المستوى: الأولى باكالوريا آداب وعلوم انسانية
المادة : الدرس اللغوي – اللغة العربية
عنوان الدرس : بحر الرجز
بحر الرجز
الرجز هو بحر معروف من بحور الشعر العربي، وتسمى قصائده الأراجيز ومفردها أرجوزة، ويسمى قائله: راجزا. والرجز بفتح الجيم هو داء يصيب الإبل ترتعش منه أفخاذها عند قيامها ولذلك أطلق على هذا البحر من الشعر رجزا لأنه تتوالى فيه الحركة والسكون، ثم الحركة والسكون، وهو يشبه في هذا بالرجز في رجل الناقة ورعشتها حين تصاب بهذا الداء فهي تتحرك وتسكن، ثم تتحرك وتسكن، ويقال لها حينئذ رجزاء. وقد كان شعر الرجز منتشرا في الجاهلية والإسلام، وكتبوا به كثيرا من أشعارهم وسجلوا به أنسابهم وأحسابهم. بحر الرجز هو حمارُ الشّعراء بسبب التّغييرات الكثيرة الّتي تطرأ على تفعيلته الرّئيسة، وبسبب سهولة ركوب الشّعراء عليه أيضًا.
الرَّجَزُ بحرٌ أحاديُّ التّفعيلةِ يرتكزُ بناؤه على تَكرار (مُسْتَفْعِلُنْ) وهي: تفعيلةٌ لا تردُ في الرجز أو في غيره بهذه الصّورة فقط، بل بصورٍ أخرى تختلف تبعًا لاختلاف التّغيير الذي يطرأ على مكوّناتها، نتيجةً لدخول الزُّحافات والعلل.
وزن الرجز
مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ ۩۩۩ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ
ضابط بحر الرجز
فِيْ أَبْحُرِ الأرْجازِ بَحْرٌ يَسْهُلُ ۩۩۩ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُ
صورُ مُسْتَفْعِلُنْ
زحاف الخبن
سقوط الحرف السّاكن الثّاني من التّفعيلة، لتكون التّفعيلة (مُتَفْعِلُنْ).
زحاف الطّي
سقوط الحرف الرّابع السّاكن من التفعيلة، لتكون التفعيلة (مُسْتَعِلُنْ).
زحاف الخبل
سقوط الحرفين الثّاني والرّابع؛ لتكون التّفعيلة (مُتَعِلُنْ).
علّةُ القطع
سقوط آخر الوتد المجموع وتسكين ما قبله، أي: سقوط النّون؛ لتكون التفعيلة (مُسْتَفْعِلْ)، وللمخبونةِ (مُتَفْعِلْ). هذه العلّة هي أكثر العِلل شيوعًا في (مُسْتَفْعِلُنْ).
حشو الرجز
لمستفعلن في حشو الرجز أربع صور، وهي:
- مُسْتَفْعِلُنْ.
- مُتَفْعِلُنْ، (خبن).
- مُسْتَعِلُنْ، (طي).
- مُتَعِلُنْ، (خبل)
عروض الرجز وضربه
لعروض الرجز أربع صور، وهي:
- مُسْتَفْعِلُنْ.
- مُتَفْعِلُنْ.
- مُسْتَعِلُنْ.
- مُسْتَفْعِلْ.
أنواع الرجز
للرجز أربعة أنواع تعتمد على تكرار عدد التفعيلات.
الرجز التّام
له عروض واحد صحيح: مُسْتَفْعِلُنْ، وضربان: صحيح (مُسْتَفْعِلُنْ)، ومقطوع (مُسْتَفْعِلْ). لا يمنع دخول (الخبن) لتُصبح (مُتَفْعِلُنْ) في العروض والضّرب.
صيغته | مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ ۩۩۩ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ |
مثال | لا تيأسوا أن تستردّوا مجدَكُم ۩۩۩ فربَّ مغلوبٍ هوى ثمّ ارتقى |
تقطيع | لا تيأسوا/ أن تسترد/ دو مجدكم ۩۩۩ فرب بَمغ/ لوبن هوى/ ثمْ مَرتقى |
رموز | /ه/ه//ه – /ه/ه//ه – /ه/ه//ه ۩۩۩ //ه// – /ه/ه//ه – /ه/ه//ه |
مُقابلة | مُسْتَفْعِلُنْ – مُسْتَفْعِلُنْ – مُسْتَفْعِلُنْ ۩۩۩ مُتَفْعِلُنْ – مُسْتَفْعِلُنْ – مُسْتَفْعِلُنْ |
الرجز المجزوء
له عروض وضرب واحد صحيح: مُسْتَفْعِلُنْ، وقد يدخلهُ زحافا (الخبن) و (الطي).
صيغته | مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ ۩۩۩ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ |
مثال | قَدْ هاجَ قَلبي مَحضرُ ۩۩۩ أقوى ورَبعٌ مُقْفِرُ |
تقطيع | قد هاجَ قلْ/ بي محضرو ۩۩۩ أقوى ورب/ عن مُقفرو |
رموز | /ه/ه//ه – /ه/ه//ه ۩۩۩ /ه/ه//ه – /ه/ه//ه |
مُقابلة | مُتَفْعِلُنْ – مُسْتَفْعِلُنْ ۩۩۩ مُسْتَفْعِلُنْ – مُسْتَعِلُنْ |
الرجز المشطور
تفعيلتهُ الثّالثة هي العروض والضّرب معًا، وهي صحيحة: مُسْتَفْعِلُنْ.
