عنوان الدرس : القضية الفلسطينية: جذور القضية وأشكال التمركز الصهيوني
المادة : دروس التاريخ – الدورة الأولى – الاجتماعيات
الشعب: اداب وعلوم انسانية
المسالك: اداب وعلوم انسانية
تمهيد إشكالي
بدأت القضية الفلسطينية مع ظهور الحركة الصهيونية والتوغل الإمبريالي في المشرق العربي، وعملت بريطانيا على إقامة دولة يهودية بفلسطين، وبدأت المقاومة الفلسطينية ضد الانتداب البريطاني والمشروع الصهيوني الذي لقي الدعم من طرف الدول الإمبريالية، مما جعل الصراع في المنطقة إلى يمتد الآن.
- فكيف نشأت المنظمة الصهيونية؟
- وكيف تحالفت مع بريطانيا لاستعمار فلسطين؟
- وما هي أشكال التمركز الصهيوني في فلسطين والمقاومة التي واجهته؟
نشأة المنظمة الصهيونية وتحالفها مع بريطانيا لاستعمار فلسطين
نشأة المنظمة الصهيونية وأهدافها
الصهيونية حركة سياسية عالمية استهدفت إنشاء وطن قومي لليهود، ويعتبر “تيودور هرتزل” مؤسس الحركة الصهيونية، ترجع جذور الحركة إلى سنة 1897م، وهي السنة التي انعقد فيها المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بال السويسرية، والذي انبثقت عنه المنظمة الصهيونية العالمية، وقد تبين في هذا المؤتمر أن الصهيونية تسعى إلى إقامة وطن لليهود في أرض فلسطين معترف بها وفقا للقانون العام (الدول الكبرى)، وتشكلت المنظمة الصهيونية من عدة أجهزة، منها:
- الوكالة اليهودية: التي تشرف على تنظيم الهجرة إلى فلسطين واستيطانهم لها.
- المصرف الاستعماري اليهودي: الذي يتولى نفقات الخدمات العامة.
- الصندوق القومي اليهودي: الذي يقوم بشراء الأراضي في فلسطين.
- الصندوق التأسيسي: الذي يتولى جمع التبرعات وتمويل الهجرة.
- مكتب فلسطين: الذي يشرف على استعمار الأراضي وتوطين اليهود.
- مليشيات عسكرية: وهي مجموعات مسلحة تستعمل العنف ضد الفلسطينيين من أبرزها “الهاغانا”.
ولتحقيق معالم الدولة اليهودية المنشودة، اتخذ المؤتمر الإجراأت التالية:
- خلق أجهزة التمويل والتهجير وشراء الأراضي والاستيطان.
- تأسيس الملشيات العسكرية.
- تقوية الشعور القومي اليهودي.
- القيام بالمساعي الدبلوماسية للحصول على مساعدة الدول الامبريالية وخاصة بريطانيا.
إلى جانب ذلك فقد ساعد تقارب المصالح الصهيونية من جهة والمصالح البريطانية من جهة أخرى عن إصدار هذه الأخيرة للتصريح المعروف بوعد بلفور في 2 نونبر 1917م، الذي نص على إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين.
التحالف الصهيوني البريطاني لاستعمار فلسطين
تمكن زعماء الحركة الصهيونية من إقناع بريطانيا بتشكيل دولة يهودية بفلسطين لضمان المصالح الإنجليزية في المشرق العربي، في الوقت الذي احتاجت بريطانيا إلى المال خلال الحرب العالمية الأولى، وكذلك دخول الولايات المتحدة الحرب إلى جانب دول الوفاق، ولتحقيق أهدافها قبلت بريطانيا مطالب الحركة الصهيونية وصرح وزير خارجيتها بلفور في 1917م بأن بريطانيا ستسهر على إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وبعد نهاية الحرب وفرض الانتداب البريطاني على فلسطين، عينت بريطانيا مندوبا ساميا يهوديا (هربرت صمويل) على المنطقة لتطبيق ما جاء في صك الانتداب، كإنشاء الوطن القومي اليهودي والاعتراف بوكالة يهودية تساهم في إدارة فلسطين، تلك الإدارة التي تتولى وضع القوانين وتسهل الهجرة والحصول على الجنسية من طرف اليهود.
