المستوى: السنة الثالثة إعدادي
المادة :التربية الإسلامية
كتاب: فضاء التربية الإسلامية المدخل: مدخل الاقتداءعنوان الدرس : إيواء الرسول ونصرته: أيوب الأنصاري – أم سليم
النصوص
لما انتصر المسلمون في غزوة حنين اعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم من غنائمها لقريش وغيرهم من قبائل العرب ولم يعط الانصار منها شيئا ،فوجد الانصار في انفسهم لما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم .ولما علم الرسول ص بالامر طلب من سعد بن عبادة ان يجمع له الانصار .فأتاهم رسول الله ص فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال ” يامعشر الانصار ،مقالة بلغتني عنكم وجدة وجدتموها علي في أنفسكم؟ الم اتكم ضلالا فهداكم الله وعالة فأغناكم الله وأ‘داء فألف الله بين قلوبكم ؟ فقالوا بلى ، الله ورسوله امن وافضل .ثم قال الا تجيبونني يا معشر الانصار؟ قالوا: بماذا نجيبك يا رسول الله؟ لله ولرسوله المن والفضل.قال ص : أما والله لو ش\تم لقلتم فلصدقتم اتيتنا مكذبا فصدقناك، ومخذولا فنصرناك،وطريدا فاويناك،وعائلا فاسيناك.أوجدتم يا معشر الانصار في افسكم في لعاعة من الدنيا تألفت بها قوما ليسلموا ووكلتكم الى اسلامكم؟ الا ترضون يا معشر الانصار ان يذهب الناس بالشاء والبعير وترجعوا بسول الله الى رحالكم؟ فوالذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنت امرأ من الانصار ،ولو سلك الناس شعبا وسلكت الانصار شعبا ، لسلكت شعب الانصار ، اللهم ارحم الانصار، وأبناء الانصار .وأبناء أبناء الانصار. قال فبكى القوم حتى اخلضوا لحاهم وقالوا: رضينا بسول الله قسما وحظا.ثم انصرف رسول الله وتفرقوا. السيرة النبوية لابن هشام قال تعال: والذين تبوئو الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويوثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصا ومن يوق شح نفسه فأولائك هم المفلحون” سورة الحشر الاية 9 |
بعض القيم من الاية الكريمة
القيم | النصوص |
الاحتضان | يحبون من هاجر اليهم |
الايثار | يوثرون على انفسهم |
التضحية | واني لا اقدر على ما اتحفك به الا ابني هذا |
حسن الخلق | فخدمته عشر سنين فما ضربني ولا سبني ولا عبس في وجهي |
مميزات الفئتين المذكورتين في الآية
والذين استوطنوا “المدينة”، وآمنوا من قبل هجرة المهاجرين -وهم الأنصار- يحبون المهاجرين، ويواسونهم بأموالهم، ولا يجدون في أنفسهم حسدًا لهم مما أُعْطوا من مال الفيء وغيره، ويُقَدِّمون المهاجرين وذوي الحاجة على أنفسهم، ولو كان بهم حاجة وفقر، ومن سَلِم من البخل ومَنْعِ الفضل من المال فأولئك هم الفائزون الذين فازوا بمطلبهم.
استقبال اهل المدينة للرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه ابي بكر
ما إن ركب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصاحبة أبو بكر الصديق رضي الله عنه راحلتهما، وسارت بهما من ديار بني سالم متجهة نحو المدينة، إلا وخرج أهل المدينة كل يوم إلى ظاهر المدينة ينتظرون قدوم الحبيب، حتى إذا اشتد الحر عليهم عادوا إلى بيوتهم، وظلوا هكذا حتى إذا كان اليوم الذي قدم فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم انتظروه حتى لم يبق مكان فينه ظل يستظلون به فعادوا إلى بيوتهم.
ووصل النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وقد دخل الناس بيوتهم، وكان اليهود يرون ما يفعله الأنصار، فلما رآه رجل من اليهود صرخ بأعلى صوته: يا بني قيلة -)وهي جدة للأنصار ينسبون إليها، وهي بنت كاهل بن عذرة)-، هذا صاحبكم قد جاء.
