه العناصر مع بعضها البعض، ومنع الزواج طيلة مدة الخدمة العسكرية، وفرض عليها الطاعة المطلقة، مما جعل عناصر هذا الجيش تفقد روابطها الأصلية دون أن تستطيع اكتساب روابط جديدة، مما أحيا لديها روح الجماعة المهنية، وروح الولاء لعرش السلطان، كما كانت عناصر الإنكشارية تتكون من أسرى الحرب، وأصبحت الإنكشارية في نهاية القرن 15م من أهم الفيالق العسكرية التي تسترد إليها الدولة، وقد أبان هذا الجيش في مرحلة قوة الدولة العثمانية عن انضباط كبير وقوة دفاعية أكسبتها هيبة كبيرة في الداخل والخارج، ومن وظائف السباهية أنهم كانوا يشكلون ما يسمى بالتيمار العسكري، وهو نظام يمكن جيش السباهية (الخيالة) من إدارة الأراضي الزراعية (التيمارات) التي تسلم لهم مقابل خدماتهم في الجيش، ويقومون أيضا بجمع الضرائب من الفلاحين، ولا يتلقون أجورهم من الخزينة العثمانية، والسباهية كانوا أكثر عددا ويتوفرون على امتيازات اجتماعية أحسن من الإنكشارية، فالجيش كان يقوم بأدوار تتمثل في المحافظة على الأرض والاستقرار وقمع الثورات.

التجهيزات والمعدات العسكرية العثمانية

استخدم الجيش العثماني السلاح الناري منذ ظهوره وانتصرت فرقته المدفعية، كما انتصر بقوته العسكرية، إلا أنه تلقى هزيمة من طرف البنادقة في غاليبولي سنة 1416م، الشيء الذي حملهم على التفكير جديا في إنشاء أسطول بحري، وتجهيزه تجهيزا محكما من أجل حماية شواطئهم وفرض سيادتهم في البحر الأسود والبحر المتوسط، ومواجهة القرصنة، ودعم حركة الجهاد البحري ضد المسيحيين.

معرفة طبيعة الدولة والنظم السياسية والإدارية في المغرب خلال العهد السعدي خلال القرن 16م

طبيعة التنظيم السياسي والإداري بالمغرب خلال العهد السعدي

في المجال السياسي

تميز المغرب خلال حكم الوطاسيين بالتجرئة والتفكك السياسي، إذ لم يعد نفوذ الدولة يتجاوز القسم الشمالي ما بين واد أم الربيع وطنجة، مما أثار قبائل ضدها، هذا بالإضافة إلى الكوارث الطبيعية التي عرفتها المرحلة، حيث توالت سنوات الجفاف والمجاعة، ثم تفشي داء الطاعون، فانقسم المغرب إلى عدة إمارات، وقد شن الإيبيريون (البرتغاليون والإسبان) هجمة استعمارية على المغرب شملت السواحل الأطلسية والمتوسطية احتلت على إثرها سبتة من أجل السيطرة على التجارة الدولية للمواد النفيسة واستغلال السودان، كما شكلت عبدة ودكالة المصدر الأساسي للتزود بالحبوب، في خضم هذه الأوضاع تأسست دولة السعديين، التي وضعت حدا للأطماع العثمانية، وانتصرت على البرتغاليين في معركة وادي المخازن سنة 1578م، وقامت بضم بلاد السودان (إفريقيا السوداء خاصة الغربية) في عهد السلطان أحمد المنصور الذهبي.

في المجال الإداري المركزي

تشكلت الإدارة المركزية لدولة السعديين من العناصر الآتية:

  • السلطان: الذي كان يجمع بين السلطتين الدينية والدنيوية.
  • الحاجب: المسؤول الأول عن الحكومة وينظم الاتصال بين السلطان والولايات.
  • صاحب المظالم: يتلقى الشكايات ويرفعها إلى السلطان للبث فيها.
  • صاحب خزائن الدار: المشرف على أموال الدولة بقصر السلطان.
  • كاتب السر: يحافظ على سر الدولة.

كان السلطان يترأس الجهاز الإداري، وحمل كل ألقاب السلطة اعتبارا للأصل العربي السعدي، ونسبهم الشريف، واتخذ المغرب المركزي في عهد أحمد المنصور شكل جهاز سياسي إداري قوي شمل إلى جانب السلطان عدة مناصب عليا.

أهم المناصب في الإدارة الإقليمية
  • خليفة السلطان: من أبناء الأسرة الملكية، الوالي أو العامل في الإقليم.
  • القاضي: يصدر الأحكام
  • عمال الخراج: يجمعون أعشار المنتوجات الفلاحية.
  • شيخ القبيلة: يسهر على أمن الطرق بالمنطقة.
  • صاحب الشرطة: يحافظ على الأمن، و ينفذ العقوبات.
  • أمناء الحرف: يتدخلون للتحك مي من أجل جل النزاعات.

بالنسبة للإدارة المحلية أو الإقليمية فقد خضعت بدورها لتنظيم يدل على تطور واستقرار مؤسسات الدولة، وعن حرصها على بسط نفوذها، فتم توزيع البلاد إلى 12 ولاية أو إقليم، أسندت إدارتها لعناصر تحظى بثقة المخزن.

إبراز أهمية المؤسسات العسكرية في الدولة السعدية خلال القرن 16م

تنوعت العناصر المكونة للجيش السعدي والتي تمثلت في أفراد القبائل المغربية وخاصة قبائل سوس، بالإضافة إلى العرب ذوي الأصول الأندلسية (الموريسكيون)، والأتراك، والأوربيين، كما أنشأ السلطان أحمد المنصور الأسطول الحربي، وعمل على تحصين بعض الموانئ خاصة العرائش والرباط وسلا، وقد تعددت مداخيل الدولة السعدية في عهد أحمد المنصور، إذ شملت الضرائب، والرسوم الجمركية، وعائدات تجارة القوافل، ومصانع السكر، واستغلال المناجم، بالإضافة إلى غنائم معركة وادي المخازن.

طبيعة الأوضاع الدينية والاجتماعية في العالم الإسلامي خلال القرنين 15 و16م

الأوضاع الدينية والاجتماعية في الإمبراطورية العثمانية

كانت الإمبراطورية العثمانية تجمع بين شعوب متعددة الأعراق والديانات والثقافات، وتتكون من ولايات لكل منها تراثها التاريخي المختلف، مما فرض عليها ضرورة تبني التسامح الديني، وعدم الإقصاء، وحماية الاستقلال، وتمثل هذا التنوع الثقافي في:

  • انتشار الديانة المسيحية الأورتودكسية بعد ضم القسطنطينية.
  • المذاهب السائدة في الإمبراطورية هي المذهب السني مما يفسر خلافهم المستمر مع الصفويين الشيعة.
  • انتشار المذهب الحنفي بشكل كبير داخل الإمبراطورية وتهميش المذهب المالكي.
  • تعدد الطرق الصوفية رغم معارضة فقهاء السنة لها نظرا لمساهمتها في إحياء الحماس الديني إبان أول مراحل التوسع العثماني وخاصة فرقة الدراويش، على العموم كانت لدوي المناصب الدينية امتيازات عديدة: إعفاأت من الضرائب، مناصب مهمة، أملاك وضيعات …
  • شكلت الديانة الإسلامية أهم ديانة لأغلب السكان، وحظي رجال الدين بمكانة هامة مما أدى إلى خضوعهم للهرمية، المفتي الأكبر أو شيخ الإسلام، قاضيا (الرملي والأناضول) …

مظاهر الأوضاع الدينية والاجتماعية في المغرب السعدي خلال القرن 16م

الأوضاع الدينية

لعبت الزوايا دورا كبيرا كمؤسسة دينية اجتماعية: نشر العلم والمعرفة، مركز للصلاة والذكر والأدعية، تقوم بدور تربوي مهم في الأوساط الشعبية، ومأوى للمحتاجين وعابري السبيل، كما تعتبر الزاوية الجزولية من أهم الزوايا خلال هذه المرحلة وعنها تفرقت أهم الزوايا.

الأوضاع الاجتماعية

تنوعت العناصر السكانية للمغرب خلال عهد السعديين، فالأتراك والأوربيون، عملوا بالجيش، أما السودانيون فقد عملوا في القصور والحقول وأوراش البناء ومعاصر السكر، والأندلسيون عملوا بالتعليم والطب ووظائف متنوعة، وفي القرى مارسوا الزراعة والغراسة، وقد انقسم المغاربة إلى فئتين: فئة ذوي الامتيازات، وقد شملت رجال الحكم، رؤساء القبائل، أعيانها ومشايخها احتكروا التجارة والصناعة، واستفادوا من مجموعة من الامتيازات على شكل عطاأت وإقطاعات، وفئة عامة، وقد شملت الفلاحين الصغار والعمال في الفلاحة، مما سيؤدي إلى تمرد القبائل والسكان نتيجة التفاوت الطبقي الكبير وإثقالهم بالضرائب لاسيما بعد توالي الكوارث الطبيعية مما أدى إلى تضرر هذه الفئة الاجتماعية الصغيرة، كما لعبت المرأة في المجتمع السعدي عدة أدوار سواء على المستوى الفكري أو العلمي والاجتماعي (مساجدء مرافق اقتصادية…).

خاتمة

أدت التحولات السياسية بالبحر الأبيض المتوسط خلال القرن 16م إلى تقوية العثمانيين والسعديين للأجهزة الإدارية والعسكرية، والحفاظ على الخصوصيات الدينية والاجتماعية لضمان الصمود في وجه المد المسيحي الأيبيري.

المد الإسلامي امتداد النفوذ العثماني وبداية التدخل الأوربي – دروس التاريخ – التاريخ والجغرافيا – الجذع المشترك علمي

المستوى: الجذع المشترك علمي والتكنولوجي

المادة : دروس التاريخ – التاريخ والجغرافيا

عنوان الدرس : المد الإسلامي امتداد النفوذ العثماني وبداية التدخل الأوربي

تقديم إشكالي

خلال القرنين 15 و16م شكل العالم الإسلامي مجالا لاختبار موازين القوى بين العثمانيين والأوربيين، وامتد الصراع بين الطرفين ليشمل مناطق تجاوزت البحر المتوسط لتصل وسط أوربا ومنطقة المشرق العربي.

  • فما هي أسباب امتداد النفوذ العثماني والأوربي؟
  • وما هي مراحل توسع كل منهما؟

أسباب ومراحل امتداد النفوذ العثماني خلال القرنين 15 و16م

تعددت أسباب امتداد نفوذ العثمانيين

تتجلى هذه الأسباب في رغبة العثمانيين في السيطرة على مدينة القسطنطينية 1453م، واتخاذها عاصمة لإمبراطوريتهم لتأمين المواصلات بين مناطق نفوذهم الآسيوية والأوربية، كما عمل الأوربيون أيضا للرد على المحاولات البرتغالية الهادفة إلى خنق الاقتصاد العثماني والسيطرة على تجارة البحر المتوسط.

دوافع امتداد النفوذ العثماني بالعالم الإسلامي

سعى العثمانيون إلى مواجهة التدخل الإسباني والإيطالي بشمال غرب إفريقيا، ومواجهة التدخل البرتغالي ببحر عمان، والبحر الأحمر، والمحيط الهندي، وكذا السيطرة على الشرق الأقصى والهند، إضافة إلى حماية الحرمين الشريفين.

ساهمت عدة عوامل في توسيع نفوذ الدولة العثمانية خلال القرنين 15 و16م

مراحل امتداد النفوذ العثماني بأوربا

استولى السلطان العثماني محمد الفاتح على القسطنطينية لأهميتها الإستراتيجية والتجارية، كما ضم العثمانيون سنة 1463م منطقة البوسنة، واستطاعت جيوش السلطان سليمان القانوني دخول مدينة بودابست عاصمة بلغاريا بعد هزم الجيوش الأوربية في معركة موهاكس استعدادا للهجوم مستقبلا على النمسا وألمانيا، تم كما إخضاع جزر قبرص وكريت ورودس سنة 1573م.

مراحل امتداد النفوذ العثماني بالعالم الإسلامي

هاجم السلطان سليم الأول إيران وانتصر على الشاه إسماعيل في معركة “جال ديرات” سنة 1514م بسبب احتلال الإيرانيين للعراق، ونشر مذهبهم الشيعي بالمنطقة، كما استغل السلطان ضعف المماليك فاحتل الشام بانتصاره في معركة مرج دابق سنة 1516م، كما ضم مصر والحجاز، فأصبح العثمانيون يحمون الحرمين الشريفين، وخلال سنة 1518م تمكن العثمانيون من ضم الجزائر، وأخضعوا أيضا تونس لحكمهم سنة 1575م بعد هزم الحفصيين، والقضاء على الوجود الإسباني بالمنطقة.

أسباب ومراحل بداية التدخل الأوربي ونتائجه في العالم الإسلامي خلال القرنين 15 و16م

أسباب التدخل الأوربي بالعالم الإسلامي

ارتبطت بداية التدخل الأوربي بالعالم الإسلامي بعدة أسباب، منها: الموقع الاستراتيجي لبعض البلدان العربية والإسلامية، كالمغرب الذي يطل على المحيط الأطلنتي والبحر المتوسط، وشبه الجزيرة العربية التي تعتبر نقطة إلتقاء بين أوربا وإفريقيا وآسيا، مما يسمح بمراقبة طرق التجارة العالمية.

مراحل بداية التدخل الأوربي في العالم الإسلامي خلال القرنين 15 و16م

  • المغرب الأقصى: ركز البرتغال في احتلاله للسواحل المغربية خلال المرحلة الأولى على الثغور الشمالية باستعمال القوة، في حين أخضع المناطق الجنوبية بنهجه الأسلوب السياسي والديبلوماسي.
  • المغرب الأوسط: ركز الإسبان على المدن الساحلية كتلمسان لتأمين الطريق البحري الرابط بين إسبانيا وممتلكاتها بالبحر الأبيض المتوسط.
  • المشرق العربي: احتل البرتغال الطريقين العالميين عبر الشرق الأدنى نحو أوربا، وهما طريق الخليج العربي وطريق البحر الأحمر، اللذان تتحكم فيهما مضيق “هرمز” و”باب المندب”، حيث استطاعوا التحكم في طرق التجارة الشرقية.

ترتب عن التدخل الأوربي في العالم الإسلامي مجموعة من النتائج

فقد المغرب أهميته التجارية (تجارة القوافل الصحراوية) بعد هيمنة البرتغال على مصادر الإنتاج بالجنوب، نفس الضرر لحق بالمشرق العربي من خلال القضاء على الوساطة العربية بين أوربا والمناطق الآسيوية المنتجة للتوابل والحرير، كما أدى التدخل الأوربي بالعالم الإسلامي إلى اندلاع المقاومة ضد الاحتلال الأجنبي بتوجيه من العلماء، أما بالمغرب فقد ظهرت الدولة السعدية التي حملت لواء الجهاد ضد الأيبيريين، وتجلى ذلك واضحا خلال انتصارهم على البرتغال في معركة وادي المخازن سنة 1578م.

خاتمة

تنازعت العالم التوسطي ابتداء من القرن 15م قوى إسلامية وأوربية، انتهى الصراع بسقوط العالم الإسلامي تحت سيطرة إحدى القوتين، ماعدا المغرب الذي ظهرت به الدولة السعدية.

الاكتشافات الجغرافية وظاهرة الميركنتيلية – دروس التاريخ – التاريخ والجغرافيا – الجذع المشترك علمي

المستوى: الجذع المشترك علمي والتكنولوجي

المادة : دروس التاريخ – التاريخ والجغرافيا

عنوان الدرس : الاكتشافات الجغرافية وظاهرة الميركنتيلية

تقديم إشكالي

اهتمت أوربا خلال القرنين 15 و16م بدوافع اقتصادية ودينية للقيام بالاكتشافات الجغرافية الكبرى، مما مكنها من الوصول إلى الهند واكتشاف عوالم جديدة ترتب عنها نتائج هامة غيرت مسار العلاقات التاريخية في أوربا والعالم، كما أدت إلى ظهور طبقة بورجوازية مركنتيلية.

  • ما طبيعة الاكتشافات الجغرافيا وامتدادها المجالي خلال القرنين 15 و16م؟
  • ما دوافعها ونتائجها الدالة على التحولات التي عرفتها أوربا والعالم عقب ذلك؟
  • ما خصائص الميركنتيلية كلبنة أساس للفكر الاقتصادي آنذاك؟

ارتبطت الاكتشافات الجغرافية الكبرى بعدة دوافع وامتدت في مجال شاسع خلال القرنين 15 و16م

كانت وراء الاكتشافات الجغرافية دوافع اقتصادية وتقنية وعلمية

استمر التجار الإيطاليون في جلب المواد الشرقية لكن بتكاليف أكبر، مما زاد في ارتفاع أثمانها وقلص بالتالي من أرباح التجار الأوربيين، ولتحقيق أرباح أكثر عمل الأوربيون على البحث للوصول إلى مناطق الإنتاج دون المرور بالوساطة العربية الإيطالية، فكانت الرغبة في تجاوز هذه الوساطة من أهم دوافع الاكتشافات، إضافة إلى رغبتهم للوصول إلى المعادن النفيسة خاصة الذهب.

التطور الاقتصادي والديمغرافي نتج عنه رواج تجاري خلف الحاجة إلى المعادن النفيسة.

تزايد الحاجة إلى الذهب خلف مجاعة نقدية بعد استتراف مناجم الفضة لأوربا، وعجز المغرب عن توفير الحاجيات المتزايدة، فنتج عن ذلك تضخم مالي كبير أدى إلى أزمة اجتماعية واقتصادية مست بمصالح التجار والبلاد والكنيسة.

ساعد تقدم المعارف الجغرافية وتقنيات الملاحة على إنجاح الاكتشافات لاسيما بعد تعرف الأوربيين على جغرافية القدامى بواسطة الحرب، وعلى الشرق بواسطة المذكرات التي كتبها المبشرون، كما تم صنع الكارافيلا واختراع البوصلة والإسطرلاب، بالإضافة إلى وضع الخرائط البحرية.

تجلت الدوافع الدينية والسياسية للاكتشافات الجغرافية فيما يلي

دعمت البابوية المسيحيين بالعطاأت والامتيازات حيث كان لها دور كبير في حثهم على الخروج لمواجهة المسلمين والقضاء عليهم، والاستفادة من الاكتشافات الجغرافية، حيث كان لذلك أثر إيجابي على نشر الديانة المسيحية، وقد استفاد من كل هذا بشكل كبير البرتغال والاسبان اللذين حصلوا على أموال طائلة.

كان لنتائج الاكتشافات الجغرافية أثر كبير على أوروبا والعالم خلال القرنين 15 و16م

نتج عن الاكتشافات الجغرافية حركة استعمارية شرسة قادها البرتغال والإسبان

تمكن البرتغال من الوصول إلى مناجم الذهب والفضة والدقيق بإفريقيا والشرق الأقصى، فكونت مستعمرات واسعة، وكان المغرب المتضرر الأول، حيث أصبح يعاني من المزاحمة البرتغالية التي تمركزت بسواحل غرب إفريقيا، وأصبحت تتعامل مباشرة مع السودانيين، كما عمل البرتغاليون على إبادة سكان المستعمرات، وذلك عن طريق اللجوء إلى وسيلتين: الأولى تتمثل في الحروب القاسية الظالمة التي شنت ضد الأمم الضعيفة، أما الوسيلة الثانية فتتجلى في الاستغلال والاسترقاق والاستعباد.

خلفت الاكتشافات الجغرافية نتائج مختلفة على أوروبا والعالم

  • نتائج اقتصادية: تمثلت في سيطرة الأوربيين على رواج التجارة العالمية بين القارات وانتعاش الموانئ الأطلسية (لندن، بوردو، أنفرس) على حساب موانئ البحر الأبيض المتوسط (جنوة، البندقية)، وتجارة القوافل الصحراوية (المغرب)، فتدفقت ثروات هائلة على أوربا مما أدى إلى ارتفاع الأسعار بالإضافة إلى استتراف ثروات وخيرات المنطقة.
  • نتائج سياسية ودينية: تمثلت في انتشار الديانات المسيحية (كاثوليكية، بروتستانتية)، وتكوين إمبراطوريات واسعة برتغالية واسبانية على حساب المستعمرات.
  • نتائج اجتماعية: نقص سكان المستعمرات بسبب الإبادة والاسترقاق والاستعباد وانتهاك كرامة الإنسان، وتدني عيش العمال والحرفيين والفلاحين بسبب ارتفاع الأسعار، ثم استغلال الثروة والغنى من الطبقة الديمقراطية إلى بورجوازية، وتدفق هائل للمهاجرين والمغامرين والمضطهدين نحو العالم الجديد.
  • نتائج ثقافية وفكرية: تمثلت النتائج الثقافية في تقديم العلوم الجغرافية كإثبات كروية الأرض، ووضع خرائط جديدة للعالم، وانهيار المعلومات الجغرافية للعصر الوسيط، أما النتائج الفكرية فقد تجسدت في ظهور المذهب الميركنتيلي.

ىنظمت المركنتيلية الحياة الاقتصادية والاجتماعية لأوربا خلال القرنين 15 و16م

تعريف المركنتيلية التجارية

تأسس المذهب الميركنتيلي وهو تيار فكري ظهرت بوادره في 15م واستمر إلى القرن 18م، والميركنتيلية مصطلح ينسب إلى كلمة “مركنتي” الإيطالية، وتعني تاجر، يقوم هذا الفكر على مبدأين أساسين: أولهما يربط قوة الدولة بمدى ما تتوفر عليه من معادن نفيسة، ويقوم المبدأ الثاني على توجيه الدولة للاقتصاد، وذلك بخلق صناعات محلية لضمان القدرة على مواجهة المنافسة الخارجية وضمان الأسواق، مما يفرض عليها ضرورة مراقبة جودة المنتوجات الصناعية عن طريق سن قوانين صارمة.

اختلفت خصائص ومظاهر الفكر الميركنتيلي حسب سياسية الدولة

  • فرنسا: الاهتمام بالصناعة كأساس لجلب وجمع المعادن النفيسة.
  • إنجلترا: أسست شركات تجارية كبرى في المستعمرات، وفرضت قوانين ملاحية لحماية التجارة، واهتمت بالنفائس المعدنية.

والنتيجة كانت هي تحقيق فائض في الميزان التجاري عن طريق تراكم المعادن النفيسة في خزائن كل من فرنسا وانجلترا، وعلى نقيض ذلك تراجع هذا الرصيد بإسبانيا، وتفشت ظاهرة التهريب لهذه الثروة.

خاتمة

لقد فتحت الاكتشافات الجغرافية أمام الأوربيون العديد من الأسواق الجديدة، وحركت التجارة البعيدة وساهمت في تراكم الأموال وبروز دور الطبقة البورجوازية في توجيه الاقتصاد الأوربي نحو رأسمالية تجارية كبرى.

Ads
Ads Ads Ads Ads
Ads