أشكال التمركز الصهيوني في فلسطين والمقاومة التي واجهته
أشكال ووسائل التمركز الصهيوني في فلسطين
تتمثل أهم أشكال التمركز في الهجرة اليهودية إلى فلسطين، والتي كانت تشرف عليها الوكالة اليهودية، حيث ارتفع عدد المهاجرين بشكل كبير عقب أزمة 1929م وظهور النازية في أوربا، وكذلك خلال الحرب العالمية الثانية، وتمثلت وسائل التمركز الصهيوني في السيطرة على الأراضي وإنشاء المستوطنات، والحصول على الجنسية الفلسطينية من طرف سلطات الانتداب البريطاني، التي ساعدت على تطوير المشاريع الاقتصادية الصهيونية، وجلب المزيد من الاستثمارات اليهودية إلى فلسطين، وحماية الاقتصاد الصهيوني.
تطور المقاومة الفلسطينية للتمركز الصهيوني
كانت المقاومة الفلسطينية في بدايتها سلمية، تعارض الاستيطان الصهيوني والانتداب البريطاني في فلسطين، وتحولت إلى مقاومة مسلحة انطلاقا من ثورة البراق 1929م عقب حدوث الأزمة الاقتصادية العالمية، وارتفاع عدد المهاجرين اليهود، ثم ثلثها ثورة القسام سنة 1935م، والثورة الكبرى في الفترة ما بين 1935م و1939م، حيث قام الفلسطينيون بإضرابات عامة، وقاطعوا المنتوجات الصهيونية والإنجليزية، ودخلوا في مواجهة مسلحة ضد الصهاينة والإنجليز، ولتهدئة الأوضاع أصدرت بريطانيا قرارات عبارة عن وعود كاذبة تحت اسم “الكتاب الأبيض الأول”، ثم “الكتاب الأبيض الثاني”، واقترحت في 1937م مشروع تقسيم فلسطين إلى دولتين.
الخطوات التمهيدية لتوطين الكيان الصهيوني في فلسطين
رفض الفلسطينيون والصهاينة مشروع التقسيم لسنة 1937م، ونتيجة لاستمرار المقاومة وظهور بوادر الحرب العالمية الثانية، أصدرت بريطانيا الكتاب الأبيض لسنة 1939م تقترح فيه إنشاء دولة في فلسطين مرتبطة ببريطانيا يتقاسم السلطة فيها اليهود والعرب، لكن هذا الاقتراح تعارض مع مصالح الفلسطينيين والصهاينة كذلك، وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية وإنشاء منظمة الأمم المتحدة في 1945م، طرحت بريطانيا مشكلة فلسطين على الأمم المتحدة التي أقرت التقسيم سنة 1947م، وانسحاب بريطانيا في 1948م، وانتهزت الصهيونية الفرصة لإعلان قيام دولة إسرائيل في 1948م، مما أدى إلى استمرار الصراع في المنطقة.
خاتمة
باندلاع الحرب العالمية الثانية، شهدت القضية الفلسطينية تطورات جديدة أدت إلى تأسيس إسرائيل.
شرح العبارات
- الصهيونية: حركة سياسية يهودية ظهرت بأوربا أواخر القرن 19م، هدفها إنشاء وطن قومي لليهود على أرض فلسطين باعتبارها أرض الميعاد، ولليهود وحدهم الحق في الاستقرار بها وتعميرها.
- الانتداب: نظام سياسي يقوم على تكليف بعض الدول بالسهر على إدارة شؤون أخرى ومنحها الاستقلال حين تتوفر فيها شروط الدولة.
- عز الدين القسام: مقاوم عربي من سوريا، شارك في ثورة العلويين ضد الاستعمار الفرنسي لسوريا، التجأ إلى يافا بفلسطين ونظم الكفاح المسلح ضد الإنجليز والصهاينة، استشهد في ثورة 1935م.
- مؤتمر سان ريمو: عقد في أبريل سنة 1920م تحت إشراف عصبة الأمم لوضع الترتيبات النهائية لتقاسم احتلال الشرق العربي في إطار نظام الانتداب.
- تيودور هرتزل: مفكر يهودي، ولد في بودابست.
- آرثر بلفور: وزير خارجية بريطانيا ما بين 1916 و1919م.