فخرج أهل المدينة عن بكرة أبيهم لاستقبال الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم بفرحة غامرة، فامتلأت بهم الطرقات، حتى أسطح المنازل امتلأت بالنساء والأطفال والرجل، وهم يقولون: “الله أكبر جاء رسول الله .. الله أكبر جاء محمدًا .. الله أكبر جاء رسول الله”.
وخرجت الفتيات الصغيرات بالدفوف يتقدمون أهل المدينة الذين خرجوا في الطرقات وهم يحملون سعف النخيل، وينشدون فرحين
في المدينة استقبل الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل يقول كل قبيلة اقم عندنا في العدة والعدد ويقول خلوا سبيلها فإنها مأمورة، فلما انتهت إلى بيت أبى أيّوب الأنصاري بركت ووضعت جرانها في الأرض. فَنَزَلَ عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاحْتَمَلَ أَبُو أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ رَحْلَهُ، فلما دعاه الناس إلى بيوتهم قال عليه الصلاة والسلام: -ح: “المرء مع رحله”.
فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي أيوب وأقام عنده سبعة أشهر إلى أن بنى المسجد.
محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته
ايواء الرسول صلى الله عليه وسلم من طرف ابي ايوب الانصاري
كان لأبي أيوب بيت من طابقين فأراد أن يكرم رسول الله صلى الله عليه وسلم بانزاله في الطابق الثاني ، فاختار رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسكن في الطابق الأرضي حرصاً منه على راحة زواره ، ومع هذا فقد كان أبو أيوب وزوجه حريصاً ألا يزعج رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء يتأذى منه حتى ولو كان خطوة يخطوها أو ماء يهراق روى الحاكم في مستدركه باسناد صحيح عن أبي أمامة الباهلي عن أبي أيوب الأنصاري قال : لما نزل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت : بأبي أنت وأمي ، إني أكره أن أكون فوقك وتكون أسفل مني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني أرفق بي ان أكون في السفلى لما يغشانا من الناس فقال أبو أيوب : فلقد رأيت جرة لنا انكسرت فأهريق ماؤها ، فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة لنا ما لنا لحاف غيرها، ننشف بها الماء فرقاً أن يصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء يؤذيه
سلوك ام سليم تجاه الرسول صلى الله عليه وسلم
جاءت أم سليم بأعز ما تملك؛ ابنها وفلذة كبدها ووضعته في خدمة النبي صلى الله عليه وسلم، كانت أم سليم ترجو بذلك إرضاء ربها ورسوله وتأمل أن يتعلم ابنها العلم من النبي مباشرة، لا شك أن أم سليم تعرف كيف وعلى ماذا ربته وكان أنس عند حسن ظنها، كلنا يعرف من هو أنس بن مالك خادم النبي، يا له من شرف عظيم، أحبه النبي صلى الله عليه وسلم وقربه ودعا له بقوله: «اللهم أكثر له ماله وولده وأطل عمره واغفر ذنبه» (السلسلة الصحيحة [5/287])، وقد استجاب الله دعاء نبيه فكان أنس آخر من مات من الصحابة بالبصرة، وقد قارب المائة من عمره، وأكثر الله ماله وأولاده، وكان أنس يقول: “وإني والله لأرجو الرابعة أي أرجو مغفرة الله تعالى”.
إذن هكذا كانت أم سليم؛ أعملت عقلها وبحثت عن مستقبل ابنها ووضعته في البيئة التي تضمن نجاحه وفلاحه بإذن الله، ولهذا قلنا في بداية الحلقة أنها أم لا كالأمهات، ألا يجب أن تكون أم سليم قدوة لكثير من أمهات اليوم، يؤلمنا أن نجد معظم الأمهات ينصب على تربية أجساد أولادهن فيطعمنهم أحسن الطعام ويلبسنهم أحسن اللباس ولكنهم يغفلن عن تغذية عقولهم وأرواحهم، تبخل أنفسهم علي أن تجود بهم لطلب العلم وخدمة الإسلام