صيغته | مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ |
مثال | قُلتُ لنَفْسِي حِينَ فَاضَتْ أدْمُعِي |
تقطيع | قلتُ لنفسْ/ ي حين فا/ ضت أدمعي |
رموز | /ه///ه – /ه/ه//ه – /ه/ه//ه |
مُقابلة | مُسْتَعِلُنْ – مُسْتَفْعِلُنْ – مُسْتَفْعِلُنْ |
الرجز المنهوك
تفعيلتهُ الثّانية هي العروض والضّرب معًا، وهي صحيحة: مُسْتَفْعِلُنْ.
صيغته | مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ |
مثال | إلهنا ما أعدلك |
تقطيع | إلاهنا/ ما أعدلك |
رموز | //ه//ه – /ه/ه//ه |
مُقابلة | مُتَفْعِلُنْ – مُسْتَفْعِلُنْ |
ملخص الزحافات والعلل في البحر الرجز
يجوز في الرجز الْخَبْن (حذف الثاني الساكن)، والطي (حذف الرابع الساكن)، والخبل (حذف الثاني والرابع الساكنين)، وهذه الزحافات تجوز في حشوه وعَرُوْضه وضربه إلا الضرب المقطوع (حذف ساكن الوتد المجموع آخر التفعيلة وتسكين ما قبله) (مُسْتَفْعِلْ) فإنه لا يجوز فيه الْخَبْن. وتصبح (مُسْتَفْعِلُنْ) بالْخَبْن: (مُتَفْعِلُنْ)، وبالطي: (مُسْتَعِلُنْ)، وبالخبل: (مُتَعِلُنْ) ويصبح الضرب المقطوع (مُسْتَفْعِلْ) بالْخَبْن: (مُتَفْعِلْ) ويُسَمَّى حينئذ مكبولا أو مخلعا.
وهذه الزحافات سائغة في الرجز غير نابية عن الذوق، وقد تجتمع جميعا في بيت واحد دون ثقل أو نشوز، وقد يستغني الشاعر عن وحدة القافية في أبيات القصيدة من الرجز بالتصريع في كل بيت وبوحدة القافية بين شطريه. ويُسَمَّى هذا النوع من الرجز (المزدوجَ)، وفيه يجوز للشاعر الجمع بين الضرب التام (مُسْتَفْعِلُنْ) والضرب المقطوع (مُسْتَفْعِلْ) في قصيدة واحدة كما في أرجوزة أبي العتاهية المسماة ذات الأمثال.
أمثلة على بحر الرجز
ورد في ألفية بن مالك:
كلامنا لفظ مفيد كاستقم ۩۩۩ واسم وفعل ثم حرف الكلم
واحده كلمة والقول عم ۩۩۩ وكلمة بها كلام قد يؤم
بالجر والتنوين والندا ۩۩۩ وأل ومسند للاسم تمييز حصل
ومثال آخر من متن ابن الجزري رحمه الله الموسوم “المقدمة فيما على قارئ القرآن أن يعلمه”:
يقول راجي عفو رب سامع ۩۩۩ محمد بن الجزري الشافعي
الحمد لله وصلى الله ۩۩۩ على نبيه ومصطفاه
محمد وآله وصحبه ۩۩۩ ومقرئ القرآن مع محبه
وبعد إن هذه مقدمه ۩۩۩ فيما على قارئه أن يعلمه
إذ واجب عليهم محتم ۩۩۩ قبل الشروع أولا أن يعلموا
مخارج الحروف والصفات ۩۩۩ ليلفظوا بأفصح اللغات
محرري التجويد والمواقف ۩۩۩ وما الذي رسم في المصاحف
من كل مقطوع وموصول بها ۩۩۩ وتاء أنثى لم تكن تكتب بها
ومن ارجوزة نور الدين السالمي “جوهر النظام في علمي الأديان والاحكام”:
من أدب السؤال للعفيف ۩۩۩ أن يسأل العالم كالضعيف
لا يورث العلم من الأعمام ۩۩۩ ولا يرى باليل في المنام
لكنه يحصل بالتكرار ۩۩۩ والدرس في الليل وفي النهار
مثاله شجرة في النفس ۩۩۩ وسقيها بالدرس بعد الغرس
يدركه من كد فيه نفسه ۩۩۩ حياته ثم أطال درسه
مزاحما أهل العلوم بالركب ۩۩۩ وطالبا لنيله كل الطلب
فالله قد أوحى إلى داود ۩۩۩ أن اتخذ نعلين من حديد
الخلاصة
للرّجز أربعة أنواع هي: التّام، والمجزوء، والمشطور، والمنهوك.
للرّجز عروضان وثلاثة أضرب، مع الجوازات.
تفاعيل الرجز في الحشو أربع، هي: مُسْتَفْعِلُنْ، مُتَفْعِلُنْ، مُسْتَعِلُنْ، مُتَعِلُنْ.
عروضه وضربه تسعة، وهي: مُسْتَفْعِلُنْ، مُتَفْعِلُنْ، مُسْتَعِلُنْ، مُتَعِلُنْ، مَسْتَفْعِلْ، مُتَفْعِلْ، مُسْتَفْ، مُسْتَفْعِلانْ، مُتَفْعِلانْ.
صوره:
- مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ ۩۩۩ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ.
- مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ ۩۩۩ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلْ.
- مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ ۩۩۩ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ.
- مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ.
- مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ.