المستوى: الأولى باك علوم تجريبية والأولى باك علوم رياضية
المادة : دروس النصوص – اللغة العربية
عنوان الدرس : مفهوم الحداثة – مدخل مفاهيمي
مفهوم الحداثة
تعرف باللغة الإنجليزية باسم (Modernity)، وهي الشيء الجديد، والذي يعطي صورة معاكسة عن الشيء القديم، وتعرف أيضاً بأنها: الانتقال من حالة قديمة إلى حالة جديدة، تشمل وجود تغيير ما، أما عن دور الحداثة في التاريخ، فيعد الفيلسوف هيغل أول شخص اهتم بمفهوم الحداثة، وربطها مع التطوّرات الفكرية التي ظهرت في أوروبا، والتي اتّسمت بظهور تيارات أدبيّة وفنية لم تكن معروفة سابقاً.
وارتبطت أفكار الحداثة مع العلوم، والاختراعات فظهرت العديد من الوسائل التي لم تكن مكتشفة سابقاً، مثل: السيارات، والمصابيح الكهربائية، والهاتف، وغيرها لتساهم الحداثة في نقل العالم لعصر جديد أكثر تطوراً وفاعلية، وهذا ما ظهر في كل من القرنين التاسع عشر، والعشرين وما زال مستمراً حتى يومنا هذا.
وأثرت الحداثة بشكل ملحوظ على مسمّيات العصور التاريخيّة، فظهرَ كل من عصرالتنوير وعصر النهضة في أوروبا كعصرين جديدين، وأشار الفيلسوف هيغل لهذا التطوّر بأنه الانتقال إلى حقبة جديدة تختلف عن الحقب الماضية، وكأي مفهوم مستحدث واجهت الحداثة الكثير من الانتقادات؛ بسبب التغيّرات التي أدت إليها، والتي لا تتناسب مع الأفكار الشعبيّة، وآراء بعض الفلاسفة والمفكّرين.
التأسيس وأبرز الشخصيات
بدأ مذهب الحداثة منذ منتصف القرن التاسع عشر الميلادي تقريبا في باريس على يد كثير من الأدباء السريالين والرمزيين والماركسيين والفوضويين والعبثيين،ولقي استجابة لدى الأدباء الماديين والعلمانين والملحدين في الشرق والغرب، حتى وصل إلى شرقننا الإسلامي والعربي. ومن أبرز رموز مذهب الحداثة من الغربيين :
- شارل بودلير (1821– 1867) وهو أديب فرنسي أيضا نادى بالفوضى الجنسية والفكرية والأخلاقية ،ووصفها بالسادية أي التلذذبتعذيب الآخرين .له ديوان شعر مترجم بالعربية من قبل الشاعرإبراهيم ناجي ،ويعد شارل بودلير مؤسس الحداثة في العالم الغربي.
- (لاديب الفرنسي غوستاف فلوبير (1821– 1880).
- مالارامية (1842– 1898) وهو شاعر فرنسي ويعد أيضا من رموز المذهب الرمزي.
- الأديب الروسي مايكوفوسكي، الذي نادى بنبذ الماضي والاندفاع نحو المستقبل.
ومن رموز مذهب الحداثة في البلاد العربية:
- يوسف الخال، الشاعر النصراني وهو سوري الاصل رئيس تحرير مجلة الحداثية، وقد مات منتحراً أثناء الحرب الاهلية اللبنانية .
- أدونيس (علي أحمد سعيد) نصيري سوري ويعد المروج الأول لمذهب الحداثة في البلاد العربية، وقد هاجم التاريخ الإسلامي والدين والأخلاق في رسالتة الجامعية التي قدمها لنيل درجة الدكتوراة في جامعة القديس يوسف في لبنان وهي بعنوان الثابت والمتحول.
- عبد العزيز المقالح، وهو كاتب وشاعر يماني، وهو الآن مدير لجامعة صنعاء وذو فكر يساري.
- عبد الله العروي، ماركسي مغربي.
- محمد عابد الجابري مغربي.
- الشاعر الفلسطيني محمود درويش.
خصائص الحداثة
للحداثة مجموعة من الخصائص، وهي:
- ساهمت في تطوّر العديد من المجالات الاقتصاديّة، والصناعية.
- ظهرت أجهزة إلكترونيّة لم تكن معروفة مسبقاً.
- ساعدت على توفير الوقت، عن طريق الاعتماد على وسائل الاتصال الحديثة.
- غيّرت الأفكار السائدة عند الناس.
- تعتبر الأمور التراثيّة والتقليدية أشياء قديمة.
- غيّرت من الصورة النمطيّة للمجتمعات.
- طورت من المؤسسات والشركات في كافة المجالات التي تعمل بها.
- طوّرت المؤسسات التعليمية عن طريق تغيير مفهوم التعليم التقليديّ، والاعتماد على التعليم الحديث.
مذاهب الحداثة الفكرية
أثرت وتأثرت الحداثة بمجموعة من المذاهب الفكريّة، فمنها من قَبِل الحداثة ومنها من رفضها، ولكل مذهب أسباب خاصة به، ساهمت في توجيه طبيعة تعامله مع مفهوم الحداثة، ومن هذه المذاهب:
الدادائيّة
هي أسلوب فكري انتشر في سنة 1916م، وتعتمد على احترام المشاعر، والآراء الفردية لكل شخص، وتهاجم الأفكار الحديثة، والتي ارتبطت مع مفهوم الحداثة، وتسعى إلى العودة للحياة التقليديّة، والقديمة بالابتعاد عن أي شيء حديث؛ بسبب أنّه لا يتناسب مع الحياة الاجتماعيّة.
السرياليّة
هي أسلوب فكريّ، ارتبط بالأفكار الفلسفيّة، والعلوم النفسية، التي نتجت عن التأثر بالحداثة الفكريّة، وكانت جزأً من الدراسات النفسية التي قام بها العالم فرويد، فتعتمد السريالية على العواطف، والعيش بعالم خيالي مليء بالأحلام، كوسيلة أفضل من الوجود في الحياة المنطقية، أو الواقعية التي يعيشها الإنسان.
الرمزية
هي أسلوب فكري يشير إلى أنّ مفهوم الحداثة يرتبط مع الخيال الإنسانيّ، والأوهام التي يعيشها الفرد، وأثر هذا النوع من الأفكار على الحياة الأدبية في أوروبا، وتحديداً على الشعر والرسم، فالشعراء والرسامون الذين اعتمدوا على الحداثة الرمزية، تركوا التقيّد بالقواعد الخاصة بالشعر، وفن الرسم، واستبدلوها بأمور جديدة، ومستحدثة، فواجه هذا المذهب الحداثي انتقاداً في المجتمعات الأوروبيّة.